بحث التدريس بالوضعيات
مقدمة
أدخلت المقاربة بالكفاءات المجال التربوي، نتيجة النظرية البنائية لجان بياجيه، ما أدى إلى تأسيس النموذج البيداغوجي البنائي، الذي يستلزم الانتقال من منطق التعليم إلى منطق التكوين ،أي " يعطي أهمية كبيرة لنشاطات المتعلم وقدرته الذاتية في التعلم، هذه المقاربة تستدعي تصورا جديدا لـ "مهمة المتعلم" الذي هو في مركز العملية التربوية وتصورا جديدا لـ "مهنة المعلم" والذي يصبح مسهلا لعملية التعلم وبهذا يصبح التركيز على فن التعلم بدلا من التركيز على فن التعليم، ويصبح مجهود المعلم منصبا على التحفيز والإثارة والتوجيه بدلا من تلقين المعلومات". ”(مناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ، ص116).
ولكل عملية تعليمية تعلمية سيرورة تسعى لإجابة على السؤال : كيف يتعلم التلميذ؟ هل باتباع سيرورة التخزين ثم الاسترجاع ؟ أم تساؤل تفاعل تقصي تدريب .... ، ولعل هذه الأخيرة هي التي تناشدها المنظومة الحديثة للتعليم ،
ولكن " فعالية هذه السيرورة مرهونة إلى حد كبير بتكييف استراتيجيات التعلم المتبعة في القسم، سياق الوضعية، القدرات الحقيقية للمتعلمين و وضعيات التعلم المرتبطة بالتحفيز وتدعيم اهتمامات المتعلمين.
إن الاستراتيجيات المعتمدة لهذا الغرض تستدعي استعمالا مرنا ومحكما وجيها لمختلف الطرائق البيداغوجية، إدماج مختلف أنماط مقاربة المعرفة (بممارسة النشاط، بالصورة، بالتعبير، بالنقاش، باللعب)"(مناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ، ص116)
وفي بحثنا هذا حاولنا الإلمام بالإستراتيجيات التعلمية التعلمية،
وركز على طرق التدريس وخاصة التدريس بالوضعيات ، وقبلها قمنا بالتعريف ببعض المصطلحات التربوية التي لها صلة مباشر بالموضوع ، وختمنها بنماذج تطبيقية حول كيفية حل مشكل في المنظور الجديد ألا وهو المقاربة بالكفاءات .
التعريف ببعض المصطلحات
1-1 الاستراتيجية:
هي خطة عامة تغطي أهدافها حقبة زمنية غير محددة بالضرورة، ووظيفة الاستراتيجية في التربية هي رسم السياسات العامة للمهام أو المهمة، ولا تأخذ في حسبانها العوامل أو المتغيرات التي تتضمنها المواقف خلال التخطيط أو التنفيذ. وتستخدم في التعليم كخطة إجرائية تتميز بتكامل مكوناتها من المبادئ والأنشطة والعوامل التربوية، تهدف إلى تحقيق نوع معين من التعلم لدى فئة محدودة من المتعلمين، كما هي خطة منظمة في منهجية، تتضمن مسارا من العمليات التي يمكن أن تقود على تحقيق أهداف معينة وتتضمن أشكالا من التفاعل بين المتعلمين والمعلم والموضوع محل المعرفة وتمثل بالنسبة للمعلم أدوات التحكم في الموقف التعليمي.(الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص161 )
1-2 التعلم: حصول سلوك جديد أو تغير في السلوك يتصف بنوع من الديمومة النسبية، وينتج عن الخبرة والتفاعل مع البيئة. وبهذا يعبر عن نشاط يطور به التلميذ خبرته باستمرار ونستطيع التعبير عن حصول التعلم إذا أصبح بإمكان المتعلم القيام بنشاط معرفي أو مهاري لم يكن بإمكانه القيام به من قبل. (الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص159).
