بحث حول جمهورية تشاد
تم اعتماد الشعار الخاص بتشاد عام 1970و يتكون من درع مرسوم عليه خطوط زرقاء مموجة و تشرق عليها الشمس و يدعم الدرع من الجانبين أسد و عنزة و أسفل الدرع يوجد ميدالية و شعار مكتوب بالفرنسية هو (الإتحاد العمل التقدم) . ترمز الخطوط الزرقاء المموجة إلى بحيرة تشاد و الشمس التي تشرق ترمز إلى البداية الجديدة و العنزة إلى الجزء الشمالي من البلاد و الأسد إلى الجزء الجنوبي للبلاد و يتدلى من أسفل الدرع ميدالية الاستحقاق الوطني التشادي. و يوجد أيضاً شعار تشاد عبارة عن صورة لفتاة قبائل مرسومة باللون الأبيض و الأسود
معلومات عامة
اللغة الرسمية فرنسية،العربية
الاستقلال من فرنسا 11 أغسطس 1960
مساحة 1،284،000 كم2 1،9
عدد السكان
- كثافة السكان 10،146،000 7،2/كم2
العملة فرانك س ف ا (cFA)
أصل التسمية
أصل تسمية المنطقة الواقعـة في الحدود الحالية لجمهوريـة تشـاد باسم (تشاد ـ TCHAD) راجعة لعدة تفسيرات ـ على ما ذكره المؤرخون ـ ومن أهمِّها ما يلي:
أ ـ أنَّ اسم تشاد مأخوذ من اسـم لنوع من الأسماك التي توجـد في بحيرة (تشاد ـ TCHAD)، والتي سميت باسم تلك الأسماك الشهيرة الموجودة فيها بكثرة، ومن ثم اشتق اسم البلاد من هذه البحيرة الشهيرة والتي تقع في حدودها الغربية الجنوبية ، وهو الأقرب إلى الصواب .
ب ـ قيل: إنَّها مشتقة من كلمة (شَتْ ـ CHET) والتي تعني «جميع أو كُل» بلغة القبائل العربية القاطنة في بعض المناطق؛ حيث كانت متداولة بينها، فيقولون: (النَّاسُ ساروا شَتْ) أي كلهم، و (البهائم كَمَلَتْ شَتْ) أي ماتت جميعها.
ج ـ قيل: إنَّ هذا الاسم أُخذ من البحيرة التي أُطلق عليها اسم (تشاد ـ TCHAD). بسبب أنَّها تفيض في موسم الخريف بمياه الأمطار الغزيرة التي تنحدر إليها، أو تصب فيها من الأنهار المتصلة بها كنهر (شاري)، ونهر (لوجون)، ونهر (السلامات)، وبحيرة (فتري)؛ فيفيض ماء البحيرة ويملأ جوانبها، فيقال حينذاك: «شَتْ ماء البحيرة إذا فاض؛ فسميت المنطقة بتشاد.
د ـ قيل: إنَّ الاسم حُرِّفَ من كلمة (الشاطئ) فأصبحت (تشاد ـ TCHAD)؛ وذلك بسبب عدم إتقان القبائل العربية الرحل الموجودة في بعض المناطق التشادية للغة العربية الفصحى، حيث أخذوا من ضفاف هذه البحيرة منازل اصطياف لهم؛ فسموا أماكنهم حول شاطئ البحيرة بـ (شاد) بدلاً من (الشاطئ)
الموقع والمساحة
تشاد في الاصطلاح الجغرافي السياسي هي: المنطقة الواقعـة في وسط القارة الأفريقية ما بين درجتي خط العرض 8ْ ـ 23ْ شمالاً وبين درجتي خط الطول 14ْ ـ 24ْ شرقاً من جرينتش بعد رسم الحدود الحالية من قِبَل المستعمر الفرنسي، ولها حدود مع ست دول في القارة؛ فمن الشرق تحدها جمهورية السودان ـ وهي أطول حدود لها ـ، ومن الغرب كل من: جمهورية الكمرون وجمهورية النيجر وجمهورية نيجيريا الفدرالية، ومن الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الشمال الجماهيرية العربية الليبية
أمَّا مساحة جمهورية تشاد فتبلغ مليوناً ومئتين وأربعة وثمانين ألفاً (000ر284ر1كم2) ؛ فهي تأتي في المرتبة الخامسة بين دول القارة من حيث المساحة: السودان، والجزائر، وجمهورية الكنغو الديمقراطية (زائير سابقاً)، وليبيا، وتشاد.
أهمُّ التضاريس المناخية
يوصف مناخ جمهورية تشاد بالحار على وجه العموم، ورياحه كلها شمالية شرقية جافة، وتحمل معها السحب حيناً والأتربة أحياناً أخرى.
وتوجد فيها ثلاثة فصول، وتتراوح حرارتها تبعاً لدرجة البعد عن خط الاستواء وهي مرتبة على النحو التالي:
أ ـ فصل الخريف:
ويمتاز هذا الفصل بتساقط الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية الشديدة، وتصبح الطرق غير سالكة بسبب عدم زفلتتها، وتكاد تشل حركة التنقل بين معظم المناطق.
ب ـ فصل الشتاء:
ويتسم هذا الفصل بالجفاف والبرودة، بدايته من شهر (نوفمبر) ونهايته في منتصف شهر (فبراير)، ويتميز
بتغيرات كبيرة في الحرارة ليلاً ونهاراً حيث يصل إلى (32ْ) درجة مئوية في النهار، وتنخفض ليلاً إلى (10ْ) درجات مئوية.
ج ـ فصل الصيف:
وهذا الفصل جاف حار، وتصل درجة الحرارة فيه إلى أربعين (40ْ) درجة مئوية أحياناً، ويبدأ من منتصف شهر (فبراير) إلى نهاية شهر (مايو).
فرص الإستثمار
أولاً في القطاع الزراعي
( تصدير المحاصيل الزراعية ) صمغ عربي – فول سوداني – سمسم –دخن-ذرة وكذلك تصدير الثروة السمكية الهائلة التي تذخر بها بحيرة تشاد
ثانياً في القطاع الصناعي صناعة العصائر – السكر – الزيوت – اللحوم – الغزل والنسيج – دباغة الجلود مشتقات الألبان الأسماك والصناعات البتر وكيماوية (في المستقبل القريب ) والصناعات التحويلية
ثالثاً
في القطاع الخدمي صناعة السياحة والفندقة الاتصالات و المواصلات – مقاولات البناء – الطاقة الكهربائية – النقل الجوي
الثروة المعدنية
تتمتع تشاد ببعض الثروات المعدنية مثل البترول والذي بدأ تصديره عام 2003 وهناك مخزون هائل من الذهب والحديد واليورانيوم والزنك والرخام والذي لم تستفد منه الدولة حتى الان .
الناتج المحلي ودخل الفرد
إجمالي الناتج المحلي 1،200،000،000 دولار في العام دخل الفرد بالدولار 400 دولار في العام
أهم المنتجات الزراعية
الأرز – القطن – الذرة – قصب السكر – الفول السوداني– السمسم – الصمغ العربي – وبعض الفواكه كالمانجو والبرتقال . كما تذخر تشاد بثروة حيوانية هائلة من الأبقار والأغنام والإبل وتعتبر المصدر الوحيد للحوم لدول وسط وغرب إفريقيا ، وكذلك تصدرها لبقية دول العالم
التقسيمات العرقية
يوجد في تشاد حوالي 200 مجموعة عرقية نذكر منها :
في الشمال : العرقيات العربية :
الجوراني Gorane التوبو Toubou – الدازا Daza – الكريدا Kreda .
الزغاوة Zaghawa – الكانيمبو Kanembou - الوداي Ouaddai – الباجرمي Baguirmi – الهادجيريا Hadjera – الفولبي Fulbe – الكوتوكو Kotoko – الهوسا Hausa – بولالا Bolala .
في الجنوب : العرقيات الأفريقية :
السارا Sara نجامباي Ngambaye – أمباي mbaye – الجولاي Goulaye – الموندانج Moundang – الماسا massa – الموساي Moussei .
اللغة
اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية ،إلي جانب اللغة العربية فضلاً عن بعض اللهجات المحلية وأهمها لغة السارا Sara .
الديانة
يشكل الدين الإسلامي 51% من إجمالي السكان ، والديانة المسيحية 35% ، والعبادات الطبيعية 7% .
العيد القومي
تحتفل تشاد في 11/8/1960 بيوم الاستقلال ويعد هذا اليوم عطلة رسمية للبلاد .
النظام السياسي
الدستور :
صدر الدستور التشادي في 11 أغسطس عام 1995 من خلال استفتاء شعبي ، وآخر رسمي في 26 مارس عام 1996 ، وينص الدستور علي وحدة البلاد ، وأن رئيس الدولة يمثل أعلي سلطة في البلاد ، ويسمح له بفترتين رئاسيتين فقط .
وفي 26 مايو 2004 قامت الجمعية الوطنية بإجراء تعديل دستوري يسمح لرئيس الدولة بأكثر من فترتين رئاسيتين .
يتكون نظام الحكم من السلطات التالية
السلطة التنفيذية :
تكمن السلطة التنفيذية في رئيس الدولة الذي ينتخب في اقتراع شعبي لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات ، وإذا لم يحصل المرشح علي 50% من إجمالي الأصوات يعاد انتخاب المرشحين للرئاسة لجولة انتخابية ثانية .
جرت الانتخابات قبل الأخيرة في 20 مايو 2001 وفاز فيها الرئيس ديبي لفترة رئاسية ثانية .
وفي3 مايو 2006 تمت الانتخابات الرئاسية الأخيرة بفوز الرئيس ديبي لفترة رئاسية ثالثة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة .
رئيس الوزراء : يعد تعيينه من اختصاص رئيس الدولة .
يتم تعيين أعضاء المجلس التنفيذي من قبل رئيس الدولة وطبقاً لتوصيات رئيس الوزراء .
السلطة التشريعية :
يتألف المجلس التشريعي من مجلسين
المجلس الأول : الجمعية الوطنية وتتألف من 155 مقعداً ، ويتم اختيار أعضائه من خلال الانتخاب العام لدوره مدتها 4 سنوات
المجلس الثاني : مجلس الشيوخ ولم يتم تشكيله حتى الآن ومن المقرر تعيين أعضائه لدورة برلمانية مدتها 6 سنوات ، سيتم التجديد لثلث الأعضاء كل سنتين.
جرت انتخابات الجمعية الوطنية قبل الأخيرة في إبريل عام 2001 .
وفي إبريل 2006 تمت انتخابات الجمعية الوطنية الأخيرة .
السلطة القضائية :
يتألف الجهاز القضائي من المحكمة العليا ، ومحكمة الاستئناف والمحاكم الجنائية ، فضلاً عن مجلس دستوري يقضي بأحكام نهائية في شئون الدولة .
