-->

محاضرة مباني الدواجن

محاضرة مباني الدواجن

    نظام تربية سلالات إنتاج البيض

    بدأ كثير من المربين بعمل مزارع متخصصة في تربية الدواجن واختاروا في البداية السلالات التي تصلح لإنتاج البيض واللحم معاً (ثنائية الغرض) مثل الرودايلاند والنيوهمبشير والبلايموث.
    قامت شركات مؤسسات عالمية لإنتاج هذه السلالات واستخدمت الوراثيون والاخصائيون في تحسينها وزيادة إنتاجيتها من البيض واللحم.  وقد اتضح أنه كلما زادت كفاءة إنتاج البيض فإنه سيكون على حساب إنتاج اللحم كما أنه كلما زاد لإنتاج اللحم قل إنتاج البيض. وبذلك عدل المربون عن تربية السلالات ثنائية الغرض.  وعكف الوراثيون على استنباط سلالات متخصصة في إنتاج البيض حتى يصلوا بكل سلالة إلى أبعد مدى بدون الخوف من تأثير إنتاج البيض أو إنتاج اللحم. حينما يفكر المربي في انتقاء السلالة التي ينوي تربيتها يجب عليه أن يعرف المواصفات القياسية التي وصلت إليها السلالات العالمية حتى تاريخ تفكيره في الشراء.  وسلالات إنتاج بيض المائدة نوعين وهي السلالات ذات الريش الأبيض الذي تنتج بيضاً ذات قشرة بيضاء وسلالات ذات الريش البني الذي تنتج بيضاً ذا قشرة بنية.

    نظام التربية في المزارع

    تمتد فترة تربية قطعان سلالات إنتاج البيض سنة ونصف وتنقسم إلى فترتين فترة النمو وفترة الإنتاج.
    فترة النمو: وتبدأ من الفقس وحتى البلوغ الجنسي في حدود 22 أسبوع حيث يمر الطائر بمرحلة التحضين في الأسابيع 3 الأولى من العمر ومن 3-7 أسابيع يستمر معاملته معاملة الكتاكيت ومن عمر 7-21 يوم يعامل كبداري حيث تنمو أجهزة الطائرة الحيوية (ومنها الأجهزة التناسلية) تدريجياً لتصل إلى البلوغ الكامل في عمر 21 أسبوع.  وفي هذه الفترة يعامل معاملة خاصة من حيث التغذية والإضاءة لينتظم نموه ويبلغ جنسياً في الميعاد المحدد.  ويسمى القطيع في فترة النمو "قطيع الاستبدال أو قطيع الإحلال" حيث أنه يستبدل القطعان التي انتهت فترة إنتاجها وتم التخلص منها بالبيع أو الذبح.  ويحل محلها قطيع جديد ذات قدرة إنتاجية متجددة.
    فترة الإنتاج: وتبدأ ببداية البلوغ الجنسي في عمر 22 أسبوع وتستمر مدة 12-13 شهر وهناك معدل ثابت لإنتاج البيض حيث يبدأ ببداية البلوغ الجنسي ثم يبلغ قمته  (85-90%) بعد حوالي 10أسابيع من بداية الإنتاج (في عمر 32 أسبوع) وتستمر القمة 4-5 أسابيع ثم يبدأ الإنتاج في الانخفاض التدريجي ليصل في نهاية العام الإنتاجي إلى حوالي 60% ويعامل القطيع في فترة الإنتاج معاملة خاصة بالنسبة للتغذية أو الإضاءة وجمع البيض وحفظه.  وهي معاملات تختلف عن معاملات فترة النمو.
    نظراً لاختلاف برامج التربية في فترتي النمو والإنتاج فإن هناك نظامين للتربية وهي المزارع ذات التربية المتصلة والمزارع المنفصلة.

    التربية المتصلة:

    ويربى القطيع بنفس المزرعة ونفس العنبر طوال فترتي النمو الإنتاج.  ويتم ذلك في المزارع الصغيرة والتي تربي قطعانها على الأرض.  ويقوم المربي بتهيئة مستلزمات التحضين في الأسابيع الثلاث الأولى من العمر.  ثم يتبع برامج التغذية والإضاءة والتحصينات والمعاملات الأخرى طوال فترة النمو.  وقرب فترة الإنتاج توضع البياضات لتعويد الطيور عليها.  ثم يقوم المربي بتغيير برامج التغذية والإضاءة والمعاملات المتبعة أثناء فترة الإنتاج.  وعند نهاية فترة الإنتاج يقوم بالتخلص من القطيع بالبيع أو الذبح ثم يقوم بإخلاء العنبر وتطهيره وتجهيزه بمعدات التحضين تمهيداً لإستقبال دفعة جديدة أي أن برنامج التربية المتصلة يستمر حوالي عام ونصف.  وأهم عيوب هذا النظام هو بقاء المزرعة حوالي 5 شهور كل سنة ونصف بدون إنتاج للبيض مما لا يمكن المربي من وضع برنامج ثابت ومنتظم لتسويق البيض.  كما أنه يضطر إلى استعمال أجهزة التحضين لفترة محدودة ثم تخزينها لمدة طويلة، وكذلك استعمال البياضات أثناء فترة الإنتاج وتخزينها معظم فترة النمو، علاوة على اختلاف برامج التغذية والإضاءة والتحصينات طوال عمر الطائر.  وهذا  الاختلاف يمكن أن يتحمله المربي الذي يربي أعداد محدودة من الطيور، ولكن إذا زادت عدد الطيور التي تربى في المزرعة إلى بضعة الآف فيجب عليه تقسيم القطيع على عدد من العنابر لا يقل عن 3 عنابر ويكون الفاصل الزمني بين كل قطيع 4-5 شهور حتى ينتظم الإنتاج وأن كان من الأفضل تربية القطيع بنظام المزارع المنفصلة.

