-->

بحث حول المناعة الخلوية و المناعة الخلوية

بحث حول المناعة الخلوية و المناعة الخلوية
     تتميّـز الكائنات  الحية  بقدرتها  على   التمييز  بين  مكوناتها  الذاتية  و بين  المكونات غير الذاتية  وهو ما يسمح لها  بمقاومة  الأجسام  الغريبة   التي  توجد بالجسم  سواء كانت  وافدة  إليه  من الخارج  مثل مختلف الجراثيم  والفيروســات والسموم والأعضاء المزروعة  أو مثل التي نشأت من داخله كالخلايا السرطانية وهي الخلايا  التي  تكاثرت بشكل  عشوائي  خارج  عن ضوابط الجسم  و حاجاته  و من ثمّ  تعتبر غريبة  عنه، وكذلك  الخلايا  التي تحلـّلت  في الجسم  بحيث  أصبح  الجسم  في غير  حاجة  إليها  و بالتالي  لابد  من التّخلص  منها .  و يطلق على  الآلية التي يقوم  بها الجسم  لحماية  نفسه من الأجسام  الغريبة  بالمناعة "Immunity " . و يدعى  العلم  الذي يدرس  الوسائل التي  يتمكن  بها جسم الإنسان  أو الحيوان  من الدفاع  بواسطتها  عن نفسه  بعلم  المناعة  "Immunology"  ، ويعتبر علم المناعة  واحدًا  من فروع  علم  الأحياء الدقيقة Microbiology لاعتباره  يهتم  بردود الأفعال  اتجاه الجراثيم ومنتجاتها  السامة  و ذلك  بإنتاج  الأجسام  المضادة لتحطيمها . وتدعى  النشاطات  التي يقوم  بها الجسم قصد إزالة  أو تحطيم المواد الغريبة  بالاستجابة المناعية  Immune response  .

    خطوط الدفاع عن الجسم :
    يمتلك الجسم وسائل  كثيرة  للدفاع عن نفسه ضد الأجسام  الغريبة التي  تلحق  الأذى بأنسجته ،  و تدعى  هذه الوسائل بخطوط  الدفاع عن الجسم . و  يمتلئ المحيطEnvironnement    الذي  توجد به الكائنات  الحية  بالكثير من الأجسام  الغريبة التي  تلحق  به ضـررًا إذا  ما تمكــنت  منه  مثـل  البـكتـريا  والفطريات والفيروسات ...إلخ من  المواد  والخلايا  الغريبة  التي  تختلف  في  شكلها وحجمها  و تركيبها  ودرجة  إلحاقها  بالضرر  بأنسجة الكائن  الحي  التي تغزوه . وعلى  هذا  فإن جسم الإنسان  مزوّد  بوسائل  و أسلحة  كثيرة  للدّفاع  عن  ذاته . ويصنف  الباحثون هذه الوسائل  في 03 مجموعات  تسمى  خطوط الدّفاع عن الجسم  كما ذكرنا سابقا و هي :


     – خط الدفاع الأول   ( أنظر الوثيقة 1 Doc 1     )
    – خط الدفاع الثاني  ( أنظر  الوثيقة  2 Doc 2    )
     ـ  خط الدفاع الثالث  the third  line  of defense
     إذا ما أخفق  خط الدفاع الثاني  في التخلص من الجسم الغريب فإن  الجسم هنا  يلجأ إلى خط  دفاع  ثالث  ممثلا  في  الخلايا اللمفاوية lymphocytes   بشكل أساسي . و الخلايا اللمفاوية  هي فرع  من خلايا  الدم  البيض  غير الحبـيـبـيّة  و توجد  في  الدم  بكميّات  قد تصل  إلى 30 %  من مجموع  الخلايا  البيض : تنشأ  هذه الخلايا  في نخاع  العظم الأحمر Red bone  Marrow . و لكن  تمايزها  ( نضجها ) يتم  في أحد  الاعضاء اللمفاوية  مثل  الغدة  السعترية thymus والطحال  SpleenواللّوزتينAmygdala  ( Tonsils ) والعقد اللمفاوية  lymph Nodes و يسمى هذا  الخط من الدفاع  بالمناعة  المكتسبةAcquired  Immunity   او النوعية  Specific .( الشكل 7)
         ويتم تنشيط الخلايا المناعية  بالمستضداّت  التي  هي  عبارة  عن  جزيئات  غريبة  عن الجسم  مثل البروتينات  و السكريات  العديدة  و يدخل  ضمنها  الفيروسات  والبكتريا  و الطفيليات  لأنها  محاطة  بغشاء  من البروتينات   أو  من  السكريات العديدة  ذات  الوزن  الجزيئي الكبير.  وكذلك فإن الخلايا السرطانية تحمل  على  سطحها  بروتينات  تختلف عن الخلايا  العادية فتقوم الخلايا  اللمفاوية  بالتعرف  على   المستضد  بدقة  ثم تقوم  بمهاجمته  ، و تميز هذه  الاستجابة  المناعية  إلى نوعين :
    لاستجابة  الخلطية   Humoral  Respons
         وهي الإستجابة  المناعية  التي تقوم  بها الأجسام  المضادة  Antibodies   المفرزة من قبل الخلايا  البلازمية  plasmocytes المنحدرة  من الخـلايا البــائية B-cells  .
