-->

الفجوة الرقمية

الفجوة الرقمية
    يوجد العديد من التعاريف التي حاولت تحديد مفهوم الفجوة الرقمية
    * يعبر مفهوم الفجوة أو الهوة الرقمية عن الفارق في حيازة تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات
    بشكلها الحديث و حيازة المهارات التي يتطلبها التعامل معها بين الدول المتقدمة المنتجة لهذه التكنولوجيات
    و لبرامجها و لمحتوياﺗﻬا و بين الدول النامية التي لا تساهم في إنتاج هذه التكنولوجيات و في صياغة محتوياﺗﻬا * وهي أيضا الفارق في توزيع هذه التكنولوجيات على الأفراد بين الدول المتقدمة و الدول النامية وكذا بمدى
    النفاذ إلى المعرفة من حيث توفر البنى التحتية اللازمة للحصول على موارد المعلومات و المعرفة بالوسائل الآلية أساسا دون إغفال الوسائل غير الآلية من خلال التواصل البشري، إن هذا التعريف يركز على الحد الفاصل بين مدى توافر الشبكات الاتصالاتية، ووسائل النفاذ إليها،وعناصر ربطها بشبكة الانترنت .
    * أما التعريف الأوسع يضم إلى جانب الوصول إلى مصادر المعرفة،استيعابها من خلال التعبئة والتوعية والتعليم والتدرب،وبالتالي استثمارها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
    -ومنهم من يرى بأن الفجوة الرقمية هي عبارة تستخدم حصرا، لوصف واقع نشأ جراء الثورة التكنولوجية التي طالت ميدان الإعلام والاتصال، على الأقل منذ بداية، ثمانينيات القرن الماضي...وتعني تحديدا واقع "البلوغ غير المتساوي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة بين الدول الغنية المتقدمة والدول السائرة في طريق النمو الفقيرة.
    ومن خلال كل هذا يمكن بصفة عامة إعطاء الفجوة الرقمية  تعريفا موجزا و هو أن هذا المصطلح  " الفجوة الرقمية" شاع استخدامه خلال السنوات الأخيرة – للدلالة على الهوة التي تفصل بين من يمتلكون المعرفة والقدرة على الاستفادة من الثورة المعلوماتية الرقمية، وبين من لا يقدرون على فعل ذلك.

    وقد أصبح عالم اليوم ينقسم على هذا النحو الرقمي، إضافة إلى تقسيماته التقليدية السابقة، فقد قامت منظمة الأمم المتحدة (ONU) بتقسيم العالم رقميا إلى أربعة مجموعات رئيسية من الدول، بحيث تمثل المجموعة الأولى قادة الثورة المعلوماتية وهم: أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا)، أوروبا الغربية، واليابان، في حين تمثل المجموعة الثانية القادة المحتملين وهو دول جنوب أوروبا: كاليونان، إسبانيا والبرتغال، وتمثل المجموعة الثالثة الدول المستفيدة والمشاركة في جني ثمار ثورة المعلومات وتضم البرازيل، ودول جنوب شرق آسيا، تمثل المجموعة الرابعة الدول المهمشة وتضم باقي العالم.
    تقاس الفجوة الرقمية بدرجة توفر أسس الاقتصاد الرقمي الذي يستند على تكنولوجيا الإعلام والاتصالات، ودرجة الارتباط بشبكة الإنترنت، وتوفر الطرق السريعة للمعلومات، خدمات التبادل الرقمي، وشبكات الاتصال المختلفة، وهي الأسس الجديدة التي أصبحت تحكم كافة مجالات الحياة، وأساليب التعامل التجاري والمالي.
    - إلى متى يعود أصل الفجوة الرقمية
    إن الفجوة الرقمية هي مزامنة "للثورة الرقمية"  التي طالت تكنولوجيا الإعلام والاتصال بداية ثمانينيات القرن
    الماضي فاسحة بذلك اﻟﻤﺠال لاندماج مكوناتها وانصهارها في بنية موحدة، فإنه لن يتسنى لنا التسليم بكونها لم تستند على طبيعة في العلاقات الدولية سابقة لها كانت إحدى ميزاتها الكبرى اللاتوازن في البلوغ و"اللاإنصاف" في تنقل المعلومات والمعطيات والأخبار والبيانات بين الشمال والجنوب.
    و بالتالي، فالفجوة الرقمية لا تبرز هنا "كحالة مستقلة" أفرزتها التحولات التكنولوجية المتسارعة ولا
    تظهر كنتاج خارجي لحركية في الاقتصاد والتكنولوجيا، بل وتقدم في كونها امتدادا "طبيعيا" لرهانات
    سياسية واقتصادية ودبلوماسية كبرى ترتبت عن ظروف الحرب الباردة والصراع بين الشرق والغرب، لا تبدو
    معها الفجوة إلا مكونا من المكونات ليس إلا.            
    والواقع أنه في ظروف التوتر الدولي المرتبطة بالحرب الباردة، فإن الدول في طريق النمو، قد صرحت أنها
    ضحية لاتوازنات خطيرة في ميدان تيارات المعلومات بين الشمال والجنوب. واعتبرت أن الطريقة التي تعكس
    بها وسائل الإعلام بالشمال واقع هذه الدول الوطني، مبالغ فيها، محرفة ومجانبة للصواب. بالتالي، فهي تطالب
    بإعادة التوازن لتيارات المعلومات وضمنيا مراقبة المعلومات الوافدة من دول الشمال.
    و على هذا الأساس، فبقدر حدة مطالبة دول العالم الثالث بضرورة إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد، بقدر حدة المطالبة بالضرورة إياها فيما يخص النظام العالمي للإعلام القائم.
    فإذا كان النظام الاقتصادي الجديد يعني إنهاء حالات اللاتوازن وإعادة تنظيم السوق العالمي وفق
    شروط تمكن كل الدول من أن تتقدم عبر استفادتها القصوى من مواردها الطبيعية والبشرية، وإذا كان يمثل
    الاستكمال الاقتصادي للسيادة السياسية، وإذا كان يهدف إلى محو آثار الماضي وتوسيع وتحسين التعاون بين
    الدول، فإن نفس التطلعات ونفس الأهداف تطبق على النظام الجديد للإعلام على اعتبار أن النظامين معا
    يترجمان نفس المطالب ويرتكزان على نفس الإلحاحية.
    لم تغد الفجوة، وفق هذا المنطق، كامنة في طبيعة ما اعتمدته دول العالم الثالث من سياسات اقتصادية
    وإعلامية واتصالاتية، بل أضحت " نتاجا حتميا" لطبيعة النظام العالمي القائم بشقيه الاقتصادي كما الإعلامي
    سواء بسواء.
    و معنى هذا أن الفجوة الرقمية الحالية ما هي، في حقيقة الأمر، إلا امتدادا للفجوة التكنولوجية التي
    طالت علاقات الشمال بالجنوب منذ ستينيات القرن الماضي...لم تزدها التحولات التكنولوجية الجارية إلا
    تعميقا وتجذرا مع الإبقاء على الطبيعة الثاوية خلفها.
    وعلى الرغم من كون الفجوتين معا إنما هما، وبكل المقاييس، انعكاس لفجوات بنيوية أخرى لم
    تفلح الدول ولا الحكومات ولا المنظمات الدولية في سدها، فإن الفجوة التي حملتها الشبكات الالكترونية وفي
    مقدمتها الإنترنيت هي الكبرى...وهي الأخطر


