المقدمة: شهد العالم تغيرات جذرية تلعب فيها المعلومات و المعرفة دورا كبيرا في كافة نشاطات الحياة المختلفة ويؤدي التوجه نحو مجتمع المعلومات إلى تكامل أكبر على كافة الأصعدة الاقتصادية الاجتماعية والثقافية و السياسية فإن التكامل الاجتماعي والثقافي يمكن أن يكون أسهل وأسرع من أي وقت مضى في ظل مجتمع المعلومات فوقع التراث العلمي في متناول الفرد ، كما أن التوجه العالمي نحو مجتمع المعلومات لا يخلو من التحديات الهامة التي ستؤثر على المجتمعات التي تتأخر في التوجه نحوه لذا وفرت القمة العالمية حول مجتمع المعلومات جنيف 2003 و تونس 2005 ملتقى الحوار حول الدور الرئيسي الذي تلعبه ثقافات المعلومات و
الاتصالات في التنمية البشرية كما أن فرصه منفردة لاشتراك الحكومات و القطاع الخاص و المجتمع المدني و المنظمات الدولية في وضع خطة عمل تستشرف المستقبل .
أولا :تعريف القمة العالمية لمجتمع المعلومات
القمة العــالمية لمجتمع المعلومــات هي قمة لزعمــاء العالم الملتزمين بتسخيــر إمكانات الثورة الرقمية في تكنــولوجيا المعلومات والاتصــالات لخدمة البشرية، وهي عملية تعددية حقيقية لأصحــاب المصلحة الذين يشملون الحكومات والمنظمــات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخــاص والمجتمع المدني
ثانيا: اسباب انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات
نظمت القمـة العالمية حــول مجتمع المعلومات بمبادرة من تونــس، حيث اتخـذ مؤتمر المندوبين المفوضين للإتحــاد الدولي للاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية قرار من 6 إلى 12 أكتوبر 1998 بدراسة إمكانية تنظيم هذه القــمة التي يرتكز تنظيمها على ضرورة تطور متماثل لمفاهيم وسياســات وشبكات الاتصال بغية التماشي مع ظهور مفهوم مجتمع المعلومــات.
وقد نظمت هذه القمـة بسبب اتساع الفجوة الرقميــة بين البلـدان المتقدمة والبلدان النــامية في مجــال امتـلاك والاستغلال الأمـثل للتكنولوجيـات الحــديثة للاتصــال والمعلومات
ثالثا :أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات :
الهــدف من القمة هو " بناء مجتمع معلومــات جامع هــدفه الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمـع يستطيع كــل فرد فيه استحــداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها، ويتمكــن فيه الأفراد والمجتمعـات والشعوب من تسخير كـامل إمكـاناتهم للنهـوض بتنميتهم المستدامة ولتحسين نوعيـة حياتهـم
المحور الثاني :القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جينيف .
عُقدت المرحلة الأولى من القمة في جنيف، سويسرا في 10-12 كانون الأول 2003، بمشاركة نحو 120 دولة ونحو 600 منظمة وهيئة غير حكومية واعتمد زعماء العالم المجتمعين في مرحلة جينيف من القمة العالمية في 12 ديسمبر 2003 إعلان مبادئ القمة و عنوانه بناء مجتمع معلومات :تحد عالمي في الألفية الجديدة .وهذا الإعلان يضع أسس مجتمع المعلومات الناشئ وصدر عن هذه المرحلة من القمة وثيقتان معتمدتان: إعلان مبادئ جنيف Geneva Declaration of Principles؛ وخطة عمل جنيف Geneva Plan of Actionوقد تضمّنت الوثيقة الأولى المبادئ العامة ذات الطابع التوجيهي السياسيّ، مثل الرؤية العالمية المشتركة لمجتمع المعلومات؛ ودور أصحاب المصلحة stakeholders، بمختلف صورهم، في النهوض المشترك بتقنيات الاتصالات والمعلومات بغرض التنمية؛ وبناء البيئة التمكينية، التقنية والتشريعية والبشرية، اللازمة لذلك. أما الوثيقة الثانية فتضمّنت التوجهات العملية الأساسية التي تسمح بالتحوّل إلى مجتمع المعلومات وفق المبادئ السابقة، مع التركيز على تطبيقات تقنيات الاتصالات و المعلومات في جميع مناحي الحياة، والإلحاح على التنوع الثقافي والهوية الثقافية والتنوع اللغوي والمحتوى المحلي، وعلى آليات التعاون الدولي والإقليمي.
