-->

بحث الإسلام والمسلمون في إفريقيا

بحث الإسلام والمسلمون في إفريقيا
    بحث الإسلام والمسلمون في إفريقيا
    الإسلام والمسلمون في إفريقيا

    تعد إفريقيا القارة المسلمة الأولى إذ عدد المسلمين فيها حوالي 52% من جملة السكان ولذلك جدير بنا أن نقدم دراسة تلقي الضوء على هذه القارة المسلمة . وسوف أتناول في هذا الموضوع تاريخ الإسلام والمسلمين في هذه القارة ومتى كان دخول الإسلام والعوامل التي سهلت دخول الإسلام إلى قارة أفريقيا والمراحل التي دخل من خلالها الإسلام إلى هذه القارة. والآثار التي ترتبت على دخول الإسلام قارة إفريقيا.
    وسوف ارجع في ذلك كله إلى مراجع وثيقة الصلة بهذا العنوان "الإسلام والمسلمون في إفريقيا"

    أصالة الإسلام في قارة أفريقيا
    وصل الإسلام إفريقيا مبكراً، وكانت أول لمسة إسلامية لأديم إفريقيا عندما هاجر فريق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة واختيار الحبشة أمر له مغزاه، ثم فتح الله على المسلمين مصر بعد عشر سنوات من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم فتح الشمال الإفريقي قبل اكتمال القرن الهجري الأول، وأشرف الإسلام على المحيط الأطلنطي غرباً. وهناك محور اخر سلكته الدعوة الاسلامية في شرقي القارة الاقريقية، ولم يكن أقل نشاطاً من المحور الاول فان كان الجهاد سمة المحور الشمالي لانتشار الاسلام والدعوة الاسلامية، فالهجرة والتجارة والسلم من ابرز صفات المحور الثاني في بث الدعوة الاسلامية عبر شرق افريقيا، وبعد ان تمكنت الدعوة من قلوب شعوب الشمال والشرق الاقريقي اخذت تنتقل على ايدي ابناء هذه القارة الى افاق جديدة، فعبر الاسلام الصحراء الكبرى في افريقيا ووصل الى الغابات الاستوائية على الساحل الغربي للقارة ، كما توغل من الشرق الافريقي الى الوسط وكان التجار المسلمين ابرز وسائل الدعوة واهم وسائل التوصيل للاشعاع الجديد للاسلام فيما يلى الصحراء الكبرى جنوباً، كذلك كانوا عبر ادخال تنزانيا وكينيا وموزمبيق، واسهم معهم بعض الدعاة تطوعاً بجهدهم فكانت مرحلة التهيؤ ثم بدات مرحلة الازدهار وتصحيح المسار بظهور مصلحين من ابناء افريقيا الذين تلقوا دراساتهم بالشرق او الغرب أو ممن تلقوا العلوم الاسلامية محليا في مناطق تمركز الثقافة الاسلامية وبرز من هؤلاء عبد الله الزيلعى وأحمد القرين وغيرهم من شرقي افريقيا ومنهم عبد الله بن ياسين وعثمان أبن فوديو وعمر الفوتي واحمدو شيخو واحمدوا صمدو واحمدوا بيلو في الغرب الافريقي. ومهما تعددت اهدافهم واختلفت غاياتهم الا انها كانت وسائل لنشر الدعوة الاسلامية ربما كان الامر يحتاج لتصحيح مساراتهم او توجيه او تنقية من شوائب علقت ببعضها، لتكون خالصة للدعوة الاسلامية(1) 
    أسباب ادت الى لنتشار الاسلام في افريقيا
    لقد اصبح الاسلام الدين الاعظم من حيث الذين اعتنقوه واصبحوا مسلمين.وانتشر انتشاراً واسعاً في هذه القارة وساد النصف الشمالي منها باكمله، وانتشر انتشارا واسعاً وظاهراً في النصف الجنوبي.وكان هذا الانتشار حصيلة جملة من الاسباب نذكر منها :
    1-الجوار الجغرافي واتصال الرقعة الأرضية : 
    تلتحم افريقيا بآسيا (مقر الوحي) في اقصى الجزء الشمالي شرقي افريقيا من خلال برزخ السويس ، ويمثل هذا الالتحام المعبر البري الوحيد بين القارتين ومن خلاله عبرت الهجرات من اسيا الى افريقيا ، واتجهت الى شمال وشمال شرقي القارة الافريقية(2).
    وإذا كان البحر الاحمر بطوله 3384 كيلومتراً يمثل فاصلاً مائيا مع (التجاوز) بين القارتين، فإن ضيق السعة بين شاطئيه والذي يبلغ 240 كيلو متراً مما يسهل العبور بين جنوب غربي اسيا وشرقي افريقيا. لذا اتخذته الهجرة البشرية معبرا نحو افريقيا،مما صبغ الحياة البشرية في شرقي افريقيا وشمالا بسمات اسيوية لهذا تنتفي صفات الفصل بين اسيا وافريقيا نفيا تاماً وحتى من خلال اوسع المناطق عرضا في البحر الاحمر تتناثر الجزر مما يسهل مهمة العبور،فجزر فرسان لا تبعد عن الساحل السعودي اكثر من 60كيلومترا ، وبينهما جزر دهلك ضعف هذه المسافة وبين جزر دهلك والشاطئ الاريتري مسافة لاتزيد عن 40 كيلومترا مما يقرب من سعة التباعد بين الشاطئين الافريقي والاسيوي لذا مثلت هذه المنطقة معبرا للهجرات ثالثا بين القارتين، فاصبحت المعابر الثلاثة من خلال مسافة لا تتجاوز 2500 كيلومترا يضاف الى هذا معبران اخران احدهما بين القصير على الشاطئ السعودي المصري والوجه على الشاطئ السعودي او بين القصير وينبع أو الجار الميناء القديم. والثاني بين عيذاب وجدة على الشاطئ الاسيوي ، فتصبح المعابر خمسة من خلال البحر الاحمر،وهذا يجعل دور البحر الاحمر حلقة اتصال اكثر من كونه مانعا طبيعيا، لذا لعب دورا هاما في نقل الاسلام والتجارة بين القارتين ومازال دوره في النقل غير خفي، فاصبح منذ فجر الاسلام بحيرة اسلامية خالصة. واخد اسماء عربية مثل بحر الجار وبحر القلزم، وبحر جدة، وبحر ينبع،وبحر اليمن.ولقد سهلت معابر البحر الاحمر انتقال الاسلام الى شمال وشمال شرقي افريقيا، وثمة مدخل اخر بين شبه الجزيرة وشرقي افريقيا تمثل في المحيط الهندي فعن طريقه انتقل المسلمون بالسفن الشراعية الى ساحل افريقيا الشرقي وانتشر الاسلام في القرن الافريقي واخذ يتدرج في الانتشار على طول الساحل حتى وصل نهاية ساحل موزمبيق فنشأت إمارات اسلامية فيما يطلق عليه الجغرافيون العرب بحر الزنج وحصيلة هذا المعبر انتشار الاسلام في الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وملاوي وزامبيا وزمبابوي وأوغندا وزائيري وهكذا لعب الجوار دوراً هاما في انتقال الاسلام الى افريقيا(1). 
