بحث عن دولة مصر
تعتبر مصر من الدول العربية والتي تقع في قارة أفريقيا ولذلك اخترتها لبحثي هذا وفيها تعرضت لعدة محاور منها الموقع والمساحة والحدود والسكان وتاريخ مصر و سياستها وأثارها
و جغرافيتها.و الديانات و التقسيم الإداري و المدن والموانئو اقتصاد مصر.و السياحةو الأدب و التعليم في مصر. و الاتصالات و القوات المسلحة
مصر
مصر دولة عربية تقع في أقصي الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، و يحدها من الشمال الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط و من الشرق الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر بمساحة إجمالية تبلغ مليون كم² تقريبا. مصر دولة أفريقية غير أن جزءا من أراضيها، وهي شبه جزيرة سيناء، يقع في قارة آسيا. الاسم الرسمي جمهورية مصر العربية
تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا ومن الجنوب مع السودان ومن الشمال الشرقي مع إسرائيل و فلسطين (قطاع غزة)، ويفصلها البحر الأحمر عن كل من الأردن والسعودية، وتمر عبر أرضها قناة السويس التي تفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الأفريقي.
مصر من أكثر الدول الأفريقية سكاناً، و ذات الترتيب الرابع عشر عالمياً من حيث عدد السكان الذين يعيش أغلبهم على ضفتي النيل و السواحل. تشكل الصحراء غالبية مساحتها وهي غير معمورة. معظم السكان في مصر حاليا من الحضر يعيشون في مدن ذات كثافة سكانية عالية، ربعهم في مدينة القاهرة الكبرى، أكبر مدن أفريقيا والشرق الأوسط.
أصل الاسم
اسم مصر في العربية واللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرَيم מִצְרַיִם مذكور في التوراة (العهد القديم) على أنه ابن لحام بن نوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية (سفر التكوين أصحاح 10، 6) التي يرد فيها اسم "مصرايم" كاسم البلاد المعروفة حاليا كمصر، و كذلك ورد في الإنجيل و القرآن
الاسم الذي عرف به المصريون موطنهم في اللغة المصرية هو كِمِت و تعني "الأرض السوداء"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت، و أصبح الاسم لاحقا في المرحلة القبطية من اللغة كِمي في اللهجة البحيرية و خمي في اللهجة الصعيدية.
الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، و هو اسم يفسره البعض على أنه مشتق من حط كا بتاح أي محط روح بتاح اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة
تاريخ مصر:
عصر الدولة القديمة (2980 - 2475 ق·م): تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية، وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة، حيـث توصـل المصريـون إلى الكتابـة الهيروغليفـيـة أي (النقش المقدس)، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان· واستقبلت مصر عصرا مجيدا في تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات، وشهد هذا العصر بناء أول هرم (هرم سقارة)، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري بري لنقل منتجاتهم· وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة·
عصر الدولة الوسطى (2160- 1580 ق·م ) اهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية، وأنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثا رائعا انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس· كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر·
عصر الدولة الحديثة (1580 - 1150ق·م) بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد· وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا· وأصبحت مصر قوة عظمى، وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية في التاريخ· لقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين· "أحمس" بطل التحرير، "أمنحوتب الأول" العادل الذى أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز ·· "تحتمس الأول" المحارب الذى وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجـم وصناعـة التعديـن ·· "وتحتمس الثاني" المتأنق و"تحتمس الثالث" الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم ·· و "تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية·· و"امنحوتب الثالث" أغنى ملك في العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية ·· و"إخناتون" أول من نادى بتوحيد الالهة الفرعونية ورمز لها بقرص الشمس ·· و"توت عنخ آمون" الذى حاز شهرة في العالم المعاصر· ومن أشـهـر ملـكات هذه الأسرة عـلى سبـيـل المـثـال المـلـكـة " اياح حتب" زوجـــة الـــمــلك "سقنن رع" ، والـــمــلــكــة " أحمس نفرتارى " زوجة أحمس الأول ، والملكة "تى" بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم إخناتون ، والملكة "نفرتيتى" زوجة "إخناتون" والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما· وبلغت مصر في عهدها أعلى قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد "بونت" كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها· وشهد هذا العصر أيضا "ثورة إخناتون الدينية" حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون"· وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق·م ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر·
العصر اليوناني
نجح الإسكندر المقدوني في هزيمة الفرس في آسيا الصغرى ثم احتل مصر عام 333 ق·م وطرد منها الفرس، وقد توج الإسكندر نفسه ملكا على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية ثم حج إلى معبد آمون في واحة سيوة والذي كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة في ذلك الوقت·
مصر تحت حكم البطالمة 333-30 ق·م بعد وفاة الإسكندر أسس "بطليموس" - أحد قواد الإسكندر - حكم البطالمة في مصر الذى استمر من عام (333) ق·م حتى عام 30 ق·م وقد ظلت دولة البطالمة قوية في عهد ملوكها الأوائل ثم حل بها الضعف نتيجة ثورة المصريين ضدهم ولضعف ملوكها ·· واستغلت روما هذه المنازعات لبسط نفوذها على مصر وقضت على البطالمة سنه 03 ق·م أيام حكم الملكة كليوباترا·