النظام القانوني:
مستمد من القانون المدني الفرنسي والقانون العرقي لتشاد .
لم تقبل تشاد السلطة الإلزامية لمحكمة العدل الدولية .
الأحزاب السياسية
جمهورية تشاد من الدول التي تسمح بالتعدد الحزبي ، وفيما يلي أهم الأحزاب السياسية :
1- اتحاد العمل من أجل الجمهورية (FAR)
2 - التجمع الوطني للتنمية والتقـدم ((RNDP
3- حزب الحرية والتنمية (PLD)
4- حزب الاتحاد الوطني للديمقراطية والتجديد (NUDR)
5- حركة الخلاص والوطني (MPS)
6- التجمع من أجل الديمقراطية والتقدم (RDP)
7- الاتحاد من اجل الديمقراطية والجهورية (UDR)
8- الاتحاد من أجل التجديد والديمقراطية (URD)
العضوية في التنظيمات الإقليمية والدولية :
مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية (الفرانكفونية) .
عضو باتحاد دول وسط أفريقيا والاودياك ، ولجنة بحيرة تشاد .
وعضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي .
ومجموعة الدول الأفريقية ودول الكاريبي ودول المحيط الهادي .
مجموعة الـ 77 – اللجنة الاقتصادية لأفريقيا .
حركة عدم الانحياز .
التقسيم الإداري
تنقسم تشاد إلي 14 وحدة إدارية ، وذلك فيما يلي :
1- باتا Batha
2 - تبستي Tibesti .
3 - لاك Lac .
4 - بلتين Biltine .
5 - بوركو Borkou .
6 - جيرا Guera .
7 - كانم Kanem .
8 - أيندي Ennedi .
9 - تانجيل Tandjile .
10 - سلامات Salamat .
11 - مايوكيبي Mayo-Kebbi .
12 - موين شاري Moyen-Chari
13 - لوجون أورينتال Logone Oriental
14 - لوجون أكسيدنتال Logone Occidental .
الثروة الحيوانية
تشاد لديها مراعي جيدة تكثر فيها الماشية – الأغنام – الماعز – والخيول ،كما تزخر تشاد بثروة هائلة من الأبقار والإبل ، وتعتبر المصدر الوحيد للحوم لدول وسط وغرب أفريقيا ، وكذلك تصدرها لبقية دول العالم .
قطاع الصناعة
أهم الصناعات : التبغ – المنسوجات القطنية – تعليب اللحوم – تصنيع البيرة – مواد البناء – الصابون – والصناعات البتروكيماوية .
قطاع التعدين
تتمتع تشاد ببعض الثروات المعدنية مثل البترول الذي بدأ تصديره عام 2003 ، وهناك مخزون هائل من الذهب والحديد ، واليورانيوم والزنك ، والرخام الذي لم تستفد منه الدولة حتى الآن .
التجارة الخارجية
الصادرات : القيمة الاجمالية 301.6 مليون دولار .
أهم الصادرات : الصمغ العربي – النفط – القطن – المشاية .
أهم الدول المستوردة : الولايات المتحدة 67.7% - الصين 21.5% البرتغال 4.3% .
الواردات : القيمة الإجمالية : 749.1 مليون دولار (2005) .
أهم الوردات :الآلات – وسائل النقل – المواد الصناعية – المواد الغذائية – المنسوجات .
أهم الدول المصدرة فرنسا 21.9% - الولايات المتحدة 10.8% - ألمانيا 6.4% - الكاميرون 36.2% - البرتغال 10.5% .
الاحتياطي الأجنبي والذهب : 881.1 مليون دولار (2005) .
إجمالي الدين الخارجي : 1.5 بليون دولار (2003) .
حجم المساعدات الخارجية : 30 مليون دولار (بنك التنمية الأفريقي) .
246.9 مليون دولار (ODA) .
النقل والمواصلات
لا يوجد خطوط سكك حديدية في جمهورية تشاد
الطرق البرية : طولها الإجمالي : 33400 كم
الطرق المرصوفة : 267 كم .
الطرق غير المرصوفة : 33.133 كم
تشاد بلد مغلق لا يمتلك أي منافذ بحرية ،وتعد بحيرة تشاد أهم المسطحات المائية فيها .
المطارات : يوجد في تشاد 50 مطاراً
ويوجد خط جوي في أنجامينا ، ومطار في ابيشي بالإضافة إلي 18 مهبط مفتوح للطائرات .
الصحة
أدت الحرب الأهلية في تشاد إلي انتشار الأمراض والأوبئة كما خلفت تلك الحرب التي استمرت ثلاثة عقود أكبر عدد من النازحين وقد طالت الحرب الأطفال أيضاً فمعدل وفيات الأطفال 195.74 حالة بين كل 1000 طفل .
بالإضافة إلي انتشار مرض الإيدز ، ويصل معدل انتشاره بين البالغين 56% ، وعدد المصابين بمرض الإيدز 200 ألف حالة
وعدد حالات الوفيات الناتجة عن مرض الإيدز 18 ألف حالة (هذا هو عدد الحالات المعلنة ، أما عدد الحالات الفعلية فتزيد علي ذلك بكثير ، ومن الصعب إحصائه ، وذلك بالإضافة إلي مرض السل والملاريا .
معدل النمو السكاني : 3.07% .
معدل المواليد : 47.06 مولوداً لكل 1000 نسمة .
معدل الوفيات : 16.38 حالة بين كل 1000 نسمة .
معدل الإخصاب : 6.44 أطفال لكل امرأة .
أجهزة الإعلام
1- الصحافة
صحيفة الوطن : أسبوعية ، تصدر في انجامينا .
صحيفة اودي ماجرتين : شهرية ، تصدر في انجامينا ، وتهتم بشئون المرأة .
نشرة الإحصاء التشادية : شهرية ، تصدر في انجامينا .
كيرغور : شهرية ، تصدر في انجامينا ، تأسست عام 2000 .
كرونيك : شهرية ، تصدر في انجامينا
كوم نات : ربع شهرية ، تصدر في انجامينا .
جرينير : شهرية ، تصدر في انجامينا، تهتم بالشئون الاقتصادية .
صحيفة انفوتشاد : يومية ، تصدر باللغة الفرنسية .
انفورماسيونز إكونوميك ، صحيفة أسبوعية ، وتصدر في انجامينا .
انجامينا- هيدو : تصدر باللغة العربية والفرنسية ، تأسست عام 1989 .
لاليتر ، جريدة شهرية ، تصدر بالعاصمة انجامينا ، تأسست عام 1993 .
صحيفة توتر تام ،اسبوعية ، تصدر بالعاصمة أنجامينا ، تأسست عام1992 .
صحيفة أبزرفاتور ، أسبوعية ، تصدر بالعاصمة أنجامينا ، تأسست عام 1997 .
لابروجريه : جريدة يومية ، تصدر بالعاصمة أنجامينا ، تأسست عام 1993 .
تشادكولتور ، جريدة شهرية ، تصدر بالعاصمة أنجامينا ، تأسست عام 1961 .
لوتام : أسبوعية تصدر بالعاصمة وتأسست عام 1995 .
لافوا دوبايسون : شهرية ، تصدر بالعاصمة أنجامينا .
2 - وكالات الأنباء :
وكالة تشاد المحلية : مقرها انجامينا ، تأسست عام 1966 .
وكالة الأنباء الفرنسية ، وهي فرع للوكالة الدولية بتشاد .
3- الإذاعة :
تم السماح لمحطات الإذاعات الخاصة للعمل في تشاد منذ عام 1994 وذلك علي الرغم من أن الإذاعات الخاصة لم تبدأ فعلياً إلا مع عام 1997 ،
يوجد في تشاد إذاعة حكومية فضلاً عن أربع محطات إقليمية رئيسية وهي :
الإذاعة الوطنية التشادية : مقرها العاصمة وتأسست عام 1995 .
تبث الإذاعة الوطنية باللغة الفرنسية والعربية إلي جانب 11 لغة محلية .
1- راديو بتشي في إقليم وداي .
2- رادي فايا – لارجو في إقليم بوركو .
3- راديو موندو في إقليم لاجون اكسيدينال .
4- راديو سار في إقليم بحركو .
4- التليفزيون :
التليفزيون التشادي مقره العاصمة انجامينا ويبث إرساله لمدة 12 ساعة أسبوعياً باللغة الفرنسية والعربية .
يستقبل التليفزيون التشادي البث الدولي CNN إلي جانب سبع محطات تلفاز عربية.
خدمة الانترنت : يوجد في تشاد شركة واحدة لتنفيذ خدمة الانترنت
التركيبة القبلية للسكان وتعدادها
أ ـ التركيبة السكانية القبلية
شهدت منطقة حوض بحيرة تشاد هجرات عديدة على فترات متوالية منذ زمن بعيد، وكانت هذه الهجرات من أصول شتى وأجناس مختلفة، فمنهم الحامي، والسامي، والزنجي، وغيرها من القبائل، فتزاوجت هذه القبائل فيما بينها، واختلطت بعضها ببعض.
كما يظهر من التركيبة السكانية لجمهورية تشاد التي تضمُّ مجموعة هائلة من القبائل والأجناس المختلفة، واختلاف اللهجات وتباين العادات والتقاليد من منطقة إلى منطقة أخرى، فيقدر عدد القبائل في منطقة تشاد بحوالي مائة وخمسين (150) قبيلة، وتتحدث حوالي مائة (100) لهجة محلية، وإن كانت بعض هذه اللهجات من أصل لغة واحدة، ولكنَّها أصبحت فيما بعد لهجة لقبيلة ما ولا تفهمها القبائل الأخرى، وغالبية القبائل التشادية تتخذ اللغة العربية لغة تخاطب بينها على الرغم من أنَّ المستعمر الفرنسي فرض لغته
على الشعب التشادي، وجعلها اللغة الرسمية في البلاد، وإلى يومنا هذا تعتبر اللغة الفرنسية لغة التعامل في الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الوطنية وغير الوطنية، مع أنَّ الرئيس السابق (حسين هبري) جعل اللغة العربية لغة رسمية مساوية للغة الفرنسية في عام 1985م، كما أكدت الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس الحالي الجنرال (إدريس ديبي) على رسمية اللغة العربية في عام 1996م؛ حيث جاء في الدستور الجديد للبلاد في المادة التاسعة ما نصه: «إنَّ اللغتين الرسميتين هما: الفرنسية، والعربية».
ب ـ التعداد السكاني
أمَّا عدد سكان جمهورية تشاد فيبلغ حوالي ستة ملايين (000ر000ر6) نسمة وفقاً لإحصائية عام 1986م.