    السداسي 2

    في ظل وسائل الإعلام الجديد أصبح بإمكان المستخدم استرجاع الرسالة في أي وقت يريد، حيث أنها محفوظة في مكان ما على الشبكة يمكنه الدخول عليها في أي وقت ومن أي مكان في العالم حتى أثناء تجواله. هذه الخاصية ليست متاحة بالنسبة لوسائل الإعلام القديم والتي إذا فات المتلقي جزءا فانه لا يمكنه استرجاعه بسهولة.





    5-               الاستجابة:
    في حالة الإعلام التقليدي نجد أن عملية الاتصال تتم في اتجاه واحد من المصدر إلى المتلقي، مع إمكانية بسيطة جدا أو متأخرة للتفاعل مع المصدر. في حين إن ظاهرة الإعلام الجديد تتميز بقدر عال من التفاعلية، وما بعد التفاعلية، فكما سبق ذكره فقد كانت مساهمة المتلقي في رسائل الإعلام الجديد محصورة في البداية في دائرة رجع الصدى للمحتوى الذي يتم نشره وذلك من خلال كتابة التعليقات والملاحظات عن ذلك المحتوى، ثم ومع ظهور المنتديات والمجموعات الإخبارية والقوائم البريدية امتلك المتلقي مزيدا من الحرية النسبية على التعبير، حتى أصبح ذلك المتلقي يمتلك اليوم حرية مطلقة في الممارسة الإعلامية وذلك بعد ظهور المدونات ثم شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الفيديو التشاركية والموسوعات الحرة مثل ويكيبيديا، حيث مثلت هذه المواقع مرحلة الانتقال إلى ما بعد التفاعلية. باختصار شديد فان الانترنت اليوم بكل تلك المزايا والخصائص التي تمت الإشارة إليها أصبحت تتربع على قمة هرم وسائل الاتصال. لقد حولت الانترنت العالم ليس فقط إلى "قرية عالمية" ولكن إلى قرية الكترونية صغيرة يمكن لمواطنيها القيام بالكثير من الأمور وهم في أماكنهم أو أثناء تجوالهم، وذلك عبر الاستخدامات المتعددة للانترنت. هذه الخاصية الفريدة المتمثلة في القدرة على تجاوز حدود الزمان وفتح باب المشاركة في المعلومات والمعرفة أمام الجميع منح الانترنت بعد إنسانيا تشاركيا من خلال ما يعرف اليوم بشبكات التواصل الاجتماعي.