مظاهر الحضارة المصرية في عهد البطالمة
بنى البطالمة في الإسكندرية القصور والحدائق وأصبحت الإسكندرية مركزا للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة والتجارة كما أنها كانت الميناء الأول في البحر المتوسط بفضل منارتها الشهيرة التى اعتبرها الإغريق إحدى عجائب الدنيا السبع·
وقد قامت بالإسكندرية حضارة إغريقية مصرية عظيمة تمثلت فى:
جامعة الإسكندرية التى أنشأها البطالمة ويرجع الفضل إلى علماء جامعة الإسكندرية في التوصل إلى حقائق علمية عن دوران الأرض حول الشمس وتقدير محيط الكرة الأرضية، واشتهرت الجامعة بدراسة الطب خاصة التشريح والجراحة ومن أشهر العلماء في جامعة الإسكندرية "إقليدس" عالم الهندسة، و"بطليموس" الجغرافى و"مانيتون" المؤرخ المصرى·
مكتبة الإسكندرية وأثرها الثقافى : أنشأ البطالمة في الإسكندرية مكتبة ضخمة كانت تعد أعظم مكتبة في العالم احتوت على أكثر من نصف مليون لفافة بردى، وقد أمر البطالمة أن يهدي كل زائر من العلماء مدينة الإسكندرية نسخة من مؤلفاته وبذلك وصل عدد الكتب بالمكتبة أكثر من 700 ألف كتاب·
وقد عمل البطالمة على احترام ديانة المصريين وقدموا القرابين للمعبودات المصرية، وشيدوا لها المعابد مثل معبد إدفو ومعبد دندرة ومعابد فيلة بأسوان، وكان البطالمة يظهرون في الحفلات الرسمية بزى الفراعنة·
العصر الروماني
غزا الرومان مصر عام 30 ق·م وأصبحت إحدى ولاياتها وأصبحت مصر أثمن ممتلكات الإمبراطورية الرومانية لموقعها الجغرافى الفريد وخصوبة أرضها ذات الإنتاج الوفير ونهضتها العمرانية والثقافية والحضارية وازدهرت الزراعة في العصر الرومانى·
كما كانت صناعة الزجاج من أرقى الصناعات المصرية حتى أنه يرجع إلى مصر ابتكار فن تشكيل الزجاج بالنفخ، وكانت مصر تحتكر صناعة الورق، واشتهرت بصناعة العطور وأدوات الزينة والمنسوجات الكتانية الرفيعة·
وأصبحت العاصمة المصرية الإسكندرية أكبر مركز تجارى وصناعى في شرق البحر المتوسط في مصر وثانى مدن الإمبراطورية الرومانية وقد استمرت جامعة الإسكندرية في عهد الرومان مركزاً للبحث العلمى ومقراً للعلماء من شتى أنحاء العالم·
العصر الإسلامي
مصر خلال الحكم الإسلامي نهضة شاملة في العمران والفنون تمثلت في العمارة الإسلامية بإنشاء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار، كذلك الفنون الزخرفية عاص مع إضافة النافورة والمئذنة والدعامات والزخرفة واللوحة التأسيسية ·· ومئذنة جامع ابن طولون هى الوحيدة في مساجد مصر التى لها هذا الشكل وهى مستمدة من المعابد الفارسية المعروفة باسم "الزيجورات "·
وتقدمت العمارة الإسلامية في العهد الفاطمى ويعد الجامع الأزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية في مصر، وكذلك الجامع الأنور "الحاكم بأمر الله" والجامع الأقمر، ويعد مشهد الجيوشى نموذجاً لتشييد القباب وإنشاء المساجد·
وتميز العصر الأيوبى بتقدم العمارة، ومن أشهر معالمها بنـاء " قلعة صلاح الدين" وتمثل هذه القلعة العمارة الإسلامية منذ الدولة الأيوبية حتى عصر "محمد على"· كما ترك المماليك ثروة فنية عظيمة تمثلت في المساجد والقباب ودور الصوفية والقصور والمدارس والقلاع والأسبلة·
العصر الحديث
يعتبر "محمد على" بحق مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحى الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث، فبدأ ببناء جيش مصر القوى وأنشأ المدرسة الحربية، ونشأت صناعة السفن في بولاق والترسانة البحرية في الإسكندرية· وأصلح أحوال الزراعة والرى وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالى، وفى مجال التجارة عمل "محمد على" على نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة الخارجية حيث ازدهرت حركة التجارة في مصر·
ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة فأنشأ المدارس على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها وأرسل البعثات إلى أوروبا ونقل العلوم الحديثة·
وحاول أبناء محمد على أن يسلكوا مسلكه في محاولة اللحاق بالحضارة الأوروبية، فقد شهدت البلاد في عهد الخديوى إسماعيل باشا نهضة تمثلت في الإصلاح الإداري كما شهدت الصناعة والزراعة نهضة وازدهاراً كبيراً في عهده واهتم بالبناء والعمارة، وأنشأ دار الأوبرا القديمة، ومد خطوط السكك الحديدية، وفى عام 1869 افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية·
وقد شهدت مصر عدة ثورات ضد التدخل الأجنبي حيث اشتدت الحركة الوطنية فكانت ثورة عرابى عام 1882 التى انتهت باحتلال بريطانيا لمصر والتي أعلنت الحماية على مصر عام 1914 وانتهت تبعيتها الرسمية للدولة العثمانية·
دخلت مصر إلى القرن العشرين وهى مثقلة بأعباء الاستعمار البريطانى بضغوطه لنهب ثرواتها، وتصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال بقيادة مصطفى كامل ومحمد فريد وظهر الشعور الوطنى بقوة مع ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال وكان للزعيم الوطنى سعد زغلول دور بارز فيها، ثم تم إلغاء الحماية البريطانية على مصر في عام 1922 والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصرى عام 1923·
قاد جمال عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952·· والتى قامت بالعديد من الإنجازات من أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعى، ووضعت أول خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ مصر عام 1960 وحققت أهدافها في تطوير الصناعة والإنتاج وتم إنشاء السد العالى 1960-1970 ونهضت البلاد في مجال التعليم والصحة والإنشاء والتعمير والزراعة· وفى مجال السياسة الخارجية عملت ثورة يوليو على تشجيع حركات التحرير من الاستعمار كما اتخذت سياسة الحياد الإيجابي مبدآً أساسياً في سياساتها الخارجية·
وأدركت إسرائيل منذ نشأتها الدور القيادي لمصر في العالم العربي فقامت في 5 يونيو 1967 م بشن هجوم غادر على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن·
واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف، وفى ذلك الوقت توفى قائد ثورة يوليو الزعيم "جمال عبد الناصر" في سبتمبر 1970.
