بحث حول الطلاق
مقدمة :
“الطلاق هو انفصام علمية الزواج بسبب منصوص عليه ديناً وشرعاً وقانوناً ومن أهم الأسباب التي تجيز طلب الطلاق هو الزنا والهجران لعدة سنوات والقسوة والجنون الذي يكون من الميؤس شفاءه فهنا يحق للمرأة الطلاق ، ففي الطلاق من حق الطرفين إقامة زواج أخر جديد بينهما يقتصر على الانفصال وعلى عدم الاتصال الجسماني واستقلال كل طرف عن الآخر في المخدع والمأكل. أو هو انفصال الزوجين عند استحالة استمرار الحياة المشتركة بينهما وتختلف مدة الانفصال حسب درجة الطلاق الذي يبدأ بطلقة واحدة وهو البينونة الصغرى ويصل إلى ثلاث طلقات وهو البينونة الكبرى. والطلاق هو ظاهرة اجتماعي مرتبطة بالأسرة أو بالعلاقة بين زوجين كانا يعيشان في ظل نظام اجتماعي يعترف بهما كزوجين يمثلان نواة لأسرة يعترف بها المجتمع . ولكن هناك بعض الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية أو غير ذلك قد حالت دون استمرار هذا الزواج ، مما أدى إلى انفصال الزوجين عن بضعهما البعض بشكل رسمي اجتماعي وعملية الانفصال النهائي هذه بشكلها الاجتماعي المتعارف عليه تسمى طلاقاً ، قد يترتب على هذا الطلاق العديد من الأمور التي تعارف عليها المجتمع وأقرها”. (بدران ، 1999م : ص58).
أولاً : الأسباب الخاصة : منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة .
” من جهة الزوج وترجع أسباب الطلاق إلى أمور أهمها :
1. سوء معاملة الزوج لزوجته .
2. كراهية الزوج لزوجته .
3. القدوم على الزواج مرة أخرى ( تعدد الزوجات ) .
4. عدم قدرته المالية على تحمل نفقات الأسرة .
5. انحطاط الزوج الأخلاقي والنفسي .
6. الفرق الواسع في السن بين الزوجين .
7. الزواج من امرأة أرملة أو مطلقة .
* أما بالنسبة للزوجة فأسباب الطلاق هي :
1. انحطاط الرجل خلقياً .
2. كراهية المرأة للرجل والنفور منه .
3. سوء أخلاق المرأة .
4. مرض المرأة بحيث يتعذر معها القيام بالعملية الجنسية .
5. عقم المرأة .
6. خيانة الأمانة الزوجية وإتيانها بالفاحشة .
7. عدم دخول المرأة في طاعة زوجها والاستماع إلى ذويها “. (المالكي ، 2000م : ص36).
ثانياً : الأسباب العامة : “هناك عدة أسباب عامة قد تؤدي إلى زيادة نسبة الطلاق منها:
1. العامل الاقتصادي وأثره في حياة الأسرة لأن المال هو عصب الحياة لأن الأسرة إذا لم تجد الموارد الاقتصادية الكافية فإنها تصبح عاجزة عن أداء وظائفها وتعمل فيها عوامل الفساد والتفكك .
2. عدم قيام الزواج على أسس واضحة فقد يقوم على دوافع الحب أو المنفعة الشخصية أو التغرير أو التورط وهذه الأمور تتعارض الدعائم القويمة التي ينبغي أن تقوم عليها الحياة الأسرية .
3. الاختلاف بين الزوجين في نظرتهما إلى الحياة والمستوى الثقافي والوضع الاجتماعي والسن وتظهر هذه الأمور عند التعامل الجدي وطول المعاشرة فتثير كثيراً من حالات التوتر التي تنتهي عادة بالطلاق .
4. غياب الوازع الديني والأخلاقي وخاصة بالمجتمعات المدنية .
5. الإخلال بالشروط المتفق عليها قبل الزواج سوءاً من جهة الزوج أو الزوجة.
6. عدم معرفة كل طرف للطرف الآخر وذلك طبقاً للعادات والتقاليد السائدة حيث يتم الزواج بموافقة أرباب الأسر وقد يكون بموافقة الزوجين ولكن سرعان ما تتكشف أمور قد تؤدي إلى المنازعات بينهما ومن ثم الطلاق .
7. عدم الاستقرار العائلي وتعذر الوصول إلى حلول وسط ترضي الطرفين بصدد المشاكل والعوامل المؤدية إلى التوتر في محيط الأسرة وبذلك تلجأ الأسرة إلى الطلاق باعتباره في نظرهم الحل الحاسم الذي يضع حداً لكل حالات التوتر .
8. سفر بعض الشباب إلى الخارج والتأثر بتقاليد وعادات وثقافة الآخرين”. (شلبي،1999م:ص69)
آثار الطلاق على المرأة
الطلاق يسبب للمرأة التعاسة طيلة حياتها فنسمع أن فلانة من الناس طلقت ولديها طفل أو اثنان . مما يعني أن عمرها لم يتجاوز الخامسة والعشرين أو اقل من الثلاثين فتصبح في غالب الأحوال تعيسة .
