-->

بحث خصائص النمو عند الطفل

بحث خصائص النمو عند الطفل
    بحث خصائص النمو عند الطفل 
    بحث خصائص النمو عند الطفل

    إن حياة الإنسان متداخلة الأطوار ، يجب أن يعيشها الإنسان جميعا بكل ما فيها ، ومن خسر فيها طفولته فقد خسر صباه ، وشبابه ، ورجولته ، وشيخوخته ، أو قل فقد خسر حياته كلها ، فالإنسان بلا طفولة شجرة بلا جذور ، وإذا رأيتم إنسانا فقد إنسانيته فى عالم الكبار فابحثوا عن طفولته فإنها – بلا ريب – تحمل سر تعاسته المأساوية\" .
    وقد نبه الباحثون فى ميدان علم النفس على أهمية هذه الحقيقة، وهم يتفقون على أن السنوات الأولى من حياة الطفل هى من أهم السنين فى تكوين شخصيته ، وتوجيهها الوجهة التى تبنى عليها دعائمها فيما يلى من أطوار نموه .
    فمدارس علم النفس رغم اختلافها تكاد تجمع على أن السنوات الست الأولى من عمر الفرد هى أهم السنوات فى تكوين شخصيته وبنائها ، حيث تشكل هذه السنوات مرحلة جوهرية ، وتأسيسية تبنى عليها مراحل النمو التى تليها ، كما أن الاستشارة الاجتماعية ، والحسية ، والحركية ، والعقلية واللغوية السليمة التى تقدمها الأسرة ، ورياض الأطفال لها أثار إيجابية على تكوين شخصية الطفل واستمرار نموه السوى فى حياته المستقبلية .

    ولكن وقبل الحديث عن أهم خصائص نمو طفل هذه المرحلة وعلاقة هذه الخصائص بتساؤلاته ، قد يكون من المناسب بيان تعريف لكلمة \"النمو\" ذاتها ، فقد عرفها البعض بأنها : \"التغيرات الإنشائية البنائية التى تسير بالكائن الحي إلى الأمام حتى ينضج\" ،أو هو \"سلسلة من التغيرات المستمرة المطردة ، والتى تتجه نحو هدف نهائي هو اكتمال النضج\".
    النمو : عملية تراكمية متصلة ، تتطور في شكل مراحل ، وكل مرحلة تمهد للمرحلة التي تليها ، والنمو بمظاهره التكوينية ، كالشكل والوزن أو الوظيفة سواء الحسية أو العقلية أو الاجتماعية يتأثر بعوامل الوراثة والتكوين العضوي ، والغذاء ، والبيئة الاجتماعية والثقافية 0 وتتميز مرحلة الطفولة الوسطى ( 6ـ9 ) سنوات بخصائص ، جسمية كبطء النمو الجسمي ، وظهور الأسنان الدائمة بدلا عن الأسنان اللبنية 0 وعلى الأسرة أن تهتم بالعادات السلوكية السليمة ، كالاهتمام بنظافة الأطفال ، ونوعية الطعام ، والاهتمام بالتطعيمات ، والنوم الكافي ، وسلامة قوام الطفل ، وبالجانب الوقائي بشكل عام 
    النمو التكويني : وهو نمو الطفل في الجسم والشكل والوزن والتكوين نتيجة لنمو أبعاده الهندسية .
    النمو الوظيفي : وهو نمو الوظائف الجسمية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية لتساير حياة الطفل واتساع نطاق بيئته . ويجب أن ندرك أنه رغم هذا التصنيف لمظاهر النمو إلا أنه ليس هناك فاصل بين هذه الجوانب والمظاهر فالنمو العقلي والانفعالي مثلاً يتأثران إلى حد كبير بالنمو الجسمي ويطرأ على هذا النمو عدة تغيرات تبقى دائماً مقياس للمرور منها بسلام .
    النمو العضوي ( الجسمي ) : يكون النمو في الطول والوزن أقل سرعة خلال فترة ما قبل المدرسة منه في مرحلة الرضاعة لكن ضربي النمو المذكورين يستمران في الزيادة بنسبة أسرع من نسبة تزايدهما في فترة الطفولة المتوسطة 0 ويبلغ طول الطفل في نهاية السنة الثانية حوالي نصف طوله النهائي كراشد بالغ فيكون للطفل الكثير الحركة الذي يبلغ طوله 80 سم حظ في أن يزيد طوله على 18 سم عند رشده 0 ويزداد طول الطفل بمعدل 17 سم في السنة وذلك قبل السنة الثانية في حين لا يزيد معدل الزيادة السنوية بين السنتين الثانية والخامسة على 7 سم في العام 0 وتبطؤ زيادة الوزن أو تتوقف لفترة عندما يكون الطفل الكثير الحركة ثقيل الجسم الأمر الذي قد يجعله يغدو طويلاً نحيلاً دون أن يكتسب أي وزن خلال جانب من فترة ما قبل المدرسة تعد سيطرة الولد على أعضاء طرح النفايات وفق التواضعات الاجتماعية من أكثر أنواع النمو الحركي أهمية  المألوف أن يسبق ضبط الأمعاء وتدريبها نظيره في المثانة إذ أن من السهل على الأطفال التحكم في أمعائهم قبل تمكنهم من التحكم في مثانتهم خاصة في أثناء الليل ويميل اغلب الأطفال للاستجابة للتدريب على التحكم في الأمعاء والمثانة حوالي السنة الثالثة على الرغم من قيام فروق فردية ترجع إلى نضج العضلات التي تتحكم بعضوي الغائط والبول والى جنس الولد واتجاهات الوالدين منه  والغالب أن تسبق البنات الصبيان في السيطرة والتحكم بحركة طرد النفايات 0 ويميل الصبيان خلافا للبنات لان يطيلوا فترة تبليل فراشهم على الرغم من احتمال تعرض الفئتين خلال مرحلة ما قبل المدرسة لحوادث طارئة تذهب مؤقتاً بمهارات السيطرة والتحكم 

