مفهوم مجتمع المعلومات
يمكن القول أن مصطلح مجتمع المعلومات قد بدأ بالظهور في الدراسات النظرية خلال الثمانينيات من القرن العشرين، كمفهوم جديد للدلالة على وضع المجتمع في العصر الجديد ''عصر المعلومات'' الذي ظهر نتيجة لتأثير التغييرات السريعة والقوية لثورة تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات. وقد بدأ المفهوم غامضا في ذلك الوقت، حيث كان الباحثون يستندون إلى الرؤية المستقبلية لعصر المعلومات. إلا أننا اليوم بدأنا نشهد الملامح الأساسية لمجتمع المعلومات وبخاصة في الدول المتقدمة في هذا المجال.
لقد مر مفهوم مجتمع المعلومات بمراحل من التطور جاءت في العديد من الدراسات والمناقشات لعلماء في الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم. ومنأشهر الذين كتبوا في هذا المجال منذ بدايته بيتر دروكر (P.Drucker) 1969م، ودانيال بيل (D. Bell) 1973م، وجوزيف بيلتون (J. Pelton) عام1981م، وفريتز ماكلوب (F.machlup) في كتابه إنتاج وتوزيع المعرفة في الولايات المتحدة، ومارك تورات Porat) (M. وآلفن توفلر (A.Toffler) عام1977م، في كتابه اقتصاد المعلومات، وغيرهم. وقد تحدث هؤلاء العلماء في دراساتهم عن المجتمع الذي سيكون الاقتصاد فيه معتمدا على المعرفة أكثر من اعتماده على الموارد الأخرى مثل: الزراعة والصناعة.
شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متلاحقة وتحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة،وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته، ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصادياً أن تطوى صفحة العصر الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم، وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة الإنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومازالت هذه الثورة منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والبضائع ، ألا و هو مجتمع المعلومات .فما المقصود بمجتمع المعلومات؟وما هي خصائصه؟
1-1 مفاهيم عامة:
لقد اختلط مصطلح المعلومات بمفاهيم وكلمات أخرى كالبيانات والمعرفة، وهذا لا يعنى عدم وجود علاقة بين هذه المصطلحات، إنما توجد علاقة وعلاقة وثيقة وطيدة، لان هذه المصطلحات كلاً منها يكمل الآخر فالبيانات تنتج لنا المعلومات، والمعلومات بدورها تنتج لنا المعرفة.
1-1 تعريف البيانات Data:
*البيانات هي مجموعة الأرقام أو الحروف أو الرموز أو الكلمات القابلة للمعالجة بواسطة الحاسب الآلي بعبارة أخرى البيانات هي المادة الخام التي تستقى منها المعلومات.
تعريف آخر:
*هى الحقائق أو المشاهدات أو القياسات التي قد تكون على صورة أرقام أو حروف أو رموز أو أي أشكال خاصة وتصف فكرة أو موضوع أو حدث أو هدف أو أية حقائق أخرى ـ كمواد خام غير مرتبة أو مقومة أو مفسرة أو غير معدة للاستخدام إذا ما قومت وفسرت ونظمت ورتبت (أي عولجت وتم تشغيلها أو تناولها أو معالجتها)
أصبح لها مضمون ذا معنى يؤثر في الاتجاه ورد الفعل والسلوك .. أي أنها في هذه الحالة تصبح معلومات.
1-2 تعريف المعلومات:Information
*جملة البيانات والدلالات والمعارف والمضامين التي تتصل بالشيء أو الموضوع، وتساعد المهتمين بالتعرف عليه والعلم به. فالمعلومات إذن توضح مفهوم الشيء وتعطيه قدره ، وتوضح سماته وخصائصه وتبين استخداماته ووظائفه.
*تعريف دكتور / حشمت قاسم:
هو ذلك الشيء الذي يغير من الحالة المعرفية للمتلقي (القارئ أو المشاهد أو المستمع، أو أياً كانت الحاسة التي يتم بها التلقي) في موضوع .
*تعريف المعلومات وفقا للمعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات :
ـ هي البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين أو لاستعمال محدد، لأغراض اتخاذ
القرارات، أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها، أو تفسيرها، أو تجميعها في شكل ذي معنى والتي يمكن تداولها وتسجيلها ونشرها وتوزيعها في صورة رسمية أو غير رسمية وفى أي شكل.
1-3 المعرفة:KNOWLEDGE
*هى أساساً مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولات متكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به ، تمثل حصيلة أو رصيد خبرة ومعلومات ودراسة طويلة يملكها شخص ما في وقت معين.
*تعريف الدكتور / حشمت قاسم "المعرفة هى حصيلة مفردات المعلومات التي تجمعت وتكاملت فيما بينها لتشكل بنية متماسكة منظمة.و من هذا نستنتج أنه بعد جمع البيانات نصل إلى المعلومات و بعد جمع المعلومات نرتقي إلى المعرفة.