     الاستجابة الخلوية Cellular Respons
    وهي الاستجابة  المناعية  التي  تقوم  بها  الخلايا  التائية lymphocytes T بواسطة المستقبلات المتوضعة على أغشيتها التي  تكسبها الإستجابة النوعية للمستضدات . حيث  تنتج كل خلية  أثناء عملية  النضج  نوعا من  المستقبلات خاصا  بغشائها  وبذلك فإن كل نوع من هذه المستقبلات  يمكنه  الارتباط  بنوع  واحد من المستضدات.
    أنواع الخلايا  اللمفاوية lymphocytes
          عندما يتم  تمايز هذه  الخلايا  فإنها تهاجر  إلى أعضاء   في الجسم  خاصة  في العقد  اللمفاوية   والطحال  و الكبد   كما  يدور  الجزء  الكبير منها  في الدم  وتتميز  هذه  الخلايا  بأنها  تتعرف  على الجسم  الغريب   وتهاجمه  بشكل  مباشر، و تعتمد   وظيفة  الخلايا  اللمفاوية   التائية  في المقام  الأول ، كما هي الحال  بالنسبة  للخلايا  اللمفاوية  البائية ، على التعرّف  الصحيح  لهدف  ملائم  فالخلايا  التائية تعرض على أسطحها مستقبلات خاصة ، شبيهة جدا بالأجسام المضادة التي تفرزها الخلية البائية  التي  تتعرف على المستضدّات  المعينة على سطح  الخلية  و ترتبط بها  و مع ذلك  فالخلايا  التائية  أكثر انتقائية  و تخصصّا  من الخلايا البائية  ، إذ  أنها  لا تتعرف  على المستضد  ولا ترتبط به  إلا  عندما  " يقدّم "  بوساطة واحدة  من مجموعة جزيئات  سطحية  تعرف معا باسم مركب التوافق النسيجي الرئيسي  major histocompatibilité  complex (MHC ).
    أما الخلايا القاتلة  الطبيعية  فهي ،  كما  يدل  اسمها  أقل  انتقاء  لما تهاجمه، حيث إن  مستقبلاتها  أقل  تمييزا، كما   أنها  ليست  مقيّدة  بالمركب  MHC  .
     و تتميز الخلايا T  إلى أربعة  أنواع  على الأقل  ،  يقوم  كل نوع  منها  بوظيفة  محددة ، كما يلي :
     الخلايا ذات الذاكرة memmory  Cells ( TM) و هي  الخلايا التي   تحمل  على  أغشيتها  مستقبلات  تتعرف بواسطتها  على نوع  المستضد  التي تكون قد  تعرضت  له  من قبل  . قد يمتد  عمر  هذه  الخلايا  مع  الإنسان .