وتولى الحكم الرئيس أنور السادات وبدأ سياسة إعداد الدولة لحرب التحرير ووضعت كافة إمكانات الدولة استعداداً للحرب حتى كان يوم السادس من أكتوبر 1973، قام الجيشان المصرى والسوري في وقت واحد ببدء معركة تحرير الأرض العربية من الاحتلال الإسرائيلي وانتصر الجيش المصرى ورفعت أعلام مصر على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد ساعات من الهجوم·
وقد حققت القوات المصرية انتصارا باهرا في حرب أكتوبر 1973 مما جعل الرئيس أنور السادات يفكر في حل النزاع العربي الإسرائيلي حلا جذريا وإقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط فوقعت مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد ) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء في 25 أبريل 1982، وانسحبت من شريط طابا الحدودي بناء على التحكيم الذى تم في محكمة العدل الدولية·
بدأ عهد الرئيس مبارك في أكتوبر 1981بالعمل على تحقيق استقرار الجبهة الداخلية وتدعيم وترسيخ مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون والسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية· وكان الاهتمام الأكبر هو تحقيق التنمية الشاملة والمتواصلة من خلال خطط التنمية المختلفة التى تمت ومازالت مستمرة حيث شهدت البلاد نهضة كبرى في خدمات التعليم والصحة والثقافة والإعلام وجميع قطاعات الإنتاج وذلك بعد استكمال مواصلة إقامة البنية الأساسية·
كذلك شهدت الساحة المصرية تنمية اقتصادية ناجحة حازت على تقدير وإشادة المؤسسات المالية والنقدية العالمية بوصفها نموذجا فريدا يحتذى به والذى أخذ في الحسبان لإنجاز الإصلاح الاقتصادي الجمع بين الاعتبارات الاقتصادية ومتطلبات البعد الاجتماعي وضرورياته.
والآن يتم التركيز على إعادة رسم خريطة مصر عمرانيا وسكانيا حيث يبنى أبناء مصر دعائم حضارة جديدة ولكنها بمفردات العصر الحديث بكل تحدياته لتتحول الأفكار والطموحات إلى إنجازات قابلة للتحقيق من خلال مشروعات عملاقة تغير الخريطة السكانية لتتعدى حدود الوادى والدلتا القديم المزدحم والذى لم يعد قادرا على استيعاب طموحات مصر المستقبلية وينفذ مشروعات قومية عملاقة في الجنوب منها مشروع دلتا جنوب الوادى " توشكى"، مشروع شرق العوينات، وفى الشمال الشرقى مشروع بورسعيد ومشروع ترعة السلام بسيناء، ومشروع تنمية شمال خليج السويس وجميعها مشروعات تدعو إلى الخروج من الوادى القديم إلى المساحات الأرحب من أرض مصر ·· وهى أيضا السبيل أمام مصر للدخول إلى القرن الحادى والعشرين والألفية الثالثة مكونة بناءً حضاريا تصنعه سواعد أبنائنا المصريين وذلك للانطلاق لبناء مجتمع المعلومات والاتصالات والنهضة التكنولوجية لاستيعاب الآليات الجديدة لعالم المستقبل.
أتاحت خصوبة التربة التي تسبب فيها الفيضان الموسمي لنهر النيل و المناخ الدافئ المعتدل و الحماية النسبية التي توفرها الصحروات المحيطة بوادي النيل قيام حضارة مزدهرة مبكرة حول ضفتيه هي إحدى أكبر حضارات العالم القديم و أبكرها.
ظهرت إرهاصات أولى لسكنى جماعات بشرية حول وادي النيل منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد في شكل جماعات صائدة تستخدم أدوات حجرية، استمرت في النزوح المستمر ناحية نهر النيل بازدياد الجفاف (8000 ق.م) و تحول المراعي إلى صحارى و كذلك تحول المستنقعات المجاورة للنهر إلى أراضي صالحة للسكن، لتظهر آثار استقرار و زراعة مبكرة للحبوب في الصحراء الشرقية في الألف السابع قبل الميلاد.