1-3 التعليم: مجموعة النشاطات التي تهدف إلى إحداث هذه التغيرات وهو بهذا يشكل بيئة مشتركة بين المعلم والمتعلم، ويصبح حينئذ عملا مقصودا مخططا يخضع لمعايير الكفاءة العلمية والأداء البيداغوجي الناجح، والتفهم السليم لظروف المتعلم ومستقبل المادة العلمية، والتعليم وفق مقاربة الكفاءات يتخذ شكلا أكثر تحررا وفسحا للمبادرة الذاتية من طرف المعلم في حدود المنهاج المعتمد. (الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص159).
1-4 الكفاءة: تعني قدرة الفرد على أداء فعل أو مهارة أو نشاط معين أداء يستجيب للشروط والقواعد والخطوات التي تجعله فعالا ضمن موقف إشكالي محدد وبهذا فإن الكفاءة هي إحدى المبادئ المنظمة للتكوين وتتدرج ضمن منطق تنظيم التكوين الذي يعوض منطق تنظيم المحتويات من حيث تحديد المحتويات تفرضه الكفاءة، وليس بتطوير عرض إحدى المواد. فالكفاءة هي القاطرة والموجهة للأعمال (النشاطات) في تصور أي تكوين، ومن هنا يمكننا عن طريق الكفاءة فرز وانتقاء المعارف، سواء داخل المادة الواحدة، أو بين عدة مواد.
ومن أنواع الكفاءات ما يلي:
- الكفاءة القاعدية: وهي عنصر من الكفاءة الختامية يتحقق من خلال وحدة تعلمية (حصة أو عدة حصص).
- الكفاءة المجالية: وهي مجموع الكفاءات القاعدية في مجال واحد.
- الكفاءة المرحلية: وهي الكفاءة المستهدفة في كل فصل (مشروع).
- الكفاءة الختامية: وهي مجموع الكفاءات المكتسبة في المجالات (الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص159).
المختلفة.
1-5 الوضعية التعلمية: وهي كل وضعية مخطط لها انطلاقا من أهداف أو حاجات أو مشكلات، أو هي الإشكالية المقترحة على سبيل المثال ينجزها المتعلم كأداة محددة للتدرج والوصول إلى التحكم في الكفاءة.
1-6 الموقف التعليمي: هو تلك العلاقة التفاعلية القائمة بين مختلف أطراف العملية التعليمية (المعلم، المتعلم، موضوع المعرفة، وما يحيط بها من مستلزمات: إدارية، تعلمية، طرائق، أنشطة ...) ويتم التركيز على حسن أداء المتعلم وفق مقاربة الكفاءات. (الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص160).
1-7 مجال التعلم: يقصد بمجال التعلم مجموع الوحدات التعليمية التي يكتسبها المتعلم في سياق متميز ذي هدف محدود ومرتبط بمجالات أخرى. مثال ذلك الرسم والتلوين، يتكون من وحدات تعليمية كالخامات والأدوات والخطوط والألوان وهي مرتبطة بمجال فن التصميم.
1-8 الوحدة التعلمية: وحدة تكون باكتساب عنصر من كفاءة ختامية، وهي مجموعة حصص
مترابطة فيما بينها ومنظمة في شكل نشاطات مبنية حول المعارف المستهدفة، تضمن التحكم في عنصر الكفاءة.
1-9 الحصة: وحدة زمنية غالبا ما تكون مدتها خمس وأربعون دقيقة في التعليم الابتدائي. (الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص159).
- مفهوم الوضعيات التعليمية التعلمية
تعرف الوضعية في مجال التربية والديداكتيك بأنها: السياق العام الذي يحدث فيه التعلم وهي وضعية قد تكون قصدية كما هو الشأن مثلا بالنسبة للتعلم المنظم في الفصل الدراسي، أوتلقائية كما هو الشأن بالنسبة للتعلم أثناء اللعب، أو الأنشطة الأخرى المختلفة.