وتعتبر المرأة المطلقة مدانة في كل الأحوال، في مجتمعاتنا التقليدية –كونها الجنس الأضعف ، ويحاصر المجتمع المطلقة بنظرة فيها ريبة وشك في سلوكها وتصرفاتها مما تشعر معه بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط مما يزيدها تعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي.
وأبرز ما يفعله الزلزال الاجتماعي الأسري (الطلاق) على الزوجة هو العوز المالي وزيادة الأعباء المالية على المرأة المطلقة مما يجعلها من أكثر الأطراف تضررا من الناحية الاقتصادية مما يؤدي إلى انخفاض في المستوى المعيشي .
الآثار الواقعة على المجتمع
“إن الطلاق بخلوه من الآداب التي حددها الإسلام عند وقوعه حتماً به ضرر على المجتمع بأسره لأن المجتمع يتكون من أسر مترابطة تكوّن نسيجه، فانحلال وتفكك هذه الأسر يسبب اضطرا بات اجتماعية يعاني منها المجتمع ومن أمثلة ذلك:
1- في انحلال الزواج وسيلة لزرع الكراهية والنزاع والمشاجرة بين أفراد المجتمع خصوصاً إذا خرج الطلاق عن حدود الأدب الإسلامي المحدد له كما ذكرت سابقاً والذي يجر وراءه أقارب كل طرف في خصام وتقاضي واقتتال مما يسبب مشاحنات وعدم استقرار في المجتمع وبدلاً من أن يعمل الأهل والأقارب لإصلاح ذات البين والصلح بينهما يصبحا مصدراً للخصام والانحياز والتعصب المؤدي إلى زعزعة واستقرار المجتمع، يقول الله تعالى: ﴿وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما﴾
2- الأحداث الناتجة عن الطلاق تؤثر في شخصية الرجل، وما ينتابه من هموم وأفكار وأعباء مالية قد تجره إلى تصرفات تضر بمصلحة المجتمع وعدم أداء عمله على أكل وجه وقد تجره لاتخاذ سلوك نحو الجريمة كالسرقة والاحتيال وغير ذلك وهذه الهموم والآلام قد تنتاب المرأة أيضاً مما يجعلها تفكر بأية طريق للحصول على وسيلة للعيش وقد تسلك طرقاً منحرفة وغير سوية في ذلك مما يؤثر سلباً على المجتمع.
3- في تشرد الأولاد وعدم رعايتهم والاهتمام بهم نتيجة غياب الأب وتفكك الأسرة وعدم اهتمام الأم يجعلهم يتجهون إلى سلوك غير سوي فتكثر جرائم الأحداث ويتزعزع الأمن في المجتمع، ويزداد معدل انحراف الأحداث والتخلف الدراسي وزيادة الأمراض النفسية بين الأطفال والكبار أيضاً ولأجل هذه الآثار الناتجة عن الطلاق يجب أن يدرك كل فرد في المجتمع أن الطلاق إذا خرج عن المفهوم والغرض الذي أباحه الله –سبحانه وتعالى- له واعتبره أبغض الحلال إليه فإنه سيوصل المجتمع الى اثار سلبيه على المراه والله –سبحانه وتعالى- يريد الحياة السعيدة والمستمرة والمستقرة للأسر الإسلامية، وفي إباحته للطلاق إنما يقصد إلى السعادة للأسرة الإسلامية ولكن إذا سار الطلاق نحو الهدف الذي وضع من أجله وليس على التدمير والانحلال”. (زعل ، 2002م : ص44-46)
قائمة المراجع
1. إدريس ، الجوهرة محمد (1990م) . دراسة تجريبية لتطبيق المدخل الواقعي في خدمة الفرد لمواجهة المشكلات الاجتماعية للمرأة السعودية المطلقة . المعهد العالي للخدمة الاجتماعية : الرياض
2. بدران ، بدران أبو العنين(1999م) . الزواج والطلاق . دار النهضة العربية ، بيروت
3. الجهني ، عبد العزيز حمدي أحمد (2006م) . الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي ، من وجهة نظر الزوجات المتصلات بوحدة الإرشاد الاجتماعي . وزارة الشؤون الاجتماعية ، الرياض.
4. زعل ، موزة سعيد(2002م) . جنوح الأحداث في دولة الإمارات . ندوة الثقافة والعلوم، دبي.
.5شلبي ، ثروت محمد (1999م) . الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي . دار المجمع العلمي، جدة .
.6علي ، حسن محمد (2000م) . علاقة الوالدين بالطفل وأثره في جناح الأحداث . رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، قسم الدراسات الاجتماعية ، جامعة دمشق .
.7 المالكي ، محمد علي ضيف الله (1989م). أثر الطلاق على انحراف الأحداث. المركز العربي للدراسات الأمنية، الرياض
.8الهزاني ، نوره عبد الله (1995م) . العوامل المؤديـة للطــلاق في الأسرة السعودية المعاصرة . رسالة ماجيستير. جامعة الملك سعود : الرياض .
9. الياسين ، جعفر عبد الأمير (1997م) . أثر التفكك العائلي في جنوح الأحداث . رسالة ماجستير .المركز العربية للدراسات الأمنية : الرياض .