-->

المحاضرة فروض البحث وتساؤلاته

المحاضرة فروض البحث وتساؤلاته
    مدخل: بعد مراجعة الدراسات السابقة تتكون لدى الباحث فكرة واضحة عما يريد بحثه وتظهر هذه الفكرة في شكل فروض أو أسئلة البحث.

    صياغة الأسئلة:

    الأسئلة الوصفية: تتناول ماذا حدث أو ما يمكن أن يحدث مثالها:
    -          ما المستوى التحصيلي لطلبة السنة أولى جامعي؟
    أسئلة العلاقات: يهتم هذا النوع من الأسئلة في البحث عن نوع العلاقة بين متغيرين أو أكثر ويصاغ بعدة أشكال:
    -          ما العلاقة بين المتغير أ والمتغير ب؟
    -          ما درجة ارتباط المتغير أ بالمتغير ب؟
    -          ما إمكانية التنبؤ بدرجة المتغير ب من خلال درجات المتغير أ؟
    أسئلة الفروق: يستخدم هذا النوع من الأسئلة في حال دراسة الفروق بين متغيرين أو أكثر، مثاله:
    -          هل توجد فروق بين متوسطي درجات المتغير أ ودرجات المتغير ب؟

         وإذا كان اتجاه الفرق واضحا في ذهن الباحث فتكون الصياغة على النحو التالي:

    -          هل تزيد درجات الاختبار البعدي عن درجات الاختبار القبلي؟

    أما الأسئلة الإحصائية فهي مرتبطة بتحليل النتائج مثل: هل توجد علاقة دالة إحصائيا بين أ وب؟ أما ما سبق فهو أسئلة البحث كونها خاصة بالمشكلة

    فروض البحث:

    تعريفها:

         تعرف الفروض Hypotheses بأنها إجابة مؤقتة عن الأسئلة البحثية التي تطرحها مشكلة الدراسة، وتتم صياغتها في شكل علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع، أو هي توقعات خاصة للباحث يتصورها من خلال المتغيرات الخاصة بمشكلة البحث.




    أنواع الفروض:
         يقسم الباحثون الفروض إلى فروض بحثية وفروض إحصائية:
    الفروض البحثية:
         تُصاغ الفروض البحثية بطريقة إثباتية تقريرية في صورة جمل قصيرة وبسيطة، يعبر من خلالها الباحث عن تفسيره لظاهرة، أو استنتاجه علاقة سببية أو ارتباطية معينة، وتنقسم إلى فروض موجهة أو مباشرة، وفروض غير موجهه أو غير مباشرة، ويقوم تبني الفروض البحثية على أساس دليل أو برهان أو حقائق علمية، يظهر من خلال الإطار النظري والدراسات السابقة للموضوع.
    1-         الفرض الموجه:
         يستخدم الباحث الفرض الموجه عندما يتوقع أن هناك علاقة مباشرة بين متغيرات الدراسة؛ سواء أكانت إيجابية، أو سلبية، أو أن تكون هناك فروق ذات اتجاه واحد محدد، كأن يتسبب وجود متغير مستقل في وجود متغير آخر تابع، أو عدم وجود متغير مستقل معين في عدم وجود المتغير التابع، أو أن تتسبب زيادة أو نقص في المتغير المستقل في زيادة أو نقص في المتغير التابع. ومن أمثلة الفرض الموجه: كلما زادت الحوافز المادية زاد الأداء الوظيفي “ ؛ "كلما زادت المستندة الاجتماعية، انخفض الضغط المهني .

    ب- الفرض غير الموجه:
    يستخدم الباحث الفرض غير الموجه عندما يريد أن يعبر عن وجود علاقة بين المتغيرات، لكنه لا يعرف بالتحديد اتجاه تلك العلاقة، أو لا يمكنه تحديد اتجاه معين لتلك العلاقة بين المتغيرات، أو أنه ينفى معرفة اتجاه العلاقة، ومن أمثلة هذا النوع من الفروض توجد علاقة بين جودة العلاقات الاجتماعية والروح المعنوية للعمال“  يشير الفرض غير الموجه إلى وجود فرق دالٍّ، لكن مستوى دلالة أو مقداره هذا الفرق هنا غير محدد، ومن ثَمَّ فالفرض هنا غير موجه؛ لأنه لم يتم تحديد مستوى الدلالة بالضبط.