    شبكات التواصل الاجتماعية الاختراع الذي غير العالم:

    شهدت البشرية عبر تاريخها ظهور العديد من الاختراعات التي أثرت تأثيرا جذريا على حياة الناس، فقد شهد القرن الماضي على سبيل المثال ظهور ابتكارات تقنية بالغة التأثير مثل السيارة والتلفزيون والراديو والكمبيوتر والتي وبالرغم من التأثير الكبير الذي أحدثته، إلا أن تلك التأثيرات لا تزيد في أهميتها على تلك التي تقوم بها الانترنت اليوم من حيث سرعة ذلك التأثير وعمقه وانتشاره وإمكاناته الكامنة التي لم يظهر منها حتى الآن سوى قمة جبل الجليد.

    إن أهمية الانترنت تكمن في قدرتها على تغيير مفاهيم الاتصال وتوزيع المعرفة. وقد ازدادت تلك الأهمية مع ظهور وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر والتي استطاعت أن تغير بشكل كبير طريقة تواصل الناس وتفاعلهم، وطريقة تسويق المنتجات وبيعها، وطريقة تواصل الحكومات مع مواطنيهم، وطريقة أداء الشركات لأعمالهم. كما أنها غيرت مفهوم العمل التطوعي والكيفية التي يمارس بها الناشطون السياسيون والاجتماعيون والحقوقيون أنشطتهم. وكما نشاهد هذه الأيام فان تلك الشبكات الاجتماعية بدأت في التأثير في العملية الديمقراطية نفسها[1] هذه الشبكات الاجتماعية بدأت في البزوغ كأدوات ثورية التأثير وقدرات كامنة لم يظهر منها حتى الآن إلا القليل. إن هذه الشبكات الاجتماعية لم تقم فقط كما رأينا بإشعال فتيل الثورة في مصر، ولكنها أشعلت ثورة تفكير ملهم في العالم بأكمله.

    تعريف شبكات التواصل الاجتماعي:

    الشبكات الاجتماعية هي مصطلح يشير إلى تلك المواقع على شبكة الانترنت والتي ظهرت مع ما يعرف بالجيل الثاني للويب (Web2) حيث تتيح التواصل بين مستخدمها في بيئة مجتمع افتراضي يجمعهم وفقا لاهتماماتهم أو انتماءاتهم (جامعة- بلد- صحافة- شركة...)، بحيث يتم ذلك عن طريق خدمات التواصل المباشر كإرسال الرسائل أو المشاركة في الملفات الشخصية للآخرين والتعرف على أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض. وتتنوع أشكال وأهداف تلك الشبكات الاجتماعية فبعضها عام يهدف إلى التواصل العام وتكوين الصداقات حول العالم وبعضها الأخر يتمحور حول تكوين شبكات اجتماعية في نطاق محدود ومنحصر في مجال معين مثل شبكات المحترفين وشبكات المصورين وشبكات الإعلاميين.

    وتعرف موسوعة ويب اوبيديا الشبكات الاجتماعية بأنها: "عبارة تستخدم لوصف أي موقع على الشبكة العنكبوتية يتيح لمستخدمه وضع صفحة شخصية عامة معروضة، ويتيح إمكانية تكوين علاقات شخصية مع المستخدمين الآخرين الذين يقومون بالدخول على تلك الصفحة الشخصية. مواقع الشبكات الاجتماعية يمكن أن تستخدم لوصف المواقع ذات الطابع الاجتماعي، مجموعات النقاش الحي، غرف الدردشة وغيرها من المواقع الاجتماعية الحية[2].

    ويوجد حاليا على الانترنت أكثر من 400 موقع شبكات اجتماعية. وتتمثل أهم تلك الشبكات الاجتماعية في المدونات والمنتديات، إضافة إلى مواقع عديدة مثل الويكي Wiki، والفيسبوك وتويتر، إضافة إلى تلك التطبيقات التي قدمتها بعض الشركات الكبرى لدعم الفكر الاجتماعي في التفكير والمشاركة مع مستخدمي مواقعها مثل جوجل وياهو واللذان اهتما بالتحرير الجمعي والكتابة وبتنفيذ العروض المشتركة، ومواقع خدمات وتخزين الصور وإعادة عرضها وإرسالها مثل فليكر Flicker ونشر مقاطع الفيديو مثل يوتيوب YouTube، وغيرها من الخدمات والتقنيات التي تجد اهتماما فرديا مع تبادل المشاركة والنشر بين المستخدمين.

    لقد احدث هذا الاختراع انعكاسات كبيرة على قواعد حرية النشر والتعبير، وتدعيم الفكر الديمقراطي وحقوق الإنسان وغيرها من مفاهيم سياسية واجتماعية وتجارية انتشرت وتكونت حولها الجماعات مستفيدة من سهولة استخدامها والمشاركة فيها دون خبرات تقنية أو تكاليف مادية يرى البعض أنها سوف تؤدي إلى بزوغ "فكر كوكبي" يعمل على تغيير العالم[3].

    ويوجد في الصين اكبر عدد مستخدمي الانترنت بحوالي 389 مليون مستخدم، تليه الولايات المتحدة الأمريكية ب 245 مليون مستخدم.