وحسب آخر إحصائية أجرتها إدارة مصلحة الإحصاء في وزارة التخطيط التشادية في عام1993م بلغ عدد السكان ستة ملايين ومئتين وثمان وثمانين ألفاً ومئتين وواحد وثمانين (6288281) نسمة . كما أنَّه حسب إحصائية عام 1986م فإنَّ نسبة المسلمين بلغت 85%، والنصارى 5%، والوثنيين10%، ولكن لا شك في أنَّ نسبة المسلمين أكثر من ذلك في الوقت الحالي؛ فهي قد تصل إلى90% أو يزيد؛ وذلك لاعتناق عدد كبير من وثنيي الجنوب وبعض المسيحيين الإسلام في الآونة الأخيرة.
نبذة تاريخية
ويمكن تناول الحديث في هذه الجزئية عن وصول الإسلام إلى المنطقة، وقيام الممالك الإسلامية فيها، وتاريخ وصول الديانة النصرانية إلى تشاد في العناصر التالية:
أ ـ تاريخ دخول الإسلام إلى المنطقة:
كانت منطقة تشاد قبل وصول الإسلام إليها تسودها الحياة الدينية الوثنية التي كانت تعرف بالإحيائية، وبينما كان سكان هذه المنطقة يؤمنون بمثل هذه الأباطيل والخرافات التي لا تمت لأي دين سماوي بصلة، وهم يعيشون في ظلام حالك وجهل عظيم بعيداً عن الصراط المستقيم؛ إذ طلع عليهم فجر الإسلام، فوصلت الجيوش الإسلامية إلى المنطقة في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) حاملة معها العقيدة الإسلامية والنور المبين الذي بدأ انتشاره في المناطق المجاورة لدولة تشاد، فضلاً عن انتشاره داخل البلاد.
لقد حدد الشاطر البصيلي تاريخ وصول المسلمين إلى منطقة تشاد بقوله: (جاء عقبة بن نافع بقوة من الجيش العربي، ودخل في عام 666 ميلادية وسط الصحراء متجهاً نحو الجنوب، ووصل إلى كوَّار في تبستي الواقع شمال منطقة حوض تشاد، وعاد من هناك؛ لأنَّّه لم يجد خبيراً يرشده الطريق إلى الجنوب) ، ومعنى هذا أنَّ عقبة بن نافع وصل بجيشه إلى المنطقة في القرن الأول الهجري.
إنَّ الإسلام بدأ وصوله إلى منطقة تشاد منذ الفتح الإسلامي عندما وصل القائد الإسلامي عقبة بن نافع مع جيشه إلى مدينة (كوَّار)، ثمَّ أخذ الإسلام في الانتشار شيئاً فشيئاً في كافة الأراضي التشادية، حتى دخل
ملوك (مملكة كانم) الوثنيون في الإسلام في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، وصار الإسلام دين الدولة الكانمية الرسمي، فأخذ الحكام ينشرونه في أرجاء البلاد بدعوة النَّاس إليه والقيام بتطبيق الشريعة الإسلامية؛ فانتشرت الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وازدهرت الحضارة الإسلامية في هذا القرن بشكل واضح؛ ذلك بفضل الله، ثمَّ بفضل الجهود المبذولة من قبل هؤلاء الملوك بعد اعتناقهم الإسلام، وتتمثل تلك الجهود في محاولتهم الجادة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وإعطائهم مكانة خاصة للعلم والعلماء؛ فكانوا يحضرون بأنفسهم مجالس العلم.
وهكذا دخل الإسلام إلى منطقة تشاد، وانتشر فيها، وظل يقاوم كل دين جديد في المنطقة على مرِّ العصور، واستطاع بفضل الله ـ تعالى ـ الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب التشادي المسلم.
ب ـ الممالك الإسلامية:
أمَّا الممالك الإسلامية التي قامت في المنطقة هي:
1 ـ مملكة كانم ـ برنو ـ مملكة باقرمي ـ مملكة ودَّاي
وكانت لهذه الممالك حدودها وسياستها وثقافتها وحضارتها الإسلامية، وعلاقتها التجارية الخارجية على مدى فترة من الزمن.
وسأتناول فيما يلي كل مملكة على حدة باختصار:
1 ـ مملكة كانم ـ برنو
قامت هذه المملكة في غرب البلاد بالقرب من بحيرة (تشاد) شرقاً، وتعتبر أول مملكة قامت في المنطقة، وبسطت سيطرتها ونفوذها السياسي والثقافي والاقتصادي على ما يعرف بـ (السودان الأوسط) في الفترة بين (800 ـ 1894م)، وهي أيضاً أول مملكة اعتنق ملوكها الإسلام في المنطقة، وكانت على الوثنية فترة من الزمن غير معروفة، وينقسم تاريخ هذه المملكة إلى عصرين هما:
أ ـ العصر الكانمي.
ب ـ العصر البرناوي.
أ ـ العصر الكانمي (800 م ـ 1300م):
يمتـد هـذا العصـر مـن قيــام هذه المملكة في عـام (800 م) إلـى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وأول من أسـس هذه المملكة الكانمية الأسـرة السـيفية، ويعتبـر حكمهم من أطول فتـرات الحكم المتسلسة من أسـرة واحـدة؛ حـيث بلـغ عـدد ملـوكهم الأوائل تسعة عشر ملكاً، وقد ظلـت المملـكة علـى الوثنـية إلى أن وصلها الإسلام فـي القـرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) ـ كما تبين سابقاً ـ فاعتنق ملوكها الإسلام، وتبنوا عملية نشره والدعوة إليه في المنطقة؛ مما أدى إلى ازدهار الثقافة الإسلامية وحضارته بشكل مُرْضٍ.
ب ـ العصر البرناوي (1300م ـ 1894م):
بدأ هذا العصر في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي عقب انتقال الأسرة الكانمية إلى غرب بحيرة «تشاد»
بعد استيلاء قبائل (البولالا) على إقليم (كانم) بعد حروب طاحنة.
وفي بداية هذا العصر واجهت المملكة صعوبات شتى ومحن جمَّة لصراعهم المستمر مع قبائل (البولالا) لاستعادة إقليم (كانم) شرق البحيرة منهم ومن القبائل المتحالفة معهم، لقد بدأ هذا الصراع من عهد أول ملك في هذا العصر (وهو الملك عمر بن إدريس) إلى نهاية عمر المملكة في عام 1894م.
2 ـ مملكة باقرمي
هذه المملكة تأسست في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، وهي تقع في جنوب شرق من مملكة (كانم ـ برنو) ، ومؤسسها الأول هو السلطان (برني بيسي)؛ فقد أنشأها حوالي عام: (1513م)، وكان وثنياً وهو أول حاكم لهذه المملكة، وكان حكمه مابين (1513 ـ 1536م) وأول حاكم مسلم لهذه المملكة هو السلطان (عبد الله بن مالو) الذي حكم البلاد بين عام (1561 ـ 1602) وقيل السلطان (بريمي).
3 ـ مملكة ودَّاي
تقع مملكة (ودَّاي) شرق مملكة (كانم ـ برنو) وغرب (دار فور) في أقصى الشرق وعاصمتها مدينة (أبِيشَّة)، ويرجع تاريخ هذه المملكة إلى عام 1615م، والتي بقيت على الوثنية فترة طويلة من الزمن، وتأخر وصول الإسلام إليها بسبب وعورة المنطقة وبُعْدُها، فاستطاعت المجموعات الوثنية الحاكمة الاعتصام فيها حتى دخلها الإسلام
ورغم الإسهامات التي بذلتها الممالك الإسلامية في نشر الدعوة الإسلامية والحفاظ عليها، والوقوف في وجه الغزو العسكري والثقافي الفرنسي إلاَّ أنَّها لم تستطع الصمود أمامه إلى النهاية للأسباب التالية:
1 ـ قوَّة العدو الفرنسي في عدده وعتاده التي لا مجال للمقارنة بينهما.
2 ـ ضعف الممالك الإسلامية الثلاث بسبب تفككها نتيجة للحروب والصراعات القائمة بينها.
3 ـ استنجاد بعض الملوك بالقوات الفرنسية وإبرام اتفاقيات حماية معها.
وهكذا لم تَسْلَم أيُّ مملكة من مراحل القوة والضعف في تاريخها.
وبهذا يتبين للقارىء أنَّ هذه الممالك قد أسهمت بشكل فعَّال في نشر الدعوة الإسلامية في المنطقة، واستطاعت الوقوف في وجه الاستعمار الفرنسي أثناء احتلاله لمنطقة تشاد، وإن كانت الصراعات الداخلية بين الممالك الإسلامية أتاحت فرصة ثمينة لفرنسا لاحتلال تشاد.
جـ ـ وصول الديانة النصرانية المحَرَّفة إلى البلاد.
تاريخ بدايات العمل التنصيري للجمعيات النصرانية في تشاد بدأ بعد تغلغل المستعمر الفرنسي في الأراضي التشادية، ونجاحه في السيطرة الكاملة على البلاد في عام1920م، واعتبار منطقة تشاد مستعمرة من المستعمرات الفرنسية رسمياً إثر مرسوم 17/3/1920م.
ففي عام 1923م وصلت أول بعثة تنصيرية تابعة للكنيسة البروتستانتية إلى المنطقة الجنوبية، وأمَّا الكنيسة الكاثوليكية فقد بدأت تتوافد إلى تشاد في عام 1929م.
وكان بداية نشاط الكنيستين في المناطق الجنوبية والتي كانت مستهدفة من قبل الجمعيات التنصيرية الوافدة؛ لأنها مناطق وثنية بحتة خالية من الإسلام وتأثيراته، وبسبب الجهود الجبارة التي كان المنصِّرون يبذلونها في أوساط الجنوبيين بالترغيب تارة، والترهيب تارة أخرى؛ وذلك بتقديم الخدمات الإنسانية ـ كما يزعمون من توزيع الغلال والحبوب، والآلات الزراعية، والأدوية، وغيرها من احتياجات الأهالي، ومنع من لم ينصع لأوامرهم وإرشاداتهم المبنية على مصالحهم الخاصة أولاً وآخراً باستغلال العوز والحاجة التي ألَـمَّت بأهالي المنطقة، وقاموا بتشييد الكنائس والمدارس والمستوصفات والملاجىء النصرانية في الجنوب الوثني.
والجدير بالذكر بإنَّ رفع شعار (إنَّ عام 2000 ميلادي هو عام تنصير القارة الأفريقية) كان في عام 1976م، ولكن قام البابا بتجديد هذا الشعار والتذكير به أثناء زيارته لأفريقيا.