1-4 الفرق بين المعلومات و المعرفة:
يرى أكسفورد أن المعرفة هي عملية تمثيل للحقائق فالمعرفة أمر شخصي بالنسبة للإنسان فهي تتجسد في شخصيته يستعملها فهي مسألة شخصية خصوصية أما المعلومات فهي على العكس من ذلك عامة و يمكن الحصول عليها.المعلومة أكثر أساسية من المعرفة لكنها ليست أكثر منها أهمية، أي بلا معلومة يستحيل تصور معرفة لكن العكس بلا معرفة يمكن تصور معلومة. المعرفة = المعلومات+المحاكمة العقلية.
2-ماهية مجتمع المعلومات:
تعريف مجتمع المعلومات:1.2
مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت كثير من الدول تعيشه و أمل تسعى إليه كثير من الدول للانتفاع به ولتتحول له ومفهوم مجتمع المعلومات لا يزال غير واضح المعالم بشكل تام.لذا فهناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات نذكر منها:
* هو ذلك المجتمع الذي أعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة وأصبحت المعلومات فيه لازمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والاجتماعية.
* هو المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتيجية وكخدمة كما أنها أيضا مصدر للدخل القومي ومجال للقوة العاملة.
*تعريف ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي: »هو مجتمع تتاح فيه الاتصالات العالمية،وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة، كما توزع توزيعا واسعا ، والتي تصبح فيه المعلومات لها تأثير على الاقتصاد «
*و تعرفه د. ناريمان متولي: أنه المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و الحاسبات الآلية و شبكات الاتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية ،تلك الذي تظم سلعا و خدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة للمعلوماتية التي تقوم بإنجاز و تجهيز و معالجة و نشر و توزيع و تسويق هذه السلع و الخدمات . ومما سبق يتضح لنا انه يوجد أكثر من تعريف لمجتمع المعلومات وجميعها تدور حول أن المعلومات هي أساس لهذا المجتمع و لابد من تواجدها في المجتمع ووجود من يستطيع التعامل معها سواء كان منتجا لها أو مستهلكا.
أصل تسمية مجتمع المعلومات:2.2
*رأى بعض الباحثين أن مجتمع المعلومات information society قد جاء كنتيجة للصفة التي على العصر الذي نعيشه و هو عصر المعلومات.
*و من ناحية أخرى رخص بعض الباحثين إطلاق مصطلح -مجتمع المعلومات- على الحقبة الحالية من منطلق أن صناعة المعلومات هي ما يميز هذه الحقبة أي أننا ما نزال نعيش مرحلة المجتمع الصناعي.
* أما عالم الاجتماع فرانك ويبستر لاحظ أنه بالرغم من أهمية المعلومات في الحياة المعاصرة فهي ليست أكثر من أي ظاهرة مثل السيارات.
* و يرى أحد الكتاب السياسيين أن مصطلح مجتمع المعلومات أرقى من مصطلح مجتمع المعلومات الذي بدأ في السبعينيات فهو مصطلح غامض أما المعرفة فهي ذات دلالة.
*و في الأخير رأى مجموعة من الباحثين أن مصطلح المعلومات هو أكثر المصطلحات قولا في المرحلة التي نعيشها كما أن القمة العالمية للمعلومات المنعقدة بجنيف في ديسمبر2004استخدمت مصطلح مجتمع المعلومات كتسمية نهائية..
الأسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات:2.3
ترجع أصول مجتمع المعلومات إلى تطوريين مرتبطين ببعضهما البعض هما:
*التطور الاقتصادي طويل الأجل.
*التغيير التكنولوجي.
التطور الأول: اعتمد كل مجتمع على مقومات ثابتة و أساسية مثال:اعتمد المجتمع الزراعي على الأرض والحيوانات والماء...الخ واعتمد المجتمع الصناعي على رأس المال والمواد الخام والطاقة جاء بعد ذلك دور المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات ونظم الاتصالات والبرمجيات...الخ لتكون أول أسباب أو دعائم مجتمع المعلومات.
التطور الثاني: فقد ساهم في عملية التنمية الاقتصادية بشكل واضح، فإن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لها تأثيرها الواضح في النمو الاقتصادي.و يلاحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق واسع في ظروف مختلفة، كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر، وفضلا عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو الانخفاض بصورة واضحة و قد دعا هذا بعض الاقتصاديين مثل كريس فريمان على القول بأن التكنولوجيا واضحة المعلومات و الاتصالات سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو الاقتصادي لنشأة و تطور مجتمع المعلومات.
خصائص مجتمع المعلومات:2.4
هناك ثلاث خصائص رئيسة أساسية تتحكَم في مجتمع المعلومات:
الخاصية الأولى : استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغلال
المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين
الاقتصاد الكلي للدولة.
الخاصية الثانية : هي الاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام. يستخدم الناس المعلومات بشكل مكثّف في أنشطتهم كمستهلكين وهم يستخدمون المعلومات أيضًا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ،فضلاً عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لأفراد المجتمع كافة،وبهذا فإن المعلومات عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية لأي فرد.
الخاصية الثالثة : هي ظهور قطاع المعلومات، كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد. إذ كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليديًا إلى ثلاثة قطاعات هي:الزراعة، الصناعة، الخدمات.