    فيسبوك Facebook:

    فيسبوك هو احد شبكات التواصل الاجتماعي التي رغم أن عمرها لا يزيد عن عشر سنوات إلا أن مواقعها أصبحت الأشهر والأكثر استخداما وتأثيرا على مستوى العالم.

    موقع فيسبوك تم إنشائه في فبراير عام 2004م بواسطة مارك زوكربرع وذلك في غرفته بجامعة هارفارد، وقد كان الموقع في البداية متاحا فقط لطلاب جامعة هارفارد ثم فتح لطلبة الجامعات، بعدها لطلبة الثانوية ولعدد محدود من الشركات، ثم أخيرا تم فتحه لأي شخص يرغب في فتح حساب به (2007,Locke). والآن يملك الموقع حوالي 880 مليون مستخدم، بمعنى أخر فان شخصا واحدا من بين كل 13 شخص على الأرض لديه حساب في موقع فيسبوك، بحوالي 75 لغة.

    ويقضي هؤلاء المستخدمين جميعا أكثر من 700 بليون دقيقة على الموقع شهريا (2010,Grossman). ومن الإحصاءات الأخرى لموقع فيسبوك والتي نشرتها مدونة digitalbuzzblog في يناير 2011م ما يلي:

    يبلغ متوسط عدد الأصدقاء لكل مستخدم 130 صديق.
    48% من مستخدمي الموقع ممن تتراوح أعمارهم بين 18 – 34 سنة يقومون بالاطلاع عليها بعد استيقاظهم من النوم، منهم 28% يفعلون ذلك قبل حتى قيامهم من على السرير.
    نسبة المستخدمين من الذين تزيد أعمارهم عن 35 سنة تزيد باطراد وهي تمثل حاليا أكثر من 30% من إجمالي المستخدمين.
    المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 24 سنة هي الأسرع نموا بنسبة 74% سنويا.
    72% من مستخدمي الانترنت في الولايات المتحدة الأمريكية موجودون على فيسبوك، ويمثل مستخدموا الموقع من خارج الولايات المتحدة الأمريكية 70% من إجمالي المستخدمين.
    20 مليون تطبيق يتم تركيبها يوميا.
    أكثر من 200 مليون شخص يدخلون على الموقع بواسطة هواتفهم الجوالة.
    48% من الشباب ذكروا بان الفيسبوك أصبح مصدرهم لاستقاء الأخبار.
    في كل 20 دقيقة على فيسبوك تتم مشاركة مليون رابط، وتتم قبول صداقة 2 مليون شخص، كما يتم إرسال حوالي 3 ملايين رسالة.
    ويرى مخترع الفيسبوك مارك زوكريبرج ان فيسبوك هو حركة اجتماعية Social movement وليس مجرد أداة أو وسيلة للتواصل، وانه سوف يزيح البريد الالكتروني ويحل محله، وسوف يسيطر على كل نواحي النشاط البشري على الشبكة العنكبوتية. وبالتالي فان يوصف بكونه "دليل سكان العالم" وانه موقع يتيح للأفراد العاديين أن يصنعوا من أنفسهم كيان عام من خلال الإدلاء والمشاركة بما يريدون من معلومات حول أنفسهم واهتماماتهم ومشاعرهم وصورهم الشخصية ولقطات الفيديو الخاصة بهم، ولذلك فان الهدف من هذا الاختراع هو جعل العالم مكانا أكثر انفتاحا.[4]

    ورغم أن فيسبوك هو أكثر مواقع الشبكات الاجتماعية شهرة، إلا أن هناك العديد من مواقع الشبكات الاجتماعية مثل التويتر ولينكدين وماي سبيس وبينغ.

    أما القادم الجديد بقوة إلى عالم الشبكات الاجتماعية فهو جوجل بلس والذي استطاع خلال اقل من شهرين منذ تدشينه من الوصول إلى أكثر من 30 مليون مشترك رغم انه تم فتحه جزئيا بالدعوات للمشتركين وليس للجميع ويرى بعض المختصين بان الحرب القائمة حاليا بين جوجل بلس وفيسبوك هي أمر صحي للغاية وبأنها أهم حدث تشهده ساحة التسويق الرقمي هذه الأيام، خاصة بعد أن قام موقع Alexa بتصنيفه الأخير بوضع فيسبوك في المرتبة الثانية بعد جوجل بلس وذلك نتيجة للخدمات الإضافية التي يوفرها جوجل بلس مثل خدمة البريد الالكتروني Gmail وخدمة خرائط جوجل ومحرك البحث وغيرها.

    ومع أن فيس بوك وتويتر هما أكثر مواقع الاجتماعية استخداما في المنطقة العربية، إلا أن البوادر الأولية لاستخدام جوجل بلس تشير إلى انه في طريقه لمزاحمة هذين الموقعين والحصول على جزء من كعكة سوق الشبكات الاجتماعية في المنطقة بشكل سريع.

    تويتر Twitter

    تويتر هو عبارة عن موقع شبكات اجتماعية مصغر يسمح لمستخدمه بإرسال وقراءة تعليقات لا تتجاوز 140 حرف (ورمز) وهذه التعليقات تعرف باسم تغريدات (tweets).

