-->

بحث حول الرضاعة

بحث حول الرضاعة

    المقدمه

    الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم والذي خلق الذكر والأنثى ثم خلق منهما نسلهما جيلا بعد جيل لتستمر الحياة على الأرض إلى إن يشاء الله وقد خلق الله لمخلوقاته كلها الأسباب التي تكفل لها الحياة والاستمرار فيها إلى إن تصل للأجل المحدد الذي كتبه الله لها .
    والإنسان الذي خلقه الله على الأرض وجعله خليفته وفضله على كثير من خلقه حياه الله بعناية ورعاية خاصة تزيد على غيره من المخلوقات ليقوم بعبادة الله الواحد الأحد الذي قدر كل شي فأحسن تقديره.

    التعريف :-

    الرضاعة الطبيعية من فطرة الله ومن أوامره فهي توفير الغذاء المناسب للوليد بعد ولادته بإدرار اللبن من ثدي أمه يكون طعاما وشرابا يقتاته إلى أن يكبر ويكتفي بتناول الطعام العادي.
    " والوالدات يعرضن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة " البقرة 233

    فوائد الرضاعة الطبيعية :-

    أ- فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم :-
    1- توفير السعادة للأم وهي تشبع غريزة الأمومة وعاطفتها لديها.
    2- تكسب الأم راحة ووقتا وجهدا أقل مقارنة بالجهد والوقت التي تصرفه في إعداد الرضاعة الاصطناعية.
    3- الرضاعة الطبيعية تعمل كمانع حمل طبيعي.
    4-  الوقاية من سرطان الثدي .
    5- تقليل كمية النزيف في الأسابيع الأولى بعد الولادة .
    6- المساعدة على عودة الرحم إلى حالته الطبيعية وذلك نتيجة لإفراز هرمون "الاوكسيتون" الذي يؤدي إلى انقباض الرحم.
    7- فقدان الوزن الزائد أثناء الحمل حوالي 4 كيلوجرامات مما يؤدي إلى المحافظة على جسم المرأة من الترهل.
    ب – فوائد الرضاعة بالنسبة للطفل :-
    1- لبن ألام يعتبر غذاء كاملا خلال الأربعة شهور الأولى من عمر الطفل .
    2- لا يتعرض للتلوث حيث انه يصل من الثدي إلى فم الطفل مباشرة.
    3- سهل الهضم.
    4- يقي الطفل من الإسهال.
    5- يقل معه احتمال إصابة الطفل بالحساسية.
    6- يقل احتمال إصابة الطفل بالتشنجات إذا ارتفعت درجة حرارته حيث أن لبن ألام به نسبة أملاح اقل من الموجودة في الألبان الأخرى والتي تزيد من احتمال حدوث التشنجات.
    7- الكولستروم ينتج في الأيام القليلة الأولى بعد ولادة الطفل وهو يحتوي على تركيز عالي من الأجسام المضادة من ألام ومواد أخرى كثيرة تحمي الطفل من الأمراض.
    وحليب اللبا مصدر هام لكرات الدم البيضاء والأجسام المضادة التي تساعد على حماية النشاء المبيض للأمعاء من الإصابة بميكروبات الأمعاء وكذلك يوجد به مضادات للفيروسات ووجود هذه الأجسام المضادة تؤدي إلى انخفاض احتمالات الإصابة بالعدوى للطفل في أيامه الأولى.
    9- السعادة والاطمئنان للطفل وهو يسمع دقات قلب أمه وهي ترضعه على صدرها بحنان ويشم رائحتها وهذه الدقات التي تعود على سماعها وهو في بطن أمه جنينا وهذه الرائحة التي تعزز فيه روح المحبة والعطف والوفاء ورابطة البنوة والطاعة والاحترام مما يؤدي إلى نشوء طفل مستقر نفسيا وعاطفيا ويكون جسمه صحيا.
    ج- فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأسرة والمجتمع:-
    إن الرضاعة الطبيعية هبة مجانية من رب العالمين توفر مبالغ ضخمة للأسرة ممكن أن يستفاد منها في سد جوانب ملحة أخرى وبالتالي للمجتمع والدولة.
    والطفل حتى الشهر السادس من عمره لا يحتاج إلى إضافة أي غذاء إلى حليب أمه فالرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بالأمراض أو الوفيات مقارنة بالرضاعة الاصطناعية.
    فيوجد لها أهمية اقتصادية وسكانية وخاصة في الظروف الحالية حيث الحصار الغذائي والدوائي على بعض الدول العربية والإسلامية.