المحور الثالث : القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس :
عُقدت المرحلة الثانية من القمة في تونس العاصمة، تونس في 16-18 تشرين الثاني 2005، بمشاركة نحو 170 دولة، إضافة إلى عدد كبير من المنظّمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني. وعلى غرار المرحلة الأولى، صدر عن هذه المرحلة من القمة وثيقتان معتمدتان: التزامات تونس وأجندة (أو برنامج عمل) تونس لمجتمع المعلومات وسنقدّم فيما يلي تحليلاً سريعاً لمحتوى هاتين الوثيقتين، مع التوقف عند أبرز القضايا التي تهم الدول النامية عموماً والدول العربية خصوصا .
أولا: التزامات تونس .
تعدّ هذه الوثيقة، ذات الطابع السياسيّ، استكمالاً لإعلان مبادئ جنيف مع بعض التطوير في محتواه. ومن أهم القضايا التي جرى الاتفاق عليها مايلي:·
- دعم ثورة تقنيات الاتصالات والمعلومات، لما لها من آثار إيجابية على التنمية .
*ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي جميع التدابير التي تكفل لجميع بلدان العالم وصولاً شاملاً ومنصفاً ومتيسِّر التكلفة إلى تقنيات الاتصالات والمعلومات؛ وهو موضوع كانت تتابعه باهتمام الدول النامية.
ضرورة تنمية القدرات البشرية وتهيئتها لاستخدام تطبيقات تقنيات الاتصالات والمعلومات، وإعدادها لإنشاء محتوى رقمي باللغات المحلية.
*شمول مجتمع المعلومات لجميع شعوب العالم، عن طريق تشجيع استعمال اللغات المحلية في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات، وحماية التنوع الثقافي.
_ *الالتزام بالعمل المشترك لأجل "التضامن الرقمي" Digital Solidarity.
_ دعم تكافؤ الفرص بين الجنسين عند سد الفجوة الرقمية، ودعم الشباب، وحماية الأطفال.
*تطوير البرمجيات الحرة ذات المصدر المفتوح، خاصة في مجال التعليم والعلوم.
دور تقنيات الاتصالات والمعلومات في تعزيز السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية والتلاحم الاجتماعي و الحكم القويم Good Governance، مع ضرورة مواجهة التحديات والتهديدات الناجمة عن الاستخدامات الضارة لهذه التقنيات، مثل استخدامها للأغراض الإجرامية والإرهابية.
ثانيا : أجندة تونس لمجتمع المعلومات:
عالجت أجندة تونس أهم المواضيع التي تركتها مفتوحة المرحلة الأولى من القمة؛ وعلى رأسها آليات تمويل التحوّل نحو مجتمع المعلومات؛ وإدارة (أو "حكامه“) الإنترنت؛ وآليات التنفيذ والمتابعة بعد القمة.
. أليات التمويل :
رحبت القمة بإنشاء صندوق طوعي للتضامن الرقمي، يهدف إلى المساهمة في ردم الفجوة الرقمية، مع الإلحاح على دور الحكومات في التمويل والتركيز على الأمور التالية:
*ضرورة تحويل تمويل ردم الفجوة الرقمية إلى تمويل دائم و إعطائه الأولوية اللازمة في كل دولة على مستوى التخطيط..
*تحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الموارد لتسخير تقنيات الاتصالات والمعلومات.
*توفير الشروط الأساسية لتحقيق الاستفادة المنصفة من الآليات المالية.