    2- الخلايا السامة cytotoxic  أو القاتلة killer     و تتميز بأنها  متعددة الوظائف  ، حيث تتعرف  هذه  الخلايا  على  الأجسام  الغريبة  سواء كانت  أنسجة مزروعة في الجسم  أو تلك المستضدات  التي   تدخل  الجسم،  أو الخلايا  السرطانية  و تقضي عليها  فعندما ترتبط الخلايا القاتلة  بالمستضد  فإنها   تقوم  بتـثـقيب   غشاء  ذلك الجسم الغريب ، الخلايا السرطانية  مثلا ، بواسطة  بروتين  معين  يدعى  بالبروتين صانع الثقوبporoforming  protein (  PFP )   وهو ما يسمح لتسرب  محتويات  المستضد  ممّا يؤدي  إلى موته وقد وجد  في الخلايا  اللمفاوية  الحمضيةEosinophil  بروتين  يشبه  البروتين السابق  الذكر وظيفيا  ،  و هو  ما يرجح  أن  هذا   البروتين  هو  المسؤول  عن  هجمات  الأميبا  المسببة  للزحار Dysentery   و يوجد نوع من الخلايا  القاتلة هذه ، و التي  تقوم  بإفراز البروتين المذكور  وهي :
    1-  الخلايا  السامة  Cytotoxic   T  cells  T  : وهي المسماة  في بعض المراجع  بالخلايا القاتلة  .
    2- الخلايا  المسماة بالخلايا  القاتلة  طبيعيا Natural  killer cells   :
     تتميز بأنها  تتعرف على المستضد  و تدمره .
    والخلايا  القاتلة   الطبيعية  (NK)  هذه ، هي  خلايا  لمفاوية   توجد   في الطحال و العقد اللمفاوية   و النخاع والعظم   والدم ،   تقوم  هذه  الخلايا  بتحليل  مستهدفاتها  مثل  الخلايا  المصابة  بالفيروسات  ،الخلايا المرتبطة  بالاجسام المضادة  ، و الخلايا السرطانية  وهي في الإنسان عبارة عن خلايا  لمفاوية  محببّة كبيرة  وتوصف بذلك  بسبب حجمها  و مظهر السيتوبلازم  الحبيبي  فيها  و قد وجد أن  هذه الحبيبات  تحتوي  على  البروتين  PFP  . وتفتقر هذه الخلايا  إلى المستقبلات الغشائية  التي تمتلكها الخلايا  التائية  و البائية  و البالعات  الكبيرة الناضجة .
     كما أن  هذه  الخلايا تمتلك  مستقبلات القطعة  المتبلورة Fc  منIgG  ويمكنها المساهمة في عملية   . ADCC  والجدير بالذكر أن بعض المراجع  تذكر أن هذه العملية  تساهم فيها  الخلايا السامة  ( القاتلة) .
    يحدث القتل الطبيعي  دون سابق  التعرض  للمستضد  ويظهر  كل خصائص  آلية  الدفاع  الفطرية  بمعنى أن  الخلايا  القاتلة  الطبيعية  تكون أقل  انتقاء   في  مهاجمة  المستضد  من  الخلايا  التائية  السامة  و كذلك   الخلايا  القاتلة  المنشطة  باللمفوكينات  lymphokine  activated  killer   و قد وجدت هذه الخلايا   في عينات  المرضى  و لوحظ  أنها  تنشط  في وجود الأنترلوكين  2 (IL-2)  وهي مثل  الخلايا  القاتلة  الطبيعية  ليست  مقيدة  بمستضدات  التوافق النسيجي  M.H.C .
    3- خلايا T المساعدة Helper  T  cells  :
     تتميز هذه الخلايا  بوجود المستقبل  CD4  على غشائها  وهي تساعد  الخلايا البائية  على إنتاج  الأجسام المضادة   وتحرض نشاط  اللمفاويات T   فهي التي تحرض الاستجابة المناعية . وهي أكثر  خلايا T    كثافة فهي تمثل60-70%  من عدد  خلايا T  الكلي و تعتبر  المفتاح الرئيسي  للجهاز المناعي . و لابد من الإشارة  هنا  إلى أن  فيروس  الأيدز   يفضل إصابة  هذه  الخلايا ، و نتيجة  لذلك  لايتمكن  المصابون  بهذا  المرض  من شن  استجابة  مناعية  فعالة  لعدم تمكن الجسم  من الاستجابة  الخلطية  و الخلوية  التي تنشط بمساعدة  هذه الخلايا  .