وكما ازداد هذا النشاط التنصيري المكثف المرّكز المدروس مسبقاً بخطط شتى ووسائل جمَّة وأساليب متنوعة في تشاد إبّان عهد الرئيس (إدريس ديبي) الذي طبق مبدأ الديمقراطية الغربية في البلاد، وفتح مجال تصاريح العمل للحركات التنصيرية وغيرها على مصراعيه؛ مما حدا بهذه الجمعيات إلى استغلال هذه الفرصة الذهبية أيّما استغلال، وإن كان هذا النشاط للجمعيات التنصيرية في تشاد قائماً في وقت مبكر جداً؛ وذلك منذ دخول المستعمر الفرنسي الذي قدم تسهيلات عظيمة لهذه الجمعيات، بل حمايتها من أي خطر يمكن أن يصيبها، أو يعيق عملها، أو يحدّ من نشاطها في البلاد، لكن لم تجد مثل هذه الفرصة السانحة في الوقت الحالي في تاريخها السابق في تشاد؛ حيث اتسع نشاطها كمّاً وكيفاً حتى وصل إلى أماكن لم تكن تحلم بالوصول إليها لولا هذه الفرصة المذكورة آنفاً، لقد وصلت هذه الجمعيات إلى أقصى الشمال والشرق والغرب، وجابت القرى النائية، فضلاً عن المدن الكبيرة، وهذه المناطق التي تعتبر أماكن إسلامية بحتة دخلتها بكل سهولة ويسر، بل دخلت بعض بيوت المسلمين للدعوة إلى النصرانية، وقامت مجموعات كبيرة من المنصِّرين بالانتشار في كافة مناطق البلاد مع التركيز على المناطق التي يقطنها المسلمون بغية تنصيرهم، أو التشكيك في دينهم، أو تشويهه لهم ذلك في عام 2000م، مع رفعهم شـعار: «انتـهاء دين محمد وبدء دين عيسـى» ـ على حسـب زعمهـم ـ {مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يَقُولُونَ إلاَّ كَذِبًا} [الكهف].
دوافع دخول المستعمر الفرنسي إلى منطقة تشاد، والآثار التي تركها:
هناك عدة دوافع جعلت الدول الاستعمارية عموماً تتسابق إلى القارة الأفريقية في القرن التاسع عشر لبسط نفوذها على أكبر مساحة ممكنة فيها، وأشير هنا إلى أهمِّ الأمور التي دفعت فرنسا لاحتلال منطقة تشاد:
دوافع اقتصادية:
ففي القرن التاسع عشر الميلادي دخلت أوروبا في مرحلة تاريخية جديدة، وهي الاهتمام بالصناعة والتنمية الاقتصادية، فشهدت الأمم الأوروبية ثورة صناعية نمت فيها الاحتكارات الرأسمالية نمواً مطرداً عالمياً في كلٍ من فرنسا وألمانيا وإنجلترا؛ ونتيجة لهذا التطور الصناعي أوجدت حوافز قوية للتسابق والتنافس نحو هذه القارة الأفريقية من أجل الحصول على المواد الخام، وكذلك على أسواق جديدة خارج أوروبا لتصريف منتجاتها، وتوفير الأيدي العاملة بأثمان رخيصة.
وهذا ما فعلته فرنسا بالفعل في دولة تشاد بعد احتلالها؛ حيث فرضت على الفلاحين أن يقللوا من زراعة المحاصيل التي لا تخدم مصالحها، وفي المقابل أن يوسعوا من دائرة زراعة القطن على حساب المنتجات الأخرى التي كان السكان بأمسِّ الحاجة إليها كالدخن، والذرة، والفول، وغيرها من المنتجات الاستهلاكية، كما أنَّ فرنسا تحتكر تصدير القطن إليها، ولا يحق لتشاد أن تصدِّر إلى أي بلد آخر؛ لأنَّها هي التي أمرت بزراعته في الأراضي التشادية، وفعلاً قد تمَّت زراعة القطن لأول مرة في عام 1928م بتوجيهات فرنسية بغية إمداد مصانع النسيج بالمواد الخام، وفرضت الإدارة الاستعمارية على الفلاحين ذلك دون مراعاة لحاجة السكان من المؤن الغذائية، مع أنَّ الفلاح التقليدي لم يستفد مادياً من زراعة القطن لقلة الأرباح، وقد يكون مديوناً أحياناً.
ب ـ الدوافع الدينية:
لا شك أنَّ الصراع بين الإسلام والقوى المعادية للإسلام قائم منذ فجر الإسلام، وسيبقى إلى قيام الساعة، فرض فرنسا النصرانية الصليبية على الشعب التشادي المسلم لا يتمُّ إلاَّ بطمس معالم الثقافة الإسلامية في البلاد، وبتخلي المسلمين عن كـل مظهر من المظاهر الإسلاميـة، وإتباع دينها المنحرف وثقافتها المنحلـة مصـداقاً لقول الله ـ تعالى ـ: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}[البقرة: 120].
فأول ما حطت فرنسا أقدامها في أوبانجي (جمهورية أفريقيا الوسطى حالياً)، وأنشأت مركزاً لها في «كارنو» عام 1891م، شعرت بخطورة الإسلام المنتشر في منطقة تشاد وأنَّ هذا الانتشار يهدد مصالحها في المنطقة، وبخاصة بعد تحركات (رابح بن فضل الله الزبير) في المنطقة، وانتصاره على مملكة باقرمي ومملكة كانم ـ برنو، وبسط نفوذه على هاتين المملكتين، وبدئه التحكيم بالشريعة الإسلامية؛ حيث جعل القضاء في إدارته يتولاه الفقهاء بتعيين من رؤساء المقاطعات، ويتمُّ الحكم بالإعدام على كل من يرتكب جريمة القتل، وتقطع يد السارق، ويجلد شارب الخمر والزاني إذا كان غير محصن؛ فجنَّ جنون فرنسا، فأخذت تمدُّ نفوذها نحو: (بحيرة تشاد) لقطع الطريق على قوات (رابح) من بسط نفوذها على كافة الأراضي التشادية من جهة ولتربط بين مستعمرتها من جهة أخرى.
ومما يدل على أنَّ الاحتلال كان بدافع ديني ما قامت به فرنسا في منطقة تشاد من اصطحابها للجمعيات الكنسية، والسماح لها ببناء الكنائس والمدارس الكنسية في المنطقة، بل دعمها بالمال اللازم وحمايتها من كل المخاطر، وتذليل العقبات والصعوبات التي تقف أمامها بغية إدخال عدد كبير من أفراد هذا الشعب في الديانة النصرانية، وخاصة إدخال هؤلاء الوثنيين الذين يقطنون في جنوب البلاد، ولذا نجد جلَّ تركيزها في المنطقة الجنوبية، وفي المقابل محاربة الإسلام ولغته وثقافته بكل الوسائل المتاحة لها، وهذا ما أكده (جان كلود لتز) بقوله: (إنَّ الهدف الأساسي لفرنسا هو إزالة جميع المؤسسات التي هدفها الأساسي نشر الإسلام والثقافة العربية لكي تحل محلها مؤسسات أخرى فرنسية تتولى نشر المسيحية والثقافة الفرنسية، وخاصة في المناطق المجاورة لبحيرة تشاد معقل الإسلام).
ج ـ دوافع استراتيجية لفرنسا:
من الممكن تقسيم هذه الدوافع إلى النقاط التالية:
1 ـ ظروف فرنسا الداخلية:
ففرنسا بعد هزيمتها في الحرب الألمانية الفرنسية سنة 1870م أصبحت أوضاعها الداخلية صعبة للغاية؛ فبدأت فرنسا تفكر في تغيير مخططها العسكري، وذلك باحتلال أجزاء كبيرة من القارة الأفريقية، ومن ثمَّ تحويل أنظار الشعب الفرنسي عن الأوضاع الداخلية الرديئة، وصرف النظر عن الاهتمامات الداخلية إلى الأوضاع الاستعمارية في القارة الأفريقية؛ وبذلك تتمكن فرنسا من نقل تلك الاهتمامات الداخلية للشعب الفرنسي من القارة الأوروبية إلى القارة الأفريقية بعيداً عنها لتنسى الأمة الفرنسية مشاكلها وآلامها التي نتجت عن هزيمة فرنسا في حربها مع ألمانيا عام 1870م.
2 ـ أهمية المنطقة لفرنسا:
من الأمور التي دفعت الدول الأوروبية الاستعمارية إلى التوغل في القارة الأفريقية الدوافع الإستراتيجية؛ حيث إن الحرب القائمة بين الدول الاستعمارية ذاتها ووضعها السياسي دفعتها إلى أن تفكر في الأماكن الخالية بعيداً عن أنظار الدول الأخرى المنافسة لها، واحتلال مراكز هامة في الكرة الأرضية ومن ضمن ما اختارت القارة الأفريقية، ولَمَّا كان لمنطقة تشاد ميزة خاصة في القارة؛ حيث إنَّها تقع في وسط القارة، مما دفع فرنسا إلى احتلال منطقة إستراتيجية من جميع النواحي، وخاصة من الناحية العسكرية؛ فمن الناحية العسكرية وجود سلسلة جبال تبستي في الشمال التي ترتفع بعض أجزائها إلى 3415م، وسلسلة جبال إنيدي ومرتفعات ودَّاي وملحقاتها. وبالإضافة إلى الصحراء الشاسعة التي ما زالت فرنسا تجرب فيها أسلحتها وتدرب فيها جنودها، وحتى يومنا هذا هناك قوات فرنسية مرابطة في (جمهورية تشاد) بحجة تدريب القوات المسلحة التشادية والدفاع عن دولة تشاد من التدخلات الخارجية، ولكن في حقيقة الأمـر تقوم فرنسا بتدريب قواتها على كل سلاح جديد تحصل عليه، واختبار مـداه وفاعليته في هذه الصحراء الشاسعة.
والتغلغل الفرنسي في دولة تشاد مر بمرحلتين هامتين، وهما:
المرحلة الأولى: مرحلة الاستطلاع الأوروبي للمنطقة:
هذه المرحلة تسميها الدول المُسْتَعْمِرَة «بحركة الكشوف الجغرافية»، وهي في الحقيقة طلائع الاستعمار كما سمَّاها الدكتور/ محمد صالح أيوب بقوله: (فإنَّنا نطلق على هذه الشريحة الأوروبية التي قامت بهذا الدور في وسط أفريقيا اسم الاستطلاع الأوروبي، ويصدق عليهم هذا الاسم تماماً وخاصة بالمعنى العسكري بدليل أن أغلبهم كان ضابطاً كبيراً في بلاده؛ حيث نجد أسماء مثل: «العقيد كلابرتون»، و«الكابتن دونهام»، و «الضابط البحري براز»، وإن كانوا يعملون في وسط أفريقيا باسم الجمعيات الجغرافية الفرنسية أو الإنجليزية أو البلجيكية).
