-->

نظريَّة التَّواصل المفهوم والمصطلح

نظريَّة التَّواصل المفهوم والمصطلح
    لقد شهدت العلوم المعرفيَّة ازدهاراً كبيراً نتيجة العمل الجادِّ في شتى حقولها، وقد واكب علم اللِّسانيَّات ذلك الازدهار بما شهده من بحوث مستمرَّة حاولت جاهدة أن تقوِّم مسيرته؛ تجلَّت في علوم الرِّياضيَّات، والفلسفة، والفلك، والاتِّصالات السِّلكيَّة واللاسلكيَّة، فبرز في هذا المجال عالم اللُّغة الرُّوسيّ الشَّهير (رومان ياكبسون) الَّذي تميَّـز بمـا وصل إليه؛ إذ حدَّد جوهر التَّواصل اللِّسانيِّ بأركانه السِّتة، ووظائفه السِّتِّ، ومفهوم الوظيفة المهيمنة، وما لها من مهمَّة في توجيه العمل الأدبيِّ.
    لذا آثر هذا البحث أن يتناول نظريَّة التَّواصل في المفهوم والمصطلح، ويوضِّح عناصر نظريَّة التَّواصل، ووظائفها، ومهمَّة الوظيفة المهيمنة، وما لها من أهمِّية في مجال البحوث المعرفيَّة حسب فهم (ياكبسون).

    لقد تطوَّرت الأبحاث المعرفيَّة تطوُّراً ملموساً؛ وجب معها على الباحثين أن يجدِّدوا في طريقة بحثهم العلمي، وأن يطوِّروا في مسيرته بما يتناسب والحياة البشريَّة الَّتي تتطوَّر بشكلٍ مستمرٍّ، ولا تقف عند حدٍّ معيَّن. وبناء عليه فقد حظيت الأبحاث النَّظريَّة المتخصِّصة بمنظومات التَّواصل أهمِّيَّة بالغة؛ تجلَّت في الدِّراسات الَّتي تمَّ إنجازها في الفيزياء والرِّياضيَّات، والفلسفة، وعلم الاتِّصال الَّلاسلكي، وتوِّجت بالإسهامات الأكثر أهمِّيَّة، الَّتي تعود إلى التَّعاون الوثيق بين علمي الرِّياضيَّات والاتِّصالات الَّلاسلكيَّة، ممَّـا دفع العلماء للقول: إنَّ الخصوصيَّات الَّتي تتَّسم بها كلُّ منظومة من منظومات العلامات المستعملة (حيَّة أم تقنيَّة) لها غاية تواصليَّة.([1])

