بحث حول مرض فصام البارانويا
.. [ المقدمة ]..
مادة علم النفس التربوي من أعظم العلوم التي تتناول خصائص المعلم و المتعلم و العمليات العقلية هي من أهم الموضوعات التي يقوم بها علم النفس (( علمية الفصام)).
أن الأمراض نفسية كثيرة ، ومن ضمن هذه الإمراض ما يسمى الفصام هو مرض غامض مخزون مكنون ، لا يعالج بالوخز بالإبر ، ولا بالأقراص المخدرة ، ولا بالمهدئات ، ولا بوضعه في المصحات العقلية ، فمن وجهة نظرنا أن هذه التصرفات تنعكس على الحالة سلبا وتزيدها سوء ، وعلاج هذه الحالات بيد الله وحده عز وجل ، أظهرها لنا بكتابه العزيز ، ونحن بدورنا نبين علاج هذه الحالات ، إما أن يقوم بها المريض ، وان لم يستطع فيقوم بها من حوله ، وننبه أن هذه الطريقة للحالات البسيطة أو بدايات المرض ، والحالات القديمة المستعصية لها طريقة أخرى ، وهي تقدر وتشخص عن قرب , وسوف أتناول في هذا البحث موضوع الفصام من خلال المطالب الآتية : • ما هو مرض الفصام , أنواع مرض الفصام ,فصام البارانويا, أعراض مرض الفصام, أسباب مرض الفصام, معاناة مريض بمرض الفصام, علاج مرض الفصام .
..[ مرض الفصام ]..~
الفصام : مرض عقلي يصنف ضمن فئة الاضطرابات العقلية المعروفة بالذهان.
ويعتبر أكثر الاضطرابات الذهانية انتشاراً.وهذا الاضطراب يمزق العقل ويصيب الشخصية بالتصدع فتفقد بذلك التكامل والتناسق الذي كان يوائم جوانبها الفكرية والانفعالية والحركية والإدراكية،وكان كل جانب منها أصبح في واد منفصل ومستقل عن بقية الجوانب الأخرى.ومن هنا تبدو غرابة الشخصية وشذوذها.
فالفصام : هو أشد وأخطر الاضطرابات العقلية المعروفة لدى الجنس البشري،وهو اضطراب يتسم بعدم الاتساق النفسي والسلوكي،ويشير إلى ففقد الاتصال بالواقع.والفرد الذي يعاني منه يخبر بشكل متكرر الهلاوس والضلالات واضطرابات التفكير.
ونلخص من هذا كله أن الفصام لا يعني تعدد الشخصية ولا يعني العته أو الخبل المبكر لان الخبرة لم تؤيد فكرة أن هذا الاضطراب يبدأ في المراهقة،وأن مايعنيه الفصام هو عدم ترابط الوظائف النفسية المتمثلة في (الإدراك-الانفعال-السلوك) كما يوجد فرق كبير بين الفصام كاضطراب ذهاني وبين التخلف العقلي أو أي تدهور عقلي يرجع لتلف في المخ.
والمرض يؤثر على قدرة المخ في استقبال بعض الأحاسيس والمشاعر وتفسيرها، فعلى سبيل المثال يرى، ويسمع، ويشم أو يتذوق المريض أشياء غير منطقية أو غير واقعية؛ مما يؤدي إلى صعوبة استيعابها أو فهمها، وأحيانًا تبدو الأصوات أكثر إزعاجًا؛ مما يؤثر على تركيز المريض في الحديث، وكذلك تبدو الألوان أكثر بريقًا ولمعانًا مما يؤدي إلى الاضطراب. (1)
[..أنواع الفصام..]~
§ الفصام البسيط:
وهو لا يعكس أعراضاً فصامية صارخة أو حادة؛كالأوهام والهذاءات والهلاوس،ولعل أم ما يميزه أن تدهور الشخصية فيه يحدث ببطء مستمر ويبدو في تناقص الاهتمام وقلة الاكتراث بأمور العالم الخارجي وشئونه وبالعلاقات الاجتماعية والانسحاب،وفي تدني مستوى الطموح حيث يرضى المريض بالقليل من أي شي،كما يتميز باللامبالاة إلى حد تبلد الشعور والعواطف فيبدو المريض كما لو كان مخبولاً ضعيف العقل وفاقداً لطعم الحياة،وضعيف الإرادة وخجولا وميالاً للعزلة والانطواء،وقد يعاني من بعض الصعوبة في الانتباه والتفكير التجريدي.