*أهمية بناء القدرات البشرية وغيرها في مجال بناء القدرات المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات.
2 إدارة الإنترنت
كانت إدارة الإنترنت أكثر المواضيع التي طرحت حساسية وإثارة للجدل، وتعدّ في نظر كثيرين محور المرحلة الثانية من القمة فقد تم تكوين فريق عمل استشاري عالمي مختص لتقديم رؤية واضحة حول هذا الموضوع في فترة ما بين المرحلتين وقد قدّم هذا الفريق، الذي شاركت فيه من الدول العربية المملكة العربية السعودية ومصر وتونس، تقريراً مفصّلاً ولكن لم يؤخذ بعين الاعتبار بجل ما جاء فيها
في حين ركّزت أجندة تونس أساساً على القضايا التالية
*الاعتراف بأن إدارة الإنترنت تنطوي على ما هو أكثر من العناوين وأسماء النطاقات، مع الإقرار بعدم كفاية آليات الإدارة الحالية.
*تأكيد ضرورة أن تكون إدارة الإنترنت ذات توجه تنموي وغير تمييزي، وعلى أساس المشاركة الكاملة لجميع البلدان، المتقدمة والنامية .
*الاعتراف بدور الحكومات، على قدم المساواة فيما بينها، في الإدارة الدولية للإنترنت وضمان استقرارها وأمنها واستمرارها.
*ضرورة معالجة تكاليف التوصيلة الدولية للانترنت .
*ضرورة بناء الثقة وتوفير الأمن عند استعمال تقنيات
ضرورة مكافحة المشكلة التي تثيرها الرسائل الاقتحامية .
*الاعتراف بالأحكام المتعلقة بحرية التعبير، والمحافظة على الجوانب الأخلاقية لمجتمع المعلومات، وضمان احترام الخصوصية وحماية المعلومات والبيانات الشخصية.
3 التنفيذ والمتابعة :تضمنت هذه المرحلة مايلي:
*أهمية التعاون الإقليمي في تنفيذ مُخْرَجات القمة.
*ضرورة قيام الدول بوضع استراتيجيات إلكترونية وطنية خاصة بها . *تحقيق الوصول الشامل والمنصف إلى المعلومات والمعارف للجميع بحلول عام 2015. -*تهيئة بيئة تمكينية على الصعيد الدولي لتنفيذ نتائج مرحلتي القمة وخطط عملها. - *إنشاء آلية إقليمية لتنفيذ البرامج وخطط العمل.
* اجراء تقييمات دورية للتقدم في التنفيذ استناداً إلى منهجية يُتفق عليها.
- *تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقارير للجمعية العامة للأمم المتحدة عن نتائج القمة.
المحور الرابع :مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات يمكن القول بان القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، بمرحلتيها، قد لاقت نجاحاً لا بأس فيه. فقد تمكّنت من تحقيق غايتها الأولى المتمثّلة بفتح النقاش ونشر الوعي حول دور تقنيات الاتصالات والمعلومات، باعتبارها الركيزة الأساسية لمجتمع المعلومات، الذي يعد فيه الوصول الشامل والكثيف والمنصف إلى المعلومات أُسّاًسا من أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقد توضّح أثناء النقاشات التحضيرية لمرحلتي القمة، وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات،ظهرت كثيرٌ من المفاهيم الخاصة بمجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة، وجرى إلقاء الضوء على الفجوة الرقمية التي تفصل الدول المتقدّمة عن الدول النامية، و تأكيد ضرورة ردمها لضمان وصول منافع تقنيات الاتصالات والمعلومات إلى جميع المناطق والبلدان والشعوب في العالم، وأهمية ذلك في التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الألفية وقد ألحَّت الدول النامية على ضرورة أن يشمل ذلك اتخاذ جميع التدابير التي تكفل لبلدان العالم كافة، حقَّ الوصول والاستفادة الكاملة من تلك التقنيات وفيما يخص إدارة الإنترنت، يمكن القول بأن القرارات المتخذة في هذا المجال جاءت أقل مما كانت تأمل به الدول النامية عموماً، والمجموعة العربية خصوصاً. فقد دارت نقاشات حامية حول ضرورة أن تتخلّى الولايات المتحدة الأميركية عن دورها المهيمن على إدارة الإنترنت عن طريق سيطرتها الفعلية على شركة إسناد الأسماء والأرقام في الإنترنت (الآيكان) ICANN.
