الدكتور صالح حسين الرقب
كلية أصول الدين- الجامعة الإسلامية
فضائل الصحابة وآل البيت وعلو مكانتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى بيان فضل ومكانة كل من الصحابيين الخليفتين الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وبيان موقف الشيعة الروافض، و وبيان حكم الإسلام فيمن يطعن في دينهما ويشكك في إيمانهما.
منهج البحث:
اعتمد الباحث المنهج الوصفي والتحليلي، وذلك بجمع المعلومات من مصادرها ثم تحليلها، وقد استعنت بالمصادر الشيعية في بيان مواقف الشيعة من الصحابة، وإذا رجعت لمصدر ذكرت بياناته عند أول مرة أرجع إليه، ثمَّ اذكره مختصرا بعد ذلك.
مكونات البحث:
وقد جعلت هذا البحث في مقدمة، وتمهيد وثلاثة مطالب: ففي المقدمة: بيّنت أهداف البحث، ومنهج الباحث، وتمهيد تناولت فيه فضل الصحابة عامة وفضل أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع. وأما المطلب الأول: فيتضمن بيان بعض افتراءات واتهامات الشيعة الروافض لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. والمطلب الثاني: بيان موقف الشرع ممن يطعن في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. والمطلب الثالث: تمَّ فيه ذكر أقوال أئمة أهل السنة فيمن يشك في إيمان الصحابة وينتقص من مكانتهم.
تمهيد: موقف أهل السنة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
أولا: فضل الصحابة عامة:
يعتقد أهل السنة أنَّ الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ثقات، وأن من أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله تعالى به في قوله تعالى:(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رؤوف رحيم). ويؤمنون بأنَّ أَفضَل الْأُمَّة بعد نَبِيِّهَا محَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَبُو بكرٍ، ثم عُمَر، ثم عُثْمَان, ولا يُقَدِّمُونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وعَنْهُمْ عَلَى وَاحِدٍ من هؤلاءِ الثلاثَة. قال الحافظ ابن كثير:"والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل".([1]) وقال ابن صلاح في مقدمته:"للصحابة بأسرهم خاصية وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة ، قال الله تبارك وتعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران :110.([2])
وأهل السنة يستدلون على فضل الصحابة بما أثنى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم المدنية إلا وتحدثت عن جهادهم في سبيل الله عز وجل، ومن ذلك قوله تعالى:(الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) سورة التوبة:20-22، وقوله تعالى:(فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الأعراف:157. وقوله تعالى:(الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) سورة آل عمران:172،173. وقوله تعالى:(هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال:62، 63. وقوله تعالى:(لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) سورة الحديد:10،َ وقوله تعالى:(قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) سورة الفتح:18.
وفي السنة النبوية ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".([3]) وقال:"لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".([4]) وقد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال:"إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".([5]) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار:"لا يحبهم إلّا مؤمن ولا يبغضهم إلاَّ منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([6])، إن هذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة تواتراً معنوياً، في فضائل الصحابة، والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة.([7])
ثانيا: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
اتفق السلف رضي الله عنهم على تقديم أبي بكر وعمر في الفضل على بقية الصحابة رضي الله عنهم جميعا. وقد تواترت الأخبار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خير الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأنهما أفضل الصحابة وأقومهم بأمر الله وأطوعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال:عائشة فقلت من الرجال؟ فقال أبوها. قلت ثم من؟ قال:ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً".
يقول الإمام أحمد بن حنبل حدثنا سفيان بن عيينة عن خالد بن سلمة عن مسروق التابعي الكوفي قال: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة. وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:"خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. فقد رواه البخاري عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي:"أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين".([8]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وهذا يقوله لابنه الذي لا يتقيه".([9])
وفي خبر البيعة قال عمر لأبي بكر:"أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".([10]) وكان ذلك بحضور جمع من الصحابة فلم ينكر ذلك أحد فكان إجماعاً. وعن ابن عمر قال:"كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم".([11])
وروى ابن بطة عن أبي إسحاق السبيعي الكوفة، قال:"خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما"، وعن ضمرة عن سعيد بن حسن قال: سمعت ليث بن أبي سليم يقول: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا.([12]) قال الفضيل بن عياض:" أوثق عملي في نفسي حب أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ، وحبي أصحاب محمد عليه السلام جميعا".([13])
وقد شهد الله تعالى بأنَّه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع الصديق أبو بكر رضي الله عنه: روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في الغار، لو أنَّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال:"ما ظنك يا أبا بكر! باثنين الله ثالثهما".([14])
وقد شهد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بأنه من أفقه الصحابة وأعظمهم على الرسول منة في المال والصحبة، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلس على المنبر، فقال:"إن عبداً خير الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده"، فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فعجبنا له، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر، إلا خلة الإسلام. لا يبقين في المسجد خوخة أبي بكر".([15]) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله بعثني إليكم، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعد بعدها".([16])
وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بالمنزلة العليا في الجنة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب – يعني الجنة، يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان". فقال أبو بكر:ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر".([17])
ومن نصوص السنة التي تشهد لأبي بكر وعمر بن الخطاب بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعد رجالاً.([18]) وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بأن الله وضع الحق على لسانه يقول به.([19])
ولقد أثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة وأثنى على أهل بيعة الرضوان فقال عز وجل:(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) سورة الفتح:18، وأجمع هؤلاء الذين مدحهم الله تعالى على إمامة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، وسموا أبا بكر خليفة رسول الله وسموا عمر أمير المؤمنين وبايعوهما وانقادوا لهما وأقروا لهما بالفضل، وكانا أفضل الصحابة في جميع الخصال التي يستحقان بها الإمامة، من العلم، والزهد والتقوى، وقوة الرأي وسداده، وسياسة الأمة بالشرع.([20])
الأول: قسم وافق أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على تجنيهم على علي رضي الله عنه وخيانتهم لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بتولية علي بالخلافة، وهؤلاء هم جل الصحابة رضي الله عنهم عند الشيعة الروافض.
والثاني: القسم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر، ورأوا أنّ أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قد اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه، وان الخلافة لعلي، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم:سلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهم.
كما ذهب مولي محمد صالح المازندراني إلى تقسيم الأمة إلى قسمين، الأولى: طائفة محكمة في الظاهر والباطن والعلم والعمل، وهم أمير المؤمنين علي والأئمة، والثانية: طائفة متشابهة لهم ظاهر وباطن، ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر والنفاق، وهم فلان وفلان وفلان يعني الثلاثة،([21]) ويقصد الخلفاء الراشدين الثلاثة، حيث ذكر رواية عن جعفر الصادق في قوله تعالى:(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.([22])
ويبين ذلك علامة الشيعة اللبناني المعاصر محمد جواد مغنية فيقول:"وقالت الشيعة:إنَّ الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق".([23]) ويقصد بالطيب والعادل علياً رضي الله عنه ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالخلافة كما سنبين في الصفحات التالية.
لذلك جاءت رواياتهم:أنَّ الصحابة كلهم ذهبوا إلا ثلاثة:سلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر الغفاري. وذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره لسورة الأحزاب:"لم يبق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نافق إلا القليل".([24])
وروى الكشي عن أبي جعفر عليه السلام قال:"كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبو أن يبايعوا لأبي بكر".([25])
وذكر الكليني عن جعفر عليه السلام:"المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا – وأشار بيده ثلاثة-"، قال مصحح الكتاب وصاحب التعليقات عليه الشيخ علي أكبر الغفاري:والمراد بالثلاثة: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".([26]) وذكر المجلسي أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنّهما كانا كافرين، والذي يحبهما فهو كافر أيضا".([27]) وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان.
تقوم عقيدة الشيعة الاثنى عشرية على الانتقاص من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولهم في ذلك عدة صور تعبر عن هذا الموقف.
ونريد أن نبين هنا بأن الشيعة متناقضون فيما يروونه عن أبي بكر وعمر فمع كونهم يكفرونهما ويصفونهما بالنقائص والمعايب إلا أنهم يقرون بدورهما العظيم في نشر الإسلام والفتوحات الإسلامية، يقول عالم الشيعة محمد كاشف آل الغطاء عن علي رضي الله عنه: "وحين رأى أن الخليفتين قبله -أي أبا بكر وعمر- بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد، وتجهيز الجيوش، وتوسيع الفتوح، ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم".([28])
ويقال للشيعة إذا كنتم تزعمون أن معظم الصحابة من أهل النفاق والردة فكيف انتشر الإسلام؟! وكيف فتحت بلاد فارس والروم وبلاد الشام ومصر، وكيف فتح بيت المقدس؟
ونلخِّصُ هنا أهمَّ افتراءات وأكاذيب الشيعة في حق الشيخين رضي الله عنهما:-
أولا: تكفـير الشيعة ولعنهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
لقد كفّر الشيعة الاثنى عشرية جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وممن يكفرونهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فهما ليسا من الصحابة الثلاثة الذين بقوا مسلمين ولم يرتدوا بعد التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، فقد روي محدث الشيعة الكشي عدة روايات عن أئمة الشيعة تفيد الهراء والإفك المبين: فعن أبي جعفر أنه قال:"كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم". ويروى عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا- وأشار بيده– إلا ثلاثة".([29]) ويروى عن موسى بن جعفر أنه قال:"إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر".([30]) وزعم الكليني موت الشيخين كافرين، ثم قام بلعنهما، وروى كذبا عن أبي جعفر أنه قال:إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".([31])
وجاء تكفير الصديق والفاروق في بعض كتب تفسير الشيعة عند قوله تعالى:(إنَّ الذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنٍ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) سورة النساء:137. حيث نسبوا إلى جعفر الصادق أن قال:"نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه واله في أول الأمر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال:من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله، فبايعوه ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه واله فلم يقروا بالبيعة ، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء".([32])
ويزعم محدث الشيعة نعمة الله الجزائري بكثرة الروايات الشيعية في تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقول:"الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم، وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى..".([33])
وقد أكد الشيعي المعاصر حسن الشيرازي نفاق أكثر الصحابة رضي الله عنهم، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في صفوف المؤمنين؟ ثم أجاب نفسه بقوله :"إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التي تظاهرت ضده فكان يهتف:"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".([34])
ثانيا: البراءة منهما:
إن البراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تعد من ضروريات مذهب الشيعة الروافض، وقد أوجبوا على الشيعة التبرؤ منهما، ومن لم يتبرأ منهم فليس من مذهب الشيعة في شيء. يقول شيخهم المجلسي: من ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية.([35])
وزعم مشايخ الشيعة أن البراءة منهم تعد من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان.([36]) ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة، روى الكليني في كتابه الكافي بسنده عن أئمتهم قولهم:"من قال:اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم وأن محمدا عبدك ورسولك وأن فلان إمامي ووليي ...وأبرأ من فلان وفلان وفلان فإن مات من ليلته دخل الجنة".([37]) ومقصوده من وفلان وفلان وفلان هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
ونسب الشيعة زورا وبهتانا إلى جعفر الصادق أنه قال:"إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير وإن من وراء قمركم أربعين قمرا، فيها خلق كثير لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهاما لعنة فلان وفلان". وفي رواية الكليني:"لم يعصوا الله طرفة عين يبرءون من فلان وفلان".([38])، وقد علَّق المجلسي على هذه الرواية بقوله:من فلان وفلان أي من أبي بكر وعمر.([39])
ثالثا: اتهامهما بتحريف القرآن الكريم:
يقول الشيعي أبو الحسن العاملي:"اعلم أنَّ الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات".([40])
ويروي أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار عن أبي جعفر الصادق أنه قال:"ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.([41]) وروى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال:ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.([42])
وذكر أنّ عمر قال لزيد بن ثابت:إنّ عليا جاءنا بالقرآن، وفـيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فـيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر:ما الحيلة؟ قال زيد:أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر:ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر فـي قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استُخلف عمر سألوا عليا رضي الله عنه أن يدفع إليهم القرآن فـيحرفوه فـيما بينهم، فقال عمر:يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال:هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة:"إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا:"ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر:فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي:نعم،إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل الناس عليه".([43])
وأبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي يروى في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال:"لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال:يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت- وكان قارئا للقرآن- فقال له عمر:إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم".([44])
وآية الله الخميني قائد الثورة الإيرانية اتهم الصحابة بالتحريف فيقول:"فإنّ أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفـيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار وإلى الأبد بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب-يقصد التحريف- الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى".([45])
وقال في موضع آخر:"وإننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله، والدين...إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وإن يكونوا ضمن أولي الأمر".([46])
رابعا:اتهامها بتضييع السنة النبوية:
ذهب علاَّمة الشيعة المعاصر محمد باقر الصدر إلى اتهام الصحابة بأنّهم أمسكوا عن سؤال النبي عليه السلام، وأمسكوا عن تدوين آثار النبي عليه السلام وسنته، مما كان سبباً في ضياعها وتحريفها، وأنّ الذي حافظ على التدوين والتسجيل هم أهل البيت، وزعم بأنّه استفاضت الروايات عن أئمة أهل البيت بأنّ عندهم كتاباً ضخماً مدوناً بإملاء رسول الله عليه السلام وخطّ علي بن أبي طالب جمع فيه جميع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.([47])
وزعم محمد رضا الحسيني الجلالي أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يرون الاستشهاد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أبا بكر المقصود بقول النبي:"يوشك الرجل متكئاً في أريكته ،يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عزّ وجلّ فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه"! بل كان عمر ينهى عن تدوين السنة.([48])
خامسا: اتهامهما باغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
يعتقد الشيعة بعدم إيمان الصحابة الذين لم يؤمن بأحقية آل البيت في الإمامة ، وزعموا أن قلة من الصحابة حققوا الإيمان لقولهم باستحقاق آل البيت الإمامة تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول علي خان الشيرازي المتوفى1130هـ:"حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم ولا يتحتَّم الحكم بالإيمان والعدالة بمجرد الصُحبة ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار إلاَّ أن يكون مع يقين الإيمان وخلوص الجنان، فمن علمنا عدالته وإيمانه وحفظه وصية رسول الله في أهل بيته وأنَّه مات على ذلك كسلمان وأبي ذر واليناه وتقرَّبنا إلى الله تعالى بحبه".([49])
يقول عبد الحسين شرف الدين([50]) معللاً عدم ظهور نصوص الإمامة وصراحتها:"أما عدم إخراج تلك النصوص فإنما هو لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في الصدر الأول، وعبدة أولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت، وإطفاء نورهم كل حول وكل طول، وكل ما لديهم من قوة وجبروت، وحملوا الناس كافة على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب، وأجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم ودنانيرهم، وأخرى بوظائفهم ومناصبهم، ومرة بسياطهم وسيوفهم، يدنون من كذب بها، ويقصون من صدق بها، أو ينفونه أو يقتلونه. وأنت تعلم أن نصوص الإمامة، وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم وتنقض أساس ملكهم.([51])
واتهم عبد الحسين شرف الدين الصحابة بعدم الامتثال لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت تتعارض مع مصالحهم خصوصاً فيما يتعلق بالحكم وإدارة الدولة، فإنهم لا يمتثلون فيها إلى أوامره، بل يتركونها، ويفعلون ما يرون فيه مصلحتهم، وهذا طعن مؤلم فيهم.([52])
سادسا: الشتم والقذف لهما بألفاظ بذيئة:
لقد اتخذ الشيعة مواقف سيئة من الخلفاء الراشدين ولعلَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نالهما كثيراً من الأذى والاتهامات الباطلة، وأكثر من غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم جميعا، فقد ذكر المجلسي رواية عن أبي علي الخراساني، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام، قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته، فقلت:إن لي عليك حقا، ألا تخبرني عن هذين الرجلين، عن أبي بكر وعمر؟. فقال: كافران، كافر من أحبهما. ويذكر رواية أخرى عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام - وقد خلا-: أخبرني عن هذين الرجلين؟. قال: هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما ولا رحمهما، كافران، كافر من تولاهما".([53]) وجاء فـي تفسير كل من القمي والعياشي والصافي الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان". عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي".سورة النحل:95.([54])
وجاء فـي تفسير علي بن إبراهيم القمي تحت قوله تعالى:(ويوم يعض الظالم على يديه( يقول:"يعني الأول -أبا بكر- يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً- يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً - أي عمر-".([55]) وأيضاً فـيه تحت قوله تعالى:(وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا):قال أبو عبد الله عليه السلام:"ما بعث الله نبياً إلا وفـي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده..وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق". وفسَّر جبتر بعمر، وزريق بأبي بكر!، وفـيه:"والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك فـي أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء".([56]) ويروي الكشي فـي روايته:"ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".([57])
وفـي مختصر بصائر الدرجات وردت هذه الرواية فـي لعن أبي بكر وعمر:"عن محمد الباقر:من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فـيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا- إلى أن قال- قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني- أبي بكر وعمر-فـي كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا".([58])
وقد دأبت مجلة المنبر الكويتية الشيعية تنشر مقالات تتهجم فيها على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك: اتهمت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إحدى مقالاتها بأنَّ به مرض لا يشفيه إلا ماء الرجال، وأنَّ أبا بكر لم يكن مع الرسول عليه السلام في الغار، وأن عمر بن عبد العزيز الملعون في السموات، وأن خالدا بن الوليد قد قتل رجلا مسلما وزنا بامرأته، وكثير من المواضيع ذات الرائحة الكريهة التي تعج بها هذه المجلة الخبيثة.([59]) وقد أحال وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن مجلة "المنبر" بناء على توجيهات مجلس الوزراء إلى النيابة العامة، لأنَّ ما عرضته هذه المجلة يعدُّ شقا وفتنة، تتعارض مع كل القيم والثوابت الإسلامية.
انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة، وما يقولونه فـي الصحابة رضي الله عنهم والذين هم خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام، والذين أثنى الله عليهم ورسوله، وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيريّتهم وسابقتهم وجهادهم فـي الإسلام. فأي حب يكنّه هؤلاء القوم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين إلا نفراً يسيراً، وسبق أن ذكرنا رواية ثقتهم الكليني في"أن الناس كانوا أهل ردة إلا ثلاثة:المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي".([60])
سابعاً:الزعم بصلبهما قبل يوم القيامة:
لقد ثبت في كتب الشيعة المعتمدة مدح علي رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه، ومن ذلك قوله عنه:"ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه".([61]) لكنَّ كتب الشيعة ممتلئة بأخبار نسبوها زورا وبهتانا إلى عدد من الأئمة الاثنى عشر تدل على أنهم يعتقدون أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يخرجان من قبريهما طريين، ويصلبان قبل يوم القيامة، ويعذبان أشد العذاب. ومن هذه الروايات:-
1- الروايات المنسوبة كذبا إلى أبي جعفر الباقر، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة منهم: أبو بصير، وسلام بن المستنير، وعبد الأعلى الحلبي.([62]) ومنها: ما رواه الصفار والمفيد بسنديهما عن عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي عن أبيه عن جده "أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر بمنى وهو يرمي الجمرات وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال : فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين وثلاثة في ناحية فقال له جدي : جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط . رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك ثلاثة في ناحية و اثنتين في ناحية ؟ قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أخرج الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما هاهنا لا يراهما إلا إمام عادل فرميت الأول -أبا بكر- اثنتين والآخر -عمر- ثلاثة لأن الآخر أخبث من الأول".([63])
2- الروايات المنسوبة زورا وبهتانا إلى جعفر أبي عبد الله الصادق، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي الجارود.([64])
ثامنا: تسمية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت، وصنمي قريش:
لقد أصدر مجموعة من مشايخ الشيعة دعاءً باسم صنمي قريش، يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من آيات الشيعة منهم:آية الله الخميني وأبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وشريعتمداري.([65]) وذكر الشيعي أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.([66])
ومما جاء في هذا الدعاء الكفري:اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك وحرّفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك ووليا أعداءك، وخربا بلادك وأفسدا عبادك.
وذكر صاحب الوسائل أن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وجنة الأمان روى عن عبد الله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت به -أي بدعاء صنمي قريش- وقال:(إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد بألف ألف سهم).([67])
وروى صاحب ضياء الصالحين ما نصه:"عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحى عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين درجة"، وعن حمزة النيسابوري أنه قال ذكرت ذلك لأبي جعفر الباقر فقال:ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة انه واسع كريم".([68])
موقف الشيعة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
من المعلوم لدى المسلمين أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه هو أول الصحابة إسلاما وأخصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم على الإطلاق. ولكنَّ الشيعة الاثنى عشرية سلكوا طريقا مخالفا لإجماع المسلمين فكفَّروا أبا بكر رضي الله عنه وجردوه من الإيمان، ومن كل فضيلة، ونسبوا له عددا كبيرا من النقائص والمعايب، اخترعوها من نسج خيالهم المريض وحقدهم على خير أمة أخرجت للناس، بهدف هدم الإسلام جملة وتفصيلا، يطعن الشيعة في صدق إيمان أبي بكر رضي الله عنه ويصفونه بأنَّه رجل سوء.([69]) وزعموا أنه أمضى أكثر عمره مقيما على الكفر خادما للأوثان.([70])، وأنه عابد للأصنام.([71])
وزعمت الشيعة أنّ إيمان أبي بكر كان كإيمان اليهود والنصارى، لأنه لم يتابع محمداً صلى الله عليه وسلم لاعتقاده أنه نبي، بل لاعتقاده أنه ملك.([72]) واستمر على عبادة الأصنام وكان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صنما معلقا في عنقه يسجد له.([73])
وافتروا عليه رضي الله عنه بأنه كان يفطر متعمدا في نهار رمضان، ويشرب الخمر، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ([74])
وقال الطوسي الشيعي:"إنَّ من الناس من شك في إيمانه لأنَّ في الأمة من قال:إنه لم يكن عارفا بالله تعالى قط".([75]) وجزم ابن طاووس الشيعي بأن أبا بكر مشكوك في هدايته.([76]) وجزم المفتري المجلسي بعدم إيمانه. ([77])
وزعمت أن باطن أبي بكر رضي الله عنه غير ظاهره، فزعمت الروافض أنًّهم اطلعوا عليه، وتبين لهم من خلال هذا الإطلاع أنًّه كافر.([78]) وحرَّفوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أبا بكر لم يسؤني قط" بما يوافق مزاعمهم الباطلة فقالوا:"هذه صيغة ماض، وهي يستلزم أن كفر أبي بكر لم يسوؤه عليه السلام".([79])
والكشي يروي ما يلي:"قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين ابسط يدك لأبايعك، قال:أو ما فعلت ؟ قال:بلى، فبسط يده فقال أشهد أنك إمام مفترض الطاعة، وأن أبي فـي النار".([80]) وقال المجلسي المرجع الشيعي المعاصر:"ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية([81])
وهذا شيخ الشيعة الطوسي يذهب إلى تجريد أبي بكر رضي الله عنه من الفضائل فيقول:لم يكن لأبي بكر حظ في الجهاد، أو نكاية في المشركين، ولم يشارك في شيء من حروب النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الفرار شيمته، والهرب ديدنه، وقد انهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة معارك، فانهزم في غزوتي أحد وحنين، وغيرهما.([82]) ويزعم أن قول الله تعالى:(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) سورة التوبة:40، لا مدح فيه لأنَّ تسمية الصاحب لا تفيد فضيلة، فالله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر:(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ) سورة الكهف:37.([83]) وقد يقول الرجل المسلم لغيره:أرسل إليك صاحبي اليهودي، ولا يدل ذلك على الفضل، وقول الله تعالى:(لا تحزن) إن لم يكن ذما فليس مدحا، بل هو نهي محض عن الخوف، وقوله تعالى:"إن الله معنا" قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه وآله، ولو أريد به أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة، لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لا تفعل إن الله معنا، يريد أنه مطلع علينا، عالم بحالنا.
ويتهم العضو الحالي لمجلس النواب العراقي الشيعي بهاء الأعرجي في لقائه بقناة البغدادية العراقية أبا بكر الصديق رضي الله عنه. بالمتآمر على المسلمين، وإن المؤامرة بدأت من عند أبي بكر رضي الله عنه.([84])
زعم الشيعة أنَّ أبا بكر الصديق كان يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحر، وليس رسولا نبيا، فقد روى شيوخ الشيعة الصفار والقمي والمفيد بأسانيدهم الشيعية عن خالد بن نجيح حسن المامقاني -من علماء الشيعة- حديثه قال:قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق: جعلت فداك! سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر: الصديق ؟ قال:نعم. قال:فكيف؟ قال حين كان معه في الغار قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة. قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وإنك لتراها ؟ قال:نعم. قال:فتقدر أن ترينيها؟ قال:أدنو مني. قال:فدنى منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور المدينة فقال في نفسه الآن صدقت أنك ساحر، فقال:رسول الله صلى الله عليه وآله:الصديق أنت".([85])
لكنَّ الشيعة يزعمون كذباً وزوراً أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافراً، حيث كان يبطن الكفر ويظهر الإسلام.([87]) وزعم بعض الشيعة أنَّ كفر الفاروق مساوياً لكفر عدو الله إبليس، بل أشد منه.([88])
ولا يكتفي الشيعة بمجرد القول بكفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بل يلعنونه ويلعنون كلَّ من يشك في كفره، أو يتوقف عن لعنه.([89]) وقد ألَّف المرجع الشيعي المعاصر ميرزا جواد التبريزي كتابا بعنوان:"الشذوذ الجنسي لدى عمر بن الخطاب" خصصه لسبُّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بألفاظ وعبارات بذيئة. وهذا الرجل هو صاحب المقولة المشهورة:"لو أدخلني الله إلى الجنة ووجدت عمر بن الخطاب فيها لطلبت من الله أن يخرجني منها".
ومن ذلك:أن بلغت بالشيعة الوقاحة وسوء الأدب حداً أن اتهموا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه كان مصاباً بداء لا يشفـيه إلا ماء الرجال".([90]) قاتلهم الله أنّى يؤفكون. وقد رأى هذا الكلام الخبيث في هذا الكتاب الأستاذ البشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر، عند زيارته الأولى للعراق.([91])
ويدعي الشيعة كذباً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ابن امرأة زانية اسمها صهاك.([92])
وفـي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمر، ثم ينهالون عليه ضربا بالعصي ورجما بالحجارة حتى يموت، كما أنَّهم يحتفلون باليوم الذي قتل فـيه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي: بابا شجاع الدين وقد أقاموا له قبة ضخمة جعلوها من مزاراتهم المقدسة.([93]) وهم يترحمون على أبي لؤلؤة المجوسي، ويعدونه من أفاضل المسلمين، ويذكرون أنه إنما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتقاما لظلم أصابه منه، وإهانة ألحقها به.([94])
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حاكيا موقف الشيعة من الفاروق:"ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسي، ومنهم من يقول:اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه. ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من محاربتهم، واثارات أبي لؤلؤة كما يفعلون في الصورة التي يقدرون فيها صورة عمر من الجبس وغيره، وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسيا من عباد النيران...فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسَّم أموالهم".([95])
سبب حقد الشيعة على عمر الفاروق:
إن من أهم أسباب حقد الشيعة المجوس على عمر رضي الله عنه ما يلي:-
1 - تحرير عمر رضي الله عنه لبلاد فارس، وتدميره لدولة المجوس: إنَّ من أهم أسباب عداوة شيعة إيران للخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب لكونه فتح بلاد فارس، وكسر شوكة الفرس، لذا فإن الشيعة أعطوا لعداوته صبغة دينيه مذهبيه وليس هذا من الحقيقة بشيء، وليست عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب لأنه غصب حقوق علي وفاطمة رضي الله عنهما كما تزعم الشيعة، بل لأنَّه فتح بلاد إيران، وقضى على الأسرة الساسانية.([96])
2- العنصر اليهودي في الشيعة: فمما هو معروف أن الشيعة من ابتداع اليهودية، ولهذا يكرهون عمر بن الخطاب لأنه طرد اليهود من جزيرة العرب. ومن المعلوم أن اليهود والنصارى وأعداء الدين حاقدين على فتوحات المسلمين، الذين كانوا عربا، وليس للشيعة سلطان في تلك البلاد، فلهذا تجد لا الشيعة على مر التاريخ أي قائد فتح أو أمير إسلامي.
المطلب الثاني: موقف الشرع ممن يطعن في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
سبق أن بيَّنتُ ما خطته يد علماء الشيعة من مصنفات، وما نسجوه من مرويات نسبوها إلى أئمتهم تصرح بتكفيرهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والتشكيك والطعن في إيمانهم، ولعنهما، ورميهما بمجموعة من النقائص والمعايب التي يستحي العقلاء من رمي أي مسلم بها. ولذا فإنَّ الحكم بتكفير من سلك ذلك لا أظن بوجود من يجادل في ذلك من علماء وأئمة الإسلام، والخلاف في تكفير من تجرأ على سب الصحابة رضي الله عنهم، ولكن العلماء اتفقوا على تكفير من سب الصحابة إذا اشتمل سبه لهم على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو اصطدم مع نص صريح، فمثلا حكموا بكفر من كفَّر الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وطعن في إيمانهم، كما ذهبت الشيعة الروافض، لأنَّ تكفيرهما ردَّ للنصوص الشرعية الكثيرة التي أجمعت على أنهما من أفضل المؤمنين بل من أفضلهم، وهما من سادات الصحابة، ومن أهل عليين المبشرين بالجنة، رضي الله تعالى عن الجميع.([97])
الأدلة الشرعية في تكفير من كفر الصحابة أو طعن في إيمانهم:
إنَّ نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وأئمة السلف تبين فضل الصحابة رضي الله عنتهم أجمعين، كما تبين كفر من كفرهما وطعن في إيمانهم, ونكر هنا بعضا من الأدلة على تكفير من كفَّر الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا، وهي الأدلة المتثلة في القرآن الكريم والسنة الشريفة والإحماع, والعقل، ونبين ما يترتب على الطعن في الصحابة رصي الله تعالى من عقائد فاسدة تلزم من سلك ذلك.
أولا: نصوص القرآن الكريم:
1- قوله تعالى:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ) سورة الفتح:29، ولقد استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة، لأنَّ الصحابة يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة فهو كافر، ووافقه الشافعي وغيره.([98])
ثانيا: الأحاديث النبوية:
1- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بنفاق من أبغضهم الصحابة رضي الله عنهم وعدم إيمان من طعن فيهم، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار"، وفي رواية:"لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق". ومثله ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر". فمن سبهم فقد زاد على بغضهم، فيجب أن يكون منافقا لا يؤمن بالله تعالى، ولا باليوم الآخر.([99])
2- لقد ثبت في الحديث الصحيح تكفير النبي صلى الله عليه وسلم من كفر مسلماً كفر فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بهما أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه".([100]) فمن كفَّر مسلماً كفر، فكيف لا يصير كافراً بتكفيره معظم الصحابة، ومنهم المبشرين بالجنة، وخيارهم الخلفاء الراشدين رضي الله عن الجميع.
3- لقد ثبتت عشرات الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشهادة بإيمانهما وبفضلهما. وتبشيرهما بالجنة، وفي تكفيرهم تكذيب النبي صلي الله عليه وسلم، وهذا ما نبين بعضه فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
ثالثا: ما يترتب على تكفيرهم من محاذير يكفر قائلها:
إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم- ومنهم أبي بكر وعمر- يترتب عليه أن يقع في عدة محاذير كفرية متعلقة بالكتاب والسنة، نذكر أهمها:-
1- التشكيك في نقلة القرآن الكريم والسنة النبوية:إنَّه من المعلوم أن نقلة القرآن والسنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فالتشكيك في إيمانهم وتكفيرهم سيوقع لا محالة التشكيك فيما نقلوه كفار أو فساق، لأنَّ الطعن في النَّقلة طعن في المنقول. فمذهب الشيعة في تكفير الصحابة رضي الله عنهم يترتب عليه تكفير علي رضي الله عنه؛ لتخليه عن القيام بأمر الله. ويلزم منه إسقاط تواتر الشريعة الإسلامية، بل يلزم بطلانها ما دام نقلتها كفار ومرتدين، كما يلزم منه القدح في القرآن العظيم، لأنه وصلنا عن طريق أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.([101])
2- تكذيب نصوص الكتاب والسنة التي تشهد بإيمانهم والترضي عنهم، وصحة الخلافة لهم: ومن اعتقد ما يخالف النصوص الشرعية فقد كفر، ولقد أجمع الصحابة وجمهور الأمة على تلقي الأحاديث على صحة خلافة الصدّيق، ومن أنكر ذلك فقد وقع في تكذيب لما نصَّ عليه القرآن والسنة من الرضا عنهم والثناء عليهم. ومن المعلوم قطعية النصوص الشرعية –القرآن الكريم والأحاديث النبوية- الدالَّة على فضلهم، وثناء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.([102])
فمن النصوص التي تفيد ذلك: شهادة الله تعالى للمهاجرين والأنصار بالإيمان والسبق في الخير قوله تعالى:(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة الأنفال:74. وقوله عز وجل:)لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( سورة التوبة-8889. وقوله عز وجل:(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة:100. وكل مسلم عاقل يؤمن أنَّ أبا بكر وعمر وأكابر الصحابة داخلين في هذه النصوص.
وقد أجمع المسلمون على أنَّ أبا بكر رضي الله عنه من أكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شاركهم في مزاياهم وفضائلهم، وتميَّز رضي الله عنه بخصائص لا توجد في غيره منهم. ومما جاء في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قوله تعالى:(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النور22. وقوله تعالى:(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة40. وقوله عز وجل:(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى) سورة الليل:17-21.
ومن أنكر ما هو قطعي من النصوص فقد كفر. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"وأمَّا من جاوز ذلك إلى أن زعم أنَّهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنَّه مكذب لما نصَّ القرآن في غير موضع، من الرضا عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين....وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام".([103])
3- إن تكفيرهم أو تفسيقهم فيه إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة رضي الله عنهم هم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم وخاصته وأنصاره، الذين تربوا على يديه، وغرس عليه السلام العقيدة في نفوسهم، ومنهم وزراؤه ومستشاريه، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، فتكفير هؤلاء والطعن في إيمانهم، فيه اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم نجاحه في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم. وهذا ما يؤذيه عليه الصلاة والسلام ولا شك. وإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم كفر كما هو مقرر. قال الله تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم) سورة التوبة:61.
يقول الإمام مالك في ذلك:إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء و لو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين.([104]) ويقول الإمام البربهاري:"واعلم أن من تناول أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمداً، وقد آذاه في قبره".([105])
وقد بيَّنت في التمهيد فضل أبي بكر وعمر وشهادة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما بالإيمان والفضل والمكانة العالية بين الصحابة رضي الله تعالى عن الجميع.
4- إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم يلزم منه الطعن في حكمة الله عز وجل في اختياره لهم أصحاباً لنبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون هؤلاء الكفرة الفسقة - كما يزعم الشيعة- الأصحاب المجتبين والمقربين والأنصار المخلصين لإمام أنبيائه عليه الصلاة والسلام! وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال":إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه".([106])
رابعا: ما ثبت عن أئمة الشيعة ومنهم علي من الترضي عنهما ومدحهما:
إنَّ تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مخالف لما ثبت عن علي رضي الله عنه الذي يعظمه الشيعة، فمن ذلك: روى السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم".([107])
وثبت إن أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه أمر بقتل من يلعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.([108]) بسند حسن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال:"يأتي قوم بعدنا ينتحلون شيعتنا وليسوا بشيعتنا لهم نبز([109]) وآية ذلك أنَّهم يشتمون أبا بكر وعمر فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون".([110])
ومن ذلك تفضيله لهما على نفسه رضي الله عنه بالتواتر مستفيض عنه من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة ، واسمع من حضر: خير الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.([111]) وروى الإمام البخاري في صحيحه عن محمد بن الحنفية – وهو ابن علي رضي الله عنه من زوجته الحنفية- قال:قلت لأبي:أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر.([112]) وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما".([113])
وعندما أظهر ابن سبأ الطعن في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، أمر علي بقتله، ثم شفع فيه بعض الناس، فعدل عن قتله ونفاه إلى المدائن –كما اعترف احد الشيعة بذلك-.([114])
ولما بلغه رضي الله عنه أن بعض الناس يتناولون الشيخين رضي الله تعالى عنهما بالسب توعد من تكلم فيهم بسوء بحد المفتري، ثمانين جلدة، فقد روى الشيخ محمد بن عبد الواحد المقدسي بسنده أن أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه بلغه أن نفرا من الناس يتناولون أبا بكر وعمر، فقال: لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم صعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة جاء فيها:"ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين؟ أنا مما قالوا بريء، وعل ما قالوا معاقب، ألا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر ردي". ثم ذكر كلاما طويلا ذكر فيه عن فضلهما، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وهو راض عنهما، وتحدث عن رضا الناس ببيعتهما، وعن سيرتهما الحميدة في خلافتهما ثم ختم كلامه رضي الله تعالى عنه بقوله:"ألا فمن أحبني فليحبهما، ومن لم يحبهما فقد أبغضني، وأنا بريء منه، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة ولكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أتيت به يقول هذا بعد اليوم، فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها:أبو بكر وعمر، ولو شئت لسميت الثالث، وأستغفر الله لي ولكم".([115])
وتحدَّث رضي الله عنه عن مبايعته لأبي بكر عند توليه الحلافة، ومدحه له لقيامه بها، حيث يسر، وسدد، وقارب، واقتصد، وأنًّه كان مناصحاً له، ومطيعاً.([116])
وقد ثبت أن علياً رضي الله عنه كان يرجو أن يدفن عمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، لأنَّه كان كثيراً ما يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نفسه، ثمَّ أبا بكر وعمر، فيقول خرجت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر.([117]) ولقد سمى علي رضي الله عنه أبناءه بأبي بكر وعثمان وعمر رضي الله عنهما.([118])
كما ثبت أنَّ -الإمام السادس عند الشيعة- جعفر الصادق رحمه الله كان يفتخر بأبي بكر ويقول: ولدني أبو بكر مرتين.([119]) وذلك أنَّ أمَّه هي أمُّ فروة بنت القاسم بن أبي بكر، وأمًّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم، فهل يفتخر أحدٌ إلا بمن يراه أهلاً للفضائل.([120])
وقدم نفر من أهل العراق على الإمام زين العابدين فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون:(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ) سورة الحشر:8؟ قالوا: لا. قال: فأنتم (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) سورة الحشر:9، قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم:(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) سورة الحشر:10، اخرجوا عني فعل الله بكم.([121](
يقول أبو حامد الغزالي: فلو صرَّح مصرِّح بكفر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقد خالف الإجماع وخرقه، وردَّ ما جاء في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار كثيرة.. ثم قال: "فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر.. بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع".([122])
لقد علم بالتواتر الذي لا يماري فيه أحد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كان لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم صحبة خاصة ومكانة مميزة من دون الصحابة فكانا من أكثر الصحابة اختصاصًا به، وقربًا إليه، وقد صاهرهما، وكان يحبهما ويثني عليهم خيرا، وإذا كان كذلك فإما أن يكونا على الإيمان والاستقامة ظاهرًا وباطنًا في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد موته، وإما أن يكونا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته، فإن كانا على غير ذلك مع هذه المكانة والقرب فيلزم أحد الأمرين: إما عدم علمه صلى الله عليه وسلم بأحوالهما، أو مداهنته لهما، وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم.([123])
1- قول المالكية: ثبت عن الإمام مالك بن أنس انه قال:"الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم، أو قال: نصيب فـي الإسلام".([124])
قلت هذا قوله فيمن شتم فكيف فيمن كفَّرهم وأخرجهم من الإسلام كما قالت الشيعة الروافض في حق جمهور الصحابة ومنهم أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، والذي ليس له نصيب في الإسلام خارج عن الإسلام، فكل مؤمن له سهم ونصيب من الإسلام، والذي ليس له سهم ولا نصيب من الإسلام ليس من أهل الإسلام.
وقال هشام بن عمار:"سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر، قتل، ومن سب عائشة رضي الله عنها، قتل، لأن الله تعالى يقول فيها:( يعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة النور17، فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل".([125]) وأما قول مالك رحمه الله في الرواية الأخرى:"ومن سبَّ أبا بكر، جلد، ومن سبَّ عائشة، قتل. قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن". ومقصود مالك رحمه الله هنا في سبَّ أبي بكر رضي الله عنه فيما هو دون الكفر، ويوضحه بقية كلامه عن عائشة رضي الله عنها، حيث قال:"من رماها فقد خالف القرآن" فهذا سب مخصوص يكفر صاحبه -ولا يشمل كل سبَّ- وذلك لأنه ورد عن مالك القول بالقتل فيمن كفر من هو دون أبي بكر.([126]) فكيف بالروافض الذين يكفرون أبا بكر وعمر ويطعنون في إيمانهما ويرمونهما بعظائم الأمور. ويوضحه ما روي عن كبار علماء المالكية، فقد روى أبو محمد بن أبي زيد عن سحنون أنَّه قال:"من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أنهم كانوا على ضلال وكفر، قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكل النكال الشديد".([127])
أقول يتبين لنا أن سب الصحابة عند الإمام مالك على حالين:إن اقتصر الشخص على سب الصحابة دون تكفيرهم لم يكفِّره، وإن كفرهم كفَّره، وهذا من وقع فيه الشيعة من تكفير خيار الصحابة والقول بعدم إيمانهم، وشتمهم بما لا يليق كما مرَّ معنا.
وقال ابن كثير عند تفسيره قول الله تعالى:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الفتح:29، ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك فـي رواية عنه بتكفـير الروافض الذين يبغضون الصحابة -رضوان الله عليهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم.([128])
وذكر الألوسي في تفسيره لأية سورة الفتح السابقة أنَّ الإمام مالكاً قد ذهب إلى تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ووافقه كثير من العلماء انتهى . وأنه ذُكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال:من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية ، ويعلم تكفير الرافضة بخصوصهم.([129])
وقال القرطبي:"لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى:( محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ) الآية من سورة الفتح:29. وقال تعالى:(لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ) سورة الفتح:18، إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادةَ لهم بالصدق والفلاح؛ قال الله تعالى:(رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ) سورة الأحزاب:23".([130])
2- مذهب الحنفية:
ذهب أئمة الحنفية – ومنهم الإمام أبي حنيفة- إلى تكفير من أنكر خلافة الصديق أو عمر رضي الله عنهما، أو سبَّ أبا بكر رضي الله عنه.([131]) فكيف فيمن يكفِّره ويكفِّر جمهور الصحابة، ويطعن في دينهم، فلا شك أنَّ كفره أعظم.
3- مذهب الشافعية:
يقول أبو منصور البغدادي الشافعي في بيان مذهب أصحابه الشافعية:"وقالوا بتكفير كل من أكفر واحدا من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة..".([132]) وقال البغدادي:"الإمامية الذين أكفروا خيار الصحـابة..فإنـَّا نكفِّرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم".([133])
وقال الهيتمي:"وأمَّا تكفير أبي بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعي، والذي أراه الكفر فيها قطعا"، وقال أيضا إنَّ من سبَّ أبا بكر: كفر على أحد الوجهين عند الشافعية.([134]) قلت هذا فيمن يسبُّه، فما الحكم فيمن يكفِّر أبا بكر وعمر؟!!
4- مذهب الحنابلة:
سئل الإمام أحمد بن حنبل عمن يشتم الصحابة فقال "أخشى عليه الكفر".ثم قال:"من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن قد مرق من الدين". وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:ما أراه على الإسلام".([135]) وأفتى رحمه الله تعالى بعدم جواز رد السلام على الرافضي، أو الرد عليه إذا سلم.([136]) وعدم جواز الصلاة عليه إذا مات.([137]) وقال الإمام أحمد:وليست الرافضة من الإسلام فـي شيء.([138])
قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء:" والرافضة وهم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم... وليست الرافضة من الإسلام في شيء".([139]) وقال أيضا أبو يعلى الحنبلي:الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر، وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بتكفير من شتم أبا بكر رضي الله عنه، وعدم الصلاة عليه إذا مات.([140]) قلت هذا حال من سب وشتم فكيف بمن كفرهم وزعم بموتهم على الردة وعدم الإيمان، كما ذهب الشيعة الروافض فيما نقلناه عنهم سابقا.
5- أقوال العلماء المجتهدين:
- قال سفيان بن عيينة وغيره:"إن الله عاتب الخلق جميعهم في نبيه إلا أبا بكر. وقال: من أنكر صحبة أبي بكر فهو كافر، لأنه كذَّب القرآن".([141])
- قال شيخ الإسلام بن تيمية:ومن زعم أنَّ الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم.بل من يشكك في كفر مثل هذا؟ فإنَّ كفره متعين، فإنَّ مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران:110، وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.([142])
- قال ابن القيم الجوزية:"وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوليائه وأنصاره، في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم".([143])
- قال محمد بن يوسف الفريابي: إن من شتم أبا بكر يكون كافراً، ولا: يصلى عليه إن مات؟ ولما سئل كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال:لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته".([144])
- قال أبو المحاسن الواسطي:"إن الشيعة يَكْفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ثبت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن الكريم، وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يَكْفُرون بقوله تعالى:(فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين).([145])
- قال أبو زرعة عبد الكريم الرازي: "إذا رأيت الرجل ينقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق".([146])
- قال عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني:"واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم".([147])
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:"فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد حقية سبهم وإباحته، أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم، أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله". وأضاف:"ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر...وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجـوبه، لأنهـم يتـقربون بذلك إلى الله تعـالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم".([148])
1- تكفير الشيعة الاثنى عشرية لجميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وممن يكفِّرونهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وجردوهما من الإيمان، ومن كل فضيلة، كما يوجهون لهما تهماً منها: تحريف القرآن الكريم: وتضييع السنة النبوية.
2- لقد نال أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كثيراً من الأذى والاتهامات الباطلة، ومن ذلك تسمية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت، وصنمي قريش. ونسبوا لهما عدداً كبيراً من النقائص والمعايب، اخترعتها مشايخ الشيعة من نسج خيالهم المريض، وحقدهم على خير أُمَّة أخرجت للنَّاس، بهدف هدم الإسلام جملة وتفصيلا.
3- إنَّ تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مخالف لما ثبت عن الأئمة المعصومين عند الشيعة من الترضي الله عنهما، والاعتراف بفضلهما، وعلو منزلتهما، ولعن من يلعنهما.
4- إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم يلزم منه تكذيب نصوص الكتاب والسنة التي تشهد بإيمانهم والترضي عنهم. والتشكيك في نقلة القرآن الكريم والسنة النبوية، فإنَّه من المعلوم أن نقلة القرآن والسنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، كما يلزم الطعن في حكمة الله عز وجل في اختياره لهم.
5- إنَّ نصوص الكتاب والسنة وأقوال أئمة السلف تدلَّ على تكفير من كفَر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وطعن في إيمانهم.
6- إنَّ بداهة العقل تدلُّ على أنَّ الله تعالى لا يختار لصحبة رسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم وحملة ونقلة دينه إلا الأمناء الصالحين الأتقياء من عباده.
وأخيراً يوصي الباحث وزارات التربية والتعليم الاهتمام بتوعية أبناء المسلمين بمكانة الصحابة رضي الله عنهم، وفضلهم ومنزلتهم، وبيان تضحياتهم ودورهم في نشر الإسلام ونصرته، وفي الدعوة الإسلامية والتمكين لدين الله تعالى.
[1]- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث:ابن كثير، تحقيق أحمد شاكر، طباعة دار الفيحاء 1417ه،ـ ص154.
[2]- معرفة أنواع علوم الحديث، (ويُعرف بمقدمة ابن الصلاح):عثمان بن عبد الرحمن، أبو عمرو، ابن الصلاح، تحقيق نور الدين عتر،دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر – بيروت- 1406هـ- 1986م، ص 249.
[3]- مسند الإمام أحمد بن حنبل: تحقيق شعيب الأرناؤوط وعادل مرشد وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1421هـ-2001م، رقم 14778، 23/39. سنن أبي داوود: سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، دار الكتاب العربي ـ بيروت رقم 4655، قال الشيخ الألباني: حديث صحيح.
[4] - صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري،اعتنى به أبو عبد الله محمود بن الجميل،مكتبة الصفا، الطبعة الأولى 1423هـ-2003م، رقم 3673، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعد. صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار إحياء التراث العربي- بيروت- الطبعة الأولى 1420هـ-2000م، رقم 2540، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
[5] - رواه مسلم رقم 2535، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
[6] - البخاري رقم 3783، كتاب مناقب الأنصار، 4 باب حب الأنصار، صحيح مسلم رقم 75، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق.
[7] - مجموع الفتاوى: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد، دار العربية للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- تصوير الطبعة الأولى 1398ه،4/430.
[8] - أخرجه البخاري رقم 3671، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً.
[9] - مجموع الفتاوى 4/407-408، منهاج السنة 4/137-138.
[10]- أخرجه البخاري رقم 3668، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً.
[11] - أخرجه البخاري رقم 3697، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان.
[12] - المنتقى من منهاج الاعتدال: شمس الدين الذهبي، تحقيق السيد محي الدين الخطيب. المطبعة السلفية، القاهرة، 1374هـ، ص360 -361.
[13] - السنة: أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال أبو بكر، تحقيق : د. عطية الزهراني، دار الراية للنشر والتوزيع – الرياض، الطبعة الأولى 1410هـ-1989م، رقم 671.
[14]- أخرجه البخاري رقم 3653، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب المهاجرين وفضله وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضي الله عنه.
[15]- أخرجه البخاري رقم 3654، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر قاله ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[16]- أخرجه البخاري رقم 3661، كتاب المناقب، باب فضل أبي بكر.
[17]- أخرجه البخاري رقم 3666، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلاً قاله أبو سعيد.
[18]- أخرجه البخاري رقم 3662، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلاً قاله أبو سعيد.
[19]- رواه أبو داود رقم 2962، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في تدوين العطاء ورقم 3946، كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب. وابن ماجة في المقدمة، باب فضائل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وباب فضل عمر برقم 108، وراجع صحيح سنن أبي داود للألباني برقم 2566.
[20]- انظر علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري أبو الحسن، تحقيق د. فوقية حسين محمود، دار الأنصار– القاهرة- الطبعة الأولى، 1397م ص66. والإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، ص65.
[21]- انظر شرح أصول الكافي: محمد صالح المازندراني، تعاليق الميرزا أبو الحسن الشعراني -قم- إيران، 11/96.
[22]- انظر المصدر السابق11/123.
[23]- الشيعة في الميزان:محمد جواد مغنية، دار الشروق، بيروت–القاهرة، ص440.
[24]- تفسير القمي:علي بن إبراهيم القمي، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر-قم- الطبعة الثالثة، ص185.
[25]- رجال الكشي(معرفة أخبار الرجال):محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – كربلاء- ص4. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: الشيخ محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء – بيروت، لبنان- الطبعة الثانية المصححة 1403ه- 1983م ،22/333،351، 28 /236. وتفسير العياشي:أبو النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندي المعروف بالعياشي، تصحيح وتحقيق وتعليق السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران- 1/199، تفسير كنز الدقائق: المفسر الميرزا محمد المشهدي ابن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين -قم- 3/242. الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: على خان المدني الشيرازي الحسيني، م قدم له محمد صادق بحر العلوم، منشورات مكتبة بصيرتي قم الطبعة الثانية 1397ه ص 213.
[26]- الكافي: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، رقم 6، كتاب الأيمان والكفر، باب في قلة عدد المؤمنين. 2/244، ورقم 341، وانظر8/245. دار صعب ودار التعارف-بيروت- الطبعة الرابعة 1401ه.
[27]- حق اليقين: محمد باقر المجلسي-طهران، إيران- ص522.
[28]- أصل الشيعة وأصولها:محمد الحسين آل كاشف الغطاء تحقيق عَلاء آل جَعفر، مؤسسة الإمام علي عليه السلام ص 193.
[29]- رجال الكشي: محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي رقم 15، ص13.
[30]- رجال الكشي رقم 20، ص15.
[31]- الكافي: الكليني، رقم 343، كتاب الروضة، 8/246.
[32]- انظر تفسير العياشي 1/307، التفسير الأصفى في تفسير القرآن: ملا محسن فيض، حققه مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، 1/246.
[33]- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: محمد باقر المجلسي 32/328.
[34]- الشعائر الحسينية:حسن الشيرازي، مؤسسة دار المهدي والقرآن الحكيم، ص 16.
[35]- العقائد: محمد باقر المجلسي تحقيق حسين دركاهي، بدون معلومات طبع، ص 85.
[36]- إلزام الناصب للحائري 2/9 نقلا عن بيان موقف شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي من الشيعة من خلال تفسيره (التحرير والتنوير):الأستاذ/ خالد بن أحمد الشامي، الطبعة الأولى 1425هـ - 2005م، ص 53.
[37]- الكافي: الكليني، رقم 3، كتاب الأصول باب القول عند الإصباح والإمساء، 2/389
[38]- انظر بصائر الدرجات الكبرى: الصفار - منشورات الأعلمي- طهران- رقم 8، باب في الأئمة إذا مضى منهم إمام يعرف 1/506، والكافي للكليني رقم 301، كتاب الروضة 8/231، وانظر كذلك:الخرايج والجرايح: قطب الدين الراوندي، المطبعة العلمية قم- الطبعة الأولى 1409هـ ص 127، تفسير البرهان للبحراني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان 1419هـ-1999م، 1/48، 4/216، بحار الأنوار:محمد باقر المجلسي 30/196
[39]- بحار الأنوار: المجلسي 30/196.
[40]- المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص36.
[41]- بصائر الدرجات: الصفار ص 213.