وعلماء الاقتصاد والمعلومات يُضيفون إليها منذ الستينيات من القرن الماضي قطاعًا رابعًا وهو قطاع
المعلومات, حيث أصبح إنتاج المعلومات, وتجهيزها وتوزيعها (معالجتها) نشاطًا اقتصاديًا رئيسيًا في العديد من الدول.
قطاعات مجتمع المعلومات:5.1
يمكن تقسيم قطاع المعلومات إلى ثلاث قطاعات رئيسية على النحو التالي:
*القسم الأول:صناعة المحتوى المعلوماتي information –*******:
تتم هذه الصناعة عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج الملكية الفكرية عن طريق الكتاب والملحنين، والفنانين والمصورين بمساعدة المحررين والمخرجين.و هؤلاء يبيعون عملهم للناشرين والإذاعات و الموزعين وشركات الإنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتجهزها بطرق مختلفة ثم توزعها وتبيعها لمستهلكي المعلومات.
وبالإضافة إلى عملية إبداع المعلومات هناك جزءا كبيرا من هذا القسم لا يركز على أبدع المعلومات وإنما يهتم بجمع المعلومات مثل جمع الأعمال المرجعية وقواعد البيانات والسلاسل الإحصائية.
*القسم الثاني صناعة و تسليم أو بث المعلومات information-delivery:
إن القسم الثاني من صناعة المعلومات هو المعني بالتسليم ،أي إنشاء وإدارة شركات الاتصال والبث التي يتم من خلالها توصيل المعلومات ،وهي تشمل شركات الاتصال بعيدة المدى ،والشركات التي تدير شبكات التلفزيون الكابلي وشركات البث بالأقمار الصناعية ومحطات الراديو والتلفزيون .وهناك مجموعة أخرى من المؤسسات التي تتولى استخدام هذه القنوات وغيرها لتوزيع المحتوى ،وهذا مثل بائعي الكتب والمكتبات وشركات الإذاعة.
*القسم الثالث:صناعة و معالجة المعلومات information-processing:
تقوم هذه الصناعة على منتجي الأجهزة ومنتجي البرمجيات .ويتولى منتجي الأجهزة تصميم وصناعة وتسويق الحواسيب وتجهيزات الاتصالات بعيدة المدى والالكترونيات.وهم يتمركزون في الولايات المتحدة وشرق أسيا.أما فئة منتجي البرمجيات فهي تقدم لنا نظام التشغيل Unix .Dos. Windows كما تقدم لنا نظم حزم التطبيقات مثل معالجة الكلمات وألعاب الحاسوب.
- منظورات مجتمع المعلومات و مؤشراته:
منظورات مجتمع المعلومات:6
* المنظور الاقتصادي:إن جوهر هذا النموذج هو أن المعلومات ينظر إليها على أنها سلعة فهي مادة
للتجارة و ذلك من خلال الشكل المادي الذي تتاح فيه المعلومات مثال الكتاب أو المجلة .
رأي خاص بالعالم ما كلوب Machlup يرى أن قطاع المعلومات هو قطاع صناعات المعرفة والتي
تضم الأقسام التالية
التعليم البحوث والتنمية الاتصالات آلات العمل خدمات المعلومات.
* المنظور التكنولوجي: لقد ارتبط نمو بعض المجالات المهمة في قطاع المعلومات بفضل أجهزة
التخزين و التحليل و التوصيل التكنولوجية للمعلومات فظهور الحاسبات الالكترونية التي أدت أعمالها
بسرعة و أهمها الحاسب الشخصي ثم انتشار الإنترنيت التي أصبحت في متناول الجميع، فالتغير
التكنولوجي لا يمكن إنكاره في تطور مجتمع المعلومات و ذلك من خلال حاجة هذا الأخير إلى
تكنولوجيا حديثة للمعلومات.
يرى الكاتب الياباني مسودا: أن التطور التكنولوجي هو القائد الأساسي للتغير الاجتماعي و يرى أن مجتمع المعلومات مرنبط أساسا
بتكنولوجيا المعلومات.
* المنظور السوسيولوجي:يرى أن المجتمع يتغير بصفة أساسية تحت تأثير استخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات حيث أشار عالم الاجتماع بيل الى نشأة نظام اجتماعي و قسمها الى:
تدفق المعلومات - القوى العاملة في المعلومات في المجتمع ما بعد الصناعي
- الحاسبات و ثورة المعلومات.
* المنظور متعدد الأبعاد:يشير هذا النموذج إلى أنه لا يوجد تفسير واحد متفق عليه فقربنا الشديد من الظاهرة هو مسألة صعبة نحاول فهمها فإذا كان المجتمع متعدد الأوجه فالمعلومات أيضا فالظاهرة يجب أن تدرس بنظرية متعددة الأبعاد فلا يمكن اعتبار التكنولوجيا القائد الوحيد للتغير فالمجتمع المعلوماتي ظاهرة اجتماعية أيضا.
3-2 قياسات مجتمع المعلومات:
* الجاهزية: وهي تمثل مجموعة المتطلبات الأساسية لدعم بناء مجتمع المعلومات
تقيس مدى جاهزية المجتمع نفسه لمثل هذا الانتقال والاستفادة من تقنية المعلومات
والاتصالات.
