تعرف العادات الغذائية بأنها الممارسات والسلوكيات اليومية والتي يقوم بها الشخص في التعامل مع الغذاء أثناء الإعداد او في أسلوب التناول كما وكيفا ولتوضيح هذا الدور سنتناول السلوكيات الغذائية بالتحليل والتي تمثل اهم قواعد العادات الغذائية .
لقد أظهرت الكثير من الدراسات العلاقة بين عادات غذائية معينة و ارتفاع او انخفاض انتشار أمراض معينة في مناطق معينة ففي بعض المناطق نجد ارتفاع معدل أمراض القلب والشرايين بينما نجدها في مناطق أخرى منخفضة حسب السلوكيات ألغذائية في كل منطقة ونوع الغذاء او الدهون المتناولة . كما ونجد ارتفاع نسبة انتشار أنواع من السرطان تختلف من منطقة لاخرى فكما نجد ارتفاع نسبة انتشار سرطان الفم في مناطق يستخدم فيها الشمة بكثرة نجد ان سرطان الثدي ينتشر في المناطق التي تستهلك نسبة عالية من الدهون المشبعة (الشحوم واللحوم الدسمة) كذلك نجد ان سرطان البلعوم والكبد ينتشر في مناطق اخرى ينتشر فيها الالتهابات الحلقية وامراض الكبد.
خطوتنا الأولى التعرف على السلوكيات الغذائية :
السلوكيات الغذائية أولا-تعريف السلوك الغذائي هو الطريقة التي يتبعها الشخص أو المجتمع في تناول الغذاء اليومي وما يقوم به من نشاط وحركة و يؤثر في السلوك الغذائي:
نوع الغذاء
توفر الغذاء سواء الإنتاج المحلي أو الاستيراد
العادات الاجتماعية والتقاليد
الحالة الاقتصادية
المناخ والطقس
الحالة الصحية
بناء على العوامل السابقة نجد أن مجتمعنا مر بثلاث مراحل كان لها تأثير واضح على السلوك الغذائي المرحلة الأولى كان المجتمع يعتمد سلوكهم الغذائي على ما تنتجه أرضهم وحيواناتهم حيث كانت التغذية تعتمد على الحليب واللبن و منتجاتهما – والتمر-والخبز المنتج من القمح أحيانا وفي المناسبات العامة تناول اللحوم كما وكانت الحياة تعتمد على الجهد والعمل الحرفي واليدوي في الحقول والمراعي المرحلة الثانية بدت آثارها عند بداية اكتشاف النفط وتوفر المال وبدء استيراد وظهور مواد غذائية جديدة وردت مع بدء توافد العاملين من خارج المنطقة والذين كما جلبوا أغذية جديدة و مفيدة جلبوا أغذية دسمة و أنواع من الحلويات والأغذية الهشة والتي ساهمت مع توفر الرفاهية وقلة النشاط والعمل اليدوي في التمهيد للمرحلة الثالثة والتي استمر فيها تبلور هذا السلوك الغذائي الجديد مع الزيادة في الكسل وعدم الحركة والنشاط والاستمرار في الإضافة للمائدة المزيد من ألدهنيات والحلويات والأغذية الخاوية السعرات والتي انتشرت بسرعة لسهولة أعدادها وقبول طعمها وكذلك ازدياد توفر وسائل الراحة والرفاهية والكسل والخمول والاعتماد على وسائل النقل وترك المشي والاعتماد على العمالة في كل الأمور والأعمال إضافة لعدم ممارسة أي رياضة أخرى هذا السلوك كان عامل مهم من عوامل انتشار السمنة والتي كان من أثارها أرتفاع نسبة أنتشار أمراض القلب –السكر- المفاصل…..وغيرها.
كما كان لهذه المرحلة جانب إيجابي حيث تم إضافة أنواع جديدة للمائدة المحلية حيث الفاكهة والخضار والأغذية المعلبة والمجمدة توفرت في غير مواسمها مما ساعد على التنوع في محتويات المائدة اليومية ولكن لعدم مجاراة الوعي الصحي للتقدم الاقتصادي ظهرت ما يسمى الطفرة في الوزن والإسراف في المأكل من تأثيرات هذا التغيير في السلوك الغذائي
الاعتماد على الوجبة الواحدة والاسترخاء والنوم بعد وجبة دسمة
عدم التنويع
عدم التوازن حيث أزداد تناول الدهون والسكريات
عدم ارتفاع الوعي الغذائي و عدم مسايرته لنمو المالي والاقتصادي والتحول الاجتماعي
ما هي الأمراض التي انتشرت في المجتمع نتيجة هذا السلوك؟؟؟
أوضحت الكثير من الدراسات المسحية والحقلية في المجتمع والمستشفيات محليا وعالميا وجود نوع من العلاقة بين تناول أنواع من الأغذية و بعض الأمراض فمثلا في دراسة عن العادات الغذائية و الأمراض المزمنة تم أجرائها بمستشفى الملك فيصل التخصصي و مركز الأبحاث
أتضح أن أهم ما يجمع المرضى المصابين بأمراض القلب والشرايين و بعض أنواع السرطان هو عادة تناول الأغذية الدسمة وتناول لحوم الغنم الدسمة.
كما وان المرضى المصابين بالسمنة تميزوا بتناول الأغذية الخاويات السعرات والعالية المحتوى من الطاقة الحرارية مثل الوجبات السريعة والمقليات والمشروبات الغازية والمشروبات المحلاة والملونة.
كما واتضح وجود علاقة بين تناول الشاي بمعدلات عالية بعد الوجبة مباشرة و حالات فقر الدم خاصة عند عدم تناول الأغذية المحتوي على الحديد.
كبر الكروش
أن كبر الكروش ليس بسبب الأرز لوحده كما يعتقد الكثير من الناس ولكنه بسبب الإسراف في تناول الطعام أيا كان مصدره سواء الأرز آو الحلويات آو اللحوم آو الدهون فالإسراف في التهام الطعام وتحميل المعدة اكثر من طاقتها و من ثم الإخلاد لنوم والكسل وعدم مزاولة أي نشاط حركي آو رياضي حتى المشي تركناه والعمل بالمنزل أوكلناه للعمالة إذا ليس الأرز هو السبب أنما مجموع سلوكياتنا الغذائية هي السبب الحل
يتضح الحاجة الماسة لتعديل هذا المسار بتكثيف برامج التوعية الصحية المدروسة من جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية و من جميع فئات المجتمع إذ أنها من باب النصح العام فهي واجب على الأب والأم والمدرس والمدرسة والطبيب والطبيبة وأمام المسجد والمذيع والصحفي و المختص.
كما وان للجهات الصحية دور يجب أن تقوم به و هو تنشيط برامج الوقاية و التوعية باستخدام جميع الوسائل والتي سيكون لها دور مهم في تحقيق الهدف و نعديل السلوكيات مما يحقق الصحة للجميع والوقاية من الكثير من الأمراض المستعصية والتي يكلف علاجها الكثير بينما الوقاية منها ممكنة جدا و بتكلفة قليلة مقارنة بتكلفة علاج هذه الأمراض المستعصية.
يجب ملاحظة التوازن والتنويع وعدم الإسراف والحركة والنشاط
يجب تجنب الدهنيات والأغذية الخاويات السعرات مثل المشروبات الغازية واستبدالها بالعصائر والحليب