أبو الهول
تأسست دولة مركزية ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال الأول عاصمتها منف حوالي عام 3100 قبل الميلاد على يد ملك شبه أسطوري عرف تقليديا باسم مينا (و يمكن أن يكون نارمر أو حور عحها) لتحكمها بعد ذلك أسرات ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية لتكون أطول الدول الموحدة تاريخا؛ و لتضم حدودها في فترات مختلفة أقاليم الشام و النوبة و أجزاء من الصحراء الليبية، حتى أسقط الفرس آخر تلك الأسرات، و هي الأسرة الثلاثون عام 343 ق.م.؛ توالى على مصر بعدها اليونان البطالمة (منذ عام 332 ق.م) الذين تحولت عاصمتهم الإسكندرية إلى أهم حواضر العالم القديم ، ثم الرومان عام 30 ق.م.، لتصبح مصر فيما بعد جزءا من الإمبراطورية البيزنطية حتى غزاها الفرس مجددا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية قبل أن يستعيدها البيزنطيون عام 629 قبيل مجيء العرب عام 639 ميلادية.
أدخل العرب في القرن السابع الميلادي الإسلام و اللغة العربية إلى مصر وهما المقومان الرئيسيان لشخصيتها حاليا، إذ يدين أغلب سكانها بالإسلام إلى جانب أقلية مسيحية، كما أصبحت اللغة العربية تدريجيا اللغة الأم للغالبية الساحقة من المصريين فيما عدا جيوبا لغوية.
في العصور التالية تعاقبت ممالك و دول على مصر، فبعد دخول العرب و عصر الراشدين حكمها الأمويون، ثم العباسيون عن بعد بوكلائهم الإخشيديين و الطولونيين لفترات وجيزة، ثم الفاطميون الذين تلاهم الأيوبيون. أتى الأيوبيون بفئة من المحاربين العبيد هم المماليك استقوت حتى حكمت البلاد بنظام إقطاعي عسكري، و استمر حكمهم للبلاد بشكل فعلي لفترة حتى بعد أن احتلها العثمانيون و أصبحت ولاية عثمانية عام 1517.
محمد علي الكبير
كان لوالي مصر محمد علي الكبير الذي حكمها بدءا من سنة 1805 دور بالغ الأهمية في تحديث مصر و نقلها من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، و ازدياد استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية و إن ظلت تابعة لها رسميا مع استمرار حكم أسرته من بعده، وازداد نفوذها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأدنى إلى أن أصبحت تهدد المصالح العثمانية ذاتها.
في ذلك الوقت أصبحت مصر محط أنظار القوى الإمبريالية الأوربية و موضع سباق بينها، فغزاها الفرنسيون لبرهة عام 1798 في إطار حملات نابليون التوسعية في الشرق، قبل أن تعود مرة أخرى إلى العثمانيين عام 1801 بفضل البريطانيين الذين كان يهمهم أن لا تبقى مصر في يد فرنسا.
بإتمام حفر قناة السويس 18 مارس 1869 ازدادت المكانة الجيوستراتيجية لمصر كمعبر للانتقال بين الشرق والغرب، وفي نفس الوقت كانت الدولة العثمانية في أفول، ففرضت بريطانيا العظمى عام 1882 سيطرتها عليها عسكريا و سياسيا و إن ظلت تابعة للإمبراطورية العثمانية اسما حتى عشية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.
منذ سنة 1922 كانت مصر مستقلة عن بريطانيا اسميًا مع احتفاظ البريطانيين بقواعد عسكرية على أرضها و تدخلهم في شؤون الإدارة و السياسة الداخلية بالضغط على الملك، لكن ازدياد الشعور الوطني أدى إلى أن و ضع المصريون دستورا سنة 1923 بقيادة سعد زغلول تلته محاولة ناجحة قصيرة الأمد بين عامي 1924 و 1936 في صوغ حياة سياسية تعددية و ليبرالية، إلا أن عودة البريطانيين لإحكام قبضتهم على شؤون البلاد قوض تلك التجربة و أدى إلى عدم استقرار الأحوال حتى عام 1952 عندما انقلب ضباط من الجيش على الملك فاروق الأول ثم تطورت الأحداث إلى أن انقلبوا عليه و أجبروه على التنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني، حتى أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953 برئاسة اللواء محمد نجيب.
وضع محمد نجيب عام 1954 قيد الاقامة الجبرية ، على يد رفاقه في مجلس قيادة الثورة برئاسة البكباشي جمال عبدالناصر المهندس الحقيقي لحركة الضباط، و الذي أدى تأميمه لقناة السويس سنة 1956 إلى حرب السويس التي تحالفت فيها إسرائيل بريطانيا و فرنسا فيما عرف بالعدوان الثلاثي في محاولتة الأخيرتين لاستعادة السيطرة على قناة السويس، تلك الحرب التي خرج منها عبدالناصر و قد ازدادت شعبيته في مصر و العالم العربي و الإسلامي، و كذلك في أفريقيا و كثير من بلاد العالم الثالث باعتباره داعية للتحرر و مقاوم للاستعمار. كذلك بينت هذه الحرب الخطر الذي يشكله و جود إسرائيل على مصالح الشعوب العربية، بعد أن كانت الجيوش العربية و منها الجيش المصري الملكي قد فشل في القضاء عليها عام 1948 بسبب ضعف الأنظمة العربية و استمرار سيطرة المستعمر الأوربي على كثير من شؤونها أنذاك و كذلك عدم الاستعداد الكافي.