§ الفصام المبكر أو المراهقي:
ويبدأ عادة قبل سن العشرين أو في سن المراهقة وبصورة فجائية.ويعتبر حالة متدهورة من تفكك الشخصية إذ يتسم السلوك بالبدائية والطفلية والنكوص بشدة إلى مرحلة الطفولة الأولى،فقد يزحف المريض أو يحبو على الأرض،أو يتعرى أو يتبول علناً دون خجل أو اعتبار للآخرين.كما تغلب عيه البلاهة وسطحية المشاعر وعدم التجاوب العاطفي فربما يسمع خبراً مفجعاً دون أن تهتز مشاعره.كما يبدو الاضطراب واضحاً في عملية التفكير من خلال الامنطقية والأوهام والهلاوس السمعية،وبالإضافة إلى عدم الاكتراث لا بالحالة الصحية الجسمية ولا بالنظافة الشخصية ولا بالمظهر العام.
§ الفصام الهياجي والتصلبي:
ويسمى أحيانا بالفصام الحركي إذ يغلب عليه اضطراب السلوك الحركي سواء بالزيادة و الإفراط في النشاط الحركي إلى حد الانفجار في نوبات هياج وعنف وتحطيم فجائية لكل ما حوله دون معنى او مبرر موضوعي ظاهر،أم بهبوط هذا النشاط الحركي إلى حد السبات والغيبوبة الكتاتونية والذهول والجمود العضلي،إذ تعتري المفصوم حالة تخشب جسمية ونفسية حيث يداوم على وضع حركي معينposturing يثبت عليه لساعات طويلة متجمدا على هيئة معينة دون احراك(كهيئة الجنين مثلا) لا يدري بما يحيط به،حتى إذا ماحركه فرد آخر من مكانه أو غير من وضع ذراعيه أو ساقيه مثلا فانه يتشكل على الوضع الجديد دون مقاومة يمثل قابلية المادة الشمعية للتشكيل. (1)
الفصام الهذائي(البارانويدي):
ويبدأ عادة بعد سن الثلاثين ، وقد لا تتدهور فيه شخصية المريض مثلما هو الحال في الفصام الهيبفريني.
ومن أهم ما يميزه سيطرة الأوهام والهذاءات الغريبة غير المنطقية المبالغ فيها والثابتة نسبياً،وهذه والهذاءات إما تكون هذاءات اضطهاد أو هذاءات عظمة أو كليهما. وغالبا ما تكون مصحوبة بهلاوس سمعية كأن يسمع المفصوم اصواتا تهدده أو تلقي عليه أوامر،وربما صفيرا أو همسا أو ضحكا و هلاوس شميه أو تذوقية،وقليلا ما تحدث هلاوس بصرية،إضافة إلى اضطرابات عملية التفكير والتباين في العواطف والانفعالات.
§ اكتئاب ما بعد الفصام:
وهو عبارة عن نوبة اكتئابية تميل لان تكون بسيطة أو متوسطة الشدة عقب اضطراب فصامي،وبحيث تكون هناك بعض الأعراض الفصامية مع أعراض نوبة اكتئابية لمدة أسبوعين على الأقل.
§ فصام متبقي:
وهو عبارة عن استمرار بقايا مزمنة من بعض الأعراض أو الاختلالات الفصامية التي تعقب اضطراباً فصاميا بحيث تكون قد مضت سنة على الأقل انخفضت فيها كثافة ومعدل الأعراض الشديدة؛كالضلالات والهلاوس،وعدم وجود أي سبب مرضي مخي عضوي آخر ، أو اكتئاب مزمن،والبقاء طويلا في المستشفيات.ومن أهم الأعراض الفصامية السلبية التي يستدل منها-إضافة للمؤشرات السابقة- على الفصام المتبقي قلة النشاط،والتبلد الوجداني،والسلبية وانعدام المبادرة،الفقر في كمية الكلام ومضمونه،وفي العناية بالذات وفي الأداء الاجتماعي،والقصور في أنماط التواصل غير اللفظي كتعبيرات الوجه والعينين ونبرات الصوت. (1)
..[ فصام البارانويا ]..