    يدرب العديد من البنات وبعض الصبيان أنفسهم بطريق إخبار أهليهم عن وقت شعورهم بالحاجة إلى الخروج للحمام ويتوقف العمر الذي يتدرب فيه الصغير على التحكم بعضلاته على زمن مبادرة الأهل له وتشددهم في متابعته وذلك بحمل طفلهم إلى الحمام في فترات منتظمة أو كلما أحسوا بحاجته لفعل ذلك  ولا بد أن يعاني الأطفال الذين يستمرون بتبليل فراشهم أو توسيخ ثيابهم حتى الطفولة المتوسطة من تأخر نمو الجهاز العضلي ومن مشاكل عاطفية أو من الاثنين معا  إن على أهل هؤلاء استشارة المختصين من أطباء ونفسيين لمعرفة المشكلات العاطفية المسؤولة عن عجز الصغار عن السيطرة على عضلاتهم ومساعدتهم على حلها 
    يتجلى نمو الطفل ما قبل المدرسة في مجالات أخرى أيضاً إذ يستطيع الأطفال جميعهم إطعام أنفسهم في نهاية السنة الثانية واستخدام الشوكة والسكين بدرجة من الكفاءة أما استخدام السكين في القطع ودهن الخبزة بالزبدة فيتأخر لعدد من السنوات ويتمكن ابن الثالثة من خلع ملابسه كما يتمكن ابن الرابعة من لبس ثيابه بنفسه جزئياً وذلك بتبكيل أزراره 0 ولما كان استخدام الشوكة والسكين والملعقة يتم بتواضع اجتماعي محدد وجب ألا يبدأ به إلا بعد أن يكون الطفل قد امتلك القدرة الحركية الملائمة وذلك حوالي السنة السادسة أو السابعة 
    تعد فعاليات الأرجحة والتسلق وقذف الكرة أهم الإنجازات الحركية لفترة ما قبل المدرسة ويستطيع معظم أبناء الثالثة اجتياز خط مستقيم غير أن التوازن في اجتياز الدائرة يتأخر سنوات عن ذلك التاريخ ولا يقوى الأطفال على الوقوف على قدم واحدة إلا في السنة الخامسة وتتفوق البنات على الصبيان في الفعالية المذكورة إذ يستطعن احتمال الوقوف على قدم واحدة لفترة أطول من الصبيان ويبدي نشاط الأطفال في التوازن على اللوح الخشبي تقدماً عادياً خلال النمو  وتقتصر قدرة أبناء الثانية على مجرد الوقوف على اللوح خلافاً لأبناء الثالثة فإنهم يمشون على اللوح الخشبي بمناوبة القدمين أما أبناء الرابعة والنصف فإنهم يمشون عليه بسرعة ودونما تردد 
    يتضمن التسلق تقدماً نمائياً عادياً يشمل عوامل حركية وأخرى عاطفية وأهم المشكلات العاطفية المرتبطة بتسلق السلالم والشجار هي الخوف من السقوط يظهر التسلق في زحف الرضيع الصاعد للسلم  وما أن يبدأ الطفل بالمشي حتى يحاول تسلق السلالم دون أن يناوب قدميه وتبدأ مناوبة القدمين في السنة الرابعة والنصف الغالب ألا يحاول الأطفال نزول السلالم بمفردهم ولا يختلف تقدم الأطفال في قذف الأشياء عن تطورهم في تسلق السلالم 
    يعكس اللعب نضج المهارات الحركية لدى أطفال ما قبل المدرسة إذ يحاول الصغار في الملعب تسلق المنحدرات الصغيرة وهبوطها والجلوس على الأراجيح وترك أنفسهم لأن يدفعوا 0 إن بإمكان أطفال ما قبل المدرسة استخدام عدد متباين من وسائل اللعب المكشوف مثل مقافز الغابة والزحافات وغيرها 0 ويشيع ركوب الدراجات الثلاثية العجلات بين أبناء الثالثة الذين يستطيعون تنسيق توجيه المقود وتحريك المدوس أما ركوب الدراجة المزدوجة العجلات فيتأخر حتى نهاية الخامسة تقريباً 0
    يستطيع أطفال ما قبل المدرسة في مجال اللعب بالأدوات الصغيرة إمساك الفراشي ودهن الخطوط والدوائر وقطع الورق وإلصاقه والتلوين بالرصاص 0 وما أن يقوى هؤلاء على استخدام القلم حتى يمارسوا عمليات الرسم التلقائي الذي يبدي تقدماً سنياً مضطرداً يبدأ الرسم بالخربشة البسيطة ويمر بمرحلة الخربشة التقليدية التي يمكن وصفها بالتالي : (( يضع ابن الرابعة ثلاث بقع من الدهان على الورقة ويصيح بالراشد تعال انظر عصفور الغابة الوحشي الكبير )) يرسم الأطفال الأشياء التي ترمز إلى الحوادث والأشياء الأخرى والأفكار وقد يكون الرسم أحياناً حافلة كبيرة حمراء وأحياناً أخرى أم الطفل 0
    ثم تأتي مرحلة الخربشة الموجهة حيث يطلق الأطفال خربشاتهم الموجهة المرغوبة سواء أكانت عمودية أم دائرية وتتمثل أغلب رسوم أبناء الرابعة حتى السابعة بتخطيط قبلي يحاولون فيه تمثيل شيء يرونه والعادة أن يبدأ الطفل برسم الرأس ثم العين والأنف والفم دون أن يتقيد بالضرورة بالأماكن العادية لتلك الأعضاء 0 ويحاول الصغار في المرحلة التخطيطية التي تظهر في السنة الخامسة تمثيل الشكل البشري كله الذي هو أنفسهم أن أمهم أو أبوهم وعلى الأهل لتشجيع نمو تلك المهارات الحركية توفير الأقلام والأصباغ والمكان الملائم والقماش وعليهم أيضاً الامتناع عن سؤال الولد رسم ما يريدون رسمه هم والإلحاح على سؤاله ماذا رسم
    لا بد من الإشارة إلى استخدام فعاليات لعب طفل ما قبل المدرسة لأغراض اجتماعية عملية وذلك شأن المهارات المكتسبة كلها في تلك المرحلة 0 وتهدف فعالية طفل ما قبل المدرسة إضافة إلى عرض نشاطية الرضيع المتمثلة بتنمية المهارات الآلية والتناسق الحركي إلى تحقيق هدف أعم يتمثل بالبعد الاجتماعي الموجه صوب تحقيق التفاعل التبادلي التكيفي 0 ويمكن للعب أن يكون كل شيء أو بعضه أي للتسلية أو للتعبير عن الذات أو لتحقيق التكيف الاجتماعي 0
    وعلى الرغم من اتفاق علماء النفس حول التفاصيل الوصفية للنمو الحركي كما تظهر في الفعالية الذاتية للفرد والحركة واللعب فإنهم يختلفون في الرأي بصدد كيفية اكتساب الفرد لأنماط الفعل تلك 0 يدعي بعض الباحثين أن الأولاد ينمون أنماط الحركة الماهرة بمعونة فعالية (( فرز المعلومات )) فيكتسب الطفل حركة ما مثل التوازن فوق اللوح الخشبي بالمحاولة وتصحيحها في إطار التقليم الذي يتلقاه عبر قدميه وتغدو المهارات في المرحلة الأخيرة تبعا لهذه النظرة اكثر اقتصادية واقل تنوعا من مهارات المرحلة الأولى غير أن باحثين آخرين يؤكدون إن اكتساب أنماط الفعل الماهر يرجع إلى المهمة الحركية ذاتها رجوعه إلى ظاهرة فرز المعلومات فيجعل الطفل من استجابة معيارية يقيمها مثيرا محددا يعمد إلى تعديله لتمثل المواقف الجديدة 0 فقد يجرب الطفل على لوح التوازن خطوات مشيه ذاتها التي اعتادها في مشيته العادية على الأرض لكنه يزيد من سيطرته وتوجيهه استجابة للمثيرات الجديدة في الموقف الجديد وتقترح نظرية (( المعيار المقام )) أن الطفل يقيم تخطيطات معيارية لمختلف أنماط المهارات الحركية وإن المهارات الجديدة تكتسب بتعديل المهارات القديمة 0
    وهناك نظرية ثالثة تقرن فعل اكتساب المهارات بالنمو الإدراكي عامة واللغوي خاصة 0 فقد وصف الباحثون في إحدى الدراسات ثلاثة اتجاهات للنمو اللغوي هي التعقد والتنوع والحمل الوظيفي 0
    هكذا يتعقد النمو اللغوي من الناحية التصنيفية بحيث يعد الطفل الجمال والبغال والغنم حيوانات 0 ويتضمن كلام الطفل الكثير من المقاطع التي تتمثل بوجود أشباه جمل فرعية في الجملة وبزيادة العمر يحدث تنوع في الدور الوظيفي للحديث إذ تخدم الجملة الواحدة أكثر من وظيفة في العبارة الواحدة 0 ولقد صمم الباحثون ألعاباً تساعد على اختيار الأصناف والمقاطع وتنوع الدور وعرضوها على أطفال من مختلف الأعمار فوجدوا في المهمة التي أبدعوها أن اللعب مشى بذات الاتجاه الملاحظ في تطور اللغة مما سمح لهم بالقول إن النمو الحركي يتبع خط النمو اللغوي للطفل نفسه أو العكس 0
    ومن المفيد التأكيد على أن النظريات الثلاث لا تتعارض فيما بينها بل وعلى النقيض من ذلك تتكامل بصورة ما إلا أن تلك النظريات لم تكتمل بعد وما زال يعوزها أن تجمع الكثير من البيانات الداعمة أو المعارضة 0 وكل ما تقوله النظريات في هذه المرحلة هو أن المهارات الركية إنجاز معقد ينمو بصورة تدريجية وأنه يتبع الخطوط العامة نفسها التي يتبعها اكتساب الأفكار المنطقية واللغة 0
    النمو الحركي : 
    • يؤدي النضج المتزايد في النمو الأنسجة العصبية إلي زيادة قدرة الطفل علي التحكم في أطرافه و عضلاته حتي يستطيع في مطلع السنة الثالثة أن يمشي و يجري بثقة كبيرة . 
    • في السنة الرابعة يصبح الطفل ذو قدرة كبيرة علي ضبط المسافات كما يصبح علي قدرا كبير من الدقة في الحركة . 
    • عند بلوغ السنة الخامسة يستطيع الطفل أن يقفز بالقدمين . 
    • من حيث المهارات اليدوية يستطيع الطفل في سن الثانية من بناء برج ذو 6 مكعبات ، كما يتمكن من لضم الخرز بسرعة 4 خرزات في الدقيقة ، كما يستطيع تقليد دائرة مرسومة أمامه . 
    • أما في سن الثالثة يستطيع الطفل في الغالب من بناء برج من 9 مكعبات . 
    • في حين يتمكن في سن الرابعة من تقليد مربع مرسوم أمامه . 
    • في سن الخامسة تكون حركاته الدقيقة قد إزدادت مهارة كما يستطيع تشكيل أشكال من الصلصال . 
    العوامل المؤثرة علي النمو الحركي : 
    • الحالة الصحية : 
    هناك إرتباطا وثيقا بين الحالة الصحية و الجسمية للطفل و النمو الحركي له .. فمن الطبيعي أن الأطفال يتمتعون بصحة جيدة يسير النمو الحركي لديهم بشكل أفضل من أقرانهم ممن يعانون من ضعف الصحة بسبب الأمراض أو سؤ التغذية .. أو نتيجة لنقص الفيتامينات و الكالسيوم و الفسفور الضروريين لنمو المهارات الحركية بشكل سليم .. 
    • الذكاء : 
    من الواضح جدا أنه هناك علاقة وثيقة بين الذكاء و النمو الحركي للأطفال خاصة في السنين الأولي من عمر الطفل .. فمن الملاحظ في كثير من الأحيان أن الأطفال ذوي النمو الحركي و المهارات الحركية الضعيفة يكونون علي قدر أقل من الذكاء من أقرانهم ذوي القدرات العقلية العليا . 
    • التدريب و التعلم : 
    يساعد التدريب علي اكتساب الطفل الدقة و الاتزان في الحركة .. و كلما تم تدريب الطفل و تعليمه العديد من المهارات كلما ساعد ذلك بشكل كبير علي نمو الحركي و تطوره بشكل أسرع .. 
    • بعض العوامل الفسيولوجية و الانفعالية : 
    يزداد النمو الحركي للطفل بزيادة نضج العضلات الدقيقة و نمو التوافق العضلي العصبي حيث يؤثر ذلك بشكل كبير علي سرعة اكتساب الطفل للمهارات الحركية و قدرته علي توظيفها التوظيف الصحيح . 
    ثالثا : النمو الحسي : 
    • تعتبر الحواس نافذة الطفل علي العالم المحيط به .. و يكتسب عمل الحواس أهمية خاصة في هذه المرحلة المبكرة فهو شغوف باستكشاف كل ما قد يتواجد لديه ، كما أنه بالتعرف علي كل ما قد يتصادف وجوده في هذه البيئة .. فنجده راغبا في شم ، تذوق ، لمس كل الأشياء المحيطة خاصة تلك الأشياء التي يوجد لديه خبرة سابقة عنها ..
    مظاهر النمو الحسي : 
    • الإدراك الحسي : 
    - يصعب علي الطفل في هذه المرحلة إدراك الأشياء و علاقاتها المكانية .. فيصعب علي الطفل التفرقة بين اتجاه اليمين و اليسار مثلا .. أو بين 2 و 6 .. إلا أنه يتمكن بتقدم العمر من تعلم أسماء الاتجاهات و إدراك الأشياء طبقا لعلاقاتها المكانية . 
    - يعتمد الطفل في الثالثة في إدراك الأشياء علي أشكال الأشياء أكثر من ألوانها في حين يعتمد في سن السادسة بشكل أكبر علي ألوان الأشياء . 
    • إدراك المسافات و الإحجام و الوزان و العدد و الزمن : 
    - يكن الطفل في بداية الأمر غير دقيق .. 
    - يستطيع الطفل في سن الثالثة المقارنة بين الأحجام المختلفة الكبيرة و الصغيرة و المتوسطة .. و في آخر هذه المرحلة يكون قادرا علي إدراك الفرق الدقيق بين هذه الأوزان . 
    - يستطيع الطفل في سن الثانية إدراك ثنائية اليدين و العينين و الإذنين و القدمين .. و في سن الثالثة يستطيع العد من 1 إلي 20 و التمييز بين الكثرة و القلة .. و في الخامسة يدرك التساوي و التناظر و التماثل للتجمعات .. و في السادسة يستطيع أن يعد علي أصابعه و علي أصابع الآخرين .. 
    - بخصوص الزمن يستطيع الطفل في سن الثانية إدراك الوقت غير الحاضر .. و يتدرج ليدرك المستقبل في سن الثالثة .. و في سن الرابعة يدرك مدلول الزمن الماضي .. و في سن الخامسة يدرك تسلسل الحوادث ، كما يعرف الأيام و علاقتها بالإسبوع . 
    • إدراك الطفل في هذه المرحلة يتميز بتمركزه حول ذاته .. و هو يحتاج إلي كثير من المعلومات اللازمة لكي يتعرف علي الأشياء . 
    • يتميز البصر في هذه الفترة بطول النظر .. لذلك يسهل علي الطفل رؤية الكلمات الكبيرة .. 
    • يميز الطفل في هذه المرحلة بين الألوان و يسميها . 
    • يتطور السمع تطورا سريعا من حيث قوة التمييز السمعي . 
    النمو العقلي المعرفي : 
    • تزداد أسئلة الطفل في هذه المرحلة حيث يحاول تنمية قدراته المعرفية و تكوين فكرة أوسع عن البيئة المحيطة به من خلال السؤال للتعرف علي خواص و مكونات الأشياء .. 
    و يكون من أهم مظاهره : 
    • تكوين المفاهيم .. مثل مفهوم الزمن ، مفهوم المكان .. و غيرها من المفاهيم الحسية المرتبطة بالأشياء الموجودة بالبيئة و يلمسها الطفل بعيدا عن التجريد . 
    • يزداد نمو الذكاء في هذه الفترة .. و يكون ذكاء الطفل ذكاءا ملموسا و ليس خاص بالمجردات .. و يستطيع الطفل التعميم و لكن في حدود ضيقة . 
    • عدم قدرة الطفل علي تركيز الإنتباه إلا أن في مراحل لآحقة تزداد مدة الإنتباه و مداه 
    • تزداد القدرة علي التذكر المباشر .. كما يكون تذكر الأشياء الموضوعة في سياق منظم أسهل من تذكر الأشياء الغامضة أو غير المرتبة . 
    • بالنسبة للتخيل .. تزداد ظاهرة اللعب التخيلي و أحلام اليقظة و يلاحظ في هذه الفترة قوة قدرة الطفل علي التخيل حتى أن خيال الطفل قد يطغي في بعض الأحيان علي الحقيقة .. 
    • التفكير في هذه المرحلة ذاتي و يتمركز حول ذات الطفل .. 
    النمو العقلي
    يكون النمو العقلي لطفل مرحلة ما قبل المدرسة جلياً شأن النمو العضوي والحركي خلال الرضاعة 0 وينمي الأولاد في تلك الفترة ما يدعى بالذكاء العام وتقيه الروائز المعيرة المشابهة لأدوات روز الأطفال الكبار والراشدين وتتكون في هذه المرحلة العمليات المعرفية المتنوعة كالادراك والذاكرة والتعلم وحل المشكلات واللغة 0 ويتسع إدراك الطفل للعالم ويتعمق بسبب اشتداد حدة قوته العقلية إذا ما قورن الأمر بذكاء الرضيع إننا سنتناول فيما تبقى من الفصل التغيرات الخارقة للقوى العقلية 0
    تقويم الذكاء :
    صممت روائز الذكاء في الأصل لأطفال ما قبل المدرسة وأطفال المدرسة فعكست أنماط القابليات التي يبديها هؤلاء الأطفال في التكيف للمواقف الجديدة وقد تضمنت بعض الروائز الفرعية في مقياس (( ستانفورد – بينه )) بعض القابليات التي يتوقع أن يمتلكها الأطفال بين السنتين الثانية والخامسة 0 وتهدف تلك الروائز إلى قياس التناسق الحركي الادراكي فيسأل الأولاد في اللوح ذي الثقوب الثلاثة وضع مربع ومثلث ودائرة كل في ثقبه المناسب ويسألون في رائز آخر بناء قلعة من المكعبات وتتطلب الروائز اللفظية من الصغار التعرف على الأشياء بالاسم 0 وتسألهم روائز أخرى التعرف على صور الأشياء العامة 0 ويدفع رائز آخر بعد فترة من الانتظار الأولاد لإيجاد شيء خبئ تحت واحد من ثلاثة أشياء الأمر الذي يجعله أداة لاختبار قدرة الصغار على التذكر 0
    افترض (( بينه )) لدى تصحيحه رائزه للذكاء أن الشخص يمكن أن يعد متوسطاً إن استطاع أداء ما يستطيع أبناء سنه أداءه 0 وهكذا صمم الرائز أصلاً ليكون مقياساً نفسياً ولم يصمم ليكون مقياساً عضوياً توضع بنود الروائز في مستويات خاصة من العمر طبقاً لعدد الأولاد في العينة التعبيرية الذين أصابوا إجابة كل بند ففي رائز بينه استطاع خمسون بالمائة من أبناء الثانية إصابة إجابة اللوحة ذات الثقوب الثلاثة وعجز أبناء السنة الأولى عن إصابة إجابة اللوحة المذكورة خلافاً لأبناء الثالثة الذين حققوا إصابة كاملة للمشكلة الأمر الذي دفع الباحث لعد الرائز معياراً للسنة الثانية 0
    هناك على العموم ستة روائز لكل مستوى سني والإجابة عن أي منها تكسب الطفل شهرين من المقابل الزمني وعادة يبدأ الفاحص بمستوى سني دون المستوى الذي يعتقد أن الطفل سيصيب إجابة كل بنوده وهذا ما يسمى بالعمر الأساسي فمثلاً يعطى ابن الرابعة روائز مستوى السنة الثالثة كلها 0 فإن أصاب إجابة كل بند من ذاك الرائز أعطي آلياً مقابلاً سنياً للسنوات السابقة كلها 0 ويستمر الروز حتى يفشل الطفل في بنود الرائز كلها لعمر معين وهو ما يسمى بالعمر السقف وتتكون نقطة الطفل من نقطة العمر الأساسي مضافاً إليها عدد الأشهر المكتسبة بعدها 0 وتشكل النقطة الكلية المكتسبة العمر العقلي للطفل 0
    لم يرق العمر العقلي الذي وضعه بينه للإشارة إلى المستوى العقلي للمبحوث الباحثين الآخرين فطلبوا أداة قياس يمكن التعبير فيها عن ذكاء الطفل في إطار ذكاء الآخرين 0 فقدم عالم النفس الألماني شتاينر مفهوم معامل الذكاء الذي حدد بالآتي :
    معامل الذكاء = العمر العقلي ( ع ع ) × 100
                      العمر الزمني ( ع ز )
    هبـ ، للإيضاح أن طفلاً بعمر زمني قدره أربع سنوات وشهران قد حصل على عمر عقلي بلغ خمس سنوات فيكون معامل ذكائه :
    م ذ =    60    × 100  =  120
               50
    ويبلغ معامل ذكاء طفل بعمر زمني قدره 7 سنوات و 6 اشهر وبعمر عقلي قدره 5 سنوات و 3 اشهر :
    م ذ =     63    × 100  = 70
                90
    إن متوسط معامل الذكاء الإحصائي للسكان في هذا النوع من القياس هو المائة 0 وتغدو النقط فوق المتوسط وتحته أقل تكراراً بمدى ابتعادها عن المتوسط 0
    عمد ( فكسلر ) إلى إيجاد طريقة لقياس الذكاء تختلف كلياً عن منهج بينه وذلك بالتخلي كلياً عن مفهوم العمر العقلي واستخدام مقياس نقطي للذكاء 0 وخلافاً لبينه الذي ينقط الشخص بالأشهر والسنين يعمد فكسلر إلى قياس مبحوثه بالنقط ثم يحولها لمعاملات ذكاء 0 تعطي روائز فكسلر للراشدين والأطفال بمن فيهم أطفال ما قبل المدرسة ثلاثة معاملات ذكاء : الأول لفظي والثاني عملي والثالث كلي 0
    يمكن لأمثلة من رائز فكسلر الحديث لأطفال ما قبل المدرسة أن تساعد على إيضاح القابليات التي تختبرها المقاييس العملية والنظرية 0 يقوم أحد الروائز النوعية على المعلومات العامة ويشمل أسئلة مثل ( كم إذناً لك ؟) ماذا يعيش في الماء ؟ ويتكون رائز لفظي آخر من المفردات التي يسأل الطفل عن تعريفها يبدأ الرائز بكلمة حذاء وسكين ثم ينتقل إلى المفردات الأكثر صعوبة مثل مجهر ومقامر ويسأل أحد الروائز العملية الأطفال عن المقوم الناقص لشيء مألوف مثل سن مشط مكسورة 0 ويتطلب رائز عملي ثان تصميم شكل باستخدام المكعبات 0 وتجدر افشارة هنا إلى أنه على الرغم من استخدام روائز بينه وفكسلر بنوداً وإجراءات روز وطرائق تنقيط متباينة فإنها تترابط فيما بينها بمقدار 0,75 وهذا أمر يدل على أن الرائزين يقيسان قدرة عامة أو ذكاء عاماً إضافة لقياسهما قابليات خاصة تتطلبها مختلف بنود الروائز العقلية 0 وإن نحن سألنا عن السبب الذي يجعل روز أطفال المدرسة وما قبلها أكثر صدقاً وثباتاً من روز الرضع وجدنا أن صغار الأطفال وخلافاً للرضع يمتلكون قابليات لفظية تسهل استجابتهم للتعليمات وإجابتهم عن البنود 0 ثم أن أولئك الأولاد أكثر اجتماعية وأقدر اتصالاً وأقل تركزاً حول اهتماماتهم الخاصة من أندادهم الرضع 0 لكن روز الأطفال يتطلب مهارة خارقة لأن على هؤلاء أن يشعروا بالراحة والرضى من الراشد كي يتمكنوا من إنجاز ما يطلب إليهم 0 وقد أشارت إحدى الدراسات إلى العلاقة بين شعور الطفل بالراحة وبين إنجازه في الرائز 0 وأكد الباحثون بأن واقعة فقر إنجاز الأطفال المحبطين في روائز الذكاء يرجع لعوامل دافعية مثبطة وليس لانخفاض القدرة العقلية 0 تشمل تلك العوامل الشك بالراشد الغريب وعدم الرغبة في أن يبدو المرء مصيباً لمجرد الصواب وركون المفحوص للرضى بمستويات تحصيل دنيا 0
    ولا بد من الإشارة إلى أنه لا يصح الاعتماد على معامل الذكاء وحده في تقويم الناشئة ومن المؤكد أن الذكاء المرتفع على الرغم من فائدته الكبرى في المدرسة والحياة وبالنسبة لمراحل النمو كافة غير كاف بحد ذاته ولا يضمن النجاح 0 فقد يكون معامل الذكاء مرتفعاً مع أن صاحبه فقير في السلوك الاجتماعي والخلقي وفي الكثير من المهارات وأنماط الفعل الضرورية لمواجهة متطلبات الحياة 0 وكما تؤكد ف0ايلغ و ل 0 أيمز فإن معامل الذكاء المرتفع لا يضمن مهارة الإنجاز الكاملة 0 ولا شك أن العمل المدرسي يتطلب أكثر من معامل ذكاء مرتفع من أجل التكيف المناسب مع المدرسة ومطالبيها ( أيلغ وايمز الترجمة العربية 1969ص287) من جهة ثانية تعرضت مقاييس الذكاء ونظرية القدرات العقلية بمجملها لهجوم عنيف من قبل بعض علماء النفس الذين تحدوا معنى روائز الذكاء وقيمتها 0 يدعي هؤلاء أن روائز الذكاء لا تقيس الذكاء الأصلي بل تقيس مجموعة محدودة من الكفاءات التي تتعلمها الطبقة المتوسطة وتشمل تلك الكفاءات المهارات اللفظية والاتجاه من التحصيل وأساليب وإجابة الرائز وغيرها 0 وبما أن تلك المهارات تكون مكتسبة وليست جزءاً من المعطى الأصلي للطفل فإن ابن الطبقة المتوسطة والعليا يكون في وضع محاباة وتحيز خلافاً لوضع ابن الطبقة الدنيا الذي يتصف وضعه إبان الروز العقلي بالتحيز الظالم 0 وهذا ما يفسر السبب الذي يجعل أبناء الطبقة المتوسطة يحصلون بانتظام على نقط أ{فع من نظيرتها لدى أبناء الطبقات الدنيا 0
    نمو الطفل الإنفعالي 
    يقضي الطفل فترة زمنية لا بأس بها من حياته في المدرسة، تبدأ من طفولته حتى سن المراهقة، ومن المعروف أن للبيئة المدرسية أثراً كبيراً في نمو الطفل فسيولوجيا، فإذا توافرت الشروط الجيدة للبيئة المدرسية كان نمو الطفل طبيعياً وجيداً. فصحة الطلاب جزء أساسي من صحة المجتمع، حيث ينبع اهتمام الصحة المدرسية بصحتهم وتأكيدها على تنفيذ البرامج التثقيفية والوقائية والعلاجية إلى عوامل عدة مهمة.
    كما يشكل الطلاب نسبة كبيرة من المجتمع فضلاً عن أن أجسامهم حساسة أكثر تجاه الأمراض المعدية، مع وجود أعداد كبيرة منهم في المدارس، ووجودهم خلال فترة الدراسة في مساحة محدودة يزيد من القابلية للعدوى وان غياب الطلاب عن المدارس في حالة إصابتهم بالأمراض المختلفة يؤدي إلى تدهور المستوى التعليمي العام، ومن المهم جداً والضروري أن يتلازم التعليم ويسير جنباً إلى جنب مع استقرار الصحة الجسمية والعقلية والنفسية للطلاب.
    انواع الخوف من المدرسة
    للخوف من المدرسة نوعان يكون أحدهما مرضي والثاني نفسي، فبالنسبة للخوف المرضي يكون بسبب ارتباط الطفل بأمه وتدليلها الشديد له يأتي بعدم رغبة الطفل للانفصال عن أمه وعدم الرغبة بالذهاب للمدرسة، ولإصرار والديه على ذهابه إلى المدرسة ولعدم متابعتهما له في أيامه الأولى تضطرب نفسية الطفل.
    طرق العدوى وأمراض الطلاب
    هدف منع انتشار الأمراض المعدية في البيئة المدرسية له عدة عوامل منها الاهتمام باللياقة البدنية للطلاب وكذلك الحالة الصحية للمباني المدرسية والعمل على إصلاحها باستمرار، مع وجوب التهوية الصحية، نظافة الحمامات وصنابير المياه والمياه ذاتها، وكما قيل الوقاية خير من العلاج.
    ..وللحافلات دور في الأمراض وعدم التركيز 
    هنالك بعض المدارس التي لا يوجد تكييف ضمن حافلاتها مما يزيد بأشهر الحر إصابات الإجهاد الحراري والإعياء، ويسبب قلة التركيز للمواد الدراسية لدى الأطفال ويصلون منازلهم منهكين وقد تؤثر هذه الحالة أيضا في طعامهم فأحيانا كثيرة تكون شهيتهم للطعام قد خفت. 
    تكيف الأطفال مع المدرسة
    ان الطفل الذي يدخل المدرسة لأول مرة قد يسبب له ذلك أزمة نفسية، خاصة الأطفال المرتبطين بأمهاتهم بصورة قوية للغاية تصل إلى حد الحالة المرضية، وتشجع للأسف الأم طفلها على هذا الارتباط بدلاً من أن تساعده على توسيع المجتمع الذي يعيش فيه تدريجياً، باعتبار أن الأم هي بيئة الطفل الوحيدة خلال الأعوام الثلاثة الأولى، ثم بعد ذلك تتسع دائرة بيئته لتشمل والده ثم أعمامه وجدته وأقاربه من الأطفال المماثلين له في العمر، ويقع على عاتق الأم هذه المهمة حتى تمهد لطفلها الانتقال إلى روضة أطفال وحضانة، ثم بعد ذلك المدرسة، وحتى لا يرتبط الطفل بها بعلاقة وطيدة يصعب كسرها في بداية الالتحاق بالمدرسة.
    واجبات الأهل تجاه الطفل
    يجب أن تخطط الأسرة الواعية لتدريب الطفل على البعد عن المنزل لبعض ساعات في اليوم في دور الحضانة تمهيدًا لدخوله المدرسة، وذلك لإتاحة الفرصة له للتعامل مع الآخر؛ لأنه أمر غاية في الأهمية. 
    إن واجب المدرسة إزالة الرهبة من الأطفال الجدد والقدامى من بداية العام الدراسي الجديد ولا بد أن يكون من خلال حفل استقبال لطيف يحبب المدرسة إلى نفوس الأطفال في الأيام الأولى، كما يحدث في أوروبا وأمريكا؛ حيث يقضي أولياء الأمور جزءاً كبيرًا من اليوم الأول مع أطفالهم في هذه الاحتفالات بالمدارس، كما يجب على هيئة التدريس في مدارس الأطفال الابتدائية أن يكون لديهم مهارة التعامل مع الأطفال، وتحبيب المدرسة إليهم في الأيام الأولى على وجه الخصوص، وتدريبهم على التعاون مع الآخرين واللعب معهم ومساعدة بعضهم البعض، فتخلق هنا صداقات جديدة.
    مشكلة الطفل مع المدرسة
    إن من أسباب عدم الذهاب إلى المدرسة معاندة الطفل للأب والأم؛ فيصر على عدم الذهاب إلى المدرسة ظناً منه بأنهم هم المستفيدون من ذهابه إليها، وفي هذه الحالة نبحث عن السبب داخل منزل الطفل ويمكن أن يكون السبب خلافات بين الأب والأم أو زواج الأب وهجر الأم، ويكون سلوك الطفل في هذه الحالة نوعاً من العدوانية ضد أبيه أو ضد الأم عندما تنشغل عنه وتهمله، كما أنه من الأسباب أيضاً أن الطفل قدراته ضعيفة، وربما الطالب لا يستطيع أن يُحصِّل أصدقاءه بالنتائج الجيدة فيتعرض للإحراج والإهانة من المدرس أمام التلاميذ ويضحك عليه زملاؤه، فهنا يقرر عدم الذهاب مطلقاً مرة أخرى، حيث هناك مدارس متعددة في دول الخليج وبعض الدول العربية لمن يعانون من تشتت الأفكار وعدم الانتباه أو المشاكل الأسرية، كل ذلك لو لم يتم التغلب عليه من الممكن أن يجعل الطفل عدوانياً تجاه الآخرين، لأنه يشعر بأنهم أحسن منه ويتولد لديه انعدام الثقة. 
    مفهوم النظافة
    لكل شخص مفهومه الخاص عن النظافة. على سبيل المثال، عندما تأمر الأم ابنها الصغير بأن يغسل يديه ووجهه، قد يعتقد ان وضع أصابعه تحت حنفية الماء وبلّ شفتيه يكفيان. لكن الأم تعرف أكثر منه. فتعيده إلى الحمام وتفرك يديه ووجهه بالماء والصابون رغم اعتراضاته القوية.
    طبعا، ليست مقاييس النظافة موحَّدة حول العالم لاختلاف البيئة والعادات، وتتفاوت مفاهيم النظافة التي ينشأ عليها الناس، حيث ساعدت البيئة المدرسية المتسمة بالنظافة والترتيب في بلدان عديدة التلاميذ على تنمية عادات جيدة للنظافة.
    مخالفة النظام المدرسي
    هناك بعض التجاوزات من الطلاب قد تحدث ويكون سببها على الأغلب ما ذكر في الفقرات السابقة وربما هذه المخالفات قد تتسبب بطرد الطالب من المدرسة ومنها
    1 - التخلف عن لقاء الصباح أو الإخلال بنظامه.
    2 - عدم التقيد بالزي المدرسي أو الرياضي المطلوب.
    3 - عدم الالتزام بالنظام والهدوء أثناء سير الدرس.
    4 - تعمد التأخير عن بداية الحصص أو التسرب من الحصص والخروج من المدرسة دون إذن أو تسلق سور المدرسة للخروج أو الدخول.
    5 - التفوه بألفاظ نابية على زملائه أو إتلاف ممتلكاتهم أو الاستيلاء عليها. 
    6 - إتلاف مرافق أو ممتلكات المدرسة مثل الأثاث أو المنشآت وأجهزة المختبرات أو المزروعات في الحدائق المدرسية والحافلات.. الخ.
    7 - إحضار مواد التدخين أو التدخين داخل المدرسة.
    8 - التشاجر داخل المدرسة أو أثناء دخول أو انصراف الطلاب.
    9 - إحضار الهاتف النقال إلى المدرسة.
    10 - إحضار أدوات حادة أو خطرة أو مفرقعات أو ما شابه ذلك
    11 - تشجيع التلاميذ على الامتناع أو الانقطاع عن الدراسة أو الخروج من المدرسة دون إذن من إدارة المدرسة.
    أولا :- مبدأ الاستمرار والتتابع :- 
    يعتبر النمو عملية متصلة متدرجة تتجه صوب هدف محدد هو النضج وهو يبدأ بالخلية المخصبة التي تكمل دورة نموها داخل بيئة الرحم على مدى تسعة اشهر لتخرج بعدها إلى بيئة أخرى ، وتأخذ دورة أخرى للنمو ورغم أن النمو عملية متصلة الحلقات مستمرة الحدوث بالنسبة للجانبين البنائي والوظيفي ورغم أن حياة الطفل تشكل وحدة واحدة إلا إن النمو يسير في مراحل يتميز كل منها بسمات وخصائص واضحة . 
    تقسيم مراحل النمو الحركي والعمر الزمني المتوقع لكل مرحلة
    العمر التقريبي بالسنوات مراحل النمو الحركي مراحل النمو
    5 اشهر – 1 سنة السلوك الانعكاسي سنوات المهد 
    الميلاد – 2 سنة القدرات الحركية الأولية سنوات المهد 
    2 – 7 سنوات القدرات الحركية الأساسية الطفولة المبكرة 
    7 – 10 سنوات القدرات الحركية العامة الطفولة المتوسطة 
    11-13 سنة القدرات الحركية الخاصة الطفولة المتأخرة 
    14 سنه فأكثر القدرات الحركية المتميزة المراهقة 
    هذا ، وتمثل مراحل النمو الحركي الست السابقة حلقات متصلة في سلم متعاقب الدرجات ، بحيث تعتمد كل مرحلة من تلك المراحل على التي سبقتها وتمهد الطريق إلى ظهور المرحلة التي تليها . 
    إن اكتساب الطفل للقدرات الحركية الأولية من حيث السيطرة والتحكم في اتزان الجسم ، ومن حيث الحركات الانتقالية مثل الزحف والحبو والمشي ، تمثل أساسا عاماً لاكتساب الطفل القدرات الأساسية مثل الجري أو الوثب أو الحجل ، كما إن امتلاك الطفل للقدرات الحركية الأساسية على نحو جيد يمهد السبيل إلى استخدامها كمهارات خاصة لنشاط رياضي معين . 