*الكثافة: تصف المدى والهدف الذي تستخدم فيه هذه التقنية في قطاعات مختلفة مثل
الأعمال أو التعليم وغيرها. وهذه المؤشرات أساسية في مجتمع المعلومات وتقدم الأساس لقياس أداء مجتمع ما في بناء مجتمع المعلومات.
-الطرق الجديدة في تنظيم العمل فيما يتعلق بالعلاقة بين الأفراد والمؤسسات.
*الأثر: يتعلق أساسا بالتغيرات التنظيمية(للأعمال الحكومية مثلا) التي تصف:
-الطرق الجديدة للإنتاج فيما يتعلق بالعلاقات داخل منشآت الإنتاج وفيما بينها.
القدرة على الحركة بين المجتمعات والتنافس.-الاستثمارات البشرية ورأس المال البشري باعتباره قاعدة معرفية.
-الابتكار والبحث والتطوير باعتبار أساس المستقبل.
*النتيجة:هي النتيجة الختامية لما حدث على مستوى منشآت الإنتاج فيما يخص الإنتاجية
والأثر الاجتماعي.ومؤشرات المحصلة ترتبط أساسا بالمستوى الاجتماعي وتصف الانتاجية و سوق العمل و التوظيف و سوق العمل:
-توجهات مجتمع المعلومات:
* في الولايات المتحدة الأمريكية:تعتبر في مقدمة الدول المتجهة نحو مجتمع المعلومات و ذلك من خلال البيئة الملائمة للإبداع و الجهود التنافسية لدعم ازدهار قطاع تكنولوجيا المعلومات حيث تميزت بانتشار الانترنيت بشكل كبيرو أصبحت توفر المعلومات و الخدمات للمواطنين من خلال التراخيص و الشراء.
*الاتحاد الأوروبي: إن إستراتيجيته هو الاهتمام بنمو و قدرة المنافسة في مجال المعلومات حيث وافق المجلس الأوربي على خطة العمل لمجتمع المعلومات و قد نصت على:
تحسين بيئة العمل و الاهتمام بالتجارة الالكترونية
الاستثمار في المستقبل من العمل الدراسي
وضع قواعد عالمية كعنصر أساسي لمجتمع المعلومات
كما تبنى الاتحاد الأوربي بأن الانترنيت هي محور النمو الاقتصادي.
*في آسيا: إن اليابان أول دولة في العالم اهتمت بوضع خطة وطنية للمعلومات و ذلك عام 1972 و كانت تحت عنوان خطة مجتمع المعلومات و اتخذت ماليزيا جدول أعمال رؤية 2020 حيت تصبح دولة غنية بالمعلومات.
كما وضعت الحكومة الهندية مقولة بناء الهند بأيدي الهنود و ذلك من خلال عبارة تكنولوجيا المعلومات للجميع.
*في إفريقيا: أصدرت منظمة الوحدة الإفريقية في 3/5/1993 بإثيوبيا إعلانها بدعم تأسيس و إنشاء البنيات الأساسية للمعلومات تحت عنوان بناء طريق المعلومات الإفريقي كما اقترحت مجموعة من البرامج و الحصص التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
*في العالم العربي: لقد وضعت إستراتيجية عربية للمعلومات و التي تشير إلى توجه العرب للدخول مجتمع المعلومات حيث حددت عدة أهداف من بينها:
- الحفاظ على تدفق المعلومات من خلال بعض المبادرات- ربط المجتمع العربي بشبكات اتصال و معلومات.
- خلق جيل جديد يستخدم و ينتج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات - نشر الثقافة العربية عبر شبكات المعلومات الدولية .
-الخاتمة:انطلاقا مما تقدم ولكي يكون وطننا العربي ضمن أسرة مجتمع المعلومات ولغرض مواكبة التقدم في مجال المعلومات واللحاق بركب الدول التي حققت قفزات كبرى في هذا المجال ينبغي إعطاء أهمية أكبر للوعي بقيمة المعلومات والاهتمام بإدخال تقنيات المعلومات في مؤسساتنا ومراكزنا العلمية والبحثية . على اعتبارها بأنها تمثل أهم عناصر الإنتاج في الوقت الحاضر،ولا بد من إدراك الفوائد التي يترتب عليها استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات .إذ يتمثل الاستخدام الأمثل للمعلومات عبر شبكة ونظم المعلومات الحديثة والمتطورة إلى تخفيضات كبيرة في كلفة العديد من الخدمات التي تقدمها إليهم في مختلف المجالات التعليمية و الصحية والثقافية والرعاية الاجتماعية وغيرها
. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
1*قاسم،حشمت:علم المعلومات بين النظرية و التطبيق ،دار غربي للطباعة.القاهرة،د ت.
2*هيل،مايكل:أثر المعلومات في المجتمع :دراسة لطبيعتها وقيمتها و استعمالها ،مركز الامارات للدراسات و البحوث.ابو ظبي ،2004.