    4- الخلايا المثبطة   Suppressor T Cells :
    وتتميز بوجود المستقبل  CD8 و يرمز لها بالرمز T8 تقوم هذه الخلايا  بتثبيط  نشاط الخلايا  الأخرى سواء  كانت  من نوع  B أوT   أي أنها تقوم  بتنظيم سعة الاستجابة المناعية  و ايقاف نشاطها عند حدّ معين . و يؤدي النقص  في نشاطها  إلى زيادة انتاج الأجسام المضادة في حين  تؤدي الزيادة في نشاطها إلى نقص  في انتاج  تلك الأضداد.
    وتقوم الخلايا المثبطة مثل الخلايا المساعدة السابقة الذكر بالتنسيق  بين الجهاز الخلوي و الخليطي وذلك بإفراز  اللمفوكيناتlymphokines
    علامة التمايز :
     يتكون المعقد الموجود على الخلايا اللمفاوية  T و الذي  يكون مسؤولا  عن التعرف  recognition  من عدد البروتينات السكرية  ، التي تشبه  الغلوبيولين المناعي ، وقد سميت بعض هذه الجزيئات الموجودة على الغلاف الخلوي والتي تبين مراحل  التمايز و نشاط  الخلايا اللمفاوية  والبالعات الكبيرة باسم علامة  التمايز أو تشكيل التمايز cd =   claster of differentiation    و تتسم هذه الجزيئات  بتوجيه الخلايا التائية  نحو الجسم الغريب .
     و يمكن  توضيح ذلك  في الشكل8 :
     جدول يوضح العلامات السطحية الموجودة  على الخلايا اللمفاوية(*):
    CD3
    CD4
    CD8
    CD20
    CD21
    T3
    T4
    T8
    B1
    B2
    تشكل حوالي 25%  من الخلايا اللمفاوية الموجودة في الدم المحيطي
    نسبتها في الدم  حوالي 60% من الخلايا المساعدة
    تكون حوالي 35 %  من الخلايا التائية من نوع الكابحة و القاتلة
    بالنسبة للخلايا البائية الموجودة في الدم و العقد اللمفاوية  و الطحال و اللّوزين .
    CD4 CD8  CD8 CD4
    TH
    Ts
    Tc
    TDTH
    الخلايا  المساعدة Cel l Helper - T
    الخلايا الكابحة Surppressor- T  Cell
    الخلايا القاتلة السامة Cytotoxic   T  Cell   
    الخلايا التائية    في الحساسية المفرطة  المتأخر ة .


     و الجدير بالملاحظة أن الخلايا التائية ليست هي الخلايا الوحيدة التي تشمل  المستضد CD4 فهناك مثلا 40 %   من الخلايا الوحيدة  monocyte   تظهر كذلك CD4 وتتميز  الخلايا  التائية بأن لها القدرة على الارتباط  بخلايا الدم  الحمراء للأغنام وذلك لوجود المستقبلات سابقة الذكر CD   وهذا  بخلاف الخلايا البائية التي تحمل بروتينات مناعية . و يتم  ذلك الارتباط بواسطة CD 2   فقط .
     مستضدات التوافق النسيجي  histocompatibilité antigène:
    وهي مستضدات موجودة على سطح الخلايا  ( ماعدا كريات الدم الحمر ) ذات طبيعة بروتينية  سكرية  و تظهر في الانسان  منذ  الشهر الثاني  في المرحلة الجنينية  و هي تختلف من فرد لآخر ، و يكون هذا الاختلاف  في البروتين  و ليس  في الجزء  السكري  ، ونتيجة   لهذا الاختلاف فإنه  إذا  طعّم  عضو ما  من فرد إلى  آخر  فإن هذا الطعم  يميّز كجسم غريب أو كذات   self من  طرف  اللمفاويات TC الجائلة في الدم . وفي الإنسان وجد أن هناك أربع تجمعات جينية  في  منطقة  من الـ ADN  على الصبغي السادس و في الفأر على الصبغي17 مسؤولة عن تحديد  بنية هذه المستضدات  و تعرف هذه التجمعات الجينية باسم   humain  leukocyte  antigéne complexe HLAC  مركب مستضد الكريات  البيض البشري إن  الجزء البروتيني من هذه  المستضدات  هو الذي  يميز كل خلية  بأنها غريبة أو بأنها ذاتself و يكون مرمّزًا في المنطقة المذكورة   علىADN التي تعرف  باسم  مركب  التوافق  النسيجي  الرئيسي major  histo compatibility  complexe ( MHC )  و يطلق عليها اختصارا  اسم المعقد النسيجي  كما يطلق  على  البروتينيات نفسها  اسم البروتينيات  المرمّزة  بمعقد التوافق النسيجي  الرئيسي  وتتميز هذه البروتينات بتعدّد  أشكالها  polymorphisme  حيث توجد   ملايين الصّنويات allèles   لجينات المعقد النسيجي   المرمّز   لكل  بروتين  من هذه  البروتينيات.