    المزارع المنفصلة:

    حيث يتم تربية القطيع فترة النمو في مزارع منفصلة متخصصة ينقل بعدها قرب البلوغ الجنسي (في عمر 16-18 أسبوع) إلى مزارع الإنتاج.  ويمكن أن يتم هذا النظام عند التربية على الأرض أو التربية في البطاريات.  وكثير من المربين يفضلون تربية القطعان  على الأرض في فترة النمو وتنقل بعدها الطيور إلى عنابر إنتاج البيض في البطاريات.  وإن كانت مشروعات الدواجن الكبيرة المتكاملة توفر عنابر بها بطاريات مخصصة لفترة النمو علاوة على البطاريات المخصصة لفترة الإنتاج.
    وميزة التربية في المزارع المنفصلة هو:
    تخصيص عنابر لفترة النمو التي تحتاج إلى مجهودات زائدة في الرعاية مع تعدد البرامج الوقائية والتحصينات .  فينتج بذلك قطعان سليمة ذات كفاءة عالية ينعكس أثرها على القطيع حينما ينقل إلى عنابر الإنتاج فيكون إنتاجه مثالياً.
    تخصيص أجهزة ومعدات كل مرحلة في مكان دائم واستعمالها بصفة مستمرة ولا يكون هناك داعي لنقل أو تخزين المعدات لمدة طويلة.
    تعود العاملين بكل مزرعة على نظام التربية في كل مرحلة فيتقن كل منهم عمله وينعكس ذلك على كفاءة الإنتاج.
    المزارع المنفصلة تمكن المربي من وضع خطة إنتاجية بحيث يتوفر لديه معدل منتظم لإنتاج البيض على مدار العام.
    وفيما يلي البرنامج الزمني للتربية المتكاملة في عنابر الدواجن الكبيرة العدد والذي يضمن استمرار إنتاج البيض بنفس المعدل على مدار العام.

    البرنامج الزمني للتربية المتكاملة في عنابر الدجاج:

    هناك نظامان يضمنان استمرار تزويد عنابر إنتاج البيض بالطيور المنتجة للبيض في مستوى منتظم طبقاً لما يأتي:
    أولاً: برنامج 1 :3
    تربية قطعان الاستبدال لمدة 18أسبوع في عنابر فترة النمو.  ثم نقلها إلى عنابر إنتاج البيض لتبقى بها 4 أسابيع أخرى حتى تبدء في الإنتاج ثم تبقى فترة إنتاج البيض وهي في حدود 55 ثم فترة التخلص من القطيع بالذبح وبعدها فترة التطهير وتتراوح بين 3-4 أسابيع وعلى هذا الأساس فإن البرنامج الزمني للتربية يكون:
    عنبر التربية: 18 أسبوع+3 أسابيع=21 أسبوع.
    عنابر الإنتاج: 4 أسابيع لتكملة فترة النمو + 56 أسبوع إنتاج +3 للتخلص والتطهير = 63 أسبوع أي أن النسبة بين الفترة التي يحتاجها الطائر في عنابر النمو التي يحتاجها في عنابر إنتاج البيض بما فيها فترات التطهير والتخلص من الطيور هي 21:63 =1:3
    على ذلك فعند التخطيط لحساب البطاريات اللازمة للقطيع المطلوب تربيته فإنه يلزم حساب عنبر واحد من عنابر الاستبدال يتسع لعدد من الطيور عند بلوغها 18 أسبوع يساوي العدد الذي سينقل إلى أحد عنابر إنتاج البيض الثلاثة.
    وبعض المربين يطورون هذا البرنامج لتصبح المدة الكلية في عنابر الإنتاج 60 أسبوع بدلاً من 63 أسبوع وبذلك تكون الفترة في عنابر التربية 20 أسبوع بدلاً من 21 أسبوع ويصبح البرنامج كالآتي:
    عنبر التربية: 17أسبوع +3 أسابيع = 20 أسبوع
    عنابر الإنتاج: 5 أسابيع لتكملة فترة النمو+ 52 أسبوع للإنتاج +20 أسبوع للتخلص والتطهير = 60 أسبوع.
    ثانياً: برنامج 1:4
    وفيه يتم قطعان الاستبدال لمدة 14 أسبوع فقط في عنابر فترة النمو ثم تنقل إلى عنابر إنتاج البيض بها 8 أسابيع أخرى حتى تبدأ في الإنتاج ثم تبقى فترة إنتاج البيض وهي في حدود 56 أسبوع ثم يتم التخلص من القطيع بالذبح.  وعلى هذا الأساس يكون البرنامج:
    عنبر التربية: تربية الطيور لمدة 14 أسبوع + 3 أسابيع للتطهير =17 أسبوع.
    عنابر إنتاج البيض: 8 أسابيع لتكملة فترة النمو + 56 أسبوع إنتاج+ 4 أسابيع للتخلص والتطهير= 68 أسبوع وعلى ذلك فإن النسبة بين عنبر التربية وعنبر إنتاج البيض هي 17:68=1:4
    أي أن عنبر واحد لفترة النمو يكفي لتموين 4 عنابر لإنتاج البيض بالطيور اللازمة وعند مناقشة النظامين يتضح الآتي:
    يمتاز نظام 1:3 بأنه أقرب إلى طبيعة الطيور حيث أن الطائر يقضي فترة النمو كلها في مكان واحد.  أما نظام 1:4 فإن فترة النمو مقسمة بين عنبر الاستبدال وعنابر إنتاج البيض وتبقى الطيور الغير بالغة لمدة طويلة (8 أسابيع) في عنبر الإنتاج حتى تصل إلى مرحلة البلوغ وإنتاج البيض.
    عند نقل الطيور في عمر 14 أسبوع إلى عنابر إنتاج البيض يكون حجمها أصغر بحيث يسمح لعدد كبير جداً من الطيور من الإفلات من سلوك البطاريات المهيئة أصلاً للطيور البالغة ذات الحجم الأكبر.  ويحدث هياج مستمر ونفوق أكثر.
    عند بداية المشروع يبقى العنبر الثالث والرابع أكثر من سنة كاملة بدون استغلال نظراً لانتظار الدورة في البرنامج الزمني للتربية.
    رغم العيوب السابق الإشارة إليها 1:4 فإن ميزتها أن عدد الطيور الممكن استغلال في هذا البرنامج تزيد عن عدد الطيور في نظام  1:3 نظراً لزيادة عدد عنابر إنتاج البيض (4 عنابر بدلاً من 3 ) وزيادة عدد دورات التربية (3 دورات بدلاً من 2.5 دورة سنوياً) وأن كانت المصاريف الاستثمارية أكثر وعلى المستثمر أن يقرر حسب ظروفه أي البرامج التي تتلائم مع إمكانياته.

    الإضاءة

    إذا تم تحليل الضوء إلى ألوان الطيف الأصلية وعرضت الطيور لكل من هذه الألوان يلاحظ أن الطيور لا ترى جيداً في مجموعة الضوء الأزرق والبنفسجي والأخضر بينما ترى جيداً في مجموعة اللون الأحمر والبرتقالي والشق الأحمر للضوء هو الوحيد الذي يؤثر على الطيور ويدفعها لوضع البيض.
    ومن الطبيعي أن ضوء الشمس غني بأشعة الضوء الحمراء، كما أن لمبات الإضاءة العادية ترسل كميات من الأشعة الحمراء.
    أما إذا استعملت لمبات الفلورسنت فإن كمية الأشعة الحمراء بها ضئيلة، ولذلك فإنه يجب عند استعمالها زيادة معدل الطائر من الضوء 2-3 مرات أكثر من الإضاءة العادية.  والمعروف أن لمبات الفلورسنت تعطي إضاءة قوية أصلاً، فإذا أخذنا مثلاً لمبة فلورسنت قوة 40 وات نجد أنها تعطي كمية من الضوء أكثر 3 مرات من لمبة عادية قوتها 40 وات كما أن لمبات الفلورسنت لها عمر أطول 7 مرات أكثر من اللمبات العادية ولذلك تعتبر أكثر اقتصاداً عند الاستعمال.
    والاختيار بين اللمبات العادية واللمبات الفلورسنت يعتمد على اقتصادية التكاليف وعلى نوع العنبر والتركيبات الخاصة به.  وإن كان معظم المربين يفضلون اللمبات العادية ولو أنها أكثر تكلفة من لمبات الفلورسنت إلا أنها أفضل منها لاحتوائها على كميات أكبر من الأشعة الحمراء.  كما أنه يمكن التحكم في كمية الضوء المنبعث حيث يمكن تركيب لمبات أقل أو أكثر قوة حسب برنامج التربية أو حسب العمر.  كما أنه يمكن تركيب جهاز الريوستات وهو الذي يتحكم في رفع أو خفض قوة الإضاءة حسب الاحتياج.  أما عند استعمال لمبات الفلورسنت فإن الضوء المنبعث يكون شديداً ولا يمكن التحكم فيه ولا يمكن معه استعمال جهاز الريوستات.  كما أن الضوء الأبيض يساعد على تفشي حالة النهش بين الدجاجات عند وضعها للبيض.