-->

محاضرات علم النفس المعرفي

محاضرات علم النفس المعرفي
    علم نفس المعرفي إعداد الأستاذة : غادة الطلحة

    المحاضرة الأولى

    مدخل إلى علم النفس المعرفي

    معنى معرفي أو معرفة cognition هي جميع العمليات النفسية الداخلية التي بواسطتها يتحول المدخل الحسي Sensory Input فيطور ويختصر ويختزن لدى الفرد إلى أن يستدعى لاستخدامه في المواقف المختلفة حتى في حالة إجراء هذه العمليات في غياب المثيرات المرتبطة بها ومن العمليات النفسية التي تتعرض لها المدخلات الحسية ،الإحساس، الإدراك والتخيل والتذكر والاستدعاء والتفكير وغيرها من العمليات النفسية الأخرى التي تشير إلى المراحل التي يمر بها الأداء العقلي أو تشير إلى المستويات العقلية لهذا الأداء



    اهتمامات علم النفس المعرفي: يهتم علم نفس المعرفي بالمعرفة أي المعلومات التي يكتسبها الإنسان في المواقف الحياتية المختلفة وكيفية تجهيز وتناول وتكوين هذه المعلومات ويهتم أيضا بالعمليات التي تساهم في اكتساب المعلومات والتي يطلق عليها العمليات المعرفية مثل:
    الانتباه ، التذكر، التفكير، وضمن اهتمامات هذا الفرع :
    كيفية انتقال المعلومات من عملية إلى عملية أخرى أو من مرحلة إلى أخرى .
    الهدف النهائي من علم النفس المعرفي: هو زيادة فهمنا للعمليات المعرفية واستخدامها في تحسين العملية المعرفية التربوية وتحسين أساليب التفكير ومعالجة المشكلات المختلفة والاستفادة من قدراتنا المعرفية بأقصى درجة ممكنة .


    " موضوع علم النفس المعرفي هو المعرفة أي المعلومات، القيم،الحقائق التي يكتسبها الفرد في نواحي مختلفة وتعني المعلومات: أي معلومات وليس شرطا أن تكون معلومات منهجية . "مثل تعلم معلومة جديدة من قبل طفل عمرة سنتين "
    والهدف النهائي لهذا العلم والتدخل المعرفي هو زيادة فهمنا للعمليات المعرفية واستخدامها لتحسين الأداء التربوي وتحسين أساليب التفكير ومعالجة المشكلات لأن المعرفة تكتسب والهدف النهائي في هذا العلم محاولة الاستفادة من معلوماتنا لأقصى درجة ممكنة

    وتركز من الناحية تطور وجهه نظر سلوكية "تركز على المدخلات والمخرجات "فلو ركز الفرد على المدخلات والنتيجة النهائية فذلك يتفق مع الاتجاه السلوكي لاكتساب المعلومات "مثل الطبيب يصرف علاج ويركز على نتيجة العلاج " أما الصيدلاني فأنة يركز على تفاعلات كيميائية من دخول العقار للجسم.

    هناك اتجاهين لتفسير المعلومات :
    اتجاه سلوكي : مثير ← استجابة
    اتجاه معرفي : مثير ← استجابة + العمليات التوسطية
    أي مابين المثير والاستجابة من معلومات وإجراءات ويركز على ما يحدث من تفاعلات التي تحدث في النهاية والوظيفة بين المدخلات والسلوك الصادر عن الفرد نتيجة المخرجات
    أما الاتجاه السلوكي : لا يهتم بالكيفية التي يتم بها تناول ومعالجة المعلومات المرتبطة بالمدخلات حتى خروجها في شكلها النهائي .
    مثال: الطبيب الذي يصف عقار معين ويركز على النتيجة أي على سلوك المريض دون الاهتمام بما يحدث من تأثيرات أو الكيفية التي يؤثر بها ذلك العقار منذ تناوله وحتى تأثيره في النهاية وكذلك الحال المدرس: الذي يركز في طريقة تغير تدريسه ويهتم بنتيجة هذه الطريقة على تحصيل طلابه دون الاهتمام بما يحدث من تأثيرات ومعالجات بين بداية الشرح لهذه الطريقة والوصول إلى النتيجة النهائية .
    الاتجاه الثاني : "الاتجاه المعرفي"
    يرى علماء هذا الاتجاه أنه من الصعب دراسة وبحث الظواهر النفسية والمعرفية دون أن نضع في اعتبارنا الاهتمام بالكيفية التي يتم بها تكوين واهتمام وتجهيز المعلومات أي بالإجراءات والمعالجات التي تحدث بين المدخلات والمخرجات. .
    مثال : الصيدلاني يركز على تفاعلات يحدثها العقار الذي يصف له المريض لكي يصل إلى نتيجة مرجوة في النهاية .
    المدرس :يهتم بما يحدثه طريقة الشرح الجديدة لدى طلابه من زيادة انتباه ،تشتت انتباه ،زيادة فرصة النقشات بجانب اهتمامه بالنتيجة النهائية لتلك الطريقة .

    ـ منهجية البحث في علم النفس المعرفي:
    الأسس والافتراضات الأساسية التي يستند عليها البحث في علم النفس المعرفي وما يجب أن يعيه الباحث في علم النفس المعرفي ويسلم به عندما يبحث عن أحد موضوعات علم النفس المعرفي :
    يختلف علم النفس المعرفي عن بقية العلوم الأخرى بأنه غير محسوس
    الافتراضات الأساسية هي :
    الافتراض الأول: ويتعلق بمنهج الاستبطان الذي يعتمد على النظر بعمق داخل أفكار الفرد ويعتبر هذا المنهج البحثي في المناهج محدودة الاستخدام نظرا لصعوبة استبطان الكثير من المعلومات كما أنه لا يمكن ملاحظة ما يستبطنه الأفراد بشكل مباشر ولكننا نستدل عليه بما يظهرونه من سلوك وبما يقررونه . الأمر الذي يقود إلى صعوبة استخدام المنهج ،فالفرد يصعب عليه أداء السلوك وملاحظته في آن واحد وإذا لاحظ السلوك قد يصعب عليه التعبير عنه بشكل جيد ونظرا لذلك الصعوبات والمشكلات يوصي الكثير من العلماء عند دراسة علم النفس المعرفي وإذا لجئ إليه فيجب أن يكون استخدامه في نطاق محدود وتحت شروط معينة .
    إن أقدم منهج هو منهج الاستبطان وهو إخبار الفرد بما يحدث داخلة مثال: إخبار الفرد بما يشعر به من سعادة أو حزن وقد يكون ذلك فيما يتعلق بالجوانب البسيطة التي يستطيع الأخبار عنها .
    لكن في حالة ...حل المسألة والتركيز في حل المسألة كيف بدأت مثل بدأت بالمعطيات وكيف فكرت فيها ...إذا كلفنا الفرد بأن يسلك السلوك العقلي ويلاحظه في نفس الوقت فأنه لا يجيد التركيز على الأخبار بما يحدث له وعلى أن يركز في حل المسألة في نفس الوقت.
    إذا : إن أوجه الصعوبات في استخدام المنهج الاستبطان صعوبة أن يؤدي الفرد السلوك ويلاحظه في نفس الوقت .
    قد يلاحظ الفرد سلوكه لكن لا يستطيع أن يخبر عنه شفويا ، وقد يعجز البعض الأخبار الجيد فيما يلاحظه من الداخل.
    إذا أردنا التأكد من صدق ما يخبر به الفرد فأنه يصعب التأكيد على صدق ذلك ونظرا لهذه الصعوبات يوصى الباحثين الجدد والأوائل بعدم استخدام هذا المنهج والبحث عن مناهج أخرى وإذا لجاء لها يكون استخدامه في أضيق الحدود وفق شروط معينة.


    المحاضرة الثانية

    الافتراض الثاني : الصدق البيئي للقواعد والحقائق والنظريات المتعلقة بالمعرفة ، بمعنى أخر يجب أن يجب على الباحث في مجال علم نفس المعرفي أن يتأكد من الصدق الواقعي أو النسبي للنتائج والحقائق التي يخلص إليها من أبحاثة قبل تعميها ويستند هذا الافتراض على الباحث الذي يقوم بأعداد الإجراءات ويختار العينة ليكون بحث موضوعي وليس في كل الأحوال تكون النتائج التي يصل إليها مستندة من الواقع ، هذا يتطلب من الباحث دراسة النتائج ومقارنتها مع ما يحدث في الواقع لدى عينات أخرى من البحث .

    الافتراض الثالث : ويتعلق بإمكانية دارسة العمليات المعرفية بمعزل عن المتغيرات الفسيولوجية physiology للإنسان ضمن المسلم به أن النشاط الإنساني كله متكامل إلا أنه لضرورة البحث العلمي تتطلب عزل بعض الحقائق لدراستها في الوقت الذي يتم فيه تثبيت أو عزل ظواهر أخرى قد تتداخل مع التجربة البحثية والمطلوب من الباحث في مجال علم نفس المعرفي أن يراعي عزل وتثبيت النشاط الفسيولوجي الداخلي للمخ والجهاز العصبي نظرا لتأثيرها على العمليات العقلية وإن كان عزل هذه المتغيرات صعب أو مستحيل إلا أنه يتوجب عليه عزلها وتثبيت أثرها. حيث أن النشاط العقلي تعد عمليات متداخلة ولا تعمل بمعزل عن النشاط الفسيولوجي الداخلي والخارجي ويجب انتقاء الأفراد لديهم مستوى مشترك من النشاط الفسيولوجي .
    خلاصة:
    ما هي الأسس التي يستند عليها المنهج الوصفي :
    الاستبطان
    الصدق البيئي
    أمكانية دراسة العمليات العقلية بمعزل عن النشاط الفسيولوجي وبما أن العزل غير وارد لذا على الباحث أن يثبت أثرها .

    <ذا المنهج البحثي في المناهج محدودة الاستخدام نظرا لصعوبة استبطان الكثير من المعلومات كما أنه لا يمكن ملاحظة ما يستبطنه الأفراد بشكل مباشر ولكننا نستدل عليه بما يظهرونه من سلوك وبما يقررونه . الأمر الذي يقود إلى صعوبة استخدام المنهج ،فالفرد يصعب عليه أداء السلوك وملاحظته في آن واحد وإذا لاحظ السلوك قد يصعب عليه التعبير عنه بشكل جيد ونظرا لذلك الصعوبات والمشكلات يوصي الكثير من العلماء عند دراسة علم النفس المعرفي وإذا لجئ إليه فيجب أن يكون استخدامه في نطاق محدود وتحت شروط معينة .
    مراحل تطور علم نفس المعرفي :
    يمكن أن نعدد خمسة مراحل متتابعة ومتداخلة مر بها علم نفس المعرفي :
    هي :
    المرحلة الأولى : الاتجاهات –النظرة الفلسفية
    المرحلة الثانية: الاتجاه ألارتباطي القديم
    المرحلة الثالثة: مرحلة أبحاث ودراسات بنجهاوس
    المرحلة الرابعة : ألارتباطيه ـ القرن العشرين
    المرحلة الخامسة : اتجاه مدرسة الجشطلت وما تبعها من اتجاهات وبالأخص اتجاه تجهيز وتناول المعلومات.

    الاتجاهات الفلسفية : تناول الفلاسفة موضوعات علم النفس وما يخص النفس البشرية في كتاباتهم ومنها ما يخص العقل والمخ ونذكر من هؤلاء:
    أـ أفلاطون : أحد فلاسفة اليونان القدماء عاش في الفترة 347-428قبل الميلاد . وضع أفلاطون تصورات عن العقل بأنه يحتوي على الذاكرة ،وأطلق على العقل البشري "نظرية المخ" أعتبر العقل البشري أشبه بطبقة شمعية ملساء والخبرات التي يتعرض لها الفرد يتم نسخها على هذه الطبقة من الشمع ،أي أنه وضع تصورات شبه فيها المخ بأنه طبقة شمعية ملساء تنطبع عليها وتنسخ عليها إدراكات الفرد وأفكاره وما يمر به الفرد من خبرات يومية وما يتأثر من مثيرات وبقدر ثبات هذه الانطباعات بقدر ما يسهل ذلك عملية الاحتفاظ والاسترجاع والتذكر.
    شرح: وضع أفلاطون تصور عن العقل البشري =طبقة شمعية ملساء- وجهة نظره منطقية بأن إدراكات الفرد وليدة الخبرة بعد الميلاد . أي قبل لا توجد خبرة قبل الميلاد ،وظلت وجهة النظر سائدة لفترة و نادى البعض بها

    ب ـ أرسطو : أحد فلاسفة وتلاميذ أفلاطون ، عاش في الفترة مابين 322-384 قبل الميلاد . يرى أرسطو بأن الحواس الأساسية لدى الإنسان على جانب كبير من الأهمية في حصوله على المعرفة وأشار إلى أهمية الاقتران والتشابه والتقارب الزمني في معرفة الأفكار وتحصيلها .