وهذه الطلائع قامت بمهمتها قادمة من جهات عديدة وخاصة من الشمال ومن الشرق والغرب؛ فمن الشمال نجد البعثة البريطانية، ففي سنة 1825م عبر صحراء طرابلس كل من (كلابرتون، ودونهام، وأودني)، ووصلوا إلى بحيرة تشاد ونهر شاري، وجاءت بعده بعثة (ريتشاردستون) و (بارث) سنة 1845م ؛ فقد توزعت هذه البعثة إلى فرقتين: أحداهما بقيادة «ريتشاردستون»، واتجه شرقاً من طرابلس، والفريق الآخر بقيادة «بارث» الألماني، واتجه إلى الغرب، ووصل (ريتشاردستون) إلى بحيرة تشاد، ولكنه مات ودفن على شواطئها، وواصل (بارث) دراسة البحيرة ونهر شاري ـ كما يزعم ـ حتى التقى مع (فوجل) الذي كان يقوم هو الآخر باستطلاعاته حول منطقة وسط أفريقيا حتى وصل إلى منطقة «ودَّاي»، حيث قتل فوجل هناك عام: (1856م) أمَّا (بارث) فقد اكتفى بما جمعه من معلومات حول بحيرة «تشاد» ومنابعها الأساسية وحياة سكانها ونظامهم السياسي وتركيبتهم الاجتماعية، ونشر هذه المعلومات كلها بعد عودته إلى بريطانيا عن طريق طرابلس، وكان لكتاباته أكبر الأثر في تعريف أوروبا بوسط أفريقيا وما يتميز به من خيرات.
فقامت فرنسا بإرسال مجموعة من رجالها لغرض الاستطلاع وجمع معلومات عن المنطقة، فأول من وصل من رجال الاستطلاع الفرنسي إلى هذه المنطقة هو (بول كرامبيل) الذي وصل إلى منطقة تشاد في 24/ 4 / 1891م قادماً من وسط أفريقيا الوسطى؛ حيث كان ينوي الوصول إلى مملكة (ودَّاي)، ولكنه لم يتمكن من الوصول إليها؛ حيث قتل هناك مع بعض مرافقيه على يد القوات التشادية التابعة لمملكة (ودَّاي).
وعلى كل حال فإنَّ المستعمر الفرنسي استفاد من الكم الهائل من المعلومات التي حصل عليها عن المنطقة عندما تمكن رجال الاستطلاع الأوروبي من بلوغ بحيرة تشاد، ونشروا نتائج استطلاعتهم في القارة الأفريقية، فحصلت فرنسا على معلومات كافية عن المنطقة من تصور كامل وشامل عن البحيرات والسهول والمنخفضات والهضبات والصحاري، وعن موارد البلاد الاقتصادية، وكل ذلك مهَّد الطريق أمام فرنسا لاحتلال دولة تشاد.
المرحلة الثانية: مرحلة التغلغل العسكري في المنطقة:
فمما سبق بيانه في النقاط السابقة يتضح أنَّ العوامل التي ساعدت فرنسا على احتلال دولة تشاد تتلخص فيما يلي:
1 ـ الحملات الاستطلاعية التي تمكنت من جمع المعلومات الدقيقة على المنطقة.
2 ـ الحروب القائمة بين الممالك الإسلامية لفترة طويلة.
3 ـ استنجاد بعض الممالك الإسلامية بالقوات الفرنسية طلباً للحماية من هجمات رابح الزبير.
على الرغم من الجهود المبعثرة في جبهات القتال المختلفة بسبب التناحر التي كانت بين الممالك الإسلامية وقوات (رابح) ظل التشاديون يقاومون التغلغل الفرنسي في البلاد، ولا يفهم من هذه العوامل أن الشعب
التشادي قد استسلم استسلاماً نهائياً للمستعمر؛ حيث سجل التاريخ بأنَّه قاوم بقدر ما يستطيع إلاَّ أنَّ الكفَّة غير المتوازنة بين قوة فرنسا والشعب التشادي مكنت من نجاح المستعمر في نهاية الجولة حتى استطاع السيطرة عليها كاملة في عام1920م، ومن ثمَّ تحولت منطقة تشاد إلى مستعمرة من المستعمرات الفرنسية رسمياً إثر مرسوم 17/3/1920م.
وهكذا تناثرت أشلاء الممالك الإسلامية القوية في المنطقة، وتحقق لفرنسا ما أرادت من استعمار دولة تشاد وشعبها المسلم.
أمَّا الاستقلال:
فمنذ أن حطَّ المستعمر الفرنسي أقدامه في المنطقة والقبائل التشادية المسلمة تقوم بثورات متتابعة ضدَّ المستعمر مدافعة عن أرضها وثقافتها الإسلامية وهويتها وتراثها، وبذلت في سبيل الحفاظ عليها الغالي والنفيس، فدافعت عن تلك الثروة الإسلامية بأرواحها ودمائها؛ فمذبحة «كُبْكُبْ» وحرق قرى بأكملها لأكبر شاهد على ذلك.
ويقول الباحث/ محمد شريف جاك وفي هذا الشأن: (يظهر أنَّ أول دولة رفعت علم فرنسا الحرة بعد أن احتلتها ألمانيا كانت تشاد، وذلك في 21/8/1940م، وبعدها (برازافيل) في 28/8/1940م، وفي30/8/1940م رفعها أوبانجي (أفريقيا الوسطى حالياً)؛ وبذلك وقفت دولة تشاد ومعها أفريقيا الاستوائية الفرنسية إلى جانب فرنسا في محنتها).
وقد تمثل وقوف تشاد بجانب فرنسا في تقديم الدعم العسكري؛ حيث أصبحت منطقة تشاد مركزاً هاماً للقوات الفرنسية في حربها ضد ألمانيا، فقد انطلق منها عدة حملات عسكرية اشتركت في الحرب.
ليس هذا فحسب بل قدمت دولة تشاد لفرنسا شعبها وأبناءها للقتال ضد ألمانيا بجانب فرنسا، حيث جنَّدت آلاف التشاديين لها (قدَّرت بثلاثة عشر لواء من المشاة)، وشاركوا في الحرب إلى أن تحررت فرنسا من احتلال ألمانيا في عام1943م(1)، فعندئذ عقد الجنرال (ديجول) مؤتمراً صرح فيه بأنَّه سيكافئ سكان المستعمرات بالمساواة في الحقوق السياسية وإلغاء الاحتكارات الاقتصادية، وبهذا التصريح قد نكص الجنرال (ديجول) عن وعده وتعهده الذي وعد به الأفريقيين في أثناء محنته بأنَّه سيكافئهم بالاستقلال، وتمخض عن هذا المؤتمر نتائج نجملها في الآتي:
1 ـ تكوين اتحادات مع المستعمرات.
2 ـ المساواة بين الفرنسيين والأفريقيين داخل الاتحاد الفرنسي.
3 ـ تطبيق مبدأ الاقتراع العام على الأفريقيين.
4 ـ أن تكون المجالس الأفريقية ذات سلطة حقيقية في التشريع.
5 ـ إلغاء نظام سيطرة شركات الاحتكار ورأس المال على اقتصاد البلاد الأفريقية.
وبعد المقاومة الطويلة والمريرة من قِبَل الشعب التشادي في سبيل الحفاظ على هويته وتراثه الإسلامي أظهرت فرنسا أنَّها ترغب في إعطاء الشعب التشادي استقلاله، فاختارت فرنسا عناصر وثنية للقيام بالحكم
الصوري للشعب التشادي الذي يمثل وجهة النظر الفرنسية؛ وبذلك يمكن القول بأن فرنسا خدعت الشعب التشادي بهذه الصورة التي تخفي وراءها مخالب الاستعمار، حيث أعطت وعداً بالاستقلال غير أنَّ هذا الوعد نفذ بصورة عكسية ضد مصالح الشعب التشادي، وأخضعتهم للاستعمار بصورة أخرى، وكان هذا الاستقلال ـ المزعوم ـ في 11/8/1960م، وبذلك أصبحت تشاد من الدول المستقلة إسمياً، وبقيت مظاهر الاستعمار فيها حتى اليوم، ولم تشعر يوماً بأنَّها استقلت فعلاً، وتخلصت من تبعيتها لفرنسا، وتظهر مظاهر الاستعمار في دولة تشاد من خلال النقاط التالية:
1 ـ قيام الحكومة الفرنسية باختيار حكومة محلية من الوثنيين.
2 ـ احتكار الامتيازات التجارية للشركات الفرنسية وحدها دون مشاركة الشركات الوطنية.
3 ـ حصر تصدير المنتجات التشادية ـ خاصة القطن ـ إلى فرنسا فقط.
4 ـ فرض اللغة الفرنسية وثقافتها على الشعب التشادي.
5 ـ التدخل في شؤون الدولة، وفرض سياساتها في جميع المجالات.
فإنَّ هذه النقاط الخمس التي أشرت إليها تظهر في حقيقة الأمر صور الاستغلال الفرنسي لدولة تشاد، ولا تظهر فيها صورة الاستقلال بأي حال.
*آثار المستعمر الفرنسي في تشاد:
ويظهر أنَّ المستعمر الفرنسي عقبة من عقبات الدعوة الإسلامية في دولة تشاد في شتى المجالات، ويتجلى
ذلك من خلال آثاره بشكل واضح في الجوانب التالية:
1 ـ الآثار في الجانب السياسي:
تقوم سياسات المستعمر في الدول المستعمرة على الهيمنة السياسية للشعوب المستعمرة، حيث يكون المستعمرون هم المسيطرون على مقاليد الأمور؛ مما يمكنهم من السيطرة الكاملة على البلاد، وبذلك يكونون مطلعين على جميع خبايا البلاد وخفاياها، كما يتمكنون من معرفة التركيبة الاجتماعية للشعوب؛ فيتعرفون على مواطن القيادة والزعامة فيه، وبناءً على ذلك يقومون باختيار الفئة التي يعتمدون عليها اختياراً دقيقاً؛ فيقومون بإعدادها وتنشئتها تنشئة خاصة؛ مما يجعلها ترتدي ملابس المستعمرين في ثياب وطنية، فهذه السياسة التي رسمها المستعمر أدت إلى تمكين فئة دون الأخرى في تسلُّمها مقاليد الأمور؛ فكانت هذه الفئة هي الخادم المطيع لسيده، وهي رهن الإشارة لتنفيذ مخططات فرنسا.
من جانب آخر فقد ربط المستعمر الفرنسي البلاد في فلكه، وصارت من الدول الناطقة باللغة الفرنسية، وتقوم سياسة هذا البلاد على الموالاة المطلقة لفرنسا والتبعية العمياء لها؛ مما جعل فرنسا تتدخل تدخلاً مباشراً في السياسات الداخلية للبلاد فضلاً عن تدخلها في السياسات الخارجية ـ فنجد أنَّ فرنسا كانت لها أيادٍ مباشرة في جميع أحداث البلاد السياسية الكبيرة والصغيرة؛ حيث إنَّها ساهمت في جميع الانقلابات العسكرية التي حدثت في البلاد، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، كما أنَّ فرنسا عمدت إلى غرس فتنة داخلية في تشاد؛ حيث لجأت إلى إيجاد مشكلة دائمة مع بعض الدول المجاورة مثل المشكلة الحدودية مع ليبيا فيما يعرف بأقليم «أوزو»، وقد تطورت هذه المشكلة في الفترة السابقة حتى بلغت حدَّ المواجهة العسكرية بين البلدين بتحريض مباشر من فرنسا التي كانت ولا تزال تقف وراء كل الصراعات والحروب التي حدثت في البلاد؛ وذلك عن طريق تربية الأفراد الموالين لها في كل تنظيم (تنظيم الجيش ـ توجيه السياسة العامة) .