    فالتَّواصل اللِّسانيّ هو سيرورة اجتماعيَّة مفتوحة على الاتِّجاهات كافَّة؛ إذ لا تتوقَّف عند حدٍّ بعينه، بل تتضمَّن عدداً هائلاً من سلوكيَّات الإنسان السِّيميائيَّة تتمثَّل في: اللُّغة والإيماءات، والنَّظرة، والمحاكاة الجسديَّة، والفضاء الفاصل بين المتحدِّثين، وعليه لا يمكن الفصل بين التَّواصل الَّلفظيِّ، والتَّواصل غير الَّلفظيِّ السِّيميائيِّ؛ لأنَّ الفعل التَّواصليَّ هو فعل كليٌّ.
    إنَّ اللِّسان هو المعبِّر عن خفايا النَّفس الإنسانيَّة؛ إذ يقابل جسداً يمتلك حركات تجانسُ تعبيره، فهو لا يعبِّر عن فكر الإنسان فحسب؛ إنَّما هو الأداة الَّتي يتخذ هذا الفكر من خلالها شكلاً ومادَّة، وهو " قدرة الإنسان على التَّواصل عبر أداة هي اللُّغة Langue الَّتي تصبح أداة للتَّواصل عندما تتحوَّل إلى كلام Parole ". ([2])
    اللُّغة والكلام همـا مكوِّنا اللِّسان، فاللِّسان العربيُّ؛ مثلاً: يعني فعل الإنسان العربيِّ وقدرته عبر تاريخه الطَّويل على التَّواصل؛ إذ تتمثَّل تلك القدرة في مجموعة المبادئ والقواعد والقوانين والعلاقات الَّتي تكمن في أذهان النَّاطقين بذاك اللِّسان، والَّتي لا تتحوَّل إلى وسيلة للتَّواصل إلاَّ عندما يجسِّدها الكلام في خطاب–  شفويّاً كـان أم كتابيَّاً - ومـن هنا تبرز مكانة الخطـاب؛ لأنَّه " أداة ذات أهمِّيَّة في تكوين أفعال الجماعة وصناعة سلوكات في ممارساتهم الاجتماعيَّـة، لكنَّها تظلُّ في الوقت نفسه عبارة عن مجـرَّات متعدِّدة لاستعمالات متفرِّقة ". ([3])وهكذا فإنَّ الخطاب هو كلام جسِّد لغة في علاقاتها، وعليه فغياب التَّواصل سيؤدِّي إلى انعدام السِّلوك الإنسانيّ. ولكن ينبغي للُّغة المستعملة أن تكون أداة تواصل تكشف الأفكار وتنقل المعارف بشكلٍ واضح وقابل للإدراك والوعي، حيث أثبتت التَّجربة أنَّ اللُّغة ليست دائماً شفّافة وواضحة، إنَّما قد تستخدم أداة إخفاء وتضمين ولاسيما فيما يتعلَّق بما يمكن أن يحاسب عليه الإنسانُ في المواضع الحسَّاسة الَّتي لا يجوز أن يتعامل معها بوضوح وشفافيَّة؛ من مثل: الأوهام المزيَّفة الَّتي تعبِّر عن أصناف الخداع المستشري في الإعلان السِّياسيّ والاقتصاديّ والتِّقنيّ؛ أي أنَّ اللُّغة يمكن أن تكون أداة تصريح أو أداة إخفاء في إطار وجود مجموعة من المحرَّمات المحيطة بالإنسان، وهي بشكل دائم تفرض نفسها على متحدِّثها؛ إذ تمتلك مجموعة من القواعد النَّحويَّة والصَّرفيَّة والبلاغيَّة من خلال منظومتها الاجتماعيَّة الَّتي تنتمي إليها؛ لأنَّ العلاقة " بين الجماعة واللُّغة علاقة ثنائيَّة الاتِّجاه..، فلغة الجماعة تفرض نفسها عليها، مهما ضعفت صلتها بتلك اللُّغة ". ([4])