    و يقوم كل مركب  من MHA   بالإشراف  على تصنيع ثلاثة  مجموعا ت  على الأقل  من البروتينيات  المختلفة  من حيث  التركيب و الوظيفة  والتوضع  في الخلية
    و تصنف جزيئات  MHA  إلى نوعين  هما :
    -مستضدات  التوافق  النسيجي   MHA I  
    - مستضدات  التوافق النسيجي   MHA II
     وتضيف  بعض المراجع  نوعا ثالثا  واصفة إياه بأنه عبارة عن بروتينات  تضم مكونات المتمم  و توجد في المصل  أكثر منه على سطح الخلية  و هي بخلاف  MHM I ،  HMA II  لا تتحكم في الاستجابة كما أنها لا تعمل كمستضدات  إغتراس (مساحة زرع  الأنسجة ) transplantation antigene
     مستضدات التوافق النسيجي  MHA-I
     يوجد في الإنسان ثلاثة مواقع مستقلة  من هذه  المستضدات  ذا ت  الطبيعة  السكرية  البروتينية و تدعى بالمواقع A,B,C  كذلك يمتلك  الفأر ثلاثة  مواقع  تدعى  (K,D,L)  تتوضع في بعض  الأجزاء  من الصبغي  ضمن المركب HMA . والملاحظ أن  هناك درجة عالية  من التشابه (التناظر ) بين الجزيئات  المرمّزة (K,D,L)  للفأر(شكل9) و المواقع  A,B,C ، في الإنسان(شكل10) مما قد يشير  إلى  الأصل المشترك لهذه  المستضدات . وتتكون جزيئه  HMA-I  من سلسلتين  متعددتي البيتيدpolypetide ، إحداهما ثقيلة  وزنها الجزيئي 43000 دالتون تضم  ثلاث  مجالاتα1 , α2, α3     و يوجد  جسر  ثنائي الكبريت  داخل  سلسلي  في المجالين α2, α3، كما أن  هذه السلسة  مرتبطة  بوحدة سكرية في المجال α2،  أما الثانية  فهي خفيفة وزنها الجزيئي 12000 دالتون  و تدعى(B2M) B2-micro globulin    تتصل بالمجال α3 من السلسلة الثقيلة  بواسطة روابط غير تساهمية  وليس لها امتداد  سيتوبلازمي . كما أن بها جسر ثنائي الكبريت داخل سلسلي(شكل I11)  . و الجدير بالذكر  أن السلسلة الثقيلة مشفرة بمورثات الصبغي 6 وأما السلسلة الخفيفةB2M    فهي مشفرة  بمورثات على الصبغي  15 .