ونتخذ من هذه الأنواع نوع واحد وسوف نتعمق فيه ، ألا وهو فصام البارانويا.
وهو مرض يسميه البعض جنون العظمة وجنون الاضطهاد،كما يطلق عليه أيضا باليونانية (بارانويا Paranoia) وأهم ما يميزه هذا الاضطراب هو سيطرة مجموعة من الأوهام والضلالات،وبقدر ما يكون لها من قوة اقناعية ويأتي السلوك مسايراً للأوهام تبعاً لنوعيتها وشدتها وهي تطغى على بصيرتهم ..لذا يكرسون جزءاً كبيراً من طاقاتهم وجهودهم لتبريرها والدفاع عن صحتها المزعومة ولإقناع الآخرين بها.وربما يصاحب هذه الأوهام هلاوس حاسية تبدو كما لو كانت مدركات حاسية حقيقيي واقعية بعون بها.كأن يرى بعض مرضى البارانويا مناظر معينة أو يشمون رائحة كريهة أو يسمعون اصواتا داخلية تهددهم أو تأمرهم وتنهاهم أو تؤيدهم وتساندهم وهكذا.كما قد تسطير على بعض الحالات أخيلة معينة.
إلا أنه برغم ذلك كله فإن شخصية المصاب البارانويا تبقى عليه تماسكها و انتظامها نسبياً،كما تظل على اتصالها بالواقع إلى حد معقول إذ تسير أوهامه وهذاءاته جنبا إلى جنب مع حياته الطبيعية ومن هنا تختلف حالة الهذاء(البارانويا) عن بعض الاضطرابات العقلية الأخرى كالفصام.
ففي الفصام يغلب التفكير على شخصية المفصوم بدرجة شديدة سواء بين وظائفها العقلية والانفعالية والسلوكية أم داخل كل فئة من هذه الوظائف،مما يؤدي إلى الانفصال تماماً عن الواقع والانسحاب أو الهروب منه.
وحتى في حالة الفصام الهذائي فإن الأوهام هي التي تسيطر على المفصوم الهذائي وتظهر بصورة غير منتظمة أو متسلسلة وثابتة.وذلك العكس من خالة البارانويا النقية فالشخصية لا تتصدع أو تتفكك بل إن بعض الباحثين أشار إلى أن مرضى البارانويا ينظمون لا شعورياً إمكاناتهم لمقاومة النزعة إلى الانهيار والتفكك.
كما تختلف البارانويا عن حالات مرضية أخرى هي الهوس والاكتئاب والتي يعتبر المظهر الواضح الخلل الشخصية فيها هم اضطراب الجانب الانفعالي أو الوجداني أساساً ثم مايتبعه بعد ذلك من اضطرابات أخرى تترتب عليه. (1)
..[ أعراض الفصام ]..
يمكن أن تكون أعراض خفيفة أو معتدلة أو شديدة. وتظهر الأعراض المنذرة من البلوغ والمراهقة وقد تستمر إلى سن الخمسين أو الستين لدى الشخص، مع ملاحظة أنه في حالات قليلة نسبياً تبدأ بعد سن الخامسة والخمسين ويمكن أن تستمر النوبة الأولى إلى أسابيع قليلة أو سنوات كثيرة،وقد يكون الشفاء منها شفاءً كاملاً من الناحية الاجتماعية.
وقد قسم ( كيرت شنيدر) أعراض الفصم إلى ما يلي:
§ الأعراض الأولية : مثل إذاعة الأفكار ،والهلاوس السمعية، والهلاوس البصرية وضغط الأفكار،والضلالات ،وإقحام الأفكار.
§ الأعراض الثانوية: مثل الصور الأخرى للهلاوس،وعدم اتساق السلوك،والارتباك،والأعراض الاكتئابية ،واضطرابات الانفعال(عدم الثبات الانفعالي ،وتبلد الانفعال).
§ وجود هلوسات : لمدة أسبوعين على الأقل في غياب أعراض المزاج أثناء فترة المرض.
§ لا يرجع الاضطراب إلى التأثيرات الفسيولوجية المباشرة للمادة المؤثرة نفسياً : ( سوء استخدام العقار ، أو العلاج بالأدوية النفسية)،ولا يكون ناجحاً لحالة طبية عامة.
