أولا- تعريف الدراسات السابقة:
تشمل البحوث السابقة كل ما يتعلق بالمشكلة تعلقا مباشرا مثل البحوث السابقة التي استخدمت نفس المتغيرات أو دارت حول أسئلة مشابهة أو درست النظرية التي يستند إليها الباحث، وغير ذلك من الدراسات المشابهة(محمود رجاء أبو علام، 2004، ص90).وهي بذلك تعبر عن جهود السابقين - في مجال التخصص- من دراسات ومقالات علمية وتتطلب الاستعانة بها أكثر من مجرد ذكر للمصادر التي أخذت منها... فكيفية توظيفها تمليها ضرورات منهجية ونظرية مبنية أساسا على العرض والتحليل والنقد، بالإضافة إلى تتبع خطوات متكاملة حتى تحقق الغاية منها في خدمة البحث العلمي(ميلود سفاري، 2000، ص41)
ثانيا- أهمية الدراسات السابقة:
الباحث الناجح هو الذي يبدأ من حيث انتهى إليه غيره من الباحثين حيث تتشكل لديه معارف واسعة تؤهله لأن يكون أكثر قدرة على الابداع والابتكار في بحثه الحالي(محمد شفيق، 2001، ص208) ولا يتم ذلك إلا بـ:
- عمل مسح للدراسات السابقة حول موضوع بحثه كأن يجمع كل ما كتب ونشر في المؤلفات والمراجع، والبحوث الميدانية المنشورة في الدوريات العربية والأجنبية، وكذا الرسائل العلمية إضافة لما نشر في المؤتمرات العلمية المتخصصة والتقارير العلمية التي تصدرها مراكز البحوث.
- بعد الخطوة السابقة يقوم الباحث بتحليل ونقد الدراسات بحيث يدرس أهم ما جاء فيها ( العنوان، أهداف البحث، العينة، الأدوات، الأساليب الإحصائية، إجراءات البحث وأهم النتائج) بحيث يصل لتحديد أفضل الأدوات والأساليب والمناهج لدراسته الحالية.
- ومن خلال هذا الاطلاع يتأتى للباحث الوقوف على مجموعة تساؤلات لا يجد لها إجابة، فتكون تلك بمثابة إشكالية لدراسة جديدة ومنطلقا لبناء فروض بحثه، وتمدنا الدراسات السابقة بفكرة عن كيفية معالجتها وطرق اختبارها.
- كما أنه من غير المنطقي أن يقوم الباحث بتصميم بحثه قبل القيام بالدراسة المنهجية للدراسات السابقة.
- على الباحث أثناء جمعه لمادة الإطار النظري أو الدراسات السابقة الاستعانة ببطاقة خاصة بحيث:
- يستخدم بطاقة مستقلة لكل فكرة أو حقيقة أو مفهوم.
- كتابة عنوان البحث في بداية كل بطاقة وعنوان المرجع.
- تسجيل المعلومات الكافية لتحديد الفكرة التي تتضمنها الملاحظة.
- يوضح الباحث إذا ما كانت الفكرة ملخصة أو مقتبسة أو منقولة ثم كتابة أرقام صفحاتها(إبراهيم وجيه محمود وعبد الحليم منسي، 1983، ص33-36).
هذا وتؤدي استعانة الباحث بدراسات سابقيه ممن ترتبط بحوثهم بموضوع بحثه إلى فوائد عديدة أهمها حسب (محمد شفيق، 2001، ص208):
- تكوين إطار وخلفية حول الموضوع تكون أكثر ثراء من ناحية المعلومات بحيث تساعده في تحديد المصطلحات والمفاهيم الإجرائية لبحثه، مع التحديد الدقيق للمشكلة، وذلك بعد حصر مجموعة التساؤلات والإشكاليات، أو الأفكار التي لم تحل بعد.
- تساعد الباحث على فهم أفضل لجوانب بحثه وتحديد أسلوب إجرائه.
- تعتبر نتائج البحوث السابقة بمثابة الفروض التي ينطلق منها الباحث قصد التأكد منها أو مواصلة البحث في ذات المجال.
- بمعرفة نقاط القوة والضعف يمكن للباحث التبصر أكثر بصعوبات البحث المادية والمعرفية، وبالتالي توفير الجهد.
- تجنب تكرار الجهود المبذولة من طرف السابقين – خاصة من الجوانب المدروسة –
- تجعل الباحث أكثر دراية بتفسير النتائج وإبراز أهمية بحثه وتطبيقاتها التربوية.
- توجه الباحث من خلال اطلاعه على مختلف المعالجات والطرق البحثية بحيث يصبح قادرا على تخير أحسن الطرق والمناهج، أو اللجوء إلى طرق جديدة يرى أنها الأنسب لاختبار الفروض مع توفر الأدوات والأساليب الاحصائية
وتشمل عملية مراجعة الدراسات السابقة الاستعانة بمجموعة من المراجع منها المصادر الأولية والمصادر الثانوية والمصادر الميدانية بحيث تعرف المصادر الأولية بأنها المادة الأصلية للدراسة حيث يقوم بتنظيمها ونشرها نفس الجهة التي قامت بجمعها وذلك بعد الدراسة والبحث، أما المصادر الثانوية: وهي كل ما نقل أو اقتبس عن مصادر أولية بحيث تعتمد علة ما نشر في البحوث أو الرسائل العلمية أو في المجلات والصحف، ويفضل استخدام المصادر الأولية – في حال توفرها – إذ أن المصادر الثانوية كثيرا ما تكون عرضة للخطأ في نقل البيانات الصحيحة أو أخطاء التحليل، فالمصادر الأولية قد تحتوي على تفاصيل أوفى مما تحويه المصادر الثانوية، لذا يراعى في الرسائل العلمية أن تكون مستندة إلى مصادر أولية بعد تحقيقها والتأكد من صحتها.
ويعتبر كل ما هو جديد في المصادر الثانوية بمثابة مصادر أولية وكل ما اقتبس واستشهد به في المصادر الأولية بمثابة مصادر ثانوية؛ أما عندما يتعذر على الباحث الحصول على المعلومات المطلوبة بطريقة جاهزة، بحيث تتوفر لدى أشخاص أو هيئات، أو مشاهدات غير مدونة في سجلات، لذا يعمد إلى جمعها عن طريق المقابلاتوهي ما يسمى بالمصادر الميدانية(غريب سيد أحمد، 1995 ب، ص21-22).