2 ـ الآثار في الجانب التعليمي:
إنَّ الاستعمار سعى إلى فرض الثقافة الفرنسية على البلاد، وحاول إغراء الشعب للاقتناع بالأخذ بها؛ حيث قصر الوظائف الإدارية والمراكز القيادية في البلاد على مَنْ تشرَّب بثقافته وتكلَّم بلسانه، وحتى يقابل هذا التوجه بوسيلة فعَّالة في تحقيق الهدف فقد أسس التعليم ونظامه ومناهجه على النسق الفرنسي، ووضعه على مبادئه وثقافته، وأفرغ البلاد من نظامها التعليمي السابق القائم على أساس الإسلام واللغة العربية، كما عمل على محاصرة التعليم الإسلامي المتمثل في المعاهد الأهلية الدينية؛ وذلك عن طريق تشويه صورته وصورة مدرسيه وطلابه في المجتمع.
ومع ذلك فإن معظم أبناء المسلمين لا يجدون الفرص التعليمية للأسباب الآتية:
1 ـ الفقر الذي يعمُّ الغالبية.
2 ـ عدم اهتمام الحكومة بأبناء المسلمين.
3 ـ عدم انتشار المدارس في الأماكن التي يقطنها المسلمون. حصر المنح الدراسية على النصارى والوثنيين.
3 ـ الآثار في الجانب الاقتصادي:
كانت أهداف المستعمر الأساسية هي البحث عن الموارد الاقتصادية والمالية التي تمدُّ مصانعه التنموية التي أنشأها في عهد الثورة الصناعية التي قامت في فرنسا؛ لذلك كان طبيعياً أن يركز المستعمر في البلاد المستعمرة على مصادر تلك الموارد وعلى الموارد التي توفر له بأزهد التكاليف، فوجد المستعمرون غايتهم في الدول الأفريقية الغنية بمواردها البشرية والطبيعية المتمثلة في خصوبة التربة ووفرة المياه، فركزوا جلََّ جهدهم على استنزاف موارد تلك الدول ليمدُّوا بها مصانعهم ـ كما سبق ذكره ـ، وسياسة المستعمر الفرنسي الاقتصادية لم تكن بدعاً من المستعمرين، بل كان المستعمر الفرنسي أحد أئمتهم في وضع السياسة الاستنزافية لموارد البلاد المستعمرة، فنجد أنَّه قد ركز في نشاطه الاقتصادي في البلاد على الزراعة، بل اقتصر على زراعة ما تحتاجه مصانعه فقط دون مراعاة لحاجة البلاد التي يستعمرها، كذلك أنَّه سعى إلى ربط دولة تشاد اقتصادياً به؛ وذلك عن طريق ربط عملة البلاد بالفرنك الفرنسي؛ مما جعل الدولة دائرة في فك الاقتصاد الفرنسي في تبعية ذليلة، ومن سياسات فرنسا الاقتصادية الخبيثة أنَّها مكَّنت لشركاتها فجعلتها تحتكر النشاط الاقتصادي في البلاد لا سيما في مجال التصدير؛ حيث تستغل الجو الخالي من المنافسة في تبخيس قيمة موارد البلاد واستغلالها بصورة مواد خام وشرائها بقيمة زهيدة.
4 ـ الآثار في الجانب الاجتماعي:
لقد ترك الاستعمار الفرنسي آثاراً اجتماعية خطيرة على المجتمع التشادي؛ حيث أخذ بسياسة تذويب المجتمع التشادي، وعمل جاهداً على أن يتقمص ذلك المجتمع الشخصية الفرنسية، وأن يجعلها مثلاً أو نموذجاً يقتدى به في كل شؤونه العامة والخاصة؛ وبذلك فقد أثر المستعمر الفرنسي على عامة الشعب التشادي في جميع النواحي الأخلاقية؛ ففي الناحية الأخلاقية عمد الفرنسيون إلى كسر الوازع الأخلاقي والديني في نفوس التشاديين المسلمين، وبذلك أصبحوا يجترئون على حدود الله ـ تعالى ـ، ويهتكون أعراض إخوانهم المسلمين؛ فانتشر فيهم شرب الخمور وممارسة الرذيلة، وتناول المخدرات بجميع أنواعها، وكل ذلك نتيجة مباشرة من بث سموم الفساد التي تحطم العقيدة والأخلاق السامية في نفوس أفراد المجتمع بإنشاء بيوت الفجور والملاهي للناشئة، وترويج الأفلام الخليعة الماجنة والصور العارية والداعية للانحلال والسفور، والاختلاط بين الجنسين في جميع المجالات وخاصة في المدارس الفرنسية، وتشجيع كل ما يساعد على إفساد القيم، أو تشجيع المجتمع على إفساد أخلاقه الإسلامية الموروثة عن الآباء والأجداد، وتحطيم ثقافته وحضارته وعاداته وتقاليده الإسلامية مستغلاً الفراغ الذي أصبح سمة للجيل الناشئ المسلم، يقول الشيخ/ محمود شاكر: (فقد ساهم الفرنسيون في نشر المخدرات والخمور، وشجعوا الحفلات الخلاعية ونشر الصور العارية والأفلام الموجهة، وهذا كله يدعو إلى التحرر من الدين).
أمَّا المستقبل المنظور لجمهورية تشاد ـ حسب وجهة نظري القاصر ـ فستصبح لها شأن عظيم ـ إن شاء الله ـ خلال السنوات القادمة سواء كان من الناحية الدينية، أم الاقتصادية، أم السياسية؛ وذلك لما لهذه
المنطقة من مميزات تجعلها حقيقة بذلك، ومن أبرز تلك المميزات ما يلي:
سبق الإسلام وتأصله في المنطقة:
لقد كان الإسلام أول دين سماوي يدخل المنطقة؛ حيث وصل إلى منطقة تشاد في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) ، واعتنق السكان الدين الإسلامي، وانتشر في كافة الأراضي التشادية على فترات متقاربة ما عدا الأقاليم الجنوبية التي بقيت على الوثنية حتى بدأ انتشار الإسلام فيها في الآونة الأخيرة بفضل الله ـ تعالى ـ، ثمَّ بفـضل الجهود الجبَّارة التي بذلت هناك، مع أنَّ الحركات التنصيرية وصلت إلى جمهورية تشاد برفقة المستعمر مـنذ عام 1923م إلاَّ أنَّـها لم تنجح في إدخال الوثنيين في الديانة النصرانية إلاَّ عدداً قليلاً بالنظر إلى جهودها المبذولة المتواصلة ليلاً ونهاراً.
انتشار الثقافة الإسلامية:
قامت ثلاث ممالك إسلامية قوية في المنطقة، اعتنق ملوكها الإسلام، وتبنَّوا عملية نشر الإسلام ودعوة الناس إليه منذ وقت مبكر جداً؛ مما ساعد في انتشار الثقافة الإسلامية بشكل واسع في جميع أرجاء البلاد ما عدا الجنوب الوثني، إلاَّ أنَّ هناك تنافساً شديداً في الوقت الحاضر بين الثقافة الإسلامية المتأصلة والثقافة الفرنسية الدخيلة على البلاد المتمثلة في المحاولات العديدة للغزو الثقافي الغربي بشتى الوسائل وبجميع الأشكال، ومع ذلك كله استطاعت الثقافة الإسلامية أن تحافظ على انتشارها الواسع في كافة الأراضي التشادية حتى أصبحت اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تعتبر لغة التخاطب والتفاهم بين القبائل التشادية
المختلفة الأجناس والأعراف، سواء كان في أوساط المتعلمين أم غيرهم على حد سواء.
3 ـ التحولات الأخيرة للدعوة الإسلامية كماً وكيفاً (خاصة في الجنوب الوثني):
إنَّ نشاط الدعوة الإسلامية في جمهورية تشاد ممثلاً في جهود الجماعات الإسلامية، أو الأفراد العاملين في حقل الدعوة جهود مشكورة، ومع ما تحُفُّه جملة من المخاطر والتحديات في الوقت الذي تشهد فيه الدعوة نمواً وامتداداً طيباً يتمثل في العودة الصادقة إلى الله ـ تعالى ـ ومحاولة التخلص من ربقة التبعية الغربية، وبث روح الاعتزاز بالدين وتبليغ الرسالة الخاتمة لمن لم يتذوقوا حلاوتها بعد.
وهذا الداعية (علي رمضان ناجل) الذي استطاع ـ بتوفيق الله ـ بنشاطه الفردي إدخال أربعة عشر (14) سلطاناً في الإسلام، وعلى رأس هؤلاء السلاطين (سلطان موسيقار) أعظم سلاطين الجنوب هيبة وقوة وسلطة، بل إن هذا السلطان أول من يسلم من قبيلة الغلافية التي جميعها على الوثنية والنصرانية، وبدخول هذا السلطان إلى حظيرة الإسلام انكسرت شوكة الكنيسة التي أنفقت الملايين خلال (80) عاماً، وخسرت المنطقة بأسرها، بل خيبت آمال المنصرين الذين يأملون في تنصير أفراد هذه القبيلة منذ زمن بعيد على وجه الخصوص والجنوبيين جميعاً في عام ألفين.
*الحالة الاقتصادية:
فجمهورية تشاد تعتبر من الدول الفقيرة للغاية حسب التصنيف الدولي في السابق، ولكنها في الوقت الحالي في مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، ومقبلة على نمو اقتصادي كبير، وربما تصبح تشاد في عام 2006م
ثالث أهمِّ منطقة اقتصادية في أفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية، وأمريكا الآن تسرع في استخراج البترول التشادي، وربما في المرحلة الثانية تقوم باستخراج اليورانيوم التشادي المدفون منذ قرون دون الاستفادة منه؛ بسبب سياسات المستعمر الفرنسي لاستغلال الفقر والحاجة في أعمالهم الاستعمارية أو التنصيرية، وها هو (بابا الفاتيكان) يناشد أمريكا بعدم الإسراع في استخراج البترول التشادي، ويزعم بأنَّ لديه ضمانات كافية من عدم استخراج اليورانيوم التشادي، ويسوغ ذلك بقوله: «أن تشاد منطقة هامة... وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، وربما تصبح تشاد في عام 2006م ثالث أهمِّ منطقة اقتصادية في أفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية، وإن كانت الجمهورية الفرنسية غير مشجعة هذا الاتجاه... ووسيلتنا إلى هذه المناطق الفقر والحاجة أرجو من الحكومة الأمريكية ألا تستعجل في استخراج البترول التشادي... وقد ننجز أهدافنا قبل الاستخراج، وعندئذ ثروة البلاد كلها تكون في خدمة ربنا المسيح».