ويتحدد إذا ما كان:
§ نمط ثنائي القطبية: إذا شمل الاضطراب نوبة هوس أو نوبة مختلطة.
§ نمط اكتئابي: إذا ما شمل الاضطراب نوبات اكتئابية عظمى.(1)
..[ أسبـــــاب الفـــــصــامً ]..
بالرغم من دراسة أسباب الفصام من زوايا مختلفة إلا أن هذه المشكلة ما تزال مثار جدل حتى الآن.
وسوف نعرض هنا الأسباب الوراثية والأسباب الكيميائية والبيئية والشخصية.
§ العوامل الوراثية:
بالرغم من عدم دقة التقارير الإحصائية في المستشفيات،والتحذير بأن الاضطراب قد لا يكون منقولاً بواسطة الجينات إلا أن هناك بداية فبول عام لحقيقة أن الفصام يشيع في تاريخ عائلات معينة. (1)
فقد ذكر أن بالرغم من أن 85% من أفراد المجتمع العام يتحولون إلى فصاميين ، و 16% من الأطفال الذين لهم أحد الوالدين فصامى يصحبون فصاميين ، و 68,1% من الأطفال من أب وأم فصاميين يحصبون فصاميين. (2)
§ العوامل الكيميائية:
المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة .
وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض
" باركن سون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة
" الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدءوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين .(3)
§ العوامل البيئية:
-الاحباطات البيئية والصدمات القاسية والخبرات المشبعة بالفشل في تحقيق الحاجات النفسية.
كالحاجة إلى الحب والأمن وإلى النجاح وإلى التقدير،ويذكر بعض الباحثين أن الأسباب المرسبة للفصام عادة ما تتعلق بإهانة الذات أو التهديد بالترك،أو التعرض للاختبار في الحياة فقد يتعلق بعمل أو دراسة يكون المفصوم
قد وضعها مكافئة لوجوده.
-اضطراب المناخ الأسري وتصدع العلاقات بين الوالدين
، واضطرابها بين الوالدين والطفل،والمشكلات العائلية،استخدام أساليب والديه تتسم بالقسوة والتسلط والسلبية وعدم التقبل.
-التغيرات الثقافية والحضارية الشديدة والمفاجئة
كالتي تصاحب الهزات الاقتصادية والكوارث الاجتماعية والهجرة إلى بيئة جديدة مع وجود عوامل مرسبة للمرض ذاته.
§ العوامل الشخصية:
من العوامل المعجلة بظهور الفصام هو وجود مجموعة من الخصائص والسمات ما يطلق عليه بالشخصية الشبه فصامية أو الفصامية والتي هي أكثر استهدافاً للإصابة بالفصام وتتميز بسمات منها مايلي: العزلة وعدم الاختلاط بالناس والانطواء،والهدوء والخجل وفرط الحساسية،والخيالية والبعد عن الواقع والاستغراق في أحلام اليقظة..الخ وغيرها من السمات. (1)
سنتــناول معانــاة مريض بهذا المــرض او بالأحـرى الفصام :
والحــالة كــالتالي:
لم أشعر بأهمية هذه التغيرات في هذا الوقت -وأظن أن الآخرين أنكروها ولم يدركوها ولكني اشعر أنها كانت أول علامات المرض - وبدأت في الانطواء والعزلة… لقد شعرت بأنني منبوذة ووحيدة وكرهت كل الناس . لقد شعرت كما لو أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين بقية العالم…، كل الناس بدوا كأنهم بعيدون جدا عني .