    مستضدات التوافق النسيجي MHAII  :
    تدعى  المنطقة الجينية  في هذا الجزيء  في الإنسان بالمنطقة D  وفي الفأر  بالمنطقة I  .  و تقسم المنطقة D  إلى  تحت DR , DQ , DP    وتوجد جزيئات MHAII   على سطح  الخلايا  و هي  متكونة من سلسلتين  متعددتي  الببتيد α , ß   وزنها الجزيئي 28000 و 34000 دالتون على التوالي ، يوجد لكل منهما  مجالان إثنان هما2α1, α في السلسلة α،  ß2, ß 1  في السلسلة ß  و  يوجد جسر ثنائي الكبريت α2 , , ß2  .  كما  توجد  الوحدات الكبريت  على المجالات α1, α2, ß 1    و بالنسبة  لمنطقة  I  في الفأر  فهي كذلك  تنقسم إلىI-E , I-A  تشفر سلسلتين  متشابهتين  جزيئات على سطح الخلية  مؤلفة  من سلسلتين  متشابهتين  و الملاحظ أن  منطقة I-A تظهر  متشابهة  لمنطقة  DP في  الإنسان  و منطقة I-E  مشابهة لـ R . و عليه فإن  الإنسان  يظهر  ثلاث  أنماط من جزيئات  MHC-II عند سطح خلاياه  هي : DR α ß, DP α ß,  DQ α ß  . أما الفأر  فيظهر  جزيئتين  متميزتين هما :
    I-A α ß ,  I-E α ß . والملاحظ أن السلسلتين α، ß  تمتدان في الغشاء السيتوبلازمي  الشكل  II11  ).
     وبالنسبة  لوظيفة مستضدات التوافق النسيجي هذه  فإنها تقوم بدور المرشد للجهاز المناعي  للتمييز بين الذات و غير الذات حيث تتدخل جزيئاتها في الاستجابات المناعية فتسمح للمفويات بأن  تتعرف على المستضدات  الغريبة . تكون مستضدة MHC  بنية فراغية  كالسلسلة يمكن  تنقل قطع  ببتيدية  غريبة من الوسط الداخلي  (الخلية المصابة)  إلى سطحها  فتعرضها للمفاويات . فإذا كانت هذه  الجزيئات من صف MHC-I فإنها تحرض الخلايا اللمفاوية  السمية  Tc  و التي تحمل  المستقبل  CD8. أما  إذا كانت  من الصف الثاني  فإنها تحرض  الخلايا  اللمفاوية  المساعدةTH و التي تحل  المستقبل CD4  و تقوم MHC-II بابتلاع  المستضدات الخارجيةexogenous antigenes   بواسطة عملية الإدخال الخلوي endocytisis   أو عن  طريق البلعمة phagocytosis   و بعد ذلك   يتم تحطيمه في الغشاء   السيتوبلازمي  أو بالأجسام  الحالة  lysosoms  داخل الخلية (شكل 12، 13،14)  .
    وتعتبر  مستضدات  التوافق النسيجي  MHA   هذه ذات أهمية حيوية  في عمليات زرع الأنسجة  transplantation  حيث  تقوم بالتمييز  بين الذات self  وغير الذات non self  فإذا ما طعم عضو ما كالجلد مثلا من فرد لآخر  فإن الخلايا Tc   الجوالة  في الدم ستتعرف على هذا الطعم  فأذا كان  التقارب بين MHC   للفردين  كافيا  فإن الفرد  المتلقي  سيحتمل  الزرع ، مثلا قد تم زرع قطعة من جلد فأر  لفأر آخر قد نزعت منه الغدة التيموسية ، فلوحظ  أن  الفأر المتلقي قد تحمل القطعة الجلدية  بشكل جيد وقد أخذت له  هذه الصورة  الفتوغرافية  بعد 30 يوما من الزرع   (شكل 15).
    كيف تقوم الخلايا اللمفاوية بالقضاء على الجسم الغريب؟
    كما مرّ معنا  فإن الإستجابة الخلوية هي تلك الإستجابة التي  تقوم  بها اللمفويات  T  التي تستجيب للأجسام الغريبة  وتقضي عليها دون إنتاج أجسام مضادة و ذلك  بمشاركة البالعات الكبيرةmacrophages    و يشير تدخل البالعات في هذا النوع من الاستجابة إلى تداخل بين خط الدفاع الثاني وخط الدفاع الثالث  ونظرا   للتداخل بين الاستجابة المناعية الخلطية والخلوية  فإنه يطلق مصطلح الأستجابات المناعية الخلوية على التفاعلات المناعية  التي تلعب فيها الأضداد  دورا  ثانويا .