    مبدأ الانتقال من العام الى الخاص وبالعكس :- 
    يسير النمو الحركي من العام الى الخاص ومن المجمل الى المفصل ومن عدم التحديد الى التحديد ، فالطفل يحرك جسمه كله ليصل الى لعبته قبل ان يتعلم كيف يحرك يده فقط ليصل الى نفس اللعبة ، وهو يمسك الاشياء اولاً بكل يده ثم يستطيع بعد ذلك ان يمسك بأصابعه ثم ببعض اصابعه ، وبينما يلاحظ ان الطفل في عمر 2-3 سنوات يحمل جسمه كله عندما يرمي بالكرة الى الامام نجده عند الرابعه يتمكن من رمي الكرة بذراعه فقط . وفي الوقت نفسه لا يقتصر النمو الحركي على ظهور الاستجابات المتخصصة او الجزئية من خلال السلوك العام او غير المميز كما سبق ان اوضحنا بل ان هناك عملية اخرى مكملة هي تكوين وحدات اكبر او اعم من تلك الاستجابات الجزئية او المتخصصة فعلى سبيل المثال فان حركة المشي تمثل حركة كلية ، ولكن لا يتمكن الطفل من ادائها قبل ان يتمكن من اداء العديد من الحركات الجزئية مثل حركات الرجلين وحركات الذراعين والتحكم في اتزان الجسم سواء من وضع الجلوس او الوقوف . 
    وبأختصار فان النمو الحركي يسير في خطين متكاملين من العام غير المتميز الى الخاص المميز ، او من كل غير المتخصص الى الجزء المتخصص ثم مرة اخرى من مجموع جزئيات اخص الى كليات اعم ، او من مجموعة حركات متخصصة الى مهارات كلية اكبر واكثر تعقيداً . 