    الرضاعة الطبيعية والقران الكريم :

    إن كلمة الرضاعة ومشتقاتها قد تكررت في القران الكريم أربع عشرة مرة في سبع سور وثماني آيات كريمة.
    ففي هذه الآيات الكريمة في موضوع الرضاعة وأحكامها دليلا قاطعا على أهمية الرضاعة الطبيعية والحكمة اللاهية في ترسيخ المعاني الإنسانية والدلائل الشرعية الصحيحة لخدمة البشر وهذا اكبر برهان أن يستدل لهذا العدد الكبير من الآيات القرآنية الكريمة حول موضوع الرضاعة لما في ذلك من تقدير شرعي وبعد إنساني والغاية منه فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم بناء جيل سليم وصحيح.
    وتذكر بعض من هذه الآيات الكريمة ومنها قوله تعالى:
    1-       ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) "البقرة233".
    2-      (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا)    " الاحقاف 15".
    3-      ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) " لقمان 14" .
    4-       ( وأوصينا إلى موسى أن ارضعيه ) " القصص 7 ".

    الرضاعة الطبيعية والأحاديث النبوية الشريفة :

    هناك عدد لا بأس به من الأحاديث النبوية الشريفة بخصوص الرضاعة وفضلها وأحكامها وردت في كتب الأحاديث والصحاح منها:
    1-      قوله صلى الله عليه وسلم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) "رواه الشيخان".
    2-      وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل العظام ) "صحيح الترمذي1072".
    3-      وعن عبدالله بن مسعود قال ( لا رضاعة اى ما شد العظم " انبت اللحم" سنن ابي داوود/1763 . والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه وقال انشز اللحم.
    4-      وقال صلى الله عليه وسلم في الرضاعة الطبيعية(وجعل الله تعالي رزقه أي الطفل من ثدي أمه في احدهما شرابه وفي الآخر طعامه) "الوسائل".

    من أقوال الصحابة:

    من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه ( ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه ) "نهج البلاغة ج/5ص/21".
    ومن أقواله أيضا انه قال ( تخيروا للرضاع كما تتخيروا للنكاح فإن الرضاع تغيير الطباع ) "المستدرك ج/2ص/196".

    الرضاعة المحرمة والحكمة من سبب التحريم :

    قال الله عز وجل ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة).
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة ).
    وقال ( لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء فإن اللبن يعدي ).
    فلابد من البحث عن اخوة الرضاعة بحيث يصير قريبا بل أن خمس رضعات مشبعات في اقل من يوم أو يومين تقرب الغريب ويحرم بها ما يحرم من النسب.

    سبب التحريم :-

    أن الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان غير متطورة وغير ناضجة عند ولادته ويكتمل نضجها تدريجيا خلال اشهر وسنوات.
    فلو فرضنا أن الجهاز الوراثي ليس ناضجا عند الرضع إذ يمكن اختراقه والتأثير فيه بإظهار بعض العوامل المكونة فيه أو بإخفاء عوامل يمكن أن تظهر أو بإضافة عوامل ليست موجودة أصلا وهي المواضع الخفيفة أو الحساسة لا تظهر عند الرضيع ولكن لو تزوج أمته من الرضاعة تظهر الآثار السيئة في أولاده.

    موانع الرضاعة:-

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توقوا أولادكم من لبن البغي والمجنونة فإن اللبن يعدي) أن اكتشاف مرض الايدز وطرق انتقاله عن طريق الرضاعة وان أكثر البغايا مصابات بهذا المرض اللعين وكذلك فإن غيبة العقل قد تؤذي الطفل ولهذا فإن من أهم موانع الرضاعة هو : ما جاء في الحديث الشريف بالإضافة إلى بعض الموانع النادرة مثل مرض السل المفتوح وهو أن يكون بصاق المريض مدمنا.