    ج ـ وجه نظر جون لوك : هو فيلسوف فرنسي عاش في القرن 17 مابين 1637-1704 م
    يرى جون لوك أن المعرفة الإنسانية تشتق من الخبرة وليس من الأفكار النظرية أي أن الفرد كلما مر بخبرات أكثر كلما زادت معرفته وهو بذلك يبرز دور البيئة والمؤثرات البيئية في تناول المعرفة ويرى جون لوك أن العقل البشري عند الميلاد يكون كالصفحة البيضاء ،خبرات أكبر=نضج معرفي أكبر ولا يعطي دورا للعوامل الفطرية في اكتساب المعرفة وما يتاح للإنسان من خبرة هو ما تسطره هذه الصفحة البيضاء . أي أن معرفة الإنسان كلها مكتسبة ،وظل الجدل بين الفلاسفة حول دور العوامل الفطرية ودور العوامل البيئة والخبرة في اكتساب المعرفة سائد حتى الآن ويرى جون لوك أن المعرفة تتكون من مجموعة أفكار قد تكون بسيطة أو معقدة غير قابلة للتحليل أو أولية أو معقدة قابلة للتبسيط والتحليل إلى أفكار أبسط منها .
    مثال : على فكرة معقدة وفكرة بسيطة : "ألفاكهة : أنواع،حلوة ،أقل حلاوة هي فكرة بسيطة ومعرفة بسطيه غير قابلة للتجزئة ، أما لفظ كلمة برتقال : لفظ معقد تعني البرتقالة للمدرك أنها برتقالة بأنها : كيان أصفر بشكل دائري مستدير ومفهوم الاستدارة يعني : أولي ،مفهوم اللون الأصفر أولي ،عصير حامض لفظ أولي أي مجموعة مفاهيم أولية تتكون في لفظ برتقالة ـ مفهوم معقد نحلله إلى مفاهيم أبسط منها.

    ويرى جون لوك بأن الخبرة تسطر هذه الصفحة والتفاصيل ذكرها لوك أنها تتعلق بالمفاهيم والمعارف وهي معارف بسيطة يجب أن يلم بها الفرد قبل الدخول في المفاهيم المعقدة والمعرفة البسيطة ووجه نظرة في تحديدها كأنه يقول أن المفاهيم تدرك مفاهيم بسيطة ثم تتدرج إلى الأكثر تعقيدا .

    المرحلة الثانية : مرحلة الأرتباطية القديمة : يؤرخ لهذا الاتجاه منذ ظهور معمل فونت في ألمانيا على يد العالم فيلسوف ويلم فونت أثناء أول معمل لعلم النفس في عام 1879م في ألمانيا ومن ضمن اهتمامات فونت في معمله فقد أجريت العديد من التجارب على العمليات المعرفية والعقلية مثل الانتباه ،التذكر،زمن الرجع...إلى ألخ. ومن هذه التجارب نذكر : تجربة تتلخص في : كان يعرض على المفحوص العديد من الحروف الأبجدية أو الكلمات كمثيرات (بسيطة ، معقدة) مثل : حرف،كلمة "عدة حروف" ،جملة،فقرة
    أي مجموعة مثيرات بسيطة مثل الحروف ومجموعة مثيرات معقدة مثل الكلمات والجمل على شاشة عرض لفترة بسيطة جدا "ثلاثين ثانية" ويطلب منهم بعد ذلك استدعى هذه المثيرات التي انتبهوا إليها أثناء التجربة وكان يتم اختيار الحروف والكلمات عشوائيا وأشارت نتائج إلى أن متوسط أستدعى المفحوص كان من 4-6 حروف وبنفس الكفاءة كان متوسط استدعى الكلمات هي 6 كلمات كل منها مكون من 6حروف واستنتج من ذلك أنه لدى الذاكرة الفورية "إمكانية استدعى الفوري لدى الفرد لمثيرات عرضت عليه لفترة وجيزة " واستنتج أن من أن المدى الذي يصل إلى ستة عناصر :بسطي ومعقدة من الملاحظ على تلك المرحلة أن معمل فوت وغيره من المعامل في نفس الوقت أعتمد على منهج الاستبطان في كثير من تجاربه للكشف عن العناصر والعمليات والقواعد التي تحكم الارتباطات المكونة للشعور ولكي يحقق فونت وغيره الهدف فقد ساعده ذالك : أن غالبية المفحوصين كانوا من المهتمين بتجاربه ورغم ذلك لم يصل فونت في تجاربه إلى ضبط واتساق في النتائج التي تم الحصول عليها بواسطة الاستبطان حيث وجد أن الكثير من الأنشطة المعرفية يصعب استبطانها وأن بعض الأفراد لا يستطيعون أن يعتبرون أن الخبرة الإنسانية بكفاءة والأكثر من ذلك وجد تباين في الاستبطان الفرد بنفسه في مواقف متشابهه حول المشكلة الواحدة ووجد عدم اتفاق بين المفحوصين في تجيل العلميات التي مرت بكل منهم في موقف معين في مواقف الاستبطان وقد كان لهذه الصعوبات وفشل منهج الاستبطان في إمداد الباحثين بمعلومات دقيقة مستمدة من عمليات عقلية ومعرفية إذ ظهر اتجاه مضاد تماما على يد جون واطسن ويرى أن علم النفس يجب أن يدرس السلوك الظاهري فقط ورفض دراسة السلوك الداخلي والعمليات الداخلية ورفض منهج الاستبطان ورفضه مطلقا إلا أنه ظهر اتجاه أخر ينادي بأهمية إخضاع العمليات العقلية المعرفية للبحث العلمي شأنها شأن السلوك الخارجي ولكن باستخدام أسس المنهج العلمي ومن أشهر هؤلاء العلماء بنجهاوس الذي كان لكثرة أبحاثه ودقة منهجه أن يعتبر هذه الأبحاث مرحلة قائمة بذاتها من مراحل علم النفس المعرفي.

    3ـ المرحلة الثالثة : تجارب ابنجهاوس : هي مرحلة انتقالية هامة جدا من مراحل علم النفس المعرفي ومرحلة انتقال إلى موضوعات علم النفس المعرفية عموما كما أنها تعد نقلة هامة من مرحلة التصورات الفلسفية والفكرية إلى التجريب المنظم . عند وجود عامل التجارب فإن جانب التطبيقي قد تدخل في الموضوع وقد دخل ذلك في البداية على يد فونت وهو من قام بإخضاع التصورات النفسية للتجريب ومنها اهتمام زمن الرجع والذاكرة السمعية وموضوعات العمليات العقلية لها الأغلب في الاهتمام ....تمت على الذاكرة ،الانتباه ، وضمن التجارب تجربة قياس الذاكرة الفورية لدى بعض الأفراد :عرضت على مفحوصين مجموعة حروف وكلمات لمدة بسبطية ثلاثين ثانية بشكل عشوائي بحيث لا تقل الكلمة عن ستة حروف واستنتج إلى أن الذاكرة الفورية هي عبارة عن ستة وحدات والوحدة تعني :حرف ، إلا أن الكثير من تجارب فونت كانت تجارب استبطان ورغم تدريب فونت المفحوصين على الاستبطان "أي على أن يستبطن خبرته الشعورية في نفس الوقت الذي يقوم به بأداء عمل ما إلا أنه وجد أن منهج الاستبطان صعب ومن صعوباته : صعوبة استبطان الفرد لخبراته حيث يصعب أداء السلوك ومتابعته في نفس الوقت ،صعوبة التعبير، وإذا رجع الفرد نفسه لعدة مواقف متشابهه وجد فونت أن الفرد يستبطن معلومات مختلفة أي أنه غير ثابت فيما يستبطنه وبناء على تلك الصعوبات ظهر اتجاه يبحث في العمليات العقلية واهتم بالسلوك الظاهري فقط وعدم الاهتمام بالسلوك الداخلي ،إلا أنه وجد أن دراسة العمليات العقلية نفس أهمية دراسة السلوك ،ومنهج بديل استخدم فيه أسس البحث العلمي .


    المحاضرة الثالثة

    تجارب وأبحاث بنجهاوس :
    يمكن تلخيص أهم ملامح تلك المراحل:
    يعتقد ابنجهاوس بأن المعرفة تتكون لدى الإنسان من مجموعة ارتباطات يتم اكتسابها عن طريق الخبرة وبهذا يتفق مع الارتباطية في وجه نظرهم حول المعرفة وقد وجه اهتمامه في البحوث والتجارب التي اكتشف المبادئ التي يتم بواسطتها اكتساب تلك الارتباطات .
    استخدم في البداية طريقة تتلخص في البحث في كيفية تكوين ارتباطات واكتساب المعرفة عن طريق 3 أزواج من الكلمات المألوفة .
    تبين له بعد عدد من البحوث والتجارب أن درجة الألفة للكلمات تختلف من فرد إلى أخر تبعا لاختلاف المفحوصين للخبرة السابقة ويدل على أنه لا يستطيع ضبط ذلك تدريجيا بما يحقق الهدف الذي من أجلة كان يقوم بهذا الأجراء أو تلك التجارب.
    استبدل التجارب السابقة بكلمات غير مألوفة بدل من الكلمات المألوفة وأعد قائمة من 2300 كلمة كل منها عبارة عن مقطع عديم المعنى مكون من 3 حروف وهو بذلك عزل تأثير الألفة واختلاف الخبرة لدى المفحوصين من تلك الكلمات وقد تختلف من حيث طولها فبعضها يحتوي على سبع مقاطع والبعض 16 مقطع أو 24 أو 36 أو 64 وأطول قائمة تحتوي على 64مقطع أو كلمة تشتمل على مقطع .
    كان يختبر المفحوصين ويختبر نفسه أولا وقبلهم "كعينة استطلاعية للتعرف على الصواب والخطأ في مقاطع عديمة المعنى بطريقتين :
    الأولى : يعرض قائمة من المقاطع لكل مفحوص ويجعله يتناوله بطريقة خاصة ومتى شعر المفحوص أنه أقترب من مستوى التمكن يطلب في الاختبار وكان يطلب منه استدعاء جميع المقاطع في القائمة دون ترتيب وإذا أخفق المفحوص في استدعاء لو مقطع واحد من القائمة يعيد تناولها كاملة ويراجعها وعند شعوره بالتمكن فيها يختبره مرة أخرى .
    الثانية : كان يعرض على مفحوصين قائمة من أزواج مقاطع عديمة المعنى (من أزواج مقاطع عديمة المعنى ) يتناولها المفحوص بطريقة خاصة ومتى ما يشعر باقترابه من التمكن من معرفتها يخبره فيها بذكر المقطع معين ويطلب منه استدعاء المقطع المقابل له وكان لا يعترف بمعرفة الفرد إلا إذا تمكن من القائمة بأكملها ولو أخطاء في معرفة المقطع مقابل المقطع فعليه أن يعيد القائمة بأكملها تناولا واختبارا .

    من صفات ابنجهاوس الدقة ،الحذر،الشك ،الذي كان وسواسي لضبط تجاربه باستبعاد العوامل المؤثرة على التعلم مثل:
    1- الوقت الذي يتم فيه التجربة
    2- الحالة الصحية للمفحوصين
    3- الدافعية للمفحوصين
    كما كان تطبيق التجارب على نفسه أولا ليتعرف على جوانب القوة والضعف لاختباراته وكان لا يتدخل في نتائج المفحوصين كما أنه كان لا ينشر نتائج قبل التأكد من صدقها بيئيا و واقعيا.
    اهتم بنجهاوس ببحث العلاقة بين بدء المقاطع عديمة المعنى والوقت اللازم لاستبعادها ومعرفتها فكان يعلم المفحوصين قوائم مقاطع عديمة المعنى مختلفة في طولها وكان يحسب الزمن وعدد المرات المطلوبة لوصول المفحوص لتمكنه إلى كل قائمة أو معرفتها فوجد أنه كلما زاد عدد المقاطع في القائمة زاد الزمن المطلوب لتمكن من معرفتها وزادت عدد المحاولات وزادت عدد مرات تناول القائمة إلا أنه أكتشف أن الفرق بين عدد المقاطع في القائمة والزمن المطلوب لتعلمها (المحاولات المطلوبة) فرق غير ثابت
    أهتم بنجهاوس بحساب ما يسمى نسبة الوفر في التعلم أو المعرفة وذلك للأجراء التالي:
    كان يحسب زمن الذي يستغرقه المفحوص في تعلم قائمة ما من مقاطع عديمة المعنى ثم يطلب منه بعد فترة من تذكرة قد تصل لعدة أيام أو بضع أسابيع يطلب منه إعادة تعلم نفس القائمة ويحسب الزمن المستغرق لإعادة التعلم ويستخدم المعادلة البسيطة التالية:
    لحساب نسبة الوفر : الزمن الأصلي للتعلم –الزمن إعادة التعلم X100
    ـــــــــــــــــ
    الزمن الأصلي للتعلم

    مثال : إذا استغرق مفحوص تعلم أحدى القوائم 20 دقيقة واستغرق في إعادة تعلم نفس القائمة 15دقيقة تكون نسبة الوفر
    20 -15 X100=5\20 X100 =24 X100=25%
    ـــــ
    20

    سؤال : هل نفس القوائم مختلفة الطول تستغرق نفس الوقت ؟ أخضعها للتجربة من ضمن طرق قياس التعلم :الزمن،عدد المحاولات"يسجل الزمن من بداية تناول القائمة إلى بداية تمكن معرفتها ،يحسب عدد المحاولات "أعطي كم فرصة لتعلم هذه القائمة لكن يوجد الزمن أثناء حساب المحاولات محدودة الزمن ،وجد عند زيادة القوائم من 8-16 كلما زادت زاد زمن التمكن من معرفتها وهي عمليا وتجريبيا . طول القائمة نتيجة طول ثابت الزمن والفرق ليس ثابت . العلاقة بين عدد المقاطع وزمن وعدد المقاطع وعدد المحاولات.
    بعد عدة أيام يطلب من المفحوص التعرض لتعلمه مرة أخرى نسبة مادة متذكرة "الوفر" وهي نسبة الوقت الذي وفره منسوب للوقت الذي تعلمه في البداية ،اختيار نسبة الوفر كلما طالت القائمة زادت نسبة الوفر وكل فرد له نسبة وفر ثابتة.