    2-بساطة تعاليم الاسلام 
    من أهم اسباب انتشار الاسلام عبر ربوع افريقيا بساطة تعاليمه وسهولة فهمه ويسر الدعوة إليه،فكل مسلم يعتبر داعية، فلا توجد تعقيدات المسيحية، وما يكتنفها من غموض مما يجعلها صعبة الفهم بالنسبة للافريقي، والعكس يسرت تعاليم الاسلام وسموها بالبشر ومساواتها بين الناس امورا سهلت مهمة الدعوة للاسلام ولا تتطلب "رجال كهنوت" وانما الامر لايحتاج أكثر من داعية  فطن يقظ ملم بقواعد الاسلام ويجيد توصيلها.
    3-  ارتبطت المسيحية بالاستعمار الغربي وتجارة الرقيق وممارسة جميع انواع القسوة في نقل الملايين من الافريقيين الى العالم الجديد طيلة القرنين السابع عشر والثامن عشر، وماقصة تحرير العبيد الا دليلا على عقدة الذنب الذي ارتكبته الحضارة الغربية في حق الافارقة.
    4- عدالة الاسلام ومساواته بين الناس ، وبغضه للتفرقة العنصرية، وهي عقدة الافارقة، حيث مارسها البيض ويمارسون جميع الوانها في جنوب افريقيا تحت ظلال المسيحية مما يجعل الأخوة في كنف التنصير ليست الا اكذوبة لمسها الافريقي واقتنع بها.
    5-انتشار الدعوة الاسلامية لايسخر لمصالح فئة معينة ، أو يحقق مكاسب لكتل سياسية متصارعة وليست للدعوة الاسلامية أهداف غير انتشار الاسلام وهذا يخالف تماماً ما تقوم به بعثات التنصير من حماية للمصالح الاستعمارية وخدمة للمستثمرين وبث رذائل الحضارة الغربية وحرمان الافارقة من جني ثمرات الجوانب الايجابية لها فطيلة قرن ونصف لم تسع البعثات التنصيرية لتطوير إقتصاديات افريقيا وإنما تركت هذا لاستغلال الافراد والهيئات التي سخرت الافارقة لمنافعهم وما المدارس التي شيدتها البعثات التنصيرية أو المستشفيات التي بنتها إلا لعلاج وتعليم من تنصر او من تطمع في اعتناقه المسيحية، وهذا جردها من الاهتمام بالقيم الروحية، وجعل المبشرين طلائع الاستعمار القديم والحديث، وإنتشار الخمور وشيوع الرذائل ماهي الا جوانب سلبية انتشرت واستشرت في المجتمع الافريقي كحصيلة للحضارة الغربية، وما النجاح الذي حققته البعثات التنصيرية في بعض مناطق افريقيا الا نتيجة استغلال فقر الشعوب، وأقبل الوثنيون عليها سعياً وراء النفوذ في ظل الاستعمار أو بحثا عن التعليم أوالعلاج في مناطق حرمت منه، وليست امامهم غير مدارس الارساليات أو مستشفياتها.
    6-يقدم الاسلام للقبائل الافريقية قوة الشعور بالوحدة، ويؤلف بين قلوب ابنائها،وهذا منبعث من عقيدة التوحيد، واحكام صلة الفرد بالله، فالوثني الافريقي ينتقل بعد اسلامه الى أحضان الجماعة المسلمة، ويصبح عضوا في مجتمع متماسك يشعر الفرد فيه بذاته وكرامته وفي هذا انتقال حضاري من البدائية والصراع القبلي الى الوحدة والتكتل والعمل الجماعي في صالح القبيلة والامة وليس هناك تمييز بين الالوان(1) .
    مراحل دخول الاسلام لافريقيا الغربية
    يمكن القول ان الاسلام في انتشاره بين شعوب افريقيا الغربية مر بثلاث مراحل رئيسية:-
    المرحلة الاولى:
    تبدأ عام 640م وتنتهي حوالي 1050م تم في تلك الفترة فتح  المسلمين شمالي افريقيا  وادخالها في دينهم، وفي بقاع امتدت من ساحل البحر المتوسط شمالا الى السودان جنوبي الصحراء الكبرى .بعد ان تم فتح مصر اتجه العرب المسلمون الى الغرب واستطاعوا ان يحرزوا نصراً على الجيوش الرومانية ومن ساعدهم من الاهالي ولا سيما البربر ولكن وقف هؤلاء طويلا في وجه المسلمين وكانت سنة 730م اخر وقفة لهم بعد مقاومتهم العنيدة حيث اوصتهم زعيمتهم الكاهنة بان يسلموا ويجتنبوا القتال. أما هي فقد اختارت لنفسها ان تموت وهي تحارب الى جانب مواطنيها. وعقد صلح بين العرب والبربر شريطة ان يقدم الاخيرون اثنى عشر الف محارب الى صفوف الجيش المسلم .وبانضمامهم امل القواد ان يدخلوهم في الاسلام. ومن هؤلاء البربر تألف قسم كبير من الجيش الذي ابحر من افريقيا عام 711م لفتح اسبانيا بقيادة طارق بن زياد البربري.
    وعني موسى بن نصير باختيار العلماء والفقهاء من العرب ليفسروا للبربر ايات القران ويعلموهم مافرضه الدين الجديد من واجبات .ولا يمكن القول بان دخول البربر في الاسلام كان سريعا،بل كان عمل قرون عديدة، ولم ترسخ قدم الاسلام بينهم الا بعد ان اتخذ شكل حركة قومية واصبح مرتبطا بتولي البربر الحكم.
    وكان ينطوي ظهور المرابطين (في القرن الحادي عشر) على حركة قومية  عظيمه جذبت عددا كبيرا من قبائل البربر نحو الاندماج في الامة الاسلامية وذلك عندما قام في مستهل القرن الحادي عشر الميلادي يحيى بن ابراهيم شيخ قبيلة صنهاجه إحدى قبائل الصحراء بعد عودته من تأدية فريضة الحج للبحث عن شيخ فاضل ليعاونه في تعليم قبيلته اصول الدين ثم وجد اخيرا في عبد الله ابن ابراهيم الشخص المناسب الذي يليه لهذا العمل . وجاب عبد الله الدعوة وكرس نفسه لهداية هؤلاء الناس لكن العنف الذي كان يستخدمه معهم حولهم عنه وشعر انه اخفق في رسالته  وقرر ان يهجر هذا الشعب ويقصر جهوده في هداية  شعوب السودان الي الاسلام وفي طليعتها شعب غانة ولما استحث على الا يترك عملا كان قد زاوله من قبل لجأ مع  من جمعتهم حوله دعوته من تلاميذ الي جزيرة في نهر السنغال حيث بنوا بها رباطاً واسلموا انفسهم فيه لعبادة متصلة . أما هؤلاء البربر الذين هجرهم فقد شعروا بوخزة الضمير وجاءوا اليه والي جزيرته يلتمسون منه العفو ، ويبدون استعدادهم لتلقي التعاليم الدينية ، وعلي هذا النحو تجمعت حوله هناك جماعة صلبة من تلاميذه اخذت في النمو حتى بلغت حوالي الف شخص . ورأي بعد ذلك عبد الله بن ياسين وقد بارك الله في عمله ، ان يطلب الي اتباعه ان ينقلوا العلم الي غيرهم من الناس والخروج الي محيط افسح ومن ثم ذهب كل رجل الي قبيلته وعشيرته للوعظ والارشاد ، ولكنهم لم ينجحوا في هذه السبيل واخيراً قاد اتباعه في سنة 1042م وكان قد اطلق عليهم المرابطين ، وهاجم القبائل المجاورة وارغمها علي قبول الاسلام وكان النجاح حليفه . 