3*عبد الهادي،محمد فتحي: مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق ،الدار المصرية اللبنانية.القاهرة، 2007
4*اليافي،شادن:الانسان و المعرفة في عصر المعلومات ،دارالعبيكان.الرياض،2001
يمكن القول أن مصطلح مجتمع المعلومات قد بدأ بالظهور في الدراسات النظرية خلال الثمانينيات من القرن العشرين، كمفهوم جديد للدلالة على وضع المجتمع في العصر الجديد ''عصر المعلومات'' الذي ظهر نتيجة لتأثير التغييرات السريعة والقوية لثورة تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات. وقد بدأ المفهوم غامضا في ذلك الوقت، حيث كان الباحثون يستندون إلى الرؤية المستقبلية لعصر المعلومات. إلا أننا اليوم بدأنا نشهد الملامح الأساسية لمجتمع المعلومات وبخاصة في الدول المتقدمة في هذا المجال.
لقد مر مفهوم مجتمع المعلومات بمراحل من التطور جاءت في العديد من الدراسات والمناقشات لعلماء في الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم. ومنأشهر الذين كتبوا في هذا المجال منذ بدايته بيتر دروكر (P.Drucker) 1969م، ودانيال بيل (D. Bell) 1973م، وجوزيف بيلتون (J. Pelton) عام1981م، وفريتز ماكلوب (F.machlup) في كتابه إنتاج وتوزيع المعرفة في الولايات المتحدة، ومارك تورات Porat) (M. وآلفن توفلر (A.Toffler) عام1977م، في كتابه اقتصاد المعلومات، وغيرهم. وقد تحدث هؤلاء العلماء في دراساتهم عن المجتمع الذي سيكون الاقتصاد فيه معتمدا على المعرفة أكثر من اعتماده على الموارد الأخرى مثل: الزراعة والصناعة.
شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متلاحقة وتحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة،وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته، ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصادياً أن تطوى صفحة العصر الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم، وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة الإنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومازالت هذه الثورة منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والبضائع ، ألا و هو مجتمع المعلومات .فما المقصود بمجتمع المعلومات؟وما هي خصائصه؟
1-1 مفاهيم عامة:
لقد اختلط مصطلح المعلومات بمفاهيم وكلمات أخرى كالبيانات والمعرفة، وهذا لا يعنى عدم وجود علاقة بين هذه المصطلحات، إنما توجد علاقة وعلاقة وثيقة وطيدة، لان هذه المصطلحات كلاً منها يكمل الآخر فالبيانات تنتج لنا المعلومات، والمعلومات بدورها تنتج لنا المعرفة.
1-1 تعريف البيانات Data:
*البيانات هي مجموعة الأرقام أو الحروف أو الرموز أو الكلمات القابلة للمعالجة بواسطة الحاسب الآلي بعبارة أخرى البيانات هي المادة الخام التي تستقى منها المعلومات.
تعريف آخر:
*هى الحقائق أو المشاهدات أو القياسات التي قد تكون على صورة أرقام أو حروف أو رموز أو أي أشكال خاصة وتصف فكرة أو موضوع أو حدث أو هدف أو أية حقائق أخرى ـ كمواد خام غير مرتبة أو مقومة أو مفسرة أو غير معدة للاستخدام إذا ما قومت وفسرت ونظمت ورتبت (أي عولجت وتم تشغيلها أو تناولها أو معالجتها)
أصبح لها مضمون ذا معنى يؤثر في الاتجاه ورد الفعل والسلوك .. أي أنها في هذه الحالة تصبح معلومات.
1-2 تعريف المعلومات:Information
*جملة البيانات والدلالات والمعارف والمضامين التي تتصل بالشيء أو الموضوع، وتساعد المهتمين بالتعرف عليه والعلم به. فالمعلومات إذن توضح مفهوم الشيء وتعطيه قدره ، وتوضح سماته وخصائصه وتبين استخداماته ووظائفه.
*تعريف دكتور / حشمت قاسم:
هو ذلك الشيء الذي يغير من الحالة المعرفية للمتلقي (القارئ أو المشاهد أو المستمع، أو أياً كانت الحاسة التي يتم بها التلقي) في موضوع .
*تعريف المعلومات وفقا للمعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات :
ـ هي البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين أو لاستعمال محدد، لأغراض اتخاذ
القرارات، أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها، أو تفسيرها، أو تجميعها في شكل ذي معنى والتي يمكن تداولها وتسجيلها ونشرها وتوزيعها في صورة رسمية أو غير رسمية وفى أي شكل.
1-3 المعرفة:KNOWLEDGE
*هى أساساً مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولات متكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به ، تمثل حصيلة أو رصيد خبرة ومعلومات ودراسة طويلة يملكها شخص ما في وقت معين.
*تعريف الدكتور / حشمت قاسم "المعرفة هى حصيلة مفردات المعلومات التي تجمعت وتكاملت فيما بينها لتشكل بنية متماسكة منظمة.و من هذا نستنتج أنه بعد جمع البيانات نصل إلى المعلومات و بعد جمع المعلومات نرتقي إلى المعرفة.