    النقد الذي وجه ابنجهاوس Ebbinghaus
    4- أهتم ابنجهاوس ببحث بتأثير فترات الاحتفاظ على نسبة الوفر ولكي يحقق ذلك كان يقوم بحفظ قائمة من مقاطع عديمة المعنى إلى أن يتأكد من تمكنه منها ويحسب الزمن المستغرق في تعلمها ثم يعيد تعلمها بعد فترة ويحسب الزمن المستغرق لإعادة التعلم ويحسب بذلك نسبة الوفر ويكرر تلك الإجراءات على قوائم أخرى مكافئة للقوائم الأصلية ،5- ويغير فقط في الفترة الفاصلة بين التعلم وإعادة التعلم وكان أقل فترة :كانت ساعة واحدة ويستمر إلى أن يصل إلى أكبر فترة وهي 130 يوم وكان يحسب نسبة الوفر في كل مرة ،6- ورسم العلاقة بين فترات الاحتفاظ على المحور الأفقي ونسبة الوفر على المحور الرأسي فوجد أن العلاقة تعطي منحى من النوع الهابط والذي يثبت في نهايته وسمى هذا المنحى بمنحى وظيفة الاحتفاظ ويلاحظ فيه استخدام مفاجأة أو انخفاض مفاجئ من الفترات الأولى وثبوت في نهايته .
    بعد ساعة أعاد التجربة على نفسه يعيد تعلم نفس القائمة حسب الزمن المستغرق وتمكنه من التعلم، وحتى يصل في المرات القادمة إلى ثواني فقط ،وكرر الأجراء مع القائمة وزادت الفترة لا تتغير، من ساعة إلى 12 ساعة لنفس الفرد والانتقاد الموجه في هذا الشأن هو: كلما زادت فترة الاحتفاظ "الفترة الفاصلة بين التعلم وإعادته كلما قل نسبة الوفر (منحى وظيفة الاحتفاظ) وهذا له دلالة كلما كان الاحتفاظ لمدة أقل كلما كان نسبة الوفر أكبر


    ملاحظات حول تجارب أبنجهاوس :
    هناك خمسة مراحل تطورية لعلم النفس المعرفي ،ثلاثة منها كانت متداخلة ويمكن سردها كالتالي: المرحلة الأولى هي مرحلة الفلاسفة ثم انتقلت للمرحلة الثانية على يد الفيلسوف فونت وأخضع الفلسفة للتجريب ثم بدأت المرحلة الثالثة على يد أبنجهاوس ،ولحد الآن نحن نستعرض المرحلة الثالثة
    كما نذكر سابقا أن من الانتقادات التي وجهت للارتباطين "واطسن" أنه لا توجد علميات عقلية ،أما أبنجهاوس أنتقد الارتباطين وانتقادات التي وجهت إلى أبنجهاوس جعلت الأمر ينقل إلى المرحلة الرابعة
    الانتقادات التي وجهت إلى أبنجهاوس هي :
    أن الكثير من العلماء وجهوا انتقادات إلى أبنجهاوس تتمثل في :
    مقاطع عديمة المعنى ليست متساوية في عدم المعنى بالنسبة لكل المفحوصين
    أجراء تجارب أبنجهاوس على نفسه أولا وبالأخص التجارب الأخيرة الملمح رقم 9 وأظهر تأثير العوامل الذاتية على النتائج وتأثيرا للتداخل القوائم الكثيرة التي أحتفظ بها على الاستدعاء خاصة في المحاولات الأخيرة .

    شرح : الانتقاد الأول : بما أن معظم تجارة كانت مقاطع عديمة المعنى ،وإذا أفترضنا أن مقطع مكون من ثلاثة حروف عديم المعنى مثلا : أسم سامي ،قد يتذكر حرف س وقد تكون لهذا المقطع دلالة لكل فرد ،ماذا لو أعده الباحث بنفسه وأدعى أنها عديمة المعنى ،كما قال بعض الباحثين أن بعض المقاطع غير متساوية المعنى نقد له مبرره قد تكون بعض الأحرف لها دلاله وتسهل لدى الأفراد تذكرها وقد يصعب على فرد أخر تذكر مقطع أخر لأنها ليست لها دلالة بالنسبة له مقارنة بالفرد الأخر.
    النقد الثاني: عندما كان أبنجهاوس يطبق على نفسه على مدار الأيام والشهور كشهر أو أكثر "أليس تداخل القوائم 3،2،1 يؤثر على تذكره على القائمة ،التداخل عده أشكال كمعلومة قديمة على جديدة وهناك تشابه بينهما قد تلغي الكلمة القديمة والجديدة وتبقى هذه المعلومة أو تلغي القديمة .....كان تأثير هذا التداخل واضحا في التجارب الأخيرة

    خلاصة النقد :
    عدم تساوي مقاطع عديمة المعنى
    أجراء التجارب على نفسه يؤثر سلبيا على تداخل المعلومات المتشابهة
    أنطلق بعض العلماء من هذه الملاحظات وهم باور وحاول التغلب على الانتقادين السابقين .
    وينطلق بعض العلماء من هذين النقديين كمحاولة للتغلب عليهما وأجراء تجارب أكثر ضبط من تجارب أبنجهاوس .
    قام باور بتطبيق كل مقطع على حده على عينة استطلاعية من المفحوصين وكان يطلب من كل منهم كتابة انطباع عن هذا المقاطع وإذا وجد أتفاق بين فردين أو أكثر حول مضمون هذا المقطع يلغيه من القائمة ويكتفي بالمقاطع التي تحقق انطباعات أولية متباينة تماما وهو بذلك أفترض أن عدم المعنى لكل مقطع متحقق عند الكل "لا توجد بينه أتفاق وهذا يعني وجود نسبة خبرة " ومن هذه التجارب قام باور وغيره من الباحثين بإعداد القوائم عديمة المعنى بالفعل وفق لهذا الأجراء وأجروا مجموعة من التجارب على مفحوصين وليس على أنفسهم كما كان يفعل أبنجهاوس ويعتبر ذلك نقله من مراحل علم النفس المعرفي سميت بمرحلة ارتباطية القرن العشرين لأنا سادت في بداية القرن العشرين إلى منتصفه.
    المرحلة الرابعة (أرتباطية القرن العشرين) من روادها :باور ويدخل معهم بعض علماء نفس أرتباطين .
    تجربة باور " تأثير التداخل على الذاكرة" :قسمت عينة الدراسة إلى مجموعتين ،طلب من أفراد المجموعة الأولى القيام بعمليتين في آن واحد وتتمثل هذين العملين كالتالي: ،العمل الأول :تعلم قائمة ن كلمات ثنائية مرتبطة "أزواج كلمات مرتبطة" والعمل الثاني : تتيح تخطي ضوئي مموج باثنين من أصابع اليد ،حيث يظهر الخط أمام المفحوصين من اليمين إلى اليسار ويقوم المفحوصين في المجموعة الأولى بتنفيذ كلتا العمليتين في نفس الوقت.
    في حين أنه طلب من المجموعة الثانية: تعلم قائمة من كلمات ثنائية مرتبطة فقط "العمل الأول" فقط في نفس الفترة الزمنية التي يكلف بها أفراد المجموعة الأولى بالعلميتين .
    بعد ذلك قام بقياس تذكر كل فرد لقائمة الكلمات المزدوجة فوجد أن متوسط تذكر أفراد المجموعة الثانية أفضل من متوسط تذكر أفراد المجموعة الأولى وأعزى ذلك ونسبه إلى عامل التداخل بين عمليتين في آن واحد .....كان تأثير هذا التداخل واضحا في التجارب الأخيرة

    خلاصة النقد :
    عدم تساوي مقاطع عديمة المعنى
    أجراء التجارب على نفسه يؤثر سلبيا على تداخل المعلومات المتشابهة
    أنطلق بعض العلماء من هذه الملاحظات وهم باور وحاول التغلب على الانتقادين السابقين .
    وينطلق بعض العلماء من هذين النقديين كمحاولة للتغلب عليهما وأجراء تجارب أكثر ضبط من تجارب أبنجهاوس .
    قام باور بتطبيق كل مقطع على حده على عينة استطلاعية من المفحوصين وكان يطلب من كل منهم كتابة انطباع عن هذا المقاطع وإذا وجد أتفاق بين فردين أو أكثر حول مضمون هذا المقطع يلغيه من القائمة ويكتفي بالمقاطع التي تحقق انطباعات أولية متباينة تماما وهو بذلك أفترض أن عدم المعنى لكل مقطع متحقق عند الكل "لا توجد بينه أتفاق وهذا يعني وجود نسبة خبرة " ومن هذه التجارب قام باور وغيره من الباحثين بإعداد القوائم عديمة المعنى بالفعل وفق لهذا الأجراء وأجروا مجموعة من التجارب على مفحوصين وليس على أنفسهم كما كان يفعل أبنجهاوس ويعتبر ذلك نقله من مراحل علم النفس المعرفي سميت بمرحلة ارتباطية القرن العشرين لأنا سادت في بداية القرن العشرين إلى منتصفه.
    المرحلة الرابعة (أرتباطية القرن العشرين) من روادها :باور ويدخل معهم بعض علماء نفس أرتباطين .
    تجربة باور " تأثير التداخل على الذاكرة" :قسمت عينة الدراسة إلى مجموعتين ،طلب من أفراد المجموعة الأولى القيام بعمليتين في آن واحد وتتمثل هذين العملين كالتالي: ،العمل الأول :تعلم قائمة ن كلمات ثنائية مرتبطة "أزواج كلمات مرتبطة" والعمل الثاني : تتيح تخطي ضوئي مموج باثنين من أصابع اليد ،حيث يظهر الخط أمام المفحوصين من اليمين إلى اليسار ويقوم المفحوصين في المجموعة الأولى بتنفيذ كلتا العمليتين في نفس الوقت.
    . أولهما يحتاج لتكوين صورة ذهنية يحتفظ بموجبها بكلمات والعمل الثاني يحتاج لتتبع بصري يدوي وهاتان عمليتان عقليتان متداخلتان
    في دارسة ثانية لباور بحث أثر التصور التفاعلي وغير التفاعلي للتذكر على السواء
    تجربة باور الثانية : تتلخص الدراسة في تدريب مجموعة أفراد على تكوين صورة ذهنية لأزواج من الأسماء بينها ارتباط من نوع ما (من كلمات،أشكال،صور) وأعتبر ذلك تدريب على التصور الترابطي أو التفاعلي من وجهة أخرى درب مجموعة ثانية من الأفراد على تكوين صورة ذهنية أو عقلية لأزواج من الأسماء أو الأشكال أو الصور أو الكلمات ليس بينها أي ارتباط ثم قاس الاستدعاء أو التذكر لدى أفراد كلا من المجموعتين فوجد أن 71% من أزواج الكلمات في المجموعة الأولى تم تذكرها بمعنى أخر وجد أن متوسط الاستدعاء لدى أفراد المجموعة الأولى 71% من أزواج كلمات التي أعطيت لهم في حين أن متوسط الأداء لدى أفراد المجموعة الثانية كان 46% من أزواج الكلمات غير المترابطة وغير تفاعلية وأستنتج من ذلك أن التدريب على تصور التفاعلي يسهل عمل الذاكرة وأن المثيرات المرتبطة أو المتفاعلة يسهل تذكرها أكثر من المثيرات غير المترابطة أو غير متفاعلة.
    "ينتمي لهذه المرحلة التطبيقات التربوية لبحوث وتجارب بافلوف وسكنر وغيرهم من الارتباطين ويلاحظ تركيزهم في البحوث والتجارب على المدخلات والمثيرات والاستجابات وعدم تركيزهم بقدر كافي على العمليات العقلية توسطية وكان من أهم سلبيات هذه المرحلة التالي:

    أوجه النقد وجهت لأرتباطية القرن الـ20
    عدم تركيزهم في البحوث والتجارب على دور العمليات العقلية في التعلم
    ممن اهتموا بنقد الاتجاه ألارتباطي أصحاب نظرية الجشطلت ولذلك تNT>.
    المرحلة الرابعة (أرتباطية القرن العشرين) من روادها :باور ويدخل معهم بعض علماء نفس أرتباطين .

    تجربة باور " تأثير التداخل على الذاكرة" :قسمت عينة الدراسة إلى مجموعتين ،طلب من أفراد المجموعة الأولى القيام بعمليتين في آن واحد وتتمثل هذين العملين كالتالي: ،العمل الأول :تعلم قائمة ن كلمات ثنائية مرتبطة "أزواج كلمات مرتبطة" والعمل الثاني : تتيح تخطي ضوئي مموج باثنين من أصابع اليد ،حيث يظهر الخط أمام المفحوصين من اليمين إلى اليسار ويقوم المفحوصين في المجموعة الأولى بتنفيذ كلتا العمليتين في نفس الوقت.