مسوح الدراسات: تعتبر عملية الاطلاع على مسوح الدراسات السابقة أمرا غاية في الأهمية وذلك نظرا لكونها:
- تمدنا بخلاصة التجارب والخبرات والمعارف التي تم إجراؤها حول الموضوع.
- تمدنا بدراسات نقدية متكاملة حول المواضيع المطروحة.
- غالبا ما تزودنا بمشاريع بحث من خلال ما تطرحه من تساؤلات في نهاية الدراسة.
الملخصات:وهي وسيلة دقيقة وعملية جدا في التزود بالدراسات السابقة.
- ملخصات الرسائل الدولية( في معظم الجامعات والكليات على مستوى العالم) ( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص202).
- المراجع المبوبة في الدراسات السابقة: قد يبدو غريبا إذا قيل أنه في بعض الأحيان تكون فائدة الباحث من الدراسات السابقة هو الاطلاع على كم كبير من المراجع أكثر من أي عنصر وارد في الدراسة؛ ذلك أن اتحاف الدراسة بجملة المراجع المستخدمة يسهل على الباحث عملية تحديد المراجع الأساسية للحصول على المعلومات كاملة من مصادرها( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص201)
الدوريات والرسائل العلمية:تعتبر من أهم المراجع وذلك لكونها تزود الباحث بأحدث نتائج الأبحاث كما تتبع أخبار التقدم العلمي، وتوجد عدة فهارس خاصة بمجموع الدوريات الصادرة في علم النفس وغيره
الأفلام المصغرة: يستطيع الباحث من خلال الفيلم المصغر( الميكرو فيلم ) الاطلاع على أشياء قديمة وحديثة على السواء
المراجع الالكترونية:تعمل هذه الأخيرة في الوقت الحالي على اختصار كثير من جهد الباحث ووقته، وتزويده بمجموعة قيمة من الدراسات التي يقوم بنشرها أصحابها أو الهيئات المشرفة عليها، ويتطلب ذلك مهارة من الباحث، ومنذ سنوات قليلة لم يكن استخدام الانترنت في البحث عن المصادر أمرا شائعا جدا كما هو الآن ورغم مزاياها إلا أن استخدامها كبير إلا أن هناك بعض العيوب منها أن ليس هناك ضوابط للجودة فيما ينشر إلا ما ندر كما أن هناك العديد من المصادر الممتازة ما زالت غائبة عن الانترنت، كما أن عملية البحث عن بعض المعلومات تعد شاقة وغير ميسورة ويشق الباحث طرق عدة للوصول إليها مما يكلفه وقتا وبحثا معقدا كما أن بعض المقالات قد تختفي من مواقعها أو تعدل مما يصعب عملية توثيقها في المراجع ليسهل الرجوع إليها(محمود رجاء أبو علام ، 2004، ص 103-104).
ثالثا- استراتيجية البحث عن المراجع الخاصة بالدراسات السابقة وما يتعلق بها:
1- مهارة العمل في المكتبة:
على الرغم من أهمية الدراسات السابقة بالنسبة للباحث في عدة جوانب من بحثه إلا أنه وبالرغم من أنه قد تواجهه – خاصة المبتدئ – صعوبات تتمثل أساسا في صعوبة الحصول على الدراسات السابقة، وذلك راجع أساسا لعدم المعرفة بكيفية الوصول إليها وذلك بالرغم من كون ما اطلعوا عليه من مراجع قد ثبت في نهايته عدة مراجع تحتوي مواضيع مماثلة أو الموضوع ذاته( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص197).
لذلك نورد هنا أهم الخطوات التي يمكن للباحث اتباعها وذلك ملخصا لما جاء في ( فان دالين):
عمل إحصاء لمجموع المكتبات التي يمكن الاتصال بها.
ألفة مواقعها وإمكاناتها وخدماتها والاطلاع على تعليماتها( نوع تصنيف المراجع، مواعيد العمل، مدة الإعارة ).
حدد وقتا لترددك على المكتبة وليكن في أوقات لا تشهد فيها عملية الإعارة ضغطا أو تنافسا على المراجع والخدمات.
حدد بدقة الموضوع الذي تريد البحث فيه لأنه من المفيد بل ومن الضروري أن يكون لدى الباحث فكرة واضحة عن موضوعه، وتحديد جيد لنوعية الأبحاث المرتبطة وذلك حتى تكون عملية البحث أكثر سهولة.
عند لجوئك إلى فهرس البطاقات استثمر المعلومات المدونة عليه بدقة وحنكة( خاصة إذا كانت مفصلة نوعا ما) وذلك لتحدد من خلالها ما إذا كان المرجع هاما أو لا ( وهنا على الباحث أن يحفظ مكان حفظ مختلف المراجع في المكتبة حسب مجالها وتخصصها).
طلب استعارة مرجع يرافقها عمل مواز- خلال وقت الانتظار- ونشير هنا إلى أن بعض الباحثين المبتدئين- عادة – ما يضعون عنوانا محددا للبحث عنه، وقد يصادف ألا يجد من خلال ما طلب من مراجع ما يطابقه تماما فماذا يفعل؟
للتغلب على هذه العقبة يستطيع اتباع الاجراءات التالية:
- عليك بألفة العناوين الشائعة في الميدان من خلال الدراسة المتكررة لفهارس الكتب وأدراج البطاقات وفهرست التربية، وموسوعة البحوث التربوية، وبعض البحوث أو عروض وملخصات البحوث.
- أكتب عناوين مرادفة للموضوع الذي تبحث عنه بحيث تغطي مجاله الأوسع.
- سجل في كل مرّة صعوبات البحث لتجنبها مستقبلا.
- تُحِيلك بعض البطاقات إلى مراجع أخرى تتضمن الموضوع ذاته فاستفد منها.
- من المفيد تذكر السنوات التي كان فيها الموضوع قيد الدراسة والبحث، وذلك أفضل من الاتجاه مباشرة صوب المراجع الحديثة، مثلا: المقالات المتعلقة بتدريس العلوم كثرت في الدوريات بعد إطلاق الروس للقمر الصناعي.