وعند دخولي الجامعة كنت أتراخى في الذهاب للدراسة وكنت اشعر بالعزلة والوحدة وغير مؤهله للحياة الجامعية والحياة العامة والاختلاط مع الآخرين، ولم يكن لي أصدقاء مقربين ... وكلما مر الوقت كنت انعزل أكثر وأكثر ولا أتكلم مع الطلاب والزملاء، وأثناء الحصص الدراسية كنت ارسم بعض الرسومات واكتب بعض الأبيات الشعرية واسرح بعيدا عن الشرح و كنت أهمل الأكل وأنام بدون تغيير ملابس الخروج وأهملت أمور الحياة الروتينية مثل الاستحمام والنظافة الشخصية.وفي نهاية العام الدراسي الأول أصبت بالنوبة المرضية الأولي. لم افهم ماذا كان يجري من حولي وكنت في خوف شديد. وأدى المرض إلى حيرتي وإنهاكي ، وبدأت اسمع بعض الأصوات الغريبة للمرة الأولي.وتم إدخالي مستشفي نفسي وشخصت الحالة" فصام" وعولجت بالأدوية النفسية وخرجت بعد عدة أسابيع بعد تحسني . وفي بداية سن العشرين - حيث كان سني يسمح لي بتكوين الصداقات وتنمية مهاراتي الاجتماعية والاستمتاع بالحياة -كنت اقضي هذه الأوقات في المستشفيات والعيادات النفسية ولهذا فأنا أتحسر على هذه السنوات الضائعة من عمري .ثم حزمت أمري على أن أتحكم بنفسي في المرض و أتغلب عليه وان يكون لي شخصيتي وحياتي الخاصة وتزوجت لمدة 3 سنوات ثم طلقت بسبب عودة المرض مرة أخرى في صورة نوبات مرضية تذهب و تجئ بصورة بسيطة. ثم انتكست الحالة بصورة شديدة بعد أن امتنعت عن العلاج النفسي وكنت أنكر وجود المرض في البداية و أخفي عن الأسرة موضوع التوقف عن العلاج حتى ظهرت الأعراض المرضية واستدعى الأمر دخولي للمستشفي لمدة عدة أسابيع أخرى وبعدها تحسنت الحالة وحاليا أتردد للعلاج النفسي على العيادة الخارجية .أن المرض النفسي مثل بقية الأمراض المزمنة ويجب أن أتوقع حدوث أوقات طيبه وأوقات عصيبة أثناء انتكاس المرض ولذلك يجب أن أعيش حياتي أثناء الصحة وان آخذ الأمور بجدية وأبذل قدر طاقتي عندما أكون في حالة صحية جيدة لأنني اعرف انه سوف يكون هناك كذلك أيام مرض . ويجب على الأخصائيين وأفراد الأسرة مساعدة الشخص المريض في تحديد أهداف واقعية لحياته.و أتوسل إليهم ألا ييأسوا بسبب مرضنا ومن ثم ينقلون هذا الإحساس باليأس لنا . و أحثهم على ألا يفقدوا الأمل لأننا لن نجاهد إذا اعتقدنا أن المجهود الذي نبذله سوف يضيع .(1)
..[ علاج مرض الفصام ]..
ليس بالضروري أن يتم إيداع أو دخول جميع حالات الفصام بالمستشفى لأنه من الممكن علاج بعض الحالات كمرضى خارجيين يترددون
§ العلاجات الطبية:
-استخدام بعض العقاقير المهدئة ومنها مجموعة الفينوثيازين؛كالسابرين والسكويل والستيلان والميليريل..الخ ومجموعات كثيرة من العقاقير المهدئة.
-استخدام الصدمات الكهربائية لاسيما بالنسبة للحالات الحادة الكتاتونية والحالات البادئة منذ فترة بسيطة،والمصحوبة بخمول وانسحاب وقلق. وبأعراض وجدانية اكتئابية أو انبساطية في حدود حوالي 6-8 جلسات بمعدل اثنين أو ثلاث أسبوعيا ، ويستعمل عادة مصاحباً للعقاقير أو يتأخر عنها قليلاً في الحالات السابقة.
-إجراء جراحي لقطع الدوائر العصبية المساهمة في توصيل واستثارة الاستجابات المرضية الهذائية والهلوسية وذلك بالنسبة للحالات الكتاتونية المزمنة والمستعصية وعندما تفشل العلاجات الأخرى.
§ العلاجات النفسية:
ونستهدف بصفة عامة إعادة تنظيم شخصية المفصوم وإعادته إلى عالم الواقع وربطه به،وتنمية استبصاره.وإتاحة الفرص الايجابية لتنمية الشخصية والتخفيف من حدة الصراع والقلق،ومن بين أنواع العلاج النفسي:(التحليل النفسي،العلاج الجماعي،والعلاج بالعمل والفن،والعلاج الاجتماعي والأسري والعلاج باللعب.