    ومات عبد الله بن ياسين في عام 1059م ولكن حركته النبيلة التي كان قد بدأها لم تمت بموته بل جاءت قبائل كثيرة من البربر لتزيد في جموع ابناء وطنهم المسلمين وتدفقوا من الصحراء علي افريقيا الشمالية ثم فرضوا سيادتهم عي اسبانيا 
    المرحلة الثانية : 
    كان الاسلام قد توقف قليلاً في أخريات القرن العاشر بسبب ثورات البربر وحروب الروم وفتن ملوك المغرب. ولكنه في القرن الحادي عشر استأنف همته ودخلت في حظيرته قبائل الصحراء وأسست في السودان ممالك ومراكز كبيرة كان لها اثر خطير في نشر الدعوة الاسلامية ، ويمكن القول ان هذا الدور كان بين القرن الحادي عشر والسابع عشر وكان مجاله الرئيسي غرب افريقيا والسودان الغربي بين الزنوج. ويكتنف الغموض تاريخ دعوة الاسلام بين الزنوج . 
    ويظهر ان البربر اول من أدخلوا الاسلام في البلاد الي يرويها نهر السنغال والنيجر حيث اتصلت بممالك وثنية وكان بعضها مثل غانا وسنغاي عريقاً في القدم وكانت القبيلتان البربريتان لمتونة وجدالة اللتان تنتميان الي صنهاجة وتتميزان بحماستهماا الدينية في تحويل الناس الي الاسلام وبمجهودهم اثرت حركة المرابطين في قبائل السودان الوثنية ، وكان عهد يوسف بن تاشفين مؤسس مراكش 1062 م وثاني امراء دولة المرابطين حافلاً جداً بدخول الناس في الاسلام.وفي عام 1076م طرد البربر الذين ظلوا وقتاً ينشرون الاسلام في مملكة غانا الاسرة الحاكمة واسلم كثير من افراد الشعب ، وفي القرن الثالث عشر فقدت غانا استقلالها الداخلي واحتلاها المندنجو ( مالي ) . اما عند دخول الاسلام سنغاي فالذي يعرف ان اول ملكوها المسلمين يسمي زاكس من اسرة زا وقد اعتنق الاسلام عام 400 هـ ( 1090 م ـ 1010 م ) واصطلح علي تسميته في لغة سنغاي مسلم دام . وهؤلاء السنغاي من الجنس النوبي ويقال انهم رحلوا عن مصر العليا عند الفتح العربي . وقد قضي علي دولتهم المنصور السعدي سلطان مراكش الذي مد الي ابعد من منعطف النيجر وجميع البلاد المعروفة الان بغانة وداهومي ونيجريا وكانت هذه السلطنة منقسمة الي اربع ممالك .وكانت قاعتها جني ( او دينية وقد تأسست عام 435 هـ ـ 1043 م ) مركز التجار والعلماء الوافدين عليها من المغرب الاقصي والجزائر ومصر ولم تكن تنبكتو سوقاً لتجارة اواسط افريقيا فحسب ، بل كانت دار علم يقصدها الراغبون في تحصيله وفي عام 1120م كان اهل النيجر قد دخل معظمهم في الدين الاسلامي الحنيف . 
    وقد اسلم كنبرو ملك جني حوالي القرن السادس الهجري حوالي 1200 م وحذا حذوه سكان المدينة ، ثم هدم قصره وشيد مكانه مسجداً عظيماً وقد اثني ابن بطوطة الذي وصل تلك البلاد في اواسط القرن الرابع عشر علي حماسه الزنوج في اداء عباداتهم وفي دراسة القرأن وفي عصره كانت مالي اقوي دولة في السودان الغربي ، وكان شأنها قد علا قبل ذلك بقرن وشعبها الذي عرف باسم المندجو كان من انشط الدعاة الي الاسلام ، وبواسطتهم انتشر الدين الحنيف بين الجماعات المجاورة . 
    ومملكة مالي هي التي تعرف فيما كتبه التاريخ المسلم باسم بلاد التكرور وقد تكلم عنها بإفاضة القلقشندي في كتابه ، صبح الاعشي ، وابن خلدون في كتابه التاريخ الكبير ( العبر ) وقد جاء فيه انها تشتمل علي خمسة اقاليم كل اقليم منها مملكة بذاتها . الاقليم الاول مالي واقع بين اقليم صوصو واقليم كوكو واقليم غانا واقليم التكرور ، وكانت هذه الممالك بين ملوك متفرقة وكان اعظمها مملكة غانا ، فلم اسلم الملثمون من البربر تسلطوا عليهم بالغزو حتى دان كثير منهم بالاسلام ، ثم ضعف بذلك ملك غانا واضمحل فتغلب عليهم صوصو المجاورون وكان ملوك مالي قد دخلوا في الاسلام من زمن قديم ، وقيل اول من اسلم منهم ملك اسمه       ( برمندانة ) ثم حج بعد اسلامه فاقتفي اثره وسنته في الحج ملوكهم من بعده ، ثم جاء منهم ملك اسمه ( ماري جاظة ) ( الامير الاسد ) فقوى ملكه وغلب علي صوصو وانتزع ما كان بأيديهم من ملكهم القديم ، وملك من بعده ( منساولي ) ،      ( منسا أي السلطان ) ومعني ولي علي وكان من اعظم ملوكهم وحج ايام الملك الظاهر بيبرس ثم ملك بعده اخوة ( والي ) ثم خليفة وكان احمقاً ، فوثب عليه اهل مملكته وقتلوه ، ثم ابوبكر وساكبورة وفي ايامه تم فتح بلاد كوكو واضافها الي مملكته واتصل ملكه من البحر المحيط الغربي الي بلاد التكرور ، وحج ايام السلطان الناصر محمد بن قلاوون ثم قتل في اثر عودته ومن اهم ملوكهم ( منسا موسي ) ابن ابي بكر وكان رجلاً صالحاً وملكاً عظيماً له اخبار في العدل تؤثر عنه وعظمت المملكة في ايامه ، وكانت كانم اقدم الممالك الاسلامية في غربي افريقيا " نشات في سنغال في حدود القرن الحادي عشر " . وقد دخل الناس ودخل الدين الحنيف الي كانم عن طريق مصر ، وكانم مملكة اسلامية واقعة الي الشمال والشمال الشرقي لبحيرة تشاد وبعد اعتناق الاسلام اصبحت دولة ذات اهمية وبسطت سلطانها علي بعض القبائل في السودان الشرقي الي حدود مصر وبلاد النوبة ، ويقال ان ملوك كانم من المسلمين حكموا حوالي نهاية القرن الحادي عشر الميلادي او النصف الاول من القرن الثاني عشر وفي نهاية القرن الرابع عشر نقل عمر بن ادريس قاعدة بلاده الي غرب بحيرة تشاد في منطقة برنو التي اصبح اسم مملكة كانم معروفاً بها منذ ذلك الحين . كما دخلت دارفور نور الاسلام بجهود احد ملوكها ويدعى سليمان وقد بدأ حكمه 1596 م ، ولم ترسخ قدم الاسلام في الممالك الاخرى الواقعة بين كردفان وبحيرة تشاد كوداي وباجرمي الا في القرن السادس عشر الميلادي . 