    خامسا "الاتجاه المعرفي" مدرسة الجشطلت وما تلاها
    تحتوي على ستة مصطلحات هامة هي :
    الاستبصار
    الإدراك
    شروط الإدراك الجيد
    العوامل التي تفسد الإدراك وتؤثر عليه سلبيا
    الشكل والأرضية
    قاعدة التشابه عند الجشطلت
    قاعدة التقارب
    قاعدة الإكمال والغلق
    قاعدة حسن التنظيم والامتلاء
    علماء النفس الجشطلتيين من ضمن العلماء ذوي التحفظات مع الاتجاه ألارتباطي وتنحصر هذه التحفظات في نقطتين هامتين هما :
    إهمال العمليات العقلية التي تساهم في التعلم والمعرفة والتحصيل ،وعدم إبراز دور العمليات العقلية التي تساهم في التعلم وهي الإدراك وخاصة عند الجشطلت فلم يعطي اهتمام العملي والتجريبي من قبل الارتباطين
    أٌقر علماء الجشطلت أن الاكتساب والمعرفة ناتج عن الإدراك "الاستبصار" وتعني إدراك العلاقات بين المواقف والأشياء إدراكا كليا فجائيا .
    لكي يتم التعلم وأكتساب المعرفة من وجة نظر الجشطلت :لبد من أن يكون الموقف الاكتسابي مجهز تجهيزا مناسبا بحيث تدرك المعلومة إدراكا واضحا. وضرورة توفرالحواس المناسبة "مايمتلكه الفرد من حواس كوسيط بين المدخلات والعمليات.
    ـ ضرورة تركيز الانتباه على موضوع الإثارة :عملية عقلية لها دور في الانتباه وعند مقارنة الانتباه نجد أن الانتباه شرط ضروري لحدوث الإدراك .
    ـ ضرورة توفر قدر من المعرفة السابقة
    يقول الجشطلت بأن المعلومة تمر بأربع مراحل وهي :العرض ـ الإحساس ـ الانتباه ـ المخزن ـ الذاكرة
    يبحث الفرد في المخزن القديم بسرعة أ و في وقت طويل وقد يخرج باستجابة وقد لا يخرج باستجابة وعند طرح سؤال صعب بمثابة مثير "مثلا ماذا يعني التشكيل عند سكنر؟لا نرد بسرعة لأن (حاسة السمع نقلت المثير " السؤال" ثم يبحث الفرد ويفعل الذاكرة وهذا لسان حال الجشطلتين "أن الإدراك له دور بارز في اكتساب المعرفة "
    عند عرض معلومة جديدة تختزن في الذاكرة ثم يتم اكتساب المعلومة ،لكن كيف يتم اكتسابها ؟؟؟ الإجابة تكون في المرحلة الثانية من هذا المقرر

    المدخل إلى علم النفس المعرفي انتهى هنا ....وسوف ننتقل إلى المرحلة الثانية وهي :معالجة وتجهيز المعلومات .
    تلت نظرية الجشطلت مجموعة نظرية أخرى تنتمي لنفس الاتجاه في تفسير المعرفة والتعلم ولعل أبرزها : نظرية ليفين ،نظرية تجهيز المعلومات .
    نظرية تجهيز المعلومات : باعتبارها من النظريات الحديثة والتي ظهرت من خلالها مجموعة كثيرة من الأبحاث في العقدين الأخريين
    يستند هذا النموذج أو هذا الاتجاه الحديث على افتراضين أساسين هما :

    افتراضان أساسيان في نظرية تجهيز وتناول المعلومات :
    أمكانية إخضاع العمليات العقلية المختلفة للدراسة العلمية الدقيقة
    سلوك الفرد واستجاباته ليست مجرد نتاج فوري للمثيرات والظروف التي وجد فيها الفرد ولكنها نتاج جهد عقلي يمر بعدة مراحل أو عمليات جزئية وأبسط تصور لما يحدث من عمليات بين المثير والاستجابة أو بين المثير وسلوك الفرد هو التصور التالي :
    المثير ←←الإحساس ←←[التـــعـرف] ←←اختيار الاستجابة ←←الاستجابة
    أولا الانتباه Attention: مقدمة،تعريفات الانتباه ،تصنيفاته،تطبيقاته
    يعد الانتباه على جانب كبير من الأهمية وأحد موضوعات التي تناولها الفلاسفة كما في علم النفس المعرفي :أرسطو ،أبوقراط ،ويعد الانتباه مدخل للعمليات الأخرى ولا يحدث إدارك أو تفكير دون انتباه وأي عملية عقلية تحتاج إلى الانتباه .
    هي وسيلة اتصال في البيئة والتعرف عليها
    هي مقدمة ضرورية لبقية العمليات الأخرى
    يوجد اتجاهان لتعريف أي مصطلح في أي تخصص :
    ـ اتجاه فلسفي :يعرف أي مصطلح عن طريق ذكر مكوناته وخصائصه
    ـ اتجاه وظيفي :يعرف المصطلح عن طريق وظيفته أو أهميته ووجد أن يجمع بين التعريفين الاثنين وهي ذكر خصائص والأهمية وبعض التعريفات

    خلاصة : موضوع الانتباه من موضوعات الرئيسية ومن اهتمامات علم النفس عامة ومنذ فترة طويلة وقد تنبه الكثير من الفلاسفة والعلماء في العصور القديمة إلى أهمية عملية الانتباه باعتباره وسيلة الفرد في الاتصال في البيئة كما أنه مدخل مقدمة لجميع العمليات العقلية الأخرى ومن الملاحظ أن الفصل الدقيق بين العمليات الدقيق بين العمليات العقلية أمر في غاية الصعوبة نظرا للتداخل الكبير بينها ومع ذلك أهتم العلماء بتفسير كل عملية على حدة مع الضبط التجريبي قدر المستطاع للعمليات الأخرى .
    يوجد اتجاهان مفسران لأي ظاهرة ومنها الانتباه :
    الاتجاه الأول "الاتجاه البنائي" ينظر أصحاب هذا الاتجاه إلى أن الانتباه حالة من الشعور تتكون من زيادة التركيز على بعض المثيرات وتؤدي إلى الوضوح الحسي وقد وصف فونت الشعور بأنه :يتكون من بؤرة واضحة ومحيط حولها أقل وضوحا والانتباه عملية تتم في بدايتها على سطح أو أطراف الشعور ثم تنتقل إلى بؤرة الشعور.
    الاتجاه الثاني " الاتجاه الوظيفي" يرى أصحاب هذا الاتجاه إلى أن الانتباه نشاط داخلي يدفع الفرد ويجعله يوجه سلوكه نحو عناصر البيئة ويهدف إلى إدراكها ومحاولة التكيف والتوافق معها .
    صورة مبسطة عن تشكل الانتباه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تعريفات الانتباه :الاتجاه البنائي
    الانتباه هو تركيز الشعور في شيء أو عدة أشياء
    عملية عقلية تتصل باهتمام الفرد بشيء معين وعلى نحو واضح أو مركز
    تركيز القدرات العقلية على الأشياء المحيطة بالفرد
    هو :الاختيار النشط من بين العديد من المنبهات التي تحيط بالفرد

    تعريفات خاصة بالاتجاه الوظيفي
    هي عملية انتقائية تسهم في إدراك الفرد لعناصر البيئة
    الانتباه هي علمية عقلية تهدف إلى اتصال الفرد بالبيئة والتوافق معها
    الانتباه هي عملية وظيفية في حياة الفرد العقلية في شخصية الفرد تقوم بتوجيه الشعور نحو الموقف السلوكي ككل إذا كان الموقف جديدا تماما أو نحو بعض أجزاء المجال الإدراكي إذا كان الموقف مألوفا وسبق للفرد أن مر به ويهدف الفرد من وراء ذلك إلى التوافق مع بيئته
    الــخــلا صة : يمكن أن نعرف الانتباه على النحو الآتي :يجمع بين الوظيفي والبنائي
    هو تهيئ أو استعداد خاص لدى الفرد "ناتج عن تركيز الشعور على موضوع معين ويعمل على تنشيط و توجيه سلوك الفرد نحو عناصر البيئة بهدف إدراكها والتكيف معها .
    تصنيفات الانتباه : تصنف الانتباه إلى ثلاثة أنواع من حيث أهميته والجهد المبذول فيه وإرادة الفرد
    الانتباه العفوي : ويكون دون جهد واضح وبطريقة عفوية دون إرادة وقد تكون المثيرات هامة أو غير هامة للفرد "الانتباه يكون دون إرادة من الفرد" مثل الانتباه لصوت دون إرادة الفرد .
    الانتباه الإرادي العمدي : يتطلب جهد مبذول من الفرد واضح وبإرادة من الفرد وتكون المثيرات هامة بالنسبة للفرد ومن هذا النوع يوجد ما يسمى بالانتباه الأنتقائي : ويعني الانتباه الانتقائي وهو فرع من الانتباه العمدي ويكون بإرادة الفرد ويبذل جهد وهي هامة لكن لا يركز على مثير واحد ،هو انتباه إرادي لكن الفرد ينتقي ويختار بعض المثيرات ويركز عليها أكثر من غيرها . الانتباه لأعلان معين مرئي أو مسموع بإرادة الفرد وتسجيل البيانات الهامة والمحددة .
    الانتباه القسري "الإجباري" هو نوع من الانتباه يجبر الفرد عليه ويبذل جهد وفي الغالب تكون موضوعات الانتباه غير مهمة بالنسبة له " مثل إجبار معلم للطفل على الكتابة على الصبورة ،يكون الانتباه غير إرادي ،أي بدون إرادته وبدون ترتيب وقد يكون مهم أو غير مهم
    إذا يكون الانتباه :إما يكون إرادي : برغبة الفرد وفق لموضوعات هامة ويبذل جهد إرادي انتقائي
    أو قسري يبذل الجهد
    2ــ تصنيف الانتباه من حيث شدته : ينقسم إلى نوعين
    انتباه عميق :فيما يستجيب الفرد للمثيرات بشده وعمق ويتفاعل معها بتركيز
    انتباه سطحي :عندما تمر المثيرات مرور الكرام دون أن يركز عليها تركيزا كبيرا أو يتفاعل معها .
    3ــ تصنيف الانتباه من حيث الاستمرارية : ينقسم إلى ثلاثة أنواع
    انتباه مستمر : يركز الفرد على المثيرات لفترة طويلة نسبيا وبشكل متصل الانتباه لشيء لفترة متصلة مثلا 20 دقيقة هو تركيز مستمر ـ عكس الانتباه لمدة 20 دقيقة لكن يكون بانقطاع .
    انتباه متقطع غير متصل :نتيجة تعرض الفرد للمثيرات على فترات قصيرة نسبيا بينها فواصل زمنية .
    الانتباه المتناوب : ،أي يركز الفرد على مجموعة من المثيرات المعينة لفترة ما ثم ينتقل الانتباه إلى مثيرات أخرى ثم يعود مرة ثانية للمثيرات الأخرى بالتناوب، مثل تقليب قناة تلفاز مدة دقيقة ثم ينتقل لأخرى


    4ــ نوعية المثيرات من حيث موقع المثيرات :
    انتباه داخلي : المثيرات الشخصية داخلية حيث يركز الفرد على مثيرات شخصية أو داخلية أمر شخصي يخضع لخصائص الفرد مثل :الانتباه لألم في عضو معين ،لا يشترك فيه أحد .
    الانتباه لمثيرات خارجية : يشترك معها أكثر من فرد ،وأي مثير خارجي يوجه انتباه الفرد سواء كان داخليا أو خارجيا من منظور الفرد ،لا يضمن أن تكون درجة الانتباه واحدة لجميع الأفراد بل يوجد تفاوت .
    كيف يحدث الانتباه ؟؟؟
    طبيعة الانتباه : يبدءا الانتباه عندما تنتقل الحواس للفرد مثيرات معينة سواء من بيئة داخلية أو خارجية وفقا لوعي الفرد وشعوره بتلك المثيرات ويركز على بعضها و يهمل البعض الآخر والمثيرات التي لا يركز عليها في الغالب تمثل أهمية بالنسبة له وتكون في بؤرة شعوره....أما المثيرات التي لا يركز عليها فقد لا تكون لها نفس الأهمية في تلك اللحظة وقد دلت نتائج الأبحاث على أنه كلما كان وعي الفرد بالشيء الذي ينتبه له محددا وواضح كلما كان الانتباه المبني عليه أكثر تركيزا.
    والخلاصة :
    أن الانتباه ليس معناه تجريد "عزل،فصل" شيء معين وفصله عن بقية الأشياء الأخرى جزء منها إنما هو تركيز شعوري في شيء معين خلال فترة معينة يمثل هذا الشيء بؤرة الشعور في تلك الفقرة وتكون بقية الأشياء في هامش الشعور وقد ينتقل الانتباه من بين مثيرات الأخرى وفقا لحاجات الفرد واهتماماته فما كان في بؤرة الشعور في وقت ما قد يصبح في هامش في وقت أخر وهكذا والعكس صحيح .
    5ــ مدى الانتباه : أنه عدد المثيرات أو العناصر التي يستطيع الفرد الانتباه لها في آن واحد ،بتعريف آخر: هو طول الفترة الزمنية التي يستطيع الفرد فيها الاستمرارية في التركيز على مثير واحد أو حصر ذهنية وانتباهه لموضوع معين
    المدى : يعني الحيز "سعة زمنية"هي الفترة الزمنية التي يستطيع تركيز انتباهه لمثير واحد لفترة متصلة.