أنها تلك الوضعيات التي يوجد فيها المتعلم في علاقة مع المادة الدراسية ومع المدرس، والتي تشمل مجموعة من الخطوات والعمليات والأفعال يتم التخطيط لها انطلاقا من أهداف أو حاجات أو مشكلات، وتتضمن مجموعة من المكونات المتفاعلة (مدرس، تلاميذ، مادة، طرائق، وسائل، تقويم، دعم...).
3- أنواع الوضعيات التعليمية التعلمية
يتم اكتساب الكفاءات في إطار جملة من الوضعيات التعليمية التعلمية المتكاملة وقد صنف الباحثون الوضعيات المرتبطة بالكفاءة إلى ثلاثة أصناف:
3-1 - وضعية الانطلاق: وتكون عند بداية التعلم و تهدف إلى إضفاء أهمية ومعنى على عملية التعلم ليكون مستجيبا لتطلعات المتعلمين ومعبرا عن مشاغلهم وتتميز الوضعية بأنها تهيئ المتعلم لفهم محتوى الدرس بطريقة سهلة ويتم فيها توظيف المكتسبات القبلية لبناء التعلمات الجديدة.
مواصفات وضعية الانطلاق :
تهدف إلى تنشيط وإثارة انتباه المتعلمين إلى معلومات اومهارات سابقة تساعدهم على متابعة وفهم مضمون النشاط الجديد . التأكّـد من مدى تحكم المتعلمين في معارفهم السابقة (الأساسية) التي لها علاقة بالنشاط الجديد.
العلاقة بين وضعية الانطلاق والوضعيات الأخرى :
لها علاقة مباشرة بالنشاط الجديد أي لا يمكن التطرق إلى معلومات لا علاقة لها بالنشاط الجديد.
لا يكمن التطرق إلى معارف ومهارات لم تقدم إلى المتعلم.
3-2 وضعية التعلم أووضعية الاستكشاف: أو وضعية بناء التعلمات تكون في بداية الدرس ويكون الهدف منها اكتساب التعلمات الجديدة المرتبطة بالكفاية.
هي وضعية تثير تعلما جديدا،وهي وضعية معقدة تساعد على اكتساب أدوات معرفية أرقى من السابقة وتمكّــن من مواجهة الوضعيات الجديدة المعقدة .
تتخذ الوضعية الاستكشافية شكل الوضعية المشكل , هذه الوضعية لا يمكن حلّها بمجرد الاعتماد على المعارف السابقة ، بل يتطلب حلها بناء معارف جديدة .
وهي من أهم وضعيات التعلم في أي وحدة أو حصة تعليمية وتعتبر تعلمية ، وذلك من حيث النشاطات والحجم التعلمي ، وتتضمن كل ما يدخل في سياق النمو المعرفي والسلوكي للمتعلم ، وانتظام النشاطات في شكل تسلسلي يراعي ترتيب الصعوبات وفقا لمستويات المتعلمين وفروقهم الفردية ، والردود الفعلية في الأداء وهي تتناول المعارف والسلوكات المستهدفة في الوحدة أو الحصة على ضوء المشاركة الفعالة للمتعلمين بالحوار والنقاش وعمل الأفواج والممارسة الفعلية التي تفضي إلى نتائج تعلمية مرضية .
لها علاقة مباشرة بوضعية الانطلاق فإذا كانت هذه العلاقة غير موجودة فاعلم أن التحضير ناقص ولا يحقق الكفاءة المنتظرة من الحصة.
المبادئ التي تعتمد عليها وضعية بناء التعلم :
التدرج في التقديم .
السير من السهل إلى الصعب .
الانتقال من الجزء إلى الكل أو من الكل إلى الجزء حسب طبيعة الموضوع.
تعزيز القدرات المساعدة في الاكتساب: وهي الانتباه، التذكر، الفهم.