    المرحلة الثالثة : 
    وتمتد هذه المرحلة لانتشار الاسلام في افريقيا من عام 1750 م  ـ 1901 ، وفيها نهض الاسلام نهضة قوية علي ايدي مشايخ الطرق او  الاخوان وذلك في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، ويمتاز هذا الدور بظهور عدد كبير من المصلحين الدينين من الجنس الافريقي نذكر منهم عثمان دانفوديو ومحمد الامين الكانمي والحاج عمر بن ادريس ومحمد المهدي وامام الصمد فالاول يرجع الفضل اليه في نشر الاسلام بين قبائل الهوسا وهو ينتمي الي قبيلة الفولة وهو اسم من اسماء الفولاني . وكان قد تلقي علومه الدينية في مكة والمدينة وتأثر بالمبادئ الوهابية وبعودته الي بلاده عمل علي نشر لواء الاسلام بين مواطنيه ، وكان مبشراً من الطراز الاول ثم اسس دولة في شمال نيجريا والكاميرون وبني مدينة سوكوتو عام 1802 م ودفن فيها عام ( 1816م  ـ 1817 م  ) هكذا كان انتشار الاسلام في افريقيا الغربية وقامت دول اسلامية كانت ذائعة الصيت وكان لها اثار سياسية واجتماعية وثقافية ولا تزال اثارها باقية بإفريقيا الغربية . (1) 
    نلاحظ في الدراسات المتعمقة ان الدعوة الاسلامية في افريقيا الغربية قد نجحت اكثر من نجاحها في شرق وقرن افريقيا ، وان الدولة الاسلامية والامبراطوريات التي تأسست في الغرب الافريقي عمرت بفترات طويلة وهنئت بالاستقرار والتوسع وهذا يعود للعوامل التالية : 
    اولاً : إن الدعاة القادمين من شمال افريقيا الي غرب افريقيا كانوا احسن نوعية واكثر نضوجاً ورسوخاً في المعرفة والعلوم الاسلامية من الدعاة القادمين من المحور الجنوبي للجزيرة العربية الي قرن وشرق افريقيا ، ومن اربعة عشر عالماً ورحالة وداعية الي الاسلام او مؤرخاً له تشملهم قوائم التاريخ كلهم من مصر وشمال افريقيا ولا يوجد بينهم شخصيات اسلامية قدمت من الجزيرة العربية الي افريقيا سوي الشيخ يوسف اخوان وزملائه الاربعين ، ومن هؤلاء العلماء نذكر اليعقوبي وابن حوقل والمسعودي والبكري والادريسي والقرناطي والعمري وابن بطوطة وابن خلدون والقلقشندي والمقريزي وحسن بن محمد الوزان وابن الوزان الفاسي المشهور بالافريقي . 
    ومن ناحية اخرى كان التاجر القادم من الشمال الافريقي الي غربه اجود سلعة والطف تعاملاً من التاجر القادم من اليمن وعمان ، كما كان اكثر تعمقاً للقيم الاسلامية . 
    وعلي الرغم انه لم يوجد في المقابل في الجزيرة العربية مؤسسات اسلامية مثل الازهر الشريف في مصر ومدن اسلامية مثل القرويين في المغرب ، والزيتونة في تونس ، ودول اسلامية مثل دولة المرابطين التي كان لها الفضل الاكبر في نشر الاسلام في غرب افريقيا فان مركز مدينتي ( زيلع ، وهرر ) في القرن الافريقي يعادل مكانة مدينتي ( كانو  في نيجريا وتمبكتو في مالي ) فكما كانت هرر معقلاً للاسلام ومعبراً للدعوة الاسلامية الي عمق القرن الافريقي فان تمبكتو كانت مشعلاً للثقافة الاسلامية ومنفذا للحضارة الاسلامية الي غرب افريقيا ، وكما كانت امبراطورية " البرنو " الاسلامية رائدة الدعوة الاسلامية الي الغرب الافريقي كانت الدولة الاسلامية في هرر وزيلع ركناً عتيداً في توسيع وترسيخ المبادئ الاسلامية في طول القرن وعرضه . [1]
    انتشر الاسلام كما هو واضح من السرد التاريخي انتشر في كل من الشرق الافريقي والغرب وغطى مساحات واسعة واثر في حياة السكان بكل جوانبها ، ونري ان انتشار الاسلام في غرب افريقيا وشمالها إنما قام علي الجهاد في اغلبه ، بينما كان انتشار الاسلام في شرق افريقيا قام علي الاتصال والعلاقات الاجتماعية والتجارة ، وفي شرق افريقيا كان اثر الاسلام واضحاً علي الساحل حيث قامت ممالك معروفة ومشهورة لم يكتف المسلمون بان يعم الاسلام سواحل بالنسبة الي افريقيا انما توغلوا في الداخل حاملين الدعوة الي سكان الغابات والاحراش باذلين كل غال ونفيس في سبيل نشر الاسلام ، وقد اسلمت افريقيا للاسلام . ووجد الافارقة كل سماحة واحترام ومساواة مما اطفي علي افريقيا صفة القارة المسلمة الاولي . 
    وقد كان للاسلام وللمسلمين اثار واضحة علي القارة الافريقية ، وكان التغيير الاجتماعي والسياسي والتربوي واضحا على سكان القاره . سنتناول في هذا البحث معالم التغيير الاجتماعي والسياسي والتربوي تلك المعالم التي تركها الاسلام والمسلمون في القاره الافريقيه . ولا ننسى بأذن الله تعالي ذكر المؤسسات الكبرى التى ساهمت لاسيما في المجال  التعليمي والتربوي.  مثل الازهر والقيروان والزيتونة ومعاهد التعليم في بلاد التكرور.
    معالم التغيير الاسلامي في سكان القارة الافريقية 
    اولا : معالم التغيير التعليمي والتربوي 
    ثانيا : معالم التغير السياسي 
    ثالثا : معالم التغيير الاجتماعي 
    ان الاسلام عندما يستقر في قلوب المسلمين وفي مناطقهم لابد ان تتغير احوالهم وفقا للمبادئ الاسلاميه . وكذالك كان الحال عندما عم الاسلام القارة الافريقية شرقا وغربا وتوغل الي داخل القارة وفي قلبها . حتى دخل ادغال يوغندا فالاسلام عم سواحل افريقا والصحاري والجبال والادغال . ويمكن للقارئ لتاريخ افريقيا وحاضرها ان يلاحظ بدون كبير عناء كيف ان الاسلام غير المسلمين من الافارقه نحو الفهم الاسلامي في كافة مناحي الحياة في التربية والتعليم وفي النظم السياسية حيث قامت دول اسلامية على نمط نظام الاسلام السياسي وفي التغير الاجتماعي . 