    مبدأ الفروق الفردية :- 
    بالرغم من ان الاطفال يخضعون في اطوار نموهم البدني والحركي لتتابع منتظم وتأتلف مظاهره في سلم متعاقب الدرجات ، بحيث قد لا تتقدم فيه خطوة عن اخرى ، الا انهم يختلفون فيما بينهم من حيث سرعة النمو كمّا وكيفاً واذا كانت نتائج الدراسات الخاصة بتطور النمو البدني والحركي تعتمد على وصف الطفل المتوسط في سن معينة فأنه ليس من الضروري ان تنطبق هذه الخصائص للطفل المتوسط على كل كفل من نفس العمر بل يلاحظ ان هناك اطفالاً عاديين في نموهم ينتشرون حول الدرجة المتوسطة وهم يمثلون الاغلبية وان هناك اطفالاً يوجدون في الاطراف سواء بالزيادة او النقصان وهم قلة . 
    لقد اظهرت نتائج دراسات مظاهر النمو عند الاطفال خلال الفترة العمرية من الميلاد حتى الثامنه عشرة وجود فروق فردية كبيرة في نمو كل مظهر منها ، ومن ذلك على سبيل المثال ان اخف الاولاد الذكور وزنا في عمر ذ8 سنه يعادل اثقل الاطفال وزناً في عمر 8 سنوات وان اخف الاطفال وزناً في عمر 8 سنوات يكاد لا يزيد على اثقل طفل في عمر سنتين وبالرغم ان هذه الحالات متطرفه الا انها تعكس مدى الفروق الفردية القائمة ، واهمية عدم الاعتماد على العمر الزمني لقياس كل مظاهر النمو او الاعتماد عليه فقط في تصنيف الاطفال خلال ممارسات الانشطة البدنية والحركية .

    القدرات العقلية :

    القدرة المركزية
    معظم الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة ومرحلة المدرسة الابتدائية يظهرون ضعفاً في التركيز والانتباه يتضح في بعض المواقف، خاصة إذا كانوا ينجزون عملاً لا يحظى باهتمامهم. هذا لا يعني بالضرورة أن هناك خطأ ما، فالأطفال بطبيعتهم نشطاء وفضوليون وفي بعض الأحوال مندفعون. وقد يعاني الأطفال من صعوبة التركيز لأسباب عديدة. فقد لا يشعرون بالارتباط بالمدرسة سواء لأن المواد الدراسية بالغة الصعوبة أو بالغة السهولة بالنسبة لهم. كما قد تكون مهاراتهم اللغوية ضعيفة أو يعانون من ضعف في السمع أو الإبصار. وقد يكونوا محبطين. وهناك فئة قليلة من الأطفال يمكن تشخيص حالتهم باضطراب نقص الانتباه والحركة المفرطة (ADHD) لو أن مشاكل نقص الانتباه لديهم شديدة وتتعارض مع حياتهم اليومية العادية. وبإمكان كل من أولياء الأمور والمدرسين اللجوء إلى العديد من التكتيكات لمساعدة الأطفال على الانتباه. 
    وتفيد تلك التكتيكات كلا من الأطفال ذوي الحركة المفرطة في الحدود الطبيعية أو الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والحركة المفرطة. كل الأطفال الصغار الطبيعيين يتسمون بالنشاط وحب الاكتشاف واللهو والاندفاع وعادة لا ينكبون على مهمة محددة أو نشاط معين سوى لفترة قصيرة من الزمن، فقدرتهم على الانتباه تعتمد إلى حد كبير على ما يفعلونه. 
    فالطفل الصغير عادة ما يستطيع التركيز في مشاهدة برنامج تليفزيوني محبب لمدة أطول من التي يقضيها في محاولة قراءة قصة مملة. الأطفال يتمتعون بالفعل بقدرة هائلة على التركيز من عمر مبكر جداً، وقد يحسد الراشدون الطفل الصغير الذي لا يتعدى عمره عدة أيام على قدرته على التركيز في الرضاعة سواء الطبيعية أو من الزجاجة. ولكن مع دخول الأطفال مرحلة المشي، ثم الطفولة المبكرة يتوقع منهم الكبار قدرة على التركيز على مجال واسع ولفترات طويلة. وبعض الآباء لديهم توقعات عالية وغير واقعية بخصوص قدرة الطفل الطبيعي الذي يبلغ من العمر أربع أو خمس سنوات على الجلوس ساكناً والتركيز في مهمة واحدة لمدة طويلة، ويزداد الأمر صعوبة لو أن تلك المهمة لا تحظى باهتمام الطفل. 
    قدرة الأطفال على التركيز تستمر في التطور طوال فترة الطفولة ولكن هناك اختلافات بين الأطفال في المدة التي يستطيعون الاستغراق فيها في بعض المهام مثل الرسم أو السير خلف الآباء في السوبر ماركت أو الجلوس في الفصل الدراسي والاستماع إلى قصة ما أو إنجاز واجباتهم المدرسية بمفردهم. فبعض الأطفال يستطيعون المثابرة على المهام التي تطلب منهم داخل حجرة الدراسة والبعض الآخر لا يتمتع بالصبر اللازم لإنجاز ذلك. 
    قدرة الطفل على التركيز تعتمد جزئياً على مزاجه الخاص، كما تعتمد أيضاً على تنشئته. على سبيل المثال إذا ما كان الطفل يتلقى المديح والمكافأة عادة على تركيزه وتوضيح وتأكيد الوالدين على الحدود المقبولة والحدود المرفوضة لسلوكه.)