دخلت مصر في وحدة مع سورية عام 1958 عرف باسم الجمهورية العربية المتحدة كان يفترض أن يكون نواة لانضمام باقي البلدان العربية حسب الرؤية العروبية لجمال عبدالناصر التي وجدت أصداء لها بين شعوب العالم العربي، إلا أن هذه الوحدة زالت سريعا عام 1961 اثر اقلاب في دمشق .
اجتاحت إسرائيل الضفة الغربية و غزة و الجولان و سيناء فيما عرف عربيا باسم نكسة 67، و توفي عبدالناصر بعدها بثلاث سنوات، ليخلفه نائبه أنور السادات، أحد الضباط الذين عرفوا بالضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة الثورة التي أسقطت الملكية. قدم السادات نفسه في ما يعرف بثورة التصحيح التي مكنته من فرض سيطرته على شؤون البلاد و التخلص من خصومه السياسيين، تمكن عام 1973 من شن حرب مفاجئة على إسرائيل فيما عرف بحرب أكتوبر و بعد أن نقل توجه مصر في الحرب الباردة من جبهة الاتحاد السوفيتي إلى جبهة الولايات المتحدة. انتهت الحرب بتوقيع اتفاقية سلام بين مصر و إسرائيل استردت بموجبها مصر باقي أراض سيناء، و هو ما أدى إلى غضب عربي و طرد مصر من جامعة الدول العربية حتى 1989.
واكب الفترة التي تلت معاهدة السلام مع إسرائيل تقليص للتوجه الاشتراكي للدولة الذي كان قد تأسس بعد إنتهاء الملكية، فيما عرف بسياسة الانفتاح، و كذلك محاولة لإعادة الحياة النيابية التعددية و الممارسة الديموقراطية إلى السياسة و التي كانت قد علقت منذ بداية نظام الضباط، إلا أن تلك المحاولة جاءت مبتسرة و هيأت لأن يسيطر فعليا حزب واحد يتماهى مع الدولة هو الحزب الوطني الديموقراطي، و إن كانت الدولة تعددية شكلا.
بينما كان يستعرض المواكب العسكرية في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر، اغتيل السادات على يد تنظيم إسلامي عرف بالجماعة الاسلامية نفذه جنود بقيادة الضابط خالد الإسلامبولي سنة 1981 ليخلفه محمد حسني مبارك، الرئيس الحالي للجمهورية.
سياسة مصر.
قصر الرئاسة
مصر جمهورية منذ 18 يونيو 1953، و الرئيس محمد حسني مبارك هو رئيس الجمهورية منذ 14 أكتوبر 1981، خلفا للرئيس السادات.
رئيس مجلس الوزراء يعين بواسطة رئيس الجمهورية. و تقلد أحمد نظيف رئاسة مجلس الوزراء يوم 9 يوليو 2004 خلفا لعاطف عبيد.
بالرغم من أن الدولة يفترض أنها منظمة في شكل نظام تعدد أحزاب شبه رئاسي تتوزع فيه السلطة ما بين رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء تكرس الفصل ما بين سلطات ثلاث؛ تشريعية و تنفيذية و قضائية، إلا أن السلطة تتركز فعليا في يد رئيس الجمهورية الذي كان يتم اختياره تقليديا في استفتاء خلال الخمسين عاما الماضية و إن كان هذا النظام قد تغير عندما أعلن الرئيس مبارك في 2005 عزمه تغيير نظام الترشيح و الانتخاب لمنصب رئيس الجمهورية و ما تلى ذلك من تعديل للمادة 76 من الدستور و ما ارتبط به من جدل سياسي لتضمنها قيودا مجحفة على الترشيح تضمن عمليا سيطرة مرشح الحزب الوطني.
جرت آخر انتخابات رئاسية في سبتمبر 2005 و فاز فيها الرئيس حسني مبارك بفارق كبير على المرشح التالي، أيمن نور، رئيس حزب الغد و مرشحه، و هي انتخابات شابتها شبهات كثيرة فيما يتعلق بالتدخل الحكومي في مختلف مراحلها، بدءا من منع الناخبين المتوقع تصويتهم لغير الرئيس، إلى التدخل المباشر في عمليات الفرز و تغيير الأصوات و التلاعب في النتيجة، مما دفع مجموعة من القضاة الإصلاحيين باتخذا موقف عبروا فيه عن عدم رضاهم عن نتائجها و عن عدم تحملهم مسؤوليتها و هم ما تحاول الحكومة الدفع به لإضفاء الشرعية عليها، و كذلك المطالبة بقانون جديد للسلطة القضائية يكفل استقلالها عن السلطة التنفيذية، و ما تلى ذلك مما عرف بأزمة استقلال القضاء في 2006.
تقام في مصر انتخابات تشريعية متعددة الأحزاب لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، تغير نظام الانتخاب فيها مرات كما اختلفت فيما يتعلق بالسماح للمستقلين بالترشح.
جرت آخر انتخابات تشريعية في نوفمبر 2005 تالية لانتخابات الرئاسة و شهدت أعمال عنف سقط فيها قتلى و مواجهات بين مؤيدي مرشحي الإخوان المسلمين و الشرطة و كذلك بين مؤيدي مرشحي الحزب الوطني المدعومين من الشرطة بشكل غير رسمي و بين مؤيدي المرشحين الآخرين. كما أسفرت نتائجها عن ازدياد مقاعد الإخوان المسلمين، المنافس السياسي الأقوى للحكومة، في المجلس و سلطت الضوء على حجم شعبيتهم في الشارع المصري.