     وتتعرف  الخلايا القاتلةعلى الجسم الغريب الذي   يكون  عادة خلية سرطانية أو خلايا مصابة بالفيروسات وذلك بواسطة المستقبلات المحمولة على أغشيتها. و ما  إن   تتعرف  هذه الخلايا   على هدفها   حتى  تلتصق   إلتصاقا   و ثيقا   بها   فيثير    هذا   الألتصاق   الوثيق   عملية   القتل كما   أنه  يضمن  عدم  تدمير   الخلايا  المجاورة ، دون   تمييز . ويتطلب   إلتصاق  الخلية  القاتلة   بهدفها   و جود أيونات  الكالسيوم ، كما لوحظ  وجود العديد  من الحبيبات  في سيتوبلازم  الخلية القاتلة   التي يقوم بتوجيهها  نحو منطقة  الالتصاق جهاز كولجي ، وتحفز  عملية  الالتصاق   الخلايا القاتلة   بالخلايا المستهدفة   تحرير  أيونات الكالسيوم التي   تعمل  على زيادة عملية  الطرد الخلوي  للحبيبات  نحو حواف الخلية  لتلتحم  مع الغشاء  البلازمي  و هناك تلفظ محتوياتها التي هي  عبارة على البروتين الثاقب ( poreforin) poreforming protein  الذي يثقب أغشية  الخلايا  المستهدفة  التي تتحلل بفعله  وبمساعدة أيونات الكالسيوم . والجدير بالملاحظة أن هذا البروتين  يوجد في الخلايا السامة و الخلايا القاتلة الطبيعية، و في حين تحتوي الخلايا الحامضية على بروتين مشابه يرجّح أن يكون مسؤولا عن هجمات الأميبا  المسببة  للزحار dysentery وقد أخذت صور بالمجهر الإليكتروني الماسح ectron  microscope  Scanning ،  لخلية قاتلة  و هي تدمر خلية ورمية  حيث  توضح هذه الصورة التصاق الخلية الثانية  بالخلية المستهدفة  ، ثم انتفاخ هذه الأخيرة نتيجة  لتثقيب  غشائها بواسطة البروتين الثاقب ثم تدفق الماء لداخلها  ( شكل 16).
       أما عن آلية عمل  poreforin   الذي يبلغ وزنه الجزئي 70 كيلو دالتون  فإن الجزيئات  المفردة منه تتبلمر  في وجود الكالسيوم ، و رغم أن المركبات الكيميائية  المشكلة  من التبلمر  تأخذ أشكالا متنوعة ، إلا أن الناتج النهائي لها يشبه في الظروف المثلى الأسطوانة ، و يبدوا   تحت المجهر الإلكتروني  على هيئة حلقة أو  على هيئة  خطين متوازيين ، و ذلك في  حالة المقطع العرضي أو الطولي على التوالي و لكي يدمر البروتين الثاقب الخلية المستهدفة  فإن ذلك يتطلب إتمام عملية البلمرة  المنشطة بالكالسيوم  كلية داخل غشاء الخلية ، و يعود ذلك إلى أن جزيئ poreforin  الأحادي فقط  هو الذي يستطيع دخول غشاء الخلية  إذ أن عملية البلمرة  إذا تمت  في  محلول بعيد  عن أي غشاء  فإن ال polymer الناتج  لا يستطيع  ولوج الغشاء و بالتالي  لا يستطيع  أن يقتل ( شكل17 و18). وقد يطرح الإستفسار الذي مفاده  لماذا لا تقتل هذه الخلية القاتلة  نفسها  ما دامت تحتوي على هذا البروتين المدمر ،  و قد افترض  أن هناك بروتينات شبيهة جدا  بـporeforin يسمى البروتين الواقي protection  يتركز في غشاء الخلية اللمفية  ويحول دون القتل الذاتي  للخلية القاتلة  حيث ترتبط الجزيئات الأحادية monomere بالبروتين الواقي  فيتم بذلك  منعها من البلمرة ومن صنع ثقوب في غشاء الخلية  القاتلة . و يتم  تدمير الخلية المستهدفة عن طريق تمزيق نواتها  ثم تكسير الحمض الريبي منقوص الأكسجينADN     إلى قطع  صغيرة      ( شكل 19 ).