- من المهم معرفة التغير الحاصل في المصطلحات التربوية.
توقع وجود عقبات في عملية الإعارة لذا أطلب أكبر عدد ممكن من المراجع لئلا تضيع الوقت، وتأكد من توفر الوقت للاطلاع على ما تطلبه من مراجع بدقة.
بعد حصولك على المرجع قلب صفحاته للاطلاع على محتوياته- قبل قرائته– ولاحظ مجاله وأبعاده من خلال قراءة المقدمة، ثم راجع فهرسه، مراجعه، أشكاله وملاحقه.
إذا ظهر لك أنه يضم ما تطلبه حدد من خلال الفهرس الأجزاء التي تهمك ثم اقرأها بعناية، وسجل أرقام الصفحات التي سترجع إليها لتحليل أكثر عمقا، مستخدما في ذلك البطاقة البيبليوغرافية بحيث يحبذ أن يخصص الباحث بطاقة لكتاب بعينه يسجل فيه كمرجع، مع سبب اختياره أو فيم يستعمل أو بعض الملاحظات حوله، كما أنها ذات فائدة جمة حتى بعد إنهاء الدراسة بحيث يسجل فيها رقم المرجع المكتبي في الزاوية العليا من يسار البطاقة، أما إن كان مستعارا أو غيره فيشار إلى ذلك في نفس المكان (فان دالين، 1997، ص 155 وما بعدها )
وهي تتميز – البطاقات - عن باقي الأنواع كونها:
- تسجل فيها جميع المراجع المرغوب فيها مبدئيا وليس المقروءة فقط.
- تسجل فيها المعلومات الرئيسية فقط إضافة لرقم المرجع في المكتبة، وملاحظات أخرى كمهم للشراء، يصور الفصل كذا...
- قد تعتمد بعد تكوين بطاقات قراءة كأساس للقائمة النهائية للمراجع (فضيل دليو، 2000، ص9).
تأكد من مجال المرجع قبل قرائته بطرح الأسئلة التالية:
- هل حدّد مجال المرجع بدقة في العنوان الفرعي أو التصدير أو المقدمة؟ أو في مكان آخر؟ هل يذكر الناشر أن فهارس المجلة تأتي في نهاية كل عدد أو في عدد سنوي؟ أو في فهرس للدوريات؟ هل تغطي المجلة موضوعات معينة شهريا؟ أو في أعداد سنوية خاصة؟ هل يغطي عدد خاص الفهرس الدوري السنوات التي تقع فيها المادة العلمية المطلوبة( فان دالين، 1997، ص162).
قبل استخدام أي مرجع اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل رتب المراجع أبجديا؟ أو زمنيا؟ أو وفقا للموضوعات؟ هل توجد ملخصات في نهاية كل فصل؟ هل توجد قائمة بالمحتويات وفهرست الموضوعات أو أسماء الأعلام؟ هل يتوفر على مفاتيح أو رموز أو عبارات تفسيرية أو صفحات توجيهية؟ هل هذه البيانات موجودة في باطن الغلاف؟ أو في الصفحات التمهيدية؟ أو في نهاية الفصل؟ أو في الملاحق؟ أو بعد كل عنصر ذكر في المرجع مباشرة؟( فان دالين، 1997، ص161- 162).
من المهم أن يتوفر لديك دليل للمراجع وذلك من خلال:
- تصنيف دليل للشخصيات يضم أسماء العلماء البارزين في مجال تخصصك مع ذكر أوصافهم ومؤلفاتهم وخبراتهم، تحيزاتهم ومكانتهم.
- إجمع معلومات عن الهيئات التي تمارس البحث العلمي في مجالك إضافة لجامعي الإحصاءات مع تحديد طبيعة العاملين بها والإمكانات المتوفرة، ومواعيد صدور مطبوعاتها وعناوينها بدقة.
- دون قائمة بالمكتبات والمتاحف والأفراد الذين يمتلكون معلومات تتعلق بتخصصك.
- احصل على نسخ من أفضل قوائم المراجع لكي تضمها إلى مجموعتك وسجل ما لا يمكن الحصول عليه( طبيعته ومكانته ).
- سجل أسماء الناشرين التي قد تحتاجها( للحصول على المراجع منهم مباشرة ).
- اشتر أهم ما سجلته من مراجع مع ما سبق من أعداد.
- احتفظ بسجل يضم أسماء الدوريات والمنظمات والهيئات الحكومية التي تعمل في مجال تخصصك( مع عناوينها واجراءات التعامل معها) مع مراعاة تغير أسمائها( لذا فإن كل مقال يكتب بالاسم الذي ظهر فيه للدورية)( فان دالين، 1997، ص153- 155).
كما يتضح ولدى العثور على مراجع أولية والنقدية معا فيفضل قراءة نص أو نصين نقديين حول الموضوع لتكوين فكرة عامة وجيدة حول الموضوع قبل التعامل مع النص الأصلي، أما في حالة الدراسة الميدانية فيفضل التعامل أولا مع المراجع أو الدراسات الشبيهة أو القريبة من موضوع البحث الحالي كالدراسات السابقة( فضيل دليو، 2000، ص12).
ب-التدوين والاستخلاص في البحث:
التدوين: وهو إعادة تسجيل الملاحظات في صورة منطقية متخذا مسارين أولهما عرض لفظي ويكون دون تحريف أو اختصار؛ وثانيهما تدوين بالمعنى ويكون عرضا للأفكار في صورة جديدة تبعا لأفكار الباحث وخبراته.
الاستخلاص: وهو النتيجة التي توصّل إليها القارئ أو المستمع من خلال معرفته ودرايته بالكتب أو المحاضرة وغيرها.
وفي كلتا الحالتين- التدوين والاستخلاص – يطلب من الباحث التقيد بالمنهج العلمي وبصفة عامة فالتدوين مرتبط بالمادة المنطوقة أما الاستخلاص فمرتبط بالمادة المنطوقة والمكتوبة معا( غريب سيد أحمد، 1995، ص340-342).