    إطالة الرضاعة تدعم الذكاء :-

    قال بحث طبي أن الرضاعة الطبيعية الأقل من ثلاث شهور يمكن أن تؤثر على مستوى الذكاء عند الطفل وقد فحص خبراء طبيون بجامعة العلوم والتكنولوجيا المهارات الذهنية والحركية لحوالي 345 طفلا في سن 12 شهرا ثم عندما بلغوا السنة الخامسة.
    رضع زهاء ثلثي هؤلاء الأطفال رضاعة طبيعية لست شهور أو أكثر بينما تحول حوالي 17% منهم إلى الرضاعة الصناعية في عمر يقل عن 3 شهور وثبت أن من لم يستمروا في الرضاعة الطبيعية بعد الثلاث شهور الأولى كانوا عرضة أن تقل مستويات مهاراتهم الذهنية عند سن 13 شهرا عن مستويات الذكاء الكلية في سن الخامسة.

    الأم العاملة والرضاعة الطبيعية :-

    أن الوظيفة لا تحول بين الأم وبين إرضاع طفلها .
    وفيما يلي بعض الاقتراحات التي تساعد الأم العاملة على تقديم الرضاعة الطبيعية لطفلها دون أن يؤثر ذلك على عملها.
    1-      عدم التفكير بمستقبل الوظيفة أو العمل الذي تقوم به الأم عند ولادتها طفلها وعليها تقديم الرضاعة الطبيعية لطفلها مهما كانت مدة إجازة الأمومة والابتعاد عن إعطائه حليبا اصطناعيا خوفا من أن يتعود عليه وينفر من ثدي أمه.
    2-      الحرص على إرضاع الطفل من صدر أمه طوال فترة إجازة الامومه.
    3-      المواءمه بين ظروف عمل الأم وما بعد الرضاعة الطبيعية كأن تخرج لفترة إلى المنزل الإرضاع طفلها ثم تعود إلى عملها أو تضع طفلها في حضانة قريبة من عملها .
    4-      بإمكان الأم عصر حليبها وحفظه وتقديمه للطفل متى جاع إذا لم تستطع الأم الخروج من مكان العمل وحفظه في زجاجة أو كأس وإعطائه للحاضنة أو لأحد ممكن أن يقدمه لطفلها في موعد غذائه وهذه الطريقة لا تفسد الحليب بعكس الحليب الصناعي ويمكن أن يبقى محفوظا لهذه الطريقة مدة ست ساعات أو 24 ساعة في الثلاجة دون أن يفسد.
    5-      أما إذا تعذر على الأم عصر الحليب من ثديها مسبقا بإمكانها فعل ذلك أثناء الدوام وإرساله إلى الطفل أو حفظه إلى أن تعود للمنزل.
    وبهذا تستطيع الأم التوفيق بين عملها خارج المنزل وبين تقديم الرضاعة الطبيعية دون أن يؤثر ذلك على عملها أو صحة طفلها.


    الرضاعة الطبيعية وأثرها في حدوث تسوس الأسنان لدى الأطفال :-
    للرضاعة الطبيعية أساليب سليمة يجب على كل أم إتباعها وكثير من الأمهات تتبع الأساليب الخاطئة في رضاعة أطفالهن حيث تترك الثدي في فم الطفل طوال الليل وأيضا إثناء النهار حسب الرغبة وبغير انتظام مما يؤدي إلى حدوث نوع من التسوس في الأسنان نتيجة لملامسة لبن الأم لمينا الأسنان لذلك تنصح الأمهات بعدم الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية للطفل بشرط أن تكون بالطريقة السليمة حيث تعطى له الرضعة في فترات منتظمة أو محاولة مسح الحليب بقطعه مبللة من فوق سطح أسنان الطفل بعد كل رضعة.