*الحالة السياسية:
لا شك من أن المسلمين هم أصحاب السياسة الفعلية منذ أمد بعيد؛ لأن دخول المسلمين حلبة المعترك السياسي بدأ قبل الاستقلال في عام1960م؛ حيث إن أول حزب سياسي ظهر على الساحة التشادية برئاسة رجل مسلم وهو عربي؛ حيث كون حزبه في عام 1945م تحت اسم: الاتحاد الديمقراطي التشادي (u.d.t)، وفي عام 1952م ظهر حزب آخر برئاسة مسلم وهو: أحمد غلام الله تحت اسم: الحزب
الاشتراكي التشادي المستقل (p.s.i.t)، وفي يوم 13/3/1959م شكل أحمد غلام الله حكومة جديدة في البلاد فأصبح أول رئيس للوزراء رجل مسلم (وكان رئيس الوزراء بمثابة رئيس الجمهورية)، كما بدأت جبهة التحرير الوطني التشادي (فرولينا ـfrolinat ) كحزب سياسي سري داخل البلاد منذ عام 1958م باسم الاتحاد الوطني التشادي (u.n.t) وأعضاء هذا الحزب هم الذين قادوا الثورة الإسلامية ورفع السلاح في وجه الحكومة النصرانية الظالمة التي كانت تمارس اضطهاد المسلمين بعد حلها للأحزاب كلها واعتقال رؤسائها وتطبيق مبدأ الحزب الواحد في تشاد، وفرض قانون الطوارىء في البلاد في عام 1962م(2) برئاسة فرنسوا تمبلباي النصراني، ثمَّ برئاسة الجنرال (فليبس مالوم)، ودامت هذه الحكومة النصرانية العميلة لفرنسا قرابة (18) عاماً حتى أطيح بها في معركة مع الرئيس السابق/حسين هبري عام 1978م، ومن ثمَّ آل الحكم إلى المسلمين، ولكنهم تنازعوا فيها فنشبت بينهم حروب دامية تحولت إلى حروب أهلية قبلية دمرت البلاد والعباد، وحتى اليوم يعاني الشعب التشادي بأسره من آثار تلك الحروب.
ومع هذا كله فإنَّ زمام الأمور في البلد بيد المسلمين، ويصعب التكهن بنزعها منهم في الوقت الحاضر والمستقبل القريب، وإن كان المستعمر الفرنسي يسعى حثيثاً في تولية رجل نصراني زمام الأمور في البلاد؛ لأن الرئيس الحالي طبق الديمقراطية نوعاً ما؛ مما أتاح الفرصة للمسلمين لممارسة السياسة من خلال تكوين أحزاب كثيرة، وقد بلغت الأحزاب التي يترأسها المسلمون قرابة (37) حزباً، كلها تكونت من
عام1992م إلى عام1997م(3)، وهي في ازدياد يوماً بعد يوم.
*الحالة التعليمية:
مع ما سبق ذكره من الآثار التعليمية للمستعمر الفرنسي في البلاد فإننا نستطيع أن نقول: أن التعليم الإسلامي في تشاد أخذ ينمو نحو الأفضل؛ بسبب إنشاء مدارس إسلامية أهلية والخلوات القرآنية الكثيرة في كثير من المناطق التشادية، ودخل التعليم مرحلة جديدة بعد تأسيس جامعة الملك فيصل ـ يرحمه الله.
لقد أنشئت جامعة الملك فيصل في سنة1411هـ الموافق1991م على أساس أنَّها مؤسسة تعليمية إسلامية أهلية (ذات شخصية اعتبارية) لها استقلاليتها الإدارية والمالية وأنشطتها الأكاديمية والخيرية، ومر تأسيسها بمراحل عدة حتى وصلت إلى المرحلة الحالية.
إن طبيعة عمل الجامعة تجعل أنشطتها في نطاق نشر العلم، والثقافة الإسلامية، واللغة العربية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهذا واضح من خلال أهداف الجامعة التي تسعى إلى تحقيقها من خلال كلياتها ومناهجها وخططها المستقبلية؛ حيث تسعى في الدرجة الأولى إلى احتواء حملة الشهادات العربية لأجل انخراطهم في الإدارات الحكومية والخـدمة المدنيـة لتفعـيل دور هـؤلاء المثقــفين بالثقافة العربية الإسلامية لاستعادة أمجاد الآباء والأجداد في هذه المنطقة الاستراتيجية من الناحية الجغرافية والعسكرية والاقتصادية؛ حيث إنها تتعرض لحملة شرسة من قِِبَل الحملات التنصيرية التي تريد لها أن تذوب شخصيتها
في الثقافة الفرنسية الغربية، وتنسى ماضيها الزاهر وحاضرها الزاخر.
فالجامعة إذن تحملت مسؤولية كبيرة في حجمها وتبعاتها، وأخذت على عاتقها أمانة تربية الأجيال الإسلامية لا في تشاد فحسب بل في القارة الأفريقية بأسرها بفتح مجال التعليم لأبناء القارة جميعاً، بغض النظر عن التيارت السياسية، أو الحدود الاصطناعية التي وضعها المستعمرون، أو الحواجز العرقية القبلية المقيتة والتي حاربها الإسلام منذ أربعة عشر (14) قرناً من الزمن.
فهذه خلاصة أبرز آثار هذه الجامعة المباركة:
1 ـ تأسيس الكليات التالية: اللغة العربية، وكلية الشارقة للتربية، وافتتاحها مركز المدينة المنورة للتدريب، وإنشائها قسم الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه.
2 ـ استيعاب جملة من الطلبة من حملة الشهادات العربية من التشاديين، وغيرهم من الدول الأفريقية.
3 ـ تخريج دفعات ممن تمَّ تأهيلهم لسد الفراغ الإداري والتعليمي.
4 ـ نشر اللغة العربية والثقافة والحضارة الإسلامية في تشاد والدول الأفريقية المجاورة، وإعدادها جيلاً مستنيراً بالعقيدة الصحيحة والعلم النافع.
5 ـ إحداث التوازن بين اللغة العربية واللغة الفرنسية في المجالين الإداري والتعليمي، وفي المؤسسات الحكومية المختلفة.
6 ـ افتتاحها مستوصف التضامن الإسلامي، ومركز الخدمات الجامعية ليقدم خدماته الطبية لأساتذة
الجامعة وموظفيها وطلابها وذويهم.
بالإضافة إلى افتتاحها في بداية عام 1999م المكتبة المركزية للجامعة التي تبلغ مساحتها ثمانمائة وأربعين (840) متراً مربعاً، وتعد الآن أكبر مكتبة علمية إسلامية في البلاد، وتحوي عشرين ألف (20000) كتـاب ومـرجع في مختلف التخصصات.
التعليم
التعليم في جمهورية تشاد سواء التعليم الأساسي أو الصناعي أو العالي يلقى اهتماماً من الحكومة ،وذلك عن طريق بناء المدارس والجامعات والمعاهد الصناعية ، وإعداد كوادر المدرسين المؤهلين للتدريس .
بلغت ميزانية التعليم في تشاد خلال تلك الفترة 20% من الموازنة العامة للدولة
يبدأ التعليم الإلزامي من سن السادسة، أما التعليم الثانوي فيبدأ من سن 12 عاماً ويستمر لمدة سبع سنوات .
بلغ نسبة المتعلمين من إجمالي السكان 47.5% .
أهم المؤسسات التعليمية :
1- جامعة تشاد ، وتوجد في العاصمة انجامينا ، تاسست عام 1971 .
2- المدرسة القومية للإدارة .
3- المدرسة القومية للاتصالات .
4- مكتب الأبحاث العلمية .
5- جامعة الملك فيصل ، تأسست عام 2005 .
جولة في المدارس والكليات في العاصمة
في جولة سريعة لأرجاء المجلس لاحظت أن المدارس التي يتبناها وإن كانت فصولها قليلة وتقليدية إلا أن الإقبال عليها كبير جدا من الجنسين الفتيان والفتيات.
ومن ضمن هذه الفصول ما هو مخصص لعلوم القرآن الكريم وكل طلاب هذه الفصول هم من حفظه كتاب الله بالكامل. كما يتشوق الطلاب هنا في تشاد لإنهاء دراستهم الثانوية بتفوق من أجل أن يحصلوا على منح دراسية مجانية تقدم لهم من إحدى جامعات الخليج لاسيما في الشارقة.
تعليم اللغة العربية في تشاد
بـدأ التـعليم بالـلغة العـربية فـي تشاد منذ دخول الإسلام في البلاد سـنة 46هـ/666 م. وقيام الممالك الإسلامية في المنطقة في العصور الوسطى.. وذلك عن طريق نظام الحلقات الدراسية في المساجد وبيوت العلماء وقصور السلاطين والأمراء وكبار التجار وعلية القوم، كما هو الحال في بلدان العالم الإسلامي والعربي في تلك الفترة..
أما المدارس العربية الأهلية النظامية الحديثة فقد بدأت في تشاد سنة 1946م. بإنشاء المعهد العلمي بأبشة، الذي أنشأه الشيخ عليش عووضة، وأدخل إدارته ومناهجه الدراسية تحت إشراف الأزهر الشريف، فتطور المعهد وازدهر في فترة وجيزة.. حيث بلغ عدد الذين تخرجوا منه خلال 8 سنوات أكثر من 350 طالب وطالبة، التحق من بينهم 150 بالأزهر الشريف.. وقد أصبح هؤلاء نواة لإنشاء التعليم العربي النظامي في تشاد.. ونتيجة لذلك أغلقت الإدارة الفرنسية هذا المعهد سنة 1953م. محاربة منها للغة العربية والحضارة الإسلامية في البلاد، وأنشأت سنة 1958م. بدلا عنه (الثانوية العربية الفرنسية) التي لا تزال تعمل في أبشة بهذا الاسم، بعيدا عن المقررات الإسلامية.
وفي الفترة من 1954 ـ 1958م. أنشئت في فورتلامي (انجمينا حاليا) أربعة معاهد أهلية لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، وهي: (معهد التربية الإسلامية للشيخ الطيب الطاهر.. ومعهد الثقافة الإسلامية للشيخ سالم مبروك.. ومعهد النهضة العربية للسيدة فرغلية كفلي، والمركز الإسلامي للشيخ إسماعيل عبد الله التلوب).
وأخذت المدارس العربية الأهلية النظامية في عهد السيادة الوطنية تنتشر في البلاد حتى بلغت في سنة 2000م (317) مدرسة، ستة منها ثانوية وتضم هذه المدارس إجمالا حوالي (29.637) طالب وطالبة). وعلى سبيل المثال لعب مركز الملك فيصل الإسلامي بأنجمينا الذي شيدته المملكـة العربية السعودية في الفترة الواقعة بين عام 1973 و1976 م. والمدرسة الثانوية التابعة له دورا كبيرا في دفع عجلة التعليم العربي في تشاد.