    إنَّ الوظيفة التَّواصليَّة لم تتَّخذ موقعها من البحث اللُّغويِّ إلاَّ عندما فرَّق سوسور بين علم اللُّغة وعلم لغة الكلام في إطار الأساس المنهجيِّ لعلم اللُّغة الحديث، إذ قال: "اللُّغة والكلام. .. يعتمد أحدهما على الآخر، مع أنَّ الُّلغة هي أداة الكلام وحصيلته، ولكنَّ اعتماد أحدهما على الآخر لا يمنع من كونهما شيئين متميِّزين تماماً" ([5]). فاللُّغة بحسب فهمه نسق سابق في وجوده استخدام الكلمات والممارسات العمليَّة الَّتي هي تلفُّظ فرديٌّ أو كلام؛ أي هي القوانين والأنظمة العامَّة الَّتي تحكم عمليَّة إنتاج الكلام من دون أن توجد جميعاً إلاَّ بوصفهـا بنى مكتوبة على صفحات كتب اللُّغة، في حين أنَّ الكلام هو التَّطبيق الفعليّ لتـلك القوانين والقواعد([6])، فأصبح أيُّ حديث عن اللُّغة من دون الاهتمام بالموقف التَّواصليِّ لا معنى له؛ وبالتَّالي أصبحت الوظيفة التَّواصليَّة إطاراً عامَّاً تتحرَّك ضمنه بقيَّة وظائف اللُّغة.
    فعمليَّة التَّواصل الَّتي بدأت مع (كلود شانون-1948م) عالم الاتِّصالات الأمريكي بغية تحسين مردوديَّة الاتِّصالات البرقيَّة الَّتي تتمُّ عن بعد للحصول على اتِّصالات مضمونة وخالية من التَّشويش؛ لم تلبث أن تطوَّرت بسرعة على يدِ العالم اللُّغويّ (رومان ياكبسون) في بداية الستِّينيَّات من القرن الماضي، إذ حدَّد جوهر التَّواصل اللِّسانيّ، وجعله قائماً بستة عناصر؛ هي على التَّوالي:
       المرسل:  (Sender)
    وهو الطَّرف الأوَّل والأساسيّ في عمليَّة التَّواصل، والمسؤول عن إرسال الرِّسالة واختيار المرجع وقناة الاتِّصال والرَّامزة.
       المرسَل إليه: (Sent to)
    وهو الطَّرف الآخر في عمليَّة التَّواصل، والمستقبل لمضمون الرِّسالة، المسؤول عن عمليَّة إنجاح التَّواصل أو إفشاله.
       الرِّسالة: (Message)
    وهي عبارة عن متتالية من العلاقات المنقولة بين المرسِل والمرسَل إليه بواسطة قناة تستخدم لنقل الرَّامزة؛ أي هي مجموعة من المعلومات المترسِّخة حسب قواعد وقوانين متَّفق عليها، تشكِّل بعداً مادِّيَّاً محسوساً من الأفكار الَّتي يرسلها المرسل وتحيل على المرجع العام المشترك بين المرسِل والمرسَل إليه.
    ويكمن الفرق بين رسالة وأخرى في مدى إظهار قوَّة حضور كلِّ وظيفة من الوظائف السِّتِّ، وحسب نيَّة التَّواصل وأهدافه والظُّروف المحيطة في إنجاح عمليَّة التَّواصل أو إفشالها.
       المرجع: (Reference)
    يمثِّل البيئة الَّتي يحيل إليها الخطاب؛ أي ما يتحدَّث عنه طرفا التَّواصل، والَّذي "ينشأ نتيجة تطبيق إجراءات تأسيس محدَّدة وفق بروتوكول مقبول بالإجماع، ونتيجة وجود إمكان متاح لأيِّ كان من أجل متابعة هذا التَّطبيق متى عنَّ له ذلك". ([7])
       قناة الاتِّصال: (Means of communication)
    وهي متنوِّعة تبعاً للوسائل المستعملة من قبل المرسِل والمرسَل إليه. مثلاً: النُّور يشكِّل قناة التَّواصل البصريّ، أمَّا الهواء فيشكِّل قناة للتَّواصل الشَّفويّ وجهاً لوجه، بينما الكهرباء والكيمياء فهما قنوات للَّتواصل الآليّ.
       الرَّامزة: (Code)
    وهي الوسيط الحامل لمضمون الرِّسالة.
    وقد مثِّلت هذه العناصر بالمخطَّط الآتي: ([8])