جرى أخيراً التوصل إلى حل وسط يؤكّد دور الحكومات، على تقدم المساواة فيما بينها، في رسم السياسات العامة للإنترنت ويقبل بإنشاء منتدى عالمي لإدارة الإنترنت وتحديد ولايته لضمان استمرار الحوار حول تطوير إدارة الإنترنت ودور الآيكان فيه. أما فيما يخص قضايا التنفيذ والمتابعة، فقد جاءت النتائج أفضل من المتوقع، إلا أن تعديل الموقف الأمريكي قبل بدء المرحلة الثانية من القمة بيومين سمح بوضع آليات التنفيذ والمتابعة، وتحديد مسؤوليات الدول ومنظّمات الأمم المتحدة والمنظّمات الأخرى الدولية والإقليمية، الحكومية وغير الحكومية عن ذلك .
الخاتمة :القمة العـالمية لمجتمع المعلومات، هو مؤتمر برعاية الأمـم المتحدة حول المعلومات والاتصالات، جرت القمة مرتين الأولى في جنيف في ديسمبر 2003 انتهت بدون ضمان اتفاق نهائي حول إدارة حكم الانترنـت بعدما عارضـت الو م أ مقترح الاتحاد الأوربي الرامي إلى وضع نمـوذج جديد للتعاون في مجـال الانترنت والذي سينهي هيمنة -الو م أ - على الأجزاء الحيويـة من الانترنت
والثانية في تونس نوفمـبر 2005 والتي أقرت بعـض المبـادئ والقرارات التي من شأنها تفعــيل الأهداف التي انعقدت من أجلــها والتأكـيد على ضرورة التعـاون بين البلــدان من أجل تسخير التكنولوجيات الحديثة لخــدمة البشرية والتزامها بانجـاز مقررات القمة
المراجع: مواقع من الانترنت ، الصفحات التالية :
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052519.pdf
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052631.pdf
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052419.pdf
الاتصالات في التنمية البشرية كما أن فرصه منفردة لاشتراك الحكومات و القطاع الخاص و المجتمع المدني و المنظمات الدولية في وضع خطة عمل تستشرف المستقبل .
أولا :تعريف القمة العالمية لمجتمع المعلومات
القمة العــالمية لمجتمع المعلومــات هي قمة لزعمــاء العالم الملتزمين بتسخيــر إمكانات الثورة الرقمية في تكنــولوجيا المعلومات والاتصــالات لخدمة البشرية، وهي عملية تعددية حقيقية لأصحــاب المصلحة الذين يشملون الحكومات والمنظمــات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخــاص والمجتمع المدني
ثانيا: اسباب انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات
نظمت القمـة العالمية حــول مجتمع المعلومات بمبادرة من تونــس، حيث اتخـذ مؤتمر المندوبين المفوضين للإتحــاد الدولي للاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية قرار من 6 إلى 12 أكتوبر 1998 بدراسة إمكانية تنظيم هذه القــمة التي يرتكز تنظيمها على ضرورة تطور متماثل لمفاهيم وسياســات وشبكات الاتصال بغية التماشي مع ظهور مفهوم مجتمع المعلومــات.