رابعا- طريقة عرض الدراسات السابقة:
بعد الانتهاء من عملية جمع الدراسات السابقة يجد الباحث نفسه أمام كم هائل من الوثائق المرتبطة بمشكلة بحثه ومهمة الباحث هنا تكمن في الوصول إلى الربط بين أفكارها وتحليلها تحليلا يفيد موضوعه وعليه فإن عملية عرض الدراسات السابقةلا تتطلب سرد كل ما جاء فيها وإنما يتحتم على الباحث ذكر أهم ما جاء فيها بشكل مختصر متضمنا معلومات حول( التساؤلات، العينة، الأدوات، اجراءات البحث والنتائج ) ويرتبها في عرضه من الأقدم إلى الأحدث حتى يتلمس القارئ التقدم الحاصل في مجال الموضوع مع ملاحظة أنه في حال جمع المادة يفضل البدء بالدراسات الأحدث حتى يطلع الباحث على آخر مستجدات الموضوع وآخر ما درس فيه ليكون نقطة الانطلاقة بالنسبة له؛ ويذكر إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي(2002) أن على الباحث اتباع الخطوات التالية في عرضه للدراسات السابقة:
- مقدمة: بحيث يضمنها الغرض من الاستعراض وطريقته وسبب تنظيمه.
- الجزء الرئيسي: وهو متن الوثيقة ومضمونها لذا يتوجب كتابته بعناية فائقة تضم كل ما هو في صميم البحث.
- ملخص: وهو يضم أهم الدلالات والتوجيهات لعمل دراسات مستقبلية مرفقا ذلك بنقد لجوانب الدراسة قصد التغلب عليها مستقبلا(ص204-206).
كما يورد خير الدين علي عويس(1997) طريقة أكثر عملية وهي كالتالي:
قام الباحث(كذا) بدراسة عن (كذا) بهدف التوصل إلى (كذا) واستخدم أداة(كذا) واشتملت العينة على عدد بنين وعدد بنات (كذا) وبعد اجراء التكافؤ للمجموعات توصل الباحث إلى صدق (كذا) وثبات (كذا) وباستخدام الأسلوب الاحصائي (كذا) استطاع التوصل إلى بعض النتائج المرتبطة بالبحث الحالي وهي (كذا وكذا) (ص137).
مثاله:
قامت الباحثة أمل الأحمد بدراسة عن العلاقة الارتباطية بين الدافع إلى الانجاز ومركز الضبط بهدف دراسة العلاقة والفروق واستخدمت مقياس مركز الضبط لجوليان روترومقياس دافعية الانجاز لهرمانس ترجمة فاروق عبد الفتاح موسى، واشتملت العينة على 50 من الذكور و50 من الاناث وكان صدق المحكمين لكلا الأداتين موثوقا وثبات الدافع إلى الانجاز(0,83) وثبات مركز الضبط (0,81) وباستخدام الأساليب الاحصائية(معاملات الارتباط واختبار ت) استطاعت التوصل إلى بعض النتائج المرتبطة بالبحث الحالي وهي ...
خامسا- كيفية توظيف الدراسات السابقة:
اختلف الباحثون فيما بينهم حول جدوى تضمين الدراسة عرضا للدراسات السابقة سواء في فصل مستقل أو ادراجها ضمن الفصول ولكن المؤكد أن الباحث يمكن أن يوظفها في بحثه في كلتا الحالتين وغيرها وذلك من خلال العناصر التالية:
- اسم الباحث: فلأي جهة ينسب هذا البحث ومن يشرف عليه.
- زمن البحث: فما هو التاريخ الذي أجري فيه البحث.
- مكان البحث: ما هو الموقع الجغرافي للدراسة.
- مدة البحث: فالبحث الذي يدوم سنوات ليس كالبحث الذي يدوم شهورا.
- طبيعة البحث: هل هو دراسة تجريبية، مسحية، ميدانية...
- إشكالية البحث: أي التساؤلات الكبرى للدراسة.
- منهجية البحث: أي المنهج المتبع، الفروض النهائية، الأدوات، مواصفات العينة، المفاهيم.
- الأهداف الرئيسية للبحث: أي ما كان يرمي إليه البحث.
- الخطوات الرئيسية للبحث: أي أهم الخطوات التي سار عليها البحث.
- عرض أهم النتائج: مع التركيز هنا على الإضافة العلمية أو المنهجية للبحث.
- أهم الصعوبات: وهي العقبات التي واجهت الباحث عملا على تجنبها.
- نقد موجز للبحث: وذلك من حيث مواطن القوة والضعف
وجميع هذه النقاط والعناصر يمكن أن تفيد الباحث إذا أمكن تحديدها بدقة(ميلود سفاري، 2000، ص43)
سادسا- معايير نقد الدراسات السابقة:
هناك مجموعة أسئلة لا بد للباحث أن يطرحها على نفسه عند نقده لأي دراسة وهي:
- هل تساهم هذه الدراسة اسهاما واضحا في التعرف على المجال المدروس؟
- هل زودت الدراسة بإطار نظري مناسب ومستوف لخطة البحث؟
- هل تستشهد بالدراسات السابقة على نحو صحيح؟
- هل المشكلة المطروحة مستمدة من الدراسات السابقة المعروضة؟ وهل هي قابلة للاختبار؟
- هل تم ذكر مواصفات العينة؟ وهل هي ملائمة للبحث؟
- هل أدوات البحث ملائمة له؟
- هل المعالجات البحثية والتحليل الاحصائي كاف؟
- هل النتائج تجيب على المشكلة؟ وهل هي مرتبطة بالنظرية والنتائج السابقة؟
- هل تم عرض الجداول كاملة؟ وهل تم مناقشتها؟
- هل الجداول والرسوم البيانية مناسب؟
- هل دونت المراجع بشكل صحيح؟ وهل هي كاملو كما وردت في المتن؟
- هل يتم الاستشهاد بجميع المراج في النص؟
- هل جميع التواريخ في المراجع صحيحة؟ وهل تتطابق مع الاستشهادات النصية؟
- هل يشتمل ملخص البحث على بين بالهدف؟ ووصف للعينة والأدوات والاجراءات وتقرير عن النتائج الهادفة؟(إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص206-207)
فإذا كانت الإجابة بالإيجاب اعتمدت هذه الدراسة وإلا فلا تقبل.
