-->

المحاضرة أهمية التربية

المحاضرة أهمية التربية
    لكل شيء في هذه الحياة وظيفة قد نعلمها وقد لا نعلمها، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا عبثا، تعالى عز وجل عن ذلك," أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وإنكم إلينا لا ترجعون" ونظم الحياة الاجتماعية تخضع لنفس القانون، وتسير وفق نفس السنة، بمعنى أن الإنسان لم ينشئ تنظيمات أو مؤسسة ما إلا لتحقيق وظيفة أو وظائف لابد منها حتى تسير الحياة في طريقها نحو التقدم والوفاء بالحاجيات المجتمعية المختلفة وعلى رأس هذه المؤسسات والنظم التربية فماهية ضرورة التربية ؟ وما أهميتها في استمرار وتطور الحياة؟ (سعيد إسماعيل ،علي أصول التربية العامة، ،2007،ط1،دار المسيرة،عمان)
    وكإجابة على هذه الأسئلة انقسمت الآراء إلى اتجاهين وهما:
    1- الاتجاه الفردي الذي يؤكد على أن الوظيفة الأساسية للتربية هي ذات الفرد ، وتكوين شخصيته المتكاملة، فهو بذلك الغاية القصوى للتربية. في حين يؤكد الاتجاه الثاني على الأهمية الاجتماعية للتربية إذ ينبغي على التربية أن تخدم أغراض المجتمع حتى وان كانت متعارضة مع حاجات الفرد.
    فوظيفة  التربية بالنسبة الفرد أنها تعده للحياة الطبيعية التي يعيش فيها ، والجماعة التي هو جزء منها ولينجح في تحقيق هذين المطلبين عليه.
    -         أن يتحلى ببعض الأخلاقيات والعواطف والقيم
    -         أن يزود ببعض المعومات.
    -         أن يتقن بعض المهارات
    -         أن يظهر بعض العادات
    -         أن يتقيد ببعض العادات التي تواضع عليها المجتمع.