-3 - وضعية استثمار المكتسبات
3-3-1وضعية الإدماج: التعلم الإدماجي تستهدف تعبئة المكتسبات وإدماجها من أجل مواجهة مشكل أو انجاز مهمة.
وهي وضعيات تهدف إلى تعبئة المعارف المكتسبة السابقة للمتعلميـن قصد توظيفها وإدماجها وإعطائها معنى,وتنجز هذه الوضعيات في كل فترات الوحدة التعليمية ( عند دراسة مفهوم واحد في الرياضيات مثلا)، ولكنها تنجز بالأساس في نهاية تعلمات عديدة لتعطيها معنى .
يقصد بالنشاط المدمج (activité d'intégration) كل نشاط يحمل المتعلم على استحضار مكتسبات سابقة نتيجة لتعلمات منفصلة وتوظيفها في بناء تعلمات جديدة ذات معنى.
تمثل وضعية – الإدماج سيرورة ربط الموارد السابقة بالموارد الجديدة، وإعادة هيكلتها وفق التمثلات والمخططات الداخلية للفرد المتعلم، وتطبيقها على الوضعيات الجديدة لتحقيق معالجتها ومقاربتها.
بمعنى أن إدماج التعلمات " يدل على السيرورة التي بواسطتها يتمكن المتعلم من زرع تعلمات جديدة داخل تعلمات سابقة. مما يجعله يعيد بنية عالمه الداخلي ، ويطبق على وضعيات جديدة ملموسة"
هناك نمطان من الإدماج:
أ ـ الإدماج العمودي :
و يتعلق باكتساب المتعلم ، في البداية ، مجموعة من الكفاءات القاعدية في مواد مختلفة ستمارس خلال تنفيذ البرنامج في وضعيات متنوعة و ذلك حسب طبيعة المهام المزمع تنفيذها. مثال :
تركيب جمل من كلمات أو إنتاج نص في نشاط اللغة .
حل مسألة ( مشكلة ) في الرياضيات .
ب ـ الإدماج الأفقي :
يساير الإدماج العمودي و بشكل تدريجي و يتم فيه تدعيم المكتسبات بواسطة الكفاءات المرحلية المرتبطة بتنفيذ مهام ذات التعقيد المتزايد و التي تتطلب من المتعلم التحكم في عدد معين من الكفاءات مثال :
لنفرض أن المعلم يريد تنفيذ مشروع مع تلاميذه و يتعلق بإنجاز بطاقة تهنئة ترسل للأمهات بمناسبة عيدهن .
إن المواد المختلفة التي ستدمج في هذا المشروع هي :
اللغة : و تتعلق بالتعبير الكتابي.
التربية المدنية : و تتعلق بالوقوف على مهام مصلحة البريد و دورها في المجتمع.
الرياضيات: إذ أن البطاقة ستنجز وفق مقاييس معينة سيستخدم المتعلم حينها وحدات
3-3-2 وضعية التقويم:وهي وضعية تأتي عقب وضعية تعلم الإدماج وتقيس مدى استيعاب المتعلم للمكتسبات الجديدة ومدى قدرته على إدماجها لحل وضعيات جديدة ومعقدة.
وهي أنشطة شبيهة بالتعلم الإدماجي إلا أنها تهدف أساسا إلى تقييم مدى قدرة المتعلمين على إدماج معارفهم وتوظيفها لحل وضعيات جديدة وتكون ذات طابع إدماجي. وضعية الإدماج
حسب De Ketele هي وضعية مركبة متضمنة معلومة أساسية ومعلومة مشوشة، وتراهن على تعلمات سابقة ... إنها تعبئ معارف ومهارات عملية مكتسبة.
يقصد بتقويم الكفاءة، تقويم القدرة على إنجاز نشاطات وأداء مهام، لا تقويم المعارف والمعلومات. مما يستلزم من المعلم إيجاد أنشطة، ووضعيات تسمح للمتعلم باستغلال جميع موارده ( المعارف، المهارات، السلوكات، القدرات)، حيث ينطلق تقويم الكفاءات من معايير، ومؤشرات تكون معدة مسبقا .