    ويلاحظ المتابع  لمسلمي افريقيا التغيير الذي طرأ على حياتهم الاقتصادية وفق المبادئ الاقتصادية الإسلامية 
    اولا معالم التغيير التعليمي والتربوي 
    لا شك ان الاسلام له مبادئ تهتم بالتعليم والتربية وهي مبادئ تدعمها الايات والاحاديث وهي من  اهم مهام الرسول صلى الله عليه وسلم والتي بعث من اجلها 
    قال تعالي " هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وإن كانوا من قبل في ضلال مبين " سورة الجمعه الاية 2 
    سوف اتناول التعليم الإسلامي في دول غرب افريقيا الاسلامية . وكيف كان نشاط المسلمين تجاه التربية والتعليم ولنرى كيف كان التغيير التعليمي والتربوي . 
    التعليم الاسلامي من الوسائل التي عملت على نشر الاسلام في غرب افريقيا وهو من الوسال القديمه التي نشرت الاسلام في كل غرب افريقيا في غانا ومالي . وان التعليم الاسلامي في غرب افريقيا ومنذ زمن مبكر كان المؤثر الفعال في حضارتهم وان انتشار الحرف العربي كان من اكثر معطيات الحضارة الاسلامية ايجابية في حيز المنفعه بالنسبة لشعوب غرب إفريقيا. وقد برز ذلك الدور واضحا في العلاقات التجارية حيث كانت اللغة العربية هي لغة التخاطب والتعامل بين التاجر والمسلم والافريقيين ثم تناقلت هذه اللغة الي شعوب غرب افريقيا الى مرحلة التدويين حيث انتقلت ثقافتهم الي طور اكثر فعالية فقد اثمرت عن نشاط فكري عظيم في جميع انحاء غرب افريقيا الشئ الواضح ان العلاقات التجارية للمسلمين الاوائل في غرب افريقيا كانت هي الاساس الذي انتشر من خلاله التعليم الاسلامي ، وعن طريقة التعليم الاسلامي استطاع شعوب المنطقة اداء الشعائر الدينية وقد استفادت هذه الشعوب بتعلم العربية من كتابة اللغات المحلية بالحرف العربي . هذا الدور العظيم للغة العربية والتعليم الاسلامي ليس قط في تنشيط وتغيير العلاقات التجارية ، بل نشطت كذلك حركة الدعوة والتربية الاسلامية وكان معلم التغيير واضحا . كان التعليم العربي الاسلامي يجذب وعلى حد سواء ابناء المسلمين وغير المسلمين الشئ الذي حفز الوثنيين على اعتناق الاسلام .وكان هذا معلما هاما من معالم الاسلام في غرب افريقيا ان اهمية التعليم والتربية الاسلاميين في غربي افريقيا عظيما واثارهما واضحة منذ دخول الاسلام في المنطقة في القرن السابع الميلادي والي قيام خلافة سكوتو في القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين . وقد انتشر التعليم الاسلامي في المساجد التي كانت عبارة عن مراكز للتعليم والتربية من منظور اسلامي والتى اصبحت فيما بعد جامعات تدرس العلوم الاسلامية وتنهج نهجا تربويا واضحا ، وقد نشطت حركة البعوث العلمية الي الازهر والقيروان . وحرص الملوك على تعليم ابنائهم القراَن الكريم وحفظه وكان حرص الناس على اداء الشعائر الاسلامية شديدا وكما كثرت المدارس القراَنية التى تعلم وتربي وايضا المراكز الثقافية المتمثلة في المساجد والمدن التي اشتهرت بالثقافة والعلوم والتى لا تقل عن كونها مراكز لنشر الدعوة الاسلامية . ونخلص من ذلك ان معالم الثقافة الاسلامية والتعليم والتربية الاسلاميين كانت بارزة في غرب افريقيا منذ دولة غانا الاسلامية الي خلاف سوكوتو في شمال نيجيريا والتي تميزت بانتشار التعليم الاسلامي والتربية الاسلامية . مما اثر على نتاج فكرى عظيم يمكن ان نقول فترة خلافة سوكوتو هي فترة ازدهار العلوم الاسلامية واللغة العربية والتربية الاسلامية بصورة عامة ، لولا مجئ المستعمر الغربي الذي حد من تقدم التعليم الاسلامي بالمنطقة (1) ويلاحظ الباحث مظاهر التغيير التعليمي والتربوي في غرب افريقيا بدون عناء وهو تغيير ظاهر في كل انحاء افريقيا التي وطأتها قدم الاسلام حتى وسط الدول ذات الاقليات المسلمة . وفقط الباحث تتطرق لغرب افريقيا كنموذج . 
    ثانيا : معالم التغيير السياسي ( قضايا الاستقرار السياسي المعاصر في دول شرق افريقيا ) . 
    تعاني دول المنطقة من مشكلات عدة ، انعكست بشكل مباشر على انظمة الحكم والسياسة الامر الذي ادى الي عدم استقرارها وتغيرها بشكل مستمر ودائم . ويمكن في هذا السياق ان نميز بين مستويات ثلاثة لحالة عدم الاستقرار السياسي الذي يسود دول المنطقة . 
    أ‌- التغيير العنيف للقيادة السياسة سواء من خلال الانقلابات العسكرية  او الإعدام او التدخل العسكري .
    ب‌- الصراعات الاجمتماعية وخاصة الجماعات العرقية والاثنية الرئيسية في هذه الدول . 
    ت‌- المحاولات الانفصالية والحروب الاهلية التي تعانى منها كثير من دول المنطقة . 
    أ‌-  التغيير العنيف للقيادة السياسية : 
    بالنسبة الي التغيير العنيف للقيادة السياسة فقد شهدت المنطقة بمفهومها الجغرافي حالة تم تغيير القيادة السياسية فيها بشكل عنيف خلال الفترة من نوفمبر 1958م وحتى نوفمبر 2002م ، ولعل ذلك  يعكس خطورة عملية تداول السلطة واشكالية الخلافات السياسية في دول المنطقة . والاشكال ان عدم استقرار القيادة السياسية في شرق افريقيا يطرح تحديا امام التعامل الحركي معها من جانب دول الجوار العربي والاسلامي . 
    والظاهرة الملفتة للنظر في هذه البقعة التي شكل الاسلام كثير من ملامحها وله معالم ظاهرة في التغيير السياسي الا انه الملفت للنظر في ظل التطورات التي افرزتها المنطقة تتمثل في ظهور جيل جديد من القادة الذين تولوا السلطة عن طريق القوة ، ومحاولتهم اكتساب الشرعية من خلال الدفاع عن المصالح الامريكية والغربية في المنطقة . على الرغم من التاريخ السياسي الذي خلفه الاسلام في هذه المنطقة وهو تاريخ له معالم ظاهرة في كل من الصومال وتنزانيا وغيرها من دول الساحل الإفريقي . 
    ب‌-  الصراعات العرقية والاثنية 
     تشهد دول المنطقة تباينا عرقيا واختلافا اثنيا  واضح المعالم  ، تم توظيفه في معظم الاحيان لتحقيق اهداف ومآرب سياسية لمصلحة جماعة دون اخرى ، وهو ماادى الي تصعيد التوترات الاجتماعية والسياسية بين هذه الجماعات المتمايزة. الظاهرة الاثنية مستمرة في دول المنطقة وغيرها من البلدان الافريقية ، وهو دليل واضح على عدم فهم جميع ابعاد هذه الظاهرة . وعلى الرغم من طرح كثير من الحلول السياسية لها فانها لا تزال تشكل احد ابرز عوامل عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في الدول الافريقية .