    المرجع




    ...


    المرسِـل
    ...
    الرِّسالة
    ...
    المرسَل إليه


    ...




    قناة الاتِّصال




    ...




    الرَّامزة


    (الشَّكل –1- يمثِّل مخطط عناصر عمليَّة التَّواصل حسب ياكبسون)

    إنَّ ارتباط العناصر السَّابقة المكوِّنة لعمليَّة التَّواصل بنسب متفاوتة فيما بينها ينتج الوظائف السِّتَّ لهذه العمليَّة، وهذا الارتباط مقترن بالهدف المنشود من هذه العمليَّة؛ إذ " إنَّ الغرض الَّذي نهتمُّ به يتحكَّم في طبيعة تقسيم الوظائف وتحديدها " ([9])؛ وهي على التَّوالي:
       الوظيفة الانفعاليَّة: (Emotive)
    وظيفة لغويَّة تظهر جليَّة في الرَّسائل الَّتي تتكيَّف فيها اللُّغة لتتَّخذ من المرسِل مرتكزاً لها بشكلٍ مباشر من دون سواه، مشيرة بالتَّالي إلى موقفه ممَّا يتحدَّث عنه، فتهدف إلى تقديم انطباع عن انفعال معيَّن صادق أو خادع؛
    وتستطيع تحديد العلائق بين الرِّسالة والمرسِل. فعندما يتحدَّث شخص ما إلى شخصٍ آخر عبر كلامٍ أو ما شابه ذلك من أنماط الدِّلالة، فإنَّه في الحقيقة يرسل أفكاراً تكون نسبيَّة لطبيعة المرجع (وهي الوظيفة المرجعيَّة)، إلاَّ أنَّه بمقدور ذلك الشَّخص أن يعبِّـر عن موقفـه إزاء هذا الشَّخص، فيحسُّ به جيِّداً كان أم سيئاً، جميـلاً كان أم بشعاً، مرغوباً فيه كان أم غير مرغوب فيه، منحرفاً أم مضحكاً.([10])
       الوظيفة النِّدائيَّة: (Conative)
    تُولَّد هذه الوظيفة لغويَّاً بالتَّركيز على عنصر المرسَل إليه، وتسعى متوسِّلة باللُّغة إلى إثارة انتباهه أو الطَّلب إليه القيام بعمل ما، فتدخل في صلبها الجمل الأمريَّة ([11]) – مثلاً -، كما تسعى أيضاً إلى تحديد العلائق بين الرِّسالة والمرسَل إليه بغية الحصول على ردَّة فعل هذا المرسَل إليه؛ لأنَّ لكلِّ اتِّصال هدفاً وغاية وُضِعَ من أجلها، ولكنَّها إنْ تغلَّبت على بقيَّة الوظائف في نصٍّ نقديٍّ أكسبته طابعاً جماليَّاً خاصَّاً به.
       الوظيفة المرجعيَّة: (Referentielle)
    تتوجَّه هذه الوظيفة نحو المرجع المشترك بين طرفي التَّواصل الأساسيين؛ أي ما هو مشترك ومتَّفق عليه من قبل المرسِل والمرسَل إليه، وهو المبرِّر لعمليَّة التَّواصل؛ ذلك لأنَّنا نتكلَّم بهدف الإشارة إلى محتوى معيَّن نرغب بإيصاله إلى الآخرين وتبادل الآراء معهم حوله. وتتعدَّد أنواع المرجعيَّات حسب الخطاب الأدبيِّ الَّذي يحيل إليها، فقد تكون مرجعيَّات اجتماعيَّة وفلسفيَّة، ورصائد ثقافيَّة وطبيعيَّة، وعلاقات ذاتيَّة وموضوعيَّة، وبنيات عميقة وسطحيَّة.
    هذا ما أكَّد عليه (بيار غيرو) عندما جعلها قاعدة كلِّ اتِّصال؛ لأنَّها تستكشف العلائق القائمة بين (الرِّسالة) وموضوع ترجع إليه، إذ إنَّ المسألة الأساسيَّة تكمن في صياغة موضوعيَّة لمعلومات صحيحة عن المرجع، يمكن ملاحظتها والتَّدقيق في صحَّتها. ([12])
    فالعلوم المعرفيَّة دائماً تسعى إلى تأكيد الوظيفة المرجعيَّة؛ لأنَّها هدفها الأساسيّ، إذ يتمُّ حمايتها من تداخلات وتضمينات الوظائف الأخرى. ([13])
       وظيفة إقامة الاتِّصال: (Phatique)
    تظهر هذه الوظيفة في الرِّسائل الَّتي توظِّف اللُّغة لإقامة اتِّصال وتمديده وفصله، وتعتمد على كلمات تتيح للمرسِل إقامة الاتِّصال أو قطعه؛ من مثل: (ألو ! أتسمعني؟ أفهمت؟ استمع إليَّ! )، وقد توجد حوارات تامَّة هدفها الوحيد تمديد الاتِّصال والحفاظ عليه والتَّأكُّد من أنَّ المرسل إليه ما يزال مصغياً مقبلاً على التَّواصل، كما تؤدِّي مهمَّة بارزة في كافَّة أشكال الاتِّصال المتجسِّدة في المجتمع من طقوس، واحتفالات، وأعياد، وخطب، وأحاديث متنوِّعة تعود إلى طبيعة طرفيِّ الاتِّصال، إذ تنعدم أهمِّيَّة محتوى الرِّسالة فيها، ويغدو وجود الشَّخص المرسل وانتماؤه إلى المجموعة طرفي الاتِّصال الأساسيين، والمرجع هو الاتِّصال ذاته. ([14])
       وظيفة تعدِّي اللُّغة: (Metalinguistique)