1-4 الفرق بين المعلومات و المعرفة:
يرى أكسفورد أن المعرفة هي عملية تمثيل للحقائق فالمعرفة أمر شخصي بالنسبة للإنسان فهي تتجسد في شخصيته يستعملها فهي مسألة شخصية خصوصية أما المعلومات فهي على العكس من ذلك عامة و يمكن الحصول عليها.المعلومة أكثر أساسية من المعرفة لكنها ليست أكثر منها أهمية، أي بلا معلومة يستحيل تصور معرفة لكن العكس بلا معرفة يمكن تصور معلومة. المعرفة = المعلومات+المحاكمة العقلية.
2-ماهية مجتمع المعلومات:
تعريف مجتمع المعلومات:1.2
مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت كثير من الدول تعيشه و أمل تسعى إليه كثير من الدول للانتفاع به ولتتحول له ومفهوم مجتمع المعلومات لا يزال غير واضح المعالم بشكل تام.لذا فهناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات نذكر منها:
* هو ذلك المجتمع الذي أعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة وأصبحت المعلومات فيه لازمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والاجتماعية.
* هو المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتيجية وكخدمة كما أنها أيضا مصدر للدخل القومي ومجال للقوة العاملة.
*تعريف ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي: »هو مجتمع تتاح فيه الاتصالات العالمية،وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة، كما توزع توزيعا واسعا ، والتي تصبح فيه المعلومات لها تأثير على الاقتصاد «
*و تعرفه د. ناريمان متولي: أنه المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و الحاسبات الآلية و شبكات الاتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية ،تلك الذي تظم سلعا و خدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة للمعلوماتية التي تقوم بإنجاز و تجهيز و معالجة و نشر و توزيع و تسويق هذه السلع و الخدمات . ومما سبق يتضح لنا انه يوجد أكثر من تعريف لمجتمع المعلومات وجميعها تدور حول أن المعلومات هي أساس لهذا المجتمع و لابد من تواجدها في المجتمع ووجود من يستطيع التعامل معها سواء كان منتجا لها أو مستهلكا.
أصل تسمية مجتمع المعلومات:2.2
*رأى بعض الباحثين أن مجتمع المعلومات information society قد جاء كنتيجة للصفة التي على العصر الذي نعيشه و هو عصر المعلومات.
*و من ناحية أخرى رخص بعض الباحثين إطلاق مصطلح -مجتمع المعلومات- على الحقبة الحالية من منطلق أن صناعة المعلومات هي ما يميز هذه الحقبة أي أننا ما نزال نعيش مرحلة المجتمع الصناعي.
* أما عالم الاجتماع فرانك ويبستر لاحظ أنه بالرغم من أهمية المعلومات في الحياة المعاصرة فهي ليست أكثر من أي ظاهرة مثل السيارات.
* و يرى أحد الكتاب السياسيين أن مصطلح مجتمع المعلومات أرقى من مصطلح مجتمع المعلومات الذي بدأ في السبعينيات فهو مصطلح غامض أما المعرفة فهي ذات دلالة.
*و في الأخير رأى مجموعة من الباحثين أن مصطلح المعلومات هو أكثر المصطلحات قولا في المرحلة التي نعيشها كما أن القمة العالمية للمعلومات المنعقدة بجنيف في ديسمبر2004استخدمت مصطلح مجتمع المعلومات كتسمية نهائية..
الأسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات:2.3
ترجع أصول مجتمع المعلومات إلى تطوريين مرتبطين ببعضهما البعض هما:
*التطور الاقتصادي طويل الأجل.
*التغيير التكنولوجي.
التطور الأول: اعتمد كل مجتمع على مقومات ثابتة و أساسية مثال:اعتمد المجتمع الزراعي على الأرض والحيوانات والماء...الخ واعتمد المجتمع الصناعي على رأس المال والمواد الخام والطاقة جاء بعد ذلك دور المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات ونظم الاتصالات والبرمجيات...الخ لتكون أول أسباب أو دعائم مجتمع المعلومات.
التطور الثاني: فقد ساهم في عملية التنمية الاقتصادية بشكل واضح، فإن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لها تأثيرها الواضح في النمو الاقتصادي.و يلاحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق واسع في ظروف مختلفة، كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر، وفضلا عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو الانخفاض بصورة واضحة و قد دعا هذا بعض الاقتصاديين مثل كريس فريمان على القول بأن التكنولوجيا واضحة المعلومات و الاتصالات سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو الاقتصادي لنشأة و تطور مجتمع المعلومات.
خصائص مجتمع المعلومات:2.4
هناك ثلاث خصائص رئيسة أساسية تتحكَم في مجتمع المعلومات:
الخاصية الأولى : استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغلال
المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين
الاقتصاد الكلي للدولة.
الخاصية الثانية : هي الاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام. يستخدم الناس المعلومات بشكل مكثّف في أنشطتهم كمستهلكين وهم يستخدمون المعلومات أيضًا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ،فضلاً عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لأفراد المجتمع كافة،وبهذا فإن المعلومات عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية لأي فرد.
الخاصية الثالثة : هي ظهور قطاع المعلومات، كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد. إذ كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليديًا إلى ثلاثة قطاعات هي:الزراعة، الصناعة، الخدمات.