[42]- المصدر السابق.
[43]- الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، تعليقات وملاحظات السيد محمد باقر الخرسان، سلسلة كتب المناظرات (5) إعداد مركز الأبحاث العقائدية 1/228 ، تفسير الصافي: الملا حسن، وتفسير:الكاشاني1/27.
[44]- الاحتجاج للطبرسي 1/228.
[45]- كشف الأسرار: روح الله الخميني، تقديم: د. محمد أحمد الخطيب، ترجمة: د. محمد البنداري، دار عمار- عمان،الأردن- 1408هـ-1987م، ص131.
[46]- كشف الأسرار ص107-108.
[47]- بتصرف من كتابه التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية: محمد باقر الصدر، قدم له وعلَّق عليه طالب الحسيني الرفاعي، مكتبة الخانجي-القاهرة- ص 54-55.
[48]- تدوين السنّة الشريفة: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، الطبعة الثانية ص 408.
[49]- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:على خان المدني الشيرازي الحسيني، قدم له محمد صادق بحر العلوم، الطبعة الثانية 1397ه، منشورات مكتبة بصيرتي قم ص11.
[50]- وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن العشرين الذين دعا إلى التقريب، توفي عام 1377هـ.
[51]- المراجعات:عبد الحسين شرف الدين سلسلة كتب المناظرات (22) إعداد مركز الأبحاث العقائدية المراجعة رقم 63، ص 365.
[52]- المراجعات: المراجعة (84) ص 351.
[53]- انظر بحار الأنوار:المجلسي 30/381، 31/630، 69/173-138،97/230.
[54]- انظر تفسير القمي 2/113. تفسير العياشي 2/289، تفسير البرهان 2/381، وتفسير الصافي3/151.
[55]- تفسير القمي 2/113.
[56]- تفسير القمي1/383.
[57]- رجال الكشي 180.
[58]- مختصر بصائر الدرجات: حسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الطبعة الأولى 1370ه - 1950م ص 12.
[59]- انظر صحيفة الحقائق عدد يوم الأربعاء 16 فبراير 2005م.
[60]- سبق ذكره.
[61]- نهج البلاغة، تحقيق الدكتور صبحي الصالح. بيروت- لبنان ص350.
[62]- انظر المصادر الشيعية التالية: سعد السعود: لأبي القاسم علي بن موسى المعروف بابن طاووس مطبعة الرضا- قم، إيران- ص116، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص 176. والإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة: محمد بن الحسن الحر العاملي، المطبعة العلمية –قم،إيران- ص 286-288، تفسير العياشي 2/57-58، وتفسير البرهان للبحراني 2/81-83، وكتاب بحار الأنوار للمجلسي 53/104-105. معجم أحاديث الإمام المهدي(ع): منشورات موقع الكوثر الإسلامية في شبكة الإنترنت،5/192.
[63]- انظر بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 306-307. والاختصاص للمفيد ص277.
[64]- انظر دلائل الإمامة: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الأعلمي – بيروت- ص 242. والرجعة لأحمد الإحسائي ص 128-129، وعيون أخبار الرضا له، صححه وقدم له وعلق عليه العلامة الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1404ه-1984م 1/58، حلية الأبرار لهاشم البحراني 2/652-676، وبحار الأنوار للمجلسي52/379، 53/1-38، والأنوار النعمانية للجزائري 2/85، دوائر المعارف الشيعية لمحمد حسن الأعلمي1/350-351.
[65]- انظر الدعاء بطوله: بحار الأنوار:المجلسي 82/260-261، وانظر ص 282، وقد ذكر هذا الدعاء الشيعي في عدة مصادر شيعية منها: مستدرك سفينة البحار:الشيخ علي النمازي 1/192، مرآة العقول: المجلسي 4/356، مقدمة تفسير البرهان: أبو الحسن العاملي في 1/113-174، المصباح: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت لبنان- الطبعة الثانية ص552-553، وطبعة أخرى مكتبة الأعلمي– بيروت- سنة 1994م ص 732، إحقاق الحق:نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقب بمتكلم الشيعة، منشورات مكتبة آية الله المرعشي– قم ،إيران-1/337. إكسير الدعوات:عبد الله بن محمد بن عباس الزاهد، طبعة مكتبة الفقيه، الكويت السالمية، ص60. وذكر الدعاء في غير هذه المصادر الشيعية مما لا تتوفر بين أيدينا وأشار إليها الباحثون من أهل السنة المطلعون على مصنفات الشيعة.
[66]- انظر:الذريعة إلى تصانيف الشيعة: آغا بزرك الطهراني، تقديم محمد الحسين آل كاشف الغطاء دار الأضواء -بيروت- 8/192،11/ 236، 13/216-217،
[67]- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل:الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي:تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث الطبعة المحققة الأولى 1408ه-1978م مؤسسة آل البيت لإحياء التراث- بيروت 4/304.
[68]- ضياء الصالحين: الطبعة الثانية عشر عام 1389 ص513.
[69]- الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 4/60، وانظر أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب: ص 21.
[70] - الصراط المستقيم: الشيعي البياضي 3/155، علم اليقين:الكاشاني 2/707.
[71] - الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/53.
[72] - الشيعي حيدر الآملي في كتابه الكشكول ص 104
[73] - الأنوار النعمانية نعمة الله الجزائري 1/53.
[74] - البرهان للبحراني1/500.
[75]- تلخيص الشافي: محمد بن الحسن الطوسي ص 407، نقلا عن أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب ص 21.
[76]- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ابن طاووس الحسيني، مطبعة الخيام -قم، إيران- طبعة 1400هـ، ص 32.
[77]- مرآة العقول –شرح الروضة- للمجلسي 3/429-430.
[78]- الاستغاثة في بدع الثلاثة: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي، خال من تاريخ الطبع ومكانه، ص 20.
[79]- الصراط المستقيم: زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي، تحقيق محمد الباقر البهبودي، سلسلة الكتب العقائدية (192)، إعداد مركز الأبحاث العقائدية 3/149.
[80]- رجال الكشي ص61.
[81]- الاعتقادات للمجلسي ص17.
[82]- انظر التبيان في تفسير القرآن:شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العاملي 3/555.
[83]- انظر المصدر السابق 5/216-217.
[84]- انظر مقال اعتذرْ يا بهاء الأعرجي!...مسامير:جاسم المطير، موقع أنصار السنة على شبكة المعلومات الدولية(www.ansarsunna.com)، وموقع نصارية نت الثقافي(www.nasiriyeh.net).
[85]-انظر بحار الأنوار: المجلسي 18/109،19/71، 30/194، 31/617، 53/75، 108/251، تنقيح المقال في علم الرجال: عبد الله المامقاني، دار التعارف للمطبوعات 1991م 1/393، وبصائر الدرجات في فضائل آل محمد (ع): أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار 1/444، وتفسير القمي طبعة حجرية ص 157، وطبعة حديثة 1/290، والاختصاص للمفيد ص 19، مختصر بصائر الدرجات: الحسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف 1370ه - 1950م ص 29.
[86]- السيرة النبوية: ابن كثير 2/23.
[87]- انظر الصراط المستقيم للبياضي 3/129، إحقاق الحق وإزهاق الباطل: نور الدين المرعشي التستري، من منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم-إيران، ص 284. عقائد الإمامية للزنجاني 3/27.
[88]- انظر تفسير العياشي 2/ 223-224 ، البرهان للبحراني 2/310، بحار الأنوار للمجلسي 8/220.
[89] - جلاء العيون للمجلسي ص 45.
[90]- انظر مصادرهم:الأنوار النعمانية للجزائري 1/63 ،الزهراء في السنة والتاريخ والأدب: محمد كاظم الكفائي، طبع الجزء الأول منه عام 1369هـ، وطبع الجزء الثاني عام 1371هـ في 408 صفحات، وقد عدَّ آغا بزرك الطهراني الشيعي المعاصر هذا الكتاب من كتب الشيعة، وذكره ضمن مصنفه الذريعة إلى تصانيف الشيعة 12/67. و وجاء دور المجوس الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية:الدكتور عبد الله محمد الغريب،
[91] - انظر الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ص 7، وسراب في إيران لأحمد الأفغاني ص 25.
[92]- انظر بحار الأنوار:المجلسي 31/98،99،100، والمسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تأليف العلامة الحافظ محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي، تحقيق الشيخ احمد المحمودي، نشر مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور، طبعة سلمان الفارسي -قم الطبعة الأولى 1/445، الصراط المستقيم: زين الدين البياضي 3/28. الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين: الشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي، تحقيق السيد مهدي الرجائي، مطبعة الأمير الطبعة الأولى 1418ه، - قم،إيران- 2/577،578.
[93]- انظر الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/108، بحار الأنوار: المجلسي،98/419، والكنى والألقاب: عباس القمي، تقديم محمد هادى الأمينى 1/147، 2/62.
[94]- بحار الأنوار:المجلسي 20/330، 95/351-355. والأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/108-111.
[95]- منهاج السنة النبوية: ابن تيمية، تحقيق د.محمد رشاد سالم، مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الرياض- الطبعة الأولى 1406ه- 1986م، 6/370-371.
[96]- الشيعة والسنة:إحسان إلهي ظهير، دار الأنصار- القاهرة- 1399ه-1979م، ص . تاريخ أدبيات إيران: المستشرق الدكتور بارؤون،1/217.
[97]- انظر المصادر الآتية:الشفا بتعريف حقوق المصطفى- مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء: العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544هـ، دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، 1409هـ- 1988م 2/286، الصارم المسلول على شاتم الرسول: شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تحقيق محمد عبد الله عمر الحلواني, ومحمد كبير أحمد شودري، دار ابن حزم – بيروت- الطبعة الأولى1417ه، ص565-566، 586-587. تذكرة الحفاظ: حمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دراسة وتحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1419هـ- 1998م، 2/ 294.
[98]- الصواعق المحرقة: لصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيتمي تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط، مؤسسة الرسالة – بيروت- الطبعة الأولى 1997م ص317، وتفسير القرآن العظيم: الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير،مكتبة دار التراث-القاهرة- 4/204.
[99]- الصارم المسلول ص581.
[100]- رواه البخاري رقم 6103، كتاب الأدب، باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال، ومسلم رقم 59،60، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر. وأبو داود رقم 4687، كتاب السنة، باب زيادة الإيمان ونقصانه. والجامع الصحيح سنن الترمذي: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، رقم 2637، كتاب الإيمان، باب ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر.
[101]- انظر أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق: إعداد وجمع سليمان بن صالح الخراشي، مكتبة الرضوان – مصر- 1426هـ- 2005م، ص70.
[102]- انظر الرد على الرافضة: محمد بن عبد الوهاب، تحقيق الدكتور ناصر بن سعد الرشيد الناشر مطابع الرياض، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة- ص19 .
[103]- الصارم المسلول على شاتم الرسول: ابن تيمية ص590.
[104]- الصارم المسلول ص 553.
[105]- كتاب شرح السنة: أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البريهاري، تحقيق د. محمد سعيد سالم القحطاني، دار ابن القيم- الدمام- الطبعة الأولى 1408ه، ص54.
[106]- أحمد في المسند رقم 3600، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط:إسناده حسن. والطبراني في المعجم الكبير: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم –الموصل الطبعة الثانية 1404ه- 1983م، رقم 8583، ورواه في المعجم الأوسط: المعجم الأوسط:أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ,عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين- القاهرة ، 1415ه، رقم 3602.
[107]- تلخيص الشافي:محمد بن الحسن الطبرسي، مطبعة الآداب في النجف، الطبعة الثاني 1963م، 2/428.
[108] - قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، دار الفكر، بيروت- 1412هـ، 11/22.
[109] - النبز بالتحريك: اللقب. الصحاح للجوهري. ويريد بذلك تلقيبهم بـــــالرافضة.
[110] - فضائل الصحابة:الإمام أحمد بن حنبل، رقم 703، تحقيق د. وصي الله محمد عباس، مؤسسة الرسالة –بيروت- الطبعة الأولى 1403ه- 1983م، 1/441.
[111] - راجع منهاج السنة النبوية:ابن تيمية 1/11-12.
[112]- صحيح البخاري رقم 3671، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعيد.
[113]- رواه أحمد رقم 23245، والترمذي رقم 3662، باب 16 في مناقب أبي بكر و عمر رضي الله عنهما كليهما قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتب العلمية – بيروت-الطبعة الأولى 1411ه- 1990م، 3/75 وصححه.
[114]- انظر كتب الشيعة: بحار الأنوار:المجلسي 25/287. المقالات والفرق: سعد بن عبد الله الأشعري القمي، مؤسسة مطبوعاتي عطاني طهران، 1963م ص20، وفرق الشيعة: الحسن بن موسى النوبختي، الطبعة الثانية 1404هـ، منشورات دار الأضواء - بيروت - لبنان.ص 53. وتنقيح المقال في علم الرجال: الماماقانى، المطبعة المرتضوية -النجف- 1352ه. 2/184.
[115]- كتاب النهي عن سب الأصحاب وما ورد فيه من الإثم والعقاب: للإمام الحافظ محمد بن عبد الواحد ضياء الدين المقدسي، رقم 10، تحقيق وتعليق، د. محمد أحمد عاشور م. جمال عبد المنعم الكومي، الدار الذهبية، مصر– القاهر- ص 8.
[116]- انظر الغارت: أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الكوفي الأصبهاني الشيعي، طبعة طهران1/307، منار الهدى:علي البحراني الشيعي ص373، ناسخ التواريخ: الميرزا تقي، طبعة طهران، 3/532
[117]- صحيح البخاري رقم 3685، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه. وصحيح مسلم رقم 2389، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر.
[118]- انظر أعلام الورى بأعلام الهدى: للطبرسي ص 238، مقاتل الطالبين:أبو الفرج الأصفهاني، دار المعرفة –بيروت- ص78.
[119]- انظر عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ابن عنبة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ، طبعة طهران ص195. وكشف الغمة: أبو الحسن على ابن عيسى الأربلي، طبع دار الأضواء، 2/161.
[120]- انظر مقاتل الطالبين: أبو الفرج الأصفهاني ص 159.
[121]- كشف الغمة 2/291، الفصول المهمة لابن الصباغ، 2/864، بعض ما ورد من سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام، مركز المصطفى للدراسات الإسلامية، صفحة كشف الغمة. وأورده أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
دار الكتاب العربي – بيروت- الطبعة الرابعة 1405ه، 3/137.
[122]- انظر فضائح الباطنية: أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، تحقيق د. عبد الرحمن بدوي مؤسسة دار الكتب الثقافية – الكويت، ص149.
[123] - منهاج السنة:ابن تيمية 4/123. 7/460.
[124]- السنة : الخلال أبو بكر، رقم 779، 3/493. وقال:إسناده صحيح.
[125] - الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيتمي، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط، مؤسسة الرسالة – بيروت- الطبعة الأولى، 1997م، ص384.
[126] - الشفا: القاضي أبو الفضل عياض 2/1109.
[127] - السنة للخلال 3/493.
[128] - تفسير القرآن العظيم:أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ابن كثير 7/362.
[129]- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: أبو الفضل محمود الألوسي أبو الفضل، تصحيح وتعليق محمود شكري الألوسي، دار إحياء التراث العربي – بيروت- 26/127.
[130]- تفسير الجامع لأحكام القرآن: أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، طبعة دار الحديث -القاهرة- 1423هـ-2002م، 26/571.
[131]- الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة:ابن حجر الهيتمي ص 386.
[132]- الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية:عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور البغدادي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد:أبو منصور البغدادي، دار الآفاق الجديدة – بيروت، الطبعة الثانية 1977م ص 353.
[133]- الفرق بين الفرق:البغدادي ص357.
[134] - الصواعق المحرقة:ابن حجر الهيتمي ص 386.
[135]- الشفا للقاضي عياض 2/ 1109، السنة للخلال 3/493.
[136]- السنة للخلال 3/493.
[137]- المصدر السابق نفسه.
[138]- كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل ص 82.
[139]- طبقات الحنابلة: أبو الحسين ابن أبي يعلى محمد بن محمد، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة – بيروت- 1/32.
[140]- الصواعق المحرقة للهيتمي-بتصرف- ص 138، 142.
[141]- منهاج السنة: ابن تيمية 8/381.
[142]- الصارم المسلول على شاتم الرسول: ص 586-587.
[143]- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة – بيروت- الطبعة الثانية 1395هـ- 1975م، 2/82.
[144]- السنة: الخلال - بتصرف- 2/499.
[145]- انظر كتاب المناظرة بين أهل السنة والرافضة: أبو العباس يوسف الواسطي – مخطوط بمكتبة الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة- الورقة 66.
[146]- الفرق بين الفرق ص356.
[147]- انظر الأنساب: أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان –بيروت لبنان- الطبعة الأولى 1408هـ- 1988م، 3/188.
[148] - رسالة في الرد على الرافضة: محمد بن عبد الوهاب ص18-19.
كلية أصول الدين- الجامعة الإسلامية
فضائل الصحابة وآل البيت وعلو مكانتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى بيان فضل ومكانة كل من الصحابيين الخليفتين الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وبيان موقف الشيعة الروافض، و وبيان حكم الإسلام فيمن يطعن في دينهما ويشكك في إيمانهما.
منهج البحث:
اعتمد الباحث المنهج الوصفي والتحليلي، وذلك بجمع المعلومات من مصادرها ثم تحليلها، وقد استعنت بالمصادر الشيعية في بيان مواقف الشيعة من الصحابة، وإذا رجعت لمصدر ذكرت بياناته عند أول مرة أرجع إليه، ثمَّ اذكره مختصرا بعد ذلك.
مكونات البحث:
وقد جعلت هذا البحث في مقدمة، وتمهيد وثلاثة مطالب: ففي المقدمة: بيّنت أهداف البحث، ومنهج الباحث، وتمهيد تناولت فيه فضل الصحابة عامة وفضل أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع. وأما المطلب الأول: فيتضمن بيان بعض افتراءات واتهامات الشيعة الروافض لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. والمطلب الثاني: بيان موقف الشرع ممن يطعن في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. والمطلب الثالث: تمَّ فيه ذكر أقوال أئمة أهل السنة فيمن يشك في إيمان الصحابة وينتقص من مكانتهم.