    ورغم أن آلية صنع الثقوب  هذه تعتبر عملية فعالة  إلا أنها ليست الوحيدة للقتل  بالنسبة لهذه الخلية ، فترتبط  الخلايا التائيةcytotoxic  بالمستضد الفيروسي   المكشوف على سطح الخلية المصابة بالفيروس وتقتلها، وتقوم الخلية التائية الكابتة supprossor بتثبيط الإستجابة المناعية  لمستضد ما إثر انقضاء زمن معين  على بداية الاستجابة  .
     ويمكن توضيح إستجابة الجهاز المناعي كما هو واضح في ( الشكل 20) .
    ومن خلال هذه الأنماط الثلاث للاستجابة المناعية  الموضحة بالشكل السابق يتضح التداخل  بين المناعة الخلوية و المناعة الخلطية من جهة  ،وكذلك اشتراك البالعات الكبيرة في كل من خط الدفاع الثاني والثالث.
     المراجع :
     1-                           مدحت  حسين  خليل محمد . الجهاز المناعي من كتاب  " علم حياة الانسان  ، " مطابع دارالطباعة والنشر الاسلامية، مصر، 1988، ص528 ـ551.
    2-                           رفيق عبد الرحمان صالح .مبادئ علم المناعة و الفحوصات المناعية، ،دار  الفكر للنشر و التوزيع ط1 1990 ، ص  40-48.
    3-                                    خالد الكبيسي .علم المناعة و الأمصال،  دار الصفاء للنشر والتوزيع ،الأردن ، الطبعة الاولى 1999  ص ، 27-33
    4-                           أحمد البدوي عبد اللطيف. علم الربو و المناعة  و الحساسية،  مطابع الأهرام  ، التجارية  فيلوب ، الطبعة الأولى  1997  ، ص 17-25 .
         5- تشارلز  باسترنك ، ترجمة   أحمد محمد  كرزة1986 .مدخل إلى الكمياء الحيوية  لجسم الانسان  مطبوعات جامعة حلب ، سورية.
    6-                           محمد ناجح الأغبر،  المناعة و المرض،  مطبعة  الخاليدية، أبو ضبي  ص 27-9  .
         7-ماراك، ف و كابر، الخلية التائية ومستقبلتها،مجلة العلوم  المجلد  6 العدد 8 أوت 1989  ص 72-90.

    -           8 - يونك، ج، و كوهن، ز.الخلايا القاتلة كيف تعمل  ، مجلة  العلوم  المجلد 6 العدد 7 جويلية 1989 ، ص 38-45  ، ص 100 .
    9-                           رحاب .إ. و آخرون،  الجديد في العلو م ، ، دار شريفة  الجزائر، الطبعة الأولى 1993 ، ص 41-62.
    10-                      جزيئات الجهاز المناعي  ، مجلة العلوم ، المجلد 5 العدد 3  سبتمبر 1988  ص 94-105 .
         11-هيزلتين، أ ة وونتستال، ف .البيولوجيا  الجزيئية  لفيروس الأيدز  مجلة العلوم ،  المجلد  6 ، العدد 3 مارس 1989 ، ص 16-26.

    12-          ويبر، ن و وايس، ر. خمج  فيروس العوز  المناعي البشري Hiv   :  الصورة الخلوية مجلة العلوم ،المجلد 6 العدد 3 مارس 1989 ، ص 71-79
    13-                     فلرمان، م وإيزناخ ، ل .ماذا يجعل  خلية الورم  السرطاني  نقيلية  ، مجلة  العلوم  المجلد 7- العدد 1 جانفي 1990 ، ص 24-37 .
         14-الجهاز المناعي و الإيدز  مجلة العلوم  ، المجلد6، العدد 1 جانفي 1989 ، ص 16-28 .
    15-                      أحمد نعمان نصر. علم الأنسجة  ، الدكتور  ، طبع جامعة  الإمارات العربية المتحدة  1991، ص109-115.

    المراجع الأجنبية :
    16-       Benjamini and  Leskowitz , s  –Liss .Immunology  Aschort  course  , 1991 P 151 -171 wile y.
    17-       B   Boden , J.P et  al .B iologie  Première  A  et  , 1988 Bordas Paris  P  164-225
    18-       Hocine  Rabhi.   Immunologie  Genérale  , O.P.U   Alger  1993 p 87-106