وقد نظمت هذه القمـة بسبب اتساع الفجوة الرقميــة بين البلـدان المتقدمة والبلدان النــامية في مجــال امتـلاك والاستغلال الأمـثل للتكنولوجيـات الحــديثة للاتصــال والمعلومات
ثالثا :أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات :
الهــدف من القمة هو " بناء مجتمع معلومــات جامع هــدفه الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمـع يستطيع كــل فرد فيه استحــداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها، ويتمكــن فيه الأفراد والمجتمعـات والشعوب من تسخير كـامل إمكـاناتهم للنهـوض بتنميتهم المستدامة ولتحسين نوعيـة حياتهـم
المحور الثاني :القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جينيف .
عُقدت المرحلة الأولى من القمة في جنيف، سويسرا في 10-12 كانون الأول 2003، بمشاركة نحو 120 دولة ونحو 600 منظمة وهيئة غير حكومية واعتمد زعماء العالم المجتمعين في مرحلة جينيف من القمة العالمية في 12 ديسمبر 2003 إعلان مبادئ القمة و عنوانه بناء مجتمع معلومات :تحد عالمي في الألفية الجديدة .وهذا الإعلان يضع أسس مجتمع المعلومات الناشئ وصدر عن هذه المرحلة من القمة وثيقتان معتمدتان: إعلان مبادئ جنيف Geneva Declaration of Principles؛ وخطة عمل جنيف Geneva Plan of Actionوقد تضمّنت الوثيقة الأولى المبادئ العامة ذات الطابع التوجيهي السياسيّ، مثل الرؤية العالمية المشتركة لمجتمع المعلومات؛ ودور أصحاب المصلحة stakeholders، بمختلف صورهم، في النهوض المشترك بتقنيات الاتصالات والمعلومات بغرض التنمية؛ وبناء البيئة التمكينية، التقنية والتشريعية والبشرية، اللازمة لذلك. أما الوثيقة الثانية فتضمّنت التوجهات العملية الأساسية التي تسمح بالتحوّل إلى مجتمع المعلومات وفق المبادئ السابقة، مع التركيز على تطبيقات تقنيات الاتصالات و المعلومات في جميع مناحي الحياة، والإلحاح على التنوع الثقافي والهوية الثقافية والتنوع اللغوي والمحتوى المحلي، وعلى آليات التعاون الدولي والإقليمي.
المحور الثالث : القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس :
عُقدت المرحلة الثانية من القمة في تونس العاصمة، تونس في 16-18 تشرين الثاني 2005، بمشاركة نحو 170 دولة، إضافة إلى عدد كبير من المنظّمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني. وعلى غرار المرحلة الأولى، صدر عن هذه المرحلة من القمة وثيقتان معتمدتان: التزامات تونس وأجندة (أو برنامج عمل) تونس لمجتمع المعلومات وسنقدّم فيما يلي تحليلاً سريعاً لمحتوى هاتين الوثيقتين، مع التوقف عند أبرز القضايا التي تهم الدول النامية عموماً والدول العربية خصوصا .
أولا: التزامات تونس .
تعدّ هذه الوثيقة، ذات الطابع السياسيّ، استكمالاً لإعلان مبادئ جنيف مع بعض التطوير في محتواه. ومن أهم القضايا التي جرى الاتفاق عليها مايلي:·
- دعم ثورة تقنيات الاتصالات والمعلومات، لما لها من آثار إيجابية على التنمية .
*ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي جميع التدابير التي تكفل لجميع بلدان العالم وصولاً شاملاً ومنصفاً ومتيسِّر التكلفة إلى تقنيات الاتصالات والمعلومات؛ وهو موضوع كانت تتابعه باهتمام الدول النامية.
ضرورة تنمية القدرات البشرية وتهيئتها لاستخدام تطبيقات تقنيات الاتصالات والمعلومات، وإعدادها لإنشاء محتوى رقمي باللغات المحلية.
*شمول مجتمع المعلومات لجميع شعوب العالم، عن طريق تشجيع استعمال اللغات المحلية في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات، وحماية التنوع الثقافي.
_ *الالتزام بالعمل المشترك لأجل "التضامن الرقمي" Digital Solidarity.
_ دعم تكافؤ الفرص بين الجنسين عند سد الفجوة الرقمية، ودعم الشباب، وحماية الأطفال.