    مفهوم القدرة الابتكارية:
    هناك تباين واضح في وجهات نظر الباحثين حول موضوع الابتكار،فمنهم من يرى انه قدرة عقلية،ومنهم من ينظر اليه على انه قدرة عامة مكونة من قدرات بسيطة تنتظم فيما بينها لتكون القدرة الابتكارية العامة،والبعض الآخر يعتبره عملية نفسية.
    وفي هذا الاطار،يرى العالم"هوبكنز" ان الابتكار هو الذات في استجابتها عندما تستثار بعمق وبصورة فعلية".إلا ان هذا الرأي ،يطرح مشكلة الاستجابة لمؤثرات البيئة الخارجية، لكنه يجعل الذات مركزا للفاعلية،ويهمل تأثير هذه الذات فيما حولها.وبالإضافة الى ذلك،فانه لم يشر الى تكوين القدرة الابتكارية،أي انه لم يحدد ما اذا كانت قدرة عقلية او قدرة نفسية،مما يعبر عن نقص في هذا المفهوم.لكن العالم"جيلفورد" يجد حلا لهذه المشكلة،حيث يرى أنها تنظيمات لعدد من القدرات المتداخلة فيما بينها.
    أما "لالانـد" فيرى ان الابتكار يرتكز على انتاج أشياء جديدة حتى وان كانت عناصرها موجودة من قبل،كابتكار عمل من أعمال الفن،او غيرها من الأعمال التي تتسم بالجدية.أما الاختراع فهو يعد من الجوانب الابتكارية غير انه يعتمد على الانتاج المركب وهو ادماج جديد لوسائل من أجل الوصول الى هدف معين،والاختراع هو عكس الاكتشاف الذي يطلق عليه اكتساب معرفة جديدة لأشياء كان لها وجود سابق،كاكتشاف "كريستوفر كولومبس" لأمريكا(مثلا)،وهذا الاكتشاف لم ينتج أمريكا،وانما أكتشفها فقط.وباختصار فان العالم"لالاند" أشار الى ان الإبداع او الابتكار"هو إنتاج شيء ما على ان يكون شيئاً جديدا في صياغته،وان كانت عناصره موجودة من قبل كإبداع عمل من أعمال الفن او التخيل الإبداعي.."
    أما الاختراع الذي هو أحد جوانب الإبداع،"فهو إنتاج مركب جديد من الأفكار او هو بوجه خاص إدماج لوسائل من أجل غاية معينة..والاختراع بهذا المفهوم هو عكس الاكتشاف الذي لا يطلق إلا علا اكتساب معرفة جديدة لأشياء كان لها وجود من قبل سواء كان هذا الوجود ماديا او كان نتيجة لمعلومات سبق وجودها.."
    ويعتبر"بول تورانس" ان الابتكار هو"عملية يصبح فيها الفرد أكثر حساسية للمشكلات وأوجه النقص،وفجوات المعرفة الناقصة وعدم الانسجام وغير ذلك،فيحدد فيها الصعوبة،ويبحث عن الحلول،ثم يقوم بوضع تخمينات،وصياغة الفروض من النقائص،ثم يختبر هذه الفروض ويعيد اختبارها،ثم يقدم نتائجه في نهاية الأمر"
    والقدرة العددية
    Numerical يمكن تعريفها بانها نشاط عقلي وتمتاز السرعة ودقة إجراءات العمليات الحسابية الرئيسية البسيطة اذ تشمل؛العامل الحسابي اي القدرة على استنتاج الحسابي لمسائل عددية بسيطةوعامل الجبروهو القدرة على استخدام أو تعويض الرموز بدل الأرقام واكتشاف الرموز المقابلة لهاوكذلك عامل الهندسةالذي يعني القدرة على إدراك العلاقات المختلفة بين الأشكال وحركاتها والمجسمات.
    التذكر :الذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو وتتطور، وتتصف ذاكرة الطفل في السادسة بانها آلية. معنى ذلك ان تذكر الطفل لا يعتمد على فهم المعنى وانما على التقيد بحرفية الكلمات. وتتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية (العقلية) التي تعتمد على الفهم. ان التذكر المعنوي لايتقيد بالكلمات وانما بالمعنى والفكرة، وبفضله يزداد حجم مادة التذكر ليصل الى 5 ـ 8 اصناف. كما ان الرسوخ يزداد وكذلك الدقة في الاسترجاع. ويساعد على نمو الذاكرة المعنوية نضج الطفل العقلي وقدرته على ادراك العلاقة بين عناصر الخبرة وتنظيمها وفهمها. يتطور التذكر من الشكل العضوي الى الارادي. ان الطفل في بداية المرحلة يعجز عن استدعاء الذكريات بصورة ارادية وتوجيهها والسيطرة عليها ويبدو هذا واضحا في اجابته على الاسئلة المطروحة عليه اذ نجده يسترجع فيضا من الخبرات التي لاترتبط بالسؤال. وتدريجيا يصبح قادرا في اواخر المرحلة على التذكر الارادي القائم على استدعاء الذكريات المناسبة للظروف الراهنة واصطفاء مايناسب الموقف. ذاكرة الطفل وذاكرة الطفل ذات طبيعة حسية مشخصة في البداية.. فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له بصورة مشخصة ومحسوسة وعلى شكل اشياء واقعية فلو عرضنا امام الطفل اشياء وصورا مشخصة وكلمات مجردة، وطلبنا منه بعد عرضها مباشرة ان يذكر ماحفظه منها، لوجدناه يذكر الاشياء والصور والاسماء المشخصة اكثر من تذكره للاعداد والكلمات المجردة ولهذا السبب يستطيع طفل المدرسة الابتدائية (لاسيما السنوات الاربع الاول) الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس. ولذلك ينصح باعتماد طرق التدريس في تلك الصفوف بوجه خاص على استخدام الوسائل الحسية والممارسة العملية المشخصة للوصول الى خبرات واضحة اكثر ثباتا في الذهن.