خصائص وضعية التقويم
1 - عدم استهداف مجرد إسترجاع المعارف .
2- تدفع المتعلم إلى إدماج موارده (معارف-مهارات-قيم- إتجاهات)
3- أن تكون الوضعية جديدة بالنسبة للمتعلم(وضعية يواجه بها لأول مرة).
4- ضرورة أن تؤدي الوضعية إلى إنتاج .
5- أن تجعل التلميذ فاعل ومشارك .
6- مراعاة مستوى المتعلمين المستهدفين .
7- أن تكون ذات معنى ودلالة بالنسبة للتلميذ .
8- الوضوح في التقديم:(المقروئية - الوضوح - دقة المعلومات).
9- تخاطب الوضعية التلميذ.
أنشطة الدعم والعلاج:
وهي أنشطة متعددة تهدف إلى دعم تملك التعلمات وعلاج الثغرات حيث يتوخى المعلم بيداغوجيا فارقية تجعل من التطبيقات المقترحة متماشية ومناسبة مع الحاجيات الحقيقية للمتعلم.
الفصل الثاني : الجانب التطبيقي وضعية مشكلة
تمهيد
لا حياة بدون مشكلات .
المشكلات ليست كلها خسارة .
هل للمشكلات فوائد ؟
نحل مشكلات ونتخذ قرارات كل يوم .
في البيت .
في العمل .
أثناء اللعب .
حتى في أماكن التسوق .
1- المشكلة:
يعرف معجم روبير المشكل بأنه" مسألة تستوجب الحل" ، كما يوصف بأنه" صعوبة تستدعي حلا.
المشكلة سؤال أو استفهام لا يملك الفرد جوابا عليه مما يدفعه إلى نشاط من البحث يرمي إلى إنتاج بدائل ينبغي تمحيصها (باري). ) زاير فاطيمة ، [PPT])
سؤال محير أو موقف مربك، لا يمكن إجابته أو حله عن طريق المعلومات والمهارات الجاهزة لدى الشخص الذي يواجه هذا السؤال أو الموقف.
ويمكن توضيح مفهوم المشكلة من خلال وصف الموقف الذي يمر به الشخص، فالفرد يكون في مشكلة إذا كان لديه هدف يريد الوصول إليه وفي استطاعته ذلك ولديه من الدوافع ما يمكّنه من البحث الواعي للوصول إلى ذلك الهدف والاستمرار فيه، ولكن توجد ولو بصفة مؤقتة بعض العوائق التي تمنعه من الوصول إلى هدفه بسرعة، مما يتطلب منه أن يتغلب على هذه العوائق.
2- الوضعية-المشكلة:
يقصد بها وضعية تتطلب استعمال عدد من المعلومات في سياق ما لإنجاز عمل لا تعرف نهايته مسبقا. Xavier Roegiers
يمكن القول بأن الوضعية- المشكلة بالتعريف الاصطلاحي هي؛ تقاطع لمجموعة من العلاقات الملموسة التي تضع الفرد أمام مشكل أو صعوبة تستدعي حلا.) زاير فاطيمة ، [PPT])
وتعرف أيضا بأنها ” أنها وضعية تعلّمية واقعية وذات دلالة، وترتبط بواقع التلميذ وتدعوه إلى التساؤل. واستعمالها المبني على النشاط يعطي الفرصة للتلميذ لشرح مسعاه، وشرح أفكاره، وتبرير اختياراته للإجابة عن الأسئلة المطروحة، أو المشكلة التي ينبغي حلّها.“ (اللجنـة الوطنيـة للمناهـج، 2009 ص18)
إذن هي :
وضع جديد غير مرغوب فيه
ناتج عن تغير طرأ ؟؟
أو لظرف معين
حيث لا يُرى طريقا واضحاً
للتوصل لحل المنشود .