تمهيد: موقف أهل السنة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
أولا: فضل الصحابة عامة:
يعتقد أهل السنة أنَّ الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ثقات، وأن من أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله تعالى به في قوله تعالى:(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رؤوف رحيم). ويؤمنون بأنَّ أَفضَل الْأُمَّة بعد نَبِيِّهَا محَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَبُو بكرٍ، ثم عُمَر، ثم عُثْمَان, ولا يُقَدِّمُونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وعَنْهُمْ عَلَى وَاحِدٍ من هؤلاءِ الثلاثَة. قال الحافظ ابن كثير:"والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل".([1]) وقال ابن صلاح في مقدمته:"للصحابة بأسرهم خاصية وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة ، قال الله تبارك وتعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران :110.([2])
وأهل السنة يستدلون على فضل الصحابة بما أثنى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم المدنية إلا وتحدثت عن جهادهم في سبيل الله عز وجل، ومن ذلك قوله تعالى:(الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) سورة التوبة:20-22، وقوله تعالى:(فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الأعراف:157. وقوله تعالى:(الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) سورة آل عمران:172،173. وقوله تعالى:(هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال:62، 63. وقوله تعالى:(لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) سورة الحديد:10،َ وقوله تعالى:(قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) سورة الفتح:18.
وفي السنة النبوية ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".([3]) وقال:"لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".([4]) وقد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال:"إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".([5]) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار:"لا يحبهم إلّا مؤمن ولا يبغضهم إلاَّ منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([6])، إن هذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة تواتراً معنوياً، في فضائل الصحابة، والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة.([7])
ثانيا: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
اتفق السلف رضي الله عنهم على تقديم أبي بكر وعمر في الفضل على بقية الصحابة رضي الله عنهم جميعا. وقد تواترت الأخبار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خير الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأنهما أفضل الصحابة وأقومهم بأمر الله وأطوعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال:عائشة فقلت من الرجال؟ فقال أبوها. قلت ثم من؟ قال:ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً".
يقول الإمام أحمد بن حنبل حدثنا سفيان بن عيينة عن خالد بن سلمة عن مسروق التابعي الكوفي قال: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة. وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:"خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. فقد رواه البخاري عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي:"أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين".([8]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وهذا يقوله لابنه الذي لا يتقيه".([9])
وفي خبر البيعة قال عمر لأبي بكر:"أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".([10]) وكان ذلك بحضور جمع من الصحابة فلم ينكر ذلك أحد فكان إجماعاً. وعن ابن عمر قال:"كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم".([11])
وروى ابن بطة عن أبي إسحاق السبيعي الكوفة، قال:"خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما"، وعن ضمرة عن سعيد بن حسن قال: سمعت ليث بن أبي سليم يقول: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا.([12]) قال الفضيل بن عياض:" أوثق عملي في نفسي حب أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ، وحبي أصحاب محمد عليه السلام جميعا".([13])
وقد شهد الله تعالى بأنَّه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع الصديق أبو بكر رضي الله عنه: روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في الغار، لو أنَّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال:"ما ظنك يا أبا بكر! باثنين الله ثالثهما".([14])
وقد شهد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بأنه من أفقه الصحابة وأعظمهم على الرسول منة في المال والصحبة، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلس على المنبر، فقال:"إن عبداً خير الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده"، فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فعجبنا له، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر، إلا خلة الإسلام. لا يبقين في المسجد خوخة أبي بكر".([15]) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله بعثني إليكم، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعد بعدها".([16])
وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بالمنزلة العليا في الجنة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب – يعني الجنة، يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان". فقال أبو بكر:ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر".([17])
ومن نصوص السنة التي تشهد لأبي بكر وعمر بن الخطاب بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعد رجالاً.([18]) وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بأن الله وضع الحق على لسانه يقول به.([19])
ولقد أثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة وأثنى على أهل بيعة الرضوان فقال عز وجل:(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) سورة الفتح:18، وأجمع هؤلاء الذين مدحهم الله تعالى على إمامة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، وسموا أبا بكر خليفة رسول الله وسموا عمر أمير المؤمنين وبايعوهما وانقادوا لهما وأقروا لهما بالفضل، وكانا أفضل الصحابة في جميع الخصال التي يستحقان بها الإمامة، من العلم، والزهد والتقوى، وقوة الرأي وسداده، وسياسة الأمة بالشرع.([20])
المطلب الأول: افتراءات واتهامات الشيعة الروافض لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
الصحابة عند الشيعة قسمان:الأول: قسم وافق أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على تجنيهم على علي رضي الله عنه وخيانتهم لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بتولية علي بالخلافة، وهؤلاء هم جل الصحابة رضي الله عنهم عند الشيعة الروافض.
والثاني: القسم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر، ورأوا أنّ أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قد اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه، وان الخلافة لعلي، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم:سلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهم.
كما ذهب مولي محمد صالح المازندراني إلى تقسيم الأمة إلى قسمين، الأولى: طائفة محكمة في الظاهر والباطن والعلم والعمل، وهم أمير المؤمنين علي والأئمة، والثانية: طائفة متشابهة لهم ظاهر وباطن، ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر والنفاق، وهم فلان وفلان وفلان يعني الثلاثة،([21]) ويقصد الخلفاء الراشدين الثلاثة، حيث ذكر رواية عن جعفر الصادق في قوله تعالى:(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.([22])
ويبين ذلك علامة الشيعة اللبناني المعاصر محمد جواد مغنية فيقول:"وقالت الشيعة:إنَّ الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق".([23]) ويقصد بالطيب والعادل علياً رضي الله عنه ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالخلافة كما سنبين في الصفحات التالية.
لذلك جاءت رواياتهم:أنَّ الصحابة كلهم ذهبوا إلا ثلاثة:سلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر الغفاري. وذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره لسورة الأحزاب:"لم يبق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نافق إلا القليل".([24])
وروى الكشي عن أبي جعفر عليه السلام قال:"كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبو أن يبايعوا لأبي بكر".([25])
وذكر الكليني عن جعفر عليه السلام:"المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا – وأشار بيده ثلاثة-"، قال مصحح الكتاب وصاحب التعليقات عليه الشيخ علي أكبر الغفاري:والمراد بالثلاثة: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".([26]) وذكر المجلسي أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنّهما كانا كافرين، والذي يحبهما فهو كافر أيضا".([27]) وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان.
تقوم عقيدة الشيعة الاثنى عشرية على الانتقاص من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولهم في ذلك عدة صور تعبر عن هذا الموقف.
ونريد أن نبين هنا بأن الشيعة متناقضون فيما يروونه عن أبي بكر وعمر فمع كونهم يكفرونهما ويصفونهما بالنقائص والمعايب إلا أنهم يقرون بدورهما العظيم في نشر الإسلام والفتوحات الإسلامية، يقول عالم الشيعة محمد كاشف آل الغطاء عن علي رضي الله عنه: "وحين رأى أن الخليفتين قبله -أي أبا بكر وعمر- بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد، وتجهيز الجيوش، وتوسيع الفتوح، ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم".([28])
ويقال للشيعة إذا كنتم تزعمون أن معظم الصحابة من أهل النفاق والردة فكيف انتشر الإسلام؟! وكيف فتحت بلاد فارس والروم وبلاد الشام ومصر، وكيف فتح بيت المقدس؟
ونلخِّصُ هنا أهمَّ افتراءات وأكاذيب الشيعة في حق الشيخين رضي الله عنهما:-
أولا: تكفـير الشيعة ولعنهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
لقد كفّر الشيعة الاثنى عشرية جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وممن يكفرونهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فهما ليسا من الصحابة الثلاثة الذين بقوا مسلمين ولم يرتدوا بعد التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، فقد روي محدث الشيعة الكشي عدة روايات عن أئمة الشيعة تفيد الهراء والإفك المبين: فعن أبي جعفر أنه قال:"كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم". ويروى عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا- وأشار بيده– إلا ثلاثة".([29]) ويروى عن موسى بن جعفر أنه قال:"إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر".([30]) وزعم الكليني موت الشيخين كافرين، ثم قام بلعنهما، وروى كذبا عن أبي جعفر أنه قال:إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".([31])
وجاء تكفير الصديق والفاروق في بعض كتب تفسير الشيعة عند قوله تعالى:(إنَّ الذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنٍ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) سورة النساء:137. حيث نسبوا إلى جعفر الصادق أن قال:"نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه واله في أول الأمر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال:من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله، فبايعوه ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه واله فلم يقروا بالبيعة ، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء".([32])
ويزعم محدث الشيعة نعمة الله الجزائري بكثرة الروايات الشيعية في تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقول:"الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم، وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى..".([33])
وقد أكد الشيعي المعاصر حسن الشيرازي نفاق أكثر الصحابة رضي الله عنهم، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في صفوف المؤمنين؟ ثم أجاب نفسه بقوله :"إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التي تظاهرت ضده فكان يهتف:"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".([34])
ثانيا: البراءة منهما:
إن البراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تعد من ضروريات مذهب الشيعة الروافض، وقد أوجبوا على الشيعة التبرؤ منهما، ومن لم يتبرأ منهم فليس من مذهب الشيعة في شيء. يقول شيخهم المجلسي: من ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية.([35])
وزعم مشايخ الشيعة أن البراءة منهم تعد من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان.([36]) ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة، روى الكليني في كتابه الكافي بسنده عن أئمتهم قولهم:"من قال:اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم وأن محمدا عبدك ورسولك وأن فلان إمامي ووليي ...وأبرأ من فلان وفلان وفلان فإن مات من ليلته دخل الجنة".([37]) ومقصوده من وفلان وفلان وفلان هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
ونسب الشيعة زورا وبهتانا إلى جعفر الصادق أنه قال:"إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير وإن من وراء قمركم أربعين قمرا، فيها خلق كثير لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهاما لعنة فلان وفلان". وفي رواية الكليني:"لم يعصوا الله طرفة عين يبرءون من فلان وفلان".([38])، وقد علَّق المجلسي على هذه الرواية بقوله:من فلان وفلان أي من أبي بكر وعمر.([39])
ثالثا: اتهامهما بتحريف القرآن الكريم:
يقول الشيعي أبو الحسن العاملي:"اعلم أنَّ الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات".([40])
ويروي أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار عن أبي جعفر الصادق أنه قال:"ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.([41]) وروى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال:ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.([42])
وذكر أنّ عمر قال لزيد بن ثابت:إنّ عليا جاءنا بالقرآن، وفـيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فـيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر:ما الحيلة؟ قال زيد:أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر:ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر فـي قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استُخلف عمر سألوا عليا رضي الله عنه أن يدفع إليهم القرآن فـيحرفوه فـيما بينهم، فقال عمر:يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال:هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة:"إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا:"ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر:فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي:نعم،إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل الناس عليه".([43])
وأبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي يروى في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال:"لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال:يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت- وكان قارئا للقرآن- فقال له عمر:إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم".([44])
وآية الله الخميني قائد الثورة الإيرانية اتهم الصحابة بالتحريف فيقول:"فإنّ أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفـيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار وإلى الأبد بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب-يقصد التحريف- الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى".([45])
وقال في موضع آخر:"وإننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله، والدين...إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وإن يكونوا ضمن أولي الأمر".([46])
رابعا:اتهامها بتضييع السنة النبوية:
ذهب علاَّمة الشيعة المعاصر محمد باقر الصدر إلى اتهام الصحابة بأنّهم أمسكوا عن سؤال النبي عليه السلام، وأمسكوا عن تدوين آثار النبي عليه السلام وسنته، مما كان سبباً في ضياعها وتحريفها، وأنّ الذي حافظ على التدوين والتسجيل هم أهل البيت، وزعم بأنّه استفاضت الروايات عن أئمة أهل البيت بأنّ عندهم كتاباً ضخماً مدوناً بإملاء رسول الله عليه السلام وخطّ علي بن أبي طالب جمع فيه جميع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.([47])
وزعم محمد رضا الحسيني الجلالي أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يرون الاستشهاد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أبا بكر المقصود بقول النبي:"يوشك الرجل متكئاً في أريكته ،يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عزّ وجلّ فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه"! بل كان عمر ينهى عن تدوين السنة.([48])
خامسا: اتهامهما باغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
يعتقد الشيعة بعدم إيمان الصحابة الذين لم يؤمن بأحقية آل البيت في الإمامة ، وزعموا أن قلة من الصحابة حققوا الإيمان لقولهم باستحقاق آل البيت الإمامة تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول علي خان الشيرازي المتوفى1130هـ:"حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم ولا يتحتَّم الحكم بالإيمان والعدالة بمجرد الصُحبة ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار إلاَّ أن يكون مع يقين الإيمان وخلوص الجنان، فمن علمنا عدالته وإيمانه وحفظه وصية رسول الله في أهل بيته وأنَّه مات على ذلك كسلمان وأبي ذر واليناه وتقرَّبنا إلى الله تعالى بحبه".([49])
يقول عبد الحسين شرف الدين([50]) معللاً عدم ظهور نصوص الإمامة وصراحتها:"أما عدم إخراج تلك النصوص فإنما هو لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في الصدر الأول، وعبدة أولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت، وإطفاء نورهم كل حول وكل طول، وكل ما لديهم من قوة وجبروت، وحملوا الناس كافة على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب، وأجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم ودنانيرهم، وأخرى بوظائفهم ومناصبهم، ومرة بسياطهم وسيوفهم، يدنون من كذب بها، ويقصون من صدق بها، أو ينفونه أو يقتلونه. وأنت تعلم أن نصوص الإمامة، وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم وتنقض أساس ملكهم.([51])
واتهم عبد الحسين شرف الدين الصحابة بعدم الامتثال لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت تتعارض مع مصالحهم خصوصاً فيما يتعلق بالحكم وإدارة الدولة، فإنهم لا يمتثلون فيها إلى أوامره، بل يتركونها، ويفعلون ما يرون فيه مصلحتهم، وهذا طعن مؤلم فيهم.([52])
سادسا: الشتم والقذف لهما بألفاظ بذيئة:
لقد اتخذ الشيعة مواقف سيئة من الخلفاء الراشدين ولعلَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نالهما كثيراً من الأذى والاتهامات الباطلة، وأكثر من غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم جميعا، فقد ذكر المجلسي رواية عن أبي علي الخراساني، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام، قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته، فقلت:إن لي عليك حقا، ألا تخبرني عن هذين الرجلين، عن أبي بكر وعمر؟. فقال: كافران، كافر من أحبهما. ويذكر رواية أخرى عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام - وقد خلا-: أخبرني عن هذين الرجلين؟. قال: هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما ولا رحمهما، كافران، كافر من تولاهما".([53]) وجاء فـي تفسير كل من القمي والعياشي والصافي الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان". عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي".سورة النحل:95.([54])
وجاء فـي تفسير علي بن إبراهيم القمي تحت قوله تعالى:(ويوم يعض الظالم على يديه( يقول:"يعني الأول -أبا بكر- يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً- يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً - أي عمر-".([55]) وأيضاً فـيه تحت قوله تعالى:(وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا):قال أبو عبد الله عليه السلام:"ما بعث الله نبياً إلا وفـي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده..وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق". وفسَّر جبتر بعمر، وزريق بأبي بكر!، وفـيه:"والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك فـي أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء".([56]) ويروي الكشي فـي روايته:"ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".([57])
وفـي مختصر بصائر الدرجات وردت هذه الرواية فـي لعن أبي بكر وعمر:"عن محمد الباقر:من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فـيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا- إلى أن قال- قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني- أبي بكر وعمر-فـي كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا".([58])
وقد دأبت مجلة المنبر الكويتية الشيعية تنشر مقالات تتهجم فيها على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك: اتهمت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إحدى مقالاتها بأنَّ به مرض لا يشفيه إلا ماء الرجال، وأنَّ أبا بكر لم يكن مع الرسول عليه السلام في الغار، وأن عمر بن عبد العزيز الملعون في السموات، وأن خالدا بن الوليد قد قتل رجلا مسلما وزنا بامرأته، وكثير من المواضيع ذات الرائحة الكريهة التي تعج بها هذه المجلة الخبيثة.([59]) وقد أحال وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن مجلة "المنبر" بناء على توجيهات مجلس الوزراء إلى النيابة العامة، لأنَّ ما عرضته هذه المجلة يعدُّ شقا وفتنة، تتعارض مع كل القيم والثوابت الإسلامية.
انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة، وما يقولونه فـي الصحابة رضي الله عنهم والذين هم خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام، والذين أثنى الله عليهم ورسوله، وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيريّتهم وسابقتهم وجهادهم فـي الإسلام. فأي حب يكنّه هؤلاء القوم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين إلا نفراً يسيراً، وسبق أن ذكرنا رواية ثقتهم الكليني في"أن الناس كانوا أهل ردة إلا ثلاثة:المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي".([60])
سابعاً:الزعم بصلبهما قبل يوم القيامة:
لقد ثبت في كتب الشيعة المعتمدة مدح علي رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه، ومن ذلك قوله عنه:"ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه".([61]) لكنَّ كتب الشيعة ممتلئة بأخبار نسبوها زورا وبهتانا إلى عدد من الأئمة الاثنى عشر تدل على أنهم يعتقدون أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يخرجان من قبريهما طريين، ويصلبان قبل يوم القيامة، ويعذبان أشد العذاب. ومن هذه الروايات:-
1- الروايات المنسوبة كذبا إلى أبي جعفر الباقر، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة منهم: أبو بصير، وسلام بن المستنير، وعبد الأعلى الحلبي.([62]) ومنها: ما رواه الصفار والمفيد بسنديهما عن عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي عن أبيه عن جده "أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر بمنى وهو يرمي الجمرات وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال : فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين وثلاثة في ناحية فقال له جدي : جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط . رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك ثلاثة في ناحية و اثنتين في ناحية ؟ قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أخرج الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما هاهنا لا يراهما إلا إمام عادل فرميت الأول -أبا بكر- اثنتين والآخر -عمر- ثلاثة لأن الآخر أخبث من الأول".([63])
2- الروايات المنسوبة زورا وبهتانا إلى جعفر أبي عبد الله الصادق، وزعموا أنَّه رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي الجارود.([64])
ثامنا: تسمية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت، وصنمي قريش:
لقد أصدر مجموعة من مشايخ الشيعة دعاءً باسم صنمي قريش، يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من آيات الشيعة منهم:آية الله الخميني وأبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وشريعتمداري.([65]) وذكر الشيعي أغا بزرك الطهراني ذكر أن شروحه بلغت العشرة.([66])
ومما جاء في هذا الدعاء الكفري:اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك وحرّفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك ووليا أعداءك، وخربا بلادك وأفسدا عبادك.