    القدرات العقلية..وعلاقتها الجدلية بالتحصيل العلمي
    يحظى موضوع القدرة الابتكارية والتفكير العلمي والموهبة باهتمام كبير من قبل العلماء والمتخصصين في علم النفس والتربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي،والدليل على ذلك،الزيادة المطردة في عدد البحوث والدراسات التي تنشر في مختلف بلدان العالم،مما يبرز مدى الاهتمام المتزايد بالقدرة الابتكارية من قبل الباحثين السيكولوجيين والمربين.
    ويرجع هذا الاهتمام المتزايد الى التطورات الحديثة الي يشهدها علم النفس،وعلوم التربية من جهة،والتقدم العلمي والتكنولوجي من جهة أخرى،بالإضافة الى توجه العلماء الى دراسة الابتكار كقدرة عقلية نامية،يمكن تربيتها منذ السنوات المبكرة من حياة الفرد،وذلك بالكشف عنها بواسطة اختبارات،وطرق علمية تساعد على انتقاء الأفراد الذين يتميزون بهذه القدرة لتوفير المناخ البيئي والتربوي المناسب لنموها نموا سليما.
    ولا شك ان الاهتمام بالمبتكرين والقدرات الابتكارية له ما يبرره،ذلك انه من مقومات الحضارة الإنسانية،إذ ان الحضارات وجدت بالعقول المبتكرة،وبقيت صامدة في وجه الأحداث بما تحتويه من مبتكرات أبنائها مثل، الحضارة اليونانية،والحضارة الصينية وغيرها من الحضارات،مما يعني ان الأمم ترقى وتزدهر بما لديها من عقول نيرة مبتكرة.ومن هنا نجد المربين اليوم يولون اهتماما بالغا بالمبتكرين،ومحاولة البحث عنهم،وتخصيص لهم الأقسام الخاصة بهذا بغرض تربيتهم تربية تتوافق مع قدراتهم الابتكارية(1).
    لقد بدأت مجتمعات العالم الثالث تتفطن في السنوات الأخيرة الى أهمية العقول المبتكرة في بناء الحضارة،وتقليص الهوة التي تفصلها عن المجتمعات المتطورة،فخصصت لذلك الأموال الطائلة،وبدأت تغير أنظمتها التربوية وتوجيهها وجهة تتوافق مع أهدافها ومطامحها لتحقيق الغايات المنشودة،إيمانا منها بأهمية عنصر التجديد في الحضارة،وهو ما يعني الإيمان بأهمية التربية في بناء وتجديد الحضارة، حيث ان عنصر التجديد هو من أهم مقوماتها.
    والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها،ان الحضارة اذا فقدت عنصر التجديد لسبب ما،فإنها تصبح مهددة بالركود،ثم الانحطاط..وإذا كان للإصلاح عـدة أغراض،فان من أهمها،شحذ عبقرية الأمة ودفعها الى الإبداع والتجديد انطلاقا من خدمة التراث الأصيل.فالاكتشاف لمجاهل الكون،هو إثراء للمعرفة وللمنظومة التربوية بحكم موقعها كالعمود الفقري في كيان الأمة الحضاري الشامل والمتكامل،والتي تحتاج الى الإصلاح لتساهم بدورها في عملية التغيير المنشود.فالتربية هي من أهم وسائل الرقي الحضاري والازدهار الثقافي(2).وبذلك يمكن القول ان الحضارة اذا خلت من عنصر التجديد،فإنها تفقد حيويتها ونموها.
    وإذا كانت المدرسة في مرحلتيها الأولى والمتوسطة،تمثل حلا بديلا للمشكلة التربوية،فان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاتجاه هو، الى أي حـد تساهم المدرسة في تنمية قدرات ومواهب وآراء الأفراد المتعلمين وخاصة فيما يتعلق بالقدرة على التفكير الابتكاري التي تعد من أهم القدرات العقلية التي تجعل الفرد يساهم في عملية البناء الحضاري؟،ذلك باعتبار ان الأمم اليوم ترقى وتزدهر بما لديها من عقول مبتكرة ومجددة.
    والحقيقة أن الإجابة على هذا التساؤل المطروح،تتطلب دراسة علمية،تكشف عن مدى العلاقة القائمة بين ما يحصله الفرد المتعلم في هذا النظام التربوي وقدرته الابتكارية،فضلا عن تكوينه في الجوانب الأخرى من شخصيته،ذلك ان شخصية الإنسان تبقى وحدة متكاملة غير قابلة للتجزئة.
    مفهوم القدرة العقلية:
    لا شك ان مفهوم القدرة العقلية،يعد مصطلحا حديث الظهور(نسبيا)،فقد نشأ هذا المفهوم في ميدان علم النفس التطبيقي(3)،وكان في نهاية القرن التاسع عشر متصلا بالدراسات التجريبية،وفي بداية القرن العشرين،ظهر في فرنسا مرتبطا بقياس الذكاء في أبحاث العالم"الفرد بينه" ثم تطور على يد العالم الانجليزي"تشارلز سبيرمان" الذي رفض مصطلح"الذكاء"لأنه يحمل الكثير من المعاني، وقام باستبداله بمصطلح"العامل العام" الذي يعبر عن الطاقة العقلية العامة التي تهيمن على جميع النشاطات العقلية الأخرى،وذلك حسب مقتضيات نظريته المعروفة بـ"نظرية العاملين"(4).
    ويتفق معظم علماء النفس على التعريف الاجرائي للقدرة العقلية،باعتبار انه ما ينتج عن الأداء العقلي،كالقدرة العديدية،والقدرة الابتكارية،حيث يرى العالم"فيري وارن" ومعه"بينجهام" ان القدرة العقلية هي"القوة على أداء الاستجابة،وتشتمل على المهارات الحركية،كما تشتمل على حل المشاكل العقلية"(5).وهو ما يعني التخلص من المفهوم الفلسفي للقدرة العقلية،واعتبار الاستجابة موقفا مشخصا لهذه القدرة من حيث ان الاستجابة لا يقوى عليها الفرد إلا بفضل هذه القوة الواعية.
    كما اعتبر العالمان المذكوران،ان الاستجابة لا تخلو من هذه القدرة او القوة التي تتجلى فيها القدرة العقلية.والواقع انه اذا كنا لا نجهل أهمية الوعي في سلوك الفرد الاصطفائي،فإننا لا نستطيع اعتبار ان كل الاستجابات هي استجابات واعية، والسبب في تبني هذه الرؤية يعود الى ان الرجلين(وارن_وبينجهام) كانا ينتميان للمدرسة السلوكية التي بنيت نظريتها النفسية على عاملي المنبه(المثير) والاستجابة.
    أما العالم"ثرستون" فيرى ان القدرة العقلية هي صفة يحددها سلوك الفرد،أي بمعنى أنها صفة تتحدد بما يمكن ان يؤديه الفرد او ما يقوم به"(6).فهي(القدرة العقلية) صفة تظهر نتيجة لأداء معين،وبهذا فإنها تمثل سلوكا ظاهريا يمكن ملاحظته وبالتالي قياسه.
    وجاء ضمن تعريفات معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية على لسان مؤلفه د. احمد زكي بدوي التعريف التالي:" القدرة العقلية تعني مقدرة الفرد العقلية على إنجاز عمل ما او التكيف في العمل بنجاح..وهي تتحقق بأفعال حسية او ذهنية،وقد تكون فطرية او مكتسبة(عن طريق التعلم)،كما ان هناك قدرات عامة،وهي تمثل عامل مشترك بدرجات متفاوتة مع جميع القدرات الخاصة او مع مجموعة منها"(7).
    ويتضح من خلال التعاريف السالفة الذكر للقدرة العقلية،ان هناك اختلافا بين الباحثين في تحديدهم لهذا المصطلح،فبعضهم لا يفرق بينه وبين الاستعداد،والبعض الآخر يربطه بالتصنيف وان هذه الاختلافات ترتبط باتجاه الباحث ومنهجه في البحث.فتعريف العالم فيليب فرنون(القدرة العقلية تعني وجود طائفة من الأداء الذي يرتبط بعضه ارتباطا عاليا،ويتمايز الى حد ما كالطائفة مع غيره من التجمعات الأخرى للأداء،أي ارتباطه بالطوائف الأخرى) يلاحظ انه مرتبط ارتباطا وثيقا بنظريته في البنية العقلية المتمثلة في نظرية"التنظيم الهرمي" التي تقول بالذكاء العام..فالعوامل الطائفية الكبرى تليها العوامل الطائفية الصغرى..الخ.
    وتتلاقى التعاريف السابقة،على ان القدرة العقلية ترتبط بالأداء،غير ان البعض منها قد وقع في الخلط بين الاستعداد والقدرة،وهو ما يعني انه لا فرق بين الاستعداد والقدرة إذا كان المقصود بالتدريب عملية (التعليم) بمعناها الواسع،وبالتالي تفاعل الفرد مع بيئته.أما قبل التدريب، فان القدرة العقلية تبقى مجرد استعداد يميل الى الجانب الفطري،وبهذا يظهر الفرق بين القدرة والاستعداد.
    ومن جانبه قدم الباحث فؤاد البهي السيد حلا لهذه الإشكالية،حين اعتبر ان الأداء العقلي "هو القدرة العقلية،والأداء المزاجي..وان الانفعال هو سمة الشخصية،والأداء الحركي هو المهارة اليدوية"
    الملكـة العقلية..وكيفية تنميتها:
    الملكة العقلية هي قوة عقلية او فكرية او شعورية او إرادية،تعتمد أساسا لتفسير الظواهر العقلية،وكان ينظر لها في السابق على أنها إحدى قوى العقل البشري كالذكاء او الإرادة.وتفسر عن طريق عملها وتفاعلها مع جميع الظواهر العقلية،إلا ان علماء النفس عدلوا عن هذا الرأي.
    وقد بنيت هذه النظرية بالأساس على التأملات الفلسفية منذ أيام ارسطو،بالإضافة الى التفسيرات الفرضية التي كانت تقسم الدماغ تشريحيا ووظيفيا الى أقسام منفصلة يسفر كل منها عن إحدى نواحي النشاط العقلي كملكة التذكر،وملكة الانتباه،وملكة التخيل وغيرها من الملكات الأخرى(9).ونتيجة لهذا المفهوم او التفسير للعقل البشري،ظهرت نظرية"التدريب الشكلي" التي ترى انه من أجل تنمية ملكة من الملكات يجب توافر الشروط الضرورية لتدريبها، وكان هذا التدريب يعتمد على المواد الدراسية،حيث انه من أجل تكوين ملكة التذكر(مثلا) ينبغي اختيار المواد الدراسية التي تنمي هذه الملكة،كالمحفوظات وغيرها من المواد التي تعتمد على الحفظ،وكذلك لتنمية ملكة التفكير لا بد من تدريس مادة الرياضيات،ويجب ان يكون المنهج الدراسي حسب نوعية الملكات المراد تدريبها وتنميتها لدى الفرد المتعلم.أما دوافعه واهتماماته،فم يكن لها اعتبار،ولذلك برز منهج المواد الدراسية المنفصلة في التربية والتعليم انطلاقا من اعتبار ان كل ملكة منفصلة عن الأخرى.وبالتالي كانت المواد الدراسية منفصلة أيضا عن بعضها البعض كالرياضيات،والقراءة، والمحفوظات،والعلوم..الخ.
    لقد ارتكزت هذه النظرية على فروض منطقية من حيث التناسق والبناء، التي يمكن حصرها في النقاط التالية:
    ان السلوك يتأثر بمجموعة من الملكات العقلية المستقلة عن بعضها البعض،كالتفكير والادراك والتذكر ..الخ.
    ان الملكات العقلية يمكن تنميتها من خلال تدريبها على أنواع معينة من التمارين. 
    ج- ان أثر التدريب الخاص بالملكات العقلية،ينتقل الى كل نواحي الحياة المتعلقة بكل ملكة على حدة.
    د- هناك ضرورة لوضع مناهج لتدريب الملكات العقلية في أوساط الطلاب دون النظر لرغباتهم واهتماماتهم،مثل ان دراسة المنطق والرياضيات ينمي القدرة على التفكير،وان دراسة اللغويات ينمي أيضا القدرة على التذكر.أما دراسة العلوم التجريبية،فانه ينمي القدرة على الملاحظة.
    لكن هذه النظرية واجهت انتقادات كثيرة،حيث أثبتت الأبحاث العلمية التي اجريت في موضوع القدرات العقلية،بطلان هذه النظرية،وخاصة بعد ظهور منهج التحليل العاملي الذي يعتمد على تحليل مصفوفات معاملات الارتباط.وتتمثل الحقائق العلمية التي أثبتت بطلان نظرية الملكات العقلية،والتي أدرجها الباحث فؤاد البهي السيد في كتابه(القدرة العددية) في النقاط التالية:
    ـ وجود تداخل بين النشاطات العقلية،وعدم انفصالها عن بعضها-كما تدعي النظرية المشار اليها- حيث انه اذا سلمنا(جدلا) باستقلالية الملكات وانفصالها عن بعضها البعض،فانه ينبغي ان يكون معامل الارتباط بين كل اختبار وآخر يقيسان ملكتين مختلفتين مساويا للصفر..لكن الدراسات الحديثة في القياس العقلي ترى انه لا يوجد معامل ارتباط مساويا للصفر بين اختبارين يقيسان جانبين عقليين مختلفين،بل يكون دائما ارتباطا جزئيا.
    ـ ان أي اختبار لقياس ملكة كالتذكر(مثلا) ينبغي ان يكون له صدق مضمون،بحيث لا يقيس إلا ملكة التذكر فقط،لكن الدراسات في القياس العقلي،ترى انه مهما كانت درجة صدق الاختبار عالية،فانه يقيس نواحي متداخلة.
    ـ ان الملكات العقلية تعتمد على الاختبارات البسيطة التي تقيس فقط الجانب الذي صمم من أجله،بينما تعتمد عملية قياس القدرة على الاختبارات البسيطة والمعقدة معا،ولهذا فان مفهوم القدرة العقلية هو أعم من مفهوم الملكة العقلية،واذا كانت الملكات العقلية تميل الى تجزئة النشاط العقلي،فان مفهوم القدرة العقلية يميل الى التجميع،وهو بهذا يتفق ويتلاقى مع الإيجاز العلمي.
    التحليل العاملي ..والقدرة العقلية:
    نشأ التحليل العاملي في الدراسات النفسية على يد العالم الانجليزي "شارلز سيبرمان" وكثيرا ما يخلط بعض الباحثين السيكولوجيين بين العامل والقدرة،فالعامل-كنتيجة لتحليل مصفوفة معاملات الارتباط-ليس سوى تصنيف إحصائي موجز للمتغيرات والاختبارات التي تدخل في مصفوفة معاملات الارتباط.وهو عبر هذا المعنى،عبارة عن تركيب يصل اليه الباحث نتيجة التحليل العاملي لعلاقات الترابط بين عدد من المتغيرات المتعلقة بإحدى الظواهر(11).والعامل بهذا المعنى، هو أعم من القدرة،لأنه مجرد تركيب للعلاقات الترابطية بين الاختبارات التي تقيس جوانب مختلفة من الظواهر النفسية.

    مكونات القدرة:
    تتكون القدرة العقلية من المكونات التالية
    الطلاقـة: وهي تعني-كما عرفها جليفورد- صدور الأفكار بسهولة على شكل سيل من الأفكار التي تصدر بسهولة سواء كانت طلاقة فكرية او لفظية او غيرها"وهي أيضا-كما يرى الباحث حلمي المليجي-"سيل غير عادي من الأفكار المترابطة يبدو فيها وكأن العقل المبتكر كما لو كان يطلق طلقات من الأفكار الجديدة.."(15). 
    وأشار المليجي في سياق توضيحه لمفهوم الطلاقة،الى أنماطها الثلاثة وهي :الطلاقة الفكرية ،وتعني وحدات فكرية،والطلاقة الارتباطية،وهي سرعة توليد معان تعبر عن علاقات،واخيرا،الطلاقة التعبيرية،وتعني حديث متصل.
    ويرى العالم"جيلفورد" الذي قام بدراسة تجريبية حول عامل الطلاقة،انه يتكون من العوامل التالية:
    طلاقة الكلمات،وتعنى إدماج حروف في كلمات بسرعة. 
    طلاقة التداعي،وتعني إنتاج كلمات محددة وذات معنى بسرعة. 
    طلاقة الأفكار،وتعني سرعة إيراد أفكار في أخذ المواقف. 
    الطلاقة التعبيرية،وتعني على التعبير عن الأفكار. 
    ويرى جليفورد" الذي قام باكتشاف العوامل الأربعة السالفة الذكر في معمله باستخدام التحليل العاملي، ان تمييز عامل الطلاقة التعبيرية عن عامل طلاقة الأفكار،يدل على ان القدرة على إيجاد أفكار تختلف عن القدرة على صياغة هذه الأفكار في كلمات(16).مقدما مفهومه للطلاقة بالقول:"..ان الأطفال الذين ينالون علامات عليا في التفكير المبدع،كانوا يعطون عددا أكبر من الأفكار،وينتجون المزيد من الأفكار الأصيلة،كما كانوا يعطون المزيد من التفسيرات عن عمل الألعاب العلمية غير المألوفة.." 