3- مكونات الوضعية المشكلة
1- يتضمن الدعامة ( السند )مجموع العناصر المادية التي تقدم للمتعلم لحل المشكل. ويتضمن المعلومات وهي مجموعة المعطيات التي تقدم للتلميذ من أجل حل الوضعية .
2- الوظيفة : وتبين الهدف الذي من لأجله يحقق الإنجاز .
3-المهمة : يقصد بها المطلوب من المتعلم إنجازه .
4-التعليمات : وهي مجموع التوجيهات التي تقدم بشكل صريح للمتعلم ، قصد مساعدته على أداء المهمة .
4-بعض الإسترتيجيات
4-1 استراتيجيات حل المشكلات فى الرياضيات
استراتيجية حل المشكلة يقصد بها المقاربة أو الفكرة التي يتناول بها الفرد (الطالب) المشكلة بقصد حلها. أي أنها تعني نوعية التحرك الذهني الذي يعالج به الفرد المشكلة من خلال خطة وخطوات تمكّنه من الحل.
وبالرغم من أنه يوجد في أدبيات تربويات الرياضيات عدد من الاستراتيجيات العامة لحل المشكلات، كاستراتيجيه جون ديوي، واستراتيجيه فرانك ليستر، إلا أن استراتيجية جورج بوليا تعد أهم تلك الاستراتيجيات وأنسبها لحل المشكلات الرياضية, وأكثرها تداولاً في مجال تربويات الرياضيات، وقد اعتمدت عليها مناهج الرياضيات الجديدة في التعليم العام في تدريس حل المسألة.
وفيما يلي عرض موجز لهذه الاستراتيجية.
استراتيجية جورج بوليا لحل المشكلة
تتكون الاستراتيجية العامة التي اقترحها بوليا لحل المشكلات الرياضية من أربع مراحل أو خطوات رئيسة، يمكن إيجازها فيما يلي:
المرحلة الأولى- فهم المشكلة:
فهم المشكلة يعد الخطوة الأولى في عملية حلها، إذ إنه من الخطأ الإجابة على سؤال لا تفهمه، ففهم المشكلة ووضوحها شرط ضروري قبل التفكير في حلها، ويمكن للمعلم التأكد من فهم الطلاب للمشكلة من خلال توجيه عدد من الأسئلة لهم، يتم من خلالها التأكد من فهمهم المشكلة وإدراكها.
المرحلة الثانية – وضع خطة لحل المشكلة:
تعد هذه المرحلة أهم مراحل حل المشكلة، فالجزء الرئيس في حل المشكلة هو الوصول إلى فكرة أو خطة الحل. ويمكن أن يسبق الوصول إلى فكرة الحل بعض المحاولات الفاشلة. وتعد مرحلة ابتكار الخطة أصعب المراحل على الطالب، ولذلك ينبغي للمعلم أن يساعده ليتوصل إلى فكرة الحل بنفسه دون إقحام أو فرض خطة لا يفهمها ولا يدرك سبب اختيارها.
المرحلة الثالثة – تنفيذ الخطة:
بعد أن أدرك الطالب فكرة الحل ورسم الخطة، يكون قد قطع شوطاً كبيراً في طريق حل المشكلة، فتنفيذ الخطة يعتبر من الأمور السهلة على الطالب، وخاصة عندما يكون قد توصل إلى فكرة الحل بنفسه أو قام بدور فعال في وضع الخطة، بينما يكون احتمال نسيان الطالب لخطة الحل كبيراً، إذا كانت قد فرضت عليه من المعلم.
وما يقوم به الطالب في هذه المرحلة عبارة عن عمليات وخوارزميات واضحة، ولكن يجب أن يتأكد من أن كل خطوة يقوم بها صحيحة، ويمكن تبريرها أو إثبات صحتها، وأن الحسابات والعمليات سليمة.