وذكر صاحب الوسائل أن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وجنة الأمان روى عن عبد الله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت به -أي بدعاء صنمي قريش- وقال:(إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد بألف ألف سهم).([67])
وروى صاحب ضياء الصالحين ما نصه:"عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحى عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين درجة"، وعن حمزة النيسابوري أنه قال ذكرت ذلك لأبي جعفر الباقر فقال:ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة انه واسع كريم".([68])
موقف الشيعة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
من المعلوم لدى المسلمين أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه هو أول الصحابة إسلاما وأخصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم على الإطلاق. ولكنَّ الشيعة الاثنى عشرية سلكوا طريقا مخالفا لإجماع المسلمين فكفَّروا أبا بكر رضي الله عنه وجردوه من الإيمان، ومن كل فضيلة، ونسبوا له عددا كبيرا من النقائص والمعايب، اخترعوها من نسج خيالهم المريض وحقدهم على خير أمة أخرجت للناس، بهدف هدم الإسلام جملة وتفصيلا، يطعن الشيعة في صدق إيمان أبي بكر رضي الله عنه ويصفونه بأنَّه رجل سوء.([69]) وزعموا أنه أمضى أكثر عمره مقيما على الكفر خادما للأوثان.([70])، وأنه عابد للأصنام.([71])
وزعمت الشيعة أنّ إيمان أبي بكر كان كإيمان اليهود والنصارى، لأنه لم يتابع محمداً صلى الله عليه وسلم لاعتقاده أنه نبي، بل لاعتقاده أنه ملك.([72]) واستمر على عبادة الأصنام وكان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صنما معلقا في عنقه يسجد له.([73])
وافتروا عليه رضي الله عنه بأنه كان يفطر متعمدا في نهار رمضان، ويشرب الخمر، ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ([74])
وقال الطوسي الشيعي:"إنَّ من الناس من شك في إيمانه لأنَّ في الأمة من قال:إنه لم يكن عارفا بالله تعالى قط".([75]) وجزم ابن طاووس الشيعي بأن أبا بكر مشكوك في هدايته.([76]) وجزم المفتري المجلسي بعدم إيمانه. ([77])
وزعمت أن باطن أبي بكر رضي الله عنه غير ظاهره، فزعمت الروافض أنًّهم اطلعوا عليه، وتبين لهم من خلال هذا الإطلاع أنًّه كافر.([78]) وحرَّفوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أبا بكر لم يسؤني قط" بما يوافق مزاعمهم الباطلة فقالوا:"هذه صيغة ماض، وهي يستلزم أن كفر أبي بكر لم يسوؤه عليه السلام".([79])
والكشي يروي ما يلي:"قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين ابسط يدك لأبايعك، قال:أو ما فعلت ؟ قال:بلى، فبسط يده فقال أشهد أنك إمام مفترض الطاعة، وأن أبي فـي النار".([80]) وقال المجلسي المرجع الشيعي المعاصر:"ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية([81])
وهذا شيخ الشيعة الطوسي يذهب إلى تجريد أبي بكر رضي الله عنه من الفضائل فيقول:لم يكن لأبي بكر حظ في الجهاد، أو نكاية في المشركين، ولم يشارك في شيء من حروب النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الفرار شيمته، والهرب ديدنه، وقد انهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة معارك، فانهزم في غزوتي أحد وحنين، وغيرهما.([82]) ويزعم أن قول الله تعالى:(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) سورة التوبة:40، لا مدح فيه لأنَّ تسمية الصاحب لا تفيد فضيلة، فالله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر:(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ) سورة الكهف:37.([83]) وقد يقول الرجل المسلم لغيره:أرسل إليك صاحبي اليهودي، ولا يدل ذلك على الفضل، وقول الله تعالى:(لا تحزن) إن لم يكن ذما فليس مدحا، بل هو نهي محض عن الخوف، وقوله تعالى:"إن الله معنا" قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه وآله، ولو أريد به أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة، لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لا تفعل إن الله معنا، يريد أنه مطلع علينا، عالم بحالنا.
ويتهم العضو الحالي لمجلس النواب العراقي الشيعي بهاء الأعرجي في لقائه بقناة البغدادية العراقية أبا بكر الصديق رضي الله عنه. بالمتآمر على المسلمين، وإن المؤامرة بدأت من عند أبي بكر رضي الله عنه.([84])
زعم الشيعة أنَّ أبا بكر الصديق كان يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحر، وليس رسولا نبيا، فقد روى شيوخ الشيعة الصفار والقمي والمفيد بأسانيدهم الشيعية عن خالد بن نجيح حسن المامقاني -من علماء الشيعة- حديثه قال:قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق: جعلت فداك! سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر: الصديق ؟ قال:نعم. قال:فكيف؟ قال حين كان معه في الغار قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة. قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وإنك لتراها ؟ قال:نعم. قال:فتقدر أن ترينيها؟ قال:أدنو مني. قال:فدنى منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور المدينة فقال في نفسه الآن صدقت أنك ساحر، فقال:رسول الله صلى الله عليه وآله:الصديق أنت".([85])
موقف الشيعة من عمر الفاروق رضي الله عنه:
يعدُّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. ولمَّا أسلم كان إسلامه عزا للمسلمين، وفتحا مبينا للإسلام، فأعلن الصحابة شعائر دينهم بعدما كانوا يؤدونها سرا، وفرَّق الله تعالى بإسلامه بين الحق والباطل، وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم إذن بالفاروق.([86])لكنَّ الشيعة يزعمون كذباً وزوراً أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافراً، حيث كان يبطن الكفر ويظهر الإسلام.([87]) وزعم بعض الشيعة أنَّ كفر الفاروق مساوياً لكفر عدو الله إبليس، بل أشد منه.([88])
ولا يكتفي الشيعة بمجرد القول بكفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بل يلعنونه ويلعنون كلَّ من يشك في كفره، أو يتوقف عن لعنه.([89]) وقد ألَّف المرجع الشيعي المعاصر ميرزا جواد التبريزي كتابا بعنوان:"الشذوذ الجنسي لدى عمر بن الخطاب" خصصه لسبُّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بألفاظ وعبارات بذيئة. وهذا الرجل هو صاحب المقولة المشهورة:"لو أدخلني الله إلى الجنة ووجدت عمر بن الخطاب فيها لطلبت من الله أن يخرجني منها".
ومن ذلك:أن بلغت بالشيعة الوقاحة وسوء الأدب حداً أن اتهموا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه كان مصاباً بداء لا يشفـيه إلا ماء الرجال".([90]) قاتلهم الله أنّى يؤفكون. وقد رأى هذا الكلام الخبيث في هذا الكتاب الأستاذ البشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر، عند زيارته الأولى للعراق.([91])
ويدعي الشيعة كذباً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ابن امرأة زانية اسمها صهاك.([92])
وفـي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمر، ثم ينهالون عليه ضربا بالعصي ورجما بالحجارة حتى يموت، كما أنَّهم يحتفلون باليوم الذي قتل فـيه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي: بابا شجاع الدين وقد أقاموا له قبة ضخمة جعلوها من مزاراتهم المقدسة.([93]) وهم يترحمون على أبي لؤلؤة المجوسي، ويعدونه من أفاضل المسلمين، ويذكرون أنه إنما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتقاما لظلم أصابه منه، وإهانة ألحقها به.([94])
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حاكيا موقف الشيعة من الفاروق:"ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسي، ومنهم من يقول:اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه. ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من محاربتهم، واثارات أبي لؤلؤة كما يفعلون في الصورة التي يقدرون فيها صورة عمر من الجبس وغيره، وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسيا من عباد النيران...فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسَّم أموالهم".([95])
سبب حقد الشيعة على عمر الفاروق:
إن من أهم أسباب حقد الشيعة المجوس على عمر رضي الله عنه ما يلي:-
1 - تحرير عمر رضي الله عنه لبلاد فارس، وتدميره لدولة المجوس: إنَّ من أهم أسباب عداوة شيعة إيران للخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب لكونه فتح بلاد فارس، وكسر شوكة الفرس، لذا فإن الشيعة أعطوا لعداوته صبغة دينيه مذهبيه وليس هذا من الحقيقة بشيء، وليست عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب لأنه غصب حقوق علي وفاطمة رضي الله عنهما كما تزعم الشيعة، بل لأنَّه فتح بلاد إيران، وقضى على الأسرة الساسانية.([96])
2- العنصر اليهودي في الشيعة: فمما هو معروف أن الشيعة من ابتداع اليهودية، ولهذا يكرهون عمر بن الخطاب لأنه طرد اليهود من جزيرة العرب. ومن المعلوم أن اليهود والنصارى وأعداء الدين حاقدين على فتوحات المسلمين، الذين كانوا عربا، وليس للشيعة سلطان في تلك البلاد، فلهذا تجد لا الشيعة على مر التاريخ أي قائد فتح أو أمير إسلامي.
المطلب الثاني: موقف الشرع ممن يطعن في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
سبق أن بيَّنتُ ما خطته يد علماء الشيعة من مصنفات، وما نسجوه من مرويات نسبوها إلى أئمتهم تصرح بتكفيرهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والتشكيك والطعن في إيمانهم، ولعنهما، ورميهما بمجموعة من النقائص والمعايب التي يستحي العقلاء من رمي أي مسلم بها. ولذا فإنَّ الحكم بتكفير من سلك ذلك لا أظن بوجود من يجادل في ذلك من علماء وأئمة الإسلام، والخلاف في تكفير من تجرأ على سب الصحابة رضي الله عنهم، ولكن العلماء اتفقوا على تكفير من سب الصحابة إذا اشتمل سبه لهم على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو اصطدم مع نص صريح، فمثلا حكموا بكفر من كفَّر الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وطعن في إيمانهم، كما ذهبت الشيعة الروافض، لأنَّ تكفيرهما ردَّ للنصوص الشرعية الكثيرة التي أجمعت على أنهما من أفضل المؤمنين بل من أفضلهم، وهما من سادات الصحابة، ومن أهل عليين المبشرين بالجنة، رضي الله تعالى عن الجميع.([97])
الأدلة الشرعية في تكفير من كفر الصحابة أو طعن في إيمانهم:
إنَّ نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وأئمة السلف تبين فضل الصحابة رضي الله عنتهم أجمعين، كما تبين كفر من كفرهما وطعن في إيمانهم, ونكر هنا بعضا من الأدلة على تكفير من كفَّر الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا، وهي الأدلة المتثلة في القرآن الكريم والسنة الشريفة والإحماع, والعقل، ونبين ما يترتب على الطعن في الصحابة رصي الله تعالى من عقائد فاسدة تلزم من سلك ذلك.
أولا: نصوص القرآن الكريم:
1- قوله تعالى:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ) سورة الفتح:29، ولقد استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة، لأنَّ الصحابة يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة فهو كافر، ووافقه الشافعي وغيره.([98])
ثانيا: الأحاديث النبوية:
1- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بنفاق من أبغضهم الصحابة رضي الله عنهم وعدم إيمان من طعن فيهم، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار"، وفي رواية:"لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق". ومثله ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر". فمن سبهم فقد زاد على بغضهم، فيجب أن يكون منافقا لا يؤمن بالله تعالى، ولا باليوم الآخر.([99])
2- لقد ثبت في الحديث الصحيح تكفير النبي صلى الله عليه وسلم من كفر مسلماً كفر فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بهما أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه".([100]) فمن كفَّر مسلماً كفر، فكيف لا يصير كافراً بتكفيره معظم الصحابة، ومنهم المبشرين بالجنة، وخيارهم الخلفاء الراشدين رضي الله عن الجميع.
3- لقد ثبتت عشرات الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشهادة بإيمانهما وبفضلهما. وتبشيرهما بالجنة، وفي تكفيرهم تكذيب النبي صلي الله عليه وسلم، وهذا ما نبين بعضه فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
ثالثا: ما يترتب على تكفيرهم من محاذير يكفر قائلها:
إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم- ومنهم أبي بكر وعمر- يترتب عليه أن يقع في عدة محاذير كفرية متعلقة بالكتاب والسنة، نذكر أهمها:-
1- التشكيك في نقلة القرآن الكريم والسنة النبوية:إنَّه من المعلوم أن نقلة القرآن والسنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فالتشكيك في إيمانهم وتكفيرهم سيوقع لا محالة التشكيك فيما نقلوه كفار أو فساق، لأنَّ الطعن في النَّقلة طعن في المنقول. فمذهب الشيعة في تكفير الصحابة رضي الله عنهم يترتب عليه تكفير علي رضي الله عنه؛ لتخليه عن القيام بأمر الله. ويلزم منه إسقاط تواتر الشريعة الإسلامية، بل يلزم بطلانها ما دام نقلتها كفار ومرتدين، كما يلزم منه القدح في القرآن العظيم، لأنه وصلنا عن طريق أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.([101])
2- تكذيب نصوص الكتاب والسنة التي تشهد بإيمانهم والترضي عنهم، وصحة الخلافة لهم: ومن اعتقد ما يخالف النصوص الشرعية فقد كفر، ولقد أجمع الصحابة وجمهور الأمة على تلقي الأحاديث على صحة خلافة الصدّيق، ومن أنكر ذلك فقد وقع في تكذيب لما نصَّ عليه القرآن والسنة من الرضا عنهم والثناء عليهم. ومن المعلوم قطعية النصوص الشرعية –القرآن الكريم والأحاديث النبوية- الدالَّة على فضلهم، وثناء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.([102])
فمن النصوص التي تفيد ذلك: شهادة الله تعالى للمهاجرين والأنصار بالإيمان والسبق في الخير قوله تعالى:(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة الأنفال:74. وقوله عز وجل:)لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( سورة التوبة-8889. وقوله عز وجل:(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة:100. وكل مسلم عاقل يؤمن أنَّ أبا بكر وعمر وأكابر الصحابة داخلين في هذه النصوص.
وقد أجمع المسلمون على أنَّ أبا بكر رضي الله عنه من أكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شاركهم في مزاياهم وفضائلهم، وتميَّز رضي الله عنه بخصائص لا توجد في غيره منهم. ومما جاء في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قوله تعالى:(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النور22. وقوله تعالى:(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة40. وقوله عز وجل:(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى) سورة الليل:17-21.
ومن أنكر ما هو قطعي من النصوص فقد كفر. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"وأمَّا من جاوز ذلك إلى أن زعم أنَّهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنَّه مكذب لما نصَّ القرآن في غير موضع، من الرضا عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين....وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام".([103])
3- إن تكفيرهم أو تفسيقهم فيه إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة رضي الله عنهم هم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم وخاصته وأنصاره، الذين تربوا على يديه، وغرس عليه السلام العقيدة في نفوسهم، ومنهم وزراؤه ومستشاريه، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، فتكفير هؤلاء والطعن في إيمانهم، فيه اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم نجاحه في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم. وهذا ما يؤذيه عليه الصلاة والسلام ولا شك. وإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم كفر كما هو مقرر. قال الله تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم) سورة التوبة:61.
يقول الإمام مالك في ذلك:إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء و لو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين.([104]) ويقول الإمام البربهاري:"واعلم أن من تناول أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمداً، وقد آذاه في قبره".([105])
وقد بيَّنت في التمهيد فضل أبي بكر وعمر وشهادة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما بالإيمان والفضل والمكانة العالية بين الصحابة رضي الله تعالى عن الجميع.
4- إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم يلزم منه الطعن في حكمة الله عز وجل في اختياره لهم أصحاباً لنبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون هؤلاء الكفرة الفسقة - كما يزعم الشيعة- الأصحاب المجتبين والمقربين والأنصار المخلصين لإمام أنبيائه عليه الصلاة والسلام! وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال":إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه".([106])
رابعا: ما ثبت عن أئمة الشيعة ومنهم علي من الترضي عنهما ومدحهما:
إنَّ تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مخالف لما ثبت عن علي رضي الله عنه الذي يعظمه الشيعة، فمن ذلك: روى السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم".([107])
وثبت إن أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه أمر بقتل من يلعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.([108]) بسند حسن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال:"يأتي قوم بعدنا ينتحلون شيعتنا وليسوا بشيعتنا لهم نبز([109]) وآية ذلك أنَّهم يشتمون أبا بكر وعمر فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون".([110])
ومن ذلك تفضيله لهما على نفسه رضي الله عنه بالتواتر مستفيض عنه من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة ، واسمع من حضر: خير الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.([111]) وروى الإمام البخاري في صحيحه عن محمد بن الحنفية – وهو ابن علي رضي الله عنه من زوجته الحنفية- قال:قلت لأبي:أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر.([112]) وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما".([113])
وعندما أظهر ابن سبأ الطعن في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، أمر علي بقتله، ثم شفع فيه بعض الناس، فعدل عن قتله ونفاه إلى المدائن –كما اعترف احد الشيعة بذلك-.([114])
ولما بلغه رضي الله عنه أن بعض الناس يتناولون الشيخين رضي الله تعالى عنهما بالسب توعد من تكلم فيهم بسوء بحد المفتري، ثمانين جلدة، فقد روى الشيخ محمد بن عبد الواحد المقدسي بسنده أن أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه بلغه أن نفرا من الناس يتناولون أبا بكر وعمر، فقال: لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم صعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة جاء فيها:"ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين؟ أنا مما قالوا بريء، وعل ما قالوا معاقب، ألا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر ردي". ثم ذكر كلاما طويلا ذكر فيه عن فضلهما، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وهو راض عنهما، وتحدث عن رضا الناس ببيعتهما، وعن سيرتهما الحميدة في خلافتهما ثم ختم كلامه رضي الله تعالى عنه بقوله:"ألا فمن أحبني فليحبهما، ومن لم يحبهما فقد أبغضني، وأنا بريء منه، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة ولكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أتيت به يقول هذا بعد اليوم، فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها:أبو بكر وعمر، ولو شئت لسميت الثالث، وأستغفر الله لي ولكم".([115])
وتحدَّث رضي الله عنه عن مبايعته لأبي بكر عند توليه الحلافة، ومدحه له لقيامه بها، حيث يسر، وسدد، وقارب، واقتصد، وأنًّه كان مناصحاً له، ومطيعاً.([116])
وقد ثبت أن علياً رضي الله عنه كان يرجو أن يدفن عمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، لأنَّه كان كثيراً ما يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نفسه، ثمَّ أبا بكر وعمر، فيقول خرجت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر.([117]) ولقد سمى علي رضي الله عنه أبناءه بأبي بكر وعثمان وعمر رضي الله عنهما.([118])
كما ثبت أنَّ -الإمام السادس عند الشيعة- جعفر الصادق رحمه الله كان يفتخر بأبي بكر ويقول: ولدني أبو بكر مرتين.([119]) وذلك أنَّ أمَّه هي أمُّ فروة بنت القاسم بن أبي بكر، وأمًّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم، فهل يفتخر أحدٌ إلا بمن يراه أهلاً للفضائل.([120])
وقدم نفر من أهل العراق على الإمام زين العابدين فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون:(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ) سورة الحشر:8؟ قالوا: لا. قال: فأنتم (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) سورة الحشر:9، قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم:(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) سورة الحشر:10، اخرجوا عني فعل الله بكم.([121](
خامسا: الإجماع:
لقد أجمعت الأمة المسلمة على فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعلو مكانتهما بين الصحابة، مستدلين في ذلك بنصوص الكتاب والسنة، وأصبح هذا من البداهة بمكان، لذا فالمكفر لهما مخالف للإجماع، كما وقع الإجماع بتكفير من طعن في دينهما، أو شك في إيمانهما.يقول أبو حامد الغزالي: فلو صرَّح مصرِّح بكفر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقد خالف الإجماع وخرقه، وردَّ ما جاء في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار كثيرة.. ثم قال: "فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر.. بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع".([122])
سادسا: العقل الصريح:
إنَّ العقل الصحيح السليم النقي الصافي غير المنساق لمؤثرات الهوى والشهوة، المهيّأ لاحترام الحقائق، وقبول الحق، والرافض للوهم والخرافة هو شاهد للشرع، إنَّ بداهة هذا العقل تدلُّ على أنَّ الله تعالى لا يختار لصحبة رسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم وحملة ونقلة دينه إلا الأمناء الصالحين لذلك، ولم يختر وزراء لنبيه صلى الله عليه وسلم ومستشارين إلا الأصفياء الأتقياء من عباده.لقد علم بالتواتر الذي لا يماري فيه أحد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كان لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم صحبة خاصة ومكانة مميزة من دون الصحابة فكانا من أكثر الصحابة اختصاصًا به، وقربًا إليه، وقد صاهرهما، وكان يحبهما ويثني عليهم خيرا، وإذا كان كذلك فإما أن يكونا على الإيمان والاستقامة ظاهرًا وباطنًا في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد موته، وإما أن يكونا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته، فإن كانا على غير ذلك مع هذه المكانة والقرب فيلزم أحد الأمرين: إما عدم علمه صلى الله عليه وسلم بأحوالهما، أو مداهنته لهما، وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم.([123])
المطلب الثالث: أقوال أئمة أهل السنة فيمن يشكك في إيمان الصحابة وينتقص من مكانتهم
لقد أوثرت أقوال كثيرة عن أئمة وعلماء الإسلام تبين موقف الشرع من اتهام الصحابة والطعن في دينهم والتشكيك في إيمانهم. ونذكر في هذا البحث بعضاً من هذه الأقوال، والتي تبين موقف أئمة الفقهاء الأربعة، وغيرهم من محققي أهل العلم ومجتهديهم.1- قول المالكية: ثبت عن الإمام مالك بن أنس انه قال:"الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم، أو قال: نصيب فـي الإسلام".([124])
قلت هذا قوله فيمن شتم فكيف فيمن كفَّرهم وأخرجهم من الإسلام كما قالت الشيعة الروافض في حق جمهور الصحابة ومنهم أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، والذي ليس له نصيب في الإسلام خارج عن الإسلام، فكل مؤمن له سهم ونصيب من الإسلام، والذي ليس له سهم ولا نصيب من الإسلام ليس من أهل الإسلام.
وقال هشام بن عمار:"سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر، قتل، ومن سب عائشة رضي الله عنها، قتل، لأن الله تعالى يقول فيها:( يعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة النور17، فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل".([125]) وأما قول مالك رحمه الله في الرواية الأخرى:"ومن سبَّ أبا بكر، جلد، ومن سبَّ عائشة، قتل. قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن". ومقصود مالك رحمه الله هنا في سبَّ أبي بكر رضي الله عنه فيما هو دون الكفر، ويوضحه بقية كلامه عن عائشة رضي الله عنها، حيث قال:"من رماها فقد خالف القرآن" فهذا سب مخصوص يكفر صاحبه -ولا يشمل كل سبَّ- وذلك لأنه ورد عن مالك القول بالقتل فيمن كفر من هو دون أبي بكر.([126]) فكيف بالروافض الذين يكفرون أبا بكر وعمر ويطعنون في إيمانهما ويرمونهما بعظائم الأمور. ويوضحه ما روي عن كبار علماء المالكية، فقد روى أبو محمد بن أبي زيد عن سحنون أنَّه قال:"من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أنهم كانوا على ضلال وكفر، قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكل النكال الشديد".([127])
أقول يتبين لنا أن سب الصحابة عند الإمام مالك على حالين:إن اقتصر الشخص على سب الصحابة دون تكفيرهم لم يكفِّره، وإن كفرهم كفَّره، وهذا من وقع فيه الشيعة من تكفير خيار الصحابة والقول بعدم إيمانهم، وشتمهم بما لا يليق كما مرَّ معنا.
وقال ابن كثير عند تفسيره قول الله تعالى:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الفتح:29، ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك فـي رواية عنه بتكفـير الروافض الذين يبغضون الصحابة -رضوان الله عليهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم.([128])
وذكر الألوسي في تفسيره لأية سورة الفتح السابقة أنَّ الإمام مالكاً قد ذهب إلى تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ووافقه كثير من العلماء انتهى . وأنه ذُكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال:من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية ، ويعلم تكفير الرافضة بخصوصهم.([129])
وقال القرطبي:"لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى:( محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ) الآية من سورة الفتح:29. وقال تعالى:(لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ) سورة الفتح:18، إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادةَ لهم بالصدق والفلاح؛ قال الله تعالى:(رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ) سورة الأحزاب:23".([130])
2- مذهب الحنفية:
ذهب أئمة الحنفية – ومنهم الإمام أبي حنيفة- إلى تكفير من أنكر خلافة الصديق أو عمر رضي الله عنهما، أو سبَّ أبا بكر رضي الله عنه.([131]) فكيف فيمن يكفِّره ويكفِّر جمهور الصحابة، ويطعن في دينهم، فلا شك أنَّ كفره أعظم.
3- مذهب الشافعية:
يقول أبو منصور البغدادي الشافعي في بيان مذهب أصحابه الشافعية:"وقالوا بتكفير كل من أكفر واحدا من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة..".([132]) وقال البغدادي:"الإمامية الذين أكفروا خيار الصحـابة..فإنـَّا نكفِّرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم".([133])
وقال الهيتمي:"وأمَّا تكفير أبي بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعي، والذي أراه الكفر فيها قطعا"، وقال أيضا إنَّ من سبَّ أبا بكر: كفر على أحد الوجهين عند الشافعية.([134]) قلت هذا فيمن يسبُّه، فما الحكم فيمن يكفِّر أبا بكر وعمر؟!!
4- مذهب الحنابلة:
سئل الإمام أحمد بن حنبل عمن يشتم الصحابة فقال "أخشى عليه الكفر".ثم قال:"من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن قد مرق من الدين". وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:ما أراه على الإسلام".([135]) وأفتى رحمه الله تعالى بعدم جواز رد السلام على الرافضي، أو الرد عليه إذا سلم.([136]) وعدم جواز الصلاة عليه إذا مات.([137]) وقال الإمام أحمد:وليست الرافضة من الإسلام فـي شيء.([138])
قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء:" والرافضة وهم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم... وليست الرافضة من الإسلام في شيء".([139]) وقال أيضا أبو يعلى الحنبلي:الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر، وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بتكفير من شتم أبا بكر رضي الله عنه، وعدم الصلاة عليه إذا مات.([140]) قلت هذا حال من سب وشتم فكيف بمن كفرهم وزعم بموتهم على الردة وعدم الإيمان، كما ذهب الشيعة الروافض فيما نقلناه عنهم سابقا.
5- أقوال العلماء المجتهدين:
- قال سفيان بن عيينة وغيره:"إن الله عاتب الخلق جميعهم في نبيه إلا أبا بكر. وقال: من أنكر صحبة أبي بكر فهو كافر، لأنه كذَّب القرآن".([141])
- قال شيخ الإسلام بن تيمية:ومن زعم أنَّ الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم.بل من يشكك في كفر مثل هذا؟ فإنَّ كفره متعين، فإنَّ مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران:110، وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.([142])
- قال ابن القيم الجوزية:"وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوليائه وأنصاره، في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم".([143])
- قال محمد بن يوسف الفريابي: إن من شتم أبا بكر يكون كافراً، ولا: يصلى عليه إن مات؟ ولما سئل كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال:لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته".([144])
- قال أبو المحاسن الواسطي:"إن الشيعة يَكْفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ثبت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن الكريم، وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يَكْفُرون بقوله تعالى:(فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين).([145])
- قال أبو زرعة عبد الكريم الرازي: "إذا رأيت الرجل ينقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق".([146])
- قال عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني:"واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم".([147])
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:"فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد حقية سبهم وإباحته، أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم، أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله". وأضاف:"ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر...وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجـوبه، لأنهـم يتـقربون بذلك إلى الله تعـالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم".([148])
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين الذي أعانني ووفقني إلى كتابة هذا البحث، وأذكر هنا أهمّ نتائج البحث:-1- تكفير الشيعة الاثنى عشرية لجميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وممن يكفِّرونهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وجردوهما من الإيمان، ومن كل فضيلة، كما يوجهون لهما تهماً منها: تحريف القرآن الكريم: وتضييع السنة النبوية.
2- لقد نال أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كثيراً من الأذى والاتهامات الباطلة، ومن ذلك تسمية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت، وصنمي قريش. ونسبوا لهما عدداً كبيراً من النقائص والمعايب، اخترعتها مشايخ الشيعة من نسج خيالهم المريض، وحقدهم على خير أُمَّة أخرجت للنَّاس، بهدف هدم الإسلام جملة وتفصيلا.
3- إنَّ تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مخالف لما ثبت عن الأئمة المعصومين عند الشيعة من الترضي الله عنهما، والاعتراف بفضلهما، وعلو منزلتهما، ولعن من يلعنهما.
4- إنَّ تكفير الصحابة رضي الله عنهم يلزم منه تكذيب نصوص الكتاب والسنة التي تشهد بإيمانهم والترضي عنهم. والتشكيك في نقلة القرآن الكريم والسنة النبوية، فإنَّه من المعلوم أن نقلة القرآن والسنة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، كما يلزم الطعن في حكمة الله عز وجل في اختياره لهم.
5- إنَّ نصوص الكتاب والسنة وأقوال أئمة السلف تدلَّ على تكفير من كفَر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وطعن في إيمانهم.
6- إنَّ بداهة العقل تدلُّ على أنَّ الله تعالى لا يختار لصحبة رسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم وحملة ونقلة دينه إلا الأمناء الصالحين الأتقياء من عباده.
وأخيراً يوصي الباحث وزارات التربية والتعليم الاهتمام بتوعية أبناء المسلمين بمكانة الصحابة رضي الله عنهم، وفضلهم ومنزلتهم، وبيان تضحياتهم ودورهم في نشر الإسلام ونصرته، وفي الدعوة الإسلامية والتمكين لدين الله تعالى.
[1]- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث:ابن كثير، تحقيق أحمد شاكر، طباعة دار الفيحاء 1417ه،ـ ص154.
[2]- معرفة أنواع علوم الحديث، (ويُعرف بمقدمة ابن الصلاح):عثمان بن عبد الرحمن، أبو عمرو، ابن الصلاح، تحقيق نور الدين عتر،دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر – بيروت- 1406هـ- 1986م، ص 249.
[3]- مسند الإمام أحمد بن حنبل: تحقيق شعيب الأرناؤوط وعادل مرشد وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1421هـ-2001م، رقم 14778، 23/39. سنن أبي داوود: سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، دار الكتاب العربي ـ بيروت رقم 4655، قال الشيخ الألباني: حديث صحيح.
[4] - صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري،اعتنى به أبو عبد الله محمود بن الجميل،مكتبة الصفا، الطبعة الأولى 1423هـ-2003م، رقم 3673، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعد. صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار إحياء التراث العربي- بيروت- الطبعة الأولى 1420هـ-2000م، رقم 2540، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
[5] - رواه مسلم رقم 2535، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
[6] - البخاري رقم 3783، كتاب مناقب الأنصار، 4 باب حب الأنصار، صحيح مسلم رقم 75، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق.
[7] - مجموع الفتاوى: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد، دار العربية للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- تصوير الطبعة الأولى 1398ه،4/430.
[8] - أخرجه البخاري رقم 3671، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً.
[9] - مجموع الفتاوى 4/407-408، منهاج السنة 4/137-138.
[10]- أخرجه البخاري رقم 3668، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً.
[11] - أخرجه البخاري رقم 3697، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان.
[12] - المنتقى من منهاج الاعتدال: شمس الدين الذهبي، تحقيق السيد محي الدين الخطيب. المطبعة السلفية، القاهرة، 1374هـ، ص360 -361.
[13] - السنة: أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال أبو بكر، تحقيق : د. عطية الزهراني، دار الراية للنشر والتوزيع – الرياض، الطبعة الأولى 1410هـ-1989م، رقم 671.
[14]- أخرجه البخاري رقم 3653، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب المهاجرين وفضله وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضي الله عنه.
[15]- أخرجه البخاري رقم 3654، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر قاله ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[16]- أخرجه البخاري رقم 3661، كتاب المناقب، باب فضل أبي بكر.
[17]- أخرجه البخاري رقم 3666، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلاً قاله أبو سعيد.
[18]- أخرجه البخاري رقم 3662، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلاً قاله أبو سعيد.
[19]- رواه أبو داود رقم 2962، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في تدوين العطاء ورقم 3946، كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب. وابن ماجة في المقدمة، باب فضائل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وباب فضل عمر برقم 108، وراجع صحيح سنن أبي داود للألباني برقم 2566.
[20]- انظر علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري أبو الحسن، تحقيق د. فوقية حسين محمود، دار الأنصار– القاهرة- الطبعة الأولى، 1397م ص66. والإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، ص65.
[21]- انظر شرح أصول الكافي: محمد صالح المازندراني، تعاليق الميرزا أبو الحسن الشعراني -قم- إيران، 11/96.
[22]- انظر المصدر السابق11/123.
[23]- الشيعة في الميزان:محمد جواد مغنية، دار الشروق، بيروت–القاهرة، ص440.
[24]- تفسير القمي:علي بن إبراهيم القمي، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر-قم- الطبعة الثالثة، ص185.
[25]- رجال الكشي(معرفة أخبار الرجال):محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – كربلاء- ص4. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: الشيخ محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء – بيروت، لبنان- الطبعة الثانية المصححة 1403ه- 1983م ،22/333،351، 28 /236. وتفسير العياشي:أبو النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندي المعروف بالعياشي، تصحيح وتحقيق وتعليق السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران- 1/199، تفسير كنز الدقائق: المفسر الميرزا محمد المشهدي ابن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين -قم- 3/242. الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: على خان المدني الشيرازي الحسيني، م قدم له محمد صادق بحر العلوم، منشورات مكتبة بصيرتي قم الطبعة الثانية 1397ه ص 213.
[26]- الكافي: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، رقم 6، كتاب الأيمان والكفر، باب في قلة عدد المؤمنين. 2/244، ورقم 341، وانظر8/245. دار صعب ودار التعارف-بيروت- الطبعة الرابعة 1401ه.
[27]- حق اليقين: محمد باقر المجلسي-طهران، إيران- ص522.
[28]- أصل الشيعة وأصولها:محمد الحسين آل كاشف الغطاء تحقيق عَلاء آل جَعفر، مؤسسة الإمام علي عليه السلام ص 193.
[29]- رجال الكشي: محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي رقم 15، ص13.
[30]- رجال الكشي رقم 20، ص15.
[31]- الكافي: الكليني، رقم 343، كتاب الروضة، 8/246.
[32]- انظر تفسير العياشي 1/307، التفسير الأصفى في تفسير القرآن: ملا محسن فيض، حققه مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، قم: مكتب الإعلام الإسلامي، 1/246.
[33]- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: محمد باقر المجلسي 32/328.
[34]- الشعائر الحسينية:حسن الشيرازي، مؤسسة دار المهدي والقرآن الحكيم، ص 16.
[35]- العقائد: محمد باقر المجلسي تحقيق حسين دركاهي، بدون معلومات طبع، ص 85.