    مفهوم التحصيل الدراسي:
    التحصيل الدراسي يتمثل في المعرفة التي يحصل عليها الفرد من خلال برنامج او منهج مدرسي قصد تكيفه مع الوسط والعمل المدرسي(23).ويقتصر هذا المفهوم على ما يحصل عليه الفرد المتعلم من معلومات وفق برنامج معد يهدف الى جعل المتعلم أكثر تكيفا مع الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه،بالإضافة الى إعداده للتكيف مع الوسط المدرسي بصورة عامة.
    ويرى"جابلن" ان التحصيل "هو مستوى محدد من الأداء او الكفاءة في العمل الدراسي،كما يقيم من قبل المعلمين او عن طريق الاختبارات المقننة او كليهما معا"(24).ويركز هذا المفهوم للتحصيل الدراسي على جانبين،الأول على مستوى الأداء او الكفاءة،والثاني، على طريقة التقييم، التي يقوم بها المعلم،وهي عادة عملية غير مقننة،وتخضع للمشكلة الذاتية،أو عن طريق اختبارات مقننة موضوعية.
    ويحدد الباحث"سيد خيرالله" في مؤلفه(بحوث نفسية وتربوية) مفهوم التحصيل الدراسي تحديدا إجرائيا حيث يرى ان التحصيل" يعني التحصيل الدراسي،كما يقاس بالاختبارات التحصيلية المعمول بها بالمدارس في امتحانات شهادة المرحلة الأولى(المرحلة الابتدائية) في نهاية العام الدراسي،وهو ما يعبر عنه المجموع العام لدرجات التلميذ في جميع المواد الدراسية.."(25).ويلاحظ ان هذا المفهوم يربط بين التحصيل والاختبارات التي تستعمل لقياس المحصلة النهائية لمجموعة المعارف والمهارات والتي تتمثل في المجموع العام لدرجات التلميذ في نهاية السنة الدراسية.
    وفي السياق ذاته،يرى الباحث"ابراهيم عبد المحسن الكناني" ان التحصيل الدراسي هو"كل أداء يقوم به الطالب في الموضوعات المدرسية المختلفة،والذي يمكن إخضاعه للقياس عن طريق درجات اختبار او تقديرات المدرسين او كليهما معا.."(26).ويبدو ان هذا التعريف أكثر إجرائية من التعريفات السالفة الذكر،بيد انه لم يحدد نوعية الاختبارات من حيث أنها مقننة او غير مقننة،ناهيك ان اشتراطه إخضاع أنماط الأداء للقياس بصفة عامة،يتطلب منه تحديدا إجرائيا لها(الأداء الحركي،والفكري،والاسترجاعي ..الخ).
    بـ-القدرة المكانية
    اما القدرة المكانية: sptial abilityفهي النشاط العقلي المعرفي يتميز بالتصور البصري بحركة الأشكال المنظمة والمجسمةوالتي تعتمد على عاملين مهمين هما؛عامل التصور المكاني اي القدرة على تناول دوران وتحويل مثير مقدم على شكل صورة وعامل التوجيه المكاني:
    هو القدرة على إدراك وتركيب العناصر ضمن مثير او نموذج مرئي والقدرة على الحكم مهما تغيرت الهيئة المكانية للمثير.
    تنمية المهارات الحركية
    والمهارات الحركية الكبرى للطفل هي تلك التي تؤهله للمشي. ويترتب عليها مهارات عديده مثل صعود الدرج والقفز والركض وركوب الدراجة وما الى ذلك.ولتنمية هذه المهارات عند من يتأخر عنده الوصول إليها في الوقت الطبيعي، فقد ينصح الطبيب بتمارين من العلاج الطبيعي.
    العلاج الطبيعي
    يقصد بالعلاج الطبيعي العلاج من دون استخدام العقاقير أوالتدخل الجراحي . ويعتمد على التمارين والحركات المتتالية التي قد يستخدم فيها أدوات للمساعدة بهدف الوصول لتمكين الجسم من القيام بمهارة معينة. وتنقسم تمارين العلاج الطبيعي إلى قسمين أساسيين.
    1- تمارين المرونة
    وتستخدم غالبا للأطفال المصابين بالشلل الدماغي وذلك نتيجة لقلة حركتهم مما يؤدي مع مرور الوقت لتشوه والتواء في المفاصل والعظام نتيجة لزيادة شدة التوتر (التيبس) العضلي المستمر. وهذه التشوهات تعيق من تمريض الطفل ونقلة وقد تؤدي إلى الألم خاصة بعد حدوث خلع لتلك المفاصل الذي يتطور مع مرور الوقت وبما أن بعض المصابين بالشلل الدماغي يتحسنون مع مرور الوقت مما يمكنهم من الجلوس والوقوف وإن تأخروا في ذلك. مما يحفظ لهم سلامة المفاصل وأوتار العضلات والعظام وتفادي تشوهها . فلا تعيق اكتساب المهارات الحركيه..ويفيد اداء تمارين المرونة يوميا في الحفاظ على المفاصل وأوتار العضلات والعظام.
    2- التطوير والتقوية
    تدعم هذه التمارين من القدرات التي اكتسبها الطفل وتعمل على تطويرها. ذلك لان المهارات الذاتية تعتمد على بعضها البعض فلا يمكن اكتساب مهارات جديدة من دون نضج المهارات الأساسية. فيستحيل مثلا، أن يمشي الطفل قبل أن يستطيع الوقوف او يستطيع الجلوس بشكل جيد. ويتميز الطفل الطبيعي عن المعاق في قدرته على تنمية مهاراته بنفسه، بينما يحتاج المعاق إلى المساعدة والتدريب تحت إشراف ومشاركة الوالدين للوصول الى التطور ذاته. وعلى كل حال فمن الممكن على الطبيعيين والمعاقين اكتساب المهارات بالتمرين المستمر..