§ العلاج البيئي:
عن طريق اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتعديل بيئة المريض وإصلاحها بما يعزز تقدم المريض تدريجياً نحو الشفاء وهذا النوع من العلاج له أهمية فائقة،لاسيما عند اكتشاف الفصام مبكراً قبل أن يزمن و يستقر.إلا أن ذلك لا يعني أن يفتقد قيمته في الحالات الحادة. أظهرت الأبحاث التي أجريت على اسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.
ولذلك فأن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتم بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فأن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض. (1)
[..الخاتمة ..]
من بــعد هذآ البحـث نستطيـع ان نتعرف على الانفـصام وعلى بعض الحالات:
ونستخلص من هذآ كله ان الانفصـام بصورة عــامة هو""
ااضطراب عقلي مزمن خطير نوعا ما ، ولهـ أسباب عديدة ومتفرعة ومن أهم سماتها الشعور بالاضطهاد والظلم والقمع من الآخرين وتيبس وجمود الشخصية ( الأعراض تبدأ منذ سن المراهقة ) ، والاحساس المبالغ فيهـ بالتميز عن الآخرين والتفوق عليهمــ والحذر الشديد منهم بالاضافة الى الحساسية الشديدة ، وهذا ما يفسر الأحكام والقرارات الخاطئة التي يتخذها المصاب بهذا المرض .ولعل أهم عارض هو توقع الشر من الآخرين والشكــ الدائم في نواياهم وأفعالهم وتفسيره بطريقة خاطئة ، كاتهامهم بالكذب والخيانة والنفاق ، كما يبالغ في تأويل وتفسير الاحداث العادية ويهول منها بطريقة خيالية أحيانا فاي شيء يحدث يفسر على انه في خطر محدق وانه مراقب من قبل بعضهم الذين يودون الايقاع به واضراره , كما لا يغفر ابدا أي تجريح او اهانة او احتقار ويرد الفعل بطريقة عنيفة جدا .
، وبامكاننا القول بأن السمة البارزة هي عدم التوافق بين الواقع والسلوك
وبين الفعل وردة الفعل ، أي نوعا من الانفصام بينهما .
وتم بحــمد الله وعونه
!!..التوصيات والقترحات ..!!
1- زيادة المراجع والكتب عن الفصام
2- الاخذ بالاسباب التي تؤدي إلى حدوث المرض
3- عمل دراسات للقضاء على المرض
4- التوعيه بخطورة المرض والمعاناة التي تلي المرض
التلخيص
الفصام : مرض عقلي يصنف ضمن فئة الاضطرابات العقلية المعروفة بالذهان. ومن انواع الفصام : الفصام البسيط, الفصام المبكر أو المراهقي, الفصام الهياجي والتصلبي, الفصام الهذائي(البارانويدي), اكتئاب ما بعد الفصام, فصام متبقي,وتعمقنا في فصام البارانويا , وهو مرض يسميه البعض جنون العظمة وجنون الاضطهاد، وأهم ما يميزه هذا الاضطراب هو سيطرة مجموعة من الأوهام والضلالات , ومن اعراض الفصام : الأعراض الأولية , الأعراض الثانوية, وجود هلوسات, لا يرجع الاضطراب إلى التأثيرات الفسيولوجية المباشرة للمادة المؤثرة نفسياً, نمط ثنائي القطبية, نمط اكتئابي,ومن اسباب الفصام : الأسباب الوراثية والأسباب الكيميائية والبيئية والشخصية ,وتناولنا معاناة مريضة بالفصام تصف معركتها ضد المرض لمدة 20 سنة بغرض شرح المرض وعلاماته وتعليم الآخرين عن الأمراض النفسية,ومن علاج المرض : العلاجات الطبية, علاجات نفسية, العلاج البيئي.
[,,المراجع,,]
1- الدكتور حسين فايد- كتاب الاضطرابات النفسية-طيبة للنشر والتوزيع.
2- الدكتور عبد المطلب أمين القريطي-كتاب في الصحة النفسية-الطبعة الأولى-توزيع دار الفكر العربي(القاهرة)
3-السيد محمد خيري- الإحصاء في البحوث النفسية - طبعة 1963 م – مطبعة دار التأليف القاهرة
4- http://www.g111g.com/vb/t49724.html