تشمل البحوث السابقة كل ما يتعلق بالمشكلة تعلقا مباشرا مثل البحوث السابقة التي استخدمت نفس المتغيرات أو دارت حول أسئلة مشابهة أو درست النظرية التي يستند إليها الباحث، وغير ذلك من الدراسات المشابهة(محمود رجاء أبو علام، 2004، ص90).وهي بذلك تعبر عن جهود السابقين - في مجال التخصص- من دراسات ومقالات علمية وتتطلب الاستعانة بها أكثر من مجرد ذكر للمصادر التي أخذت منها... فكيفية توظيفها تمليها ضرورات منهجية ونظرية مبنية أساسا على العرض والتحليل والنقد، بالإضافة إلى تتبع خطوات متكاملة حتى تحقق الغاية منها في خدمة البحث العلمي(ميلود سفاري، 2000، ص41)
ثانيا- أهمية الدراسات السابقة:
الباحث الناجح هو الذي يبدأ من حيث انتهى إليه غيره من الباحثين حيث تتشكل لديه معارف واسعة تؤهله لأن يكون أكثر قدرة على الابداع والابتكار في بحثه الحالي(محمد شفيق، 2001، ص208) ولا يتم ذلك إلا بـ:
- عمل مسح للدراسات السابقة حول موضوع بحثه كأن يجمع كل ما كتب ونشر في المؤلفات والمراجع، والبحوث الميدانية المنشورة في الدوريات العربية والأجنبية، وكذا الرسائل العلمية إضافة لما نشر في المؤتمرات العلمية المتخصصة والتقارير العلمية التي تصدرها مراكز البحوث.
- بعد الخطوة السابقة يقوم الباحث بتحليل ونقد الدراسات بحيث يدرس أهم ما جاء فيها ( العنوان، أهداف البحث، العينة، الأدوات، الأساليب الإحصائية، إجراءات البحث وأهم النتائج) بحيث يصل لتحديد أفضل الأدوات والأساليب والمناهج لدراسته الحالية.
- ومن خلال هذا الاطلاع يتأتى للباحث الوقوف على مجموعة تساؤلات لا يجد لها إجابة، فتكون تلك بمثابة إشكالية لدراسة جديدة ومنطلقا لبناء فروض بحثه، وتمدنا الدراسات السابقة بفكرة عن كيفية معالجتها وطرق اختبارها.
- كما أنه من غير المنطقي أن يقوم الباحث بتصميم بحثه قبل القيام بالدراسة المنهجية للدراسات السابقة.
- على الباحث أثناء جمعه لمادة الإطار النظري أو الدراسات السابقة الاستعانة ببطاقة خاصة بحيث:
- يستخدم بطاقة مستقلة لكل فكرة أو حقيقة أو مفهوم.
- كتابة عنوان البحث في بداية كل بطاقة وعنوان المرجع.
- تسجيل المعلومات الكافية لتحديد الفكرة التي تتضمنها الملاحظة.
- يوضح الباحث إذا ما كانت الفكرة ملخصة أو مقتبسة أو منقولة ثم كتابة أرقام صفحاتها(إبراهيم وجيه محمود وعبد الحليم منسي، 1983، ص33-36).
هذا وتؤدي استعانة الباحث بدراسات سابقيه ممن ترتبط بحوثهم بموضوع بحثه إلى فوائد عديدة أهمها حسب (محمد شفيق، 2001، ص208):
- تكوين إطار وخلفية حول الموضوع تكون أكثر ثراء من ناحية المعلومات بحيث تساعده في تحديد المصطلحات والمفاهيم الإجرائية لبحثه، مع التحديد الدقيق للمشكلة، وذلك بعد حصر مجموعة التساؤلات والإشكاليات، أو الأفكار التي لم تحل بعد.
- تساعد الباحث على فهم أفضل لجوانب بحثه وتحديد أسلوب إجرائه.
- تعتبر نتائج البحوث السابقة بمثابة الفروض التي ينطلق منها الباحث قصد التأكد منها أو مواصلة البحث في ذات المجال.
- بمعرفة نقاط القوة والضعف يمكن للباحث التبصر أكثر بصعوبات البحث المادية والمعرفية، وبالتالي توفير الجهد.
- تجنب تكرار الجهود المبذولة من طرف السابقين – خاصة من الجوانب المدروسة –
- تجعل الباحث أكثر دراية بتفسير النتائج وإبراز أهمية بحثه وتطبيقاتها التربوية.
- توجه الباحث من خلال اطلاعه على مختلف المعالجات والطرق البحثية بحيث يصبح قادرا على تخير أحسن الطرق والمناهج، أو اللجوء إلى طرق جديدة يرى أنها الأنسب لاختبار الفروض مع توفر الأدوات والأساليب الاحصائية
وتشمل عملية مراجعة الدراسات السابقة الاستعانة بمجموعة من المراجع منها المصادر الأولية والمصادر الثانوية والمصادر الميدانية بحيث تعرف المصادر الأولية بأنها المادة الأصلية للدراسة حيث يقوم بتنظيمها ونشرها نفس الجهة التي قامت بجمعها وذلك بعد الدراسة والبحث، أما المصادر الثانوية: وهي كل ما نقل أو اقتبس عن مصادر أولية بحيث تعتمد علة ما نشر في البحوث أو الرسائل العلمية أو في المجلات والصحف، ويفضل استخدام المصادر الأولية – في حال توفرها – إذ أن المصادر الثانوية كثيرا ما تكون عرضة للخطأ في نقل البيانات الصحيحة أو أخطاء التحليل، فالمصادر الأولية قد تحتوي على تفاصيل أوفى مما تحويه المصادر الثانوية، لذا يراعى في الرسائل العلمية أن تكون مستندة إلى مصادر أولية بعد تحقيقها والتأكد من صحتها.
ويعتبر كل ما هو جديد في المصادر الثانوية بمثابة مصادر أولية وكل ما اقتبس واستشهد به في المصادر الأولية بمثابة مصادر ثانوية؛ أما عندما يتعذر على الباحث الحصول على المعلومات المطلوبة بطريقة جاهزة، بحيث تتوفر لدى أشخاص أو هيئات، أو مشاهدات غير مدونة في سجلات، لذا يعمد إلى جمعها عن طريق المقابلاتوهي ما يسمى بالمصادر الميدانية(غريب سيد أحمد، 1995 ب، ص21-22).