    فكلما أجاد الفرد هذه الخبرات كان أقدر على الحياة وأنجح فيها والتربية هي التي تزودها بها جميعا ، فهو لا يستطيع أن يكون عالة على غيره بل يجب أن يكسب عيشه بالوسائل التي تناسب المجتمع الذي يعيش فيه ( فلاحي، رعوي، زراعي..) والفرد كذلك له طموح فهو دائم السعي لتحقيق طموحه والسبيل الوحيد في كل ذلك التربية، ولعل السبب الرئيس في الفروق الموجودة بين الأفراد والمجتمعات أنما هو فرق في مستوى التربية المقدمة لأفراده ، وتتضح أهمية التربية بالنسبة للفرد كونها العملية التي يستطيع بها أن يكشف مواهبه وقدراته وأن ينميها ويجعلها أكثر ملاءمة للظروف التي يحيا فيها.
    2- الاتجاه الجماعي الذي يرى أن التربية يجب أن تتجه لصالح الجماعة لأن الفرد لا معنى له إلا في الجماعة.(أحمد معروف، محاضرات في علوم التربية،2003،دار الغرب للنشر والتوزيع، الجزائر)
    فبواسطة التربية تحتفظ الجماعة بثقافتها وطريقة حياتها جيلا بعد جيل ولو لا التربية لانقرضت الجماعة، كجماعة متماسكة، اذا أهم دور للتربية من هذا الاتجاه هو المحافظة على ثقافة المجتمع استمرارها. فالحياة السياسية والاجتماعية والعلمية والقومية الوطنية كلها مجالات يجب أن تتم المحافظة عليها واستمرارها في إطار منظم ومخطط، واضح المنطلقات بين الغايات، ولا يوجد أهم من التربية كعامل يستطيع أن يقوم بهذه المهمة بل أكثر من ذلك فهي لا تحافظ فقط بل تعمل على تنمية وتطوير المجالات المذكور بما يتماشى وتطور الحياة في كل مجتمع. وكلما زاد ازدهار ورقي المجتمع كلما كان في حاجة ماسة إلى وجود نظام تربوي قوي يمكنه من مسايرة هذا التحضر و الرقي.
    إن هذا التفكير يحتاج إلى تعديل حيث أن التوفيق بين مصالح الفرد ومصالح الجماعة هو الأولى وذلك أن هناك ظروفا لا يمكن أن نخدم فيها الفرد إلا عن طريق خدمة الجماعة ، كما أن هناك ظروفا لا تخدم المجتمع إلا عن طريق خدمة الفرد، من هنا يظهر وجوب تكامل الاتجاهين، وإذا كان هذا غير ممكن باستمرار فإن التربية يجب أن تتجه إلى الفرد ليستطيع خدمة نفسه على الأقل حتى لا يكون ثقلا على المجتمع. ويكون عضوا مساهما في بنائه وتطوره بدل أن يكون معول هدم فيه. .(أحمد معروف، محاضرات في علوم التربية،2003،دار الغرب للنشر والتوزيع، الجزائر)
    ويمكن تلخيص أهمية التربية في الجوانب التالية:
    1-      أصبحت التربية إستراتيجية كبرى لكل شعوب العالم ،حيث أصبحت لا تقل أهمية من حيث الأولوية عن الدفاع والأمن القومين ذلك أن تقدم الأمم وتطورها يعتمد على نوعية الأفراد لا على عددهم لذا هي عصب الحياة للشعوب.
    2-      أنها عامل هام في التنمية الاقتصادية ، فالعنصر البشري أهم ما تمتلكه كل دولة ، وقد تأكد الدور الهام الذي تقوم به التربية في زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة الدخل القومي ، وأصبح ينظر التربية من الناحية الاقتصادية على أنها استثمار قومي للموارد البشرية كما أن، لها دورا هاما في تنشيط المؤسسات الصناعية والإنتاجية منم خلال تطوير المعرفة وأساليب العمل والإنتاج.
    3-      إن نجاح الفرد في القيام بالأدوار الاجتماعية المختلفة يتوقف بدرجة عالية على ما يملكه الفرد من نضج وتربوي.
    4-      "كل ما تعلم إنسان زادت حريته" هذا مثل يعني ارتباط الحرية بالتعليم فهو يحرر الإنسان من قيود العبودية والجهل وهذا يبرر وجود الديمقراطية في الشعوب المتعلمة والنظم التعسفية الدكتاتورية في الأمم التي يكون فيها التعليم متدهورا أو لا تعطي قيمة لمنظوماتها التربوية.
    5-      هي عامل هام في توحيد الاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفارد المجتمع، مما يساعدهم على التفاعل الترابط والتماسك.
    6-      إنها عامل هام في إحداث الحراك الاجتماعي( التنقل الاجتماعي) أي تنقل الأفراد في السلم الاجتماعي( الانتقال من جماعة إلى جماعة من نفس المستوى أخرى "تنقل أفقي وتنقل رأسي" من مستوى إلى مستوى آخر) ويتأثر هذا التنقل الاجتماعي بالظروف التالية :
    1-   التغير الاجتماعي يعمل على ازالت التحديدات الطبقية مما يسهل عملية انتقال الأفراد من سلم إلى سلم.
    2-   وسائل الاتصال فكلما زادت وسائل الاتصال كلما شجعت على التنقل الاجتماعي.
    ج- كلما اتسع نطاق تقسيم العمل وزادت التخصصات زادت معها ضرورة حراك اجتماعي يترتب عليه ارتقاء وتحسن في دخل الإنسان وبالتالي تحسن في وضعه الاقتصادي الاجتماعي.
    7- إنها ضرورية لبناء دولة عصرية وهي التي تعيش في جو من التقدم العلمي والتكنولوجي ويتمتع فيها الفرد بالحياة الحرة الكريمة.