    وإذا كان شعب السودان ذو الاغلبية المسلمة وقد ترك الاسلام عليه معالم واضحة من حيث السياسة . يصل الي 28 مليون نسمه فانه ينقسم بين أكثر من" 530 "قبيلة تتحدث اكثر من" 100" لهجة محلية وتختلف اصولها العرقية بين العروبة والزنوجه ففي الشمال يوجد شعب النوبة ، وفي الشرق توجد قبائل البجه وفي الغرب توجد شعوب وقبائل تختلف عن باقي سكان منطقة شمال السودان  اما منطقة جنوب السودان فانها تموج بالقبائل الزنجية ، مثل النوير ، والشلك ، والدينكا ، والزاندي وثمة عدة ملاحظات اساسية تعد مقدمات ضرورية لتفهم ظاهرة الصراع الاثنى المعاصر في دول الشرق الافريقي . 
    الاولى : ان دول المنطقة كلها تشهد وجود انقسامات اثنية وعرقية وقبلية منوعة ، وتتباين هذه المجموعات ثقافيا واجتماعيا ، وقد تتملك هوية ذاتية تضعها في مرتبة اسمى من الانتماء الي الهوية القومية وهو ما يدعم من قناعاتها بالاستقلال والتميز العرقي . 
    الثانية : ان هذه الانقسامات تتسم في كثير من دول المنطقة بمستويات عالية من العنف والتسييس كما هو الحال في جنوب السودان وإثيوبيا والصومال . 
    الثالثة : انه عادة في ظل هذا التوتر العرقى ما يتصاعد العداء بين مجموعين أثنيتين على نحو مكثف ، ويزداد الشك بين هاتين الجماعتين بحيث تعتقد كل جماعة أنها مهددة من قبل الجماعة الاخرى ، وتتوالى الافعال العنيفة وردود الافعال المضادة ، ولا يصبح مستغربا حرمان الافراد خارج الجماعة الاثنية من الوظائف والخدمات الاجتماعية المختلفة ، وحتى ممارسة العنف ضدهم يؤكد هذه الحقيقة تاريخ الصراعات الاثنية في اوغندا والحبشة ( اثيوبيا ) .
    ج‌- الحروب الاهلية والمحاولات الانفصاليه :
     لقد افضت عمليات الاقتتال  المسلح داخل حدود كثير من دول شرق افريقية الى تكريس حدة عدم الاستقرار السياسي للنظم السياسية الفاتحة ومن ابرز هذه الحروب الحرب الاهلية في جنوب السودان والصراعات المسلحة
     بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة في اوغندا،وكذالك العداوات ذات التعامل الحركي العنيف في اثيوبيا (1) 
        هذه العوامل الثلاثة ادت عدم الاستقرار في القرن الافريقي والشرق الافريقي . وهي الحال التي عليها هذا الجزء من افريقيا في القرن الحادي والعشرين القرن الحالي . هذا الجزء الملتهب من شرق القارة قبل هذا شهد استقرارا . وكانت معالم التغيير الاسلامي فيه واضحة حيث قامت هناك دول تذكر منها مملكة زنجبار وامارات الساحل الشرقي الافريقي وشهدت استقرارا وازدهارا ولكن يبدو ان الاستعمار الحديث اسهم الي حد كبير في الاوضاع التي تشهدها المنطقة في هذا القرن .
    ثالثا : معالم التغيير الاجتماعي .
      كان لدخول الاسلام في القارة الافريقية اثره الواضح عليها وترك معالم واضحة في مجال التغيير الاجتماعي لازالت مستمرة فقد ساعد الاسلام بتعاليمه على ان تتحول حياة الافارقة من الحياة القبلية الصرفه الي نظام الجماعة والتجمع والمجتمع . واقام الاسلام دولة بالمفهوم الحديث مكونه من ارض وشعب وحكومة عملت الدولة الاسلامية التي نشات في انحاء القارة على توحيد اجزاء شاسعه وتجميع مجموعات بشرية عديدة في ظل النظم الاسلامية التى أخذت بها وطورت الحياة فيها الي مستويات حضارية عالية اذا قيست بمقياس عصرها وظروفها الجغرافية وقد قامت ممالك في الغرب الافريقي وازدهرت ايما ازدهار وكانت صفحات مضيئة . رعت هذه الدول المواطن وعملت على التغيير الاجتماعي بمنهج اسلامي (1)  وفي ختام هذا البحث نورد هذا السؤال: ماذا قدم الاسلام لافريقيا ؟ 
     وكان يمكن ان تكون الاجابة عن هذا السؤال نصوص الورقة المتقدمة . لعل ابلغ اجابة تاتي من التقرير الذي امر مجلس العموم البريطاني بطبعة سنة 1802م عندما حلت شركة سيراليون البريطانية جاء فيه : منذ مدة لا تزيد على سبعين عاما ، استقرت جماعة صغيرة من المسلمين في بلاد تبعد عن سيراليون بما يقارب من 40 ميلا حيث بلاد الماندنجو ، وفتحوا المدارس لتدريس اللغة العربية ، والعقيدة الاسلامية . واستنبطوا شربعتهم  من القران الكريم واستاصلوا ما كان هنالك من عادات تساعد على تخريب الساحل من السكان "تجارة الرقيق" . وجلبوا للبلاد حضارة بلغت درجة عظيمة نسبيا ، كما جلبوا اليها الاتحاد والطمانينه ، وكان من اثر ذلك ان ازداد السكان زيادة سريعة ، وانتقل الي ايديهم النفوذ شيئا فشيئا ، اما هؤلاء الذين تعلموا في مدارسهم فانهم يسيرون نحو الثراء والقوة في البلاد المجاورة للماندونجو ويعودون ومعهم قسط وافرا من الدين والشريعه ، وهنالك رؤوساء اخرون ينتحلون الاسماء التي اتخذه هؤلاء المسلمون لانفسهم بسبب ما يقترن بها من احترام وتقدير ، ويبدو انه من الحكمه ان ينتشر الاسلام في امن وسلام انتشارا سلميا في كل المنطقة التي تقع فيها مستعمرات الماندنجو ، حاملا معه كل المزايا (1) هذا التقرير شهادة بما يقدم الاسلام لافريقيا والامر واضح لا يحتاج الى تعليق، وحقا اثر الاسلام تاثيرا بالغا في حياة الشعوب الافريقية ، ولقد غير من سلوكها نحو الافضل وتمثل هذا في :
    1- محاربة العري، وستر العورة، فالكثير من أفراد القبائل الافريقية كانوا يسيرون عراة ولا تستتر العورة الا بعد الزواج، وبعد إسلامهم اخذوا يسترون عوراتهم فالاسلام يحرم كشف العورة ولقد أخذ العري يختفي تدريجيا بين القبائل التي إعتنقت الاسلام .
    2- محاربة السفور. العديد من القبائل الافريقية لا تعرف الحجاب بين الذكور والاناث بل ان الاختلاط بين الجنسين تقليد شائع بين مجتمعاتها ، وينتشرون في المراعى وحلبات الرقص والاسواق وقد أخذت هذه الظاهرة  في التلاشي التدريجي.
    3-  تنظيم الزواج : يشوب الزواج في القبائل الوثنية بافريقيا ، عادات وتقاليد غريبة هذبها الاسلام ونظمها ، واعطى المرأة حرية اختيار زوجها ، ونظم العلاقات بين الزوجين ، والغى زواج البدل ، وحدد عدد الزوجات .