*تطوير البرمجيات الحرة ذات المصدر المفتوح، خاصة في مجال التعليم والعلوم.
دور تقنيات الاتصالات والمعلومات في تعزيز السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية والتلاحم الاجتماعي و الحكم القويم Good Governance، مع ضرورة مواجهة التحديات والتهديدات الناجمة عن الاستخدامات الضارة لهذه التقنيات، مثل استخدامها للأغراض الإجرامية والإرهابية.
ثانيا : أجندة تونس لمجتمع المعلومات:
عالجت أجندة تونس أهم المواضيع التي تركتها مفتوحة المرحلة الأولى من القمة؛ وعلى رأسها آليات تمويل التحوّل نحو مجتمع المعلومات؛ وإدارة (أو "حكامه“) الإنترنت؛ وآليات التنفيذ والمتابعة بعد القمة.
. أليات التمويل :
رحبت القمة بإنشاء صندوق طوعي للتضامن الرقمي، يهدف إلى المساهمة في ردم الفجوة الرقمية، مع الإلحاح على دور الحكومات في التمويل والتركيز على الأمور التالية:
*ضرورة تحويل تمويل ردم الفجوة الرقمية إلى تمويل دائم و إعطائه الأولوية اللازمة في كل دولة على مستوى التخطيط..
*تحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الموارد لتسخير تقنيات الاتصالات والمعلومات.
*توفير الشروط الأساسية لتحقيق الاستفادة المنصفة من الآليات المالية.
*أهمية بناء القدرات البشرية وغيرها في مجال بناء القدرات المرتبطة بتقنيات الاتصالات والمعلومات.
2 إدارة الإنترنت
كانت إدارة الإنترنت أكثر المواضيع التي طرحت حساسية وإثارة للجدل، وتعدّ في نظر كثيرين محور المرحلة الثانية من القمة فقد تم تكوين فريق عمل استشاري عالمي مختص لتقديم رؤية واضحة حول هذا الموضوع في فترة ما بين المرحلتين وقد قدّم هذا الفريق، الذي شاركت فيه من الدول العربية المملكة العربية السعودية ومصر وتونس، تقريراً مفصّلاً ولكن لم يؤخذ بعين الاعتبار بجل ما جاء فيها
في حين ركّزت أجندة تونس أساساً على القضايا التالية
*الاعتراف بأن إدارة الإنترنت تنطوي على ما هو أكثر من العناوين وأسماء النطاقات، مع الإقرار بعدم كفاية آليات الإدارة الحالية.
*تأكيد ضرورة أن تكون إدارة الإنترنت ذات توجه تنموي وغير تمييزي، وعلى أساس المشاركة الكاملة لجميع البلدان، المتقدمة والنامية .
*الاعتراف بدور الحكومات، على قدم المساواة فيما بينها، في الإدارة الدولية للإنترنت وضمان استقرارها وأمنها واستمرارها.
*ضرورة معالجة تكاليف التوصيلة الدولية للانترنت .
*ضرورة بناء الثقة وتوفير الأمن عند استعمال تقنيات
ضرورة مكافحة المشكلة التي تثيرها الرسائل الاقتحامية .
*الاعتراف بالأحكام المتعلقة بحرية التعبير، والمحافظة على الجوانب الأخلاقية لمجتمع المعلومات، وضمان احترام الخصوصية وحماية المعلومات والبيانات الشخصية.
3 التنفيذ والمتابعة :تضمنت هذه المرحلة مايلي:
*أهمية التعاون الإقليمي في تنفيذ مُخْرَجات القمة.
*ضرورة قيام الدول بوضع استراتيجيات إلكترونية وطنية خاصة بها . *تحقيق الوصول الشامل والمنصف إلى المعلومات والمعارف للجميع بحلول عام 2015. -*تهيئة بيئة تمكينية على الصعيد الدولي لتنفيذ نتائج مرحلتي القمة وخطط عملها. - *إنشاء آلية إقليمية لتنفيذ البرامج وخطط العمل.