مسوح الدراسات: تعتبر عملية الاطلاع على مسوح الدراسات السابقة أمرا غاية في الأهمية وذلك نظرا لكونها:
- تمدنا بخلاصة التجارب والخبرات والمعارف التي تم إجراؤها حول الموضوع.
- تمدنا بدراسات نقدية متكاملة حول المواضيع المطروحة.
- غالبا ما تزودنا بمشاريع بحث من خلال ما تطرحه من تساؤلات في نهاية الدراسة.
الملخصات:وهي وسيلة دقيقة وعملية جدا في التزود بالدراسات السابقة.
- ملخصات الرسائل الدولية( في معظم الجامعات والكليات على مستوى العالم) ( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص202).
- المراجع المبوبة في الدراسات السابقة: قد يبدو غريبا إذا قيل أنه في بعض الأحيان تكون فائدة الباحث من الدراسات السابقة هو الاطلاع على كم كبير من المراجع أكثر من أي عنصر وارد في الدراسة؛ ذلك أن اتحاف الدراسة بجملة المراجع المستخدمة يسهل على الباحث عملية تحديد المراجع الأساسية للحصول على المعلومات كاملة من مصادرها( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص201)
الدوريات والرسائل العلمية:تعتبر من أهم المراجع وذلك لكونها تزود الباحث بأحدث نتائج الأبحاث كما تتبع أخبار التقدم العلمي، وتوجد عدة فهارس خاصة بمجموع الدوريات الصادرة في علم النفس وغيره
الأفلام المصغرة: يستطيع الباحث من خلال الفيلم المصغر( الميكرو فيلم ) الاطلاع على أشياء قديمة وحديثة على السواء
المراجع الالكترونية:تعمل هذه الأخيرة في الوقت الحالي على اختصار كثير من جهد الباحث ووقته، وتزويده بمجموعة قيمة من الدراسات التي يقوم بنشرها أصحابها أو الهيئات المشرفة عليها، ويتطلب ذلك مهارة من الباحث، ومنذ سنوات قليلة لم يكن استخدام الانترنت في البحث عن المصادر أمرا شائعا جدا كما هو الآن ورغم مزاياها إلا أن استخدامها كبير إلا أن هناك بعض العيوب منها أن ليس هناك ضوابط للجودة فيما ينشر إلا ما ندر كما أن هناك العديد من المصادر الممتازة ما زالت غائبة عن الانترنت، كما أن عملية البحث عن بعض المعلومات تعد شاقة وغير ميسورة ويشق الباحث طرق عدة للوصول إليها مما يكلفه وقتا وبحثا معقدا كما أن بعض المقالات قد تختفي من مواقعها أو تعدل مما يصعب عملية توثيقها في المراجع ليسهل الرجوع إليها(محمود رجاء أبو علام ، 2004، ص 103-104).
ثالثا- استراتيجية البحث عن المراجع الخاصة بالدراسات السابقة وما يتعلق بها:
1- مهارة العمل في المكتبة:
على الرغم من أهمية الدراسات السابقة بالنسبة للباحث في عدة جوانب من بحثه إلا أنه وبالرغم من أنه قد تواجهه – خاصة المبتدئ – صعوبات تتمثل أساسا في صعوبة الحصول على الدراسات السابقة، وذلك راجع أساسا لعدم المعرفة بكيفية الوصول إليها وذلك بالرغم من كون ما اطلعوا عليه من مراجع قد ثبت في نهايته عدة مراجع تحتوي مواضيع مماثلة أو الموضوع ذاته( إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص197).
لذلك نورد هنا أهم الخطوات التي يمكن للباحث اتباعها وذلك ملخصا لما جاء في ( فان دالين):
عمل إحصاء لمجموع المكتبات التي يمكن الاتصال بها.
ألفة مواقعها وإمكاناتها وخدماتها والاطلاع على تعليماتها( نوع تصنيف المراجع، مواعيد العمل، مدة الإعارة ).
حدد وقتا لترددك على المكتبة وليكن في أوقات لا تشهد فيها عملية الإعارة ضغطا أو تنافسا على المراجع والخدمات.
حدد بدقة الموضوع الذي تريد البحث فيه لأنه من المفيد بل ومن الضروري أن يكون لدى الباحث فكرة واضحة عن موضوعه، وتحديد جيد لنوعية الأبحاث المرتبطة وذلك حتى تكون عملية البحث أكثر سهولة.
عند لجوئك إلى فهرس البطاقات استثمر المعلومات المدونة عليه بدقة وحنكة( خاصة إذا كانت مفصلة نوعا ما) وذلك لتحدد من خلالها ما إذا كان المرجع هاما أو لا ( وهنا على الباحث أن يحفظ مكان حفظ مختلف المراجع في المكتبة حسب مجالها وتخصصها).
طلب استعارة مرجع يرافقها عمل مواز- خلال وقت الانتظار- ونشير هنا إلى أن بعض الباحثين المبتدئين- عادة – ما يضعون عنوانا محددا للبحث عنه، وقد يصادف ألا يجد من خلال ما طلب من مراجع ما يطابقه تماما فماذا يفعل؟
للتغلب على هذه العقبة يستطيع اتباع الاجراءات التالية:
- عليك بألفة العناوين الشائعة في الميدان من خلال الدراسة المتكررة لفهارس الكتب وأدراج البطاقات وفهرست التربية، وموسوعة البحوث التربوية، وبعض البحوث أو عروض وملخصات البحوث.
- أكتب عناوين مرادفة للموضوع الذي تبحث عنه بحيث تغطي مجاله الأوسع.
- سجل في كل مرّة صعوبات البحث لتجنبها مستقبلا.
- تُحِيلك بعض البطاقات إلى مراجع أخرى تتضمن الموضوع ذاته فاستفد منها.
- من المفيد تذكر السنوات التي كان فيها الموضوع قيد الدراسة والبحث، وذلك أفضل من الاتجاه مباشرة صوب المراجع الحديثة، مثلا: المقالات المتعلقة بتدريس العلوم كثرت في الدوريات بعد إطلاق الروس للقمر الصناعي.