    4- حدد الاسلام  علاقة الاباء بالابناء وحد من حق الاباء في الحضانة للاطفال،ومنح الام هذا الحق ومنع قتل الابناء ، واعطى المرأة حق الميراث الشرعي ومنع التفرقة العنصرية وطبق العقاب الاسلامي على الجرائم ، وحرم الزنا والخمر والقرابين البشرية ،وهكذا اصلح شأن المجتمعات الافريقية(1)  .
    الاسلام والمسلمون في افريقيا تقابلهما تحديات لا بد ممن إلقاء الضوء عليها قبل ان ننهي هذه الورقة . وقد لخصها  أ – د. عبد الرحمن احمد عثمان في ورقة له بعنوان "ازمة وتحديات الاسلام والمسلمين في افريقيا في القرن الحادي والعشرين" حيث ذكر من اهم التحريات التي تواجههم يمكن التركيز على الاتي: 
    1-الفقر 
    المسلمون في افريقيا هم من الاكثر فقرا حيث ان الارض الخصبه قد خصصها الاستعمار للشرائح الاجتماعية التي والته واحتضنت ثقافته ولا يزال هذا الواقع ماثلا بعد نصف قرن من خروج الاستعمار من افريقيا . 
    2- الجهل 
    لقد ادى اعراض المسلمين عن النظام  التعليمي الذي بنته الانظمة الاستعمارية ووهن نظامهم التعليمي الخاص الى  ضعف التاسيس الفعلي لديهم فهم اليوم في الالفية الثالثة اقل الشرائح الافريقية استفادة من موارد الدولة الحديثة واعجزهم عن تنظيم مواردهم وهذا التحدي يعيد انتاج ازمة الفقر والتعايش مع الاخرين . 
    3- المرض 
     بينما تعاني القارة الافريقية جميعا  من تدني صحة الفرد وصحة المجتمع غير ان المسلمين هم الاكثر عرضة لامراض الفقر المرتبطة بسوء التغذية والأوبئة واكثر الشرائح عجزا عن الاستفادة من المؤسسة الصحية الحديثة  .
    4- عدم المشاركة السياسية :
     يعاني المسلمون في افريقيا من ضعف تمثيلهم في المؤسسة السياسية الامر الذي لا يمكنهم من خدمة ذويهم وتنمية مناطقهم ويمثل عدم الاندماج في المجتمع السياسي حولهم تحديا كبيرا لهم .
    5- الانحسار الثقافي والاغتراب الاجتماعي
     يعاني المسلمون في افريقيا من التهميش الثقافي فثقافة الاَخر في الاقطار التي ينتمون اليها قد اصبحت سائدة بفعل  سيطرة الاَخر على اجهزة الاعلام ومؤسسات تخطيط المناهج التعليمية ، فسادت في الدولة الافريقية  الحديثة أنساق قيمية بعيدة عن قيم المجتمع المسلم ، فاصبح المسلمون يحسون تجاهها بالاغتراب.
    6- الضغوط العالية والوسم بالارهاب
     يقع المسلمون في افريقيا تحت طائلة ووطأة النبش العالمي لمفردات الثقافة الاسلامية والاتجاهات العامة التي ادخلت المسلمين في نفق الرعب وقفص الاتهام بالارهاب، كما حدث في كينيا وممبسا والصومال وهذا الامر يؤدي الى تقليل دوافع الاهتمهام.
    7- انخفاض مستوى الذات والضعف النفسي وقلة الفعالية
     ومن التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا اليوم الضعف النفسي وقلة الفعالية وانخفاض مستوى الذات جراء الطرق المتوالي على الشبهات التي تحوم حول ثقافتهم
    8- الانقطاع عن الأمة الإسلامية 
    لقد عمد الاستعمار التقليدي والحديث معا إلى ضرب مفاصل العلاقات العربية الإفريقية في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية فأخذ المسلمون في أفريقيا يبتعدون على كافة المستويات من الهم الإسلامي العام، وأصبح المسلمون في الشرق الأوسط مشغولون بقضاياهم القطرية والقومية عن بقية المسلمين في أنحاء العالم
    9-    التنصير
     يقع المسلمون في أفريقيا خاصة تحت مرمى أهداف التنصير المسيحي بالإغراءات المادية وعرض المبشرون أنفسهم مخلصين للشعوب الأفريقية الجائعة الخائفة والمريضة وقد ساهم انتشار الجهل إلى أن تتخلى شرائح غير قليلة من معلمين في أفريقيا عن الانتماء الصارخ للإسلام وأضاعوا مبادئ الولاء والبراء على أقل تقدير
    10-النزاعات المسلحة
     تشترك الأقليات الإسلامية في غالب النزاعات المسلحة التي تقع بالقارة الأفريقية ، كما هو الحال في دارفور والصومال وبوروندي ويفقد المسلمون جراء هذه النزاعات العديد من الأموال والأنفس والبنيات الأساسية للتنمية.وهي تحتاج لحلول آنية وأخرى استراتيجية(1) وبعد لعلي أكون في هذه الورقة قد غطيت بعض أطراف هذا الموضوع المهم "الإسلام والمسلمون في أفريقيا" وإذا لم يكن كذلك فحسبي أني أشرت إلى أهم النقاط المتمثلة في أصالة الإسلام في القارة الأفريقية وتاريخه الضارب في القدم والأسباب التي أدت إلى انتشاره ومراحل هذا الانتشار لاسيما في أفريقيا الغربية وقد تطرقت الورقة إلى معالم التغيير الإسلامي في سكان أفريقيا . لاسيما الجوانب التعليمية والتربوية والسياسية والاجتماعية وتطرقت الورقة إلى التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا وفي ختام الورقة يجد القارئ أن الورقة أجابت على سؤال مهم كان عبارة عن تلخيص مهم (ماذا قدم الإسلام لإفريقيا؟) كانت الإجابة عليه في أربع نقاط يجد القارئ تفاصيل الإجابة في أخر الورقة . والباحث يقترح أن يكتب كتاب بهذا العنوان "الإسلام والمسلمون في أفريقيا" حتى يلملم أطراف الموضوع ويسهل الإطلاع عليه والاستفادة منه. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    الإسلام والمسلمون في قارة اسيا الصين والهند
    لم يكن الفتح العسكري هو الطريقة الوحيدة التي انتشر بها الإسلام في العالم، ولكن دخل الإسلام بلادًا عديدة عن طريق الدعوة التي كان يمارسها التجار المسلمون؛ سواء بطريقة مباشرة عن طريق عرض الإسلام صراحة، أو بطريقة غير مباشرة عندما يرى الناس أخلاق التجار المسلمين وصدقهم في الحديث وأمانتهم؛ فيُعجبوا بالإسلام ويدخلوا فيه، وكان لاتساع رقعة العالم الإسلامي أثره في سيطرة المسلمين على طرق التجارة العالمية آنذاك وكانت أربع طرق رئيسية:
    طريق الخليج العربي: يبدأ من إندونيسيا وماليزيا إلى بحر العرب إلى مضيق هرمز إلى الخليج العربي إلى شط العرب، بغداد، الشام، آسيا الصغرى ثم إلى أوروبا.