وعلماء الاقتصاد والمعلومات يُضيفون إليها منذ الستينيات من القرن الماضي قطاعًا رابعًا وهو قطاع
المعلومات, حيث أصبح إنتاج المعلومات, وتجهيزها وتوزيعها (معالجتها) نشاطًا اقتصاديًا رئيسيًا في العديد من الدول.
قطاعات مجتمع المعلومات:5.1
يمكن تقسيم قطاع المعلومات إلى ثلاث قطاعات رئيسية على النحو التالي:
*القسم الأول:صناعة المحتوى المعلوماتي information –*******:
تتم هذه الصناعة عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج الملكية الفكرية عن طريق الكتاب والملحنين، والفنانين والمصورين بمساعدة المحررين والمخرجين.و هؤلاء يبيعون عملهم للناشرين والإذاعات و الموزعين وشركات الإنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتجهزها بطرق مختلفة ثم توزعها وتبيعها لمستهلكي المعلومات.
وبالإضافة إلى عملية إبداع المعلومات هناك جزءا كبيرا من هذا القسم لا يركز على أبدع المعلومات وإنما يهتم بجمع المعلومات مثل جمع الأعمال المرجعية وقواعد البيانات والسلاسل الإحصائية.
*القسم الثاني صناعة و تسليم أو بث المعلومات information-delivery:
إن القسم الثاني من صناعة المعلومات هو المعني بالتسليم ،أي إنشاء وإدارة شركات الاتصال والبث التي يتم من خلالها توصيل المعلومات ،وهي تشمل شركات الاتصال بعيدة المدى ،والشركات التي تدير شبكات التلفزيون الكابلي وشركات البث بالأقمار الصناعية ومحطات الراديو والتلفزيون .وهناك مجموعة أخرى من المؤسسات التي تتولى استخدام هذه القنوات وغيرها لتوزيع المحتوى ،وهذا مثل بائعي الكتب والمكتبات وشركات الإذاعة.
*القسم الثالث:صناعة و معالجة المعلومات information-processing:
تقوم هذه الصناعة على منتجي الأجهزة ومنتجي البرمجيات .ويتولى منتجي الأجهزة تصميم وصناعة وتسويق الحواسيب وتجهيزات الاتصالات بعيدة المدى والالكترونيات.وهم يتمركزون في الولايات المتحدة وشرق أسيا.أما فئة منتجي البرمجيات فهي تقدم لنا نظام التشغيل Unix .Dos. Windows كما تقدم لنا نظم حزم التطبيقات مثل معالجة الكلمات وألعاب الحاسوب.
- منظورات مجتمع المعلومات و مؤشراته:
منظورات مجتمع المعلومات:6
* المنظور الاقتصادي:إن جوهر هذا النموذج هو أن المعلومات ينظر إليها على أنها سلعة فهي مادة
للتجارة و ذلك من خلال الشكل المادي الذي تتاح فيه المعلومات مثال الكتاب أو المجلة .
رأي خاص بالعالم ما كلوب Machlup يرى أن قطاع المعلومات هو قطاع صناعات المعرفة والتي
تضم الأقسام التالية
التعليم البحوث والتنمية الاتصالات آلات العمل خدمات المعلومات.
* المنظور التكنولوجي: لقد ارتبط نمو بعض المجالات المهمة في قطاع المعلومات بفضل أجهزة
التخزين و التحليل و التوصيل التكنولوجية للمعلومات فظهور الحاسبات الالكترونية التي أدت أعمالها
بسرعة و أهمها الحاسب الشخصي ثم انتشار الإنترنيت التي أصبحت في متناول الجميع، فالتغير
التكنولوجي لا يمكن إنكاره في تطور مجتمع المعلومات و ذلك من خلال حاجة هذا الأخير إلى
تكنولوجيا حديثة للمعلومات.
يرى الكاتب الياباني مسودا: أن التطور التكنولوجي هو القائد الأساسي للتغير الاجتماعي و يرى أن مجتمع المعلومات مرنبط أساسا
بتكنولوجيا المعلومات.
* المنظور السوسيولوجي:يرى أن المجتمع يتغير بصفة أساسية تحت تأثير استخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات حيث أشار عالم الاجتماع بيل الى نشأة نظام اجتماعي و قسمها الى:
تدفق المعلومات - القوى العاملة في المعلومات في المجتمع ما بعد الصناعي
- الحاسبات و ثورة المعلومات.
* المنظور متعدد الأبعاد:يشير هذا النموذج إلى أنه لا يوجد تفسير واحد متفق عليه فقربنا الشديد من الظاهرة هو مسألة صعبة نحاول فهمها فإذا كان المجتمع متعدد الأوجه فالمعلومات أيضا فالظاهرة يجب أن تدرس بنظرية متعددة الأبعاد فلا يمكن اعتبار التكنولوجيا القائد الوحيد للتغير فالمجتمع المعلوماتي ظاهرة اجتماعية أيضا.
3-2 قياسات مجتمع المعلومات:
* الجاهزية: وهي تمثل مجموعة المتطلبات الأساسية لدعم بناء مجتمع المعلومات
تقيس مدى جاهزية المجتمع نفسه لمثل هذا الانتقال والاستفادة من تقنية المعلومات
والاتصالات.