صحب كل من الانتخابات الرئاسية و التشريعية حراك سياسي كبير شمل فئات كانت عازفة عن المشاركة السياسية و كسرا وجيزا لحالة الركود السياسي التي جثمت على مصر منذ عقود بسبب هيمنة الحزب الوطني و التدخل الأمني و تقلص الحريات المدنية حيث تحكم الدولة بقانون الطوارئ منذ 1981، و إن كانت أغلبية الشعب لا تزال عازفة عن المشاركة السياسية، كما شهدت الانتخابات تظاهر المصريين في الشوارع لأول مرة منذ فترة طويلة نسبيا لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية قمعت قوات الأمن معظمها بعنف، كما شهد عام 2005 صعود حركة كفايه التي تضم طيفا متنوعا من المعارضين من مختلف التوجهات، بمن فيهم يساريون و ليبراليون و إخوان مسلمون.
جغرافية مصر.
تبلغ مساحة مصر حوالى مليون كيلو متر مربع تعادل مساحتها تقريبا كلا من مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين.
التضاريس : تنقسم جمهورية مصر العربية من الناحية الجغرافية إلى أربعة أقسام رئيسية هي :
وادي النيل والدلتا: مساحته حوالى (33 ألف كم2 ) تقريبا. من شمال وادي حلفا حتى البحر المتوسط، و ينقسم إلى النوبة المصرية، من وادي حلفا إلى أسوان، يليه الصعيد (مصر العليا) إلى جنوبي القاهرة، ثم الدلتا (مصر السفلى) من شمال القاهرة إلى ساحل المتوسط، و هي المحصورة بين فرعي النيل، فرع دمياط و فرع رشيد، و هما الفرعان اللذين بقيا من عدة أفرع في الدلتا، و مصبات أخرى وجدت في عصور جيولوجية سابقة.
السد العالي
في أقصي جنوب البلاد توجد بحيرة ناصر (بحيرة النوبة)، وهي بحيرة صناعية نشأت نتيجة بناء السد العالي عند أسوان. أما في الشمال الغربي فتوجد بحيرة قارون في الفيوم وهي أحد أكبر البحيرات الطبيعية في البلاد، كما توجد على ساحل المتوسط بحيرات ضحلة هي المنزلة و البرلس و مريوط، إلى جانب مستنقعات مساحتها آخذة في التضاؤل نتيجة النشاط البشري منذ أقدم العصور، و إن تسارع مؤخرا.
الصحراء الغربية (الليبية): تشغل حوالى (680 ألف كم2 ) تقريبا، و هي الجزء الواقع داخل حدود مصر من الصحراء الأفريقية الكبرى، ممتدا ما بين وادي النيل في الشرق حتى الحدود الغربية، و من البحر المتوسط شمالاً إلى الحدود الجنوبية، وتنقسم إلى:
القسم الشمالي يشمل السهل الساحلي و الهضبة الشمالية و منطقة المنخفضات التي تضم واحة سيوة و منخفض القطارة و وادي النطرون و الواحات البحرية•
القسم الجنوبي يشمل واحات الفرافرة و الخارجة و الداخلة و باريس في أقصي الجنوب واحة العوينات.
الصحراء الشرقية: مساحتها حوالي (225 ألف كم2) تمتد ما بين وادي النيل غربا والبحر الأحمر و شبه جزيرة سيناء شرقا، ومن حدود الدلتا شمالاً حتى حدود مصر الجنوبية. تمتد بطولها سلسلةجبال البحر الأحمر يصل ارتفاعها إلى حوالي 3000 قدم فوق سطح البحر و هي غنية بالموارد الطبيعية من خامات المعادن المختلفة.
شبه جزيرة سيناء: مساحتها حوالى (61 ألف كم2) على شكل مثلث قاعدته مماسة البحر المتوسط شمالاً و رأسه جنوباً ما بين خليجي السويس غربا و العقبة شرقا، و تنقسم من حيث التضاريس إلى:
القسم الجنوبي: منطقة و عرة تتألف من جبال جرانيتية شاهقة الارتفاع، فيها جبل كاترينة بارتفاع 2640 متراً فوق سطح البحر وهو الأعلى في مصر.
القسم الأوسط: منطقة الهضاب الوسطى أو هضبة التيه وتنحدر أودية هذه الهضبة نحو البحر المتوسط انحداراً تدريجياً.
القسم الشمالي: المنطقة ما بين البحر المتوسط شمالاً وهضبة التيه جنوباً و هو سهل منبسط تكثر فيه موارد المياه الناتجة عن الأمطار التي تنحدر مياهها من المرتفعات الجنوبية وهضبات المنطقة الوسطى.
الماخ السائد هو الصحراوي و شبه الصحراوي.
السكان
تعداد سكان مصر.
وسط مدينة القاهرة أكبر مدن أفريقيا والشرق الأوسط ويظهر في الصورة مبني دار أوبرا القاهرة مركز الفنون الرئيس في المدينة .
مصر هي ثاني أكثر الدول سكاناً في أفريقيا بعد نيجيريا، يتركز أغلبهم في وادي النيل، بالذات في المدينتين الكبرتين، القاهرة الكبرى، التي بها تقريبا ربع السكان، و الإسكندرية، كما يعيش أغلب السكان الباقين في الدلتا و على ساحلي البحر المتوسط و البحر الأحمر و مدن قناة السويس.