المرحلة الرابعة – مراجعة الحل(التحقق من صحة الحل):
يهمل كثير من الطلاب حتى الجيدين هذه المرحلة، لأنهم يعتقدون أن حل المشكلة ينتهي بمجرد الوصول إلى الحل، وهذا يفقد الطلاب جوانب مهمة وأكثر فائدة في حل المشكلة، ولذلك فإنه ينبغي للمعلم تشجيع الطلاب على إعادة النظر في النتيجة التي توصلوا إليها وفحصها، والتمعن في الخطوات التي أدت إليها، وبذلك تزداد معلومات الطلاب تركيزاً، وتزداد قدرتهم على حل المشكلات
مثال :
عدد الحصص : حصتان
المحتوى المعرفي : التقسيم المتساوي
المـــــــدة : 45د +45د
الوسيلة : كتاب التلميذ (ص68-69 )– اللوحة – الأدوات .......إلخ
الكفاءة المستهدفة : - حل مشكلات متعلقة بالقسمة ، باستعمال إجراءات شخصية لتعين حاصل وباقي القسمة .
طلب منك مربي الدجاج أن تساعده على وضع 75 بيضة في علب ذات 6 بيضات .
فماهو أكبر عدد من العلب التي يمكن ملؤها ؟
ماهو عدد البيضات المتبقية ؟
ترك وقت للمحاولة
الإجراءات
طرح متكرر
مضاعفات العدد 6
استعمال الضرب
-2 التدريس بالوضعيات التربية الإسلامية السنة الرابعة ابتدائي
الإطار المنهجي لبناء التعلمات في الكتاب : (التربية الإسلامية السنة الرابعة ابتدائي نموذج)
المشروع : 1 اعرف ديني
الكفاءة المرحلية : القدرة على الإقرار بركن الإيمان بالله تعالى، والتعريف به، والتعريف بأهمية الإخلاص في العبادة، والتقرب إليه ببعض النوافل والصدقات، إقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام.
الوحدة : بداية دعوة النبي صلى الله عليه و سلم ص ( 14 )
الوسيلة : كتاب التلميذ , صور
عدد الحصص: ( 2 ) مدة كل حصة 45 دقيقة
الكفاءة المستهدفة : القدرة على التعريف بالدعوة الإسلامية في بدايتها بمكة المكرمة و استخلاص العبر منها
مؤشر الكفاءة : يعرف بان الدعوة بدات سرا – يتعرف على اسلوب النبي (صلى الله عليه وسلم ) في الدعوة - ويتعرف على موقف قريش منها.
في كتاب التربية الإسلامية ، تم صياغة المضامين المعرفية واقتراح الأنشطة المساعدة على اكتسابها ضمن سيرورة تعليمية هادفة ، وذلك باستعمال وضعيات على شكل تسلسلي اعتماد على المقاربة النصية . وهي :
الوضعية النصية : (إقرأ) :تقترح هذه الوضعية نصا للقراءة في متناول المتعلم ، يتضمن المفاهيم الأساسية للوحدة يجد فيها المتعلم الأجوبة لملائمة للتساؤلات المطروحة غالبا في الوضعية السابقة (مديرية التعليم الأساسي ،جوان 2012 ص 24) وهي مهمة لبقية الأنشطة الموالية ، هنا قد اعتمد طريقة بيداغوجية جاءت بها المقاربة الجديدة ألا وهي المقاربة النصية .
الوضعية المعرفية : (أتعرف) نشاط يقوم بتحديد التعاريف والمصطلحات المتعلقة بمعارف الوحدة وذلك بإشراف وتوجيه المعلم .