*الكثافة: تصف المدى والهدف الذي تستخدم فيه هذه التقنية في قطاعات مختلفة مثل
الأعمال أو التعليم وغيرها. وهذه المؤشرات أساسية في مجتمع المعلومات وتقدم الأساس لقياس أداء مجتمع ما في بناء مجتمع المعلومات.
-الطرق الجديدة في تنظيم العمل فيما يتعلق بالعلاقة بين الأفراد والمؤسسات.
*الأثر: يتعلق أساسا بالتغيرات التنظيمية(للأعمال الحكومية مثلا) التي تصف:
-الطرق الجديدة للإنتاج فيما يتعلق بالعلاقات داخل منشآت الإنتاج وفيما بينها.
القدرة على الحركة بين المجتمعات والتنافس.-الاستثمارات البشرية ورأس المال البشري باعتباره قاعدة معرفية.
-الابتكار والبحث والتطوير باعتبار أساس المستقبل.
*النتيجة:هي النتيجة الختامية لما حدث على مستوى منشآت الإنتاج فيما يخص الإنتاجية
والأثر الاجتماعي.ومؤشرات المحصلة ترتبط أساسا بالمستوى الاجتماعي وتصف الانتاجية و سوق العمل و التوظيف و سوق العمل:
-توجهات مجتمع المعلومات:
* في الولايات المتحدة الأمريكية:تعتبر في مقدمة الدول المتجهة نحو مجتمع المعلومات و ذلك من خلال البيئة الملائمة للإبداع و الجهود التنافسية لدعم ازدهار قطاع تكنولوجيا المعلومات حيث تميزت بانتشار الانترنيت بشكل كبيرو أصبحت توفر المعلومات و الخدمات للمواطنين من خلال التراخيص و الشراء.
*الاتحاد الأوروبي: إن إستراتيجيته هو الاهتمام بنمو و قدرة المنافسة في مجال المعلومات حيث وافق المجلس الأوربي على خطة العمل لمجتمع المعلومات و قد نصت على:
تحسين بيئة العمل و الاهتمام بالتجارة الالكترونية
الاستثمار في المستقبل من العمل الدراسي
وضع قواعد عالمية كعنصر أساسي لمجتمع المعلومات
كما تبنى الاتحاد الأوربي بأن الانترنيت هي محور النمو الاقتصادي.
*في آسيا: إن اليابان أول دولة في العالم اهتمت بوضع خطة وطنية للمعلومات و ذلك عام 1972 و كانت تحت عنوان خطة مجتمع المعلومات و اتخذت ماليزيا جدول أعمال رؤية 2020 حيت تصبح دولة غنية بالمعلومات.
كما وضعت الحكومة الهندية مقولة بناء الهند بأيدي الهنود و ذلك من خلال عبارة تكنولوجيا المعلومات للجميع.
*في إفريقيا: أصدرت منظمة الوحدة الإفريقية في 3/5/1993 بإثيوبيا إعلانها بدعم تأسيس و إنشاء البنيات الأساسية للمعلومات تحت عنوان بناء طريق المعلومات الإفريقي كما اقترحت مجموعة من البرامج و الحصص التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
*في العالم العربي: لقد وضعت إستراتيجية عربية للمعلومات و التي تشير إلى توجه العرب للدخول مجتمع المعلومات حيث حددت عدة أهداف من بينها:
- الحفاظ على تدفق المعلومات من خلال بعض المبادرات- ربط المجتمع العربي بشبكات اتصال و معلومات.
- خلق جيل جديد يستخدم و ينتج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات - نشر الثقافة العربية عبر شبكات المعلومات الدولية .
-الخاتمة:انطلاقا مما تقدم ولكي يكون وطننا العربي ضمن أسرة مجتمع المعلومات ولغرض مواكبة التقدم في مجال المعلومات واللحاق بركب الدول التي حققت قفزات كبرى في هذا المجال ينبغي إعطاء أهمية أكبر للوعي بقيمة المعلومات والاهتمام بإدخال تقنيات المعلومات في مؤسساتنا ومراكزنا العلمية والبحثية . على اعتبارها بأنها تمثل أهم عناصر الإنتاج في الوقت الحاضر،ولا بد من إدراك الفوائد التي يترتب عليها استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات .إذ يتمثل الاستخدام الأمثل للمعلومات عبر شبكة ونظم المعلومات الحديثة والمتطورة إلى تخفيضات كبيرة في كلفة العديد من الخدمات التي تقدمها إليهم في مختلف المجالات التعليمية و الصحية والثقافية والرعاية الاجتماعية وغيرها
. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
1*قاسم،حشمت:علم المعلومات بين النظرية و التطبيق ،دار غربي للطباعة.القاهرة،د ت.
2*هيل،مايكل:أثر المعلومات في المجتمع :دراسة لطبيعتها وقيمتها و استعمالها ،مركز الامارات للدراسات و البحوث.ابو ظبي ،2004.
3*عبد الهادي،محمد فتحي: مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق ،الدار المصرية اللبنانية.القاهرة، 2007
4*اليافي،شادن:الانسان و المعرفة في عصر المعلومات ،دارالعبيكان.الرياض،2001