- من المهم معرفة التغير الحاصل في المصطلحات التربوية.
توقع وجود عقبات في عملية الإعارة لذا أطلب أكبر عدد ممكن من المراجع لئلا تضيع الوقت، وتأكد من توفر الوقت للاطلاع على ما تطلبه من مراجع بدقة.
بعد حصولك على المرجع قلب صفحاته للاطلاع على محتوياته- قبل قرائته– ولاحظ مجاله وأبعاده من خلال قراءة المقدمة، ثم راجع فهرسه، مراجعه، أشكاله وملاحقه.
إذا ظهر لك أنه يضم ما تطلبه حدد من خلال الفهرس الأجزاء التي تهمك ثم اقرأها بعناية، وسجل أرقام الصفحات التي سترجع إليها لتحليل أكثر عمقا، مستخدما في ذلك البطاقة البيبليوغرافية بحيث يحبذ أن يخصص الباحث بطاقة لكتاب بعينه يسجل فيه كمرجع، مع سبب اختياره أو فيم يستعمل أو بعض الملاحظات حوله، كما أنها ذات فائدة جمة حتى بعد إنهاء الدراسة بحيث يسجل فيها رقم المرجع المكتبي في الزاوية العليا من يسار البطاقة، أما إن كان مستعارا أو غيره فيشار إلى ذلك في نفس المكان (فان دالين، 1997، ص 155 وما بعدها )
وهي تتميز – البطاقات - عن باقي الأنواع كونها:
- تسجل فيها جميع المراجع المرغوب فيها مبدئيا وليس المقروءة فقط.
- تسجل فيها المعلومات الرئيسية فقط إضافة لرقم المرجع في المكتبة، وملاحظات أخرى كمهم للشراء، يصور الفصل كذا...
- قد تعتمد بعد تكوين بطاقات قراءة كأساس للقائمة النهائية للمراجع (فضيل دليو، 2000، ص9).
تأكد من مجال المرجع قبل قرائته بطرح الأسئلة التالية:
- هل حدّد مجال المرجع بدقة في العنوان الفرعي أو التصدير أو المقدمة؟ أو في مكان آخر؟ هل يذكر الناشر أن فهارس المجلة تأتي في نهاية كل عدد أو في عدد سنوي؟ أو في فهرس للدوريات؟ هل تغطي المجلة موضوعات معينة شهريا؟ أو في أعداد سنوية خاصة؟ هل يغطي عدد خاص الفهرس الدوري السنوات التي تقع فيها المادة العلمية المطلوبة( فان دالين، 1997، ص162).
قبل استخدام أي مرجع اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل رتب المراجع أبجديا؟ أو زمنيا؟ أو وفقا للموضوعات؟ هل توجد ملخصات في نهاية كل فصل؟ هل توجد قائمة بالمحتويات وفهرست الموضوعات أو أسماء الأعلام؟ هل يتوفر على مفاتيح أو رموز أو عبارات تفسيرية أو صفحات توجيهية؟ هل هذه البيانات موجودة في باطن الغلاف؟ أو في الصفحات التمهيدية؟ أو في نهاية الفصل؟ أو في الملاحق؟ أو بعد كل عنصر ذكر في المرجع مباشرة؟( فان دالين، 1997، ص161- 162).
من المهم أن يتوفر لديك دليل للمراجع وذلك من خلال:
- تصنيف دليل للشخصيات يضم أسماء العلماء البارزين في مجال تخصصك مع ذكر أوصافهم ومؤلفاتهم وخبراتهم، تحيزاتهم ومكانتهم.
- إجمع معلومات عن الهيئات التي تمارس البحث العلمي في مجالك إضافة لجامعي الإحصاءات مع تحديد طبيعة العاملين بها والإمكانات المتوفرة، ومواعيد صدور مطبوعاتها وعناوينها بدقة.
- دون قائمة بالمكتبات والمتاحف والأفراد الذين يمتلكون معلومات تتعلق بتخصصك.
- احصل على نسخ من أفضل قوائم المراجع لكي تضمها إلى مجموعتك وسجل ما لا يمكن الحصول عليه( طبيعته ومكانته ).
- سجل أسماء الناشرين التي قد تحتاجها( للحصول على المراجع منهم مباشرة ).
- اشتر أهم ما سجلته من مراجع مع ما سبق من أعداد.
- احتفظ بسجل يضم أسماء الدوريات والمنظمات والهيئات الحكومية التي تعمل في مجال تخصصك( مع عناوينها واجراءات التعامل معها) مع مراعاة تغير أسمائها( لذا فإن كل مقال يكتب بالاسم الذي ظهر فيه للدورية)( فان دالين، 1997، ص153- 155).
كما يتضح ولدى العثور على مراجع أولية والنقدية معا فيفضل قراءة نص أو نصين نقديين حول الموضوع لتكوين فكرة عامة وجيدة حول الموضوع قبل التعامل مع النص الأصلي، أما في حالة الدراسة الميدانية فيفضل التعامل أولا مع المراجع أو الدراسات الشبيهة أو القريبة من موضوع البحث الحالي كالدراسات السابقة( فضيل دليو، 2000، ص12).
ب-التدوين والاستخلاص في البحث:
التدوين: وهو إعادة تسجيل الملاحظات في صورة منطقية متخذا مسارين أولهما عرض لفظي ويكون دون تحريف أو اختصار؛ وثانيهما تدوين بالمعنى ويكون عرضا للأفكار في صورة جديدة تبعا لأفكار الباحث وخبراته.
الاستخلاص: وهو النتيجة التي توصّل إليها القارئ أو المستمع من خلال معرفته ودرايته بالكتب أو المحاضرة وغيرها.
وفي كلتا الحالتين- التدوين والاستخلاص – يطلب من الباحث التقيد بالمنهج العلمي وبصفة عامة فالتدوين مرتبط بالمادة المنطوقة أما الاستخلاص فمرتبط بالمادة المنطوقة والمكتوبة معا( غريب سيد أحمد، 1995، ص340-342).