إجمالي عدد سكان مصر بلغ 82,982,364 نسمة(تقدير 2007) او 76 مليونا و480 ألفا و426 نسمة في تعداد عام 2006 بزيادة قدرها 24.37% عن تعداد 1996. منهم 72 مليونا و579 ألفا و30 نسمة داخلها و في الخارج ثلاثة ملايين. منهم من الحضر 30 مليونا و949 ألف نسمة و يسكن الريف 41 مليونا و629 ألفا و341 نسمة. و يقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 1،3%.
و يبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63، نسمة/كم²، حيث هي في منطقة وادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم² (98% من مجموع السكان على 4% من مساحة البلاد، و هي من أعلى الكثافات السكانية في العالم.
تركيبة السكان يختلط في سكان واحات الصحراء الليبية الأمازيغ بالعرب، و يسود الأمازيغ بشكل منفرد تقريبا في واحة سيوة، فيما تشكل سلالات القبائل العربية مثل أولاد علي و الجوازي و غيرهم الغالبية على السواحل الشمالية الغربية و هم ذوي امتدادات في ليبيا.
تقطن شبه جزيرة سيناء جماعات كانت تقليديا من البدو الرّحل إلا أن كثيرا منهم تحول إلى الاستقرار في تجمعات سكنية بتشجيع من الدولة المركزية كما هي العادة دائما، و هم ذوي امتدادات في بلاد الشام و الجزيرة العربية، كما توجد جماعات ذات أصول من شبه الجزيرة العربية في الصحراء الشرقية، و تعيش في جنوبها ما بين وادي النيل و البحر الأحمر جماعات من البجا البشاريين و العبابدة و الجعافرة، و هم يتداخلون مع النوبيين بالقرب من وادي النيل، و يزداد انفرادهم كلما توجهنا إلى الجنوب و الشرق، و هم في مجلمهم البجا.
وجدت جماعات من الغجر عاشوا تقليديا متنقلين على أطراف البلدات و القرى، و وجدت أكبر تجمعاتهم في الدلتا و الفيوم على أنه لا توجد تقديرات رسمية لعددهم.
وجدت تاريخيا جاليات من الأرمن و اليونانيين و الإيطاليين و الأتراك و الشركس و الألبان، اختلفت أعدادهم على مر العصور، كما يتداخل العنصر الأفريقي الأسود بشكل طبيعي و موزع في تركيبة السكان، إلى جانب السودانيين الذين يعيشون في مصر أو ينتقلون ما بينها و بين السودان.
منذ القدم كان المصريون يعزفون عن الهجرة من موطنهم إلا بشكل محدود، إلا أنه إعتبارا من عام 1975 ونتيجة لظهور عائدات البترول في الخليج وما أتاحه ذلك من الطلب على العمالة في دول الخليج العربي و العراق و ليبيا بدأت أفواج كبيرة من السكان خاصة من فئة الشباب في النزوح إلى خارج البلاد إما بصفة مؤقتة للعمل، غالبا في الدول النفطية وإما بصفة دائمة بالإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وأوروبا؛ وذلك وفق ما تسمح به نظم ولوائح الهجرة المطبقة في تلك الدول. لا توجد إحصاءات دقيقة للعدد الحقيقي للمصريين خارج بلادهم، إلا أن عددهم يتراوح بين أربعة وخمسة ملايين نسمة يوجد ثلثيهم في الدول العربية كعمالة مؤقتة بينما يوجد الثلث الباقي في دول المهجر وهؤلاء هم المهاجرون هجرة دائمة.
اللغة
تحدث المصريون على امتداد تاريخهم لغات من العائلة الأفروآسيوية، بدءا من اللغة المصرية (في أطوارها المختلفة انتهاء بالقبطية) التي تنتمي إلى ذات العائلة الفرعية التي تنتمي إليها الأمازيغية، وصولا إلى العربية بلهجات عدة.
يتحدث النوبيون لغتين من عائلة اللغات النوبية و السيويون اللغة السيوية الأمازيغية، و يتحدث العبابدة و البشاريون لغات من عائلة البجا، و تقليديا تحدّث الغجر لغتهم الخاصة.
الديانات
بشكل عام يصعب تحديد نسب الانتماءات الدينية في مصر بسبب امتناع الحكومة عن الإفصاح عن أي أرقام رسمية لأنها تعد هذا من موضوعات الأمن القومي، بما في ذلك العدد الدقيق للمسيحيين. لذا فكل الإحصاءات مجال للخلاف.
94% من السكان في مصر من المسلمين السنة حسب التقدير الرسمي[1]. كما توجد في مصر طرق صوفية عديدة.
الجامع الأزهر في القاهرة
يعترف الدستور المصري بالديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية فقط .
بينما يشير تقرير حرية الأديان العالمي الذي أعدته وزراة الخارجية الأرمريكية عام 2006 إلى أن المسلمون السنة يشكلون 90% من السكان، والفرق الأخرى 1% ، والمسيحيون 8% معظمهم ينتمون للكنيسة القبطية الأرثوذكسية [2] .
حسب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وموسوعة إنكارتا ومصادر أخرى: حوالي 91% من السكان في مصر من المسلمين أغلبهم من المسلمين السنة ، 9% من المسيحيين الأقباط و1% من المسيحيين غير الأقباط وغيره[].
توجد كذلك أقلية من اليهود في مصر (حوالي 8 آلاف مصري حسب آخر إحصائية في 2006[بحاجة لمصدر])، و هي كل ما تبقى من إحدى أقدم الجماعات اليهودية في العالم، و إحدى أكبرها حتى بداية الصراع العربي الإسرائيلي في منتصف القرن العشرين، و كانت تضم أغلبية من اليهود القرائين، إلى جانب ربانيين و نورانيين.