    تويتر تم إنشاءه في مارس 2006م بواسطة الأمريكي جاك دورسي، ثم تم إطلاقه في شهر جولاي من ذلك العام. ووفقا لموقع ويكيبيديا فان عدد مستخدمي تويتر بلغ في شهر مارس 2006م حوالي 200 مليون مستخدم. وقد اشتهر تويتر بشكل سريع عالميا حتى وصلت عدد تغريداته يوميا 200 مليون تغريدة، ويصفه البعض بأنه موقع رسائل الانترنت النصية القصيرة SMS of the internet.[5] وقد تواصل النمو السريع لتويتر، ففي عام 2007م كان عدد التغريدات لكل ربع منه هو 400 ألف تغريدة منشورة، نمت إلى 100 مليون تغريدة لكل ربع من عام 2008م. وفي شهر فبراير من عام 2010 م بلغ عدد تغريدات المستخدمين 50 مليون تغريدة يوميا ارتفعت إلى 65 مليون في شهر يونيو من نفس العام بما يساوي 750 تغريدة يتم إرسالها كل ثانية.

    والاقتصاد والثقافات والرأي والفنون والرياضة والتكنولوجيا، وجريدة الجرائد المخصصة للنقل عن الصحف الورقية، بالإضافة إلى قسمي الفيديو والمدونات.[6]

    5-  المدونات: Blogs:
    وهي احد أشكال المنظومة التفاعلية الالكترونية الأكثر أهمية، إذ هي مواقع شخصية عمى شبكة الانترنت تتضمن آراء ومواقف حول مسائل متنوعة، هي تعد تطبيقا من تطبيقات الانترنت، يعمل عن طريق نظام لإدارة المحتوى، وعبارة عن صفحة على الشبكة تظهر عليها "تدوينات" أو موضوعات مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، ينشر عدد منيا يتحكم فيها مدير أو ناشر المدونة، ويتضمن النظام آلية لأرشفة التدوينات القديمة، تمكن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق، عندما تعود غير متاحة عمى الصفحة الرئيسة للمدونة.[7]

    6-  المنتديات:
    منتديات الانترنت هي عبارة عن مواقع تفاعلية للنقاش بحيث تمكن المشتركين من الدخول إليها عن طريق التسجيل في المواقع والمشاركة في النقاش بالقضايا التي يتخصص فيها ذلك المنتدى. ويعرف المنتدى العربي المنتديات بأنها مكان يتجمع فيه الأعضاء لتبادل الخبرات. ومعناه في كلمة واحدة المنفعة المتبادلة، وليس معناه أبدا أنت تسال ونحن نجيب. وتسمح هذه المنتديات بعرض الأفكار والآراء أو القضايا المطروحة للنقاش في الاتجاه الذي يراه المشاركون، وهي في ذلك تماثل المدونات باستثناء القيود التي يضعها مسؤولو الموقع من خلال نظام الضبط والتحكم المقام على البرنامج المستخدم في إدارة المنتدى.

    المطلب الثاني :خصائص الإعلام الجديد

    على الرغم من أن وسائل الإعلام الجديد، التي أفرزتها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة، تكاد تتشابه في عدد من السمات مع الوسائل التقليدية، إلا أن هناك سمات مميزة للوسائل الاعلامية الراهنة بأشكالها المختلفة، مما يلقي بظلاله ويفرض تأثيراته على الوسائل الجديدة ويؤدي إلى تأثيرات معينة على الاتصال الإنساني، ومن ابرز هذه السمات التي تتصف بها وسائل الإعلام الجديد الراهنة ما يلي :[8]

    1-  التفاعلية :
    التفاعل هو قدرة وسيلة الاتصال الجديدة على الاستجابة لحديث المستخدم تمام كما يحدث يعد "صحافة المواطن" احد أكثر المصطلحات إثارة للجدل، نظرا لحادثته من جهة، واختلاف الباحثين حول معناه واهم وسائله من جهة أخرى، فهو يشير عند البعض منهم إلى "إعلام المواطن، وعند مجموعة أخرى الإعلام التشاركي أو التفاعلي أو أيضا التعاضدي، وعند آخرين الإعلام البديل أو الصحافة المدنية".

    "ومهما اختلفت المصطلحات والتسميات فإنها تستعمل كلها للإشارة إلى ذلك الشكل الصحفي الذي ينتج محتواه ومضمونه أفراد هواة أو مستعملون عاديون، والذي يقابل المحتوى والمضمون الإعلامي الذي يصيغه الصحفيون المحترفون الذين يشتغلون في وسائل الإعلام التقليدية، ويذيعونه أو يبثونه في إطار عملهم".

    وبهذا يشير مصطلح صحافة المواطن " أن بإمكان أي شخص أن يكون صحفيا ينقل راية ومشاهداته للعالم اجمع، دون الحاجة لان يحمل شهادة في الإعلام، ا وان ينتمي لمؤسسة إعلامية لإيصال صوته للعالم".