التعرف على المعاني المفردات التالية الأصنام , فأصدع , باضطهاد
الوضعية الاستفهامية : (أفهم) في هذه الوضعية يتم التعرض للعناصر المعرفية الجديدة في النص للتحديد والوضوح ، بأسئلة استفهامية مختارة يؤدي فيها المتعلم دور في الاستكشاف والتعلم
طرح المعلم الأسئلة التالية
*لماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعوة إلى الإسلام بين أقربائه و أصدقائه ؟
*لماذا قامت قريش باضطهاد الضعفاء و الفقراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
الوضعية التعليمية : ( أتعلم ) وتعتبر إطارا معرفيا مناسبا لاستيعاب العناصر التعليمية المستهدفة في الوحدة من قبل المتعلمين ، وغالبا ماتكون متعلقة بالقيم والحكم والنصوص الشرعية الضابطة للمفاهيم والسلوكات المعالجة . (مديرية التعليم الأساسي ،جوان 2012 ، ص 25)
*الدعوة إلى الإسلام تكون بالحكمة و الموعظة الحسنة
*القدوة الحسنة أساس نجاح الداعي إلى الله
*أول من أسلم من النساء خديجة بنت خويلد و من الرجال أبو بكر الصديق ومن الأطفال علي بن أبي طالب
الوضعية الاستيعابية : (أتذكر) وهي في الغالب الاستنتاج الكلي مما سبق من الوضعيات ، وتكون على شكل خلاصة وجيزة تستوعب كل المفاهيم المستهدفة للحصة ، ليسهل حفظها وتذكرها عند الاستعمال .
دخل الناس في الإسلام أفواجا بعد فتح مكة لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان صادقا في قوله أمينا في فعله و لأنهم وجدوا في الإسلام دين الحرية و الأخوة و العدالة
الوضعية التطبيقية : (أنجز) وهي الوضعية العملية التطبيقية واستثمار المكتسبات المعرفية والمهارية بواسطة إنجازات مقترحة .
1)ضع علامة أمام الجواب الصحيح : أول من أسلم
.... حمزة بن عبد المطلب , ..... علي بن أبي طالب , .... عمار بن ياسر , .... خديجة بنت خويلد , ..... أبو سفيان بن حرب , ..... هند بنت عتبة
2) ما هو موقف الرسول صلى الله عليه و سلم من معادة قريش له ؟
الوضعية الإدماجية : وهي تكون مع نهاية المشروع بأنشطة متنوعة في الكتاب ، أو يستطيع المعلم اقتراح أنشطة أخرى تخدم هذا المشروع .
الخاتمة :
إن التدريس بالوضعيات يعتبر من أبرز الطرق النشطة التي تجعل التلميذ فعال في بناء التعلمات وهي جزء لا يتجزء من المقاربات الحديثة التي تبنتها المنظومة التربوية ، حبذا لو اتبعت بتكوين للآساتذة تكوينا أكاديميا لكي نصل بالتعليم في بلادنا إلى التقدةم والتطور وبذلك يتطور المجتمع أيضا .
المراجع
1- عبداللطيف المقرن ،الابداع في حل المشكلات ، شوال 1428 هـ بوابة مكتب التربية العربي لدول الخليج - www.abegs.org
2- حل مشكلات في الرياضيات ، بوابة مكتب التربية العربي لدول الخليج - www.abegs.org
3- وزارة التربية الوطنية ،الوثيقة المرافقة لمناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي ،جوان 2011 ص159 ، 160 ، 161
4- وزارة التربية الوطنية ، منهاج التربية العلمية والتكنولوجـية للسنة الثانية من التعليم الابتدائي ص 116 ، ..... ، 121
5- زاير فاطيمة ،الوضعيات التعليمية التعلمية ،معهد تكوين معلمي المدرسة الأساسية و تحسين مستواهم)
6- مديرية التعليم الأساسي ، دليل المعلم للسنة الرابعة ابتدائي ، جوان 2012)
7- وزارة التربية الوطنية ، كتاب التربية الإسلامية ، السنة الرابعة ابتدائي ، 2013/2014
8- وزارة التربية الوطنية ، كتاب الرياضيات ، السنة الرابعة ابتدائي ، 2013/2014