    ماذا يحدث لكي ينتبه الفرد أو لا ينتبه ؟؟
    يحدث الانتباه عندما يكون هناك مثيرات حول الفرد تنبهه بطريقة ما ويدرك أن بعضها هام أولا فيحدد وجهته لأحد مثيرات ولا ينتبه لأحد المثيرات عندما لا تهمة أو غير مستعد . يتحول الانتباه في لحظة في بؤرة الشعور ويصبح في هامش الشعور
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العوامل التي تؤثر على الانتباه :
    عوامل خارجية :
    الشدة :شدة المنبه كالأضواء الزاهية أو الأصوات العالية
    تكرار المنبه : الشخص ينادي أكثر من مرة للاستغاثة
    التباين والتضاد:الشكل والأرضية كلما كان الشكل أكثر وضوحا من الأرضية كلما كانت أكثر انتباها نظرا للتضاد النوعي
    الحركة:مثيرات متحركة تحث على الانتباه أكثر من المثيرات الثابته "مثل الإعلان المتحرك يجذب أكثر من الإعلان بدون حركة"
    الجدة والحداثة:أنواع السيارات
    الحجم:المثيرات الأكبر حجما أكثر جذبا للانتباه من المثيرات الصغيرة
    موضوع المثيرات المنبه : قد ينتبه الفرد للمثيرات على يمينة أكثر من يسارة أو المثيرات أعلى من مستوى نظرة أكثر من المثيرات التي توجد أسفل مستوى نظرة .

    العوامل الداخلية :
    الميول والرغبات:في حالة التعب يقل الانتباه مما كان الفرد في حالة نشاط
    الدوافع والحاجات العضوية : عندما يكون هناك حاجة عضوية ناقصة داخلية فإنها توجه الفرد داخليا
    القابلية للإيحاء: بعض الأشخاص تزداد قابليتهم للخادع البصري وقد يكون هناك مثيرات معينة تجذب انتباههم ويخدعون بها ولا يستطيعون التفريق بين الصواب والخطأ منها .

    المحاضرة السابعة
    مشتتات الانتباه : تتعدد العوامل التي تؤدي لتشتت الانتباه وتنحصر في ثلاثة عوامل
    1-عوامل عضوية:مثل التعب ،الإرهاق،سوء التغذية،قلة النوم واضطراباتها ،إفرازات الغدد خاصة الغدد الصماء.
    2- العوامل النفسية الاجتماعية:المشكلات الاجتماعية،الخصائص الانفعالية كلقلق الزائد ،العدوانية،ويدخل ضمن الأسباب التهيؤ والاستعداد العقلي لدى الفرد ودوافعه واتجاهاته ومواقف الإحباط المتكررة التي قد مر بها الفرد.
    3- العوامل البيئية الخارجية:مثل ضعف الإضاءة ،سوء التهوية،الضوضاء،كثرة عدد الأفراد ،الضغوط البيئية.

    بعض النظريات المفسرة للانتباه :
    حاول الكثير من العلماء وضع نماذج تفسير للانتباه واعتمد كل منهم على تصور خاص يحدد من خلاله كيفية حدوث الانتباه وعلاقته بالعمليات العقلية الأخرى وفي ضوء نظرية تجهيز المعلومات ظهر نموذج برودبنت والذي فسر الانتباه في ضوء مراحل التي تمر بها المنبهات ابتداء من عرض المثير إلى الاستجابة "الاستجابة هنا تعني تمام الانتباه أي نهاية مرحلة الانتباه .
    نظرية نموذج برودبنت : يرى برودبنت أن المعلومات التي تأتي من المثيرات تمر بمرحلة أولى تسمى الإحساس ،المرحلة الثانية هي التعرف،المرحلة الثالثة:إعادة التناول واختيار الاستجابة. وبعد ذلك تصدر الاستجابة التي تجعل الفرد يتوصل إلى الانتباه .
    مراحل الانتباه وفقا لنموذج برودبنت:
    المرحلة الأولى "الإحساس" : وبعدها تخزن مؤقتا في مخزن قصير المدى ،مهمته حفظ المعلومات لفترة قصيرة جدا وقبل أن تمر المعلومات إلى المرحلة الثانية وهي التعرف.

    المرحلة الثانية "التعرف" :تمر على ما يسمى "بالفلتر أو المرشح" مهمته :اختيار المعلومات اللازمة للمرحلة التالية لتمر إليها وبقية المعلومات التي لا تمر أي أنها تنتقي المعلومات الهامة .
    في مرحلة التعرف يتم تحويل الإحساسات من الصورة الفسيولوجية إلى صور ـ رموز عقلية يدرك الفرد من خلالها معنى أولي أو معلومات أولية حول تلك المثيرات التي عرضت عليه ثم تنتقل للمرحلة الثالثة
    المرحلة الثالثة "إعادة التناول واختيارا لاستجابة" ثم تصدر بعد ذلك الاستجابة التي تجعل الفرد يواصل الانتباه أو يتوقف والشكل التالي يوضح تلك المراحل ورغم أن قبول هذا النموذج منطقي إلا أنه توجد عليه بعض الملاحظات التي سوف يتم توضيحها بعد ذلك

    نموذج بردبنت

    مثير ←←الإحساس  التعرف ←←إعادة التناول واختيار الاستجابة←←الاستجابة
    المرشح

    شرح : يدخل المثير عبر الحواس عبر مرحلة الإحساس ،يتم نقل المثير من حالة واقعية طبيعية إلى داخل الفرد وفي صورة حسية معرفية ـ وتعني مرحلة الإحساس تحتوي على معلومات من المثير الذي عرض على الفرد مثل 10 وحدات من المعلومات مرت في مرحلة الإحساس والمعلومات تختزن لفترة قصيرة جدا لا تتعادى أجزاء من الثانية في مخزن ،ثم يأتي المرشح مثل الفلتر فتمر جزء من المادة وجزء أخر لا يمر وفترة التوقف هي فترة ترشيح أي أن جزء منها يبقى وجزء يمر والذي يتحكم في المرور عوامل التركيز والاهتمام ويمر الجزء إلى مرحلة التعرف أي الإحساس به لكن لا يتعرف عليها وفي مرحلة التعرف تتحول الإحساسات في مراكز التذكر ذاكرة حسية طويلة المدى يختزنها الفرد ويتم تحويل الإحساسات إلى رموز و صور ذهنية لأننا نتعامل مع مخازن تتعامل بشكل رمزي ويتم التعرف على المثيرات بشكل أولي ،أي أن التعرف هنا تكون معلومة أولية ليست محسوسة قد يكون فيها خزن لكن توجد معلومة وصلت لهذه المعرفة يعاد تناول المعلومة في المرحلة الثالثة ويتم إعادة النظر في المعلومة التي تعرفنا عليها في المرحلة الثانية ثم اختيار الاستجابة وهذا هو تصور بردبنت في مراحل مرور المعلومات عبر المثير والاستجابة والاستجابة هنا تعني تمام الانتباه ولا يختص بتفكير أو تذكر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الانتقادات الموجه لبرود بنت :
    لم يشير برودبنت إلى كيفية ترشح المعلومات وما هي المحكات التي تجعل جزء من المعلومات تمر في مرحلة التعرف ،يمكن أن تكون عملية الترشيح حسب أهمية المثير وأكثر وضوحا .
    أي أن بردبنت لم يوضح الأسس والمعايير التي على أساسها تمر بعض المعلومات وتنتقل لمرحلة التعرف أولا تمر وتبقى في مرحلة الإحساس فقط ولم يشر إلى كيفية ترشح المعلومات.
    أعتبر برود بنت أن تكوين وتناول المعلومات محكوم بعدد من المثيرات التي توجد محدودية في عملية الانتباه ولم يذكر هذه المحدودية والإنسان يستطيع في لحظة واحدة الانتباه لأكثر من مثير ويدخل عدد كثير من الاستجابات ولم يقل كيف يدخل الفرد عدد من المثيرات المتباينة .
    أي أن عملية الانتباه محكومة بعدد محدد من المثيرات وهذا معناه محدودية طاقة الإنسان الموجه للانتباه ولم يفسر كيف يحدث الانتباه لمجموعة من المثيرات المختلفة والتي يستطيع الفرد التركيز عليها بأكثر من حاسة .
    نظريات ونماذج أخرى: ظهرت نماذج أخرى للانتباه مثل نموذج ودوتش ودوتش 1963م،ونورمان 1969م ونموذج كيلي 1973م بالإضافة إلى نموذج برود بنت 1958م وتتفق جميعا حول عده مسائل وهي :
    أن المعلومات أثناء معالجتها تمر في عدد من المراحل وهي :
    1ـ مرحلة التعرف وتشمل :الإحساس والإدراك 2- مرحلة اختيار الاستجابة 3- مرحلة تنفيذ الاستجابة
    أن الانتباه طاقة أحادية القناة لا يمكن توجيهها إلى أكثر من مثيرين أو عمليتين بنفس الوقت ،فهي طاقة محددة السعة يتم تركيزها على مثير معين دون غيره من المثيرات الأخرى
    أن هناك مرشحا filter يعمل كستارة يسمح بمعالجة بعض المعلومات من خلال تركيز الانتباه عليها ويمنع بعضها الأخر من المعالجة لعدم الانتباه إليها .
    إلا أنه على الرغم من أتفاق هذه النظريات حول المسائل السابقة ،إلا أنها تختلف فيما بينها حول مكان وجود المرشح .
    كان في حالة نموذج برود بنت مكون المرشح بين الإحساس والتعرف
    أما في حالة نموذج ودوتش ودوتش ـونورمان يكون المرشح بين التعرف وإعادة تناول واختيار الاستجابة .
    مثير ←←الإحساس ¤¤¤ التعرف ←←¤¤¤إعادة التناول واختيار الاستجابة←←الاستجابة
    المرشح المرشح في نموذج ودوتش ونورمان
    في نموذج برود بنت

    بعض المفاهيم حول الانتباه :
    مفهوم مدى الانتباه : هو عدد العناصر أو عدد المثيرات التي يستطيع الفرد تركيز انتباهه عليها في آن واحد أو الفترة الزمنية التي يستطيع الفرد تركيز انتباهه بشكل متصل على مثير واحد
    مفهوم تموج الانتباه : تغيرات في درجة الانتباه و ليس في فترات معينة بعضها يكون التركيز عالي وبعضها يكون منخفض أ, متوسط ومن رسم مناحي الانتباه يظهر في شكل مموج أما إذا كانت درجة التركيز بنسبة 70% ..فيعطي خط مستقيم لأن الفترة متصلة ،أما لو أخذ منحنى مموج فيعطي مرة 10 % ،30% ،40% ،وهذا يعطي خط مموج الاختلاف في درجة الانتباه "درجة التركيز "الفرد في الانتباه والباقي يكون الانتباه متقطع
    الغفلة أو السهو :الانتباه يكون موجود لكن يتوقف لمرحلة الإحساس لكن لم يتعرف على المثير
    الغفلة والسهو : تعني حالة عدم الانتباه التام يكون فيها المثير أو المنبه كائنه غير موجود وقد تحدث الغفلة أو السهو لأسباب ذاتية كمرحلة فتور أو وهن يعتري ذهن الفرد فترة من الزمن ثم يزول ذلك ويشبه النوم غير الكامل "لا نائم ولا صاحي"وكأن المثير غير موجود "سرحان " مثل صوت المنبه قبل صلاة الفجر .
    الأسباب التي تكمن وراء الغفلة أو السهو :
    هي الأسباب أو العوامل الذاتية وهي فترة فتور وليست أسباب خارجية
    الانتباه الانتقائي : انتباه الفرد لبعض المثيرات ليس كلها بإرادة تامة من الفرد ويبذل فيها جهد كبير نسبيا وفي الغالب يكون حول موضوعات يهتم بها الفرد "شكل عملي للانتباه " مثلا عند مرور خمسة أشخاص أمامك فيكون انتباهك انتقائي بالتركيز على أحدهم دون البقية .
    التهيؤ: استعداد خاص داخل الفرد يجعله يوجه انتباهه نحو نوعية معينة من المثيرات بشكل أكبر من نوعية أخرى،أي تكون حاجة افتراضية داخل الفرد ويكون هناك احتماليه لينتبه لمثيرات دون أخرى ،مثلا :عندما يحب فرد ما اللون الأخضر فيكون اللون الأخضر بمثابة الاستعداد الخاص الذي يجعله يوجه انتباهه له من بين مجموعة من المثيرات .
    مفهوم حصر الانتباه : الانتباه لا يثبت على شيء واحد إلا لفترات قصيرة وينتقل الفرد لجوانب أخرى من الموضوع الذي ينتبه له ويحاول أن يقلب الموضوع وينتبه له من أكثر من زاوية
    مفهوم التفريط في الانتباه : نقص في درجة الانتباه أو في شدته أو انعدام الانتباه تماما أي : أن التفريط في الانتباه من أشكاله الشرود الذهني والغفلة أو السهو . وتكون حدود التركيز من العميق إلى السطحي مابين 70% - 20% ويفرط في بعض الجوانب ويكون بالانتقال من مثير إلى أخر "متناوب" أي من درجات التحضير إذا كان الانتباه ينتقل من مثير إلى أخر يكون متفاوت أما إذا كان انقطاع تام فتكون هي الغفلة أو السهو

