إذا كان مصطلح المواطن الرقمي يشير إلى المستخدمين لتكنولوجيا المعلومات، فإن الوطن الرقمي يشير إلى التأثير الكبير الذي أحدثته تكنولوجيا المعلومات على الحياة البشرية، فهي لم تدع أي مجال إلا اقتحمته وبسطت نفوذها وسيطرتها عليه، فأنتجت ما يسمى بـ " الإنسان الرقمي " الذي تتمحور حياته كلها حول تكنولوجيا المعلومات.تطور مفاهيم مجتمع م.م ولا يمكن ان يكون لدينا مواطن رقمي بدون وجود وطن رقمي، الذي يشير الى العالم الالكتروني الذي أنتجته.
- الانترنت والديمقراطية الجديدة :
إن المواطن الرقمي هو مواطن ديمقراطي ، لكنه لا يؤمن بالديمقراطية النيابية ، أي لا يريد أن ينوب عنه منتخبون محليون في تقرير ما يريد ، أن يكون شريكا حقيقيا في الحكم، لقد أصبح لديه مقعد على طاولة الرئيس حيث يستطيع مخاطبة رئيسه بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسيط عن طريق البريد الالكتروني.
وبفضل الانترنت سوف يتراجع الإهمال السياسي ومقاطعة الانتخابات الذي ميزت السنوات الأخيرة في كل دول العالم، إلى مشاركة سياسية قوية، نظرا لسهولة إبداء الرأي والتواصل وكذلك بفضل ظهور الانتخابات الالكترونية.
ففي ظل نفوذ تكنولوجيا المعلومات في المجتمع البشري، بدأ الحديث عن ميلاد " الجمهوريات الالكترونية " وأنظمة ديمقراطية جديدة، وفي خضم ذلك بدأت تتجسد ظاهرة الانتخابات الالكترونية كلازمة حتمية لظهور هذه الجمهوريات ، وهذا النظام الديمقراطي الجديد، وقد أصبحت تمارس وتتطور في عدد من الدول ، وسوف تتم مستقبلا أيضا بواسطة وسائل الاتصال الحديثة وعن بعد *.
*- لمزيد من المعرفة حول موضوع الجمهوريات الالكترونية ،والنظام الديمقراطي الجديد، أنظر : محمد لعقاب، تأثير الانترنت على العمل السياسي اوباما نموذجا ، دار الصباح الجديد ، الجزائر ، ط1، 2009
وقد أوضح الباحث لستر ثرو أن الاستفتاءات الشعبية سوف تتحدى الحكومة النيابية; فلماذا يجب على المواطن الذي يحق له الاقتراع أن يطرح معتقداته من خلال نائب منتخب، في الوقت الذي يمكنه أن يعبر عن رأيه بصفة مباشرة ؟
الانتخابات الالكترونية : تتم مباشرة عبر الانترنت و دون مكاتب اقتراح كما هو الآن و لا وجود للورق فيها ، العملية الكترونية افتراضية
للمزيد انظر المرجع : محمد لعقاب ، المواطن الرقمي ، دار هومة الجزائر- : مفهوم جديد تبلور ................ الرئيس الرقمي :