توجد أقلية من المسلمين الشيعة وليس هناك تعداد رسمي لهم وأغلبهم من الشيعة الإمامية الإثنا عشرية.
وجد منذ أواخر القرن التاسع عشر مصريون اعتنقوا البهائية، لكن لا توجد تعدادات رسمية لهم، و إن كانوا هم يقدرون عددهم الحالي بألفي نسمة؛ و قد كان وضعهم القانوني مثار جدل شعبي و صراع حقوقي منذ عام 2006.
يعيش في مصر عدد غير محدد من بهرة بسبب مكانة مصر الخاصة في عقيدتهم و وجود مشاعر مقدسة لهم في القاهرة الفاطمية، إلا أنهم مقيمون أجانب و ليسوا مواطنين.
[مؤسسات دينية
توجد في مصر مؤسستان دينيتان من أقدم و أهم المؤسسات بالنسبة للدين التي تمثله كل منهما:
الأزهر، الذي بناه الفاطميون لينشر المذهب الإسماعيلي في شمال أفريقيا، لكن صلاح الدين الأيوبي حوله إلى جامعة سنية.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهي إحدى أقدم الكنائس المسيحية في العالم و واحدة من الكنائس الخمس الأول، و كنيسة الإسكندرية هي مقر الجالس على كرسي القديس مرقس و هو بابا الإسكندرية و بطريارك الكرازة المرقسية.
السياحة
بحكم تاريخها و إمكاناتها البشرية و اتصالها بأوربا، ظلت مصر لفترة طويلة في العصر الحديث هي الرائد الثقافي في العالم العربي، فتصدر كتابها و مفكروها و مؤلفوها و فنانونها التشكيليين و موسيقيوها مجالات الإنتاج الثقافي العربي، كما إن القاهرة العاصمة الثقافية الأنشط عربيا إذ قامت بها حياة ثقافية و أدبية و فنية مبكرة و متصلة إلى الآن.
كما قامت في مصر مبكرا صناعة الإعلام و السينما و الفنون، و لها حاليا أكثر من 30 قناة فضائية و إنتاج للأفلام يتجاوز ال 100 فيلم سنويا. كما كانت أوبرا القاهرة قبل احتراقها أول دار أوبرا في العالم العربي. توجد في مصر العديد من المراقص التي تؤدي الرقص الشعبي المشهور عالمياً. وينتشر أغلبها في شارع الهرم بالجيزة.
الأدب
الآداب في مصر.
يشكل الأدب جانبا هاما من الحياة الثقافية المصرية، حيث كان الروائيون و الشعراء المصريون من أول من ساهم في تشكيل الأنماط المعاصرة لهذين الشكلين الأدبيين في العربية.
الفنون التشيكلية
مارس المصريون منذ القدم فنون الرسم و النحت. بدخول المسيحية نشأت مدرسة مصرية في فن الأيقونات، و برع المصريون المسيحيون و من بعدهم المسلمون في فنون الزخرفة و النقوش في الأغراض المعمارية و الحياتية التطبيقية.
في العصر الحديث، أعاد فنانون من أمثال محمود مختار و جمال السجيني بعث روح مصرية في فن النحت تستلهم ماضيه و تختلف عن المدارس الأوربية التي كانت الوحيدة المتاحة لجيل الرواد هؤلاء، و كذلك في فن الرسم.
التعليم في مصر
تشرف الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم على مراحل التعليم الأساسي الذي يشمل المرحلتين الابتدائية ست سنوات و الإعدادية لثلاث سنوات، كما تشرف على التعليم الثانوي الذي ينقسم إلى عام و فني و تجاري، و يسمح للأفراد بإنشاء و إدارة المدارس في مختلف المراحل. و تحدد نتيجة اختبار الثانوية قبول الطلاب في الجامعات و هي العملية التي يديرها سنويا مكتب تنسيق القبول في الجامعات المصرية.
تشرف وزارة التعليم العالي على مراحل التعليم الجامعى، و مؤخرا أصبح من حق الجهات الخاصة إنشاء و إدارة الجامعات و المعاهد.
كما يوجد نمط مواز للتعليم يشرف عليه الأزهر في كل مراحل التعليم، انتهاء بجامعة الأزهر الذي تدرس العلوم الشرعية إلى جانب "الدنيوية".
انظر كذلك قائمة الجامعات في مصر يوجد في مصر 23 جامعه حكوميه بالإضافة الي أكثر من 10 جامعات خاصه هذا بجانب العديد من المعاهد العليا الحكوميه والخاصه
الاتصالات
بدأت صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية نشاطها في مصر عام 1854 حين تم افتتاح أول خطوط التلغراف بين محافظتي القاهرة و الإسكندرية ، فيما شهد عام 1881 تركيب أول خط هاتفي بين المحافظتين.[1]
فى سبتمبر 1999 تم الاعلان عن المشروع القومى للنهضة التكنولوجية والذى يعكس الاهتمام الكبير الذى تعطية الدولة لضرورة الاسراع في النهوض بصناعة وإستخدام تكنولوجيا المعلومات لخدمة أهداف التنمية في مصر وكان يجب لترجمة مشروع النهضة إلى واقع ملموس أن يتم إعداد وتنفيذ العديد من المشروعات واتخاذ الاجراءات اللازمة لتنمية الصناعات.