    أجرى المناطقة المعاصرون تمييزاً بين مستويين أساسيين للُّغة؛ هما: اللُّغة والموضوع؛ أي اللُّغة المتحدِّثة عن الأشياء  واللُّغة الواصفة؛ أي اللُّغة المتحدِّثة عن نفسها، وهي اللُّغة الشَّارحة. إلاَّ أنَّ هذه اللُّغة الشَّارحة ليست فقط أداة عمليَّة ضروريَّة لخدمة المناطقة واللِّسانيين؛ إنَّما لها مهمَّة بارزة في اللُّغة اليوميَّة. فعندما يتحدَّث شخصان أرادا التَّأكُّد من الاستعمال الجيِّد للرَّامزة نفسها؛ فإنَّ الخطاب سيكون مركَّزاً بشكلٍ أساسيٍّ على الرَّامزة، وبذلك يشغل وظيفة الشَّرح.
    وعليه تظهر وظيفة تعدِّي اللُّغة في الرِّسائل الَّتي تتمحور حول اللُّغة نفسها، فتتناول بالوصف اللُّغة ذاتها، وتشمل تسمية عناصر منظومة اللُّغة وتعريف المفردات. ([15])
       الوظيفة الشِّعريَّة: (Poetiqe)
    تبرز هذه الوظيفة في الرَّسائل الَّتي تجعل اللُّغة تتمحور حول الرِّسالة نفسها؛ فتمثِّل عنصراً قائماً بذاته؛ أي تمثِّل العلاقة القائمة بين الرِّسالة وذاتها، فهـي " الوظيفة الجماليَّة بامتياز؛ إذ إنَّ المرجع في الفنون، هـو الرِّسالة الَّتي تكفُّ عن أن تكون أداة الاتِّصال لتصير هدفه". ([16])
    فاستهداف الرِّسالة بوصفها رسالة والتَّركيز عليها هو ما يطبع الوظيفة الشِّعريَّة للُّغة،إذ كانت القضيَّة تمثِّل محاولة إثبات أنَّ العامل المهيمن في اللُّغة الأدبيَّة هو شكل الرِّسالة، حيث نحسُّ بالكلمة بصفتها كلمة، في الوقت الَّذي تفضِّل فيه اللُّغة الشِّعريَّة الرِّسالة (الشَّكل) على أيِّ عامل آخر، وتؤخذ الكلمة (الرِّسالة) في تلك اللُّغة على أنَّها كلمة في شكلها نفسه، وفي وصفها الصَّوتيّ والنَّحـويّ والمعجميّ، وهذا ما أراد (ياكبسون) أن يثبته عندما تحدَّث عن أنَّ الوظيفة الشِّعريَّة هي التَّوجُّه نحو الرِّسالة بصفتها رسالة. ([17])
      وهذه الوظيفة لا يمكن اختزالها فقط في دراسة الشِّعر؛ بل هي حاضرة في جميع الأجناس الأدبيَّة الَّتي تصبح فيها الرِّسالة هي الموضوع، وهذا ما أكَّده العالم (رومان ياكبسون)؛ إذ قال: " ليست الوظيفة الشِّعريَّة هي الوظيفة الوحيدة لفن اللُّغة، بل هي فقط وظيفته المهيمنة والمحدَّدة، مع أنَّها لا تلعب (كذا) في الأنشطة اللَّفظيَّة الأخرى سوى دور تكميليّ وعرضيٍّ ". ([18])
    إنَّ ما ذهب إليه العالم (ترنس هوكز) قبل (ياكبسون)، بيَّن أنَّ الوظيفة الشِّعرية تبدو في نظريَّته بوصفها مجالاً لكلِّ استعمالات اللُّغة، ولا يمكن أن تقتصر على جنس الشِّعر فقط، إنَّما هي تشكِّل جزءاً من الطَّريقة الَّتي تعمل بها كلُّ لغة، وليست مجرَّد ألاعيب لغويَّة يمارسها الشُّعراء، أو الوظيفة الوحيدة للأدب؛ بل هي وظيفته المهيمنة والمحدَّدة، في حين أنّها تبدو في الأجناس الأخرى عنصراً ثانويَّاً كماليَّاً، وبتطوير دلاليَّة العلاقة تعمّق هذه الوظيفة الثُّنائيَّة الأساسيَّة للعلاقات والأشياء. ([19])
    فهذه الوظيفة تتحـدَّد حسب (ياكبسون) بإسقاط مبـدأ التَّماثل الخاصّ للمحور الجدوليّ الاستبداليّ (Paradigmatic) على المحور النَّظميّ السِّياقيّ (Sintagmatic). فالاختيار ناتج على أساس قاعدة من التَّماثل والمشابهة والمغايرة والتَّرادف والطِّباق، بينما يعتمد التأليف وبناء المتوالية على المجاورة. ([20])
    وحين تتغلَّب الوظيفة الشِّعرية على بقية الوظائف في نصٍّ أدبيٍّ، فالنَّاقد يسترسل في لغة شعريَّة ترتد إلى نفسها، وتنشئ عالمها الخاصَّ بعيداً عن النَّصِّ المستهدف، فتغيب بذلك العلاقة الجدليَّة المحتملة بين القارئ والنَّصِّ. وبالتَّالي لا يحدِّثنا هذا النَّاقدُ عن العمل الأدبيِّ الَّذي يقرؤه في ذاته، وإنَّما يحدِّثنا عن العواطف والانفعالات الَّتي يخلِّفها هذا العمل على صفحة إحساسه، فقراءته تتَّصل بمعاناته الشَّخصيَّة ولا تتَّصل بمعاناة النَّصِّ.
    فالوظيفة الشِّعريَّة " تمثِّل صيغة لفظيَّة مكتوبة تشمل مضموناً دلاليَّاً يقوم المتلقِّي بتأويله بالاعتماد على فكِّ شيفراتها والتَّركيز عليها بشكلٍ أساسيٍّ، وجعلها على محور التَّحليل منطلقاً منها إلى مكوِّنات نظريَّة الاتِّصال الأخرى معطياً لإحداها أهمِّيَّة على الأخرى حسب الجنس الأدبي ذاته". ([21])
    و تمثَّل تلك الوظائف السَّابقة بالمخطط الآتي، إذ تظهر الوظائف فيه حسب اقترانها مع العنصر الخاصِّ بها في عمليَّة التَّواصل: ([22])