* اجراء تقييمات دورية للتقدم في التنفيذ استناداً إلى منهجية يُتفق عليها.
- *تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقارير للجمعية العامة للأمم المتحدة عن نتائج القمة.
المحور الرابع :مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات يمكن القول بان القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، بمرحلتيها، قد لاقت نجاحاً لا بأس فيه. فقد تمكّنت من تحقيق غايتها الأولى المتمثّلة بفتح النقاش ونشر الوعي حول دور تقنيات الاتصالات والمعلومات، باعتبارها الركيزة الأساسية لمجتمع المعلومات، الذي يعد فيه الوصول الشامل والكثيف والمنصف إلى المعلومات أُسّاًسا من أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقد توضّح أثناء النقاشات التحضيرية لمرحلتي القمة، وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات،ظهرت كثيرٌ من المفاهيم الخاصة بمجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة، وجرى إلقاء الضوء على الفجوة الرقمية التي تفصل الدول المتقدّمة عن الدول النامية، و تأكيد ضرورة ردمها لضمان وصول منافع تقنيات الاتصالات والمعلومات إلى جميع المناطق والبلدان والشعوب في العالم، وأهمية ذلك في التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الألفية وقد ألحَّت الدول النامية على ضرورة أن يشمل ذلك اتخاذ جميع التدابير التي تكفل لبلدان العالم كافة، حقَّ الوصول والاستفادة الكاملة من تلك التقنيات وفيما يخص إدارة الإنترنت، يمكن القول بأن القرارات المتخذة في هذا المجال جاءت أقل مما كانت تأمل به الدول النامية عموماً، والمجموعة العربية خصوصاً. فقد دارت نقاشات حامية حول ضرورة أن تتخلّى الولايات المتحدة الأميركية عن دورها المهيمن على إدارة الإنترنت عن طريق سيطرتها الفعلية على شركة إسناد الأسماء والأرقام في الإنترنت (الآيكان) ICANN.
جرى أخيراً التوصل إلى حل وسط يؤكّد دور الحكومات، على تقدم المساواة فيما بينها، في رسم السياسات العامة للإنترنت ويقبل بإنشاء منتدى عالمي لإدارة الإنترنت وتحديد ولايته لضمان استمرار الحوار حول تطوير إدارة الإنترنت ودور الآيكان فيه. أما فيما يخص قضايا التنفيذ والمتابعة، فقد جاءت النتائج أفضل من المتوقع، إلا أن تعديل الموقف الأمريكي قبل بدء المرحلة الثانية من القمة بيومين سمح بوضع آليات التنفيذ والمتابعة، وتحديد مسؤوليات الدول ومنظّمات الأمم المتحدة والمنظّمات الأخرى الدولية والإقليمية، الحكومية وغير الحكومية عن ذلك .
الخاتمة :القمة العـالمية لمجتمع المعلومات، هو مؤتمر برعاية الأمـم المتحدة حول المعلومات والاتصالات، جرت القمة مرتين الأولى في جنيف في ديسمبر 2003 انتهت بدون ضمان اتفاق نهائي حول إدارة حكم الانترنـت بعدما عارضـت الو م أ مقترح الاتحاد الأوربي الرامي إلى وضع نمـوذج جديد للتعاون في مجـال الانترنت والذي سينهي هيمنة -الو م أ - على الأجزاء الحيويـة من الانترنت
والثانية في تونس نوفمـبر 2005 والتي أقرت بعـض المبـادئ والقرارات التي من شأنها تفعــيل الأهداف التي انعقدت من أجلــها والتأكـيد على ضرورة التعـاون بين البلــدان من أجل تسخير التكنولوجيات الحديثة لخــدمة البشرية والتزامها بانجـاز مقررات القمة
المراجع: مواقع من الانترنت ، الصفحات التالية :
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052519.pdf
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052631.pdf
http://www.moct.gov.sy/servers/gallery/20050126-052419.pdf