    ويرى كل من "شاين برومان" و"كريس ويليس" أن صحافة المواطن هي: "نشاط للمواطنين يلعبون خلاله دورا حيا في عملية جمع وتحرير وتحليل الأخبار، وهذه المشاركة تتم بنية مد الوسائل الإعلامية بمعلومات دقيقة وموثوق بها ومستقلة تستجيب لمتطلبات الديمقراطية، وبالتالي فان صحافة المواطن هي الصحافة التي يقوم فيها المواطن بدور الصحافي الذي ينقل الأخبار من مواقع الأحداث الحية مستخدما كافة الوسائل التكنولوجية المتاحة لعرض الخبر بصورة واقعية، فكل شخص الآن لديه هاتف محمول حديث يمكنه التقاط وتسجيل الأحداث اليومية التي تمر به ويبثها من خلال الانترنت في مواقع مثل: اليوتيوب أو مدونة خاصة بها، ويشارك الآخرين في مطالعتها والتعليق عليها، بل تطوير وإضافة موادهم الإعلامية الخاصة".

    ويمكن إجمال مفهوم صحافة المواطن بما ذهب إليه "جمال الزرن" حيث يرى أنها تعتمد على:

    شبكة الانترنت كفضاء للنشر والتعبير عن الرأي.
    تأكيد حضور المواطن في قضايا الشأن العام ودعم اللممارسة الديمقراطية.
    اعتبار مخرجات صحافة المواطن امتدادا لمرجعيات الإعلام البديل والصحافة البديلة.
    مميزات صحافة المواطن:

    يمكن إجمال أهمها فما يلي:

    1-     كل مواطن هو باحث عن المعلومة، وكل شخص بإمكانه أن يتحول إلى مصدر للأخبار والمعلومات: المدونون ومتصفحوا الانترنت والمواطنون الصحفيون والجمعيات الأهلية.
    2-     التحول من وسائل الإعلام الجماهيرية إلى وسائل إعلام الجماهير: تقوم وسائل الإعلام الجماهيرية على قاعدة نشر المعلومة من الفرد إلى المجموعة، وتقوم صحافة المواطن بلقب المعادلة والاعتماد على نشر المعلومة من الكل إلى الكل وذلك بالاعتماد على مواطنين صحفيين.
    3-     سياسة تحرير مختلفة: حيث تعتمد صحافة المواطن على سياسة تحرير خاصة، فالأخبار التي تنشر يجب أن تكون دقيقة ولها صلة بالأحداث الموضوعية وان تتميز بأقصى قدر من السبق.
    4-     المشاركة الشخصية: تعتبر الديمقراطية المتحركة عملا فرديا تطوعيا غير خاضع لتوجهات منظمات معينة بل للقناعات السياسية للفرد نفسه خلافا للوسائل الاتصالية التقليدية.
    تاريخ ظهورالمدونات:

    "يرجع غيلمور" جذور صحافة المواطن إلى "بن فرانكلين" Ben Franklin صاحب صحيفة بنسلفانيا جازيت، وقد كان ذا اتجاه جماهيري في بناء صحافته في القرن الثامن عشر، والى تجارب كتاب المطبقات Pamphlet لدورهم المبكر في تأكيد حرية النشر كمواطنين، وتبعا للويكيبيديا فان الحركة الحديثة لصحافة المواطن ظهرت مع الانتخابات الأمريكية الرئاسية سنة 1988".

    وأول من طرح فكرة "صحافة المواطن" هو "دان غيلمور" Dan Gillmor في عام 2003 في كتابه (نحن وسائل الإعلام: الصحافة الشعبية والى الشعب)، عندما أكد على أن الأخبار لم تعد محاضرة، بل أصبحت محادثة، وكان هذا هو الرأي الذي يجادل به "غيلمور" ويشبه فلسفة موسوعة الانترنت ويكيبيديا أي: أن المعرفة والحكمة الجماعية تفوق كثيرا ما يتوفر لأي فرد واحد في أي موضوع تقريبا.

    "لقد توسعت فكرة صحافة المواطن كثيرا في الفترة الأخيرة بسبب التطورات التكنولوجية، حيث أصبح مع كل شخص تقريبا كاميرا رقمية مزودة بهاتفه الجوال ووفرت شبكة الانترنت منصة تتسع للجميع"، ولعل اكبر دليل على الأهمية المتزايدة لصحافة المواطن هو "دعوة أعداد متزايد من مدوني الانترنت للجلوس في مقاعد مخصصة لوسائل الإعلام في النشاطات المتنوعة التي يدعى إليها صحفيون فمثلا شكل المدونون هذا العام نسبة 10% تقريبا من قائمة المدعوين من مراسلي وسائل الإعلام إلى أسبوع الأزياء في نيويورك".