    الـــــــذاكــــــره Memory

    أهم التعريفات :
    1ـ الذاكرة 11-الإحماء
    2-الذاكرة الإدراكية 12-الاحتفاظ
    3-التعرف 13- مؤشرات الاستعادة
    4-الاستدعاء 14-الذاكرة قصيرة المدى
    5-الإعادة 15ـ الذاكرة طويلة المدى
    6-إعادة الإنتاج
    7-الاختزان
    8-ظاهرة طرف اللسان
    9-الاستدعاء المسلسل
    10-درجة التعلم المدخر
    1-ماذا نعني بالذاكرة ؟؟؟؟
    هي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات التي سبق الفرد أكتسبها والقدرة على استرجاعها عندما يطلب منه ذلك .
    2-ماذا نعني بالذاكرة الإدراكية : هي أحد مقاييس الحفظ والتذكر يطلب من الفرد خلالها إعادة إنتاج المثيرات في صورتها الأصلية التي تلقاها عن طريق الحواس .
    3- إعادة الإنتاج: حالة خاصة من الذاكرة الإدراكية عندما يطلب من الفرد إعادة إنتاج جزء من المثيرات وليس كلها "مثلا : عند عرض 10 كلمات على السبورة ويطلب منه كتابة كلمتين فقط ، أو عرض خريطة العالم ويطلب منه رسم جزء منها "قارة أفريقيا فقط"
    4ـ التعرف : أحد مقاييس الحفظ والتذكر يقدم للمفحوص من خلاله الاستجابة الصحيحة مع استجابات أخرى ثم يتعين عليه أو يطلب منه تميز أو اختيار تلك الاستجابة الصحيحة ممن البدائل المعطاة ومن أمثلته : أسئلة اختبار متعدد ،أسئلة الصواب والخطأ ،أسئلة المزواجة والتوصيل ،أسئلة التكملة من كلمات معطاة .
    5- الاستدعاء : يحتاج إلى جهد عقلي أكثر من التعرف ،وهو أحد مقاييس الحفظ والتذكر يعطي للمفحوص مؤشرات معينة "أسئلة"مثيرات ،وعليه أن يسترجع أو يستدعي أو ينتج الاستجابة الصحيحة المطلوب منه "
    مثال : متى توحيد المملكة ؟مثير يجعل الفرد يبحث في الذاكرة التي احتفظ بها من المعلومات التاريخية والاستدعاء يحتاج جهد عقلي أكثر من التعرف .
    ظاهرة طرف اللسان : موقف للتذكر تبدو فيه استعادة مثيرات معينة من الذاكرة عملية ممكنة ولكنها لا تحدث في الواقع وإنما يحدث بدل منها بعض الاستجابات قريبة الشبة من الاستجابة الصحيحة .لكن كيف يمكن أن نتذكر المعلومة إذا كانت على طرف اللسان؟؟

    المحاضرة الثامنة

    مصطلحات الذاكرة
    الاختزان : يقصد به مرحلة من المراحل التي تمر بها المعلومات يتم فيها حفظ المعلومات أو الاحتفاظ بها بطريقة أو بأخرى لفترات معينة .
    الإحماء: أي نشاط يستخدم لإعادة عمليات الاكتساب والاحتفاظ مثل استرجاع المعلومات وهو نوع من التهيئة للتأكيد على الاحتفاظ الجيد وتيسر عليه الاسترجاع بعد ذلك . "مثل المراجعة " للتدريب على الاسترجاع للمعلومات التي تم الاحتفاظ بها في الذاكرة خلال المذاكرة.
    مؤشرات الاستعادة : كل مثير يستخدم للحصول على استجابة ما "معلومة ما تم الاحتفاظ بها في الذاكرة ويفترض أن مؤشرات الاستعادة تتطابق مع الكيفية التي تم بها التشفير الرمزي للمعلومات "تسجيل " ومع الكيفية التي تم الاحتفاظ بها .
    أي أن مؤشرات الاستعادة تتطابق مع المعلومات المحتفظ بها ،عند شرح معلومة والاحتفاظ بها يفترض أن تكون مؤشر استعادة ،مثل الاحتفاظ بمعلومات معينة من خلال صياغتها في مخطط مختصر . يتم تشفير المعلومات بناء على هذا المخطط المختصر الذي قام به الفرد .
    تصنيفات الذاكرة : ثلاثة تصنيفات
    أ - من حيث محتوى الذاكرة : تنقسم الذاكرة من حيث المحتوى لعدة أنواع :
    1- ذاكرة أولية "واقعية " تمثل الصور الذهنية للواقع والتي يكون فيها الفرد عبر علاقته المباشرة بالآخرين والبيئة ومحتوى الذاكرة هنا :غير لفظي "أشارات ،رموز"
    2- ذاكرة لفظية : تمثل الألفاظ التي تعبر عن أسماء لأشخاص أو معاني أو حقائق وتشكل الكلمات محتوى هذه الذاكرة وتعتبر مفاتيح الاسترجاع
    3- الذاكرة الاجتماعية : تشمل المعتقدات السائدة في المجتمع والعادات والتقاليد والعلاقات بين الأفراد والقصص والحوادث والخرافات إن وجدت والمثل العليا الاجتماعية والأخلاقية والمعايير القانونية .
    4- الذاكرة الحركية : وتشمل كل ما يكتسبه الإنسان من معارف وخبرات مهارية يستخدم فيها مجاميع أو عدد من عضلات الجسم مثل :المهارات الرياضية ،مهارات الرسم،الكتابة،النحت،قيادة السيارة،التعامل مع الكمبيوتر .

    ب ـ من حيث طرق نظام الاحتفاظ أو تخزين المعلومات
    1- الذاكرة الحسية : هي مخزن مستقل للمعلومات الحسية بشكل مؤقت وتبقى فيها لمدة قصيرة جدا دلت نتائج الأبحاث على أنها تتراوح ما بين 25. و 50. من الثانية ،أي لا تتعدى النصف ثانية ،ثم تتلاشى المعلومة وإذا ركز الفرد انتباهه على المثير الحسي قد تنتقل المعلومة لمخزن أخر قصير المدى أو طويل المدى .
    مثال ذلك : عندما يشم الفرد رائحة برتقالة مع زميل له قربها من أنفه ثم بعدها تماما عنه فإن أحساس الفرد بهذا المثير وإبعاد هذه الرائحة لا يتعدى الذاكرة الحسية .
    خلاصة : ذاكرة حسية مخزن مؤقت للمعلومات لا يتعدى بقاء المعلومات فيه أكثر من نصف ثانية .
    تكون شكل المعلومة في الذاكرة الحسية شيء من أثنين:
    إما أن تتلاشى المعلومة بعد بقاءها فترة بسيطة إذا كان تركيز الانتباه ضعيف
    أو : تنتقل المعلومة للذاكرة طويلة المدى أو قصيرة المدى إذا زاد تركيز الفرد .

    ذاكرة قصيرة المدى : يرى الباحثون أن الذاكرة قصيرة المدى هي مركز الوعي لدى الإنسان لأنها تتضمن المعلومات والأفكار والخبرات التي يكون الفرد على وعي تام بها في لحظة زمنية معينة وتستقبل الذاكرة قصيرة المدى كم محدد من المعلومات . ودلت الأبحاث أنه يتراوح بين 6-10 عناصر بسيطة أو مركبة. وتكون بسيطة مثل الكلمات ومركبة مثل جمل ،وتبقى المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى لمدة تتراوح مابين ثانية إلى دقيقة والبعض الأخر من 2-3 دقائق ومن أهم وظائف ذاكرة قصيرة المدى :
    أهم وظائف ذاكرة قصيرة المدى :

    تخزين المعلومات المؤقتة المطلوب استرجاعها فورا
    تحويل بعض المعلومات للذاكرة طويلة المدى
    المساعدة في استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة المدى

    الذاكرة طويلة المدى : في هذا النوع يتم الاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة تبدأ من دقيقة إلى سنوات وتتسع لعدد لا محدود من العناصر ويرى بعض الباحثين أن سعة الذاكرة طويلة المدى تتأثر بالعمر الزمني فتقل السعة بزيادة العمر خاصة في مرحلة الشيخوخة .
    الفرق بين الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى :
    1-تستقبل الذاكرة قصيرة المدى المعلومات وتحتفظ بها لفترات محدودة جدا
    لا تتعدى دقيقة واحدة ....
    في حين أن الذاكرة طويلة المدى تحتفظ بالمعلومات لفترات طويلة تصل لعشرات السنين
    سعة الذاكرة قصيرة المدى محدودة من 6-10عناصر ...
    في حين أن سعة الذاكرة طويلة المدى غير محدودة وإن كانت تتأثر بالعمر
    الذاكرة قصيرة المدى تفيد في مواقف التذكر الفوري وغالبية المعلومات بها غير معالجة لم يتم معالجتها ....
    في حين أن الذاكرة طويلة المدى تفيد في مواقف التذكر "المرجع " أي أخبار من أكثر من شهرين .
    الطريقة التي يتم بها اختزان وحفظ المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى تختلف عن الطرق التي يتم بها الاحتفاظ بالمعلومات طويلة المدى , فمثلا:إذا كان ترديد رقم هاتف لطبيب ما كافي لاختزانه في الذاكرة قصيرة المدى قد يصبح الترديد كافي لاختزانه في ذاكرة قصيرة المدى للحاجة له فورا وهذه الطريقة لا تصل للاحتفاظ بها في الذاكرة طويلة المدى
    مستوى الاستثارة وحالة الفرد الجسمية والوجدانية وقت التخزين أو الاحتفاظ تختلف في الذاكرة قصيرة المدى عن الذاكرة طويلة المدى ودلت نتائج الأبحاث على أن هنالك أوقات معينة من اليوم أفضل من غيرها لاكتساب المعلومات وتخزينها "لذا ينصح الطفل بالمذاكرة في فترات مبكرة .
    9-ظاهرة طرف اللسان : قد يكون لها تأثير على الذاكرة طويلة المدى أكثر من الذاكرة قصيرة المدى ،أي قد يصعب على الفرد استرجاع بعض المعلومات التي كان متأكدا من الاحتفاظ بها في وقت معين في ذاكرة طويلة المدى بينما لا يقابل صعوبة أكبر في تذكر أو استرجاع معلومات من ذاكرة قصيرة المدى .
    10-مؤشرات الاستعادة : قد يكون بعض صيغ مؤشرات الاستعادة أي المثيرات التي يتم بموجبها استرجاع المعلومات تيسير أو تصعب استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة المدى أكثر من درجة تأثيرها على استرجاع المعلومات ذاكرة قصيرة المدى مثلا:الأب يكون مشغول بعمل ما وفجأة يطلب منه الابن طلب ما وقبل أن يطلب منه طلب قال الأب له أنتظر في الغرفة المجاورة فينفذ الطفل وينتظر وفي فترة الانتظار يتوقع أن الأب أشار بالانتظار لأنه سوف يعطيه شيء محبب أو سوف يلاعبه وإن لم يقصد الأب ذلك تماما وهنا تذكر الطفل أفعال معينة سيقوم بها الأب عندما أشار له بالانتظار "أن ينتظر" هنا تكون مؤشرات الاستعادة ، في حين أن مقصد الأب من الانتظار أن ينتهي من عمله في هدوء ويستمع إلى رغبة الطفل ويصغي إليه .
    مثال أخر: الأسئلة الغامضة التي تفهم بأكثر من معنى وتؤدي إلى استدعاء الاستجابات متباينة وهذا يؤثر على تذكر قصير المدى وطويل المدى .

    المحاضرة التاسعة
    تمر المعلومات في الذاكرة بثلاثة مراحل
    مراحل الذاكرة :
    1-مرحلة الترميز والتشفير : فيها يتم تحويل شكل المعلومات من حالتها الطبيعية إلى مجموعة صور أو رموز أو شفرات لها مدلولها الخاص لدى الفرد وقد يكون لكل نوع من المعلومات الحسية شفرة أو رمز خاص بها ولذلك يوجد ما يسمى بالشفرة البصرية والشفرة السمعية والشفرة اللمسيه وشفرة المعاني أو دلالة الألفاظ

    2-مرحلة التخزين والاحتفاظ : تشير تلك المرحلة إلى تخزين أو الاحتفاظ للمعلومات التي تم تحويلها من المرحلة السابقة وتبقى تلك المعلومات بالذاكرة لحين الحاجة إليها .

