-->

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
    من أجل الوصول الى مجتمع معلوماتي رقمي يتوجب تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة ،و لابد أن نقتنع أولاً بأهميتها وبالدور الذي يمكن أن تلعبه في خلق مجتمع الرفاه ، وثانياً بما يمكن أن تقدمه من قدرة على تغيير مستوى المعيشة ومستوى التفكير وصولاً بأفراد المجتمع إلى درجات ابداعية عالية ، ويعرض الشكل التالي العلاقة بين التكنولوجيا والتنمية البشرية.
    لا شك أن تقارير الأمم المتحدة المختلفة قد أشارت إلى أهمية استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وليس هناك من شك الآن في الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مجال البرلمانات كجزء من التنمية السياسية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، هذا الدور الذي يعد من أوائل اهتمامات المجتمع العالمي.
    تعزز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قدرات الاعلام ، إضافة إلى أنها توفر العديد من الوسائل لتعظيم انتاجيته كجهاز يمثل الرأي العام، كما توفر الأدوات المساعدة على قياس أدائه ، ناهيك عن تسجيل اللقاءات بين الكتاب ص5  والصحافيين، وتوفير قدر عال من المرونة في الاتصالات الداخلية ، وامكانية متابعة وملاحقة الأماكن التي تمثل عنق زجاجة بالنسبة لأعمال مؤسسات الاعلام، وبالتالي حل مشكلاتها والقضاء عليها، إضافة إلى كل ذلك معالجة نواحي القصور التي يمكن أن تظهر في عمل المؤسسات الإعلامية، وتوفير وقت العاملين لأداء أعمال أكثر إبداعية بدلاً من قيامهم بأعمال تكرارية يمكن للحاسب القيام بها بسهولة، إضافة إلى توفير الفرصة أمام تلقي مقترحات القراء وشكاواهم والبحث عن حلول وتوصيل أصوات أصحابه لمتخذ القرار، إن هذا الشكل من العمل يوفر شفافية مطلقة أمام أصحاب المصالح المختلفة داخل المجتمع :

    يجب تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات دول العالم الثالث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم لمشكلاتها، إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول.
    وعلى ذلك فإن التفكير الابتكار لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم. هناك علاقة ايجابية عالية بين التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبين تكنولوجيا المعلومات.
    لقد ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رفع مستوى المعيشة في دول العالم المتقدم وفي توفير المعلومات الداعمة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية نحو مجتمع أكثر رخاء، إضافة إلى أنها خلقت ملايين من فرص العمل، ودعمت اقتصاد الدول، ومكنت من تقديم نوع من التعليم أكثر إيجابية، كما ساعدت على حل مشكلات صحية مجتمعية من خلال وسائل الاتصال، ومكنت من المساعدة على الحد من الفقر في بعض دول العالم النامي، في ذات الوقت الذي تمثل فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عصباً رئيسياً في اقتصاد الدول المتقدمة
    محاضرة8     :أ سباب تفوق العولمة الأمريكية في الوطن العربي

    تتعدد العولمة ما بين أوروبية وآسيوية إلا أن العولمة الأمريكية هي الطاغية على المنطقة العربية. غير أن ما يلفت الاهتمام في متابعة العولمة في المجالين الإعلامي والثقافي في دول المنطقة العربية على نحو خاص هو انتشار وإفساح المجال لكل ما هو أمريكي من موسيقى ولغة وأفلام ومسلسلات وسلع استهلاكية وملابس، وميول. وكلها تسوق سؤالا مهما حول سبب الإقبال العربي على الصادرات الإعلامية والثقافية الأمريكية دون غيرها مثل الصادرات الأوروبية او الصينية او العربية على سبيل المثال. ومع تعقيدات السؤال نظرا لتشعبه إلا أن بإمكاننا الإشارة إلى أهم الأسباب:
    1. إن الصادرات الأمريكية لا تعكس إلا المستوى المتدني من الأنشطة الثقافية الأمريكية. فخلافا لأوروبا أدركت أمريكا مبكرا أن الحضارة الرفيعة سوقها محدودة، فبينما تنفق وزارات الثقافة في أوروبا الأموال الكثيرة لدعم أفضل الفنانين والشعراء والروائيين والمخرجين السينمائيين، تركت الولايات المتحدة الأمر إلى هوليود وإلى وكالات الإعلان في نيويورك لتقرر ما هي المنتجات الثقافية الأكثر قابلية للتسويق في العالم حيث تبين لها أن رامبو وشوارزنجر ومادونا ومايكل جاكسون لهم أفضلية اقتصادية. وبالرغم من وجود نخبة ثاقبة هي الأعلى مستوى في العالم وتلاقي دعما قويا من الدولة ومؤسسات المجتمع ولكنها نخبة محدودة ومحصورة في الدوائر الفكرية، وهي تدرك أن للثقافة المتدنية المستوى سوقا أوسع كثيرا من سوق الثقافة الراقية.
    2. استطاعت الولايات المتحدة نظرا إلى مستوى المعيشة المرتفع فيها إلى سعة أسواقها أن تطور في الخمسينيات والستينيات صناعة ثقافية واسعة أهمها التليفزيون والسينما والموسيقى الأمريكية موجهة إلى الشباب والأحداث الذين لا توجد لديهم حاجات اقتصادية ملحة (إعالة أسر ومنازل) فهم بالتالي مستهلكون مثاليون لتسويق المنتجات الثقافية هذه ومع تحسين الأحوال الصحية والاقتصادية في العالم صار الشباب يشكل الجزء الأكبر من حجم السوق الاستهلاكية العالمية، فسارعت الولايات المتحدة إلى العمل في هذا المضمار، وأصبحت تسيطر دون منازع على أسواق الاستهلاك الثقافي في العالم، وسيكون لهذا تأثيرا كبيرا في المستقبل، فوصول أمريكا إلى الشباب في العالم وفي العالم العربي على وجه الخصوص يعطيها أفضلية في التأثير فيهم تجني ثماره عندما يكبرون ويتولون مناصب مهمة في بلادهم.
    3. صحيح أن الحجم الأكبر من الصادرات الثقافية الأمريكية متدنية المستوى، ولكن للثقافة الأمريكية مكانة مهمة ومهيمنة أيضا في مجال التعليم العالي والأبحاث العلمية في الجامعات الأمريكية وعلى نطاق عالمي أيضا، إذ أصبح التعليم العالي منذ منتصف القرن العشرين من خلال عشرين ألف جامعة ومعهد في الولايات المتحدة في وضع قيادي دون منازع، وفي هذه الجامعات والمعاهد تتخرج أعداد متزايدة من النخب الطلابية في العالم ومنهم الكثير سيصبحون في مراكز قيادية يكون لهم قدرة التأثير في مجتمعاتهم.
    4. أدى انهيار المنظومة الاشتراكية وانحسار المد الشيوعي إلى جعل معظم دول العالم تتقبل النموذج الليبرالي الرأسمالي وسلمت دولا كبرى في العالم على أن الديمقراطية الليبرالية هي وحدها صبغة النظام السياسي القابل للاستمرار خاصة وأن الحزب الشيوعي الصيني وإن ظل متمسكا بالسلطة وبمركزيته إلا أنه قد تخلى في أجزاء كثيرة عن الشيوعية الاقتصادية. إضافة إلى أن بعض من تولوا شن الهجوم العنيف من الاشتراكيين والماركسيين في آسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والشرق الأوسط دام عدة عقود، عادوا ولو على مضض إلى الرأي القائل بأن الديمقراطية التمثيلية واقتصاد السوق تحت رعاية الدول ربما كان الأفضل لنظام اجتماعي ثابت ومزدهر. أما في وطننا العربي فإن البعض من هؤلاء ذهبوا ليصبحوا دعاة تطبيع مع العدو الصهيوني وأصبحوا يروجون بضاعته في سوق السلام الموهوم أكثر من الصهاينة أنفسهم. كل هذا جعل من الولايات المتحدة أن تصبح مجددا نموذجا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا للعديد في الدول الأخرى في العالم. وبهذا تصبح العولمة في إطاراتها وتفاعلاتها عملة أمريكية بكل معطياتها السلبية وإن كانت لا تخلو من بعض الايجابيات.