    ويمكن تقسيم تمارين التطور الى:
    1 -تطوير المهارات العامة: تمارين التحكم بالرأس والرقبة والانقلاب على الجنبين والجلوس والحبو والوقوف والمشي
    2- تطوير المهارات الدقيقة: تمارين حركة الأصابع لالتقاط واللعب بالأشياء الصغيرة والكتابة.
     تطوير المهارات العامة
    إن ممارسة هذه التمارين بصفة تدريجية ومتكررة خلال اليوم تساعد الأطفال ممن يجدون صعوبة في التحكم في الرأس أوالجلوس أوالوقوف الى الوصول للتمكن من هذه المهارات. وسنستعرض هنا بعض التمارين عامة التي قد لا يستطيع الطفل القيام بها كاملة بحسب شدة الإصابة أولوجود إعاقات كالعمى والصمم والتخلف العقلي الشديد. ولكن لا يمنع ذلك من الاستمرار في محاولة تأدية هذه التمارين. ويشجع الوالدان إلى إضفاء جو من المرح لهذه التمارين بالتحدث واللعب والضحك مع الطفل.
    التحكم بالرأس واليدين
    مع استلقاء الطفل على الظهر : ضعي لعبة لها صوت اوشكل يشد الانتباه، أمام أوفوق طفلك وحركيها من جانب إلى آخر وقربيها وأبعديها عنه. هذا التمرين يشجع الطفل على إدارة ورفع رأسه وتحريك يديه. امسكي يدي اوكتفي طفلك واسحبيهما برفق إلى أعلى باتجاه وضع الجلوس مما يعمل على تقوية عضلات الرقبة الأمامية للتحكم في منع تأرجح الرأس.
    التمدد على البطن
    ضعي وسادة مناسبة تحت بطن الطفل مع التأكد من عدم وضعها تحت يديه ثم يتم تشجيع الطفل على رفع بصره ورأسه إلى الأمام وذلك بوضع لعبة ملفته للانتباه أمامه.وعندما يصبح بإمكانه أن يفعل ذلك سيبدأ في إسناد نفسه على ساعديه ثم سيقدم على إسناد نفسه بذراعين مستقيمتين.
    الانقلاب على الظهر والبطن
    مع استلقاء الطفل على ظهره، امسكي قدمي الطفل وحاولي مساعدته على قلب نفسه ببطء، عن طريق لف رجليه لاحد الجوانب. وعندما يتعلم اللف من ظهره الى بطنه، يدرب الطفل على الانقلاب من بطنه إلى ظهره. ويمكن تشجيعه على هذا التمرين بوضع لعبة بجانبه.
    الجلوس
    يعتبر الجلوس وضع جيد لتنمية المهارات والإدراك، لذا تفادي استلقاء طفلك على ظهره طوال الوقت بل يجب تحديد أوقات يكون فيها جالسا . وعليه يتم إسناد الطفل في وضع الجلوس مع ملاحظة استقامة الظهر ووضع القدمين بشكل سليم. كما يجب تفادي أوضاع جلوس التربع ووضعية الساقين على شكل W لأنها مضرة للطفل. واجعلي الجلوس مشوقا، فتحدثي والعبي مع الطفل اوقدمي له الطعام.ويمكن إعادة تمارين التحكم في الرأس والطفل في وضع الجلوس. ولتنمية قدرته على التوازن أثناء الجلوس حركي كتفيه أوادفعيه برفق من جانب إلى آخر.
    الحبو
    قبل أن يستطيع الطفل الحبو يجب علية التحكم بالرأس واليدين. وفي مرحله متقدمه يوضع الطفل على بطنه مع وضع وسادة تحته،، وتقوي يديه عن طريق تحفيزه على رفع جسمه. وثم ترفع قدميه وحوضه عن الأرض وجعل ثقل جسمه على يديه لتقويتهما. كما يفيد وضع لعبة أمامه على مسافة مناسبة حتى يمد يده ليمسكها.
    الجثو على الركبتين
    احضري طاولة تناسب طول طفلك عند وقوفه على ركبتيه وضعي عليها لعبة مشوقة. ثم أوقفي طفلك على ركبتيه مع وضع يديك خلفه . ويجب إعطاء الطفل قسطا من الراحة بين فترة وأخرى.
    ..وعلى القدمين
    ضعي طفلك على كرسي وثبتي قدميه على الأرض ثم ضعي بعض اللعب على مسافة مما سيشجعه على الوقوف في محاولة منة للوصول إليها .مد يديك له ودعيه يمسك بأصابعك ثم ارفعيه وشجعيه على الوقوف والمشي. لزيادة القدرة على التوازن يمكن إسناد الطفل الى كرة كبيرة ثم دفعه إلى الأمام لتمرين اتزان وقوفه مع إمساكه من قدميه، كما يمكن تحريك الكرة أوالاسطوانة إلى الأمام لإعطاء الطفل فرصة لتحريك قدميه والمشي.
    المشي
    لا غرابة أن تأخذ اكتساب هذه المهارة وقتا طويلا لأن عملية المشي عملية معقدة حتى على الأصحاء، فلكي يمشي الطفل عليه أولا الوقوف على قدميه وإن تتحمل كلتاهما ثقل جسمه . لذا يجب التركيز على تمارين التوازن مع تقوية حركات الساقين وتعديل العيوب إن وجدت. وقد تحتاج تمارين المشي إلى أدوات مساندة لأدائها.
    تطوير المهارات الدقيقة
    تقوم اليدين والأصابع بتأدية المهام تتطلب تحريك العضلات الصغيرة فيها بتناسق وتوازن والتمارين التالية تركز على حركات أصابع اليد:
    1- شجعي الطفل على التقاط كرات صغيرة أوخرز باستخدام الإبهام والسبابة ووضعها في علبة ويمكن التدرج باستعمال قطع كبيرة أولا إذا كان الطفل لا يستطيع مسك الأشياء الصغيرة. (تنبيه، بعد الانتهاء خبئي جميع الأشياء الصغيرة لكي لا يبتلعها لطفل).
    2 شجعيه على إدخال أشكال كمكعب ومثلث في فتحات علبة تسمح فقط لإدخال هذه الأشكال.
    3- شجعيه على إدارة قرص الهاتف . اولعبة بها فتحات وقرص
    4 - شجعيه على الإمساك بالقلم والخربشة على الورق .
    5 - شجعيه على نظم مجموعة من الخرز الكبير والصغير في خيط.
    القدرة الفراغية :
    أما الذكاء الفراغي فهو القدرة على تخيل الأبعاد الثلاثة وفهم العلاقة بين عناصر «الجسم» المختلفة.. وأصحاب هذا الذكاء يعرفون بالغريزة كيف يصلحون المحركات ويعيدون تركيب القطع المختلطة وينجحون في مهن تتطلب تصورات فراغية كتصميم الأزياء والنحت والرسوم المعمارية والتصاميم الهندسية...!
    التوافق العضلى والعصبي :
    تتكون العضلات من الياف “fibres” التى تتكون بالتالى من لويفات “myofibrils” التى تتكون بالتالى من وحدات طولية “sarcomers” . ويتم النمو العضلى بزيادة سمك وطول الالياف فى داخل العضلة على الرغم من أن عدد الألياف داخل العضلة يكون محدداً تقريباً من وقت فقس الطائر ولا يتغير هذا العدد كثيراً بعد الفقس حتى وصول الطائر للوزن البالغ . ويزيد سمك الالياف أثناء النمو عن طريق الانقسام والتضاعف فى عدد اللويفات ، كما يزيد طول الالياف باضافة وحدات طولية sarcomers عند النهاية الطرفية للويفات myofibrils . ويزيد عدد النوايا فى الياف العضلات ولكن هذه الزيادة ليست طردية مع زيادة حجم العضلة أثناء النمو .
    وألياف العضلات أكثر سمكاً فى الذكور عن الاناث كما أنها أكثر سمكاً فى الأنواع المنتجة للحم عن غير المنتجة للحم . ويعتمد نمو العضلات على مدى ترسب البروتين Protein accretion وهناك كمية صغيرة من بروتين العضلات تتكسر وتفقد باستمرار ، وعلى ذلك يجب أن يكون هناك تعويض مستمر فى بروتين العضلات حتى تنمو . وبالتالى لابد من وجود الكمية الكافية من البروتين فى الغذاء اثناء النمو . ونقص البروتين فى الغذاء يتبعه نقص النمو العضلى. أيضا يتأثر النمو العضلى بهرمونات معينة يفرزها الجسم مثل هرمون النمو Growth h. وأيضا الهرمون المنشط لقشرة غدة فوق الكلية Adrenocorticotrophic h. وكلاهما يفرز من الفص الامامى للغدة النخامية .
    1-يسير النمو الجسمي خلال هذه المرحلة بمعدل أبطأ بالمقارنة مع النمو الجسمي السريع فى المرحلة السابقة (سن المهد) ، ومع ذلك فإن النمو الجسمي للطفل فى نهاية هذه المرحلة – أى فى السادسة من العمر – يكون قد وصل إلى حوالي 43% من النمو النهائي .
    2- وبالنسبة لليد تفضيل إحدى اليدين شاملا وثابتا إلى حد كبير مع بلوغ الطفل سن السادسة ، حيث يظهر عند معظم الأطفال تفضي لليد اليمنى (حوالي 90%) فى حين تفضيل نسبة بسيطة اليد اليسرى .
    3- يكون طول الطفل فى بداية هذه المرحلة 90 سم كحد أدنى وسيصل إلى 125 سم كحد أقصى فى نهاية المرحلة (6سنوات) ، ويكون طول الطفل فى سن الرابعة ضعف طوله عند الميلاد ، وهناك فروق بسيطة بين البنين والبنات من حيث الطول لصالح البنين .
    4- وتظهر المهارات الحركية التى تساعد فى جعل الطفل كائنا اجتماعيا بدرجة أكبر ، حيث يميل إلى اللعب ، وببلوغه سن الخامسة تزداد قدرته على الاتزان الحركي ، ويستطيع الوثب بسهولة ، وربط الحذاء وتقليد رسم مثلث أو مربع ورسم صورة مبسطة لرجل تغطى الملامح العامة .
    5- ويزداد الوزن بمعدل كيلوجرام واحد فى السنة ، ويزداد نمو الهيكل العظمى ، ويسير النمو العضلي بمعدل أسرع من ذى قبل ، مما يزيد الوزن ، والبنين أكثر حظا من البنات فى النسيج العضلي .
    6- يطرد نمو الجهاز العصبي حيث يصل وزن المخ إلى 90% من وزنه الكامل عند الراشدين وذلك فى نهاية المرحلة.
    7- يتميز إبصار الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة بطول النظر ، فهو يرى الأشياء الكبيرة أوضح من الصغيرة ، والبعيدة أكثر من القريبة . أما حاسة السمع فتظل غير ناضجة تماما حتى نهاية هذه المرحلة ، فالطفل لا يستطيع تذوق اللحن المعقد ولكن تستهويه أصوات الطيور والحيوانات والأشياء كالقطار والسيارة .
    8- النشاط والحركة المستمرة ويظهر ذلك أثناء اللعب وتتسم أجسامهم بالرشاقة وخفة الحركة .
    والخصائص السابقة للطفل من قدرة على المشى ، والتحرك السريع، والرغبة فى اللعب كل ذلك يساعد على فتح آفاق جديدة أمام الطفل فهو يرى ظواهر ، وأحداث متنوعة تثير انتباهه وتجعله يوجه الأسئلة للكبار من حوله . أما نمو المخ والجهاز العصبي فهو أيضا يساعد على تنشيط ذهن الطفل ويجعله يفكر فى الظواهر الطبيعية من حوله فيوجه الأسئلة للكبار . والمظاهر النمائية السابقة من قدرة على تناول الأشياء وتفحصها ، والتحرك فى البيئة وزيادة النشاط الحركي المستمر ، كل ذلك يؤدى إلى زيادة فضول الطفل وحبه للاستطلاع ومن يزيد من فرص إلقاء المزيد من الأسئلة للكبار من حوله ، واستعمل اليد اليسرى ، ورغبة الآباء وخصوصا فى المجتمعات الإسلامية – فى ان يتناول الطفل الأشياء باليمين كل ذلك يؤدى إلى مزيد من التساؤلات التى يوجهها الطفل للمحيطين به .
    ردود الفعل
    أن الولادة هي الصرخة الأولى في حياة الإنسان الصغير على سطح الأرض، ليبدأ حياة جديدة يعتمد بها على نفسه، بعد أن كان يعيش في رحم أمه، الذي يقدم له كل ما يحتاج، فهو ينتقل فجأة إلى ظروف جديدة وعالم جديد.
    يولد الطفل ولديه آليات فطرية لكي يستطيع أن يتكيف مع الظروف الخارجية. إننا نلاحظ أن المولود الجديد لديه ردود فعل وقائية.. مثلاً: إذا تعرض لضوء شديد أمام وجهه فإنه يغمض عينيه بشدة، وإذا تعرض لصوت قوي فإنه يصرخ بفزع. ومن بين ردود الفعل الفطرية لدى الطفل الحديث الولادة البحث عن الطعام، فعند ملامسة الشفتين والخدين، نجد أن الطفل يفتح فمه ويبحث عن الطعام.
    ومن ردود الفعل الفطرية الأخرى: المص، فإن الطفل يمص أي شيء يدخل فمه منذ لحظة الولادة، كما نلاحظ أنه عندما تضع الأم إصبعها في كف الطفل فإنه يغلق كفه على إصبعها بشدة.
    وعند ملامسة أسفل القدم تثير لديه ردة فعل الارتداد، وهذه ردود الفعل الغريزية تساعد الطفل على التكيف مع الحياة الجديدة، وبمساعدة ردود الفعل الغريزية يستطيع الطفل أن يتنفس ويأكل، وتبدأ أعضاء جسمه بالعمل بشكل منتظم، وتتأقلم مع الحياة الجديدة تدريجياً.
    إن الطفل في أشهره الثلاثة الأولى يكون بأشد الحاجة إلى العناية الشديدة والحريصة من الأم، لأن الطفل في هذه الفترة يكون عاجزاً تماماً وبحاجة إلى تلبية حاجاته العضوية لكي يبقى على قيد الحياة.
    إن حاستي السمع والبصر تعملان منذ لحظة الولادة، ولكن عملهما غير متقن، ويبدأ البصر والسمع يتحسن في الأشهر الأولى، يبدأ الطفل يتتبع بعينيه الأشياء المتحركة، وبعد ذلك يبدأ يركز النظر في وجه أمه، ويبدأ يميز الوجه المألوف والمعروف لديه. وعندما يلاطفه الوالدان يبتسم رداً على الكلمات اللطيفة، كما يميز أصواتاً وروائح متنوعة، ويجذب الطفل الغناء بصوت هادئ، ما يجعله يكف عن الصراخ والاضطراب. وهنا نتذكر جداتنا وأمهاتنا وهنّ يهدهدن للأطفال "أي تغني الجدة أو الأم أغاني تراثية مثل: يالله ينام.. ريما تنام.. إلخ".
    وعند تطور حاستي السمع والبصر، يبدأ الطفل يتلقى الانطباعات الخارجية مما يؤدي إلى تطوره النفسي، وهنا يجب على الأم أن تقوم بتنظيم تطور الإدراك لدى الطفل، وأن تؤمن له حافزاً حسياً.
    يقول العلماء: "إن تطور عمل جهازي السمع والبصر يساعد على نضوج الجهاز العصبي لدى الطفل ودماغه بالدرجة الأولى. "إن وزن دماغ المولود يشكل ربع وزن دماغ إنسان راشد، إلا أن خلايا دماغ الطفل غير متطورة بصورة كافية، ورغم ذلك فإن تكوّن المنعكسات المشروطة يتبدى أمراً ممكناً تماماً منذ فترة الولادة.
    وهذا يشكل دلالة على أن الأقسام العليا للدماغ تساهم في إقامة روابط الطفل مع العالم الخارجي، ومنذ الأيام الأولى من العمر يبدأ وزن الدماغ ينمو بسرعة، وتنمو الألياف العصبية وتتغطى بغلافات دماغية، ولدى ذلك تتكون بصوة سريعة خاصة تلك الأقسام المرتبطة بتلقي انطباعات خارجية، ففي غضون أسبوعين تزداد مقدار واحد ونصف مرة المساحة التي تشغلها المجالات البصرية في الدماغ". ولكن لا يتم نضوج الدماغ إلا بتمرين أعضاء الحواس السمعية والبصرية. إذا تلقى الطفل كمية كافية من الانطباعات الخارجية يتطور لديه التركيز البصري والسمعي. وقد دلت الأبحاث على أنه إذا وقع الطفل في ظروف العزلة الحسية فإن تطوره يتباطأ تباطؤاً شديداً، والعكس صحيح. وهنا تكون الأم هي التي تنظم هذه الانطباعات عندما تقوم بمحادثته وتقترب منه وتبتسم في وجهه، كما تساعده في تحريك يديه ورجليه، وبهذا تنشط ردود الفعل الحركية لديه. ويبدأ الطفل شيئاً فشيئاً يتجاوب مع أمه عندما تحدثه فيبدأ بحركات تعبر عن سعادته عندما يرى أمه وهي تقترب منه وتحدثه وتطلق أصواتاً لطيفة.
    فالطفل بحاجة إلى الاتصال الجسدي، أو كما يسميها العالم الأمريكي هارلوو بـ"السلوى بالاتصال". إن الطفل يشعر بالحاجة إلى الملامسة، ويهدأ الطفل إذا أخذته أمه بين ذراعيها وضمته إلى صدرها. وقد بين العالم النفسي هارلوو في أبحاثه أن الأطفال الذين لم يحظوا بـ"سلوى الاتصال" قد شبوا مصابين بعيب أو نقص، وتأخروا في تطورهم. فعندما تضم الأم طفلها إلى صدرها يشعر الطفل بالأمن والاطمئنان والحماية، ويتطور لديه شعور ارتياح عاطفي، وثقة بالنفس، وهذا يكون أساس للشخصية المقبلة.
    تبين الأبحاث أن المواليد يختلفون بعضهم عن بعض بدرجة النشاط حيال العالم الخارجي، وبالحساسية حيال مختلف التهيجات، وبالمزاج وبطابع ردود الفعل العاطفية.
    وفي منتصف عامه الأول يبدأ الطفل يميز الأقرباء عن الغرباء، الشخص المعروف لديه يثير الفرح في نفسه، والشخص غير المعروف قد يخافه.
    وفي هذه المرحلة يعتاد الطفل أن تكون أمه معه دائماً، ويبكي إذا تركته وحيداً ولو لعدة دقائق، لذلك على الأم أن تبدأ تدريجياً بتقديم الألعاب والأشياء التي يتسلى بها ويكتشفها بنفسه، ويعرف كيف يتعامل معها، مما يساعده على تطوير حركاته وشيئاً فشيئاً يبدأ يشغل نفسه بتشكيل أشياء جديدة من ألعابه وعندما يقوم أفراد الأسرة باللعب مع الطفل ومحادثته وتعليمه أسماء الأشياء وأشكالها وألوانها يبدأ الطفل بتقليد الكبار ومحاولة النطق، ويردد مقاطع صوتية مختلفة ويردد أحرفاً ويكررها عدة مرات، مما يبعث السرور في نفسه. وبهذه المحاولة من التكرار في النطق يتحسن استعمال الشفتين واللسان والتنفس تدريجياً.
    إن عملية تلقين الأطفال فهم الكلام قائمة على التقبل البصري، فمثلاً تقوم الأم بطرح الأسئلة على الطفل ليبحث عن شيء ما في الغرفة، فيقوم الطفل ليدل عليه، ومع تكرار الأسئلة المختلفة، يبدأ الطفل يتعلم ويتعرف على أسماء أشياء كثيرة.
    وفي نهاية عامه الأول تصبح لدى الطفل قدرة كبيرة على التقليد، وبمساعدة الوالدين والعلاقات الطيبة يتعرف الطفل أكثر على العالم المحيط به.
    وفي هذ المرحلة يجب أن نعلم الطفل أن هناك سلوكاً جيداً نشجعه على ممارسته وأننا راضون عنه. وكذلك يجب إشعار الطفل بعدم الرضا إذا تصرف تصرفاً غير جيد، وبفضل ذلك يتعلم الطفل تدريجياً السلوك الجيد والعادات الإيجابية.
    وهكذا نجد أن الطفل في نهاية عامه الأول قد نشأت لديه أشكال أولية للإدراك والتفكير يتيح له التعرف على هذا العالم، ويكون المقدمة الضرورية للانتقال إلى استيعاب مختلف أنواع الخبرة الاجتماعية

    مراجع البحث
    عبد الرازق مختار محمود ،التربية الدينية للأطفال
    1- محمد محمود رضوان, "الطفل يستعد للقراءة", القاهرة: دار المعارف, الطبعة الثانية, ص 69 .
    2- فؤاد البهي السيد : الذكاء .( ط4 ) القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1976 م .
    3- فتحي عبد الرحمن جروان : تعليم التفكير ، مفاهيم وتطبيقات .( ط1 ) الإمارات : دار الكتاب الجامعي ، 1999
    عبد المنعم عبد العزيز المليجى ، تطور الشعور الديني عند الطفل والمراهق 
    2-عبد الرازق مختار محمود، تساؤلات الأطفال الدينية
    3- سهام محمود العراقي ، الاتجاه الديني لدى طلبة وطالبات جامعة طنطا 
    4- عواطف إبراهيم ، الإحساس الديني عند الأطفال