فقد اعتمدت هذه المدرسة الثانوية المنهج الدراسي الأزهري، واعترفت الدولة بالشهادة الثانوية التي يحصل عليها الطلبة من المدرسة، ودعمت هذه المدرسة ببعثة أزهرية قوامها 49 مدرسا على نفقة الأزهر الشريف ويتخرج منها سنويا أكثر من (259) طالبا وطالبة من حملة الشهادة الثانوية العربية بقسميها العلمي والأدبي. هذا بالإضافة إلى حملة الشهادة الثانوية العربية.. أو العربية الفرنسية من المدارس الثانوية العربية الأخرى، كثانوية المركز الكويتي، وثانوية الصداقة السودانية التشادية.
أما المدارس العربية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، فبعضها يطبق المنهج الدراسي السوداني.. وبعضها يطبق المنهج السعودي أو المنهج الجزائري أو المنهج الليبي.. أو المنهج المصري الوزاري. وبعضها الآخر يسير بلا منهج محدد المعالم. والسبب في ذلك هو نقص الكتاب الذي يغطي حاجة المدارس العربية في البلاد التي بلغت حتى آخر سنة 2000م 317 مدرسة عربية. كما أن وزارة التربية الوطنية التي تشرف على التعليم عموما في تشاد- لضمان تكوين وتأهيل شباب يسهم في تنمية وطنه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا - لا تقدم الدعم والمساعدة الكافيين لتطوير هذه المدارس العربية لتساير مقتضيات الحياة المعاصرة واحتياجات المجتمع التشادي المتجددة، رغم رسمية اللغة العربية دستوريا. وذلك بحجة قلة الإمكانات المالية والعينية والعلمية، فضلا عن الصراع الحضاري بين اللغتين (العربية والفرنسية) في تشاد.
فهذه المدارس العربية التي يقوم بإنشائها في الغالب الأعم، الأهالي وأهل الخير والفضل والإحسان في تشاد وخارجها، تعتمد في تسييرها، وتطويرها على الله سبحانه و تعالى ثم على أولياء أمور التلاميذ والشخصيات الخيرة والجمعيات والمؤسسات والمنظمات والهيئات الإسلامية في العالم العربي، وخاصة دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ويبلغ عدد المعلمين في المدارس العربية الأهلية النظامية في تشاد حاليا حوالي 1299 معلما ومعلمة يعمل بعضهم متطوعا.. وبعضهم تحت كفالة أولياء أمور التلاميذ وبعض آخر تحت كفالة الجمعيات والمنظمات والهيئات والمؤسسات الإسلامية الخيرية في العالم العربي، وهم قلة دون مائة معلم ومعلمة.
أما المعلمون الذين يدرسون اللغة العربية في المدارس الحكومية كموظفين في الدولة فعددهم لا يزيد عن (975 معلما ومعلمة).. في حين يبلغ عدد الذين يدرسون اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية (11.317 مدرسا ومدرسة) فالفرق شاسع بين ما هو موجود في المدارس العربية، والمدارس الفرنسية والكلام الشعبي والرسمي يدور حول ثنائية اللغة في تشاد، بينما الإمكانات غير متكافئة في الواقع العملي.. فتشاد فريدة شكلا ومضمونا بالنسبة للدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، فهي الوحيدة التي اعتمدت اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية دستوريا، وهي خارج جامعة الدول العربية حتى الآن، واللغة العربية هي القاسم المشترك بين جميع القبائل التشادية المختلفة التي لها ما لا يقل عن 120 لهجة محلية. فالتخاطب والتفاهم في المعاملات التجارية والاجتماعية كلها بالعربية بنسبة 90% من سكان البلاد البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة.
وعليه فنحن نلتمس دائما في كل المناسبات التي تجمعنا بالإخوة العرب في الدول العـــربية أن ينظروا إلى تشاد بنظرة خاصة، وخصوصا فيما يتعلق بتطوير التعليم العربي والإسلامي فيها.
فاللغة الفرنسية مدعمة من المنصرين شعبيا ورسميا.. فهناك أكثر من 179 جمعية تنصيرية تعمل في تشاد بشكل رسمي في شتى المجالات، بينما هناك (8) منظمات إسلامية فقط تعمل في تشاد وإمكانيات جمعية تنصيرية واحدة تفوق الجمعيات أو المنظمات الإسلامية الثمانية ولذلك فالتعليم العربي يعاني كثيرا من عدم الدعم والمساندة والتشجيع في تشاد، وغيرها من الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء.
وفيما يلي البيانات التي تتعلق بالطلبة التشاديين الدارسين في الدول العربية.. وعدد الخريجين منهم حتى نهاية العام الدراسي1997-1998م. ثم عدد المدارس الفرنسية بمراحلها المختلفة.. وعدد الطلبة الدارسين فيها.. وعدد المدرسين باللغة الفرنسية بتشاد.. .
عدد الطلبة الإجمالي : 22081 طالبا وطالبة. عدد الخريجين الإجمالي : 2100
يضاف إلى عدد الخريجين من الدول العربية عدد الخريجين من جامعة الملك فيصل بتشاد : 243. وعدد الخريجين من القسم العربي بجامعة انجمينا وعددهم حتى الآن : 695 ليكون العدد الإجمالي للخريجين : 23019.
وبناء على إحصاء العام الدراسي 1997/1998م. فان عدد المدارس الفرنسية في تشاد يبلغ (4585) مدرسة بما في ذلك المراحل المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية والمعاهد الفنية ـ وجامعة انجمينا التي تدرس باللغة الفرنسية والتي أنشئت سنة 1971/1972 م.
- عدد الطلبة الذين يدرسون في المدارس الفرنسية المذكورة أعلاه يبلغ حوالي (110545 طالبا وطالبة).
- عدد المدرسين باللغة الفرنسية في هذه المدارس (10.594) مدرسا ومدرسة) وهناك عدد احتياطي لم يدخل الوظيفة العامة ويبلغ 1753 وهذه الأعداد غير ثابتة، بل في تطــور مستمر، وخاصة إذا توفرت الإمكانات المادية والكفاءات العلمية في البلاد..
المشاكل التي تواجه الأطفال في تشاد
كان لتدفق العدد الهائل من النازحين أثراً سلبياً على تتبع مؤشرات إحصائيات الأطفال الهامة في تشاد. وتبلغ معدلات وفيات الأطفال الرضع وممن هم دون سن الخامسة والأمهات معدلات عالية، إذ يموت طفل من بين كلّ خمسة أطفال قبل بلوغه الخامسة من العمر.
لا يتجاوز عدد الأطفال الذين تلقوا التحصينات الكاملة ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها النصف. وتعد التهابات الجهاز التنفسي والملاريا والإسهال أكثر الأمراض فتكاً.
بلغ عدد الأطفال دون سن 14 المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب/ الإيدز 18,000.
لا تتوفر إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب إلا لثلث عدد السكان. وفي شرق تشاد تتزايد المنافسة على مصادر المياه ومرافق الصرف الصحي، وأدت ندرة حطب الوقود إلى وقوع أعمال عنف ضد النساء النازحات اللاتي يجمعن الحطب.
تتعرض إمدادات المعونة إلى التوقف نتيجة أعمال العنف وهطول الأمطار الموسمية الغزيرة وعوامل أخرى.
تسهم الأوضاع المزدحمة في المخيمات وسوء نوعية التغذية في زيادة خطر الإصابة بشلل الأطفال والحصبة وسوء التغذية. ويعاني 30 في المائة من الأطفال في البلد من التقزم.
تقل نسبة التحاق الفتيات بالمدارس (51 في المائة) عن الفتيان ( 75 في المائة) بشكل ملحوظ.
أنشطة ونتائج للأطفال
في عام 2005، أنشأت اليونيسيف ثلاثة مكاتب في شرق تشاد لتوفير المساعدة بالقرب من مخيمات النازحين المنتشرة على 500 كيلومتر.
بدأت برامج التحصين الروتينية لمكافحة شلل الأطفال والحصبة في مخيمات النازحين حال الإبلاغ عن وقوع حالة شلل أطفال في شرق تشاد، وشملت 94 في المائة من الأطفال ممن لم يبلغوا عامهم الأول.
وزعت اليونيسيف و وشركاؤها 45,000 ناموسية معالجة بمبيدات ضد البعوض على الأطفال والنساء الحوامل في مخيمات النازحين.
وزعت إمدادات مواد تطهير المياه وحوافظ المياه للأسر وقطع الصابون لأكثر من 100,000 لاجئ.
وفرّت اليونيسيف وشركاؤها التغذية العلاجية لأكثر من 9,500 طفل يعانون من سوء التغذية.
بالإضافة إلى إقامة 350 خيمة مدرسيه، موّلت اليونيسيف وشركاؤها بناء 250 مدرسة مؤقتة تحمي الأطفال من قساوة الطقس في تشاد، يتسع كل فصل منها لـ 80 طفلاً.
أتاحت أكثر من 600 حافظة مواد تعليمية لـ 45,000 لاجئ سوداني من الأطفال، بعضهم التحق بالمدرسة للمرة الأولى.
أتاحت 30 منطقه مخصصة، ملائمة للأطفال في مخيمات النازحين لـ 27,000 طفل الفرصة لممارسة اللعب والتعليم للشفاء من الآثار النفسية والجسدية.
ولمساعدة النازحين في جنوب تشاد، تبرعت اليونيسيف بآلاف من قطع البسكويت الغنية بالطاقة، وحوافظ المياه والأغطية وناموسيات الاسرّه، و10 خيم مدرسية، وفيتامين "أ" و 1,000 جرعة لقاح الحصبة.
المراجع
1) أحمد،لطفي بركات،دراسات في تطوير التعليم،دار المريخ،الرياض.
2) المحيشي،عبد القادر مصطفى،والغريري،عبد العباس فضيخ والصالحي،سعدية،جغرافية القارة الأفريقية وجزرها،الدار الجماهيرية،2000م.
3) بدران،شبل،البوهي،فاروق شوقي،نظم التعليم في بعض دول العالم،دار المعرفة الجامعية،2000م.
4) جاد الرب،حسام الدين،جغرافية أفريقيا و حوض النيل،دار العلوم.
5) عمار،حامد،من مشكلات العملية التعليمية،مكتبة الدار العربية للكتاب،القاهرة،1996م.
6) منشورات اليونسكو،الحق في التعليم نحو التعليم للجميع مدى الحياة،2000م.
7) بغدادي ، عبد السلام،الجماعات العربية في أفريقيا دراسة في أوضاع الجاليات والأقليات العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ،مركز دراسات الوحدة العربية،لبنان،2005م.
8) مواقع التعليم في تشاد على شبكة الانترنت.