    ولقد زادت أهمية هذا النوع من الصحافة على مرحلتين مهمتين خلال كل من حرب العراق والانتخابات الأمريكية لعام 2004، "ففي عام 2004 كانت أشرطة الفيديو وصور الهواة شهودا على كارثة تسونامي في أسيا التي تابع العالم وقائعها، وبثت محطات التلفزيون معظم مادتها الأولى من أفلام التقطها الهواة، وأثناء الانتخابات الأمريكية اصدر الحزبان الديمقراطي والجمهوري أوراق اعتماد صحفية إلى المدونين لتغطية مؤتمرات ونشاطات الحزبين، ما يؤشر وقتها إلى مستوى جديد من التأثير والمصداقية للصحفيين غير التقليديين.

    لكن المرحلة الحاسمة في بروز صحافة المواطن كانت مع تفجيرات لندن 2005 التي مثلت فرصة جديدة لصعود هذا النوع من الصحافة، ...فمعظم انفجارات لندن والأفلام كذلك التقطها هواة نقلوها فيما بعد إلى الصحف والتلفزيونات عبر "فلكر"....وحصلت ألBBC في 245 ساعة على 20 ألف رسالة الكترونية وألف صورة و20 فيلما تصويريا، وعرفت أوج ازدهارها في الوطن العربي في الفترة الأخيرة، حيث مثلت صحافة المواطن المصدر الأساسي للخبر في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا...

    أنواع صحافة المواطن:

    يقسم ديوز هذه الصحافة إلى عدة أنواع:

    1-  مواقع أدلة الانترنت: مثل مواقع التصنيف والأدلة التي تتمثل أساسا في محركات البحث مثل قوقل وجهات متخصصة في الأخبار مثل نيوز اندكس (تضع مادتها الرئيسية وتوفر وصلات إلى مواقع الأخبار الرئيسية).
    2-  صحافة المواقع الشخصية: أو الصحافة الفردية أو Blog ضمن هذا التصنيف وأقوى مثال على ذلك تقرير دردج حول فضيحة كلينتون.
    3-  صحافة مواقع التعليق: أنشا أساسا لمناقشة ما يرد في أجهزة الإعلام الأخرى، وتعمل كرقيب مثل ميديا شانيل، أو فريدم فورم.
    4-  صحافة مواقع الحوار أو المشاركة: توفر مجالا لتبادل الأفكار وتركز على بلد أو جالية أو موضوع معين، ولا تعتمد على جهاز تحريري ولا توفر مادة صحافية.
    العلاقة بين صحافة المواطن والإعلام التقليدي:

    يثور خلاف كبير بين الباحثين حول طبيعة العلاقة بين صحافة المواطن والإعلام التقليدي، بين من يعتبرها منافسا له، أو حتى بديلا عنه.

        "نشا مصطلح "صحافة المواطن" في إطار ما يعرف بالإعلام الجديد كظاهرة معقدة ومركبة تولدت نتيجة لتداخل موجات متتالية من الظروف والعوامل المتعلقة بالتطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصال، ذلك التطور الذي أدى إلى ظهور العديد من الأشكال المستحدثة من نظم الاتصال الالكتروني، وأخرى متعلقة بتأثر بعيوب إمكانات الإعلام التقليدي ومحدوديتها"، كل هذا يؤكد أن ممارسة الصحافة والإعلام التقليدي بصفة عامة لم يعد مهنة نخبوية، مما جعل جماهير واسعة تنجذب إلى هذا النوع الجديد من الإعلام الذي أصبح يمثل منافسا حقيقيا للإعلام التقليدي من خلال تميزه بالسرعة والتفاعلية حتى تفوق على الكثير من الفضائيات التي أصبحت تعتمد على مختلف الفيديوهات والأخبار المنشورة على هذه المواقع كمصادر لأخبارها.

         ويذهب بعض الباحثون إلى ابعد من ذلك حيث يعتبرون صحافة المواطن لا تمثل منافسا للإعلام التقليدي بل بديلا لهن فهي عبارة عن صحافة بديلة، ملتزمة ومختلفة عن الصحافة السائدة تعبر عن حالة من النقد الذاتي الداخلي لمهنة الصحافة التقليدية وأداتها الإعلامية، فهي مقاربة في التأسيس لاتجاه فكري ومهني يحذر مما آلت إليه الصحافة منذ نهاية القرن الماضي من احتكار وتوظيف وتزكية، ومن التأثيرات السلبية للعولمة على قطاعات الإعلام والاتصال، في الأصل صحافة المواطن هي رد فعل قد يكون في نفس الوقت عفوي وواع عن تقلص حضور المواطن في قضايا الشأن العام، وتأكيد لحالة من التشكيك في مصداقية الصحافة، وهي بذلك تعكس ظرفا حرجا من عدم الثقة بين وسائل الإعلام التقليدية والجيل الجديد من مستخدمي الانترنت والإعلام الالكتروني".