    بعض الآثار الإيجابية للعولمة على الثقافة العربية
    تكمن بعض إيجابيات العولمة الثقافية والإعلامية في رواج تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تحققت في الدول الغربية وأحدثت تطورات نوعية في مستويات الخدمات الإخبارية لوسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة. فقد تمكنت شبكات الإعلام الدولية بث الحدث حال وقوعه ومثلت شبكة CNN في حرب الخليج الثانية أو انطلاقة إلى تطور الخدمة الإخبارية للإعلام المرئي، واكتسبت وسائل الاتصال المرئي والمسموع المحلية بعدا دوليا، فالبرامج التي تبثها محطات التلفزيون المختلفة، سواء في الولايات المتحدة أو في دول غرب أوروبا تشاهد عبر الأقمار الصناعية في دول المنطقة العربية وبالمثل أصبحت محطات الراديو الوطنية تسمع خارج الحدود الوطنية للدولة.
              وتطورت الصحافة المحلية العربية بمختلف إصداراتها من حيث الإخراج والتصوير وحفظ المعلومات أو من ناحية المحتوى والتوزيع حيث أصبحت صحف عربية عديدة توزع في الخارج. والأهم من كل ما سبق هو الدور الذي لعبه الكومبيوتر والانترنت في خدمة المنطقة العربية من خلال ما أضافته الوسيلتين الإعلاميتين من معلومات وفرت الوقت والجهد المبذول في هذا المجال.
    سلبية العولمة على الإعلام والثقافة العربية
    المؤثرات السلبية للعولمة على المواطن (الفرد) في الوطن العربي
    سبيل المواجهة العربية للعولمة الثقافية والإعلامية
    أولا: البنية السياسية عنصر مواجهة للعولمة
    تنمية الثقافة العلمية كجزء من سياسة مواجهة العولمة  ، نشر الوعي لدى النخب الثقافية ، و الاعتزاز بالانتماء الحضاري و الهوية الوطنية وترجع اسباب عجز الاعلام العربى إلى عدم قدرته على وضع سياسة اعلامية تترجم الهوية العربية الاسلامية والمعطيات الثقافية والحضارية للأمة مما افسح المجال للأفكار الغريبة والعقائد الفاسدة والإعلانات المضللة والمفاهيم الشاذة التي تحملها قنوات البث الاجنبى لإفساد الشباب واختراق مرجعية الامة العربية و الاسلامية- وإثارة الطموحات الاستهلاكية التي لا يستطيع المتلقى العربى اشباعها في ضوء الموارد المتاحة مما اسفر عن الاختلال المعلوماتى بين الدول التي تملك والدول التي لا تملك والتى يقتصر دورها على التلقى دون أن تستطيع ايصال ما لديها من رؤى وأفكار إلى الاخرين اضافة إلى تهديد هويتها الدينية.
    ويعد الاختلال في تدفق المعلومات على الصعيد الدولى واحدا من ابرز مظاهر التفاوت القائم في شتى المجالات ، هذا التفاوت الذى يمنح الدول الاقوى القدرة على السيطرة وتوجيه النظام الاعلامى الدولى