    مرحلة الاسترجاع : تشير إلى أمكانية استعادة المعلومات أو جزء منها من تلك المعلومات التي سبق الاحتفاظ بها أو سبق تخزينها في الذاكرة ويتوقف الاسترجاع على مدى كفاءة ودقة الاحتفاظ وعلى نوع الإستراتجية أو المعلية أو المؤشر المستخدم للاسترجاع "مثل شكل الأسئلة والمطلوب منها هل هو : تعرف؟أو استعادة ؟أو إعادة؟ أو تذكر حسي أو إعادة إنتاج.
    طرق قياس الذاكرة :
    التعرف
    الاستدعاء:استرجاع معلومات من الذاكرة بطريقة الخاصة
    الذاكرة الإدراكية :يطلب استعادة مثيرات سبق أن عرض فيها في صورتها الأصلية
    إعادة الإنتاج: يطلب استعادة جزء من مثيرات سبق أن عرضت عليه في صورتها الأصلية
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العوامل التي تؤثر على الذاكرة :
    العوامل التي تؤثر على الترميز والتشفير :
    توجد عوامل تؤثر على الذاكرة في مرحلة الترميز منها
    التفصيلات البارزة "تباين عرض المعلومات أو المثيرات"
    زمن العرض وتكراره
    درجة الانتباه وتركيزه
    العوامل التي تؤثر على الذاكرة في مرحلة التخزين والاحتفاظ
    1-الفترات الفاصلة بين التخزين والاحتفاظ
    2- المعلومات السابقة أو المتوقعة "اللاحقة"
    3-الغرض أو الهدف من الاحتفاظ
    4-العوامل الشخصية الجسمية كتهيج والاستعداد الجسمي
    5-العمر الزمني والتغيرات الفسيولوجية والعقلية المرتبطة به أو المصاحبة له
    العوامل التي تؤثر في مرحلة الاسترجاع:
    1-نوع الإستراتجية أو العلمية المستخدمة في الاسترجاع "هل هي :تعرف أو استدعاء أو ذاكرة إدراكية أو إعادة الإنتاج.
    2-السياق الذي يتم فيه الاسترجاع "جلسة خاصة،اختبار"
    3-حالة الوعي والشعور "كفاءة الذاكرة قصيرة المدى وقت الاسترجاع"
    4-الحالة الوجدانية أو الجسمية وقت الاسترجاع
    5-الظروف البيئية المحيطة بالفرد وقت الاسترجاع
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أهم النظريات المفسرة للذاكرة :
    نظريات العملية الواحدة منها :
    أ ـ نظرية الارتباطية :يفسر أصحاب النظرية الذاكرة :أنها أنتاج لتكرار الارتباطات بين المثير والاستجابة وأن الفرد يختزن تلك الارتباطات وتشكل أساسا لذاكرته وكلما زاد عدد تكرار الارتباطات بين المثير والاستجابة الخاصة بحدث معين يقوى الارتباط بينهما وتعتبر الاستجابات التي يمكن تذكرها في هذه الحالة بمثابة عادات

    ب – نظرية الأثر : يظهر أصحاب نظرية الأثر أن عملية التذكر تنتج من أثر يوجد في الجهاز العصبي نتيجة خبرات التي يمر بها الفرد والتي تحدث تغير فسيولوجي فعلي يجعل الفرد مهيئا لاسترجاع وتذكر خبرات معينة في مواقف معينة .
    نظرية العمليتان :
    يرى البعض بأن التذكر يتم وفق عمليتين أساسيتان هما :
    التذكر قصير المدى "أولية"
    التذكر طويلة المدى "الثانوية"
    وقد تسمى العمليتان بالذاكرة الأولية والذاكرة الثانوية "
    نظريات العمليات الثلاثة :
    يرى البعض أن تفسير الذاكرة يتم وفق ثلاثة عمليات هي :
    1-الاختزان الحسي
    2-الاختزان قصير المدى
    3-الاختزان طويل المدى

    النـــســـيـــانforgetting
    النسيان :يعني فقد أو ضعف القدرة على استرجاع المعلومات أو جزء منها التي سبق ترميزها والاحتفاظ بها في ذاكرة طويلة المدى .
    بعض المفاهيم حول النسيان :
    نسيان الطفولة: خبرات 3 سنوات الأولى تنسى ويصعب تذكرها لدى الغالبية ضعف أو عدم قدرة الفرد على استرجاع المعلومات أو الخبرات المكتسبة خلال 3-5سنوات الأولى من عمرة .
    النسيان المرضي : الفقدان التام لمحتويات الذاكرة سواء كان لأسباب ماضية جسمية أو لأسباب خلقية وراثية أ و فسيولوجية .
    النسيان المرضي الرجعي : عودة قدرة الفرد على التذكر بعد فقدانها أو شفى جزئي من الفقدان التام للذاكرة
    الكف القبلي : هو نسيان أ وصعوبة تذكر معلومة أ و صعوبة احتفاظ أو تذكر أو استرجاع مهارة أو معلومة جديدة بسبب وجود معلومات قديمة ثابتة حول نفس الموضوع القديم يكف الجديد ويصعب الاحتفاظ أو استدعاء معلومات جديدة .
    الكف الرجعي : فقد القدرة على استرجاع معلومات ما تم الاحتفاظ بها قبل ذلك نتيجة دخول أو تعرض الفرد للاحتفاظ بمعلومات جديدة أكثر تأكيدا حول نفس الموضوع . وصعوبة استرجاع معلومات للذاكرة نتيجة عوامل قبلية مماثلة .

    المحاضرة العاشرة

    تصنيفات النسيان
    من حيث :
    من حيث مظاهرة : ينقسم النسيان إلى
    أ ـ نسيان طبيعي أو مقبول مثل نسيان الفرد لمعلومات صعبة أو معلومات تم الاحتفاظ بها لفترة طويلة ولم تمارس ونسيان حقائق صعبة أو معلومات قلت أهميتها للفرد "نسيان الحقائق المعقدة نسيان طبيعي .
    ب ـ نسيان غير طبيعي أو شاذ : مثل نسيان الفرد لحقائق بسيطة التي يظن أنها لم يتوقع لها النسيان وليست عرضة للنسيان كنيسان الفرد لتاريخ ميلاده ،عنوان منزلة،نسيان أسمه .

    تصنيف النسيان من حيث القصد أو الإرادة :
    ينقسم إلى أ ـ نسيان مقصود : نسيان الفرد لبعض الحقائق بقصد وإرادة منه مثل :نسيان خبراته المؤلمة أو المحزنة ،نسيان بعض التجارب الفاشلة التي مر بها ،أو نسيان بعض العادات غير مشبعة أو الصحيحة .
    ب ـ نسيان غير مقصود : يحدث دون إرادة أو قصد مثل نسيان بعض الحقائق في الامتحان أو بعض المعلومات في حوار مع الآخرين .
    تصنيف النسيان من حيث درجة شدته في موقف ما
    ينقسم إلى أ ـ نسيان جزئي: نسيان بعض الحقائق الخاصة بالمواقف أو نسيان بعض محتويات الذاكرة
    ب ـ نسيان كلي : نسيان جميع الحقائق والمعلومات الخاصة بموقف ما أو بهذا الموقف وعلى درجة من النسيان الكلي فقدان الذاكرة التام لجميع محتويات الذاكرة
    تصنيف النسيان من حيث مادته
    ينقسم إلى
    أ ـ نسيان لخبرات شخصية أو ذاتية "مركزها ذات الفرد مثل نسيان أسماء أخوانه أو أصدقائه
    ب ـ نسيان حقائق وخبرات خاصة بالبيئة مثل نسيان مكان محل ،نسيان موقع ما
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    النظريات المفسرة للنسيان :
    1-نظرية التلاشي أو المعنى : يرى أصحاب هذه النظرية أن محتويات الذاكرة تتناقض تدريجيا وتضعف بمرور الزمن خاصة إذا كانت المعلومات عرضة للضعف أو الزوال التدريجي نتيجة لعدم الاستعمال أو مرور فترات طويلة لم يتم استخدام هذه الحقائق أو أن تلك الحقائق لم تعد ذات أهمية بالنسبة للفرد وفي الحقيقة يعزى النسيان وفقا لهذه النظرية إلى عامل الزمن على وجه الخصوص.
    2- نظرية التداخل : ترى أصحاب نظرية التداخل أن تعلم مجموعة من المعلومات الجديدة المشابهة بها معلومات سابقة تم الاحتفاظ بها قد يؤثر ذلك على استرجاع المعلومات القديمة وقد تؤثر على كفاءة الاحتفاظ والاسترجاع للمعلومات الجديدة وهذا شكل من أشكال التداخل وقد يكون التداخل بمعنى أخر : عندما يتم تعلم مجموعات من المعلومات متشابهه في آن واحد فيؤثر ذلك التداخل على عمل الذاكرة لدى مجموعة من الأفراد
    وفي ضوء هذه النظرية يمكن أن نسترجع بعض المفاهيم السابق ذكرها

    نظرية الكبت : يرجع مفهوم الكتب لنظرية التحليل النفسي لفرويد وهو :مكنيزم دفاعي يستخدمه الفرد في خفض التوتر الشعوري عن طريق نسيان بعض الحقائق الخاصة أو الذكريات الخاصة ،أي أن الإنسان ينسى عن طريق كبت الحقائق والأشياء التي لا يهتم بها والتي لا يريد أ، يتذكرها خاصة الخبرات المؤلمة والتي تجرح كبرياء الفرد وهنا الكبت شكل من أشكال النسيان المقصود وقد يحدث نتيجة للتداخل بين الرغبات اللاشعورية لا يفطن الفرد إلى وجودها مع رغبات شعورية يود الفرد من ورائها خفض التوتر وتحقيق الإشباع ويجب أن نلاحظ أن المادة أو الحقائق التي تم نسيانها أو كبتها وفقا لهذه النظرية يمكن أن تعود في مواقف مثلما يحدث في جلسات الاسترخاء أو العلاج أو بالتنويم المغناطيسي أو قد ينطق بها الفرد أثناء النوم
    الخلاصة: النسيان يتعمد لإخفاء بعض الحقائق ظن منه أنه يحقق نوع من الأسباع من نوع ما ويخفض التوتر أي درجة من درجات صراع بين رغبات معروفة غير معروفة ،أي كبت تداخل بين رغبات شعورية "راحة" وخبرات لا شعورية تسيطر عليه الكبت درجة من النسيان القصدي

    قياس النسيان :
    طرق قياس النسيان : هي ذاتها طرق قياس الحفظ والتذكر مع الأخذ بالاعتبار أن ما تركز عليه في الحفظ والتذكر هو ما لم أتذكره بما نركز عليه في قياس النسيان هي المادة غير المسر تجعه من الذاكرة باعتباره أن ما لم يتذكر هو منسي ويعني ذلك أن طرق قياس النسيان هي :
    التعرف
    الاستدعاء
    الإعادة "الذاكرة الإدراكية
    إعادة الإنتاج

    ـ التعرف : أن توضع المعلومات إذا كان السؤال يقيس الفهم :لا أقول نساها لكن أقول لم يفهما
    والتقويم يكون في قمة الهرم هم قله من يستطيعون النقد

    بعض الحقائق "المفاهيم" المستنتجة من النسيان والخاصة به جرى التجارب والأبحاث التي تمت في بحوث علمية :
    المادة المختزنة في الذاكرة واضحة المعنى والتي أعطيت وقت كافي أثناء الاحتفاظ يكون نسيانها أبطاء من غيرها "عندما يكون الفهم أقل يكون النسيان أسرع ،فهم أكثر يعني بطئ في النسيان ،مثل حفظ أيه مع التفسير والشرح يكون تذكرها أسهل ونسيانها أقل
    المعلومات التي تشتمل على الحقائق من المهارات الحركية التي تدرب عليها بعضو أو أكثر من أن تكون أقل عرضة للنسيان من المعلومات اللفظية ويرجع ذلك إلى أن المعلومات المهارية أكثر احتمالا في ممارستها عملية "الإحماء"
    المبادئ والاتجاهات والأفكار العامة والخاصة أقل عرضة للنسيان من الوقائع والمعلومات النظرية "مثلا :مبدأ الصلاة في وقتها ،فكرة النظام ،النظافة قيم خلقية،مرت بعدة مراحل وعي والتزام . فالفرد يختزن قيم خلقية بعد الممارسة والالتزام التام وأصبح ليس عرضة للنسيان بسهولة
    المواقف المصحوبة بصبغة وجدانية أو انفعالات معينة يتذكرها الفرد بصورة أفضل من تلك المواقف غير المصحوبة بشحنات وجدانية إيجابية أو سلبية وهذا يفسر تذكرنا للخبرات المصاحبة بفرح شديد أو خبرات معلومات التي صاحبها ألم شديد
    "علاقة الادراك هنا بالحقائق صاحبتها ، أي خبرات سارة ممكن أن تكون معينة للتذكر ، ماحدث في هذا اليوم من حوادث أخرى غير ناجحة حقائق +صاحبها حالة حزن فإن هذه الأحداث تجعلها حفظها أكثر من نسيانها مثل شرح الدرس : خبرات استخدمت فيها أكثر من حاسة أثناء الاحتفاظ يكون معدل تذكرها أكثر من حاسة واحدة
    5-نوع النشاط الذي يمارسه الفرد بعد الحفظ والتحصيل يؤثر إيجابيا أو سلبيا على التذكر ،مثال : الطالب الذي ذهب للنوم بعد المذاكرة أو استلقى للاسترخاء يفترض أن المادة التي تمت مذاكرتها تكون أكثر ثبات أو أقل احتمالية للنسيان من المادة أو المعلومات التي تبع الاحتفاظ بها قيام الفرد بمجهود عضلي متعب .
    6-المعلومات والحقائق التي تم الاحتفاظ بها باستخدام أكثر من حاسة تكون أكثر ثباتا وأقل احتمالا للنسيان التي استخدمت فيها حاسة واحدة ،مثال : الطالب الذي يستذكر القراءة والكتابة ورؤية بعض المواد المصورة وسماعة للمعلومات يفترض أن هذه الحقائق والمعلومات تثبت لدية أكثر مما لو أستخدم فيه حاسة واحدة مثل القراءة فقط ، مثل المرحلة الابتدائية والروضة فيه كتب مصورة .
    7-يقال أن النسيان أثناء النهار أسرع من النسيان أثناء الليل وإن كانت هذه التجارب لم تثبت في كل التجارب حتى الآن
    8-لم تؤيد التجارب الرأي القائل أن الحفظ السريع يؤدي إلى نسيان سريع فقد تكون قدرة الفرد على الحفظ السريع ترجع إلى اليقظة والانتباه وتركيز الجيد وبالتالي يؤدي إلى الحفظ والتذكر الجيد وقد يكون الحفظ البطيء يصاحب بتشتت الانتباه أو ضعف في القدرات العقلية وبالتالي ينسى بسهولة وتكون تلك الحقيقة الشائعة غير مبررة
    9-معدل نسيان بعد الحفظ مباشرة بالأخص الحفظ الآلي "الصم" غير قائم على الفهم ،يكون سريع ويقل معدل النسيان بعد ذلك ويرجع ذلك إلى أن الفرد قد يكون درجة حفظة للحقائق غير دقيقة بالتالي يكون عرضة للنسيان وعندما يتاح له وقت للمراجعة قد يقل معدل النسيان تدريجيا .