    الوظيفة المرجعيَّة




    ...


    الوظيفة الانفعاليَّة
    ...
    الوظيفة الشِّعريَّة
    ...
    الوظيفة النِّدائيَّة


    ...




    وظيفة إقامة اتِّصال




    ...




    وظيفة تعدِّي اللُّغة/ اللُّغة الشَّارحة


    (الشَّكل –2- يمثّل مخطط وظائف التَّواصل اللِّسانيّ حسب فهم ياكبسون)

    إنَّ النَّموذج التَّواصلي عند (ياكبسون) إذن؛ مبنيٌّ على أساس نظام التَّواصل القائم على المرسِل المنجز للكلام، والمرسَل إليه مستقبل الرِّسالة، والرِّسالة ذاتها تحتاج إلى مرجع، وقناة اتِّصال، ورامزة مشتركة كلِّيّاً أو جزئيَّاً بين المرسل والمرسَل إليه تسمح بإقامة التَّواصل والحفاظ عليه. ([23])
    وممَّا تقدَّم يظهر أنَّ الخطاب الأدبيَّ خطابٌ لغويٌّ تواصليٌّ حسب فهم (ياكبسون) تهيمن فيه الوظيفة الشِّعريَّة من دون غياب الوظيفة الإبلاغيَّة الأساسيَّة للُّغة، وهذه الهيمنة لا تعني –مطلقاً- إهمال باقي الوظائف في أثنـاء الدَّرس والتَّحليل، فهيمنة الوظيفة المرجعيَّة لا تلغي الإحالة إنَّمـا تجعلها متوارية خلف الوظيفة المهيمنة ([24])  ممَّا يؤدِّي إلى غموض ينجم عن مفارقة الدَّوالّ، وعن تفاعل عناصر اللُّغة العضويّ الَّذي تبتعد بموجبه الألفاظ
    عن الدِّلالة الوضعيَّة الأولى (الدِّلالة التَّصريحيَّة)؛ لتقترب من الدِّلالة الثَّانية (الدِّلالة الإيحائيَّة)، حيث يتخفَّى الخطاب حسب فهم (جان كوهن) على صعيد الدِّلالة التَّصريحيَّة؛ لينبعث من جديد على صعيد الدِّلالة الإيحائيَّة. ([25])
    يبيَّن (كوهن) أيضاً ارتباط الوظيفة التَّواصليَّة بالخطاب الشِّعريِّ؛ فيقول: " لا يمكن الحديث عن الخطاب ما لم يكن هناك تواصل، ولكي يكون الشِّعر شعراً ينبغي له أن يكون مفهوماً من طرف ذلك الَّذي يوجَّه إليه". ([26])
    فالُّلغة من منظور (كوهن) الوظيفيّ أداة تواصل، غير أنَّ الشِّعر يسعى دائماً إلى عرقلة هذه الوظيفة بطرق متعدِّدة؛ منها ما يتمُّ من خروقات تصيب متن اللُّغة فتحيلها إلى مرحلة أولى من عمليَّة هجرة الألفاظ من دلالتها الأولى إلى الثَّانية، الَّتي ينبغي لها بعدئذٍ أن تتلوها مرحلة أخرى هي مرحلة تقليصيَّة، وهي مرحلة تعيد الصُّورة إلى حضرة اللُّغة. ([27])
    ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه لا ينبغي لإحدى من تلك الوظائف السِّتِّ - كما سلف- أن يلغي الوظائف الأخرى، فإذا ألغيت الوظيفة الانفعاليَّة – على سبيل المثال- تحوَّل النَّصُّ النَّقديُّ إلى نقدٍّ انطباعيٍّ يتركَّز فيه بحث النَّاقد على ذاته، إذ ينصرف إلى انفعالات بعيدة عن النَّصِّ والنَّقد كليهما، كما هو الحال عندما تلغي الوظيفة الشِّعرية أيضاً الوظائف الأخرى كالوظيفة المرجعيَّة مثلاً يسترسل النَّاقد بلغة شعريَّة تنغلق على ذاتها مشكِّلة عالمها الخاصّ بعيداً عن النَّصِّ المدروس.
    بقي أن يشار إلى مفهوم العنصر المهيمن، فما هي الوظيفة المهيمنة؟ وهل هي وظيفة جديدة تضاف إلى الوظائف الستِّ السَّابقة؟ أو هي وظيفة تنشأ تحت تأثير إحدى تلك الوظائف؟.
    مفهوم الوظيفة المهيمنة:
    لقد أخذ البحث في معنى الوظيفة المهيمنة ومنزلتها شكلاً معمَّقاً عندما أدرك (ياكبسون) أنَّ العلاقات المكوِّنة للتَّشكيلات الدِّلاليَّة في البنية الشِّعريَّة تحتفظ بالمركز نفسه لها في النُّصوص الفنِّيَّة كافَّة.
    فالعناصر الَّتي كانت في الأصل تقبع في مواقع ثانويَّة ضمن إطار محدَّد لمجموع معيَّن من القواعد الإنشائيَّة العامَّة تصبح في مواقع متقدِّمة أساسيَّة، وخلافاً لذلك تغدو العناصر الَّتي كانت في أصلها مهيمنة على العمل  ذات أهمِّيَّة صغرى فتصبح اختياريَّة.
    إنَّ الاهتمام الَّذي أولاه (ياكبسون) للخطاب الشِّعريِّ ارتبط بمفهوم الوظيفة المهيمنة، من دون سواه؛ لأنَّه يتميَّز دوماً بهيمنة إحدى الوظائف السِّتِّ عليه وهي الوظيفة الشِّعريَّة، من دون إهمال الوظائف الأخرى، أي أنَّ هذه الوظيفة تهيمن على الفعل اللُّغويِّ المثار، في حين تنهض بقيَّة الوظائف بمهمَّة ثانويَّة؛ ذلك أنَّ الوظائف السِّتَّ لا تظهر بالدَّرجة نفسها في عمليَّة التَّلفُّظ هذه، ولكنَّها تظهر جليَّة واضحة حسب أهمِّيتها في النَّصِّ من دون أن تطمس الوظائف الأخرى؛ إذ إنَّها في الأثر تمارس تأثيرها في الوظائف الأخرى كلِّها. ([28])
    لقد أعطى البحث في مكانة الوظيفة المهيمنة دفعاً كبيراً؛ لأنَّه يحاول جاهداً أن يحدِّد خصوصيَّة الأدب مشدِّداً على الواقعة الأدبيَّة؛ لأنَّها واقعة قابلة للرَّصد العلميِّ، إذ يتمُّ فيها رفض كلِّ العوامل الخارجيَّة المحيطة المتغيِّرة الَّتي تجعل من النَّصِّ مجرَّد وثيقة تاريخيَّة أو اجتماعيَّة، ولأنَّها دفاع عن نظريَّة الإبداع، لأنَّه إبداع له خصائصه الَّتي تجعله قائماً بذاته، وجزءاً من النِّظام الاجتماعيِّ القائم.
    ويخلص (ياكبسون) إلى أنَّ تنوُّع الأجناس الأدبيَّة وخصوصيَّتها مرتبط بتضافر الوظائف اللُّغويَّة الأخرى مع الوظيفة الشِّعريَّة المهيمنة في شكلٍ تراتبيٍّ متنوِّع. إذ تسهم الوظيفة الانفعاليَّة إلى جانب الوظيفة الشِّعريَّة في الشّعر الغنائيِّ؛ لأنَّه يركِّز على ضمير المتكلِّم، في حين أنَّ الشِّعر الملحميِّ يفتح المجال أمام الوظيفة المرجعيَّة لتسهم إلى جانب الوظيفة الشِّعريَّة؛ لأنَّه يركِّز على ضمير الغائب، وشعر ضمير المخاطب يتميَّز بمساهمة الوظيفة النِّدائيَّة باستعمال صيغ محدَّدة كالأمر والنِّداء والنَّهي.