    متى يجب إرضاع الطفل وما هو الوضع الصحيح للأم والطفل أثناء الرضاعة:-
    -         يجب إرضاع الطفل خلال الساعة الأولى بعد الولادة لأن الطفل يكون متيقظا في أول ساعة ويتمكن من الرضاعة.
    -         والوضع الصحيح للرضاعة هو الجلوس بطريقة سليمة لأن الأم تقضي وقتا طويلا في إرضاع طفلها وخاصة في الأسابيع الأولى لذلك يجب أن يكون ظهرها مسنودا وان يكون كامل جسم الطفل مواجها لجسم الأم وملاصقا لها وراس الطفل مسنودا على خط مستقيم مع جسمه ومواجها لثدي الأم.
    -         على الأم أن تراعي أثناء الرضاعة أن يحيط فم الطفل بالحلمة كلها وبجزء من الهالة البنية المحيطة بها وعندما يترك الثدي ويرجع مرة أخرى إلى ارضاعة قدمي له ثديك الآخر إذا رغب في المزيد.
    -         بعد إنهاء الرضعة تحمل الأم طفلها على كتفها وتضرب برفق ولطف على ظهره لتساعده على التشجؤ أي إخراج الهواء الذي ابتلعه الطفل أثناء الرضاعة والذي يسبب للطفل مغصا وصعوبة في الهضم.
    -         لا داعي لأن تعتقد الأم أن شكل الحلمة من الممكن إن يعيق الرضاعة لأن الطفل يرضع الثدي ولا يرضع الحلمة ولكن المهم إن يأخذ الطفل الهالة البنية وأنسجة الثدي التي تحتها حيث يتجمع الحليب أما الحلمة فهي قنوات يمر الحليب من خلالها.
    -         كذلك من الخطأ إن تعتقد الأم إن أثداءها صغيرة وان طفلها لن يشبع إذا هي أرضعته لأن الثدي ليس مخزنا للحليب ولكنه مصنع حيث يتم تصنيعه في الثدي أثناء الرضاعة حيث إن ثلث كمية الحليب يتم تصنيعه في الثدي أثناء الرضاعة.

    مشاكل قد تتعرض لها المرضعة :-
    1)                احتقان الثدي: قد يحدث بعد الولادة بيومين الى ثلاثة ايام بحيث يصبح صلبا ودافئا ومنتفخا ويصعب على الطفل تناول الثدي ولذلك يجب الآتي :
    1-     يجب إن ترضع الأم طفلها كلما اراد الرضاعة منذ الولادة.
    2-     يجب على الأم عصر قليل من الحليب ليصبح اطرى والين.
    3-     استعمال كمادات دافئة يساعد على نزول الحليب.
    4-     تدليك الثدي يساعد على نزول الحليب.

    2)     تقرح الحلمات: ينتج نتيجة تناول الطفل للثدي بشكل خاطئ بحيث يمص الحلمة ولا يأخذ جزءا كافيا من هالة الثدي لذلك يجب الاتي:
    1-     وضع الطفل بشكل صحيح على الثدي.
    2-     مسح حلمتي الثدي بقليل من حليبهما بعد رضاعة الطفل.
    3-     تعريض الثدي للهواء والشمس يسرع في شفائها.
    4-     لا داعي لاستعمال المراهم ولا تستعمل الصابون لغسل الحلمة لأنه يعرضها للجفاف.

    ج) تشقق الحلمات: عندما لا يعالج التهاب الحلمات تتطور الى تشقق الحلمات لدخول البكتيريا الى انسجة الثدي يمكن العلاج بإتباع ما سبق ذكره في تقرحات الحلمات.

    د) انسداد قنوات الحليب: حيث يتخثر الحليب فيها وقد يكون السبب :
    - ارتداء الأم حاملة ثدي ضاغطة لذلك يجب إن تكون غير ضيقة المقاس .
    - نتيجة لرضاعة غير متكررة او لعدم اخراج الحليب بشكل كاف لذلك يجب ارضاع الطفل رضعات متكررة.
    - يجب استعمال كمادات ساخنة على منطقة القناة المسدودة قبل الارضاع.
    اذا لم يتم علاج قناة الحليب المسدودة فإنها تكبر وتتطور الى التهاب في الثدي على شكل منطقة حمراء حول القناة المسدودة وينتاب الأم ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة واذا لم يتم معالجة التهاب الثدي يؤدي الى تكوين صديد وتراكمه في القناة المسدودة وعندها تحتاج الى عملية جراحية.

    المراجع

    -         الآفاق العدد العاشر.            
    -         بلسم العدد 246.
    -         عنبر الإسلام.
    -         الأزهر.
    -         يونسيف منظمة الأمم المتحدة للطفولة.