    الفروض الإحصائية:
         الفروض الإحصائية عبارة عن جملة أو عدد من الجمل تعد باستخدام بعض النماذج الإحصائية ذات العلاقة ببعض خصائص مجتمع البحث، والتي تستخدم من أجل تأكيد العلاقات أو السببية أو الارتباط بين المتغيرات، والتي يسهُل اختبارها إحصائيًّا على شكل فرض صفري أو فرض بديل، وبالتالي قبول أو رفض الفرض الإحصائي، ويمكن تعريف كل منهما كما يلي:
    1-      الفرض الصفري:
         يسمَّى هذا الفرض بفرض النفي؛ حيث يقدم الباحث فرضه على أنه لا يوجد هناك أي علاقات أو فروق ذات دلالة إحصائية بين متغيرات الفرض، وأن الفرق المتوقع يساوى صفرًا، وإذا حصل أن هناك علاقات ضعيفة أو فروقًا بسيطة، فإن مرجع ذلك إلى الخطأ في تصميم البحث، أو اختيار العينة أو لمجرد الصدفة.
        وعند ظهور علاقات أو فروق جوهرية بين متغيرات الدراسة، فإن ذلك يستوجب رفض الفرض الصفري، وقَبول الفرض البديل الذى يمكن أن يستخدم في بعض الأحيان كفرض بداية.
         وتتم صياغة الفرض العلمي في الدراسات التجريبية عادة في شكل فرض صفري؛ مثال ذلك: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات العمال القدامى والجدد في الرضا الوظيفي ؛ ومن عيوب الفرض الصفري أنه نادرًا ما يكون معبرًا عن التوقعات الحقيقية للباحث، أو النتائج الحقيقية للدراسة.
    ب- الفرض البديل:
         يقصد بالفرض البديل أنه بديل عن الفرض الصفري، ويأتي الفرض البديل على أساس غير صفري بمعنى أن الباحث يرى عكس ما ورد في الفرض الصفري؛ أي: إن هناك علاقات أو فروقًا ذات دلالة إحصائية بين متغيرات البحث، وتستخدم هذه الصياغة كحلٍّ مناسب لوجود علاقات أو فروق حتى ولو كانت بسيطة بين متغيرات الدراسة، والتي يعزوها الباحثون في حالة الفرض الصفري إلى الأخطاء الصدفية أو أخطاء في العينة؛ حيث يرون أن هذه الطريقة أفضل في صياغة الفروض.
         وعندما يملك الباحث أسبابًا محددة يتوقع منها وجود فروق ولمصلحة طرف معين، يكون الفرض على النحو التالي: "يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة"، ويسمى هذا بالفرض البديل المتَّجه.
         وعندما يملك أسبابًا محددة بوجود فروق دون أن يكون قادرًا على توقع اتجاه هذه الفروق لمصلحة أي من الطرفين؛ مثل: "يوجد فرق في مستوى القلق بين الطلبة الذين يملكون درجات عالية، والطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة"، يسمى بالفرض البديل غير المتجه.
    شروط صياغة الفروض:
         هناك مجموعة من الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها؛ حتى تكون الفروض قائمة على أسس صحيحة، وهي:
    أن يتوقع الباحث أن تعطي فروضه حلاًّ فعليًّا للمشكلة التي يدرسها.
     الوضوح والإيجاز: بمعنى أن تكون العبارات التي تصاغ فيها الفروض واضحة ومختصرة، وموجزة توحي بوجود علاقة بين المتغيرات.
     القابلية للاختبار بمعنى ألا تكون ذات عمومية بطريقة يستحيل التحقق منها.
     أن تعرف المصطلحات التي تتضمنها الفروض إجرائيًّا بألفاظ تجعلها قابلة للقياس.
    أن تكون صياغة الفروض خالية من التناقض، وألا تكون منافية لوقائع علمية مُتفق عليها، وأن تكون متسقة مع نتائج البحوث الأخرى التي سبقتها في مجالها.
    أن تكون خالية من الأحكام ذات الصلة بالقيم، وألا تتناول العقائد، فالعقائد لا تخضع للتحقق.
    ألا يعتمد الباحث على فرض واحد خاصة في العلوم الاجتماعية
    ينبغي أن يخدم الفرض أغراضا محددة أهمها:
    الإطار الفكري والنظري للباحث
    يجب أن تخدم الخطوات المنهجية للبحث
    تحدد الأساليب الإحصائية
    تحدد الهيكل العام في تقديم النتائج النهائية
    خصائصها:

    1. أن يكون لكل فرض إجابة واحدة صحيحة، ولا يحتمل أكثر من إجابتين.

    2. أن يكون الفرض بسيطا في صياغته وأن يقدم أبسط الحلول للمشكلة (بدون إخلال)

    3. ينبغي ألا يتعارض الفرض مع الحقائق العلمية التي تم التوصل إليها

    4. أن يكون للفرض قوة تفسيرية

    5. يجب أن يتناول الفرض علاقة محددة بين متغيرين أو أكثر من متغيرات البحث أن يكون الفرض واضح الصياغة وواضح المعنى

    6. أن يصاغ بطريقة تسمح باختباره إحصائيا أو تمكن الباحث من قياس احتمال وجوده في الواقع

    7. يجب أن يكون الفرض العلمي نابعا من إطار نظري يستمد منه أحد جوانبه.

    مصادر صياغة الفروض:
    -          الخيال العلمي للباحث
    -          التراث النظري والدراسات السابقة
    -          ملاحظات الباحث الميدانية
    اختبار الفروض:
         يعتبر اختبار الفروض محور البحث، ولكي يختبر الباحث فرضًا، فإن عليه أن يحدد العينة، ثم يحدد ما هي أدوات القياس المستخدمة، والإجراءات التي سوف يستخدمها؛ حتى يتمكن من جمع البيانات الضرورية، وبعد الانتهاء من جمع البيانات يجب عليه تحليل تلك البيانات التي جمعها على نحو يُتيح له أن يحدد صدق ذلك الفرض، باستخدام معالجات إحصائية معينة؛ ليُبرهن على صحة الفرض، أو عدم صحته؛ (انظر تفصيلاً هذه المعالجات الإحصائية في: اختبار الفروض:الفرض التجريبي والفرض الإحصائي وأنواعه

    ملاحظة:
         يلجأ بعض الباحثين إلى الفروض غير الموجهة - ومنها الفروض الصفرية - كحيلة هروبية يتخلصون بها من الجهد المعرفي اللازم لبناء إطار نظري سليم للبحث، ومما يؤسف أن كثيرًا مما يطلق عليه الإطار النظري لبعض البحوث، ليس إلا مجموعة أفكار متناثرة قد لا يربطها رباط، وهذا في حد ذاته يفقد البحث الصلة بين نظريته وفروضه.