[36]- إلزام الناصب للحائري 2/9 نقلا عن بيان موقف شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي من الشيعة من خلال تفسيره (التحرير والتنوير):الأستاذ/ خالد بن أحمد الشامي، الطبعة الأولى 1425هـ - 2005م، ص 53.
[37]- الكافي: الكليني، رقم 3، كتاب الأصول باب القول عند الإصباح والإمساء، 2/389
[38]- انظر بصائر الدرجات الكبرى: الصفار - منشورات الأعلمي- طهران- رقم 8، باب في الأئمة إذا مضى منهم إمام يعرف 1/506، والكافي للكليني رقم 301، كتاب الروضة 8/231، وانظر كذلك:الخرايج والجرايح: قطب الدين الراوندي، المطبعة العلمية قم- الطبعة الأولى 1409هـ ص 127، تفسير البرهان للبحراني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان 1419هـ-1999م، 1/48، 4/216، بحار الأنوار:محمد باقر المجلسي 30/196
[39]- بحار الأنوار: المجلسي 30/196.
[40]- المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص36.
[41]- بصائر الدرجات: الصفار ص 213.
[42]- المصدر السابق.
[43]- الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، تعليقات وملاحظات السيد محمد باقر الخرسان، سلسلة كتب المناظرات (5) إعداد مركز الأبحاث العقائدية 1/228 ، تفسير الصافي: الملا حسن، وتفسير:الكاشاني1/27.
[44]- الاحتجاج للطبرسي 1/228.
[45]- كشف الأسرار: روح الله الخميني، تقديم: د. محمد أحمد الخطيب، ترجمة: د. محمد البنداري، دار عمار- عمان،الأردن- 1408هـ-1987م، ص131.
[46]- كشف الأسرار ص107-108.
[47]- بتصرف من كتابه التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية: محمد باقر الصدر، قدم له وعلَّق عليه طالب الحسيني الرفاعي، مكتبة الخانجي-القاهرة- ص 54-55.
[48]- تدوين السنّة الشريفة: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، الطبعة الثانية ص 408.
[49]- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:على خان المدني الشيرازي الحسيني، قدم له محمد صادق بحر العلوم، الطبعة الثانية 1397ه، منشورات مكتبة بصيرتي قم ص11.
[50]- وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن العشرين الذين دعا إلى التقريب، توفي عام 1377هـ.
[51]- المراجعات:عبد الحسين شرف الدين سلسلة كتب المناظرات (22) إعداد مركز الأبحاث العقائدية المراجعة رقم 63، ص 365.
[52]- المراجعات: المراجعة (84) ص 351.
[53]- انظر بحار الأنوار:المجلسي 30/381، 31/630، 69/173-138،97/230.
[54]- انظر تفسير القمي 2/113. تفسير العياشي 2/289، تفسير البرهان 2/381، وتفسير الصافي3/151.
[55]- تفسير القمي 2/113.
[56]- تفسير القمي1/383.
[57]- رجال الكشي 180.
[58]- مختصر بصائر الدرجات: حسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الطبعة الأولى 1370ه - 1950م ص 12.
[59]- انظر صحيفة الحقائق عدد يوم الأربعاء 16 فبراير 2005م.
[60]- سبق ذكره.
[61]- نهج البلاغة، تحقيق الدكتور صبحي الصالح. بيروت- لبنان ص350.
[62]- انظر المصادر الشيعية التالية: سعد السعود: لأبي القاسم علي بن موسى المعروف بابن طاووس مطبعة الرضا- قم، إيران- ص116، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص 176. والإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة: محمد بن الحسن الحر العاملي، المطبعة العلمية –قم،إيران- ص 286-288، تفسير العياشي 2/57-58، وتفسير البرهان للبحراني 2/81-83، وكتاب بحار الأنوار للمجلسي 53/104-105. معجم أحاديث الإمام المهدي(ع): منشورات موقع الكوثر الإسلامية في شبكة الإنترنت،5/192.
[63]- انظر بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 306-307. والاختصاص للمفيد ص277.
[64]- انظر دلائل الإمامة: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الأعلمي – بيروت- ص 242. والرجعة لأحمد الإحسائي ص 128-129، وعيون أخبار الرضا له، صححه وقدم له وعلق عليه العلامة الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1404ه-1984م 1/58، حلية الأبرار لهاشم البحراني 2/652-676، وبحار الأنوار للمجلسي52/379، 53/1-38، والأنوار النعمانية للجزائري 2/85، دوائر المعارف الشيعية لمحمد حسن الأعلمي1/350-351.
[65]- انظر الدعاء بطوله: بحار الأنوار:المجلسي 82/260-261، وانظر ص 282، وقد ذكر هذا الدعاء الشيعي في عدة مصادر شيعية منها: مستدرك سفينة البحار:الشيخ علي النمازي 1/192، مرآة العقول: المجلسي 4/356، مقدمة تفسير البرهان: أبو الحسن العاملي في 1/113-174، المصباح: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت لبنان- الطبعة الثانية ص552-553، وطبعة أخرى مكتبة الأعلمي– بيروت- سنة 1994م ص 732، إحقاق الحق:نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقب بمتكلم الشيعة، منشورات مكتبة آية الله المرعشي– قم ،إيران-1/337. إكسير الدعوات:عبد الله بن محمد بن عباس الزاهد، طبعة مكتبة الفقيه، الكويت السالمية، ص60. وذكر الدعاء في غير هذه المصادر الشيعية مما لا تتوفر بين أيدينا وأشار إليها الباحثون من أهل السنة المطلعون على مصنفات الشيعة.
[66]- انظر:الذريعة إلى تصانيف الشيعة: آغا بزرك الطهراني، تقديم محمد الحسين آل كاشف الغطاء دار الأضواء -بيروت- 8/192،11/ 236، 13/216-217،
[67]- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل:الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي:تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث الطبعة المحققة الأولى 1408ه-1978م مؤسسة آل البيت لإحياء التراث- بيروت 4/304.
[68]- ضياء الصالحين: الطبعة الثانية عشر عام 1389 ص513.
[69]- الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 4/60، وانظر أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب: ص 21.
[70] - الصراط المستقيم: الشيعي البياضي 3/155، علم اليقين:الكاشاني 2/707.
[71] - الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/53.
[72] - الشيعي حيدر الآملي في كتابه الكشكول ص 104
[73] - الأنوار النعمانية نعمة الله الجزائري 1/53.
[74] - البرهان للبحراني1/500.
[75]- تلخيص الشافي: محمد بن الحسن الطوسي ص 407، نقلا عن أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب ص 21.
[76]- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ابن طاووس الحسيني، مطبعة الخيام -قم، إيران- طبعة 1400هـ، ص 32.
[77]- مرآة العقول –شرح الروضة- للمجلسي 3/429-430.
[78]- الاستغاثة في بدع الثلاثة: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي، خال من تاريخ الطبع ومكانه، ص 20.
[79]- الصراط المستقيم: زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي، تحقيق محمد الباقر البهبودي، سلسلة الكتب العقائدية (192)، إعداد مركز الأبحاث العقائدية 3/149.
[80]- رجال الكشي ص61.
[81]- الاعتقادات للمجلسي ص17.
[82]- انظر التبيان في تفسير القرآن:شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العاملي 3/555.
[83]- انظر المصدر السابق 5/216-217.
[84]- انظر مقال اعتذرْ يا بهاء الأعرجي!...مسامير:جاسم المطير، موقع أنصار السنة على شبكة المعلومات الدولية(www.ansarsunna.com)، وموقع نصارية نت الثقافي(www.nasiriyeh.net).
[85]-انظر بحار الأنوار: المجلسي 18/109،19/71، 30/194، 31/617، 53/75، 108/251، تنقيح المقال في علم الرجال: عبد الله المامقاني، دار التعارف للمطبوعات 1991م 1/393، وبصائر الدرجات في فضائل آل محمد (ع): أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار 1/444، وتفسير القمي طبعة حجرية ص 157، وطبعة حديثة 1/290، والاختصاص للمفيد ص 19، مختصر بصائر الدرجات: الحسن بن سليمان الحلي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف 1370ه - 1950م ص 29.
[86]- السيرة النبوية: ابن كثير 2/23.
[87]- انظر الصراط المستقيم للبياضي 3/129، إحقاق الحق وإزهاق الباطل: نور الدين المرعشي التستري، من منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم-إيران، ص 284. عقائد الإمامية للزنجاني 3/27.
[88]- انظر تفسير العياشي 2/ 223-224 ، البرهان للبحراني 2/310، بحار الأنوار للمجلسي 8/220.
[89] - جلاء العيون للمجلسي ص 45.
[90]- انظر مصادرهم:الأنوار النعمانية للجزائري 1/63 ،الزهراء في السنة والتاريخ والأدب: محمد كاظم الكفائي، طبع الجزء الأول منه عام 1369هـ، وطبع الجزء الثاني عام 1371هـ في 408 صفحات، وقد عدَّ آغا بزرك الطهراني الشيعي المعاصر هذا الكتاب من كتب الشيعة، وذكره ضمن مصنفه الذريعة إلى تصانيف الشيعة 12/67. و وجاء دور المجوس الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية:الدكتور عبد الله محمد الغريب،
[91] - انظر الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ص 7، وسراب في إيران لأحمد الأفغاني ص 25.
[92]- انظر بحار الأنوار:المجلسي 31/98،99،100، والمسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تأليف العلامة الحافظ محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي، تحقيق الشيخ احمد المحمودي، نشر مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور، طبعة سلمان الفارسي -قم الطبعة الأولى 1/445، الصراط المستقيم: زين الدين البياضي 3/28. الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين: الشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي، تحقيق السيد مهدي الرجائي، مطبعة الأمير الطبعة الأولى 1418ه، - قم،إيران- 2/577،578.
[93]- انظر الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/108، بحار الأنوار: المجلسي،98/419، والكنى والألقاب: عباس القمي، تقديم محمد هادى الأمينى 1/147، 2/62.
[94]- بحار الأنوار:المجلسي 20/330، 95/351-355. والأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري 1/108-111.
[95]- منهاج السنة النبوية: ابن تيمية، تحقيق د.محمد رشاد سالم، مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الرياض- الطبعة الأولى 1406ه- 1986م، 6/370-371.
[96]- الشيعة والسنة:إحسان إلهي ظهير، دار الأنصار- القاهرة- 1399ه-1979م، ص . تاريخ أدبيات إيران: المستشرق الدكتور بارؤون،1/217.
[97]- انظر المصادر الآتية:الشفا بتعريف حقوق المصطفى- مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء: العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544هـ، دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، 1409هـ- 1988م 2/286، الصارم المسلول على شاتم الرسول: شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تحقيق محمد عبد الله عمر الحلواني, ومحمد كبير أحمد شودري، دار ابن حزم – بيروت- الطبعة الأولى1417ه، ص565-566، 586-587. تذكرة الحفاظ: حمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دراسة وتحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1419هـ- 1998م، 2/ 294.
[98]- الصواعق المحرقة: لصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيتمي تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط، مؤسسة الرسالة – بيروت- الطبعة الأولى 1997م ص317، وتفسير القرآن العظيم: الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير،مكتبة دار التراث-القاهرة- 4/204.
[99]- الصارم المسلول ص581.
[100]- رواه البخاري رقم 6103، كتاب الأدب، باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال، ومسلم رقم 59،60، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر. وأبو داود رقم 4687، كتاب السنة، باب زيادة الإيمان ونقصانه. والجامع الصحيح سنن الترمذي: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، رقم 2637، كتاب الإيمان، باب ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر.
[101]- انظر أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق: إعداد وجمع سليمان بن صالح الخراشي، مكتبة الرضوان – مصر- 1426هـ- 2005م، ص70.
[102]- انظر الرد على الرافضة: محمد بن عبد الوهاب، تحقيق الدكتور ناصر بن سعد الرشيد الناشر مطابع الرياض، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة- ص19 .
[103]- الصارم المسلول على شاتم الرسول: ابن تيمية ص590.
[104]- الصارم المسلول ص 553.
[105]- كتاب شرح السنة: أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البريهاري، تحقيق د. محمد سعيد سالم القحطاني، دار ابن القيم- الدمام- الطبعة الأولى 1408ه، ص54.
[106]- أحمد في المسند رقم 3600، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط:إسناده حسن. والطبراني في المعجم الكبير: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم –الموصل الطبعة الثانية 1404ه- 1983م، رقم 8583، ورواه في المعجم الأوسط: المعجم الأوسط:أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ,عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين- القاهرة ، 1415ه، رقم 3602.
[107]- تلخيص الشافي:محمد بن الحسن الطبرسي، مطبعة الآداب في النجف، الطبعة الثاني 1963م، 2/428.
[108] - قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، دار الفكر، بيروت- 1412هـ، 11/22.
[109] - النبز بالتحريك: اللقب. الصحاح للجوهري. ويريد بذلك تلقيبهم بـــــالرافضة.
[110] - فضائل الصحابة:الإمام أحمد بن حنبل، رقم 703، تحقيق د. وصي الله محمد عباس، مؤسسة الرسالة –بيروت- الطبعة الأولى 1403ه- 1983م، 1/441.
[111] - راجع منهاج السنة النبوية:ابن تيمية 1/11-12.
[112]- صحيح البخاري رقم 3671، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعيد.
[113]- رواه أحمد رقم 23245، والترمذي رقم 3662، باب 16 في مناقب أبي بكر و عمر رضي الله عنهما كليهما قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتب العلمية – بيروت-الطبعة الأولى 1411ه- 1990م، 3/75 وصححه.
[114]- انظر كتب الشيعة: بحار الأنوار:المجلسي 25/287. المقالات والفرق: سعد بن عبد الله الأشعري القمي، مؤسسة مطبوعاتي عطاني طهران، 1963م ص20، وفرق الشيعة: الحسن بن موسى النوبختي، الطبعة الثانية 1404هـ، منشورات دار الأضواء - بيروت - لبنان.ص 53. وتنقيح المقال في علم الرجال: الماماقانى، المطبعة المرتضوية -النجف- 1352ه. 2/184.
[115]- كتاب النهي عن سب الأصحاب وما ورد فيه من الإثم والعقاب: للإمام الحافظ محمد بن عبد الواحد ضياء الدين المقدسي، رقم 10، تحقيق وتعليق، د. محمد أحمد عاشور م. جمال عبد المنعم الكومي، الدار الذهبية، مصر– القاهر- ص 8.
[116]- انظر الغارت: أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الكوفي الأصبهاني الشيعي، طبعة طهران1/307، منار الهدى:علي البحراني الشيعي ص373، ناسخ التواريخ: الميرزا تقي، طبعة طهران، 3/532
[117]- صحيح البخاري رقم 3685، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه. وصحيح مسلم رقم 2389، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر.
[118]- انظر أعلام الورى بأعلام الهدى: للطبرسي ص 238، مقاتل الطالبين:أبو الفرج الأصفهاني، دار المعرفة –بيروت- ص78.
[119]- انظر عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ابن عنبة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ، طبعة طهران ص195. وكشف الغمة: أبو الحسن على ابن عيسى الأربلي، طبع دار الأضواء، 2/161.
[120]- انظر مقاتل الطالبين: أبو الفرج الأصفهاني ص 159.
[121]- كشف الغمة 2/291، الفصول المهمة لابن الصباغ، 2/864، بعض ما ورد من سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام، مركز المصطفى للدراسات الإسلامية، صفحة كشف الغمة. وأورده أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
دار الكتاب العربي – بيروت- الطبعة الرابعة 1405ه، 3/137.
[122]- انظر فضائح الباطنية: أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، تحقيق د. عبد الرحمن بدوي مؤسسة دار الكتب الثقافية – الكويت، ص149.
[123] - منهاج السنة:ابن تيمية 4/123. 7/460.
[124]- السنة : الخلال أبو بكر، رقم 779، 3/493. وقال:إسناده صحيح.
[125] - الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيتمي، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط، مؤسسة الرسالة – بيروت- الطبعة الأولى، 1997م، ص384.
[126] - الشفا: القاضي أبو الفضل عياض 2/1109.
[127] - السنة للخلال 3/493.
[128] - تفسير القرآن العظيم:أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ابن كثير 7/362.
[129]- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: أبو الفضل محمود الألوسي أبو الفضل، تصحيح وتعليق محمود شكري الألوسي، دار إحياء التراث العربي – بيروت- 26/127.
[130]- تفسير الجامع لأحكام القرآن: أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، طبعة دار الحديث -القاهرة- 1423هـ-2002م، 26/571.
[131]- الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة:ابن حجر الهيتمي ص 386.
[132]- الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية:عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور البغدادي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد:أبو منصور البغدادي، دار الآفاق الجديدة – بيروت، الطبعة الثانية 1977م ص 353.
[133]- الفرق بين الفرق:البغدادي ص357.
[134] - الصواعق المحرقة:ابن حجر الهيتمي ص 386.
[135]- الشفا للقاضي عياض 2/ 1109، السنة للخلال 3/493.
[136]- السنة للخلال 3/493.
[137]- المصدر السابق نفسه.
[138]- كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل ص 82.
[139]- طبقات الحنابلة: أبو الحسين ابن أبي يعلى محمد بن محمد، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة – بيروت- 1/32.
[140]- الصواعق المحرقة للهيتمي-بتصرف- ص 138، 142.
[141]- منهاج السنة: ابن تيمية 8/381.
[142]- الصارم المسلول على شاتم الرسول: ص 586-587.
[143]- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة – بيروت- الطبعة الثانية 1395هـ- 1975م، 2/82.
[144]- السنة: الخلال - بتصرف- 2/499.
[145]- انظر كتاب المناظرة بين أهل السنة والرافضة: أبو العباس يوسف الواسطي – مخطوط بمكتبة الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة- الورقة 66.
[146]- الفرق بين الفرق ص356.
[147]- انظر الأنساب: أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان –بيروت لبنان- الطبعة الأولى 1408هـ- 1988م، 3/188.
[148] - رسالة في الرد على الرافضة: محمد بن عبد الوهاب ص18-19.