رابعا- طريقة عرض الدراسات السابقة:
بعد الانتهاء من عملية جمع الدراسات السابقة يجد الباحث نفسه أمام كم هائل من الوثائق المرتبطة بمشكلة بحثه ومهمة الباحث هنا تكمن في الوصول إلى الربط بين أفكارها وتحليلها تحليلا يفيد موضوعه وعليه فإن عملية عرض الدراسات السابقةلا تتطلب سرد كل ما جاء فيها وإنما يتحتم على الباحث ذكر أهم ما جاء فيها بشكل مختصر متضمنا معلومات حول( التساؤلات، العينة، الأدوات، اجراءات البحث والنتائج ) ويرتبها في عرضه من الأقدم إلى الأحدث حتى يتلمس القارئ التقدم الحاصل في مجال الموضوع مع ملاحظة أنه في حال جمع المادة يفضل البدء بالدراسات الأحدث حتى يطلع الباحث على آخر مستجدات الموضوع وآخر ما درس فيه ليكون نقطة الانطلاقة بالنسبة له؛ ويذكر إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي(2002) أن على الباحث اتباع الخطوات التالية في عرضه للدراسات السابقة:
- مقدمة: بحيث يضمنها الغرض من الاستعراض وطريقته وسبب تنظيمه.
- الجزء الرئيسي: وهو متن الوثيقة ومضمونها لذا يتوجب كتابته بعناية فائقة تضم كل ما هو في صميم البحث.
- ملخص: وهو يضم أهم الدلالات والتوجيهات لعمل دراسات مستقبلية مرفقا ذلك بنقد لجوانب الدراسة قصد التغلب عليها مستقبلا(ص204-206).
كما يورد خير الدين علي عويس(1997) طريقة أكثر عملية وهي كالتالي:
قام الباحث(كذا) بدراسة عن (كذا) بهدف التوصل إلى (كذا) واستخدم أداة(كذا) واشتملت العينة على عدد بنين وعدد بنات (كذا) وبعد اجراء التكافؤ للمجموعات توصل الباحث إلى صدق (كذا) وثبات (كذا) وباستخدام الأسلوب الاحصائي (كذا) استطاع التوصل إلى بعض النتائج المرتبطة بالبحث الحالي وهي (كذا وكذا) (ص137).
مثاله:
قامت الباحثة أمل الأحمد بدراسة عن العلاقة الارتباطية بين الدافع إلى الانجاز ومركز الضبط بهدف دراسة العلاقة والفروق واستخدمت مقياس مركز الضبط لجوليان روترومقياس دافعية الانجاز لهرمانس ترجمة فاروق عبد الفتاح موسى، واشتملت العينة على 50 من الذكور و50 من الاناث وكان صدق المحكمين لكلا الأداتين موثوقا وثبات الدافع إلى الانجاز(0,83) وثبات مركز الضبط (0,81) وباستخدام الأساليب الاحصائية(معاملات الارتباط واختبار ت) استطاعت التوصل إلى بعض النتائج المرتبطة بالبحث الحالي وهي ...
خامسا- كيفية توظيف الدراسات السابقة:
اختلف الباحثون فيما بينهم حول جدوى تضمين الدراسة عرضا للدراسات السابقة سواء في فصل مستقل أو ادراجها ضمن الفصول ولكن المؤكد أن الباحث يمكن أن يوظفها في بحثه في كلتا الحالتين وغيرها وذلك من خلال العناصر التالية:
- اسم الباحث: فلأي جهة ينسب هذا البحث ومن يشرف عليه.
- زمن البحث: فما هو التاريخ الذي أجري فيه البحث.
- مكان البحث: ما هو الموقع الجغرافي للدراسة.
- مدة البحث: فالبحث الذي يدوم سنوات ليس كالبحث الذي يدوم شهورا.
- طبيعة البحث: هل هو دراسة تجريبية، مسحية، ميدانية...
- إشكالية البحث: أي التساؤلات الكبرى للدراسة.
- منهجية البحث: أي المنهج المتبع، الفروض النهائية، الأدوات، مواصفات العينة، المفاهيم.
- الأهداف الرئيسية للبحث: أي ما كان يرمي إليه البحث.
- الخطوات الرئيسية للبحث: أي أهم الخطوات التي سار عليها البحث.
- عرض أهم النتائج: مع التركيز هنا على الإضافة العلمية أو المنهجية للبحث.
- أهم الصعوبات: وهي العقبات التي واجهت الباحث عملا على تجنبها.
- نقد موجز للبحث: وذلك من حيث مواطن القوة والضعف
وجميع هذه النقاط والعناصر يمكن أن تفيد الباحث إذا أمكن تحديدها بدقة(ميلود سفاري، 2000، ص43)
سادسا- معايير نقد الدراسات السابقة:
هناك مجموعة أسئلة لا بد للباحث أن يطرحها على نفسه عند نقده لأي دراسة وهي:
- هل تساهم هذه الدراسة اسهاما واضحا في التعرف على المجال المدروس؟
- هل زودت الدراسة بإطار نظري مناسب ومستوف لخطة البحث؟
- هل تستشهد بالدراسات السابقة على نحو صحيح؟
- هل المشكلة المطروحة مستمدة من الدراسات السابقة المعروضة؟ وهل هي قابلة للاختبار؟
- هل تم ذكر مواصفات العينة؟ وهل هي ملائمة للبحث؟
- هل أدوات البحث ملائمة له؟
- هل المعالجات البحثية والتحليل الاحصائي كاف؟
- هل النتائج تجيب على المشكلة؟ وهل هي مرتبطة بالنظرية والنتائج السابقة؟
- هل تم عرض الجداول كاملة؟ وهل تم مناقشتها؟
- هل الجداول والرسوم البيانية مناسب؟
- هل دونت المراجع بشكل صحيح؟ وهل هي كاملو كما وردت في المتن؟
- هل يتم الاستشهاد بجميع المراج في النص؟
- هل جميع التواريخ في المراجع صحيحة؟ وهل تتطابق مع الاستشهادات النصية؟
- هل يشتمل ملخص البحث على بين بالهدف؟ ووصف للعينة والأدوات والاجراءات وتقرير عن النتائج الهادفة؟(إخلاص عبد الحفيظ ومصطفى باهي، 2002، ص206-207)
فإذا كانت الإجابة بالإيجاب اعتمدت هذه الدراسة وإلا فلا تقبل.