        "إن الإجماع على نقد مخرجات الإعلام الجماهيري تدفعه حقيقة باتت ظاهرة في المشهد الإعلامي الغربي يمكن إيجازها في تحول المؤسسات الإعلامية إلى إمبراطوريات تجارية تهدف إلى إرضاء المساهمين منهمكة يوميا في قراءة حركة الأسهم في البورصات المحلية والدولية، أدت هذه التغيرات إلى حالة من الانحلال في هيئة المؤسسة الإعلامية وتنازل أكثر عن دورها الإخباري الاستقصائية وظيفتها الاجتماعية، وغابت الموضوعية والمصداقية في دهاليز مكاتب الشركات المتعددة الجنسيات... بدأت إذن في التبلور وبشكل فوري أزمة بين الباث – الوسيلة – والمستقبل – الجمهور – والتي تعود إلى التسيب المهني والأخلاقي الذي شهده خاصة قطاع الإعلام في مجالات الإعلام والاتصال من جهة، وحضورا أكثر للمتلقي في المشهد الاتصالي الرقمي الجديد".

         يتعامل معها باعتبار حقوقه وواجباته السياسية. أما المراسل فهو "الصحفي الذي يجمع المعلومة والخبر بقصد نشرهما في وسيلة إعلام". وعليه يمكن القول أن المواطن/المراسل هو ذلك الشخص الذي يعي حقوقه وواجباته السياسية ويسعى إلى جمع الأخبار ونشرها على شبكة الانترنت. فالمراسل المواطن ليس بالصحفي المحترف لان الصحفي المحترف يمتهن الصحافة ويمارسها في إطار قانوني محدد يتميز بحيازته لبطاقة صحفي. إن المواطن المراسل هو شخص متطوع لنشر ما يسمعه ويشاهده ويحصل عليه من معلومات وأخبار في شبكة الانترنت، وذلك من خلال الالتزام الذاتي والمسؤولية الاجتماعية ومراقبة بقية زملائه ومتصفحي شبكة الانترنت له.

    المدونات الالكترونية وصحافة المواطن:

    بالإضافة إلى هذا الصنف من المواقع الالكترونية الإخبارية التشاركية والتي تعتمد على فلسفة الإعلام التفاعلي وتعتبر (Weblog). يوجد صنف أخر من المواقع التي تتصف بالشخصية وعرفت باسم المدونات الالكترونية المدونة وسيلة تواصل حديثة العهد وهي في الأصل عبارة عن مفكرة تتناول الأحداث الجارية، أكان الأمر يتعلق بنقل الأخبار أو إبداء الرأي وتعرض من خلال نموذج تنازلي: من الحديث إلى الأقل حداثة. وقد ظهرت المدونة في نهاية سنة 1997 وهي منذ ذلك التاريخ وعلى المستوى الكمي والكيفي في نسق سريع ومثير. ويكون وراء بعث المدونة عادة شخص واحد – أو عدة أشخاص – يضع على شبكة الانترنت بشكل يومي أو أسبوعي عددا من الأخبار والتعليقات في شكل نصوص وصور وتسجيلات فيديو وصوت. إن تلك الكتابات تكون عادة متصلة بقضايا الشأن العام أو بمسائل ذاتية وتكتب بشكل مطول أو مقتضب وتكون متأثرة بالزاوية والأسلوب الذي اختاره صاحب المدونة، كان تكون تحليلية أو وصفية أو إخبارية. وتتميز المدونة بإمكانية استغلال المضامين المتعددة الوسائط ونشرها بشكل آني وسريع على شبكة الانترنت إضافة إلى إمكانية التعليق والتفاعل المباشر من قبل متصفحي شبكة الانترنت.  

    هكذا فان المدونة ليست فقط وسيلة إعلام بل أيضا وسيلة اتصال بين الناس، فالمدونات تنتمي إلى ذلك الصنف من النشر الذي يمكن أن نسميه بالنشر الذاتي أو النشر على الحساب الخاص ولذلك يصف البعض مجموع: وتتصف المدونة بالمواصفات التالية (Blogosphere) المدونات بفضاء التدوين.

    الصحفي المواطن: كانت المدونة في بداية ظهورها عبارة عن صحيفة لكنها تتميز بالذاتية والتصاقها – بالخصوصية (الحياة الخاصة). لكن مع تبلور وشيوع الوسائط المتعددة (الصورة، الفيديو، الصوت) تحول اهتمام المدونة إلى نقل الوقائع وبرز البعد الإعلامي الصحفي في مخرجاتها وهو ما أدى إلى بروز المدونات الإخبارية. إن إمكانية تحديث أية مدونة من أي جهاز كومبيوتر ومن أي بقعة في العالم ونشر أي مضمون وفر فرصة التفاعل لمتصفحي الانترنت في حلهم وترحالهم. وقد عبر عن هذه الحالة دي روسني بقوله "كل مواطن هو بالضرورة صحفي صاعد، يتحكم في زمن الأحداث ووقعها، فلا تستطيع أية وكالات أنباء أن تنشر صحفيين في كل الشوارع، فظهور الصحفي المواطن أصبح ظاهرة غير قابلة للتجاهل، فقد أظهرت أحداث التسونامي في جنوب شرق آسيا وتفجيرات لندن وإعصار كاترينا في الولايات المتحدة حقيقة قوة وفاعلية هذه الظاهرة".

    نهاية احتكار صناعة الخبر: فلدى الصحفيين أنفسهم وعي بان الصنف الجديد من الإعلام يحدث نوعا من الثورة المعرفية و في اساليب الممارسة المهنية .