    ثبت المراجع:
    1.  الكتب العربيَّة:

        إبراهيم، عبد اللُّه. الغانمي، سعيد. علي، عَواد- معرفة الآخر(مدخل إلى المناهج النَّقديَّة الحديثة)، ط2، المركز الثَّقافيّ العربيّ، الدَّار البيضاء، 1996.
        استيتيه، د.سمير شريف- ثلاثيَّة اللِّسانيَّات التَّواصليَّة، عالم الفكر- مجلَّة دوريَّة محكَّمة تصدر عن المجلس الوطنيّ للثَّقافة والفنون والآداب- الكويت، المجلَّد (34)، 3 يناير/ 2006.
        العمري، محمَّد . تحليل الخطاب الشِّعريّ، دار العالميَّة للكتاب، الدَّار البيضاء، المغرب، 1990.
        القضماني، د. رضوان. مدخل إلى اللِّسانيَّات، منشورات جامعة البعث، دون تاريخ.
        مصدق، حسن. النَّظريَّة النَّقديَّة التَّواصليَّة، ط1، المـركز الثَّقافيّ العربيّ، الدَّار البيضاء- المغـرب، 2005.
        ناصف، د. مصطفى. اللُّغة والتَّفسير والتَّواصل، عالم المعرفة- سلسلة كتب ثقافيَّة شهريَّة يصدرها المجلس الوطني للثَّقافة والفنون والآداب- الكويت، العدد (193)، كانون ثان/1995.
        يعقـوب، د. ناصر. اللُّغة الشِّعريَّة وتجلِّياتها في الرِّواية العربية، (1970 - 2000م)، ط1، المؤسَّسة العربيَّة للدِّراسات والنَّشر، 2004.
    2.  المعاجم:
    1. المسدِّي، عبد السَّلام.  قاموس الِّلسانيَّات، الدَّار العربيَّة للكتاب، 1984.

    3.  الكتب المترجمة:
        إيفانكوس، خوسيه ماريا بوتويلو. نظريَّة اللُّغة الأدبيَّة، سلسلة الدِّراسات النَّقديَّة(2) ترجمة: د. حامد أبو أحمد، مكتبة غريب،301 شارع كامل صدقي (الفجالة)، ط1، 1988.
        دي سوسور، فردينان. علم اللُغة العام، ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النَّص العربي:د. مالك يوسف المطلبي، دار آفاق عربيَّة، د.ت.
        غيـرو، بيار. الســِّيمياء، ترجمـة: أنطوان أبي زيـد، منشورات عويدات، بيروت- باريس، ط1، 1984.
        فرانك، مانفرد. حدود التَّواصل (الإجماع والتَّنازع بين هابرماس وليوتار)، ترجمة وتقديم وتعليق: عز العرب لحكيم بناني، أفريقيا الشَّرق، المغرب، 2003.
        كوهن، جان. بنية اللُّغة الشِّعريَّة، ترجمة: محمَّد الولي ومحمَّد العمريّ، المعرفة الأدبيَّة، دار توبقال للنشر، ط1، 1986.
        هـوكز، ترنس. البنيـويَّة وعلـم الإشارة، ترجمة:محمَّد الماشطة، دار الشُّؤون الثَّقافيَّة العامَّة- بغداد، 1986.
        ياكبسون، رومان. قضايا الشِّعريَّة، ترجمة: محمَّد الولي ومازن حنون، ط1، دار توبقال للنَّشر، الدَّار البيضاء، المغرب، 1988.