    طريق البحر الأحمر: يبدأ من الهند، شرق أفريقيا إلى المحيط الهندي إلى مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر إلى خليج السويس إلى غزة، الإسكندرية ثم إلى أوروبا. 
    طريق البر الغربي: يبدأ من الهند، شرق أفريقيا ثم برًا إلى اليمن إلى الحجاز إلى الشام ثم إلى أوروبا. 
    طريق البر الصيني: ويسمى أيضًا طريق الحرير، ويبدأ من الصين إلى الهند إلى خراسان إلى العراق إلى الشام إلى مصر، بلاد المغرب ثم إلى أوروبا، وقد نشأ على هذا الطريق الكثير من المدن الإسلامية الكبرى مثل: طشقند، وبُخارى، وسمرقند.
    كانت القوافل التجارية المارة على هذه الطرق تحمل البهارات والتوابل، والأحجار الكريمة والذهب، وريش النعام، والعاج واللؤلؤ من: الهند والصين، وإندونيسيا وماليزيا وشرق أفريقيا والبحرين واليمن، وكانت المحطات الموجودة في آخر الطرق التجارية هي الأماكن المعنية من بداية الرحلة؛ لأن منتجاتها هي المنتجات المرغوبة؛ لذا تطول إقامة التجار فيها حتى يبيعوا كل ما معهم من بضائع، ثم يشتروا بضائع جديدة، وبالتالي تزداد صلتهم مع سكان هذه البلدان فينتشر الإسلام فيها، وأكبر مثال على هذا النوع من البلدان إندونيسيا وماليزيا.
    ومن إندونيسيا انطلق الدعاة إلى الجزر القريبة لدعوة أهلها فدخل الإسلام إلى الفلبين، وفيتنام، وجزر المالديف؛ بينما كان بُعد جزر اليابان عن مراكز المسلمين التجارية سببًا في تأخر وصول الإسلام إليها.
    وترتفع نسبة المسلمين في السواحل المحدبة الموجودة على طرق التجارة البحرية؛ لأن هذا النوع من السواحل يصلح لإقامة الموانئ فتقف السفن عليها لالتقاط الأنفاس والتجارة مع أهلها، ومن أمثلة هذا النوع سواحل الصين مثل: شنغهاي، وشانتونغ، وسواحل الهند الغربية والجنوبية.
    أما السواحل المقعرة فلا تصلح لإقامة المواني؛ لذا كانت السفن التجارية تبتعد عنها وبالتالي لم ينتشر الإسلام فيها عن طريق التجارة البحرية، ومن أمثلة هذا النوع: خليج البنغال انتشر الإسلام فيه بسبب الفتح العسكري، وسواحل الهند الشمالية، وسواحل بورما، وتايلاند، وكمبوديا، دخلها الإسلام بعد نزوح مسلمي فيتنام إليها كما انتشر الإسلام في الصين، وفي شمال الهند عن طريق التجارة البرية.
    وفي أفريقيا اتجه المسلمون نحو سواحل شرق أفريقيا المطلة على المحيط الهندي وكانت هذه السواحل آخر محطات السفن التجارية مما سهَّل انتشار الإسلام في هذه المناطق، وإن بقي الإسلام محصورًا في السواحل مثل: الصومال، وكينيا، وزنجبار، وجزر القمر، وجزر بمبا، ولم يتوغل إلى الداخل بسبب طبيعة المناخ والغابات الوعرة.
    وفي القرن السادس عشر الميلادي شجَّع سلاطين العثمانيين التجار على التوغل داخل أفريقيا ووفروا لهم الحماية فوصلوا إلى ضفاف نهر الكونغو حيث نشروا الإسلام هناك، وعلى طول الطرق التي سلكوها في تنزانيا، ورواندا، وبوروندي، وزائير، وانتشر الإسلام بواسطة التجارة البرية في دول جنوب الصحراء الكبرى مثل: تشاد، والنيجر، ونيجيريا. 
    وهناك عوامل ساعدت على انتشار الإسلام في أفريقيا مثل: تنقل بعض القبائل وراء المراعي من جنوب الصحراء إلى شمالها ذهابًا وإيابًا؛ فكثر احتكاكهم بالمسلمين، ودخل الكثير منهم في الإسلام، وكذلك الدول التي قامت في أفريقيا كان لها أكبر الأثر في نشر الإسلام في الغرب الأفريقي مثل: دولة المرابطين في المغرب العربي في القرن الخامس الهجري، ومملكة غانا الجديدة في القرن الخامس الهجري، ومملكة مالي التي استمرت من القرن السابع إلى القرن التاسع الهجري.
    وهكذا انتشر الإسلام في قارات العالم المعمور آنذاك: آسيا وأفريقيا وأوروبا... وكانت الدولة الإسلامية هي الدولة التي لا تغيب عنها الشمس، وكانت الحروب الدائرة بين المسلمين ونصارى أوروبا دائمًا ما تنتهي لصالح المسلمين حتى لو كانت الغلبة للأوروبيين في بعض الأوقات، ونستطيع أن نقول بملء أفواهنا: إنه منذ القرن الثامن الميلادي وحتى القرن السادس عشر الميلادي كانت الدولة الإسلامية هي القوة العظمى الأولى في العالم: عسكريًا، واقتصاديًا، وفكريًا، وعلميًا؛ سواء في عصر خلفائها الراشدين، أو في طورها: الأموي أو العباسي أو العثماني.
      

    (1)  سيد عبد المجيد بكر، الاقليات المسلمة في افريقيا بدون طبقة (مكة المكرمة ادارة الصحافة والنشر برابطة العالم الاسلامي،1405)ص 15-16
    (2)  أمين عبد الله ، الجغرافيا التاريخية لحوض البحر الاحمر ص9
    (1)  سيد عبد المجيد بكر، الاقليات المسلمة في افريقيا، مرجع سابق ص14
    (1)  سيد عبد المجيد بكر، الاقليات المسلمة في افريقيا، مرجع سابق ص12-13-14-15
    (1)  تاريخ الدول الاسلامية السودانية  بإفريقيا الغربية ،عبد الرحمن زكي،بدون طبعة (القاهرة: المؤسسة العربية الحديثة،1961) ص29-37
    [1]  تحفة الاوفياء ، ابراهيم عبد الله محمد ، الطبعة الاولي ( بدون بلد ، 2001 م ) ص 86 – 87 .  
    (1)   انظر ميسون محمد احمد سليمان ، تطوير وسائل الدعوة الاسلامية في غرب افريقيا رسالة ماجستير ، جامعة امدرمان الاسلامية كلية الدراسات العليا ، قسم الدعوة والثقافة الاسلامية بحث غير منشور
         ص 91-93
    (1)  مجلة البيان ، مستقبل العالم الاسلامي ، تحديدات في عالم متغير ، الطبعة الاولى ( الرياض : مجلة البيان ، 1424 هـ ، ص ص440 – 441 – 442 .
    (1)  محمد جلال عباس ، المد الاسلامي في افرقيا ، مرجع سابق ص 29 
    (1)  تومس ارنولد ، الدعوة الاسلامية ، ص 375 
    (1)  محمود سلام زناتي ، الاسلام والتقاليد القبلية في إفريقيا
    (1)  المؤتمر الدولي الاسلامي في أفريقيا، الكتاب الثاني-المستخلصات، جامعة أفريقيا العالمية، ص ص 61-