    المحاضرة الحادي عشرة
    التفكيرthinking :
    تعددت تعاريف التفكير ومنها ......
    كل نشاط عقلي يستخدم الرموز بدلا من الأشياء والمحسوسات ويهدف إلى حل مشكلة الفرد من بين المشكلات التي يتعرض للفرد
    كل نشاط عقلي يستطيع الفرد به أن يفهم موضوعا جديدا أو يحسن التصرف في مواقف معين أو على الأقل يفهم بعض مظاهر هذه المواقف أو هذا الموضوع
    التفكير هو استعمال العقل بكل تجهيزاته أو بكل إمكانياته للانتقال من المعلوم إلى المجهول أو استعمال المعلوم من أجل فهم المجهول .
    هو تمثيل داخلي للأحداث والوقائع والأشياء الخارجية التي يقوم به الإنسان عندما يتعرض لمشكلة ما ويحاول الوصول إلى حل مناسب لها ويود الفرد من وراء التفكير إلى تحقيق التوافق مع البيئة الخارجية
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أهم أشكال ..أنماط..صور التفكير :
    تتعدد أنواع التفكير ويمكن أن نذكر منها :
    التفكير الحسي : أبسط أنواع التفكير حيث يتعرف الفرد على المعلومات من خلال الحواس وهي أول بوادر التفكير عند الإنسان ولا يستطيع أن يتذكر الأشياء ويفهم مدلولها دون أن يكون أمامه وهذا هو التفكير الذي يتصف به الطفل في أول عام من العمر ويسمى التفكير الحسي لارتباطه بالجانب الحسي الحركي عند الإنسان والمحيط الخارجي وما يحتويه من مثيرات تؤدي إلى انعكاسات أو ردود أفعال تمثل بداية التفكير عند الطفل.
    التفكير الاستكشافي : يتصف هذا النوع من التفكير برغبة الفرد الشديدة في كشف ما يدور حوله وإيجاد تفسير مناسب له ويتضح ذلك بطرح العديد من الأسئلة محاولة من الفرد أو الطفل لاستيضاح كل ما يريد فهمة ويسمى ذلك بحب الاستطلاع
    التفكير المجرد : يمثل التفكير المجرد أعلى أشكال التفكير من منظور نظرية بياجية ويصل له الفرد العادي في عمر 11سنة تقريبا ويتصف بقدرة الفرد على التعامل مع المجردات وتزداد القدرة على التخيل والتصور بعد أن كانت في المراحل السابقة معتمدا على المحسوسات وفي تلك المرحلة يستطيع الفرد أن يفكر بشكل منطقي أو بطريقة علمية بأتباع طرق علمية منظمة تبدأ بتحديد المشكلة ـ جمع المعلومات منها وتحليلها ثم وضع الفرضيات ثم الوصول إلى النتائج واختبار صحتها قبل تعميمها
    التفكير الحر : هو نوع من التفكير لا يرتبط بموضوع محدد بل يرتبط بعدة موضوعات تكون لها الأهمية لدى الفرد في وقت ما وهذا النوع من التفكير يحتاج إلى العديد من العمليات العقلية مثل الإدراك ، الانتباه ،التذكر،الاستبصار
    التفكير الإبداعي: قدرة الفرد على أداء أفعال جديدة تثير الدهشة والإعجاب تتصف بغزارتها وتنوعها وأصالتها "حداثتها أو جدتها " ويتكون التفكير ألابتكاري من المكونات الأساسية :
    أ ـ الطلاقة :هي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار أو الألفاظ والمعلومات بيسر وسهولة حول موقف معين
    ب ـ المرونة : قدرة الفرد على إعطاء أفكار متنوعة أو قدرته على معالجة المشكلات من زوايا مختلفة أي أن المرونة تعني التنوع والاختلاف في الأفكار التي يأتي بها الفرد المبتكر أو المبدع
    ج ـ الأصالة : تعني قدرة الفرد على إعطاء صورة جديدة غير مألوفة أو إدراك علاقات نادرة لا يدركها الفرد العادي أو إنتاج أفكار غير مباشرة وبعيدة عن الموقف المثير
    د ـ الحساسية للمشكلات : تتمثل في قدرة الفرد المبدع على إدراك مواطن المشكلة والجوانب التي تحتاج إلى تعديل أو تغيير الجوانب التي لا تتفق مع الحقائق المعروفة أو الشائعة وإدراكه للحقائق الثابتة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الخصائص العامة للتفكير :
    التفكير نشاط كامن غير محسوس ولكن يمكن الاستدلال عليه شأنه شأن سائر التكوينات الفرضية الأخرى
    التفكير نشاط رمزي يتضمن تعامل الفرد مع الرموز واستخدامتها
    قد يكون التفكير سطحيا بسيطا وقد يكون معقدا يتطلب عدد من العمليات العقلية والتفاعل بين الرموز
    لا يمكن أن يحدث التفكير ما لم يتم تنشيط الدوائر العصبية المناسبة "النشاط الفسيولوجي والعصبي وهذا يتطلب بعض الجهد
    متى ما تم تنشيط علميات التفكير فإنها قد تستمر حتى إذا لم يكن هناك سبب أو مبرر واضح لهذا الاستمرار وقد تكون محاولات إيقاف علميات التفكير في تلك الحالة عديمة الجدوى
    إذا خصص الفرد قدرا معينا من طاقته الكلية "الجسمية ، العقلية ،العصبية "للتفكير في موضوع ما فإن هذه الطاقة لا يمكن أن تتجه في هذا الوقت لموضوع أخر
    ثمة مناطق في كلا النصفين الكرويين للمخ في وسعها القيام بنفس علميات التفكير وذلك في المخ السليم، والصحيح نجد أن أحد نصفين يكون سائدا في وقت ما في القيام بعمل ما وفي هذا الوقت يكون النصف الأخر في حالة كف عن القيام بنفس العملية ويحول ذلك دون ازدواج الجهد أو احتمال نشوء تنافس بين عمل النصفين الكرويين وقد أوضحت بعض الدراسات التي أجريت على بعض الضحايا ممن يتلقون ضربات قوية ومفاجأة قد تعرض أحد النصفين الكروين للخلل أو الإصابة ينتج عنها فقد القدرة على الاستجابة فوجد أن هؤلاء الأفراد بوسعهم استعادة جزء كبير من أنماط هذه الاستجابة بتنشيط النصف الآخر من المخ لأداء بعض المهمة والقيام بنفس العمل

    المحاضرة الثاني عشرة

    فوائد التفكير :
    يمكن تلخيص فوائد التفكير فيما يلي :
    يساعد الإنسان على حل كثير من مشاكله وتجنب الكثير من الأخطار وذلك لأن التفكير قد يوجه الفرد إلى توقع الخطر في موضوع ما فيتخذ الإجراءات الوقائية لذلك
    التفكير وسيلة جيدة لانتفاع الإنسان من خبراته الماضية
    يساعد الإنسان على تحقيق غايات ونتائج لم تكن تتحقق بدون تفكير
    يفيد في تنمية شخصية الفرد عن طريق إكسابه الكثير من الصفات مثل الثقة بالنفس واحترم الذات
    يعتبر التفكير وسيلة تساعد الفرد في تحديد تطلعاته وتعامله مع مستقبله واستعداده له وتصورة لوقعة

    الأبــــتـــــكـــــارهInvention

    المكونات الأساسية للابتكار :
    1-الطلاقة
    2- المرونة
    3- الأصالة
    4- الحساسية للمشكلات

    تعريف الابتكار كعملية إجرائية : يعرف الابتكار كمعلية أنه الإجراءات التي تبدأ بالإحساس بالمشكلات في مجال معين ثم تكوين بعض الأفكار والفروض لمعالجة تلك المشكلات ثم اختبار صحة هذه الفروض والوصول إلى نتائج جديدة كليا أو جزئية ثم يعلن الفرد هذه النتائج للآخرين
    تعريف الابتكار كنتاج: نشاط عقلي "بسيط أو معقد " ينتج عنه ناتج جديد يتصف بالأسئلة والمرونة والطلاقة ويكون هذا النشاط حول موضوع عن الموضوعات التي يهتم بها الفرد ويتفاعل معها مع بيئته
    تعريف الابتكار كقدرة : تنظيمات أو تكوينات فردية "علاقات رمزية " مؤلفة من عدد من الإمكانات أو القدرات الفرعية وهذا التنظيم يختلف باختلاف المجال ألابتكاري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المكونات السيكولوجية للتفكير ألابتكاري :
    الطلاقة : غزارة الإنتاج ،إنتاج لفظي "طلاقة لفظية
    المرونة : التنوع والاختلاف في الأفكار والمنتج "مثال استخدام الكرسي هي ....ويعطي أفكار متنوعة مختلفة يقومها من عدة توجهات
    الأصالة : تتصف بالحداثة الكلية ،أي الجدة والحداثة كليا في أنتاج الجديد أو بشكل جزئي أي إضافة شيء للآخرين ،حساسية أكثر لتلمس جوانب التغيير
    حل المشكلات problems solving :
    ماذا نعني بحل المشكلات :
    يتضمن سلوك حل المشكلات تحديد الاستجابة الصحيحة في موقف فريد أ و جديد بالنسبة للفرد ولا يستطيع أن يحل هذه المشكلة بإمكاناته العادية
    مراحل ، خطوات حل المشكلات :
    تحدد مراحل حل المشكلات في خطوات التالية :
    التعرف على المشكلة وتحديدها : أي إحساس الفرد وشعوره بوجود مشكلة ما ويحدد هذه المشكلة تحديد دقيق ويجمع ما يتيسر له من معلومات حول المشكلة
    مرحلة توليد الأفكار والمقترحات للحل "الفرضيات"
    الفرد في هذه المرحلة يفكر في المشكلة بعمق ويضع بدائل ومقترحات للحل ويجب أن يبحث وينتج أكبر عدد من الحلول البديلة ويتطلب ذلك نوعا من التفكير المنطلق غير المقيد ،ثم يطور هذه الأفكار وينقحها لصياغة عدد من الفرضيات التي تسمى حلول ممكنة للمشكلة وتبدأ ظاهريا حلولا ممكنة وتسمى توليد العديد من الحلول الممكنة للمشكلة بالاستثارة الذهنية
    مرحلة اتخاذ القرار بالفرضية المناسبة للحل : في هذه المرحلة يستخدم الفرد العديد من الاستراتجيات أو المعالجات للمفاضلة بين الفرضيات أو الحلول البديلة ويتخذ القرار بفرضية نفسية منها تعطي الأولوية للتطبيق العملي أو الاختبار بمعنى أخر : أن الفرضية التي استقر الفرد عليها كبديل أو كحل مناسب يضعها موضوع التنفيذ العملي، وقد توصله هذه الخطوة لحل المشكلة وقد تجعله بعيد النظر في الفرضيات الأخرى
    مرحلة اختيار الحل الصحيح وتقويمه : أي أن الفرد في ضوء الخطوة السابقة قد يصل إلى حل للمشكلة قد يكون حل فرضي فهو مطالب باختبار هذا الحل واقعيا وتقويمه وإظهار إيجابيات وسلبيات هذا الحل
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الأساليب المعرفية :
    تصنيف الأساليب المعرفية عدة تصنيفات وأهمها:
    الاعتماد في مقابل الاستقلال عن المجال الإدراكي
    التبسيط المعرفي مقابل التعقيد المعرفي
    التروي مقابل الاندفاع
    المخاطرة مقابل الحذر
    البؤرة مقابل الفحص والشعور
    تحمل الغموض مقابل عدم تحمل الغموض
    التسوية مقابل الإبراز
    الانطلاق مقابل التقييد
    المرونة مقابل التصلب
    مفهوم الأساليب المعرفية : تمثل الأساليب المعرفية الفردية الثابتة نسبيا بين الأفراد والتي تصف طرق تنظيم الفرد لمدركاته وخبراته وتكوين وتناول المعلومات لدية .