    1




    [*] أستاذ في قسم اللُّغة العربيَّة، كلِّيَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة البعث، حمص، سورية.
    [**] طالب ماجستير في قسم اللُّغة العربيَّة، كلِّيَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة تشرين، اللاذقيَّة، سورية.
    [*] Professor، Department of Arabic، Faculty of Arts and Humanities، AlBaath University، Homs، Syria.
    [**] Postgraduate Student، Department of Arabic، Faculty of Arts and Humanities، Tishreen University، Lattakia، Syria.  
    [1]. إنَّ المتتبِّع للحركة المعجميَّة العربيَّة الَّتي صنَّفت المصطلحات الُّلغويَّة الحديثة يجد مدى التُّطوُّر الحاصل  في حقل الِّلسانيَّات، ومن تلك المعاجم على سبيل المثال: قاموس الِّلسانيَّات، إعداد عبد السَّلام المسدِّي، الدَّار العربيَّة للكتاب، 1984م.
    [2]. القضماني، د. رضوان- مدخل إلى اللِّسانيَّات، منشورات جامعة البعث، دون تاريخ، صـ(41).
    [3]. مصدق، حسن- النَّظريَّة النَّقديَّة التَّواصليَّة، ط1، المـركز الثَّقافيّ العربيّ، الدَّار البيضاء- المغرب، 2005م، صـ(79).
    [4]. استيتيه، د. سمير شريف- ثلاثيَّة اللِّسانيَّات التَّواصليَّة، عالم الفكر- مجلَّة دوريَّة محكَّمة تصدر عن المجلس الوطنيّ للثَّقافة والفنون والآداب- الكويت، المجلَّد (34)، 3 يناير/ 2006م، صـ(10).
    [5]. دي سوسور، فردينان – علم اللُغة العام، ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النَّص العربي:د. مالك يوسف المطلبي، دار آفاق عربيَّة، د.ت، صـ 38.
    [6]. ينظر: إبراهيم، عبد اللُّه. الغانمي، سعيد. علي، عَواد- معرفة الآخر(مدخل إلى المناهج النَّقديَّة الحديثة)، ط2، المركز الثَّقافيّ العربيّ، الدَّار البيضاء، 1996م، صـ(44).
    [7]. فرانك، مانفرد- حدود التَّواصل (الإجماع والتَّنازع بين هابرماس وليوتار)، ترجمة وتقديم وتعليق: عز العرب لحكيم بناني، أفريقيا الشَّرق، المغرب، 2003م، صـ (38).
    [8]. ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، ترجمة: محمَّد الولي ومازن حنون، ط1، دار توبقال، الدَّار البيضاء، المغرب، 1988م، صـ(27).
    [9]. ناصف، د. مصطفى – اللُّغة والتَّفسير والتَّواصل، عالم المعرفة- سلسلة كتب ثقافيَّة شهريَّة يصدرها المجلس الوطني للثَّقافة والفنون والآداب- الكويت، العدد (193)، كانون ثان/1995م، صـ(85).
    [10]. ينظر: غيرو، بيار- السِّيمياء، ترجمة: أنطوان أبي زيد، منشورات عويدات، بيروت- باريس، ط1، 1984م، صـ(10).
    [11]. ينظر: القضماني، د. رضوان- مدخل إلى اللِّسانيَّات، (م.س)، صـ(45-46).
    [12]. ينظر: غيرو، بيار- السِّيمياء، (م.س)، صـ(10).
    [13]. ينظر: المرجع السَّابق، صـ(73).
    [14]. ينظر: ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(30).
    [15]. ينظر: ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(31).
    [16]. ينظر: غيرو، بيار- السِّيمياء، (م.س)، صـ(12).
    [17]. ينظر: إيفانكوس، خوسيه ماريا بوتويلو- نظريَّة اللُّغة الأدبيَّة،سلسلة الدِّراسات النَّقديَّة(2) ترجمة: د. حامد أبو أحمد، مكتبة غريب،301 شارع كامل صدقي (الفجالة)، ط1، 1988م، صـ (50-51)
    [18]. ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(33).
    [19]. ينظر:هوكز، ترنس- البنيويَّة وعلم الإشارة، ترجمة:محمَّد الماشطة، دار الشُّؤون الثَّقافيَّة العامَّة-بغداد، 1986م،صـ(75).
    [20]. ينظر: ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(33).
    [21]. يعقوب، د. ناصر- اللُّغة الشِّعريَّة وتجلِّياتها في الرِّواية العربية، (1970-2000م)، ط1، المؤسَّسة العربيَّة للدِّراسات والنَّشر، 2004م، صـ(48).
    [22]. ينظر: ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(33).
    [23]. ينظر: المرجع السَّابق، صـ(24).
    [24]. ينظر:  المرجع السَّابق، صـ(51).
    [25]. ينظر: كوهن، جان – بنية اللُّغة الشِّعريَّة، ترجمة: محمَّد الولي ومحمَّد العمريّ، المعرفة الأدبيَّة، دار توبقال للنشر، ط1، 1986م، صـ(196).
    [26]. ينظر: المرجع السَّابق، صـ(173).
    [27]. ينظر:: العمري، محمَّد – تحليل الخطاب الشِّعريّ، دار العالميَّة للكتاب، الدَّار البيضاء، المغرب، 1990م، صـ(36).
    [28]. ينظر: ياكبسون، رومان- قضايا الشِّعريَّة، (م.س)، صـ(79).